الفصل الثاني والعشرون

شمس الدين : لا تتحدثي الأن وتجهدي نفسك سنتحدث فيما بعد , ثم نادي علي الطبيبة كي تطمئن علي نيراز
مر الوقت ومازل شمس الدين بجانبها يتابع ما تشعر به وما تعطيه الطبيبة لها .
كان الليل قد تأخر وهو مازال بجناحها لا يفرق معه شئ يوي أنه يريد الإطمئنان عليها لا يقوي علي تركها ,
الطبيبة : الحمد لله لقد تجاوزت الملكة مرحلة الخطر وهي الأن ستتعافي في القريب العاجل مولاي .
شمس الدين : أهتمي بها جيدا حتي تستعيد عافيتها ولا أريد أن أسمع أن شئ قد نقصها , كل ما تريده أحضروه في الحال .
الطبيبة : أمرك مولاي ,
كانت نيراز صامتة رغم ألمها لم تنطق ما يدل علي ذلك كانت تتجنب النظر في عينيا شمس الدين الذي كان ملازما لها في نظراته .
شمس الدين وقد أقترب منها : هل تريدين أي شئ , أو تشعرين بأي ألم .
نيراز وقد حاولت عدم إجابته لعله يرحل من جانبها ...
لما طال صمتها خشيت سعدية جاريتها أن ذلك التصرف يغضب الملك من نيراز فردت بالنيابة عن ملكتها : مولاي الملكة لا تقوي علي الحديث الأن بالتأكيد لو أن هناك شئ ما سنخبر جلالتك بالتأكيد .
رغم فهمه أن نيراز تتجنب الحديث معه ولكنه لم يكف لعله يسمع صوتها من جديد فكرر سؤالها : أتحتاجين لشئ جلالة الملكة ؟
نيراز وقد سئمت من تطفله عليها وهو يعلم أنها لا تود الحديث معه , يريد فقط أن يغضبها ذلك كل ما يجول في مخيلتها , نظرت لسعدية كي تكرر ما فعلته وتجيب هي فسارع شمس الدين بالرد : لا يمكن لأحد أن يعرف أنك تحتاجين أو لا تحتاجين لشئ سواك يا جلالة الملكة وأنا لن أقبل بإجابة من أي أحد سواكي , فلتستجمعي قواكي وتخبريني شخصيا بذلك .
نيراز بإقتضاب : لا أريد شئ .
شمس الدين وقد إبتسم بسمة بسيطة : هذا أحسن , سأتركك الأن ترتاحي , لا تتعبي نفسك بالحديث مع رفيقتك لن ينفعك هذا فمازالتي مريضة وجسدك ضعيف في الصباح سأتي كي أطمئن عليك , ثم نظر لسعدية : أهتمي بها جيدا لو أن هناك أي شئ أرسلي لي أحدهم سأتي فورا .
سعدية : أمرك مولاي ..
غادر شمس الدين بعدما ألقي نظرة خاطفة علي نيراز ,
سعدية : كيف يمكنك أن تفعلي ذلك مولاتي , لقد أخفتيني كثيرا .
نيراز : وماذا كان يجب أن أفعل , لم أجد سوي ذلك الحل كي أتخلص من تسلطه عليا والأن كما رايتي لا يظهر أي شئ فقط يستمر في إستفزازي بطريقة أخري .
سعدية : الملك شمس الدين لم يتركك ولو للحظة واحدة كان بجانبك ورأيت أنه حقا كان حزين جدا عليكي , بداخله شخص طيب ولكن كنا مخطئين بحقه .
نيراز : شخص طيب , أنتي هي الشخص الطيب , هو مخادع بالتأكيد يفعل كل ذلك كي يتسلي بي كأنني لعبته في ذلك القصر لا تنخدعي كثيرا به .
سعدية : لو رأيتيه لن تقولي ابدا أنه هكذا ,
نيراز : لا تحدتيني عنه يكفي انه أول من رايت عندما فتحت عيناي , أنا حقا أمقت رؤيته, دعيني أريد أن أنام الأن .
سعدية : هل تشعرين بأي شئ, هل أنادي الطبيبة كي تطمئن عليكي ؟
نيراز : لا داعي , أريد أن أرتاح قليلا وسأكون أفضل غدا .
في الصباح أستيقظ شمس الدين باكرا رغم أ، تلك هي اول ليلة ينام بها منذ ان مرضت نيراز ولكنه كان متشوقا للذهاب إليها كي يراها ....
دخل عليها جناحها دون أن تعلم هي بقدومه فكانت هي وحدها بالجناح تحاول النهوض من علي سريرها ما أن رأها حتي توجه إليها سريعا كي تستند عليه تفاجأت لما رأته أمامها
شمس الدين ممسكا بكتفها : إلي أين تذهبين , كيف تترك سعدية وحدك لقد حذرتها , سأريها ؟؟
نيراز : ما الذي تفعله هنا في هذا الوقت ؟
شمس الدين : وهل يجاب عن السؤال بسؤال مثله , أخبريني أين كنتي ستذهبين ؟
نيراز : لا شأن لك ؟
شمس الدين : لا ينفع عنادك في هذه الحالة أنتي مريضة وليس من الصحيح أن تتحركي كثيرا لن تتحملي ذلك .
نيراز : لقد مللت من النوم أريد أن أستنشق بعض الهواء , ولكني سأجلس حتي تأتي سعدية .
كانت تحاول الإفلات منه كي تعزد وتجلس علي سريرها من جديد ولكنه تمسك بها ..
شمس الدين : تعالي معي سأصطحبك أنا ؟
نيراز وقد خجلت من قربه منها هكذا : لا تتعب نفسك سأظل هنا .
شمس الدين مبتسما : لم أعهد منك أن تخافي عليا من التعب ولما لاحظ حيائها , لا بأس سأخرجك كي نستنشق بعض الهواء لا يوجد ما يتعبني في ذلك .
أستندت نيراز عليه ولعل تلك المرة الأولي التي تقتربه منه هكذا وهي في كامل وعيها ,
خرجا للخارج بالحديقة المواجهة لجناحها ومازال شمس الدين ممسكا بيدها حتي أجلسها علي أحد الكراسي الموضوعة وسط الأزهار والأشجار ..
نيراز : يمكنك أن تذهب الأن سأبقي قليلا ثم أعود للداخل ,
فاجأها شمس الدين وجلس بجانبها : أريد أن أستنشق أيضا بعض الهواء , ولدي لكي شئ سيسعدك كثيرا لو عرفتي به .
نيراز : ما هذا الشئ ؟؟
شمس الدين وهو ينادي لأحد الجنود فأحضر له رسالة ثم أعطاها لنيراز : تلك الرسالة وصلت بالأمس من والدك ووالدتك بالطبع لم أتمكن من إعطائك إياها البارحة ولكن الأن تفضلي ..
فتحتها بلهفة وشوق وظلت تقرأ بها حتي دمعت عيناها لما رفعتها لتقبلها , أشتقت لهم كثيرا .
شمس الدين : لم أعطيها لكي كي تبكي هكذا , هذا سيجعلنا لا أخبرك بالشئ الأخر .
نيراز بإنتباه : وهل هناك شئ أخر ؟
شمس الدين : بالطبع , لم تأتي الرسالة وحدها بل أرسلت مع العديد من الهدايا كمجوهرات وفواكه ولكن أعتقد أن أفضل ما سيعجبك هو الحصان الذي أتي معها , لقد أرسلوا حصانك .
نيراز وهبت واقفة متناسية ما بها : هل أتي سهم ؟؟ ثم شعرت بالألم فتوجعت فبادر شمس الدين بالتمسك بها
شمس الدين الدين : لا تنسي ما زال جسدك لم يتعافي , أجلسي ببطئ , بعد أن تتعافي سأخذك كي تريه قالها وهو ممسكا بيدها ناظرا لعينيها .
سرعان ما سحبت نيراز يدها من يده حاولت أن تبتعد قليلا عنه لعلها تشتغرب ما يحدث ولما هو يتصرف هكذا منذ أن أفاقت .
شعر شمس الدين بما يدور بخاطرها هو الأخر لا يدري لما هو لين هكذا معها لا يستطيع منع نفسه من التقرب منها لا يدري ما أصابه ولكنه خائف من أن يفقدها من جديد أو أن تبتعد عنه ..
لحظات صمت بينهما قرر شمس الدين أن يكسر هذا الصمت ويحاول ا، يعود الحديث بينهما من جديد .
شمس الدين : حصانك يدعي سهم ؟؟ علي إسم مملكتي .. تلك هي صدفة مميزة .
نيراز وهي تفرك يدها : ليس علي إسم مملكتك , عندما ولد كان صغيرا جدا وضعيفا ولكنه كان سريع لم يكن أحد يستطيع السيطرة عليه أو الإمساك به غيري انا كنت أنا من أدربه وأعلمه كي يهدأ ولذلك أطلق عليه أبي إسم السهم وأيضا كان يخبرني أنه مهما بلغت سرعة إنطلاق السهم فأنا هي قوسه الذي يشده ويتحكم به سواء أردته أن يكون سريعا أو بطيئا ذلك هو قراري .
ضحك شمس الدين : تقولين أن لا فائدة للسهم دون قوسه ؟
نيراز وقد رفعت رأسها : بالتأكيد لا سهم ينطلق من تلقاء نفسه يجب ان يشد قوسه .
أطال شمس الدين النظر في عينها ثم عاد لرشده : ما رأيك لو خرجنا غدا في نزهة خارج القصر , أخبرني أباكي أنك تحبين ذلك .
نيراز وقد عمت الفرحة علي وجهها : حقا , هل سنفعل ذلك ؟
شمس الدين : ولما لا نفعل ولكن يجب أن تكوني بخير وأن ترتاحي اليوم وغدا لو كنتي بخير سنخرج معا .
نيراز بطفولة : بالطبع , شكرا لك .
لو وقعت بالحب ستفعل كل ما في وسعك كي يسعد من تحب ستجد نفسك أكثر سعادة وإشراقا وستشعر بأنك قد تغيرت تريد فقط أن تفعل ما يحبه كل يحبك وبكون أمامه نصفه الأخر , ستشاركه في كل ما يريد أن يفعل وستنسي نفسك معه .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي