الفصل الرابع والعشرون

أعطي شمس الدين لنيراز السيف الذي أخذه من قبل من قائد الجنود , ووقف بجانب بعضهما البعض يحمي كل منهما الأخر , أمر القائد جنوده بأن يهجموا عليهم وبأن ياتوا بالفتاة له ولكن هيهات فهو يحلم , سقط الجنود واحد تلو الأخر وكأن نيراز أستعادت كامل نشاطها فحاربت بشراسة وواجهت كانت عيناي شمس الدين عالقة معها رغم إنشغاله بالقتال فلقد تابعها بقلبه وبنظره خشية أن يصيبها أذي , حاول ذلك القائد إنتهاز الفرصة السانحة أمامه فلقد كانت نيراز منشغلة بالقتال وأيضا شمس الدين هو الأخر فالجنود يتفوقون عليهم في العدد , في خلسة تقرب القائد من نيراز محاولا إحتضانها للسيطرة عليها وشل حركتها بسبب فارق الجسم بينهما كانت تلك ستكون افضل خطة بالنسبة له ولكان هذا كان سيحدث لولا لم يكن شمس الدين يركز معها أكثر مما ينشغل بأمر سلامته فلما راه يتقرب منها نادي شمس الدين علي نيراز كي تنتبه لذلك المتسلل , بالفعل جرحته نيراز بسيفها ولما شعر القائد بقوتها ومهارتها كشر عن أنيابه وعزم علي قتلها أو إذلالها بأبشع الطرق , هاجمها بعنف وبشراسة ومع شدة الهجوم عليها من هذا القائد وأيضا الجنود وقع منها سيفها ولم تستطع إلتقاطه من جديد وقفت في منتصف الدائرة يحيط بها ذلك القائد وجنوده يشهرون سيوفهم عليها ومع إبتسامة وضيعة من هذا القائد : ألم يكن من الأفضل أن تأتي معنا منذ أول الأمر حينها لم نكن في حاجة لهذا القتال , تعالي يا حلوتي ومد يده كي يجذبها من ذراعها ..
فوجئ القائد لما وجد ذراعه موجود علي الأرض أمامه , ويقف أمامه شمس الدين وقد أحرت عيناه يقف في ثبات وحزم , رعب بقية الجنود من منظر الدماء
شمس الدين : تلك اليد الخثيثة لا تقترب من زوجتي , وأمسك عنق القائد وخنقه بيد واحد وباليد الأخري يحمل السيف , سقط القائد جاثيا علي ركبتيه أما م شمس الدين ومن ثم سقط علي الأرض بجانب يده التي بترها شمس الدين وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ومازالت عنقه تحمل أثار أصابع شمس الدين , هرب بقية الجنود سريعا لما رأوا قائدهم فتك به هكذا .
بقيت نيراز مع شمس الدين وسط مجموعة من الجثث ,
ألتفت إليها شمس الدين وقبل أن تنطق بشئ جذبها إليه وأحتضنها , أسقط سيفه من يده وضمها بخوف من فقدانها وقفت نيراز بين أحضانه مزهولة بما يفعل شمس الدين يداها بجانبها ولا تدري ماذا تفعل , دفن شمس الدين رأسه بكتفها وراح يبكي وبصوت منقطع يكاد لا يفهم منه شئ: أنتي بخير , الحمد لله ..
لحظات وقف فيها الزمن عليهم , ولا إراديا رفعت نيراز كلتا يداها وبادلت شمس الدين المشاعر فأحتضنته وتركت نفسها بين أحضانه ...
في قصر مملكة السهم كان الوزير سليمان قلقا علي الملك والملكة , فلقد أخبره الملك من قبل أنهم سيعودان قبل الليل ولكنهما تأخرا كثيرا وكان يخشي من أن يكون مكروه قد أصابهم فطلب حضور الوزير فهد إليه كي يششاوره في الأمر
لما أخبر الوزير سليمان الوزير فهد بأن الملك والملكة في رحلة للخارج أبدي الوزير فهد تفاجأه بذلك وكأنه لم يكن يعلم شئ بخصوص هذا الأمر
الوزير فهد : سأحضر فرسان وجنود كي يخرجوا للبحث عنهم لا تقلق يا وزير سليمان سأضمن سلامتهم وسيعودون بخير .
الوزير سليمان : لا تدع أحدا غيرنا يعلم بذلك حتي لا تتوتر الأجواء , يجب أن يتم البحث بسرية .
الوزير فهد : بالطبع هذا ما كنت سأفعله أنا أتفهم كل ذلك ..
ما أن أدار الوزير فهد ظهره كي يخرج ظهرت علي وجهه إبتسامة ماكرة خبيثة توحي بأن تأخر الملك والملكة لم يكن مفاجئا له
فلاش باك ...
كان الوزير فهد يتحدث مع ذلك القائد الذي قتله شمس الدين
الوزير فهد : أسمع أيها القائد في الليل سيأتي رجلا وإمرأة في طريقهم للقصر من جهة الوادي بالطبع , ويجب ألا يصلا إلي القصر أبدا .
القائد : هل هما عدوان للمملكة ؟؟
الوزير فهد : هم أعداء للملك وللمملكة , الملك بنفسه هو من يريد التخلص منهم وأيضا تلك المرأة التي ستكون برفقة الرجل لا تقتلها فقط أجعلها تغيب عن الوعي وأجلبها لهنا فالملك يريدها , هل فهمت ؟
ضحك القائد بخبث : بالطبع فهمت ولكن لا أظن أن الملك هو من يريدها بل قائدي الوزير فهد هو من يريدها بالتأكيد هي جميلة أليست كذلك ؟
الوزير فهد : أجلبها لي فقط وخذ تلك الالقطع الذهبية ومثلهم ما أن تجلب لي الفتاة .
تلمس القائد القطع الذهبية ولمعت عيناه لهم : أمرك مولاي كما تريد .
عودة من الفلاش باك...
أكمل الوزير فهد مسيره والفرحة لا تسعه فكل تفكيره بأن القائد وجنوده تخلصوا من الملك وبأنهم سيجلبوا له نيراز بأسرع وقت .
كانت نيراز في أحضان شمس الدين وكأنهم نسوا ما حولهم حتي إبتعدت نيراز ببطئ محاولة السيطرة علي مجري الأمور ,
نيراز : شكرا لك
شمس الدين : أي شكر لقد أنقذت روحي
أرتبكت نيراز مما قاله فهي تعلم مبتغاه من الحديث ولكنها لا تريد إستعجال الأمور بينهم فهي حتي وأن كانت تشعر بشئ تجاهه ولكنه ليس بشئ قوي يجعلها تتقبله كزوج , ليس بعد .
نيراز : هيا لنعد لقد تأخرنا كثيرا
شمس الدين : هيا تعالي وأمسكها من يدها وشد عليها , أنظري لقد هرب حصاني مع من هربوا حتي هو خانني , ثم نظر إليها : هنيئا لكي لقد أحسنتي ترويض حصانك فهو وفي لك لم يغادر .
نزعت نيراز يدها منه وجرت تجاه حصانها لتطمئن عليه مخافة أن يكون قد أصابه أي أذي .
رغم أنزعاجه من تصرفها ولكنه مضي خلفها
نيراز : إذن كيف ستعود يا جلالة الملك ؟
شمس الدين : لا مشكلة فحصانك هنا
نيراز بتعجب : ما الذي تقصده , بالتأكيد لن أسير أنا سأمتطي حصاني .
شمس الدين: ومن قال أن أحدا منا سيسير , كلانا سنركب علي ظهر حصانك هذا ظرف طارئ ويجب أن نساعد بعضنا
نظرت إليه نظرة شك , فسحب شمس الدين لجام الحصان وأمتطاه أولا ثم مد يده إليها كي تصعد برفقته , كانت مترددة ولكنه جذبها فوجدت نفسها معه يضم يده عليها قريبة منه .
كان الوزير فهد يستعد للخروج بعدد كبير من الفرسان والجنود وقبل أن تفتح بوابات القصر له حتي فتحت ليدخل عليه شمس الدين ومن أمامه نيراز , ما أن رأي الفرسان والجنود الملك حتي نزلوا من علي أحصنتهم لتحية الملك بينما شمس الدين لم يأبه بأحد سوي أنه مع نيراز وأستمر بالنظر إليها حتي دخل للساحة الداخلية للقصر فنزل أولا ومن ثم أنزل نيراز .
شعر الوزير فهد بالصدمة لما رأهم معا وفي تلك الحالة من الرومانسية بينما أزداد فرح الوزير سليمان .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي