الفصل الثاني

اعتاظ صابر كثيرًا من كلام درية
صابر بحدة : ماذا يعني أن تتركيها عند أشخاص غرباء لماذا لا تجلس معك في منزل والدها
درية ببرود : وماذا سوف أفعل لها إن كانت تريد فلتأتي لن أمنعها اتركها فأنا هكذا أرتاح من دونها ومن دون إزعاجها لي
صابر : أنتِ كيف لكِ أن تكوني بهذا الحقد والحقارة منذ يوم دخولك إلى هذا المنزل وقد جلبتي معك كل شيء سيء حتى هذه الفتاه المسكينة اليتيمة لم تسلم من شرك لقد قمت برميها من دون أن تعرفي عنها أي شيء على احترمي وفاة هذا الرجل الذي جمعك من الشوارع وجعل منك امرأة

درية : تحدث معي بطريقة جيدة وإلا فلتغرب من هنا فأنا يكفيني ما عشته مع أخيك وهذه الفتاة المزعجة
صابر : فلتحمدي الله أني أتحدث معك بعد كل الذي عرفته عنك وعن الذي فعلتيه بأخي إن الجميع يتحدث عنك أنا سوف أخذ سلمى وأنت اذهبي إلى حيث تريدين يا لك من امرأة جشعة.
درية : إلى أين أذهب يا هذا أنا لن أذهب من هذا المنزل إن هذا منزلي فلتذهب أنت من هنا
صابر بغضب : أنت سوف تذهبين من هذا المنزل فورًا إنه منزل أخي هيا اغربي من هنا وإلا سوف تعلمين ما الذي سوف أفعله بك عدة دقائق ولا أرى وجهك أمامي هل تفهمين

ارتبكت دريه : ما الذي سوف تفعله لن تقدر على فعل شيء سوف أقوم بالصراخ وأجعل الجميع يأتي الآن
صابر : افعليها وستكونين أنت من جنيتي على نفسك وأنا أظن أنك تعلمين جيدًا أن جميع نساء الحارة ماذا سوف يفعلون بك كما أنك تعلمين لماذا يريدون هذا
لاحظ صابر علامات الخوف على وجهها فقال بحدة : هيا اجمعي أغراضك واغربي من هنا سوف اذهب لأجلب سلمى وعندما آتي لا أريد أنا أرى وجهك هنا
ثم ذهب من أمامها وهو في قمة غضبه فخافت دريه من كلامه جدا فهي تعلم أن الحارة بأكملها كانت تحب سالم وابنته فقررت الهروب مع أنها كانت لا تريد ترك الشقة

ذهب سيد إلى جيران أخيه التي تقيم سلمى عندهم
الجار : أهلا وسهلا تفضل يا صابر
صابر : اهلا بك انا أعلم أنني انشغلت عنكم بموت أخي وبسبب العزاء والإجراءات التي كان من المفترض علي القيام بها وتركت سلمى كل هذا الوقت عندكم ولكن اعذرني فإنه لم يكن بيدي
ثم تنهد قال بأسف : إن موت أخي بهذا الشكل جعلني غير قادر على التركيز في أي شيء
الجار بتأثر : فعلا فإنه كان رجل محترم جدًا ولم نرى منه أي شيء سيء

الجارة وهي تضع الشاي أمامه : تفضل يا سيد صابر أنا أريد أن أطلب منك أن تترك سلمى معنا وسوف نربيها مع أولادنا فهم إخوتها وأنت تعلم جيدًا هي كم تحب ابنتي فليعشوا معًا وصدقني إنها مثل ابنتي وأكثر من ذلك
صابر : انا أعلم أنها هنا سوف تكون بأفضل حال بل أفضل حتى من عندي ولم أكن سأقصر معها أبدًا فإن كل هذا من مال والدها ولكن أخي قبل وفاته تركها أمانة لدي وأنا لا أقدر أن أضيع أمانة أخي
الجارة : لا أعلم ماذا أقول لك ولكني كنت أتمنى أن تظل سلمى معنا
صابر بامتنان : لا تقلقي عليها فهي سوف تكون في أمان معي

ذهبت الجارة لكي تحضر سلمى
سلمى ببكاء شديد : أرجوك يا خالتي لا تتركيني أنا أريد أن أظل هنا معكم لا أريد أن أذهب أنا أشعر بالراحة هنا كثيرًا أقنعيه ليتركني أظل معكم
الجارة بدموع : لا تبكي يا عزيزتي اذهبي معه وأنا سوف أجعله يأتي بك إلى هنا كلما رغبتي في ذلك
ذهبت سلمى مع عمها وهي تبكي بشدة وكذلك الجارة وابنتها يبكون ورائها

وصل بها عمها إلى منزله
فردوس زوجة عمها : اهلا يا عزيزتي تعالى إلى هنا لا تخافي
بالطبع هذا الكلام أمام عمها فقط لأن سلمى أسوء أيام حياتها سوف تبدأ من اليوم
فردوس بصوت عالي : سميرة تعالي إلى هنا لكي تري ابنة عمك

سميره أكبر من سلمى بحوالي ثلاث سنوات و لكنها طفله حقوده انانيه ليس لديها قلب كوالدتها تماما وهي تكره سلمى بشده مع انها لا تراها كثيرا وذلك لأنها اجمل منها بكثير فسميرة جمالها عادى وبسيط جدا أما سلمى فهي في غاية الجمال والرقة فلديها عيون عسليه فاتحه وواسعه ورموش طويله وشعر مائل للون البنى ولهذا كانت تغير منها سميره جدا حتى والدتها ايضا كانت تغير من والدة سلمى ولديها حقد دفين لها

نظرت سميره لسلمى بحقد فنهرتها والدتها بنظراتها وهي تحذرها من وجود والدها فاتجهت إليها
سميره على مضض : كيف حالك يا سلمى
سلمى : أنا بخير
نظرت لها سلمى وهي تستغرب نظرات الكره والحقد منها فهي لم تراها الا مرات قليله
فردوس بتمثيل : لماذا تريد تقفين هكذا يا سلمى ارتاحي فأنت في بيت عمك فهو مثل والدك وأنا مثل والدتك
سلمى : أعلم ذلك شكرا لك
فردوس : هيا اذهبي مع سمير لكي تنامي معها في غرفتها

فور دخولهم الحجرة
سميره : ماذا تقولين يا أمي هذه الفتاه لن تنام معي في الغرفة أبدًا
فردوس بخوف من صوتها العالي : اصمتي لكي لا يسمع والدك ويغضب منا
سميره : قومي بإخراجها من الغرفة فأنا لن انام معها أنا أحذرك يا امي
فردوس : حسنا اصمتي تعالي معي يا سلمى حتى أجد لك مكان آخر لكي تنامي فيه

ذهبت معها سلمى مع نظرات سميره النارية لها
فردوس : هيا ضعي هذه السجادة على الأرض ونامي هنا في المطبخ حتى الصبح وشوف أجد لك مكان آخر بدلًا من هذا لكي تنامي فيه
سلمى : حسنا يا خالتي
تركتها فردوس و ظلت سلمى تتلفت حولها خائفة فلم تتعود على المكان بعد و ما زالت صغيره على النوم بمفردها هكذا فكانت اوصالها ترتعد و تبكى بصوت مكتوم

خرجت فردوس من المطبخ فوجدت ابنتها امامها
سميره : هل سوف تظل هذه الفتاه الحمقاء عندنا للأبد
الام بغيظ : أنا لا أعلم ما هذا الذي يقوم والدك بفعله ما دخلنا نحن بهذه الكارثة التي أتى بها إلينا نحن لا نريدها على الإطلاق
ثم تأففت وقالت : هل يموت والداها وتبقى تربيتها علينا نحن فلتذهب إلى حيث تذهب حتى لو أقامت بالشارع ليس لنا دخل
سميره : وهل سوف تجلس هكذا وتريد من يقوم بخدمها هل تعلمين ماذا سوف أفعل لو قمتي بإعطائها أي غرض من أغراضي أنا أحذرك
فردوس : حسنا لا تقلقي اسمعي ما سوف أقوله لك جيدًا ولا يجب أن يعرف والدك أي شيء عنه هل تفهمين
سميره : لن أخبره بأي شيء أعدك
فردوس بابتسامة خبيثة : سوف نجعلها هي تقوم بكل أعمال المنزل وتقوم بخدمتنا انا وأنت من دون أن تفتح فمها حتى إن هذه فرصة ذهبية يجب أن نستغلها فهي بمثابة خادمة من دون أن تأخذ أي مال
سميره بغل و حقد : حسنا إذا كان هكذا فأنا أوافق تمامًا

استيقظت سلمى من النوم على صوت زوجة عمها وهي تعد الافطار
سلمى : صباح الخير يا زوجة عمي
فردوس بوجه حاد : صباح الخير يا حمقاء هيا اسرعي وأعطي هذا الطعام لعمك على السفرة هيا لماذا تنظري إلي هكذا اغربي من أمامي
جرت سلمى بسرعه الى الاطباق و حملتها و خرجت بها الى الصالون
صابر : اهلا يا ابنتي كيف حالك هل تشعرين بالراحة في منزلنا

هزت سلمى رأسها علامة الموافقة
سميره : وكيف لها أن لا ترتاح فهي تأكل وتشرب من دون تعب وبشكل مجاني وهل لها أن لا يعجبها هذا
صابر : ما هذا الذي تقولينه يا سميره لو سمعتك تتحدثي معها بكلمة سيئة ولو واحدة حتى سوف أبرحك ضربًا إن سلمى تعيش هنا بمال والدها وكل هذا من خيره

فردوس وهي تنظر لسميره بتحذير : بالطبع لا يقدر أحد أن يقول غير هذا الكلام فإن سلمى ابنتنا الثانية لا تهتم لكلام هذه الفتاه
صابر : حسنا أنا ذاهب إلى العمل انتبهي منها فهذه أمانة أخي لدي
فردوس : لا تقلق أبدًا اذهب أنت إلى عملك واطمئن عليها تمامًا فأنا سوف أهتم بها جدًا

وبمجرد خروجه من المنزل انقضت عليها سميره وأخذت تضربها بعنف وسلمى تصرخ بقوه فهي لم تفعل أي شيء على الإطلاق لكي تفعل بها سميره كل ذلك
سحبت فردوس ابنتها بالقوة من فوق سلمى التي كانت تبكى بشده من وجع جسمها من الضرب
اوقفت فردوس سميره وهي تشد شعرها بقوه وسلمى تصرخ

فردوس لسلمى : اسمعيني يا فتاه هيا اجمعي كل هذا الطعام وقومي بتنظيف المنزل بأكمله ولا تتركي وراكي أي عمل ناقص وإلا سوف أقوم يضربك إلى أن تسمعي الكلام هل تفهمين أم لا
هزت سلمى رأسها وهي تبكى وتتألم
فردوس : وأنت يا عزيزتي سميره فأنا أعددت لك الطعام الذي تفضلينه هيا يا ابنتي تعالي لكي تأكلي
ثم أعطت لسلمى قطعة من الخبز: وأنت اذهبي إلى المطبخ وكلي هذا الخبز وإياك أن وصدري أي صوت هيا امشي من هنا

جلست سلمى في المطبخ تأكل وهي تبكى بحرقه وبعد قليل دخلت عليها زوجة عمها
فردوس : انهضي من مكانك واذهبي لكي تحضري طلبات المنزل وإن قمتي ينسيان أي طلب واحد منهم فوقتها ستكونين أنت الجانية على نفسك
نزلت سلمى الى السوق لشراء طلبات زوجة عمها الكثيرة التي لا تقدر على حملها وعندما وصلت بقرب المنزل وجدت سميره تلعب بجوار المنزل هي واصحابها

بمجرد رؤيتها لها جرت عليها بسرعه وهي تسير ووضعت رجلها امامها فوقعت سلمى وتحتها الطلبات التي اشترتها وضحكت عليها سميره هي وصديقاتها
قامت سلمى تتألم من الوقعة و نظرت الى سميره التي نظرت لها بتشفي وجرت تلعب مره اخرى
ذهبت سلمى الى زوجة عمها بهذا المنظر

فردوس بدهشة وغضب : ما الذي فعلتيه يا حقيرة في الأغراض لماذا تبدو بهذا الشكل
سلمى بخوف شديد : لقد سقطت يا زوجة عمي من دون قصدي انا آسفة
فردوس وهي تضربها : كيف توقعينها على الأرض هكذا سوف أضربك حتى الموت لكي تتعلمي يا مغفلة
ظلت فردوس تضربها وهي تصرخ بقوه
فردوس : سوف أحرمك من الطعام لمدة يوم كامل لكي لا تفعلي هذا مرة أخرى هيا اركضي من هنا وأنهي كل الأعمال التي ورائك وإياك أن أرى في يدك شيء تأكلينه

ظلت سلمى تعمل الى وقت متأخر حتى نام الجميع وهي ما زالت تنظف وتمسح وتكاد تموت جوعا فانتظرت حتى لم تسمع صوتا ثم فتحت الثلاجة بهدوء واخذت طبق وجلست تأكل بترقب وخوف ودموعها تنزل بحرقه فرغت سلمى من الطعام وذهبت للنوم على الارض الجافه والغطاء المهترئ وهي تدعو الله تعالى ان يخلصها من عيشة البؤس هذه

في الصباح ذهبت سميره الى والدتها
سميره : امي انا اريد بعض المال لكي اذهب لشراء أشياء لذيذة لآكلها
فردوس : لقد أعطيتك منذ قليل أين تذهبين بكل هذا المال يا سميره
صابر : بالطبع ولماذا لا تطلب مال وهل هي ورائها أي شيء آخر غير صرف المال مما سوف يجعلها تكون فاشلة إنها لا تنفع لأي شيء حتى دراستها غير جيدة فيا على الإطلاق وتأخذ كل عام في عامين أنت السبب سوف تفشلينها
فردوس : إنها ما زالت صغيرة عندما تكبر سوف تعقل لا تقلق أنت
صابر : ليكن في علمك سوف أقوم بالتقديم لسلمى في المدرسة هذا العام
فردوس بغيظ شديد : وهل نحن لدينا قدرة على تعليمها ألا يكفي أننا نقوم بتربيتها
صابر : وهل ترين أننا نقوم بتربيتها من المال الخاص بنا إن كل هذا من مال أبيها فهي تعيش منه ونحن لا نتفق عليها أي شيء هل نسيتِ أن لها حق في منزل والدها اتركيها لتتعلم مثل باقي الأطفال الذين هم في سنها
فردوس بكيد : حسنا كما تريد

خرج صابر من البيت وتركهم
سميره : هل يعجبك يا امي ماذا يقول ابي عني كنا أنه يريد أن يريح سلمى ويفعل لها كثير من الأشياء وسوف يدخلها إلى المدرسة هل يحبها أكثر مني
فردوس : لا يا عزيزتي لا تحزني أبدًة فأنت أفضل من كل الفتيات وهذه الحقيرة لا تساوي فيك أي شيء فمن هي لكي يتم مقارنتها بك يا ابنتي الجميلة ولكن اتركيه يدخلها إلى المدرسة وسوف ما الذي سوف أفعله بها

أصبحت حياة سلمى كابوس لا ينتهى منذ ان قرر عمها دخولها المدرسة مع سميره فقد اشتد حقد وغل سميره عليها أكثر من ذي قبل فهي تغار منها بشدة واصبحت تكيد لها الكثير من المكائد يوميا وتتسبب في اذيتها بشكل سيء لكي تتشفى فيها فكانت والدتها تتفنن هي أيضًا في تعذيب سلمى بجميع أنواع العذاب كل يوم من دون حتى أن تستطيع هذه الفتاه البريئة المسكينة أن تشتكي لعمها من هؤلاء الظلمة
ادخل سيد سلمى مدرسه مع سميره وقد كانت سميره تكرهها بشده ولكن سلمى كانت لا تهتم بذلك

فردوس : سلمى أنت يا فتاه تعالي إلى هنا فورًا
أتت سلمى راكضة : نعم يا زوجة عمي
فردوس بحقد : اذهبي وحضري الفطور حالًا أم هل ترين نفسك مثل بقية البنات بما سوف تذهبين إلى المدرسة
سلمى : حسنا سوف أحضره ولكن بسرعة لكي لا أتأخر عن المدرسة
ذهبت سلمى بسرعه وحضرت الفطور ثم ذهبت الى المدرسة فقد كانت متفوقه مع ان زوجة عمها لا تهتم بها ابدا وملابسها مهتريه بعكس سميره فأمها تغدق عليها الملابس والأحذية وخلافه ولكن دراسيًا لا تستوعب شيئًا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي