الفصل التاسع والعشرون
ظلت نيراز تنظر لشمس الدين كأنها قد تاهت في عالم أخر , يعتقد أن العشق قد تسلل إلي قلبها العنيد .
شمس الدين : أذهبي لجناحك الأن فلقد تأخر الوقت .
نيراز : حسنا , أتمني لك نوما هنيئا .
شمس الدين : أنتي أيضا ,
غادرت نيراز إلي جناحها لم تكن تشعر بأقدامها علي الأرض فرحة غريبة تسري بجسدها , حاولت النوم ولكن لا يتوقف عقلها عن التفكير ولم تستطع إغلاق عينها للحظة كي تهدأ .
أما شمس الدين كان بجناحه هو الأخر لا يدري لما يضعف أمامها عندما يكون وحده يتوعد لها وبأنه سيجعلها تندم علي اليوم الذي تزوجته به ولكنه يجد نفسه فور رؤيتها يراضيها ويطيب من خاطرها , كلما حاول الإبتعاد عنها تجذبه إليها بكلمة واحدة كأنه تارك نفسه لها تفعل ما تشاء به.
هذا هو حال العاشق ,
في الصباح تلقت نيراز دعوة من شمس الدين كي تتناول الفطور معه , كانت سعيدة حقا بتلك الدعوة غيرت ملابسها أكثر من خمس مرات فبكل مرة تريد أن تصبح أجمل , كانت سعدية تتطلع لها في تعجب فهذا ليس من عادات نيراز فهي لا تهتم كثيرا بما سوف تلبس أو ما المجوهرات التي ستأخذها , كأنها شخص أخر غير الذي عهدته منذ الصغر .
أخيرا أستقرت نيراز علي أحد الألبسة وهو فستان ممزوج بين اللون الأصفر والأبيض بدت فيه جميلة ولعلها بدت أجمل بسبب تلك الإبتسامة التي لم تستطع ان تخفيها وزينت وجهها الدائري .
سرعان ما توجهت من جناحها إلي القاعة الخاصة لتناول الطعام كانت تظن أنها ستكون وحدها برفقة شمس الدين ولكنها تفاجأت لما وجدت الجميع حاضر فلقد وجدت الوزراء ونور الدين والملكة فردوس أصابتها خيبة أمل لما رأتهم كانت تظن أن شمس الدين قد دعاها وحدها والأن تجد الجميع حاضر هذا أشبه بروتين ملك وليس بطلب زوج يرغب في قضاء الوقت مع زوجته ,تود لو نزعت شمس الدين من بينهم كي تبقي معه وحدها , تلاشت إبتسامتها وراحت تمشي في رزانتها المعهودة لتجلس بالقرب من شمس الدين ,
إذن لهم شمس الدين في بدأ الطعام , كانت نيراز تأكل ببطئ دون إهتمام منها بما تدخل فمها ,
الملكة فردوس محدثة نيراز : لماذا لا تأكلين يا جلالة الملكة ؟؟ هل الطعام لا يعجبك
نيراز : لا الطعام جيد ولكني فقط ليس لدي شهية لتناوله الأن .
الملكة فردوس بإبتسامة مصطنعة : أيعقل أنك حامل إبنتي ؟ سيكون هذا رائع
كان الطعام في فم شمس الدين لما قالت الملكة فردوس هذا أشتد سعاله وصدمت نيراز بما سمعت كأن الكلام قد عقد علي لسانها
شمس الدين : هذا شئ خاص بي وبالملكة لا يجوز مناقشته علي طاولة الطعام .
الملكة فردوس : ومنذ ممتي كان أنجاب الملوك شئ يخصهم وحدهم , ثم نظرت للوزير سليمان أليس لدي الحق فيما أقول يا وزير سليمان ؟
نظر الوزير سليمان الذي كان يعلم بطبيعة العلاقة بين شمس الدين ونيراز لشمس الدين الذي وجده ينظر إليه بحدة ليحسن حديثه : بالطبع يا جلالة الملكة كلنا نتمني أن نري وريث للملك ولكن هذا مبكر الأن فزواج الملك والملكة لم يكمل شهره الأول .
الملكة فردوس : وما الغريب في ذلك لقد حملت في شمس الدين في شهري الأول وكنت في الثالثة عشر فقط أنت تعلم بالطبع هذا , ومن المهم أن نطمئن علي صحة الملكة سأدعو الطبيبة كي تكشف عليها ليكون لدينا البشارة , ثم وضعت يدها علي كتف نيراز التي كانت تجلس بجانبها , كانت نيراز لا تدري بما ترد أو ماذا تقول فالملكة فردوس قد وضعتها في موقف صعب
ضرب شمس الدين بيده علي الطاولة وتحدث غاضبا : ألم أقل ان هذا شئ خاص بيني وبين الملكة لا أسمح لأحد أن يتحدث فيه .
صمت الجميع بما فيهم الملكة فردوس فلن تخاطر بمواجهة غضب شمس الدين من أجل هذا الموضوع فهي ما زالت في البداية لديها الكثير لتفعله ولكنها علي الأقل تزرع الغضب في داخله تجاه نيراز .
نظرت نيراز لشمس الدين نظرة رضا وإمتنان لعله بكل لحظة يضع رصيدا له بقلبها ويتسلل إليها أكثر فأكثر حتي هي لن تكون لديها أي رغبة سوي أن يكون بجانبها طيلة الوقت .
كان الوزير فهد يستمتع من بعيد بهذا السجال الدائر بين الملك شمس الدين وأمه الملكة فردوس ولقد كان سعيدا بأنه قد وجد من يرافقه في حلمه في التفريق بين شمس لدين ونيراز .
حاول نور الدين تلطيف الأجواء المشحونة فلقد كانت فكرة تناول الإفطار سويا فكرته ولقد ألح علي شمس الدين كثيرا من أجل ان يوافق عليها
نور الدين : إذا أذنت لي يا جلالة الملك ما رأيك بأن نتسلي قليلا ؟؟
حاول شمس الدين العودة لهدوئه : وكيف نتسلي يا نور الدين بالتأكيد لديك أفكار ؟
نور الدين : فلنصنع سباقا بالخيل ومن يفوز يحصل علي هدية قيمة .
الوزير سليمان : هذه فكرة جيدة يا سمو الأمير يجب أن نستمتع بالوقت فالأجواء هذه الفترة جميلة ويجب أن نشعل الحماس في قلوب الجنود .
شمس الدين : إذا كان هذا سيسعد الجنود والفرسان فأنا موافق ولكن ماذا ستكون الهدية هل ذهب أم مجوهرات ؟
نور الدين : ستكون هناك ثلاث هدايا لأول ثلاث يفوزون , الفائز الثالث سيحصل علي الأف قطعة ذهبية أم الفائز الثاني سيحصل علي صندوق من المجوهرات من الملك ثم أكمل بمكر وخبث يجب أن تكون هدية الفائز الأول أقيم من الذهب والمجوهرات ؟
الوزير سليمان : وما هو ذاك الشئ الذي سيكون أقيم من الذهب والمجوهرات أنا لم أسمع به في حياتي ؟
نور الدين محدثا نيراز : ما رأي جلالة الملكة , تري ما الهدية الولي التي سيحصل عليها الفائز الأول ؟
نيراز : لا أدري ولكن إذا كنا نريد أن تكون مميزة فليأخذ ما يشاء ؟ لتكن الهدية بأن يكون له وعد من الملك بأن يحصل علي ما يشاء مهما كان طلبه ؟
نور الدين متعجبا وبطفولة : تلك هدية رائعة تعلمين لو فزت أنا بالمركز الأول سأطلب أنا أتنزه مع جلالت ليوم كامل في الغابة الحدوية .
نظر له شمس الدين بغضب : ألم أعدك بأنني سوف أخذك معي ؟
نور الدين بطفولة : لا أظن أبدا أنك ستفي بوعدك في القريب , وأيضا الملكة نيراز تعلم الغابة جيدا كما سمعت وبالتأكيد ستريني أماكن لن يعلمها أحد , أليس كذلك يا جلالة الملكة ؟
نيراز بإبتسامة : لو سمح الملك بالتأكيد حينها سأعطيك جولة رائعة
تذكر شمس الدين أنها من قبل أخذته للشلالات أيعقل أنها ستأخذ نور الدين وسيحصل علي نفس مكانته عندها , حتي لو لم يفز نور الدين بالتأكيد أحد أخر ستجول له نفس الفكرة بأن يكون طلبه هو نيراز بالتأكيد لن يسمح بهذا
رد شمس الدين سريعا : أنا أيضا سأشترك في السباق ؟
نور الدين : لا يمكن إذا أشتركت أنت ووفزت بالمركز الأول هل ستطلب هديتك من نفسك هذا لا يعقل أنت من ستعطي الجائزة ؟
شمس الدين : لست أنا من سيعطيها , الملكة نيراز ستفعل ذلك
نظرت إليه نيراز بشك فهي تعلم غايته من هذا ولكنها سعيدة يعجبها ما يفعل .
انتهي شمس الدين من تناول فطوره وما ا، قام من مجلسه حتي قام الجميع لتحيته ... فمد يده لنيراز كي تذهب برفقته فما كان منها إلا أن أمسكت بيده سعد شمس الدين بذلك فلقد شعر بإقبالها علي مرافقته فغادرا سويا ,
نور الدين موجها حديثه للوزير فهد : أتمني أن تعلن عن المسابقة بين الجنود والفرسان وأن يتم إختيار المشاركين بعناية .
الوزير فهد : سيكون كل شئ علي ما يرام يا سمو الأمير حتي أنني سأجهز ما هو أكثر من ذلك .
استأذن الوزير سليمان وهم بالخروج في حين كانت الملكة فردوس تنظر للوزير فهد الذي فهم أنه تريد الحديث معه
الملكة فردوس محدثة إبنها نور الدين : هل نظرت لحصاتك اليوم أبلغوني أنه متعب منذ البارحة ؟
نور الدين : أجل ذهبت باكرا وسأعود إليه من جديد
الملكة فردوس بحنان : فلتذهب بني بالتأكيد يريدك بجانبه أعلم كم أنت متعلق به .
غادر نور الدين هو الأخر بينما جلست الملكة فردوس في مواجهة الوزير فهد ومن خلفهم الجواري اللاتي كانوا يقدمون الطعام ويقومون بمراعاة طلباتهم أثناء تناول الطعام , أمرتهم الملكة فردوس بالخروج جميعا فما كانوا منهم ألا أن لبوا طلبها وغادروا .
الوزير فهد : حمد لله علي سلامتك جلالة الملكة ؟؟
الملكة فردوس بإبتسامة جانبية : وهل تذكرت أنني عدت الأن , لقد وصلت منذ عدة أيام .
الوزير فهد : أرجو أن تسامحيني ,لم تسنح لي الفرصة للترحيب بجلالتك , تعلمين أن الملك لن يعجبه ذلك بالتأكيد سيخبره أحدهم .
الملكة فردوس : حتي طيلة غيابي لسبع سنوات لم أستلم منك خطابا واحدا يشعرني بأنك يا وزير فهد تتذكر أنني ملكة هذه المملكة .
الوزير فهد : لو أرسلت لك خطابا واحدا لكان الملك قطع رأسي , تعلمين أنك لست ممن يفضلهم في السنوات الأخيرة , ثم أكمل بخبث , جلالتك في جانب وأنا في جانب اخر كيف يمكننا أن نلتقي يا جلالة الملكة
الملكة فردوس :مهما أبتعدت عن شمس الدين سأظل أمه لا يمكنه أن يغير هذا , وأيضا لا تفرح كثيرا بقربك من شمس الدين اليوم أنت قريب وصديق غدا ستكون عدو .
الوزير فهد بحمية : أكون عدو للملك , سأقتل نفسي قبل أن يحدث هذا , روحي فداء للمك
الملكة فردوس : لا تنفعل هكذا , أنا صديقة ولست بعدوة , ومن واجبي أن أنبهك لو لاحظ شمس الدين نظراتك لزوجته الجميلة سيقطع رأسك دون تفكير تعلم كيف يحمي شمس الدين أحبائه .
الوزير فهد : أري أنك تركزين كثيرا فيما أفعل يا جلالة الملك هذا سئ لك لو أردت ...
الملكة فردوس : لا داعي لأن نهدد بعضنا البعض كما قلت لك نحن اصدقاء ويمكننا الإتفاق
الوزير فهد : نتفق علي ماذا ؟
الملكة فردوس : نتفق علي أن كلا منا سيساعد الأخر في الحصول علي ما يريد أنت تريد نيراز وأنا سأساعدك في ذلك ...
الوزير فهد : وأنتي تريدين أن يكون إبنك نور الدين هو الملك بدلا من شمس الدين ؟
رفعت كوب العصير لتشرب منه ثم تحدثت : أريدك أن تدعمه وتسانده كي يحصل علي العرش مثلما وقفت من قبل مع شمس الدين كي يأخذ مكان أبيه
الوزير فهد : أنا ساعدته بالفعل ولكن شمس الدين كان يملك المؤهلات المطلوبة رغم صغر سنه لقد أصبح بالفعل ما يتوجب أن يكون ومع إحترامي للامير نور الدين أنا لا أراه هكذا وحتي لو كان فالظروف الأن متغيرة شمس الدين مسيطر علي الأوضاع والممكلة مستقرة عكس ما كان في الماضي .
الملكة فردوس : لن تكون مستقر إذا قتل الملك ؟؟؟
الوزير فهد متصنعا التفاجئ : هل تريدين قتل الملك ؟؟؟ كيف تجرؤين ؟
الملكة فردوس بهدوء : هل ستقنعني انك لم تفكرفي ذلك بالطبع لقد فكرت أنت تعلم جيدا أنك لن تأخذ نيراز سوي وهو ميت لن يتركك تنظر إليها وهو علي قيد الحياة .
الوزير فهد : ما تطلبينه كبير ؟
الملكة فردوس : وما سأعطيك إياه أكبر نيراز لن تكون سوي هدية إضافية مني لك أما ما ستحصل عليه حقا هو أنك ستعود الوزير الأول للملك أعلم أن شمس الدين فضل عليك الوزير سليمان وأبقاه بجانبه ولكن أن صعد إبني نور الدين للعرش لن يكون بقربه سواك , فكر جيدا في عرضي لن تجد هذه الفرصة مرة أخري , ثم قامت من مجلسها : أنتظر ردك يا وزير فهد أما أن تكون رابح معي ونتقاسم الغنيمة أو تختار أن تبقي مجرد قائد للجيش وحينها لا أضمن لك أن تبقي طويلا هكذا فكر في عرضي وأبلغني بقرارك اليوم .
تركته وغادرت بينما هو خرج ورائها .
كانت نيراز تتمشي برفقة شمس الدين داخل الحديقة , طال الصمت بينهما ولكن كانا مستمتعان ببقائهما معا تلك هي أول مرة يطلبها شمس الدين صريحة أن يتمشي برفقتها داخل القصر وأيضا نيراز لم تكن تريد أن تنتهي أو أن يمضي ويتركها .
شمس الدين : هل حقا كنتي ستاخذين نور الدين في جولة للغابة الحدودية ؟
نيراز : لقد أراد ذلك بشدة ولم يكن يعلم ماذا يتوجب أن يفعل فأردت أن أساعده وأجعله فرحا بجولته.
شمس الدين : لا تفعلي ذلك مرة أخري لا يسمح لكي بالخروج سوي معي .
نيراز : ولكنه أخوك الصغير ؟؟
شمس الدين بحدة لطيفة : ولكنه ليس أنا , لا تعطي مثل تلك الوعود من جديد , حتي اليوم أخطأتي عندما وافقتي علي ما قاله لم اشأ أن أتجادل معكي أمامهم ولكن هذا لا أقبل به مهما كان الشخص الذي يطلب ذلك منك لا توافقي .
نيراز وقد توقفت عن المسير ثم تحدثت بلطف : ولكن أنت وافقت علي عرضه من سيفوز ويكون الأول سيطلب مني أمنية وسأحققها وهنااك نور الدين سيشارك وأيضا فرسان وجنود الجميع سيتسابق ومن المحتمل أن يطلب أحدهم هذا ويجب أن أوافق لقد أعطيت وعدك وكلمة الملك لا يخلف بها , حينها يجب أن أنفذ.
شمس الدين وقد وقف في مقابلها وابتسم لها : لذلك سأفوز أنا بالمركز الأول
نيراز : لا يمكنك الوثوق في هذا الأمر ؟
شمس الدين : ألا تثقين في زوجك ومهاراته؟
نيراز : الماهرون كثيرون .
شمس الدين وقد أقترب أكثر منها : إذن ثقي بي كزوجك , لن يترك زوجك أي أحد يأخذ تلك الأمنية من زوجته , لن أسمح بهذا , وأيضا أنا الملك لن يجرؤ أحد من الفرسان أو الجنود علي الفوز علي .
نيراز بدلال : هذا يسمي خداع يا جلالة الملك ويجب أن تكون المنافسة عادلة للجميع .
شمس الدين : ألا تريدين أن يفوز الملك يا جلالة الملكة ؟
نيراز وقد إبتسمت ثم وضعت يدها علي كتفه وتعلقت به وهمست في إذنه : لا أريد أن يفوز الملك أريد أن يفوز زوجي , ثم تركته ومضت سريعا من أمامه ,
وقف شمس الدين مصدوما ما زال لا يستوعب ما قالته يؤكد لنفسه أن ما سمعه صحيح, تلك هي أول مرة تقبل به هكذا , أول مرة ينطق لسانها وتناديه بزوجي تسائل هل كان ما فهمه صحيح هل تقبل به لو لم تقصده لما جرت هكذا , فرح قلبه أيعقل كلمة واحدة منها تفعل به هكذا .
أتي المساء وكان شمس الدين في جناحه يريد أن يذهب إلي نيراز ولكنه خائف من أن تفهم مقصده بشكل خاطئ وتسوء الأمور بينهم , كان متردد أيذهب إليها حتي ولو كان لمجرد رؤيتها بعض الوقت ومن ثم يغادر أو أن الأمر سيكون مزعجا لها , أستقر علي عدم الذهاب فلن يخاطر ويندفع من جديد لعلها لم تكن تقصد ما فهمه .
ما اسوأ الشك فهو قاتل لا تدري أن كنت بالمكان الصحيح أم أنك بالمكان الخاطئ ؟ هل ما تظنه صحيح أم خاطئ ؟ يمتلئ عقلك بالأفكار وضده تتمني أن تجد اليقين حتي تهدأ روحك وتعرف وجهتك .
في ظلمة الليل تسلل الوزير فهد متنكر إلي جناح الملكة فردوس فلقد أمرت الحراس بأن يغادروا ويرتاحوا وأنه لا داعي لوجودهم فالحراس يملئون المكان .
كانت تعلم بأن الوزير فهد لن يضيع الفرصة من يده وبأنه سيقبل بشروطها وما حسبته كان صحيحا فلقد أتي بالفعل .
كانت تجلس داخل جناحها وما أن رأته قد دخل للجناح بالفعل حتي وقفت له: كنت أعلم بأنك ستأتي ولذلك أرسلت الحراس من أمام الجناح أهلا بصديقي ...
الوزير فهد وقد أنحني لتحيتها : أهلا بكي ملكتي , فلنتحدث سريعا فالحراس يجوبون القصر طيلة الليل لا يبقون في مكان حتي شمس الدين لا ينم معظم الليل ويظل مستيقظا يجول هنا وهناك .
الملكة فردوس : لا تقلق هكذا شمس الدين لن يأتي إلي أبدا ولن يقترب من جناحي .
الوزير فهد : إلي الأن لم أفهم لما يبعدك عنه هذا الحد , ماذا حدث بينكم وأخفاه عن الجميع .
الملكة فردوس بحدة : هذا ليس من شأنك .
الوزير فهد : أعتذر عن تطفلي مولاتي , فلنتم ما جئت من أجله .
الملكة فردوس وقد هدأت قليلا : حسنا , ولكن ليكن بعلمك لو علم شمس الدين بأمرك أو شك بك لا يمكن أن تذكر إسمي أمامه أبدا تفهم ما أعنيه ؟
الوزير فهد : لا تشغلي نفسك بهذا أعلم جيدا القواعد ,
الملكة فردوس بإبتسامة : هذا جيد , فلتسمعني إذن , لا يمكننا أن نسيطر علي العرش وشمس الدين علي قيد الحياة كبار الفرسان يدعمونه .
الوزير فهد : أعلم هذا حتي مع كل نفوذي بالجيش ورغم أن لدي مؤيدين كثر ولكن من يدعمون شمس الدين أكثر , ولا يمكنني أن أواجه مباشرة , إذن لا مفر سوي من قتله , عندما يموت الملك سيرث نور الدين الحكم فهو الفرد الملكي الأقرب لشمس الدين فهو أخوه ووريثه .
الملكة فردوس : يجب أن نعجل بهذا فلو ولد لشمس الدين وريثا سيصبح موقفا أصعب بوجوده
الوزير فهد : لا تقلقي من هذا , فزواج الملك لا وجود له لم يقضي ولا وليلة برفقة الملكة .
الملكة فردوس : أنت تتابع كل شئ ؟ ولكن لا تعتمد علي هذا فهما قريبين جدا من بعضهما البعض كلا منهما يدعم الأخر مسألة تأكيد زواجهم لن تطول .
الوزير فهد : إذن ما هي خطتك ؟؟ بالتأكيد لديكي شئ في رأسك ؟
الملكة فردوس : تلك المسابقة التي أقترحها نور الدين اليوم يجب أن تجهز لها في أقرب وقت ستكون تلك هي فرصتنا حينها سيكون شمس الدين بمفرده وبسهولة يمكن قتله لو أصابه بضعت سهام من قطاع طرق لن يمكن لأي أحد وقتها أن يلومنا علي ذلك .
الوزير فهد : سأعمل علي هذا لدي رام ماهر لن يخيب أمالنا سيصيب قلبه مباشرة ولو قطع رأسه لن يذكرنا أبدا
الملكة فردوس : إذن فلترتب هذا الأمر .
الشر في كل مكان وفي كل زمان فهو ثابت من ثوابت الزمن ولكن كان من الثوابت أيضا أن الأم تفدي ولدها بروحها ولكن قد تملك حب السلطة والحكم من قلب الملكة فردوس وسكنا قلبها بدلا من عاطفة الأمومة التي تملكة كل أم , تظن أنها ستقتل إبنها بذلك الرمح الذي تنوي غرسه في صدره ولكن ما ستقتله حقا هو الفطرة السليمة التي تنشأ عليها أي أنثي ستقتل نفسها بذلك الفعل , ليس هناك ما هو اسوأ من شيئا ينزعنا من فطرتنا ,
شمس الدين : أذهبي لجناحك الأن فلقد تأخر الوقت .
نيراز : حسنا , أتمني لك نوما هنيئا .
شمس الدين : أنتي أيضا ,
غادرت نيراز إلي جناحها لم تكن تشعر بأقدامها علي الأرض فرحة غريبة تسري بجسدها , حاولت النوم ولكن لا يتوقف عقلها عن التفكير ولم تستطع إغلاق عينها للحظة كي تهدأ .
أما شمس الدين كان بجناحه هو الأخر لا يدري لما يضعف أمامها عندما يكون وحده يتوعد لها وبأنه سيجعلها تندم علي اليوم الذي تزوجته به ولكنه يجد نفسه فور رؤيتها يراضيها ويطيب من خاطرها , كلما حاول الإبتعاد عنها تجذبه إليها بكلمة واحدة كأنه تارك نفسه لها تفعل ما تشاء به.
هذا هو حال العاشق ,
في الصباح تلقت نيراز دعوة من شمس الدين كي تتناول الفطور معه , كانت سعيدة حقا بتلك الدعوة غيرت ملابسها أكثر من خمس مرات فبكل مرة تريد أن تصبح أجمل , كانت سعدية تتطلع لها في تعجب فهذا ليس من عادات نيراز فهي لا تهتم كثيرا بما سوف تلبس أو ما المجوهرات التي ستأخذها , كأنها شخص أخر غير الذي عهدته منذ الصغر .
أخيرا أستقرت نيراز علي أحد الألبسة وهو فستان ممزوج بين اللون الأصفر والأبيض بدت فيه جميلة ولعلها بدت أجمل بسبب تلك الإبتسامة التي لم تستطع ان تخفيها وزينت وجهها الدائري .
سرعان ما توجهت من جناحها إلي القاعة الخاصة لتناول الطعام كانت تظن أنها ستكون وحدها برفقة شمس الدين ولكنها تفاجأت لما وجدت الجميع حاضر فلقد وجدت الوزراء ونور الدين والملكة فردوس أصابتها خيبة أمل لما رأتهم كانت تظن أن شمس الدين قد دعاها وحدها والأن تجد الجميع حاضر هذا أشبه بروتين ملك وليس بطلب زوج يرغب في قضاء الوقت مع زوجته ,تود لو نزعت شمس الدين من بينهم كي تبقي معه وحدها , تلاشت إبتسامتها وراحت تمشي في رزانتها المعهودة لتجلس بالقرب من شمس الدين ,
إذن لهم شمس الدين في بدأ الطعام , كانت نيراز تأكل ببطئ دون إهتمام منها بما تدخل فمها ,
الملكة فردوس محدثة نيراز : لماذا لا تأكلين يا جلالة الملكة ؟؟ هل الطعام لا يعجبك
نيراز : لا الطعام جيد ولكني فقط ليس لدي شهية لتناوله الأن .
الملكة فردوس بإبتسامة مصطنعة : أيعقل أنك حامل إبنتي ؟ سيكون هذا رائع
كان الطعام في فم شمس الدين لما قالت الملكة فردوس هذا أشتد سعاله وصدمت نيراز بما سمعت كأن الكلام قد عقد علي لسانها
شمس الدين : هذا شئ خاص بي وبالملكة لا يجوز مناقشته علي طاولة الطعام .
الملكة فردوس : ومنذ ممتي كان أنجاب الملوك شئ يخصهم وحدهم , ثم نظرت للوزير سليمان أليس لدي الحق فيما أقول يا وزير سليمان ؟
نظر الوزير سليمان الذي كان يعلم بطبيعة العلاقة بين شمس الدين ونيراز لشمس الدين الذي وجده ينظر إليه بحدة ليحسن حديثه : بالطبع يا جلالة الملكة كلنا نتمني أن نري وريث للملك ولكن هذا مبكر الأن فزواج الملك والملكة لم يكمل شهره الأول .
الملكة فردوس : وما الغريب في ذلك لقد حملت في شمس الدين في شهري الأول وكنت في الثالثة عشر فقط أنت تعلم بالطبع هذا , ومن المهم أن نطمئن علي صحة الملكة سأدعو الطبيبة كي تكشف عليها ليكون لدينا البشارة , ثم وضعت يدها علي كتف نيراز التي كانت تجلس بجانبها , كانت نيراز لا تدري بما ترد أو ماذا تقول فالملكة فردوس قد وضعتها في موقف صعب
ضرب شمس الدين بيده علي الطاولة وتحدث غاضبا : ألم أقل ان هذا شئ خاص بيني وبين الملكة لا أسمح لأحد أن يتحدث فيه .
صمت الجميع بما فيهم الملكة فردوس فلن تخاطر بمواجهة غضب شمس الدين من أجل هذا الموضوع فهي ما زالت في البداية لديها الكثير لتفعله ولكنها علي الأقل تزرع الغضب في داخله تجاه نيراز .
نظرت نيراز لشمس الدين نظرة رضا وإمتنان لعله بكل لحظة يضع رصيدا له بقلبها ويتسلل إليها أكثر فأكثر حتي هي لن تكون لديها أي رغبة سوي أن يكون بجانبها طيلة الوقت .
كان الوزير فهد يستمتع من بعيد بهذا السجال الدائر بين الملك شمس الدين وأمه الملكة فردوس ولقد كان سعيدا بأنه قد وجد من يرافقه في حلمه في التفريق بين شمس لدين ونيراز .
حاول نور الدين تلطيف الأجواء المشحونة فلقد كانت فكرة تناول الإفطار سويا فكرته ولقد ألح علي شمس الدين كثيرا من أجل ان يوافق عليها
نور الدين : إذا أذنت لي يا جلالة الملك ما رأيك بأن نتسلي قليلا ؟؟
حاول شمس الدين العودة لهدوئه : وكيف نتسلي يا نور الدين بالتأكيد لديك أفكار ؟
نور الدين : فلنصنع سباقا بالخيل ومن يفوز يحصل علي هدية قيمة .
الوزير سليمان : هذه فكرة جيدة يا سمو الأمير يجب أن نستمتع بالوقت فالأجواء هذه الفترة جميلة ويجب أن نشعل الحماس في قلوب الجنود .
شمس الدين : إذا كان هذا سيسعد الجنود والفرسان فأنا موافق ولكن ماذا ستكون الهدية هل ذهب أم مجوهرات ؟
نور الدين : ستكون هناك ثلاث هدايا لأول ثلاث يفوزون , الفائز الثالث سيحصل علي الأف قطعة ذهبية أم الفائز الثاني سيحصل علي صندوق من المجوهرات من الملك ثم أكمل بمكر وخبث يجب أن تكون هدية الفائز الأول أقيم من الذهب والمجوهرات ؟
الوزير سليمان : وما هو ذاك الشئ الذي سيكون أقيم من الذهب والمجوهرات أنا لم أسمع به في حياتي ؟
نور الدين محدثا نيراز : ما رأي جلالة الملكة , تري ما الهدية الولي التي سيحصل عليها الفائز الأول ؟
نيراز : لا أدري ولكن إذا كنا نريد أن تكون مميزة فليأخذ ما يشاء ؟ لتكن الهدية بأن يكون له وعد من الملك بأن يحصل علي ما يشاء مهما كان طلبه ؟
نور الدين متعجبا وبطفولة : تلك هدية رائعة تعلمين لو فزت أنا بالمركز الأول سأطلب أنا أتنزه مع جلالت ليوم كامل في الغابة الحدوية .
نظر له شمس الدين بغضب : ألم أعدك بأنني سوف أخذك معي ؟
نور الدين بطفولة : لا أظن أبدا أنك ستفي بوعدك في القريب , وأيضا الملكة نيراز تعلم الغابة جيدا كما سمعت وبالتأكيد ستريني أماكن لن يعلمها أحد , أليس كذلك يا جلالة الملكة ؟
نيراز بإبتسامة : لو سمح الملك بالتأكيد حينها سأعطيك جولة رائعة
تذكر شمس الدين أنها من قبل أخذته للشلالات أيعقل أنها ستأخذ نور الدين وسيحصل علي نفس مكانته عندها , حتي لو لم يفز نور الدين بالتأكيد أحد أخر ستجول له نفس الفكرة بأن يكون طلبه هو نيراز بالتأكيد لن يسمح بهذا
رد شمس الدين سريعا : أنا أيضا سأشترك في السباق ؟
نور الدين : لا يمكن إذا أشتركت أنت ووفزت بالمركز الأول هل ستطلب هديتك من نفسك هذا لا يعقل أنت من ستعطي الجائزة ؟
شمس الدين : لست أنا من سيعطيها , الملكة نيراز ستفعل ذلك
نظرت إليه نيراز بشك فهي تعلم غايته من هذا ولكنها سعيدة يعجبها ما يفعل .
انتهي شمس الدين من تناول فطوره وما ا، قام من مجلسه حتي قام الجميع لتحيته ... فمد يده لنيراز كي تذهب برفقته فما كان منها إلا أن أمسكت بيده سعد شمس الدين بذلك فلقد شعر بإقبالها علي مرافقته فغادرا سويا ,
نور الدين موجها حديثه للوزير فهد : أتمني أن تعلن عن المسابقة بين الجنود والفرسان وأن يتم إختيار المشاركين بعناية .
الوزير فهد : سيكون كل شئ علي ما يرام يا سمو الأمير حتي أنني سأجهز ما هو أكثر من ذلك .
استأذن الوزير سليمان وهم بالخروج في حين كانت الملكة فردوس تنظر للوزير فهد الذي فهم أنه تريد الحديث معه
الملكة فردوس محدثة إبنها نور الدين : هل نظرت لحصاتك اليوم أبلغوني أنه متعب منذ البارحة ؟
نور الدين : أجل ذهبت باكرا وسأعود إليه من جديد
الملكة فردوس بحنان : فلتذهب بني بالتأكيد يريدك بجانبه أعلم كم أنت متعلق به .
غادر نور الدين هو الأخر بينما جلست الملكة فردوس في مواجهة الوزير فهد ومن خلفهم الجواري اللاتي كانوا يقدمون الطعام ويقومون بمراعاة طلباتهم أثناء تناول الطعام , أمرتهم الملكة فردوس بالخروج جميعا فما كانوا منهم ألا أن لبوا طلبها وغادروا .
الوزير فهد : حمد لله علي سلامتك جلالة الملكة ؟؟
الملكة فردوس بإبتسامة جانبية : وهل تذكرت أنني عدت الأن , لقد وصلت منذ عدة أيام .
الوزير فهد : أرجو أن تسامحيني ,لم تسنح لي الفرصة للترحيب بجلالتك , تعلمين أن الملك لن يعجبه ذلك بالتأكيد سيخبره أحدهم .
الملكة فردوس : حتي طيلة غيابي لسبع سنوات لم أستلم منك خطابا واحدا يشعرني بأنك يا وزير فهد تتذكر أنني ملكة هذه المملكة .
الوزير فهد : لو أرسلت لك خطابا واحدا لكان الملك قطع رأسي , تعلمين أنك لست ممن يفضلهم في السنوات الأخيرة , ثم أكمل بخبث , جلالتك في جانب وأنا في جانب اخر كيف يمكننا أن نلتقي يا جلالة الملكة
الملكة فردوس :مهما أبتعدت عن شمس الدين سأظل أمه لا يمكنه أن يغير هذا , وأيضا لا تفرح كثيرا بقربك من شمس الدين اليوم أنت قريب وصديق غدا ستكون عدو .
الوزير فهد بحمية : أكون عدو للملك , سأقتل نفسي قبل أن يحدث هذا , روحي فداء للمك
الملكة فردوس : لا تنفعل هكذا , أنا صديقة ولست بعدوة , ومن واجبي أن أنبهك لو لاحظ شمس الدين نظراتك لزوجته الجميلة سيقطع رأسك دون تفكير تعلم كيف يحمي شمس الدين أحبائه .
الوزير فهد : أري أنك تركزين كثيرا فيما أفعل يا جلالة الملك هذا سئ لك لو أردت ...
الملكة فردوس : لا داعي لأن نهدد بعضنا البعض كما قلت لك نحن اصدقاء ويمكننا الإتفاق
الوزير فهد : نتفق علي ماذا ؟
الملكة فردوس : نتفق علي أن كلا منا سيساعد الأخر في الحصول علي ما يريد أنت تريد نيراز وأنا سأساعدك في ذلك ...
الوزير فهد : وأنتي تريدين أن يكون إبنك نور الدين هو الملك بدلا من شمس الدين ؟
رفعت كوب العصير لتشرب منه ثم تحدثت : أريدك أن تدعمه وتسانده كي يحصل علي العرش مثلما وقفت من قبل مع شمس الدين كي يأخذ مكان أبيه
الوزير فهد : أنا ساعدته بالفعل ولكن شمس الدين كان يملك المؤهلات المطلوبة رغم صغر سنه لقد أصبح بالفعل ما يتوجب أن يكون ومع إحترامي للامير نور الدين أنا لا أراه هكذا وحتي لو كان فالظروف الأن متغيرة شمس الدين مسيطر علي الأوضاع والممكلة مستقرة عكس ما كان في الماضي .
الملكة فردوس : لن تكون مستقر إذا قتل الملك ؟؟؟
الوزير فهد متصنعا التفاجئ : هل تريدين قتل الملك ؟؟؟ كيف تجرؤين ؟
الملكة فردوس بهدوء : هل ستقنعني انك لم تفكرفي ذلك بالطبع لقد فكرت أنت تعلم جيدا أنك لن تأخذ نيراز سوي وهو ميت لن يتركك تنظر إليها وهو علي قيد الحياة .
الوزير فهد : ما تطلبينه كبير ؟
الملكة فردوس : وما سأعطيك إياه أكبر نيراز لن تكون سوي هدية إضافية مني لك أما ما ستحصل عليه حقا هو أنك ستعود الوزير الأول للملك أعلم أن شمس الدين فضل عليك الوزير سليمان وأبقاه بجانبه ولكن أن صعد إبني نور الدين للعرش لن يكون بقربه سواك , فكر جيدا في عرضي لن تجد هذه الفرصة مرة أخري , ثم قامت من مجلسها : أنتظر ردك يا وزير فهد أما أن تكون رابح معي ونتقاسم الغنيمة أو تختار أن تبقي مجرد قائد للجيش وحينها لا أضمن لك أن تبقي طويلا هكذا فكر في عرضي وأبلغني بقرارك اليوم .
تركته وغادرت بينما هو خرج ورائها .
كانت نيراز تتمشي برفقة شمس الدين داخل الحديقة , طال الصمت بينهما ولكن كانا مستمتعان ببقائهما معا تلك هي أول مرة يطلبها شمس الدين صريحة أن يتمشي برفقتها داخل القصر وأيضا نيراز لم تكن تريد أن تنتهي أو أن يمضي ويتركها .
شمس الدين : هل حقا كنتي ستاخذين نور الدين في جولة للغابة الحدودية ؟
نيراز : لقد أراد ذلك بشدة ولم يكن يعلم ماذا يتوجب أن يفعل فأردت أن أساعده وأجعله فرحا بجولته.
شمس الدين : لا تفعلي ذلك مرة أخري لا يسمح لكي بالخروج سوي معي .
نيراز : ولكنه أخوك الصغير ؟؟
شمس الدين بحدة لطيفة : ولكنه ليس أنا , لا تعطي مثل تلك الوعود من جديد , حتي اليوم أخطأتي عندما وافقتي علي ما قاله لم اشأ أن أتجادل معكي أمامهم ولكن هذا لا أقبل به مهما كان الشخص الذي يطلب ذلك منك لا توافقي .
نيراز وقد توقفت عن المسير ثم تحدثت بلطف : ولكن أنت وافقت علي عرضه من سيفوز ويكون الأول سيطلب مني أمنية وسأحققها وهنااك نور الدين سيشارك وأيضا فرسان وجنود الجميع سيتسابق ومن المحتمل أن يطلب أحدهم هذا ويجب أن أوافق لقد أعطيت وعدك وكلمة الملك لا يخلف بها , حينها يجب أن أنفذ.
شمس الدين وقد وقف في مقابلها وابتسم لها : لذلك سأفوز أنا بالمركز الأول
نيراز : لا يمكنك الوثوق في هذا الأمر ؟
شمس الدين : ألا تثقين في زوجك ومهاراته؟
نيراز : الماهرون كثيرون .
شمس الدين وقد أقترب أكثر منها : إذن ثقي بي كزوجك , لن يترك زوجك أي أحد يأخذ تلك الأمنية من زوجته , لن أسمح بهذا , وأيضا أنا الملك لن يجرؤ أحد من الفرسان أو الجنود علي الفوز علي .
نيراز بدلال : هذا يسمي خداع يا جلالة الملك ويجب أن تكون المنافسة عادلة للجميع .
شمس الدين : ألا تريدين أن يفوز الملك يا جلالة الملكة ؟
نيراز وقد إبتسمت ثم وضعت يدها علي كتفه وتعلقت به وهمست في إذنه : لا أريد أن يفوز الملك أريد أن يفوز زوجي , ثم تركته ومضت سريعا من أمامه ,
وقف شمس الدين مصدوما ما زال لا يستوعب ما قالته يؤكد لنفسه أن ما سمعه صحيح, تلك هي أول مرة تقبل به هكذا , أول مرة ينطق لسانها وتناديه بزوجي تسائل هل كان ما فهمه صحيح هل تقبل به لو لم تقصده لما جرت هكذا , فرح قلبه أيعقل كلمة واحدة منها تفعل به هكذا .
أتي المساء وكان شمس الدين في جناحه يريد أن يذهب إلي نيراز ولكنه خائف من أن تفهم مقصده بشكل خاطئ وتسوء الأمور بينهم , كان متردد أيذهب إليها حتي ولو كان لمجرد رؤيتها بعض الوقت ومن ثم يغادر أو أن الأمر سيكون مزعجا لها , أستقر علي عدم الذهاب فلن يخاطر ويندفع من جديد لعلها لم تكن تقصد ما فهمه .
ما اسوأ الشك فهو قاتل لا تدري أن كنت بالمكان الصحيح أم أنك بالمكان الخاطئ ؟ هل ما تظنه صحيح أم خاطئ ؟ يمتلئ عقلك بالأفكار وضده تتمني أن تجد اليقين حتي تهدأ روحك وتعرف وجهتك .
في ظلمة الليل تسلل الوزير فهد متنكر إلي جناح الملكة فردوس فلقد أمرت الحراس بأن يغادروا ويرتاحوا وأنه لا داعي لوجودهم فالحراس يملئون المكان .
كانت تعلم بأن الوزير فهد لن يضيع الفرصة من يده وبأنه سيقبل بشروطها وما حسبته كان صحيحا فلقد أتي بالفعل .
كانت تجلس داخل جناحها وما أن رأته قد دخل للجناح بالفعل حتي وقفت له: كنت أعلم بأنك ستأتي ولذلك أرسلت الحراس من أمام الجناح أهلا بصديقي ...
الوزير فهد وقد أنحني لتحيتها : أهلا بكي ملكتي , فلنتحدث سريعا فالحراس يجوبون القصر طيلة الليل لا يبقون في مكان حتي شمس الدين لا ينم معظم الليل ويظل مستيقظا يجول هنا وهناك .
الملكة فردوس : لا تقلق هكذا شمس الدين لن يأتي إلي أبدا ولن يقترب من جناحي .
الوزير فهد : إلي الأن لم أفهم لما يبعدك عنه هذا الحد , ماذا حدث بينكم وأخفاه عن الجميع .
الملكة فردوس بحدة : هذا ليس من شأنك .
الوزير فهد : أعتذر عن تطفلي مولاتي , فلنتم ما جئت من أجله .
الملكة فردوس وقد هدأت قليلا : حسنا , ولكن ليكن بعلمك لو علم شمس الدين بأمرك أو شك بك لا يمكن أن تذكر إسمي أمامه أبدا تفهم ما أعنيه ؟
الوزير فهد : لا تشغلي نفسك بهذا أعلم جيدا القواعد ,
الملكة فردوس بإبتسامة : هذا جيد , فلتسمعني إذن , لا يمكننا أن نسيطر علي العرش وشمس الدين علي قيد الحياة كبار الفرسان يدعمونه .
الوزير فهد : أعلم هذا حتي مع كل نفوذي بالجيش ورغم أن لدي مؤيدين كثر ولكن من يدعمون شمس الدين أكثر , ولا يمكنني أن أواجه مباشرة , إذن لا مفر سوي من قتله , عندما يموت الملك سيرث نور الدين الحكم فهو الفرد الملكي الأقرب لشمس الدين فهو أخوه ووريثه .
الملكة فردوس : يجب أن نعجل بهذا فلو ولد لشمس الدين وريثا سيصبح موقفا أصعب بوجوده
الوزير فهد : لا تقلقي من هذا , فزواج الملك لا وجود له لم يقضي ولا وليلة برفقة الملكة .
الملكة فردوس : أنت تتابع كل شئ ؟ ولكن لا تعتمد علي هذا فهما قريبين جدا من بعضهما البعض كلا منهما يدعم الأخر مسألة تأكيد زواجهم لن تطول .
الوزير فهد : إذن ما هي خطتك ؟؟ بالتأكيد لديكي شئ في رأسك ؟
الملكة فردوس : تلك المسابقة التي أقترحها نور الدين اليوم يجب أن تجهز لها في أقرب وقت ستكون تلك هي فرصتنا حينها سيكون شمس الدين بمفرده وبسهولة يمكن قتله لو أصابه بضعت سهام من قطاع طرق لن يمكن لأي أحد وقتها أن يلومنا علي ذلك .
الوزير فهد : سأعمل علي هذا لدي رام ماهر لن يخيب أمالنا سيصيب قلبه مباشرة ولو قطع رأسه لن يذكرنا أبدا
الملكة فردوس : إذن فلترتب هذا الأمر .
الشر في كل مكان وفي كل زمان فهو ثابت من ثوابت الزمن ولكن كان من الثوابت أيضا أن الأم تفدي ولدها بروحها ولكن قد تملك حب السلطة والحكم من قلب الملكة فردوس وسكنا قلبها بدلا من عاطفة الأمومة التي تملكة كل أم , تظن أنها ستقتل إبنها بذلك الرمح الذي تنوي غرسه في صدره ولكن ما ستقتله حقا هو الفطرة السليمة التي تنشأ عليها أي أنثي ستقتل نفسها بذلك الفعل , ليس هناك ما هو اسوأ من شيئا ينزعنا من فطرتنا ,