الفصل التاسع عشر
نيراز بحدة : أترك يدي من فضلك , أنت تؤلمني بشدة
شمس الدين وقد ملئ الغضب قلبه ولم يعد يري شئ أمامه : تتألمين حقا , لم تدخري جهدا لتقللي مني أمام الجميع من تظنين نفسك ,
نيراز : انا لم أقصد ذلك أنت من أردت أن تأكل ليس الخطأ خطأي .
ثم ضربت قدمها بقدمه بعنف لدرجة أن شمس الدين تألم من ضربتها ثم أفلتت يدها منه ووقفت بجبروت أمامه : أقلل منك ؟ أنا لا أراك بالأساس ولا تشغل بالي لحظة واحدة , إذا أردت فخذ حاشيتك معك وعد إلي قصرك أنا لن أعود معك أبدا .
شمس الدين : أنا لن أسمح أبدا لكي بالبقاء هنا ستأتين معي ولن يقدر أحد علي منعي من أخذك لقصري وهناك سأريك ما هو الجحيم لن تري الشمس ولن تقابلي أحدا , كنتي تعتقدين أنك ستصبحين أسيرتي فلأهنئك الأن يمكنك التأكد من أنني سأفعل ذلك وستصبيحين من اليوم أمام الجميع أسيرة الملك شمس الدين ولا تظني أبدا أنني سأسمح لكي بأن تكوني زوجتي أو ملكتي أنتي لا تستحقين أي منهم .
ثم تركها وخرج من الجناح والشرر يتطاير من عينيه في حين نيراز سقطت جالسة علي الأرض ممسكة بيدها التي ألمها شمس الدين , وأطلقت العنان لدموعها فأنهمرت من عينيها , لقد أخفتها عن الجميع منذ مدة والأن حان الوقت لها كي تسقط براحة ..
دخلت عليها جاريتها سعدية ولما رأتها هكذا توجهت إليها مسرعة لم تكن تدري ما بها أو ما أوصلها إلي تلك الحالة ولكنها توقعت أن شمس الدين هو السبب خلف ذلك فلقد رأته وهو خارج وعلمت أن هناك خطب ما .
كان شمس الدين لا يدري إلي أين هو ذاهب أثناء سيره داخل القصر ولكنه فضل الحركة عن البقاء في مكان واحد , حتي وصل إلي ساحة تمرين الجنود فشعر أنه وجد المكان المناسب كي يخرج الغضب الذي بداخله فأمر الجميع بالخروج وبقي هو وحده ممسكا بأحد السيوف وفي حركات عشوائية منه ظل يعنف نفسه ويضرب بسيفه هنا وهناك لعل ما بداخله يهدأ ولكن لا ينصرف هذا الغضب فكلما لوح بسيفه رأي وجه نيراز أمامه وهي تخبره بأنها لا تفكر به ولا تريده فيزيده هذا غضبا وعنفا , ظل هكذا وقتا طويلا ولما فقد الأمل في أن يهدأ ذهب للوزير سليمان الذي كان يجلس في جناحه ويرافقه الوزير فهد يلعبان الشطرنج معا وما أن رأئ شمس الدين حتي هبا واقفين لتحيته .
الوزير سليمان : خير جلالتك ,
شمس الدين : إستعدوا سنغادر اليوم أجمعوا الجنود وجهزوا الركاب .
الوزير سليمان وقد لاحظ غضب الملك : أمر جلالتك
لم ينتظر شمس الدين أن يسمع رد الوزير سليمان عليه فسرعان ما خرج حتي أن الوزير سليمان والوزير فهد كانا متفاجأن من رؤيتهم للملك هكذا صبيحة يوم زفافه
الوزير فهد بمكر : أعتقد أن تلك الأميرة لم ترق للملك كثيرا
الوزير سليمان : ما الذي تقوله يا فهد ؟ لا شأن لنا في ذلك ولا تتجرأ أن تتحدث في هذا الأمر أمام أي أحد فهي الملكة الأن ..
الوزير فهد : وما الذي قلته ؟ ألا تري وجه الملك لم نراه هكذا من قبل
الوزير سليمان : فليكون مثلما يشاء فذلك أمر خاص بينهم .
الوزير فهد : بالتأكيد يا وزير سليمان ثم حدث نفسه قائلا :من الواضح أنني سأتسلي كثيرا فكرت بأنني خسرت لعبتي الحلوة بزواجها من الملك ولكن لا أظن أن شئ كبير قد تغير بهذا الزواج , ملكة نيراز أهلا يا لعبتي الحلوة .
كانت نيراز ما زالت تجلس أرضا جفت دموعها من كثرة ما بكت أما سعدية فظلت بجانبها تبكي علي حال أميرتها وصديقة حياتها .
سعدية : لو بيدي أي شئ لفديتك بنفسي مولاتي , لا تبكي أكثر فعيونك تلك لا تستحق أن تبكي مهما كان السبب , هوني عليكي
نيراز وقد همت واقفة في ثبات : هيا حضري لي ملابس أخري بدلا من تلك سأرحل بعد قليل .
سعدية : سترحلين ؟ سأتي معك أليس كذلك
نيراز : لا لن يأتي معي احد سأذهب وحدي .
هبت سعدية واقفة : لن أسمع منك شئ سأتي حتي لو رفضتي أخذي معك سأذهب من خلفكم وليحدث لي ما يحدث .
إبتسمت نيراز بلطف : حسنا , ستأتين معي ثم أكملت بمكر ولكن ليكن لديك علم لو أراد شمس الدين التخلص مني في قصره ستكونين معي لن يبقي علي أحد يتبعني ؟
سعدية وقد أبتلعت ريقها : فليحدث ما يحدث لن أخاف منه أبدا ..
قالت كلماتها وحينها وجدت شمس الدين أمامها فأرتعدت من الخوف وسرعان ما غادرت وتركت نيراز وحدها مع شمس الدين .
ظل يتجول في الجناح محاولا تفادي النظر لنيراز التي وقفت قليلا معه ثم غادرت دون أن تنطق بشئ ...
تمت التجهيزات لرحيل الموكب وبعد وداع بين نيراز وعائلتها حملت في المحمل وبجانبها الجواري تسير أما شمس الدين فقد أمتطي حصانه وكان في مقدمة مسير الموكب ومعه فرسانه ووزرائه .
كانت الخيول تسير ببطئ مراعاة لوجود الملكة بالمحمل ولذلك أستغرق الطريق أكثر من الوقت الذي كان يأخذه لو كانوا يسيرون جريا بالخيول , كان الليل قد أتي عليهم وهم مازالوا في الطريق فطلب الوزير سليمان من الملك أن تنصب الخيام كي يستريح الجنود والخيول من الطريق وأيضا لصعوبة الحركة ليلا ...
نصبت الخيام وكانت نيراز في خيمتها ومعها سعدية أما شمس الدين كان في خيمة أخري ..
دخل عليه الوزير سليمان وبعد أن حياه .
الوزير سليمان : مولاي , هل ستبقي في تلك الخيمة حتي الصباح .
شمس الدين : نعم ما الأمر , لاحظ عدم الرضي من الوزير سليمان عما قاله , ما الأمر تحدث .
الوزير سليمان : مولاي لن يكون من المناسب لصورة ومكانة الملكة أن تبقي بعيدا عنها وأنتما تزوجتم للتو..
شمس الدين : هذا لا يخص أحد , ولن أسمح بأن يحدثنا احد في ذلك الأمر لولا مكانتك لكنت عوقبت بشدة .
الوزير سليمان : أعتذر مولاي لن أكرر خطأي , ثم تركه وذهب
شمس الدين لنفسه : بقائي بعيدا عنها أفضل للجميع سيقتل أحدا الأخر لو بقينا معا .
كان الوزير سليمان غير راضي عن قرار الملك شمس الدين ولكنه لا يقوي علي الإعتراض علي ما يريده الملك .
علم الوزير فهد بأن شمس الدين لن يبقي برفقة نيراز في تلك الليلة وشعر بان تلك هي فرصته كي يسيطر علي نيراز ويجبرها علي أخذ جانبه ..
الليل قد تأخر وكلا بخيمته لم يبقي سوي الجنود في خارج الخيام لحماية الجميع , كانت نيراز نائمة علي سرير فاخر قد نصب بالخيمة لها وعلي الأرض تنام سعدية برفقتها , حينها قطع أحدهم الجانب الخلفي للخيمة بسكين حاد ودخل متسللا كان ملثم الوجه وبيده السكين يمشي بحذر حتي وصل إلي نيراز النائمة وما أن رفع يده لأعلي حتي ينزل بالسكين علي نيراز حتي فتحت عيناها وأمسكت بيده قبل أن تصل لجسها فزعت سعدية هي الأخري وبدأت بالصراخ , أما نيراز فلم تخشي المواجهة وباغتت ذلك المتسلل بأن جرحت هي يده بسكينها التي كانت تضعها تحت وسادتها تحسبا لأي خطر ..
سمع الجنود الصراخ القادم من الداخل ولكن لم يجرأ أحد علي الدخول علي الملكة دون وجود الملك شمس الدين الذي سرعان ما خرج من خيمته ذاهبا لنيراز .
دفعت نيراز المهاجم للخلف وهبت واقفة من علي سريرها لتتمكن منه ولكنه سرعان ما خرج من الخيمة مثلما دخلها وكان شمس الدين كان لتوه قد أتي أمر الجنود بأن يذهبوا خلفه أما هو فأمسك نيراز من ذراعها وظل يتفحصها بخوف ولهفه لما رأته نيراز هكذا تفاجأت ولكنها سحبت يدها منه
شمس الدين : هل أنتي بخير ؟؟ هل جرحتي بأي مكان ؟؟
نيراز بصوت هادئ : انا بخير لا شئ بي.
الوزير سليمان : حمد لله أنه لم يصبك بأذي , سأذهب خلف الجنود يا مولاي لأري ما الذي توصلوا إليه .
شمس الدين : عندما تجده أحضره لي حي أريد أن أعرف ما دافعه ومن الذي خلفه ؟
الوزير سليمان : أمرك مولاي .... ثم خرج وبقي شمس الدين مع نيراز
شمس الدين : هيا تعالي معي لخيمتي ,
نيراز : وماذا سأفعل بخيمتك لن أنام علي أي حال فلتذهب أنت وتستريح .
شمس الدين : هذا ليس وقت مناسب لعنادك كنتي ستقتلين كيف أدعك وحدك هنا بالأساس لم تعد الخيمة تصلح لأن يبقي بها أحد ..
نيراز : كنت سأقتل ؟؟ أتظنني حمقاء وأني صدقت مسرحيتك المزيفه تلك علي اساس تريد أن تعلم من الذي وراء هذا المهاجم , أليس أنت من أرسله لقتلي .
شمس الدين بتعجب : هل تعتقدين حقا بأنني من أرسلته لقتلك وأنني خلف ذلك ؟ أقترب منها أكثر ووقف مقابلا لها :كي يكون لديك علم إذا أردت قتلك فلن أرسل أحدهم لفعل ذلك بل سأقتلك بيدي أمام الجميع , الأن هيا معي وضعي شال ما علي رأسك لا أريد أن يري الجنود مثل هذا القبح ليلا فيصابوا بشئ ما .
ظلت نيراز بخيمة شمس الدين تلك الليلة حاول كلا منهما تجنب الحديث مع الأخر ولذلك غفت نيراز في أحد جنبات الخيمة وكان شمس الدين مستلقيا علي سريره ما أن رأها غفت في نومها حتي ذهب إليها وببطئ حملها ووضعها علي السرير ظل ينظر إليها وهي نائمة حتي شعر بحركة الجنود بالخارج فوضع غطاء عليها وخرج للخارج وما أن شعرت نيراز بحركته للخارج حتي فتحت عينيها وإبتسمت
نيراز : صبرك يا شمس الدين , تريد أن تجعلني أسيرتك فلنري من منا سيكون أسيرا للأخر ...
كان الوزير سليمان قد عاد برفقة الجنود ...
شمس الدين : أين ذلك المهاجم ؟؟
الوزير سليمان : لم نستطع أن نعثر عليه يا مولاي لقد أختفي .
شمس الدين بغضب : إذا ما فائدتكم شخص واحد لا تستطيعون إيجاده , بالأساس يجب أن تحاسبوا علي تسلله ودخوله لخيمة الملكة وايضا علي هروبه منكم .
الوزير سليمان : المكان ليس أمن بالكامل يا مولاي , وأيضا الظلام والغابة كانوا في صالحه .
شمس الدين :لا أريد أن أسمع أعذار يكفي ما سمعته لو تكرر هذا الأمر مرة ثانية فلن يتبقي منكم سوي أسمائكم .
ثم تركهم ودخل مرة ثانية إلي خيمته ...أما الوزير سليمان أمر الجنود بالحراسة المكثفة ودخل هو الأخر خيمته ...ثم تحدث لشخص ما .
الوزير سليمان : أبقي هنا حتي الصباح , ثم أمسك بكيس من القطع النقدية الذهبية وألقاه لذلك الشخص : هذا لك وأنسي ما حدث الليلة .
الشخص : أمرك مولاي , ولكن كنت سأخسر حياتي أمام الملكة هي حقا ماهرة .
الوزير سليمان : لقد حذرتك من الأقتراب منها كثيرا ,أمرتك فقط بأن تثير ذعرها من بعيد ومن ثم تهرب ولكنك أحمق كيف تتجرأ وتتلاعب معها بسكين لو أنها أمسكت بك لكان رأسك الأن بجانب قدمك .
الشخص : حمد لله لولا أنك أدخلتني سريعا لخيمتك لكان الجنود أمسكوا بي , ولكني أبدا لم أكن لأقول أي حرف عنك .
الوزير سليمان : أعلم ذلك والأن عالج جرحك ولا تظهره أمام أحد حتي لا تثير الشكوك إليك وفي الصباح عد بين الجنود كما كنت .
الشخص : أمرك مولاي ..
ذهب الوزير سليمان لسريره كي يتمدد قليلا فلفجر قد أقترب وسيبدأن رحلتهم للقصر بمجرد بزوغ النهار : ذلك الهجوم سيجبر الملك شمس الدين علي البقاء برفقة الملكة مدة طويلة لن أسمح له بالإبتعاد عما يريده قلبه أنا أعرفه جيدا ولكنه يكابر ويعاند فلنري كيف سيهرب الأن .
في الصباح تحرك الموكب من جديد لمواصلة رحلتهم عائدين للقصر , ما أن أنتصف النهار حتي كانوا قد بلغوا وجهتهم , أمر شمس الدين الجواري إصطحاب الملكة نيراز إلي جناحها ففرش طريقها بالورود وعطر القصر كله لإسستقبال ملكته , فالقصر غابت عنه الملكات منذ سنوات وذلك بالطبع بسبب عدم زواج شمس الدين وأيضا بسبب عدم وجود أمه الملكة فردوس منذ أكثر من ثماني سنوات .
شمس الدين وقد ملئ الغضب قلبه ولم يعد يري شئ أمامه : تتألمين حقا , لم تدخري جهدا لتقللي مني أمام الجميع من تظنين نفسك ,
نيراز : انا لم أقصد ذلك أنت من أردت أن تأكل ليس الخطأ خطأي .
ثم ضربت قدمها بقدمه بعنف لدرجة أن شمس الدين تألم من ضربتها ثم أفلتت يدها منه ووقفت بجبروت أمامه : أقلل منك ؟ أنا لا أراك بالأساس ولا تشغل بالي لحظة واحدة , إذا أردت فخذ حاشيتك معك وعد إلي قصرك أنا لن أعود معك أبدا .
شمس الدين : أنا لن أسمح أبدا لكي بالبقاء هنا ستأتين معي ولن يقدر أحد علي منعي من أخذك لقصري وهناك سأريك ما هو الجحيم لن تري الشمس ولن تقابلي أحدا , كنتي تعتقدين أنك ستصبحين أسيرتي فلأهنئك الأن يمكنك التأكد من أنني سأفعل ذلك وستصبيحين من اليوم أمام الجميع أسيرة الملك شمس الدين ولا تظني أبدا أنني سأسمح لكي بأن تكوني زوجتي أو ملكتي أنتي لا تستحقين أي منهم .
ثم تركها وخرج من الجناح والشرر يتطاير من عينيه في حين نيراز سقطت جالسة علي الأرض ممسكة بيدها التي ألمها شمس الدين , وأطلقت العنان لدموعها فأنهمرت من عينيها , لقد أخفتها عن الجميع منذ مدة والأن حان الوقت لها كي تسقط براحة ..
دخلت عليها جاريتها سعدية ولما رأتها هكذا توجهت إليها مسرعة لم تكن تدري ما بها أو ما أوصلها إلي تلك الحالة ولكنها توقعت أن شمس الدين هو السبب خلف ذلك فلقد رأته وهو خارج وعلمت أن هناك خطب ما .
كان شمس الدين لا يدري إلي أين هو ذاهب أثناء سيره داخل القصر ولكنه فضل الحركة عن البقاء في مكان واحد , حتي وصل إلي ساحة تمرين الجنود فشعر أنه وجد المكان المناسب كي يخرج الغضب الذي بداخله فأمر الجميع بالخروج وبقي هو وحده ممسكا بأحد السيوف وفي حركات عشوائية منه ظل يعنف نفسه ويضرب بسيفه هنا وهناك لعل ما بداخله يهدأ ولكن لا ينصرف هذا الغضب فكلما لوح بسيفه رأي وجه نيراز أمامه وهي تخبره بأنها لا تفكر به ولا تريده فيزيده هذا غضبا وعنفا , ظل هكذا وقتا طويلا ولما فقد الأمل في أن يهدأ ذهب للوزير سليمان الذي كان يجلس في جناحه ويرافقه الوزير فهد يلعبان الشطرنج معا وما أن رأئ شمس الدين حتي هبا واقفين لتحيته .
الوزير سليمان : خير جلالتك ,
شمس الدين : إستعدوا سنغادر اليوم أجمعوا الجنود وجهزوا الركاب .
الوزير سليمان وقد لاحظ غضب الملك : أمر جلالتك
لم ينتظر شمس الدين أن يسمع رد الوزير سليمان عليه فسرعان ما خرج حتي أن الوزير سليمان والوزير فهد كانا متفاجأن من رؤيتهم للملك هكذا صبيحة يوم زفافه
الوزير فهد بمكر : أعتقد أن تلك الأميرة لم ترق للملك كثيرا
الوزير سليمان : ما الذي تقوله يا فهد ؟ لا شأن لنا في ذلك ولا تتجرأ أن تتحدث في هذا الأمر أمام أي أحد فهي الملكة الأن ..
الوزير فهد : وما الذي قلته ؟ ألا تري وجه الملك لم نراه هكذا من قبل
الوزير سليمان : فليكون مثلما يشاء فذلك أمر خاص بينهم .
الوزير فهد : بالتأكيد يا وزير سليمان ثم حدث نفسه قائلا :من الواضح أنني سأتسلي كثيرا فكرت بأنني خسرت لعبتي الحلوة بزواجها من الملك ولكن لا أظن أن شئ كبير قد تغير بهذا الزواج , ملكة نيراز أهلا يا لعبتي الحلوة .
كانت نيراز ما زالت تجلس أرضا جفت دموعها من كثرة ما بكت أما سعدية فظلت بجانبها تبكي علي حال أميرتها وصديقة حياتها .
سعدية : لو بيدي أي شئ لفديتك بنفسي مولاتي , لا تبكي أكثر فعيونك تلك لا تستحق أن تبكي مهما كان السبب , هوني عليكي
نيراز وقد همت واقفة في ثبات : هيا حضري لي ملابس أخري بدلا من تلك سأرحل بعد قليل .
سعدية : سترحلين ؟ سأتي معك أليس كذلك
نيراز : لا لن يأتي معي احد سأذهب وحدي .
هبت سعدية واقفة : لن أسمع منك شئ سأتي حتي لو رفضتي أخذي معك سأذهب من خلفكم وليحدث لي ما يحدث .
إبتسمت نيراز بلطف : حسنا , ستأتين معي ثم أكملت بمكر ولكن ليكن لديك علم لو أراد شمس الدين التخلص مني في قصره ستكونين معي لن يبقي علي أحد يتبعني ؟
سعدية وقد أبتلعت ريقها : فليحدث ما يحدث لن أخاف منه أبدا ..
قالت كلماتها وحينها وجدت شمس الدين أمامها فأرتعدت من الخوف وسرعان ما غادرت وتركت نيراز وحدها مع شمس الدين .
ظل يتجول في الجناح محاولا تفادي النظر لنيراز التي وقفت قليلا معه ثم غادرت دون أن تنطق بشئ ...
تمت التجهيزات لرحيل الموكب وبعد وداع بين نيراز وعائلتها حملت في المحمل وبجانبها الجواري تسير أما شمس الدين فقد أمتطي حصانه وكان في مقدمة مسير الموكب ومعه فرسانه ووزرائه .
كانت الخيول تسير ببطئ مراعاة لوجود الملكة بالمحمل ولذلك أستغرق الطريق أكثر من الوقت الذي كان يأخذه لو كانوا يسيرون جريا بالخيول , كان الليل قد أتي عليهم وهم مازالوا في الطريق فطلب الوزير سليمان من الملك أن تنصب الخيام كي يستريح الجنود والخيول من الطريق وأيضا لصعوبة الحركة ليلا ...
نصبت الخيام وكانت نيراز في خيمتها ومعها سعدية أما شمس الدين كان في خيمة أخري ..
دخل عليه الوزير سليمان وبعد أن حياه .
الوزير سليمان : مولاي , هل ستبقي في تلك الخيمة حتي الصباح .
شمس الدين : نعم ما الأمر , لاحظ عدم الرضي من الوزير سليمان عما قاله , ما الأمر تحدث .
الوزير سليمان : مولاي لن يكون من المناسب لصورة ومكانة الملكة أن تبقي بعيدا عنها وأنتما تزوجتم للتو..
شمس الدين : هذا لا يخص أحد , ولن أسمح بأن يحدثنا احد في ذلك الأمر لولا مكانتك لكنت عوقبت بشدة .
الوزير سليمان : أعتذر مولاي لن أكرر خطأي , ثم تركه وذهب
شمس الدين لنفسه : بقائي بعيدا عنها أفضل للجميع سيقتل أحدا الأخر لو بقينا معا .
كان الوزير سليمان غير راضي عن قرار الملك شمس الدين ولكنه لا يقوي علي الإعتراض علي ما يريده الملك .
علم الوزير فهد بأن شمس الدين لن يبقي برفقة نيراز في تلك الليلة وشعر بان تلك هي فرصته كي يسيطر علي نيراز ويجبرها علي أخذ جانبه ..
الليل قد تأخر وكلا بخيمته لم يبقي سوي الجنود في خارج الخيام لحماية الجميع , كانت نيراز نائمة علي سرير فاخر قد نصب بالخيمة لها وعلي الأرض تنام سعدية برفقتها , حينها قطع أحدهم الجانب الخلفي للخيمة بسكين حاد ودخل متسللا كان ملثم الوجه وبيده السكين يمشي بحذر حتي وصل إلي نيراز النائمة وما أن رفع يده لأعلي حتي ينزل بالسكين علي نيراز حتي فتحت عيناها وأمسكت بيده قبل أن تصل لجسها فزعت سعدية هي الأخري وبدأت بالصراخ , أما نيراز فلم تخشي المواجهة وباغتت ذلك المتسلل بأن جرحت هي يده بسكينها التي كانت تضعها تحت وسادتها تحسبا لأي خطر ..
سمع الجنود الصراخ القادم من الداخل ولكن لم يجرأ أحد علي الدخول علي الملكة دون وجود الملك شمس الدين الذي سرعان ما خرج من خيمته ذاهبا لنيراز .
دفعت نيراز المهاجم للخلف وهبت واقفة من علي سريرها لتتمكن منه ولكنه سرعان ما خرج من الخيمة مثلما دخلها وكان شمس الدين كان لتوه قد أتي أمر الجنود بأن يذهبوا خلفه أما هو فأمسك نيراز من ذراعها وظل يتفحصها بخوف ولهفه لما رأته نيراز هكذا تفاجأت ولكنها سحبت يدها منه
شمس الدين : هل أنتي بخير ؟؟ هل جرحتي بأي مكان ؟؟
نيراز بصوت هادئ : انا بخير لا شئ بي.
الوزير سليمان : حمد لله أنه لم يصبك بأذي , سأذهب خلف الجنود يا مولاي لأري ما الذي توصلوا إليه .
شمس الدين : عندما تجده أحضره لي حي أريد أن أعرف ما دافعه ومن الذي خلفه ؟
الوزير سليمان : أمرك مولاي .... ثم خرج وبقي شمس الدين مع نيراز
شمس الدين : هيا تعالي معي لخيمتي ,
نيراز : وماذا سأفعل بخيمتك لن أنام علي أي حال فلتذهب أنت وتستريح .
شمس الدين : هذا ليس وقت مناسب لعنادك كنتي ستقتلين كيف أدعك وحدك هنا بالأساس لم تعد الخيمة تصلح لأن يبقي بها أحد ..
نيراز : كنت سأقتل ؟؟ أتظنني حمقاء وأني صدقت مسرحيتك المزيفه تلك علي اساس تريد أن تعلم من الذي وراء هذا المهاجم , أليس أنت من أرسله لقتلي .
شمس الدين بتعجب : هل تعتقدين حقا بأنني من أرسلته لقتلك وأنني خلف ذلك ؟ أقترب منها أكثر ووقف مقابلا لها :كي يكون لديك علم إذا أردت قتلك فلن أرسل أحدهم لفعل ذلك بل سأقتلك بيدي أمام الجميع , الأن هيا معي وضعي شال ما علي رأسك لا أريد أن يري الجنود مثل هذا القبح ليلا فيصابوا بشئ ما .
ظلت نيراز بخيمة شمس الدين تلك الليلة حاول كلا منهما تجنب الحديث مع الأخر ولذلك غفت نيراز في أحد جنبات الخيمة وكان شمس الدين مستلقيا علي سريره ما أن رأها غفت في نومها حتي ذهب إليها وببطئ حملها ووضعها علي السرير ظل ينظر إليها وهي نائمة حتي شعر بحركة الجنود بالخارج فوضع غطاء عليها وخرج للخارج وما أن شعرت نيراز بحركته للخارج حتي فتحت عينيها وإبتسمت
نيراز : صبرك يا شمس الدين , تريد أن تجعلني أسيرتك فلنري من منا سيكون أسيرا للأخر ...
كان الوزير سليمان قد عاد برفقة الجنود ...
شمس الدين : أين ذلك المهاجم ؟؟
الوزير سليمان : لم نستطع أن نعثر عليه يا مولاي لقد أختفي .
شمس الدين بغضب : إذا ما فائدتكم شخص واحد لا تستطيعون إيجاده , بالأساس يجب أن تحاسبوا علي تسلله ودخوله لخيمة الملكة وايضا علي هروبه منكم .
الوزير سليمان : المكان ليس أمن بالكامل يا مولاي , وأيضا الظلام والغابة كانوا في صالحه .
شمس الدين :لا أريد أن أسمع أعذار يكفي ما سمعته لو تكرر هذا الأمر مرة ثانية فلن يتبقي منكم سوي أسمائكم .
ثم تركهم ودخل مرة ثانية إلي خيمته ...أما الوزير سليمان أمر الجنود بالحراسة المكثفة ودخل هو الأخر خيمته ...ثم تحدث لشخص ما .
الوزير سليمان : أبقي هنا حتي الصباح , ثم أمسك بكيس من القطع النقدية الذهبية وألقاه لذلك الشخص : هذا لك وأنسي ما حدث الليلة .
الشخص : أمرك مولاي , ولكن كنت سأخسر حياتي أمام الملكة هي حقا ماهرة .
الوزير سليمان : لقد حذرتك من الأقتراب منها كثيرا ,أمرتك فقط بأن تثير ذعرها من بعيد ومن ثم تهرب ولكنك أحمق كيف تتجرأ وتتلاعب معها بسكين لو أنها أمسكت بك لكان رأسك الأن بجانب قدمك .
الشخص : حمد لله لولا أنك أدخلتني سريعا لخيمتك لكان الجنود أمسكوا بي , ولكني أبدا لم أكن لأقول أي حرف عنك .
الوزير سليمان : أعلم ذلك والأن عالج جرحك ولا تظهره أمام أحد حتي لا تثير الشكوك إليك وفي الصباح عد بين الجنود كما كنت .
الشخص : أمرك مولاي ..
ذهب الوزير سليمان لسريره كي يتمدد قليلا فلفجر قد أقترب وسيبدأن رحلتهم للقصر بمجرد بزوغ النهار : ذلك الهجوم سيجبر الملك شمس الدين علي البقاء برفقة الملكة مدة طويلة لن أسمح له بالإبتعاد عما يريده قلبه أنا أعرفه جيدا ولكنه يكابر ويعاند فلنري كيف سيهرب الأن .
في الصباح تحرك الموكب من جديد لمواصلة رحلتهم عائدين للقصر , ما أن أنتصف النهار حتي كانوا قد بلغوا وجهتهم , أمر شمس الدين الجواري إصطحاب الملكة نيراز إلي جناحها ففرش طريقها بالورود وعطر القصر كله لإسستقبال ملكته , فالقصر غابت عنه الملكات منذ سنوات وذلك بالطبع بسبب عدم زواج شمس الدين وأيضا بسبب عدم وجود أمه الملكة فردوس منذ أكثر من ثماني سنوات .