الفصل التاسع وعشرون

امام غرفة العمليات يقف الجميع في حالة من القلق والخوف علي صغيرتهم تجلس فاطمه والدموع في عيناها علي ابنتها اقترب بلال منها وضمها بحنان

بلال : ممكن تهدي ياماما هي هتبقي كويسه دي عملية المرارة يعني بسيطه

نوران : طب يا بلال كلم الدكاتره اي حدشوفهم اتاخرو ليه

ادهم : فين التاخير ده

روان بدموع : انا خايفه عليها اووي شوفتو كانت تعبانه ازاي  عندما رات روان دموع شقيقتها نزلت دموعها معاها

ادهم بزعيق : يووه بقا ما تبطلو عياط بتعيطو مده ليه

اقترب بلال من روان وحضنها واستسلمت لحضنه فهي الان زوجته شرعا وجلست نوران بجانب فاطمه واستغلت ذلك الموقف لتسقط دموعها المكبوته

بلال : متزعقش فيهم كده يا اخي براحه

ادهم بعصبيه : انت م شايف بدل ما يهدو عمتو كل واخده فيهم عماله تتشنهف تعبتوا اعصابي

روان : انا خايفه عليها

نوران : وانا كمان

فاطمه : انا عاوزه بنتييي

ادهم ابتعد عنهم قليلا وقال بتعب : تعبتوني حرام عليكم انا مش عارف اهدي خوفي ولا قلقي

عاد اليهم عندما راي الطبيب خرج

بلال : يعني هي كويسه دلوقت

الدكتور : اه وهننقلها اوضه تانيه بس بلاش دوشه حوليها

ادهم بعصبيه : يعني اي بلاش نشوفها

بلال بضيق : اهدي بقا يا ابني

الدكتور : تقدرو تشوفها بس ابعدو عنها التعب النفسي لان اكيد حالتها النفسيه وحشه

روان : اشمعنا

الدكتور : وهي ف البنج تعبيرات وشها كانت بتحزن وكانت دموعها بتزل وده دليل ان ف حاجه تاعبه نفسيتها

فاطمه : دي نتجتها لسه طالعه ومن العشر الاوائل

الدكتور : انا مش عارف السبب بس زي ما قولتلكو كده

شرد ادهم في كلام الدكتور وعلم انه السبب في حزنها وعانف نفسه بشده كيف ان يفعل ذلك في ملائكه
...........................
في امريكا وفي منزل يبدو عليه الثراء يجلس سليم ومعه محمد وسلمي واحمد بعد سلامات وترحاب حار

سلمي : يااه يسليم لسه زي ماانت يخويا

سليم بمزاح : عيب عليكي انا شباب يا بت

احمد : طول عمرك

محمد يجلس معهم وعلامات الضيق والغضب علي وجهه

احمد : قالب وشك ليه يا متر اي مش وحشناك

محمد : اومال مين الا لسه واخدك بالحضن انت طول عمرك ناقر الجميل كده

ضحك الجميع علي محمد

سلمي : انا عارفه هو مدايق من اي

سليم : اومال ديما فين صحيح

احمد غمز لمحمد ليغيظه : بنت اختي مسيطرة برضو

محمد : لما تجي هنشوف مين فينا الا مسيطر

سليم : اهدي يا محمد يمكن مش تعرف ان احنا هنوصل انهارده

محمد : حتي لو احنا بقالنا ساعتين اتغدينا وحالينا وشربنا شاي ازاي تفضل بره لحد دلوقت

سلمي : يحبيبي احنا في امريكا زمانها جايه متخفش

محمد بعصبيه : امريكا اي وزفت اي يا سلمي ملهاش راجل يحكم عليها

سلمي : بتزعقلي يا قليل الادب طول عمرك بلسانين

محمد باستنكار : بس يا وليه

سلمي بزهول وشهقه : هاءء وليه يا بيئه انا وليه

ضحك احمد وسليم عليها

احمد : سيبك منه يحببتي نزل مصر تلاقي كان بيتعامل مع عربجيه

محمد : راجل انت انا دماغي تعباني روح شوف بنت اختك فين انا تعبان وطالع انام وقولها متبقاش تيجي تتمحلس ليا ماشي

احمد : واطي

محمد وهو يذهب : تربيتك يا حبيبي

سليم بزهول : اي ده الولد واخد عليكم اوي ازاي كده

سلمي : هو من صغره كده لا عمره قالي يا عمتو ولا ماما وبيقوله يا احمد

سليم : وبيكلمكوا بالطريقة دي

احمد : خدنا علي كده بقا فقدت الامل فيه

سليم ضحك : انا الا كنت مفكره محترم وكنت فرحان بيه

ضحكت سلمي واحمد في آن واحد

احمد : محترم جدا اووي

سلمي : المهم بقا احمد جهزلك العياده ومن بكره تقدر تنزل فيها

سليم : خايف مش عارف اتأقلم هنا طول عمري شغال في مصر

احمد : هتتأقلم عادي

سليم : ربنا يسهل هطلع اريح شويه

احمد : براحتك يعم قوم وفك كده وانا هكلم ديما للمجنون ده هيطربق الدنيا علينا

في الطابق العلوي في غرفة محمد يقف في الشرفة ينظر الي السماء والحزن يتكلم في عينه
يسترجع مواقف نوران ومشاغبتها وضحك عندما تذكر طردها له من السيارة ضحك بدموع يتمني لو يعود لها ولا يفارقها ابدا مسح محمد دموعه بغضب وعصبيه

محمد : هعيط علي واحده ومين الا سجنت ابويا ظلم وبهدله معقوله احبها للدرجادي

قلبه : مهي حبيتك اضعاف حبك ده ظلمتها وجرحتها

محمد : عاوز اي اعملك اي عاوز تروح لنوران وتسيب ديما  الا تستحقك

قلبه : ويترا هتعيش مع ديما وقلبك مع نوران

محمد : مين قال اني بحبها ده بس اكمني عشت معاها فتره كاي راجل  كان معاه بنت حلوه وعملو ذكري انا بحب ديما

قلبه : لو بتحبها مكنتش طلعت كنت استنيت اما اطمنت عليها

محمد : بس بس بقا انا مش ناقص ارف انا سافرت ومش راجع

تنهد بقوة وتوجه الي فراشه ونام في ثبات عميق

في المستشفي في الغرفه التي بها فرح الجميع حوالها ماعدا ادهم الذي تعمد عدم رؤيتها حتي لا يسبب لما حزن واعتذر منهم وقال ان لديه عمل هام مع صخر وعليه الذهاب الان فرح تبكي في حضن بلال

فاطمه : يا بنتي كفايه عياط بقا وكلي

بلال : ممكن اعرف طيب بتعيطي ليه

فرح : خوفت اووي وانا في العمليات

روان : بت انتي بقا بطلي دلع وقومي من حضن جوزي انا انثي شرقيه وبغير

ضحك الجميع علي روان بينما غمز بلال له

بلال : بطل

احمر وجه روان وصمتت

نوران : ما انتي الا بتجبيه لنفسك

فرح : عارفين انا جالي المرارة ليه

بلال : ليه يا قلبي

فرح : من ارفك  انت ومراتك يحبيبي

بلال : كلبه

فرح : بما اني تعبانه ونايمه في سرير مستشفي وكده ونظرت لروان ونوران

روان : انطلقي مش هيقدر يعمل حاجه وانتي تعبانه

بلال رفع حاجبه ونظر لهم : مش مرتاح ليكو عاوزه اي يا فرح

فرح : انا عرفت بالمنحه وعاوزه اطلعها دي فرصتي.

بلال بهدوء : بس يحببتي انتي تعبانه ومش حمل خبطه فنفخوك

فرح بدموع : حرام عليك يا بلال تحرمني من الفرصه دي

فاطمه : اهدي يا فرح عشان انتي تعبانه الجرح ممكن يفك

فرح ببكاء : يفك ولا يولع ربنا يخدني عشان ترتاحوا

بلال : لا والله ده لوي دراع بقا لينا كلام بعد ما تخفي يا فرح

فرح مسحت دموعها وصمتت بحزن ثم قالت : حد يخرجني من هنا انا هرتاح في البيت

بلال بنرفزه : اوكيه انا هعمل اجراءات خروج

في شركة صخر يجلس شاردًا يستعيد ذكريات بغموض وتفكير

فلاش باك

يقود سيارته بسرعة فائقة والغضب ثأر بداخله اوقف سيارته امام احدي الفيلل نزل من السيارة ورن جرس الفيلا بعصبيه ولا يتركه فتحت فتاة قصيرة القامة يبدو عليها البكاء

هاجر بحزن : صخر باشا نورت
وتركته ودخلت دخل خلفها وهو يقول باعلي صوته

صخر : ارتاحتي اما وقعتي ما بينا ارتحتي شيطانك ارتاح انا مش فاهم انتي اي ابليس يتعلم منك

نظرت له هاجر وجسدها يرتعش برعب من صوته ومنظره واجهشت بالبكاء

صخر : كنت بعتبرك اختي وغاليه عليا لي تعملي كده ردي عليا انطقي لم تجيبه فرفع يده لاعلي وكاد سوف يسقطها علي وجهها لولا ان رأها وضعت يدها علي وجهها تخبيه وجلست جاثية علي ركبتيها بمنظر مثير للشفقه لم ينكر ان منظرها اثر فيه بشده فانزل يده واستغفر الله

صخر بصوت رجولي وحده خفيفه : قومي متقعديش كده قومي

لم ترد عليه وازداد بكاءها وشهقاتها نظر لها باستغراب تبكي كبكاء طفل رضيع فقد امه

جلس علي ركبتيه امامها ومسكها من كتفها واوقفها امامها اصبح طولها في منتصف كتفه نظر لها وقال

صخر : بتعيطي كده ليه انا لسه معملتش فيكي حاجه

هاجر نظرت له بدموع : كل ده عشان بحبك

صخر هزها بعنف وزعيق : عشان كرهتيها فياااا

هاجر : هي اصلا مبتحبكش فوق بقا وارحم نفسك

صخر : وانتي مالك كانوا عينوكي حارس علي قلبيي دانتي غريبه اوي

هاجر باندفاع: انت الا غبي يا غبي

صخر بنرفزه  : بت انتي هبله يا بت ولا اي

هاجر بدموع : انا بحبك والله بحبك اووي افهم

نظر لها لدقائق ولدموعها وتذكر كيف كانت تبكي نوران علي فراق محمد والان هي تبكي مثلها تماما  حك رأسه بيده وابتسم علي شكلها وقال

صخر : بتحبيني اووي يعني

هاجر باندفاع طفولي : اه والله اووي اووي

صخر : من امتي

هاجر : من اول يوم دخلت في الجامعه

صخر : شوف بقا الكدب ازاي وانا اصلا اكبر منك واما دخلت الجامعه مكنتيش جيتي

هاجر ببراءه : لا قصدي انا انا دخلت لقيتك والله

صخر : امممم انا استغربت اصلا خدت الاول كليه تجاره وبعد كده قدمت هندسه وجيت ف اخر سنه وكنت بعيد بقا

هاجر باستغراب : ازاي

صخر : ازاي اي مجموعي كان حلو بس انا حبيت تجاره عشان بحب البزنس والشركات وهندسه ثم صمت

هاجر بدموع : عشان بتحب نوران

صخر اقترب منها ومسح دموعها : تؤتؤ بحب هاجر

هاجر بزهول : ايه انت قولت ايه

صخر رفع حاجبه  : مش هقولها تاني

هاجر : قولها عشان خاطري

صخر : بحبك انتي يا اوزعه

هاجر بدموع : طب طب ثانيه واحده وجيالك تاني

استغرب ووجدها فرت راكضه من امامه نظر لها بضحك وتنهد وقال "هنساكي يا نوران "
تفجاء بهاجر تأتي اليه كالطفله وتحمل بيداها علبه وتعطيها له

صخر: اي ده يا سكر

هاجر بتذمر : هو انا بنت اختك

صخر: يوه وهي سكر بتزعل يا شاطره

هاجر اخرجت لسانها : نينيبي افتحها

فتح صخر العلبة وجد بها ساعه قيمة يبدو الثراء عليها ومكتوب داخل العلبه "كل سنه وانت طيب يا غالي "

صخر : وانتي طيبه هقبل هديه عيد ميلادي بشرط

هاجر: اي

صخر بحده خفيفه : تيجي وتعتذري لنوران
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي