محبتك تكسر قلبي

Nagat Zaher`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-30ضع على الرف
  • 60.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

سلمى فتاة فقيرة تربت في حارة صغيرة من حواري القاهرة الفقيرة وهي من أسرة بسيطة فوالدها رجل بسيط يعمل في عمل بسيط جدًا في مصنع وراتبه بالكاد يكفي متطلباتهم الشخصية

توفت والدتها وهي في عمر السادسة وبعدها بفترة لم يقدر والدها على رعايتها بمفرده بشكل فتزوج من سيدة أخرى ولكنها كانت تعاملها معاملة سيئة للغاية كما أنها أرغمتها على أن تترك الدراسة و المكوث في المنزل لكي تخدمها وعندما تفعل اي شيء خاطئ حتى لو كان بسيط تضربها بشدة غير مراعية بأي شكل من الأشكال أنها طفلة بين يديها

كان ملجأها الوحيد هو بيت جيرانهم فهي كانت تذهب إليه فهم لديهم طفلة في مثل عمرها وكانت صديقتها المقربة وكانوا دائمًا معًا ووالدتها حنونة عليها جدًا وتطعمها و تحنو عليها كلما قست عليها زوجة أبيها التي لا تعرف عن الرحمة شيئًا.

تبدأ أحداث قصتنا قبل زواج أبيها من زوجته الثانية
فوالدها كان يذهب صباحًا إلى عمله ويوقظها فجرًا لكى يعد لها طعام الإفطار قبل ذهابه إلى العمل وعندما يريد أن يرتدى ملابس لا يجد ملابس نظيفة له ولها أو طعام فهو لا يعلم عن أعمال البيت أي شيء و لا حتى عن عمل المطبخ فزوجته كانت سيدة فاضلة وكانت تحمل عنه كل هذه الاشياء ومنذ وفاتها والحال به هكذا وزاد عليه أيضًا وجود ابنته معه ومسؤوليته تجاهها

إنه يذهب إلى عمله وباله مشغول عليها كان يغدقها بحبه وحنانه ويحاول تعويضها عن فقدان والدتها لخوفه عليها، كان يتركها عند جيرانهم الطيبين مع ابنتهم لكي تلعب معها إلى حين عودته من عمله في المساء.

نزل سالم الدرج هو وسلمى ودق جرس الجيران
الجارة : أهلًا بك يا سيد سالم تفضل بالدخول
سالم بإحراج : صباح الخير أنا أعلم أني أزعجكم كثيرًا ولكني لا أطمئن عليها سوى معكم أنتم فقط فأنا أريد أن أتركها وأنا بالي مطمئن عنها.

الجارة بعتاب لكلامه : لا تقل هكذا فأنت تعلم أني أحب سلمى كثيرًا وهي تحب أطفالي جدًا وهم أيضًا يحبونها هيا قم أنت بالذهاب إلى عملك لكي لا تتأخر عليه ولا تقلق عليها على الإطلاق فهي في أيدي آمنة تمامًا.

ذهب سالم إلى عمله و لكن في طريقه إليه قابل أخيه
صابر : كيف حالك يا سالم وكيف حال ابنتك سلمى هل أنتم بخير؟
سالم : الحمد لله يا أخي نحن بخير
صابر : أنت تبدو بحالة غير جيدة على الإطلاق وأنا لا يعجبني هذا أبدًا أنت يجب أن تتزوج مرة أخرى لكي تعتني بك زوجتك وبابنتك سلمى
ثم تنهد وقال له : أنت لا ترى كيف تبدو حالتك لو توفيت زوجتك منذ فترة طويلة وأنت منذ وفاتها لم ترى يوم جيد ولا تقدر على أن تعتني بسلمى لا يوجد اعتراض سوف أجد لك مرأة مناسبة وأزوجها لك ما رأيك؟!

سالم : حسنا كما تريد فأنا كل ما أريده هو أن يعتني أحد بسلمى جيدًا.
كانت درية سيدة سيئة السمعة إلى أبعد حد ومعروف عنها أنها ليست على ما يرام وكانت تحاول بشتى الطرق الوصول لسالم لأنه كان يملك المنزل الذي يعيش فيه وهي لا تملك منزل فهي تعيش في منزل قديم على سطح العمارة التي يعيش بها هو وابنته ولا تملك حتى قوت يومها، حتى من تعرفهم من الرجال كانوا يريدون قضاء وقت ممتع معها فقط و لم يرد أحد منهم أن يتزوج من امرأة مثلها فقررت أن توقع به بأي طريقة ممكنة.

ذهبت له دريه بالطعام في مكان عمله
درية بمحاولة التأثير عليه : تفضل يا سيد سالم هذا الطعام من أجلك أنت و سلمى لابد أنها لا تأكل من هذا الطعام المعد في المنزل منذ وقت طويل
سالم : ولكن هذا كثير جدًا يا سيدة درية
درية : لا يوجد ما هو كثير عليك فأنت تستحق أكثر من ذلك بكثير
سالم : حسنًا ولكنك سوف تأتين لكي تأكلي معنا هذا الطعام أنا وسلمى في المنزل ما رأيك
درية : كما تريد أنا موافقة

ذهبت معه درية إلى المنزل وبمجرد رؤيتها للمنزل لمعت عينيها بالطمع والحقد وقررت أن تقوم برمي شباكها عليه فهو بالنسبة لها صيد ثمين جدًا
أخذت درية في تمثيل دور الملاك البريء على سلمى ووالدها حتى تبلغ ما تتمنى فعله وبالفعل تزوجها سالم رغم اعتراض أخيه عليها فهو كان يسمع عنها بعض الأقاويل الغير جيدة

في منزل سالم
حضرت درية الفطار وذهبت لتوقظه
درية : هيا يا سالم استيقظ لقد حضرت الطعام وسلمى تأكل الآن
ذهب سالم إلى السفرة للفطار وجد سلمى تجلس عليها
سلمى : أبي إن أمي درية حضرت طعام لذيذ جدًا
سالم : بالهناء والشفاء يا حبيبتي
عاد سالم بعد عدة أيام إلى عمله وهو سعيد فلأول مرة يترك سلمى و هو مطمئن علبها
صابر : ما هي أخبار الزواج معك يا سالم هل تشعر بالراحة وهل سلمى مطمئنة لزوجتك
سالم : أنت لا تتخيل كيف هي درية إنها جيدة جدًا وتعتني بي وبسلمى على أكمل وجه
صابر : بالتأكيد أنا كنت مخطئ في حقها فليسعدكم الله سبحانه وتعالى

عاش سالم و درية فترة من الزمن معًا ليست بالطويلة وللكنها كانت تصرف نقوده ببزخ ومرتبه لا يكفيه حتى لنصف الشهر وهذا غير السهر الشديد الذى بعده لا يستطيع مواصلة عمله فكان التقصير في العمل من نصيبه، باع سالم كل ما يملك وأخذ يستدين حتى يسد متطلباتها من ملابس وذهب وخروج وخلافه ومللت درية من بقائها معه و قررت التغير فرجعت لحياتها القديمة فكانت تخرج من البيت بعد خروج زوجها للعمل وترجع قبل عودته للمنزل وظلت على هذه الحال فترة طويلة

في الصباح ذات يوم
سلمى : صباح الخير يا أمي أنا جائعة جدًا هل يمكن أن تعدي لي بعض الطعام
درية بحدة : انظري إلى أنا لن أعمل في هذا المنزل مرة أخرى بعد الآن اذهبي أنتِ وحضري لنفسك ما تريديه فأنا لست الخادمة الخاصة بكِ كلي أي شيء أو لا تأكلي ليست مسألتي وبعد أن تنتهي اغسلي الصحون ونظفي المطبخ ثم اغسلي كل الملابس المتسخة وقومي بنشرها أيضًا وإذا لم يعجبني أي شيء تقومي به سوف أضربك فهمتي أم لا
سلمى بخوف : حسنا سوف أفعل كل ما تريديه مني
بدأت درية في تغيير معاملتها لسلمى فأصبحت تضربها بشدة وتجعلها تقوم بكل أشغال المنزل وتقف لها على أي غلطة تفعلها حتى لو بسيطة

أصبحت سلمى تبكى باستمرار من هذه المعاملة القاسية حتى الطعام كانت تأكله درية كله ولا تترك لسلمى سوى القليل منه ويكون سيء جدًا
في الصباح استيقظت درية من النوم فوجدت سلمى تجلس في الصالون

صرخت في وجهها: لماذا تجلسين هكذا هيا اذهبي فورًا وحصري لي الفطور وافعلي كل ما هو مفروض عليك كل يوم هيا لا تتأخري
ظلت تزيد درية من عذاب سلمى وضربها وحرمانها من الأكل و شراء أي ملابس ه ودائمًا يكون الطعام المحترق من نصيب سلمى مع تهديدها بعدم إخبار والدها وإلا سيكون جزائها الحرق بالنار

جلس والد سلمى بجوارها
سالم : قولي لي يا ابنتي ما بكِ أنا ألاحظ أن جسدك أصبح هذيل جدًا هل والدتك درية تطعمك جيدًا أم لا يا سلمى وهل تعتني بكِ
سلمى بكذب بسبب خوفها من تعذيب درية لها : نعم يا أبي إنها جيدة جدًا وتعاملني أفضل معاملة
سالم بشك : هل هذا يعني أنها لا تضربك أبدًا قولي لي الحقيقة لا تكذبي علي
سلمى : إنها لا تضربني أبدًا بل العكس تمامًا فإنها تخاف علي جدًا وتهتم بي إلى درجة كبيرة
خرجت سلمى تلعب مع صديقاتها في الشارع ورجعت في الليل و وجدت باب المنزل مغلق ودرية غير موجودة فنزلت وجلست أمام المنزل

عاد سالم من العمل ووجد سلمى تجلس هكذا فذهب إليها على الفور
سالم بقلق : لماذا تجلسين هكذا يا ابنتي ماذا بكِ
سلمى : كيف سأدخل إلى المنزل إن أمي درية ليست بالداخل والباب مغلق
سالم : كيف هذا إلى أين ذهبت في الوقت؟

دخل سالم وابنته المنزل فجرت سلمى على المطبخ لإحضار الطعام ورآها والدها وهي تأكل فوجدها تأكل أرز فقط و لما سألها علم أن درية تترك لها الأرز بدون أي شيء معه وهو لا يحرم درية من شيء بل يصرف عليها كل نقوده ولا يتبقى معه أي مال بسببها وهي تحرم ابنته حتى من الطعام

أعد سالم الطعام لابنته وظل جالسًا معها حتى نامت من الجوع والتعب ثم وضع عليها الغطاء وجلس ينتظر درية حتى تعود
رجعت درية إلى المنزل في وقت متأخر والحارة كلها تتحدث عنها وعن خروجها يوميا ورجوعها في وقت متأخر

سالم بحدة : أين كنتِ يا درية
دريه : لقد قلت لك أني سوف اذهب لكي أزور أقاربي وسوف أتأخر
سالم : كيف يمكنك أن تتأخري كل هذا الوقت وتتركي المنزل هكذا من دون طعام لقد وجدت سلمى تجلس في الشارع وهي جائعة جدًا
دريه : ماذا كنت سأفعل لقد كنت مشغولة
سالم : بعد الآن بيتك أهم من أي شيء ولن تخرجي منه مرة أخرى
درية بحدة : انتبه إلى كلامي جيدًا أنا لن أبقى حبيسة في هذا المنزل فأنا سوف أخرج منه كما أريد وسوف أذهب إلى أي مكان أرغب به هل فهمت
سالم : انا لم أقل شيئًا ولكني أتحدث عن الكلام الذي سوف يقوله الآخرين

في الصباح استيقظ سالم وأخذ يوقظها فلم ترد عليه ثم تعصبت بشدة لكي يتركها تنام وينزل ولا يوقظها فاستسلم للأمر الواقع و ذهب إلى العمل بدون فطور
قابل سالم صديقًا له وأخبره أن يذهب معه ليلًا لزيارة صديقًا له مريض ووعده أن يذهب معه بعد العمل و بعد انقضاء العمل

ذهب مع صديقه ولكن وهم يقطعون الشارع جاءت عربة مسرع مسرعة وقذفت سالم بسرعة ورمته أرضًا فنزل جثة هامدة فقد خارت قواه بسرعة فقد كان في الفترة الأخيرة يعانى ولا يملك نقودًا للذهاب للطبيب ولقلة مقاومته لم يتحمل الحادث ولقى مصرعه على الفور التف حوله الناس وجاءت الاسعاف وأبلغوا أخيه سيد بالواقعة

كانت سلمى تلعب كعادتها في الشارع وكذلك خرجت درية كعادتها أحست سلمى بالجوع الشديد فظلت تنتظر دريه كثيرا فلم تأتى و كذلك والدها لم يأتي
نزلت سلمى إلى الشارع مرة أخرى فوجدت الجيران في الدور الأرضي و هم يتناولون الطعام و يجلسون معا نظرت إليهم سلمى من النافذة المطلة على الشارع وهي تبكى بحرقة فهي محرومة من لمة العائلة الدافئة وأيضًا تكاد تموت جوعًا لمحتها صاحبة البيت
الجارة : سلمى لماذا أنتِ واقفة هكذا يا ابنتي تعالي إلى هنا

سلمى : شكرا لك يا خالتي فأنا أنتظر أبي لأني أريد أن أنام كما أن زوجة أبي لم تأتي أيضًا
الجارة : إن قمتِ بانتظار درية فسوف تنتظرين كثيرًا تعالي إلى هنا وكلي معنا وابقي لدينا إلى حين أن يأتي والدك هيا يا ابنتي

دخلت سلمى ووضعت الجارة الطعام لها وأخذت تأكل بشراهة فهي لم تتناول الطعام منذ الصباح ولشدة جوعها نامت بعد تناولها الطعام مباشرةً من تعبها
وهنا سمع الجميع صراخ عالي وعويل يأتي من الشارع فقد كانت درية وبمجرد وصولها المنزل علمت بوفاة سالم في الحادث

درية بتمثيل وبكاء تماسيح : لقد مات سالم لقد مات زوجي العزيز لا أقدر على تحمل فقدانك يا سالم
ذهب صابر بسرعة إلى المستشفى فور سماعه بالحادث ولكنه وجد أخيه توفى وقابل صديقه فى العمل الذى كان معه وقت الحادث
صابر بحزن : كيف حدث هذا ما الذي حدث إلى أخي كيف مات
الرجل ببكاء : كان ذاهب معي إلى زيارة أحد زملائنا لأنه مريض ولكن فجأة أثناء مرورنا على الطريق ظهرت سيارة مسرعة واصطدمت به ولا أعرف كيف حدث ذلك ولم أفق من الصدمة إلا على منظر سالم وهو ملقى على الأرض وهو غارق في دمائه وعندما ذهبت إليه بسرعة قال لي أن أقول لك أن تعتني بسلمى ثم مات أمام عيني

أخذ يبكي صابر بشدة حزنًا على فراق أخيه ولكنه تماسك بعد ذلك من أجل أن يقوم بجميع إجراءات العزاء
افاقت سلمى من نومها على صراخ دريه و هي تصرخ و تهتف باسم زوجها سالم
صرخت سلمى بقوه : أبي أين أبي أريد أن أذهب إليه أين هو

اخذتها سيدة من الجيران في أحضانها : لا تخافي يا سلمى لا تخافي يا ابنتي
سلمى ببكاء شديد : لا لقد مات أبي أنا أريد أبي أريد أبي
الجارة : تعالى يا ابنتي نامي معنا حتى الصبح
سلمى وهي تصرخ : لا اتركيني انا أريد ابي ان أبي لن يتركني أبدًا إنه لن يموت مثل أمي لا أبي أريد أبي
حملتها الجارة وهي تصرخ بشدة وأدخلتها بيتها وظلت تبكي بشدة وكل الجيران يبكون على بكاء هذه الطفلة التي لم تصبح يتيمة مرة بل مرتين

بعد مراسم الدفن و العزاء ظلت سلمى عند جارتهم وسط أولادها و صديقتها الوحيدة في الحي وهي تبكى دائمًا على فراق أبيها
حزن صابر على أخيه حزن شديد جدًا فهو أخيه الوحيد ليس له في الدنيا غيره

ذهب صابر إلى منزل أخيه بعد عدة أيام فوجد درية ولا يظهر عليها حتى آثار الحزن
دريه : لقد مللت من هذا العزاء ألن أتخلص من الناس التي تأتي إلى هنا دائمًا ألن أرتاح منهم أبدًا ماذا تريد أنت أيضًا
صابر : لقد أتيت إلى هنا لكي أرى سلمى وأخذها معي
دريه : إنها عند الجيران منذ ذلك اليوم ولا يهمني حتى إلى أين تذهب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي