الفصل الرابع والثلاثون

مر أسبوع كامل ومازالت حالة شمس الدين كما هي لا يدري الأطباء أين هي المشكلة بالتحديد , كان خبر إصابة الملك مخفي عن العامة في المملكة وحرص الوزراء سليمان علي التنبيه علي الجميع الذين شاهدوا الملك وهو مصاب بألا ينشروا هذا الخبر .. كانت الملكة فردوس قد بأت تحركاتها بالفعل فأرسلت لبعض الوزراء وكان الوزير فهد من جانبه يجذب قادة الجيش بجانبه من أجل أن يعموه .. كان الوزير سليمان علي علم بذلك فما وجد حلا سوي أن يحدث نيراز بالأمر كان متردد في ذلك فهو يري كيف أصبحت باتت في حالة اسوأ من حالة شمس الدين ولكنه عقد العزم علي إخبارها .
كانت نيراز تجلس لا تقبل ماء ولا طعام فقط تمسك بيد شمس الدين وتتحدث معه تقبله من رأسه تارة وتقبل يداه تارة أخري , طلب الوزير سليمان الإذن للدخول عليهم فسمحت له ..
أعتدلت في جلستها
الوزير سليمان خافضا نظره عنها واقفا بعيدا بكثير : مولاتي أريد أن أحدثك بشئ هام
نيراز بوهن : أقبل يا وزير سليمان فلتتحدث براحة .
الوزير سليمان : يجب أن تنتبهي مولاتي ونفكر في شئ يخرجنا مما نحن فيه ؟
نيراز بأسي : وماذا بيدي الملك ينام هكذا أمامك لو تطلب حياتي لأعطيها له فقط يفتح عيناه .
الوزير سليمان : يجب أن تفعلي ما هو أكثر من ذلك , يتوجب عليك حماية الملك .
نيراز وقد وقفت : أحميه ؟؟ من يريد أذيته؟؟
الوزير سليمان : الملكة فردوس والوزير فهد يجوبون القصر يتحدثان مع الوزراء الأخرين وقادة الجيش من أجل أن يدعموا الأمير نور الدين في أن يكون الملك وينزعوا الملك من عرشه .
نيراز : كيف لها أن تتجرأ هكذا علي إبنها ؟؟ ألم يشغل قلبها بأمر جرحه حتي لم تأتي للإطمئنان عليه , لو بيدي لأمسكت رأسها وظللت أدفعها حتي لا يبقي منها جزأ علي جزأ .
الوزير سليمان : ماذا سنفعل مولاتي , لو تم الإتفاق ستكون حينها حياة الملك في خطر ,
نظرت نيراز لشمس الدين وكأن الدم قد عاد لجسدها فطاقتها قد نشطت وتجدد عزمها .
نيراز : أسمعني جيدا لا يمكنني أن أعتمد سوي عليك في هذا الوقت , الملك كان يحبك ويقدرك وايضا أعلم أنك صديق والدي ورفيق لا يخذل رفيقه أبدا مهما كان الثمن .
الوزير سليمان بحماس : حياتي وكلي فداء للملك .
نيراز : أختر أحد الرجال بعناية وأكتب رسالة لوالدي أشرح بها كل ما يحدث أطلب فيها مساعدته ثم خلعت من يدها خاتم بأصبعها الصغير به فص من اللؤلؤ وأعطته للوزير سليمان , خذ هذا وضعه مع الرسالة لن يتردد أبي حينها في المجئ لمساندتنا .
وأيضا أنت الوزير الأول بالمملكة أجذ إليك القادة الذين يمكن أن نثق بهم ,
الوزير سليمان : كل هذا جيد ولكن الملكة فردوس دعتهم للإجتماع عصرا في قاعة الديوان ووصول الرسالة للملك عزيز ومن ثم حضوره لمساعدتنا سيستغرق أياما , سيكون الوضع سئ .
نيراز : لا تقلق بشأن ذلك سأعمل علي تأخيرهم سأفكر بشئ ما , فقط نفذ ما أمرتك به يجب أن نحمي الملك وعرشه .
الوزير سليمان باسما : أمرك مولاتي , أنتي إبنة الملك عزيز حقا كأني أراه أمامي .
نيراز : هيا ليس لدينا وقت ...
حياها الوزير سليمان ومن ثم غادر هو بينما هي عادت وجلست بجانب شمس الدين
نيراز : لقد أردت أن أبقي قوية ولا أخشي أحد وسأكون كذلك من أجلك ,زوجي , حبيبي سأحمي حلمك وعرشك لأخر قطرة من دمي , أعلم أنك تفتخر بما حققته أمام أبيك الراحل ولن أسمح لأحد أن يسرق منك هذا الفخر, خذ وقتك وأسترح ولكن لا تطيل كثيرا فأنا أشتاق إليك , لأقد أشتقت لأري عينك وأتجادل معك كيف يمكنك أن تنام كل هذا ألم تمل من عدم وجودي , أستفق وستجدني أمامك ولكن تذكر حينها ستعوضني عن كل تلك الأيام التي تركتني فيها جالسة هكذا وسأتجادل كيفما أشاء معك , ثم وضعت رأسها علي صدره , حقا أشتقت لك يا شمس الدين كأنك أخذت روحي معك , أنا أعشقك وأنتظرك .
بعد قليل طلبت نيراز من سعدية تحضير الحمام لها وأيضا تجهيز ملابس أنيقة لها , سعدت سعدية من أجل ملكتها فلقد نفذت كلماتها معها طيلة أسبوع من أجل أن تغير تلك الملابس وتنظر لحالها قليلا .
أرسل الوزير سليمان الرسالة إلي الملك عزيز بسرية تامة عما من في القصر وبدأ بجمع الموالين للملك وجنوده المخلصين .
إجتمع الجميع في قاعة الديوان بناء علي دعوة نور الدين لهم وبتخطيط من الملكة فردوس والوزير فهد ....
كان كرسي العرش فارغا , بالطبع لن يجرؤ أحدهم بالجلوس عليه بتلك السهولة ولكن كانت جميع الأعين عليه فالكل مترقب لإعلان وفاة الملك والكل يحلم بفرصة كي يغتنمها ويزيد من نفوذه وسلطته.
أشارت الملكة فردوس للوزير فهد كي يبدأ الحديث
الوزير فهد :فليرفع الجميع يده و لندعوا معا بأن يتم شفاء الملك .... خلال دقيقة كان كلا قد دعي دعوته ويعلم الله وحده إذا كانت للملك أم عليه ..
الوزير فهد : يعلم الجميع هنا بما أصاب الملك ومن منا لا يعتصر الحزن والألم قلبه علي حال ملكنا ولكن المملكة باقية ومصلحتها أهم وهذا ما كان دائما يشير إليه ملكنا العظيم , تعلمون أيضا أن الأطباء لا يعلم أحدا منهم متي سيستفيق الملك ومن أجل هذا يجب أن نتجمع نحن الوزراء معا وننوب عن شعبنا من أجل إتخاذ قرار يصب في مصلحة المملكة وأن نعجل به كي نضمن سلامة مملكتنا فالأعداء المتربصون بنا كثيرون وعدم وجود ملك علي العرش سيسبب الكثير من المشاكل ومن أجل ذلك يجب إختيار من يجلس العرش حتي يشفي الملك .
بدأ الجميع في التشاور وعلت الأصوات في قاعة الديوان فوقفت الملكة فردوس أمام الجميع وبدأت بتحيتهم جميعا ..
الملكة فردوس وهي تشعر باسي وحزن تظهره للجميع : أن ما أصاب إبني العزيز يؤلمني كثير وبالطبع يؤلمكم ولكن ألم الأم غير أي ألم ولكن كما قال الوزير فهد فالمملكة هي الباقية ومصلحة الشعب وسلامة مملكتنا أولي من أي أشياء اخري , ولهذا سيتم تعين إبني الأخر وأخو الملك نور الدين كي يباشر شؤون الحكم والعرش إلي أن يشاء الله ويشفي الملك .
تقدم نور الدين ووقف بجانب أمه وبجانب الوزير فهد , الوزير فهد : كما هو المعتاد لدينا يجب أن يوافق الوزراء علي إختيار من ينوب عن الملك في حالة غيابه عن العرش من يوافق علي الأمير نور الدين فليرفع يده ......
لم يكن قد أنهي كلماته حتي نادي الحاجب بصوت رخيم يطلب منهم الترحيب بوصول الملكة وزوجة الملك الملكة نيراز , دخلت في كامل جمالها بثياب كانت الأفخم لديها ظهر طرفها الحريري فقط فلقد وضعت عليها شال شمس الدين الذي أهداها مثله من قبل , في عزة وكبرياء مشت بين الجميع , فأفسحوا لها الطريق كي تمر وأحنوا رؤوسهم لها كأن الملك يمضي من بينهم فلقد أستشعروا ذلك , صدمت الملكة فردوس لما وجدتها هكذا فلقد وصلتها الأخبار بان نيراز قد تموت قبل أن يستفيق الملك من كثرة حزنها عليه ولكنها ها هي كأنها فاتنة الزمان , الوزير فهد تذكر لهيب مشاعره تجاهه فجمالها سحره من قبل واليوم يعجزه من جديد ...
تمضي من جانبهم فلا تنظر لهم بخطوات ثابتة تتوجه للعرش وتجلس عليه , ببصر شاخص حدقت في الجميع ثم أشارت لهم ليرفعوا رؤوسهم ...
نيراز بصوت مسموع : لقد سمعت بأن الوزراء مجتمعين هنا فأتيت لأري ما الأمر ؟؟ وزير سليمان : ما الذي يحدث ؟
تقدم الوزير سليمان كأنهم لم يتفقا سويا من قبل :جلالتك , الملكة فردوس والوزير فهد يرشحان الأمير نور الدين كي ينيب عن الملك شمس الدين خلال غيابه , وذلك كي يحافظوا علي المملكة وسلامتها حسب ما يقولون
نيراز بتهكم : لم أكن أدري أن الملكة فردوس تهمها كثيرا مصلحة المملكة ...
الملكة فردوس بغضب : نيراز ...
نيراز : أنا الملكة نيراز لا يتجرا احدا ويناديني بغير ذلك , وليعلم الجميع بأن الملك ما زال علي قيد الحياة وأنا كان هناك من سينيب عنه سيكون إبنه وليس أخيه ...
تعالت الأصوات في القصر بينما صدمت الملكة فردوس صدمة بالغة ,
وقفت نيراز من مجلسها وراحت تقلب نظرها بين الجميع فبدأت الأصوات بالإنخفاض تدريجيا إلي أن أختفت ...
نيراز : أنا الملكة نيراز زوجة الملك شمس الدين ملك هذه المملكة أعلن بأن الله قد من عليا أنا والملك وسيرزقنا وريثا للعرش , إبني وإبن شمس الدين
وقف الوزير سليمان في المقدمة وبصوت عالي : فليعطيه الله طيلة العمر , ولي عهدنا ويشفي ملكنا شمس الدين .
تعالت أصوات المؤمنين علي دعوات الوزير سليمان , وبدأوا في تقديم التهاني للملكة الشابة ....رفعت نيراز يدها فتوقفوا عن الحديث .
نيراز : فليدخل الجنود , دخل جنود يحملون صناديق من الذهب والفضة أكثر من عشرين صندوق , فليأخذ الوزراء ما يشتهون بهذه المناسبة السعيدة وسيفرق مثلهم علي الفقراء هكذا كان الملك يريد وهذا ما سينفذ , أملئوا جيوبكم بما تشاؤون وغدا أيضا سيكون هكذا .
تعالت الهتافات داخل القاعة بإسم الملك ولولي العهد الصغير ...
نظرت نيراز بتحدي للملكة فردوس تبتسم غصبا عنها ولكنه تريد أن تكيد الملكة فردوس وتشعرها بأنه قد خسرت .
غادرت الملكة فردوس ومن خلفها نور الدين بينما الوزير فهد بقي قليلا وغادر هو الأخر ...
تم توزيع الصناديق ورحل الوزراء بعد حديثهم بشكل شخصي مع نيراز التي إستمالتهم لجانبها ومن يرفض طلبا لمرأة في جمالها وبعدما أخذ هذا الكم من الذهب والفضة ..
بقي الوزير سليمان برفقتها ,
الوزير سليمان : هذا رائع مولاتي لقد أصبح الوزراء في صفنا .
نيراز بحزن : لا تفرح كثيرا فولائهم للذهب والفضة الذي أخذوه وبمجرد أن ينفقوه سينسوا هذا الولاء ولذلك غدا يجب أن تحرص علي إعطائهم مثل اليوم دعهم ينغمسون في كنز الذهب والفضة ولا يثيروا المتاعب لنا من وراء أطماعهم .
الوزير سليمان : ولكن هذا مكلف علي خزينة المملكة مولاتي ؟؟ لن نستطيع تغطية الأمر .
نيراز : لا تقلق فبمجرد أن يصلنا الدعم من أبي حينها سأحرص علي ان أخذ منهم أضعاف ما أخذوه وسأجعلهم عبرة لا تنتسي في تاريخ المملكة .
الملك سليمان ضاحكا : أتعلمين بأن الملك شمس الدين يتبع نفس الطريقة أيضا لو أني لا أعلم بأنه لم يستفق منذ العديد من الأيام لقلت أنه هو من نصحك بفعل ذلك , أتمني ان يعود إلينا سريعا كي يدبر الأمر .
نيراز : لا تقلق سيكون كل شئ علي ما يرام وأثق بأن الله يعطي الملك فرصة من جديد ونبقي سويا , ثم قامت من علي العرش وملست عليه بيده : لا تحزن هكذا سيعود صاحبك عن قريب .
خرجت من قاعة الديوان وكان الليل قد أقبل فتوجهت لجناح شمس الدين فلقد أمرت الحراس بعدم السماح لأحد بالدخول علي الملك في غيابها وتركت سعدية تجلس بجواره كي ترعاه
ما أن دخلت حتي وقفت لها سعدية : كيف هي الأخبار ؟؟
نيراز : الأمور بخير حتي الأن , أذهبي أنتي سأنام مع الملك بمفردنا , رحلت سعدية وما أن خرجت حتي خلعت نيراز شال شمس الدين من عليها فظهر فستانها الحريري الأزرق ونزعت شال رأسها فأنسدل شعرها الأسود تقدمت تجاه شمس الدين وما أن أرتمت بجانبه حتي سمعت أصواتا صاخبة بالخارج , كانت تلك هي الملكة فردوس التي ما تخطت الجنود ودخلت مباشرة عند نيراز وشمس الدين
نيراز بهدوء : أهلا بالملكة فردوس , لم أراكي منذ مدة ألم تتذكري إبنك الجريح , لا أظن أنك أتيت اليوم من أجله
الملكة فردوس بغضب : أنتي تعلمين ما سبب مجيئي , لا تقفي في طريقي يا نيراز ستندمين علي ذلك .
نيراز : أقف في طريق من ؟؟ أنتي ليس لكي أي طريق هنا , علي هذه المملكة لا يوجد سوي طريق واحد ذلك هو طريق الملك شمس الدين, ثم وضعت يدها علي بطنها , ومن سيرثه من بعده هو إبنه
الملكة فردوس : هل تعتقدين أنني أصدق كذبتك تلك أي طفل ستحملين به وأنتي وشمس الدين لم تجلسا في نفس الجناح سوي قبل يومين من حادثته .
نيراز : ألا تتذكرين ما قاله لك الملك من قبل , هذا شئ خاص بيني وبينه , لا يسمح لأحد بالتدخل فيه ولكن بما أنك والدة زوجي سأخبرك ما قلتيه لي من قبل , من العادي أن أحمل في اول شهر من زواجي بالملك من قبل أنتي أيضا فعلتي ذلك .
الملكة فردوس : لا تتذاكي عليا نيراز تظنين أنك ستفوزين ؟؟
نيراز : أنا لا أظن أنا متأكدة من ذلك وحينها لن أسمح ببقائك في القصر لحظة واحدة لقد دافعت عنك كثيرأ أمام شمس الدين ولكني نادمة علي ذلك اليوم كان يجب أن أصدق ما قاله عنك , أنت لا تملكين ولا قطرة حنان في قلبك .
الملكة فردوس وقد أقتربت منها : إسمعيني جيدا , سيكون هذا القصر لي وسيكون العرش من نصيب نور الدين شئتي أم أبيتي , وحينها سأجعلك تقبلين قدمي ولن أعفو عنك .
نيراز بإبتسامة ساخرة : لا تقلقي عليا أنا لا أطلب العفو سوي من الله وأفضل أن تقطع رقبتي علي أن أنحني لك .
غادرت الملكة فردوس غاضبة من كلمات نيراز بينما توجهت نيراز لجانب شمس الدين ونامت بأحضانه : أنا أخاف يا شمس الدين , زوجتك خائفة وتريدك بجانبها , قلت لك ليس لدي أحد في هذا القصر سواك فلتعد أرجوك .
كان الرسول قد وصل بالرسالة لمملكة القوس وووصلت ليد الملك عزيز الذي هب سريعا جامعا أبناءه وقد أمرهم بإعداد الجنود كي يساعد زوج إبنته في تلك المحنة فلن يقبل بأن تكون إبنته في خطر مهما كان المتسبب في ذلك سيمحوه .
ظلت الملكة زهرة تدعو من أجل أن تخرج أبنتها من تلك المحنة هي وزوجها شمس الدين سالمين من أي سوء ..
قرر الملك عزيز بعد مشاورة أبناءه التحرك فجرا ويكون الليل أمامهم لتجهيز الجنود والعتاد .
منبها علي الجميع با،هم لم يذهبوا للحرب ضد جنود مملكة السهم ولكن فقط ليحمي حياة إبنته ويدعم حكم شمس الدين .
كانت الملكة فردوس قد أرسلت في طلب الوزير فهد الذي أتي متعجلا لها ....
الوزير فهد : ما الأمر مولاتي ؟؟
كانت تجوب جناحها ذهابا وإيابا : تسالني ما الأمر ألم تري ما حدث اليوم أمام الجميع , تلك نيراز من أين خرجت لنا ؟؟ ألم تري كيف إستمالت الجميع إلي جانبها ؟
الوزير فهد محاولا تهدئتها : لا تشغلي بالك بها لا يمكنها أن تستمر فيما تفعل بالأكثر يومان أو ثلاثة وستهوي خزانتها وسيأتي الوزراء إلي جانبنا من جديد .
الملكة فردوس : لا يمكن أن ننتظر , لو بقيت حية بالتأكيد ستطلب مساعدة ابيها لا يمكننا المخاطرة بصدام الأن مع مملكة القوس .
الوزير فهد : ماذا تقصدين ؟؟
الملكة فردوس : أقصد أنه يجب أن تموت تلك الملكة واليوم قبل غدا ؟؟
الوزير فهد : كيف يمكنك أن تفكري بذلك , هي الملكة ؟
الملكة فردوس متعجبة : وما المميز في ذلك لقد حاولنا قتل الملك نفسه , أيعب علينا قتلها هي .
الوزير فهد مترددا : ليس الأمر هكذا ولكن كما كنتي تقولين لا نريد الصدام مع مملكة القوس ؟
الملكة فردوس : لن نصتدم في حال موتها فلنقل أنه كان هناك شغب بالقصر ولا ندري كيف ماتت الملكة , ومع تولي نور الدين الحكم وإستقراره علي العرش حينها لا يمكن لمملكة القوس العبث معنا لن يخاطر الملك عزيز بمملكته سيفقد صلته بمملكتنا ما أن تموت إبنته وشمس الدين فلننهي حياته فيما بعد .
الوزير فهد محاولا إظهار إقتناعه بما قالت له : حسنا ولكن من سينفذ مهمة قتلها ؟
الملكة فردوس ضاحكة : وهل هناك غيرك أعطيه ذلك الشرف , ولكن يجب أن تنفذ اليوم لا يمكننا بالمغامرة ببقائها حية ستسبب المشاكل لنا .
الوزير فهد : حسنا , سأفعل ما تؤمرين ولكن يجب أن تسحب الحراس من علي جناح شمس الدين لا أريد أن يعلم أحدا بأمر خطتنا , ستزداد الأمور تعقيدنا لو علم أحدهم وحرصا أكثر سأدخل من الممر السري .
أجتمع كلا منهم علي الشر من الممكن أن ما يدور برأس كلا منهما مختلف عن الأخر ولكنه بالنهاية شر
كانت نيراز نائمة بأحضان شمس الدين , تتشبث به فهو يمدها بالأمان والحب حتي لو لم يحدثها أو يفتح عيناه طيلة أيام ولكن الشعور واحد .
في ظلمة الليل تسلل الوزير فهد من الممر السري الذي يمر بجناح شمس الدين دخل للجناح بسهولة وكان الحراس قد غيبتهم الملكة فردوس عن الوعي فلقد أخلت المكان كما طلب منها الوزير فهد .... مشي بداخل الجناح حتي وصل لسرير الملكة والملك , كانت أنظاره مع نيراز وعينه تلمع شهوتنا فيها وتدور الأفكار الخبيثة بعقلها ويشعر بأن تلك هي فرصته كي يحقق ما أراد منذ مدة .
أقترب ببطئ ومد يده وأضعا إياها علي شعرها , شعرت نيراز بيده فأنتفضت من نومها فلم تكن لمسته كلمسة شمس الدين لقد تنبه جسدها لهذا وشعرت روحها بالخطر , كانت ستصرخ تلقائيا ولكنه وضع يده علي فمها ..
الوزير فهد : لا تخافي جلالة الملك , أتيت لأحدثك في امر هام يخص الملك , سأرفع يدي ولكن لا تصرخي ...
هزت نيراز رأسها كي تحاول كسب الوقت لتفهم ما يحدث لم تكن لتثق به فهي تري الخداع والغدر بعينه وتعلم أنه بلا شرف ولكنها ستعطي نفسها فرصة ... رفع يده من علي فمها
نيراز: إبتعد من هنا , تراجع الوزير فهد للخلف , وقد سحبت نيراز شال شمس الدين رغم أن فستانها كان مغلق بالكامل ولكنها إحتمت بشال شمس الدين ولتشعر بانه بجانبها يحميها : ما ألأمر كيف دخلت إلي هنا ؟؟ لماذا لم تطلب الإذن من الحراس وأقابلك في النور ؟
الوزير فهد : أرجوكي مولاتي , يجب أن تسمعيني , حياتك في خطر ويجب أن أحميك ؟
نيراز بإبتسامة ساخرة : فاجأتني ...لم أكن أعلم بهذا ؟؟ أيعطيك هذا الحق لتسلل عليا هكذا .
الوزير فهد : صدقيني يا مولاتي , الملكة فردوس أردات مني أن أقتلك اللية ولكن أنا لا يمكنني أن أفعل هذا أبدا .
نيراز : أليست هي من كنت تدعمها اليوم أمام الجميع وتطالب بأن يكون إبنها نور الدين هو الملك ..
الوزير فهد : لقد ضحكت عليا يا مولاتي أنا أبدا لم يكن في نيتي ما فهمتيه , لقد أخبرتني أنها تريد مصلحة المملكة والملك وبأن هذا وضع مؤقت إلي ان يعود الملك سالما ,
نيراز : وما الذي جعلك تدرك أن نيتها غير ذلك ؟؟
الوزير فهد : عندما طلبت مني قتلك مولاتي علمت بدوافعها الحقيقية وبأنها لا تريد سوي السيطرة علي العرش , تريد التخلص منك ومن ولي العهد المنتظر .
نيراز : هل افهم من هذا أنك ستترك جانبها وتقف في صف الملك شمس الدين .
الوزير فهد بإبتسامة ماكرة : لو كنت سأختار سأقف بجانبك أنتي مولاتي ..
نيراز بإستفهام : ما الذي تقصده بهذا ؟
الوزير فهد : أقصد أنني أريد حمايتك وحماية ولي العهد .
نيراز : وما الذي تريده في مقابل هذا ؟؟
الوزير فهد وقد أقترب منها بعض الشئ : لا أريد سوي أن تكوني راضية عني وأن نقضي وقتنا لطيفا برفقة بعضنا البعض ... ولا تقلقي لو أردتي لن يعلم أحدا حينها بما بيننا .
نيراز بحدة : تراجع يا نذل , أخرجي خارج جناح الملك , سانادي للحراس كي يقطعوا رأسك .
الوزير فهد : إسمعيني يا نيراز لو وافقتي سأهتم بك كثير وأيضا سأدعمك وأدعم إبنك سأعامله كإبني وأضمن أن يكون العرش له .
نيراز وقد بصقت علي وجهه : أنت حقير , يا حراس .
مسح الوزير فهد وجهه وأقترب أكثر منها وهي تتراجع للخلف : نادي قدر ما شئتي لن يأتي أحد إليكي أبدا لأن لا أحد في وعيه بالخارج , فقط أنا وأنتي , كوني لطيفة وأعدك أن ليلتنا ستكون جميلة .
رفعت نيراز إحدي الفزات كي تضربه بها ولكنه أمسك بيدها سريعا محاولا السيطرة عليها ولكنها ضربته برأسها في رأسه وكانت ستجري إلا أنه دفعها علي السرير لتسقط بجانب شمس الدين الغائب عن الوعي ...
كانت تنظر لفهد الواقف أمامها : لا تقلقي مني انا لا أؤذي الجميلات مثلك , أعلم أنك فقط مترددة بشأن علاقتنا ولكن أؤكد لك بأنك لن تستغني عني ابدا .
إقترب منها أكثر ليجلس بقربها , محاولة دفعه ولكنه أقوي منه , صرخت وهزت شمس الدين في عنف منادية إياه ولكن لا إستجابة , ومن ثم مدت يدها تحت وسادتها فلقد تذكرت ترك شمس الدين لخنجر بهذا المكان , كان فهد قريبا للغاية وهي ما زالت لم تجد الخنجر لتجد فجأتنا فهد يسقط علي السرير أمامها يقطر دما في كل مكان كأنها تجمدت لا تفهم ما جري فوجدت يدا تدفعه بعيد عنها نظرت لتلك اليد لتجده شمس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي