الفصل الواحد والعشرون
في اليوم التالي وكعادة كل صباح جمع الديوان الملكي كي يتم مناقشة أمور المملكة , علي عرشه الفخم كان يجلس شمس الدين ومن أمامه وقف الوزراء كلا منهم يتحدث ويشرح ما قام به لجلالة الملك ..
كان هذا هو المعتاد في يوم شمس الدين ولكن ما وجده غريبا هو أنه منذ بداية الجلسة تعلقت عيناه بباب قاعة الديوان الموصد كأنه في إنتظار وصول شخص ما ، بالفعل كان كذلك فلقد أراد جزء منه أن تأتي نيراز مرة أخري يريد أن يراها وهي تحمل الطعام من أجله حتي لوكان ذلك مزيف فلعله وجد السعادة في اهتمامها المزيف هذا
ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فقد انتهت الجلسة قرابة الظهر ولم تأتي ولم تلمحها عيناه ابدا منذ البارحة
ما أن أنهي جلسة الديوان وعاد إلي جناحه حتي أحضرت له الجواري طعام الفطور وغادرن من بعد أن قدمن الطعام علي الطاولة أمام الملك تذوق بضع لقيمات ولم يشعر بأن لهم أي طعم لعل أشهي ما تذوق هو فطوره بالأمس لا شيء يعادل روعته
غادرت الشمس واتي الليل ولم تغادر الأفكار رأس شمس الدين فمازال لديه امل بأن تأتي وتباغته في الحديث هو راضي بأي مما تقوله ولكن ليسمع صوتها من جديد .
منعه كبريائه من الذهاب إليها وماذا سيقول لها حتي لو ذهب فهو من طلب منها عدم الظهور أمامه مجددا ، أيعقل أنها نفذت أمره تلك اللعينة لطالما ما عاندته الآن تسمع لما يقول
تكررت الأحداث في اليوم التالي وأيضا الأفكار في رأس شمس الدين حاول أن يشغل نفسه ولكن لا مفر ، أستمر الحال هكذا أربعة أيام لم يري شمس الدين نيراز أبدا سيجن عقله كلما سأل عليها من بعيد يخبرونه أنها لا تخرج من جناحها ولا تستقبل أحد سوي جاريتها سعدية
ما زال عناده مسيطرا عليه في رفضه للذهاب إليها أولاً ...ولكن تبا لذلك العناد فهو يشتعل من الداخل .... في الليلة الرابعة لم يلتفت لشئ وذهب إليها مباشرة ، كانت خطواته سريعة ولكن قلبه كان أسرع متلهف لرؤيتها وتشتاق عينيه لها ...
دخل عليها جناحها كانت تجلس علي الأريكة وبجانبها سعدية ، التي ما أن رأته حتي هبت واقفة لتحيته ومن ثم غادرت ، أما نيراز فوجهها ما زال جامدا لا تظهر لا حزن ولا فرح فقط حيته ببرود ودون أن تنطق بكلمة
شمس الدين محاولا تمالك نفسه امامها ومتنصعا لخشونته أمامها : أنتي حية ؟؟ فكرت أن الله قد أستجاب لامنياتي ورحلتي
نيراز ببرود : بإمكانك أن تعجل من هذا بأن تنزع سيفك ذاك وتريحني وتريح نفسك
اضطرب شمس الدين من داخله لهذه الدرجة تكره وجودها بالقصر : لا داعي لذلك الآن أنا مشغول بما فيه الكفاية لن أضيع أي وقت حتي لو كان في قتلك ، بالأساس لقد جئت كي أشكرك لقد كنت مرتاحاً جدا لما ما رأيتك الأيام الماضية فلتستمري علي ذلك
نيراز : لا تقلق لن اظهر أمامك من جديد ، كن مرتاحاً بخصوص هذا الأمر
انتاب الغضب صدر شمس الدين لعل رؤيتها مستسلمة كذلك يغضبه أكثر من عنادها معه : هذا ليس قصر والدك كي تبقين دون فعل شيء أنتي هنا الملكة ويجب أن تقومي بمسؤولياتك كملكة كنت أود بالطبع ضمان راحتي في غيابك ولكن المسؤوليات والواجبات علي كلا منا أهم بكثير من كرهي لكي
نيراز : أنا لا أريد تلك المسؤوليات ولا ذاك منصب الملكة خذه فأنا لا أريده
أقترب منها شمس الدين ممسكاً بذراعها الأيسر : أنا لا اسألك إذ كنت تريدينه أم لا أنتي ستنفذين ما يطلب منك
نيراز بوهن وضعف لم يعتده شمس الدين منها : أترك يدي ، جامعة كل قوتها لتفلت منه ثم جرت لتفتح صندوقاً وتخرج منه إحدي الزجاجات الصغيرة كانت تلك زجاجة سم انقبض قلب شمس الدين لما رأها ممسكة بالزجاجة فلقد فهم ما تنوي علي فعله
شمس الدين بغضب : نيراز أنا امنعك من هذا إياكي .
ببسمة حزن وانكسار
وبصوت هزيل نم علي إنهيار الملكة الشابة : لن يكون لك سلطة علي بعد الآن ، ثم رفعت زجاجة السم علي فمها سرعان ما جري شمس الدين كي يمنعها ولكن الأوان قد فات ...
أمسك بيدها فوجد الزجاجة فارغة ، للمرة الثانية تسقط بين أحضانه للمرة الثانية ينخلع قلبه هكذا وتنهار قواه
غلبته الدموع وهو يراها تلفظ أنفاسها بصعوبة بالغة : لماذا لا يمكنك أن تتركيني
رغم ضعفها وألمها أبتسمت له : تلك هي أول مرة أراك وسيما هكذا كما يقول الجميع .. ثم صمتت فجأة تعالت صيحات وصرخات شمس الدين بجانبها, مرارة به وكأن أحدهم يعصر قلبه وهو حي
حملها بجانب قلبه لعل اقترابها يهدئ من روعه يبكي كطفل صغير فقد أمه ...
سرعان ما أتت الطبيبة الملكية ومعها أمهر مساعديها ، وجدوا ملكتهم ممدة في سريرها شحبت شفتاها وازرق وجهها مغمضة العينين قطرات دم تخرج من بين شفتاها ..
حاولت الطبيبة إعطاءها ترياق للسم الذي تناولته ، ظل شمس الدين بجانبها يمسك يدها ويشد عليها لعلها تشفق علي حاله وتفتح عينيها من جديد ،
مر يوم ونيراز ممددة في سريرها نائمة لا تقوي علي اي شيء كانت الأخبار قد انتشرت في القصر عن انتحار الملكة ولكن الجميع حذر في الحديث عن هذا الأمر ..
يومان هكذا وما زالت نيراز علي حالها و شمس الدين بجانبها لا يتركها لحظة واحدة لم يقابل أحدا من وزرائه أو يتناول أي طعام فقط جالس بجانبها لا يتحدث مع أحد أو منتبها لوجود أحد غيرها ..كان الكيل قد فاض به لأنها لم تستفيق حتي الآن فوجه سؤاله للطبيبة في حنق: لماذا لم تستعيد الملكة وعيها حتي الآن ، ألم تعطوها الدواء المناسب وقتها ؟
الطبيبة : مولاي لقد فعلنا كل ما بوسعنا ويجب أن ننتظر حتي يؤتي الدواء مفعوله
شمس الدين: إلي متي ؟ أريد أن أعرف متي ستستيقظ الملكة
الطبيبة برجفة : لا يمكننا معرفة ذلك مولاي فكل شخص يختلف عن الآخر في سرعة استجابته للدواء
شمس الدين بغضب كتمه بصدره منذ أيام: كيف لا تعرفي ، أنتي الطبيبة بذلك القصر لم تطلبي شئ إلا واحضروه لكي والآن تقولين أنك لا تعرفين ؟
أخرجوا جميعاً من هنا لا أريد أن يبقي أي أحد
سرعان ما خرجت الطبيبة ومساعديها ونادي الملك أحد الجنود كي يحضر له سعدية فهو يعلم قربها من نيراز
وقفت أمامه بعد وقت قليل من طلبه إياها بعينين ذبلت من كثرة ما بكت علي ملكتها ورفيقتها : امرك مولاي
شمس الدين: احضري للملكة ملابس أخري وعطري جسدها بالعطور التي تحبها إذا أردتي اطلبي مساعدة من باقي الجواري ثم نظر لنيراز ثم أكمل أو لا تدخلي أحدا عليها يكفي أنتي هي لن تشعر براحة لو انكشفت علي أحد غريب ، سأنتظر بالخارج حتي تنتهي ،
سعدية : أمرك مولاي ، ثم خرج شمس الدين وبقيت سعدية كي تفعل ما طلبه شمس الدين
في مملكة القوس كان الملك عزيز بجناحه حينما دخلت عليه زوجته الملكة زهرة عابثة الوجه ويبدو القلق عليها
الملك عزيز : ما الأمر عزيزتي، اما زلت قلقةعلي نيراز
الملكة زهرة: وكيف لي ألا اقلق , يشعر قلبي أنها في سوء حاولت أن اتجاهل هذا كما
طلبت مني ولكن لا شئ يتغير مازال إحساسي يخبرني أنها في ضيق
الملك عزيز: لا تقلقي هكذا هي مع زوجها وكلي ثقة بأن الملك شمس الدين لن يسمح بأن يصيبها أي أذي ، كوني مطمئنة
الملكة زهرة: أتمني ذلك ، ما رأيك بأن نذهب لزيارتها
أبتسم الملك عزيز: من يراك هكذا لا يصدق أنك من كنتي تريدين تزويجها بأسرع وقت ،كنتي تحدثيني في ذلك كل يوم والآن لا تتحملي غيابها لأسبوع واحد
الملكة زهرة : وما علاقة ذلك بهذا نعم أردت أن أطمئن عليها , ولكني أيضا أم وأشتاق إلي إبنتي كثيرا فلنذهب لزيارتهم أو إذا كنت منشغلا سأذهب أنا مع نزار .
الملك عزيز ممسكا بيدها : الأمر ليس في كوني منشغلا أم لا , ولكن تعلمين العادات والتقاليد يجب أن تكون أول زيارة لأهل الزوجة لإبنتهم في بيت زوجها عندما ترزق بطفل , هكذا تربينا .
الملكة زهرة بضيق: لن يحدث شئ لو غيرنا هذا .
الملك عزيز : هذا سيكون نذير شؤم علي إبنتنا وحياتها الزوجية , ولكن إذا أردتي سأرسل لها رسالة وأيضا بعض الهدايا منا .
الملكة زهرة : كما تري , ما رأيك بأن أرسل لها حصانها تعلم لم تستطع ان تأخذه في الزفاف وتركته هنا ؟
الملك عزيز : لا بأس يمكنك ذلك سأخبرهم كي يعدوا أشياء أخري ويذهب الرسول اليوم بالرسالة وليأتي بالرد منها كي يستريح قلبك .
في قصر مملكة السهم كان الوضع كما هو , لم يستمع شمس الدين لأحد فقط بقي بجانب نيراز يلتمس من الله في كل لحظة أن تعود إلي وعيها وتفتح عينيها من جديد ,
شمس الدين وهو يمسك بيدها : أتعلمين شئ يا نيراز منذ الوهلة الأولي التي رأيتك بها أردت أن تكوني ملكي شعرت بأنني يتوجب عليا أن أخبئك عن الجميع أحببت فيك عنادك وغرورك لم يستطع أحد طيلة تلك السنوات أن يرفع عينه بعيني ويباغتني في الحديث أنتي الوحيدة التي أحببت كلماتها ولو أنك غرزت سهما بقلبي لقابلته بكل الحب مني ويكفيني أنه منك انتي , لا أدري ما يحدث لي عندما أراكي ولكني أكافح لأسيطر علي نفسي , أعلم بأنني كنت قاسيا في كثير من الأحيان معك ولئيم ولكني لا أتقبل ضعفي امامك ولهذا أتهرب من ذلك ولكن أنا أعدك بأنني سأكون أفضل من قبل فقط أعطني فرصة وستجديني حبيب وزوج وصديق ..
ببطئ فتحت عيناها كانت رؤيتها مشوشة ولكنها تحاول إستيعاب ما حولها وجدته يجلس بجانبها واضعا رأسه علي يدها ويبكي بحرقة , لحظات حتي إستعادت ذاكرتها وتذكرت من هي ولم هي نائمة ,ولكن لم تفهم لماذا يبكي شمس الدين .
نيراز بصوت خافت : لماذا تبكي ؟
لم يصدق شمس الدين بأن ما سمعه كان صحيح سرعان ما رفع رأسه ونظر إليها وجدها مستيقظة حقا : أنتي بخير, ما الذي تشعري به ؟ هل هناك ما يؤلمك؟
نيراز : لماذا أنت هنا ؟ أنا لا أريد رؤيتك ؟
كان هذا هو المعتاد في يوم شمس الدين ولكن ما وجده غريبا هو أنه منذ بداية الجلسة تعلقت عيناه بباب قاعة الديوان الموصد كأنه في إنتظار وصول شخص ما ، بالفعل كان كذلك فلقد أراد جزء منه أن تأتي نيراز مرة أخري يريد أن يراها وهي تحمل الطعام من أجله حتي لوكان ذلك مزيف فلعله وجد السعادة في اهتمامها المزيف هذا
ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فقد انتهت الجلسة قرابة الظهر ولم تأتي ولم تلمحها عيناه ابدا منذ البارحة
ما أن أنهي جلسة الديوان وعاد إلي جناحه حتي أحضرت له الجواري طعام الفطور وغادرن من بعد أن قدمن الطعام علي الطاولة أمام الملك تذوق بضع لقيمات ولم يشعر بأن لهم أي طعم لعل أشهي ما تذوق هو فطوره بالأمس لا شيء يعادل روعته
غادرت الشمس واتي الليل ولم تغادر الأفكار رأس شمس الدين فمازال لديه امل بأن تأتي وتباغته في الحديث هو راضي بأي مما تقوله ولكن ليسمع صوتها من جديد .
منعه كبريائه من الذهاب إليها وماذا سيقول لها حتي لو ذهب فهو من طلب منها عدم الظهور أمامه مجددا ، أيعقل أنها نفذت أمره تلك اللعينة لطالما ما عاندته الآن تسمع لما يقول
تكررت الأحداث في اليوم التالي وأيضا الأفكار في رأس شمس الدين حاول أن يشغل نفسه ولكن لا مفر ، أستمر الحال هكذا أربعة أيام لم يري شمس الدين نيراز أبدا سيجن عقله كلما سأل عليها من بعيد يخبرونه أنها لا تخرج من جناحها ولا تستقبل أحد سوي جاريتها سعدية
ما زال عناده مسيطرا عليه في رفضه للذهاب إليها أولاً ...ولكن تبا لذلك العناد فهو يشتعل من الداخل .... في الليلة الرابعة لم يلتفت لشئ وذهب إليها مباشرة ، كانت خطواته سريعة ولكن قلبه كان أسرع متلهف لرؤيتها وتشتاق عينيه لها ...
دخل عليها جناحها كانت تجلس علي الأريكة وبجانبها سعدية ، التي ما أن رأته حتي هبت واقفة لتحيته ومن ثم غادرت ، أما نيراز فوجهها ما زال جامدا لا تظهر لا حزن ولا فرح فقط حيته ببرود ودون أن تنطق بكلمة
شمس الدين محاولا تمالك نفسه امامها ومتنصعا لخشونته أمامها : أنتي حية ؟؟ فكرت أن الله قد أستجاب لامنياتي ورحلتي
نيراز ببرود : بإمكانك أن تعجل من هذا بأن تنزع سيفك ذاك وتريحني وتريح نفسك
اضطرب شمس الدين من داخله لهذه الدرجة تكره وجودها بالقصر : لا داعي لذلك الآن أنا مشغول بما فيه الكفاية لن أضيع أي وقت حتي لو كان في قتلك ، بالأساس لقد جئت كي أشكرك لقد كنت مرتاحاً جدا لما ما رأيتك الأيام الماضية فلتستمري علي ذلك
نيراز : لا تقلق لن اظهر أمامك من جديد ، كن مرتاحاً بخصوص هذا الأمر
انتاب الغضب صدر شمس الدين لعل رؤيتها مستسلمة كذلك يغضبه أكثر من عنادها معه : هذا ليس قصر والدك كي تبقين دون فعل شيء أنتي هنا الملكة ويجب أن تقومي بمسؤولياتك كملكة كنت أود بالطبع ضمان راحتي في غيابك ولكن المسؤوليات والواجبات علي كلا منا أهم بكثير من كرهي لكي
نيراز : أنا لا أريد تلك المسؤوليات ولا ذاك منصب الملكة خذه فأنا لا أريده
أقترب منها شمس الدين ممسكاً بذراعها الأيسر : أنا لا اسألك إذ كنت تريدينه أم لا أنتي ستنفذين ما يطلب منك
نيراز بوهن وضعف لم يعتده شمس الدين منها : أترك يدي ، جامعة كل قوتها لتفلت منه ثم جرت لتفتح صندوقاً وتخرج منه إحدي الزجاجات الصغيرة كانت تلك زجاجة سم انقبض قلب شمس الدين لما رأها ممسكة بالزجاجة فلقد فهم ما تنوي علي فعله
شمس الدين بغضب : نيراز أنا امنعك من هذا إياكي .
ببسمة حزن وانكسار
وبصوت هزيل نم علي إنهيار الملكة الشابة : لن يكون لك سلطة علي بعد الآن ، ثم رفعت زجاجة السم علي فمها سرعان ما جري شمس الدين كي يمنعها ولكن الأوان قد فات ...
أمسك بيدها فوجد الزجاجة فارغة ، للمرة الثانية تسقط بين أحضانه للمرة الثانية ينخلع قلبه هكذا وتنهار قواه
غلبته الدموع وهو يراها تلفظ أنفاسها بصعوبة بالغة : لماذا لا يمكنك أن تتركيني
رغم ضعفها وألمها أبتسمت له : تلك هي أول مرة أراك وسيما هكذا كما يقول الجميع .. ثم صمتت فجأة تعالت صيحات وصرخات شمس الدين بجانبها, مرارة به وكأن أحدهم يعصر قلبه وهو حي
حملها بجانب قلبه لعل اقترابها يهدئ من روعه يبكي كطفل صغير فقد أمه ...
سرعان ما أتت الطبيبة الملكية ومعها أمهر مساعديها ، وجدوا ملكتهم ممدة في سريرها شحبت شفتاها وازرق وجهها مغمضة العينين قطرات دم تخرج من بين شفتاها ..
حاولت الطبيبة إعطاءها ترياق للسم الذي تناولته ، ظل شمس الدين بجانبها يمسك يدها ويشد عليها لعلها تشفق علي حاله وتفتح عينيها من جديد ،
مر يوم ونيراز ممددة في سريرها نائمة لا تقوي علي اي شيء كانت الأخبار قد انتشرت في القصر عن انتحار الملكة ولكن الجميع حذر في الحديث عن هذا الأمر ..
يومان هكذا وما زالت نيراز علي حالها و شمس الدين بجانبها لا يتركها لحظة واحدة لم يقابل أحدا من وزرائه أو يتناول أي طعام فقط جالس بجانبها لا يتحدث مع أحد أو منتبها لوجود أحد غيرها ..كان الكيل قد فاض به لأنها لم تستفيق حتي الآن فوجه سؤاله للطبيبة في حنق: لماذا لم تستعيد الملكة وعيها حتي الآن ، ألم تعطوها الدواء المناسب وقتها ؟
الطبيبة : مولاي لقد فعلنا كل ما بوسعنا ويجب أن ننتظر حتي يؤتي الدواء مفعوله
شمس الدين: إلي متي ؟ أريد أن أعرف متي ستستيقظ الملكة
الطبيبة برجفة : لا يمكننا معرفة ذلك مولاي فكل شخص يختلف عن الآخر في سرعة استجابته للدواء
شمس الدين بغضب كتمه بصدره منذ أيام: كيف لا تعرفي ، أنتي الطبيبة بذلك القصر لم تطلبي شئ إلا واحضروه لكي والآن تقولين أنك لا تعرفين ؟
أخرجوا جميعاً من هنا لا أريد أن يبقي أي أحد
سرعان ما خرجت الطبيبة ومساعديها ونادي الملك أحد الجنود كي يحضر له سعدية فهو يعلم قربها من نيراز
وقفت أمامه بعد وقت قليل من طلبه إياها بعينين ذبلت من كثرة ما بكت علي ملكتها ورفيقتها : امرك مولاي
شمس الدين: احضري للملكة ملابس أخري وعطري جسدها بالعطور التي تحبها إذا أردتي اطلبي مساعدة من باقي الجواري ثم نظر لنيراز ثم أكمل أو لا تدخلي أحدا عليها يكفي أنتي هي لن تشعر براحة لو انكشفت علي أحد غريب ، سأنتظر بالخارج حتي تنتهي ،
سعدية : أمرك مولاي ، ثم خرج شمس الدين وبقيت سعدية كي تفعل ما طلبه شمس الدين
في مملكة القوس كان الملك عزيز بجناحه حينما دخلت عليه زوجته الملكة زهرة عابثة الوجه ويبدو القلق عليها
الملك عزيز : ما الأمر عزيزتي، اما زلت قلقةعلي نيراز
الملكة زهرة: وكيف لي ألا اقلق , يشعر قلبي أنها في سوء حاولت أن اتجاهل هذا كما
طلبت مني ولكن لا شئ يتغير مازال إحساسي يخبرني أنها في ضيق
الملك عزيز: لا تقلقي هكذا هي مع زوجها وكلي ثقة بأن الملك شمس الدين لن يسمح بأن يصيبها أي أذي ، كوني مطمئنة
الملكة زهرة: أتمني ذلك ، ما رأيك بأن نذهب لزيارتها
أبتسم الملك عزيز: من يراك هكذا لا يصدق أنك من كنتي تريدين تزويجها بأسرع وقت ،كنتي تحدثيني في ذلك كل يوم والآن لا تتحملي غيابها لأسبوع واحد
الملكة زهرة : وما علاقة ذلك بهذا نعم أردت أن أطمئن عليها , ولكني أيضا أم وأشتاق إلي إبنتي كثيرا فلنذهب لزيارتهم أو إذا كنت منشغلا سأذهب أنا مع نزار .
الملك عزيز ممسكا بيدها : الأمر ليس في كوني منشغلا أم لا , ولكن تعلمين العادات والتقاليد يجب أن تكون أول زيارة لأهل الزوجة لإبنتهم في بيت زوجها عندما ترزق بطفل , هكذا تربينا .
الملكة زهرة بضيق: لن يحدث شئ لو غيرنا هذا .
الملك عزيز : هذا سيكون نذير شؤم علي إبنتنا وحياتها الزوجية , ولكن إذا أردتي سأرسل لها رسالة وأيضا بعض الهدايا منا .
الملكة زهرة : كما تري , ما رأيك بأن أرسل لها حصانها تعلم لم تستطع ان تأخذه في الزفاف وتركته هنا ؟
الملك عزيز : لا بأس يمكنك ذلك سأخبرهم كي يعدوا أشياء أخري ويذهب الرسول اليوم بالرسالة وليأتي بالرد منها كي يستريح قلبك .
في قصر مملكة السهم كان الوضع كما هو , لم يستمع شمس الدين لأحد فقط بقي بجانب نيراز يلتمس من الله في كل لحظة أن تعود إلي وعيها وتفتح عينيها من جديد ,
شمس الدين وهو يمسك بيدها : أتعلمين شئ يا نيراز منذ الوهلة الأولي التي رأيتك بها أردت أن تكوني ملكي شعرت بأنني يتوجب عليا أن أخبئك عن الجميع أحببت فيك عنادك وغرورك لم يستطع أحد طيلة تلك السنوات أن يرفع عينه بعيني ويباغتني في الحديث أنتي الوحيدة التي أحببت كلماتها ولو أنك غرزت سهما بقلبي لقابلته بكل الحب مني ويكفيني أنه منك انتي , لا أدري ما يحدث لي عندما أراكي ولكني أكافح لأسيطر علي نفسي , أعلم بأنني كنت قاسيا في كثير من الأحيان معك ولئيم ولكني لا أتقبل ضعفي امامك ولهذا أتهرب من ذلك ولكن أنا أعدك بأنني سأكون أفضل من قبل فقط أعطني فرصة وستجديني حبيب وزوج وصديق ..
ببطئ فتحت عيناها كانت رؤيتها مشوشة ولكنها تحاول إستيعاب ما حولها وجدته يجلس بجانبها واضعا رأسه علي يدها ويبكي بحرقة , لحظات حتي إستعادت ذاكرتها وتذكرت من هي ولم هي نائمة ,ولكن لم تفهم لماذا يبكي شمس الدين .
نيراز بصوت خافت : لماذا تبكي ؟
لم يصدق شمس الدين بأن ما سمعه كان صحيح سرعان ما رفع رأسه ونظر إليها وجدها مستيقظة حقا : أنتي بخير, ما الذي تشعري به ؟ هل هناك ما يؤلمك؟
نيراز : لماذا أنت هنا ؟ أنا لا أريد رؤيتك ؟