الفصل السابع

لم تجد بلحظة صمت واحدة منذ حجزت هنا، فتلك الشياطين وأفكارها قد اتفقا عليها فباتت لا ترتاح للحظة
ما أن تنتهي من تذكر تلك الأحداث الغريبة التى لم تلق لها بالا من قبل حتى يجهز عليها أحد تلك الكائنات كى يعذبها بتلك القصص الغريبة

ظهر ذلك الكائن أمامها بهيئة مختلفة عن المرة الأخيرة التى رأته بها، فقد اتخذ شكلا بشريا جذابا لطالما حلمت به، شاب بطول فارع، وجسد رياضي وشعر اسود فحمى واعين سوداء حادة وأنف شامخ، مواصفات معتادة لأية فتاه مراهقة لكن مها تعلم جيدا الآن أن الأمر قد تخطى ذلك فما تراه الآن يشبه ما حلمت به تماما، كأنه خرج من احلام يقظتها وتجسد أمامها!
ابتسامته الساخرة تلك أعلمتها أنه قد قرأ ما حال بفكرها فتخضبت وجنتيها بالدماء وهى تنظر له بخجل
اقترب منه وسمعت صوته الرحيم الذي اشعل بداخلها نيران لن تهدأ
اذا تحلمين بي؟
ابتعدت مها ولم تجد ما تدافع به عن نفسها غير أن تهاجمه
ربما انت من دس تلك الأفكار بعقلي فانتم تتلاعبون بنا جيدا
لا، لم افعل لكنك من كونت تلك الأفكار من ذاكرتك التى احتلتها أنا من قبل
هل سبق ورايتك من قبل؟
ابتسم لها واقترب منها حتى بات ملاصقة لها
نعم، كثيرا لكنك لن تتكرر الان
اغتاظت مها من غموضه هذا وصاحت به
لم لا اخبرنى وتنتهى من هذا الامر؟
لا، لن افعل الان انتظر وسترين بنفسك وستتذكرين كل شيء أيضا وبالنهاية ساخبرك أنا بكل شيء وحتى هذا الوقت فلتستمعى جيدا لقصة حياتك التى ستقص عليك من خلال كل نفر سيمر عليك هنا
قصة حياتى انا؟
نعم هل ظننت أنها قصص متفرقة لو ركزت قليلا ستجدين نفسك بداخل كل قصة مها انتظر وسترين
اختفي كعادته كنا جاء لكن ما قاله لم يفارقها خاصة الجزء الخاص به فمتى رأته هى؟ وما علاقته بماضيها وحاضرها وربما مستقبلها ؟
لم يمر لحظات عليها حتى رأت تلك المخلوقات امامها، تقف بغرور وزهو اغاط مها التى باتت لا تخاف من ظهورهم أمامها
جلست مها تفكر في حالها وفيما وصلت اليه لا تعرف ماذا تفعل ولماذا اتت الى هذا المكان هنا حضر اليها طفل صغير وجلس بجانبه لا تعلم من اين اتى ولا من هو لكنه طفل بشري نظر اليها بفضول فقد كانت طفل لم يتعدى 10 من العمر وسالها تفتكري نظرت له بدهشه لا تعلم بماذا تجيب فحقا هذا السؤال راوضها لا تعلم لماذا اتت الى هذا المكان ولا تعلم الغايه من تلك الرحله الغريبه فقط كل ما تعرفه هي انها تنتقل من مكان الى اخر ومن موضع الى اخر ومن حياه الى اخرى لا تدري اي حياه هذه وبعد صمت طويل ردت عليه وهي تنظر بعيدا وهي تقول :-والله ما انا عارفه انا هنا ليه ولا حتى انا جئت هنا ازاي انا مش عارفه حاجه ولا فاهمه حاجه نظره لها الطفل وقال لها خليك واثقه او متاكده يا مها ان وجودك في اي مكان سواء كان هنا تحت الارض او فوق الارض دائما بيبقى لي سبب زي بالضبط حلقاتك الي انت كنت بتعمليها في البرنامج خليها سبب يمكن انت ما تعرفيش ايه السبب الخفي ورا ده كله بس اللي انت ما تعرفيهوش ان من وراء القصص اللي انت كنت بتسمعيها كان في حاجات بتحصل يعني مثلا انا هاقول لك كانت كل قصه بتيجي لك ويجيء احد يحكي لك حكايه لازم يبقى في واحد محتاج ان هو يساعده ممكن عندك ما قالولكيش بس كانت في مكالمات كثيره بتجيء لحد بيبقى طالب ان هو محتاج مساعده لانه بيبقى عارف ان الطرف الثاني هو اللي هيساعده تعجبك مها من كلامه فسالته وانت عرفت ده كله ازاي قال لها وهو يلعب في شعري في حاجات كثيره احنا بنبقى عارفينها يا مها مش لازما انت بس اللي تبقي عارفاه انت بتبقي عارفه على قد طاقتك بس انما الباقي اي حاجه من اللي بتجيء بعد كده احنا بنبقى عارفينها يعني ده ابسط الامور ابسط حكايه من الحكايات لما كانت بتجيء لك فانا باعرفك دي حاجه بسيطه بس وبعد منها كل حاجه بتتحل وكل حاجه بتعدي وما فيش حاجه بتقف عند نقطه معينه انت كمان خليك عارفه ان حياتك كلها برده عمرها ما هتقف عند نقطه معينه وخليك واثقه ان اللي جاي في حياتك هيبقى مختلف في حاجات كثيره اصلا انت عمرك ما كنت هتتخيليها حاجات في حياتك من اللي جايه مش مجرد حاجات عابره بالعكس انت ممكن تتصدمي في اللي جاي كله وممكن تكتشفي فيه حاجات غريبه وحاجات جديده في حياتك وقتها هتفهمي ان دائما وجود كل شخص في مكان معين دائما بيبقى له سبب وبيتعلم وبيكون مدرك ده بعد منها وانت وانت معنا هنا هتمري مواقف كثيره قوي وهتفهمي ومواقف هتعدي عليك هتوجعك ومواقف كمان حتفرحك ومواقف كمان حد زعلك ومواقف هتاخذ من روحك هتتعبك كل دي حاجات موجوده حاجات اساسيه مش مجرد حاجه كده وخلاص عشان كده انا باقول لك وبعرفك من دلوقت هاحكي لك حكايه حكايه بتاعتنا ومن ضمن النوادر اللي ممكن تحصل مع البشر مع الجن نظره له عرفني بك مش تقول لي الاول انت مين عمال تتكلم معي وعمال تحكي لي حاجات وانا مش فاهمه انت مين ولا عارفه انت مين انت متخيله ان انا سني صغير لكن انا مش كده انا ممكن يكون عمري عدل 100 بس يمكن بالنسبه لك ان انا صغير شهقت مها ما انعلمت سنه او عمره بالفعل فقال لها انا مش انسي انا جن بس جيلك وانا متجسد عشان متخافيش ، انا اسمي سفروت .
ضحكت منها وقالت مرددة :-
سفروت ..
ليجيبها علي الفور :-
ايوة ، وهسليكي شوية واحكيلك حكايات من عالم الانس كنا شاهدين عليها مواقف كان جزء منها يخصنا وجزء تاني ميخصناش . انا هاحكي لك حكايه بتاعه المرشد السياحي وزي ما انت عارفه ان مع كل سياحه او مع كل زياره لمكان قديم في جزء مننا جزء من روحنا موجود كان المرشد ده بيسافر من مكان لمكان كان بيبقى معه سياح كثير كان بيشتغل في شركه ولا المفروض ان هو بيمشي حسب اوامر الشركه كان الوقت ده كانوا في الصيف وراح مع الجروب السياحي ده راح لهم بهم في فندق الفندق ده كان في الصحراء او بمعنى اصح كده كمطلع على الصحرا في مكان ما كانش احد بيروحوا كثير لان اغلب الفنادق اللي كانت موجوده في الوقت ده كانت كلها فاضيه ولما راحوا واستقروا للمكان ده كان كل السياح اللي موجودين كانوا حابين يعملوا مغامره وبعد يوم ولما ارتاحوا بعد يوم طويل ودخلوا كلهم يناموا دخل هو كمان علشان ينام كانت الاوضه بتاعته اوضه صغيره مش اوضه كبيره وكان جنب السرير بتاعه كان المفروض في شباك والشباك ده عليه ستاره والستاره دي ما حدش بيشوف ايه اللي وراءها ومجرد عينه وما راحت في النوم كان بيسمع ان في احد بيخبط عليه الشباك بس هو طبعا اعتقد لما قام من النوم اعتقد ان هو كان بيحلم بعد يوم طويل من السفر وطبعا السفريات اللي بتبقى بتاخذ وقت طويل بتبقى قد ايه متعبه بس كل ما عينه تروح في النوم كان بيسمع احد بيخبط عليه الستاره كان بيقوم يبص لكن المره دي امي يبص وراء الستاره ما لقاش حاجه بس كل اللي شافه لما فتح الشباك شاف الصحراء كبيره على مراه العين وفضل الخط على الشباك لا اكثر من مره وفي كل مره كان بيصحى ما كانش بيشوف حاجه لحد ما النوم فارق عينيه وبرده الخط ده لسه بيتكرر طبعا وقت ساعتها راح اتصل بالخدمه تحت في الفندق وسالهم لما سال موظف الاستقبال ايه اللي بيحصل ده ايه الخط ده جاي منين طبعا وقتها موظف الاستقبال كان وجهه اتغير والخوف اللي ظهر على وشه كان اكبر ده ليه على اللي حصل وهنا بقى قال له اللي حصل قال له ان الصحراء دي ما حدش بيسكنها الا الجن اللي هو احنا بس انا مستغرب لانهم كانوا بقى لهم فتره ما بقوش اسبوع يظهروا لاحد بس من الواضح ان هم رجعوا مره ثانيه وده خلاه يبلغ من شركه السياحه وان هو ياخذ اجراء ويمشي وينقل السياح اللي كان اللي كانوا معه وطبعا وقت ساعتها كان السياحي اللي موجودين في الاوضه كل واحد كان نازل بشكوا اللي سمع حد بيخبط واللي سمع حد بيتحرك في الاوضه واللي سامع صوت همسه جنب ودانه كل ده كان موجود وطبعا وقت ساعتها كل ده واختفى من المكان مشيوا من ال مكان بسرعه
طبعا المرشد السياحي ده لما مشيوا ركبوا الاتوبيس بقى في مليون سؤال من اللي موجودين هو ذات نفسه كان عنده اسئله كبيره وكثيره كانت بتمر حوالين عقله يا ترى الجن دول كانوا عايزين ايه وايه سبب ان هم بيخبطوا عليهم ورافضوهم ان هم يقعدوا كل دي كانت اسئله بتمر في عقل المرشد السياحي انا كان نفسي اقول له وقتها اقول له ان في اماكن مش مسموح لكم يا بشر انكم تدخلوها في اماكن دي بتاعتنا احنا زي بالنسبه للبشر بالضبط كل واحد عنده بيت وعنده عقد في البيت ده بيبقى ممنوع ان احد يدخل البيت ده لانه ده من حقه وده ملكيته ودي حاجه بتاعته هو ما ينفعش اي احد يتعدى عن الحاجه بتاعته بس للاسف البشر بيفكروا غير كده بيفكروا انها شطاره ان هم لما بيتحدونا مع انهم لما بيتحدونا بيدخلوا هم في متاهات نظرت له مها وسالته بفضول انا عايزه اسال واعرف معلش هو سؤال يمكن يمكن بالنسبه لكم غريب شويه بس اللي انا اعرفه ان البشر بطبيعتهم لهم اماكن على الارض ودي اماكنهم مهمه انتم ليه بقى بتاخذوا اماكن من على الارض دي وبتاخذوها لكم انتم وقت البشر لما بيحضروا في الاماكن دي انتم بتبقوا شايفينها ان هي ملكيه خاصه وممنوع ان اي احد يتعدى عليها رد رد عليها سفروت قائلا انا عايزه اقول لك ان احنا عمرنا ما تعدينا على حقوق احد وعمرنا ما اخذنا مكان ساكنين ساكن في البشر يعني مثلا اي مكان بيبقى فاضي احنا ممكن ناخذه ممكن نسكنه وخاصه لما نبقى عارفين ان الانسان رجله ما طلبتوش يعني قاعد بالسنين الطويله ما دخلش المكان ده مثلا او معروش اي مكان فيه سكن وعمار احنا ما بنعرفش ما بنرتاحش فيه ليه لان البشر ذات نفسهم بيبقى نهارهم لهم ولي لهم نهار بتبقى الامور عندهم متلخبطه ما عندهمش راحه ما عندهمش ترتيب ما عندهمش النظام لكن للاسف احنا في مملكه الجن عندنا ترتيب وفي نظام واحنا كجن ما ينفعش نتعدي على على اي ملكيه من ملكيات البشر الا اذا هم بداوا الاول وتطاولوا علينا هنا نظرت له مع وسالته طب ما انا عايزه اقول حاجه ثانيه طب ما دلوقت احيانا ممكن في ناس من على وش الارض تختفي وتنزل عندكم وتعيش في المملكه زي انا مثلا انا مش عارفه انا هنا ليه وبعمل ايه اجابها قائلا وهو ينهض انت هنا السبب وده انا قلته لك في الاول ولازم تبقى فاهم حاجه زي دي انما بخصوص الحاجات الثانيه على فكره انا عايزه اقول لك ان احنا احيانا بنكافئ البشر بيكافئهم لحاجات بسيطه ممكن يعملوها علشاننا ممكن نبقى متجسدين في حاجات ثانيه ونلاقي رد فعلهم مع الحاجات اللي تخصنا حاجات كويسه ورد فعل كويس تبقى احنا مرتاحين لبعض وعمر رد الفعل بالنسبه لنا مكان وحش بالعكس احنا لما بنكافئ قوي وعمرنا ما ظلمنا عمرنا ما ظلمنا انسي الا اذا كان هو ظالم لنفسه احنا مملكه كبيره كبيره قوي يا مها مش مجرد عالم صغير زي ما انت فاكره فينال كويس وفينا الواحد وفي مننا الذكي وفينا الغبي بس كل واحد فينا ليه مهمه لازم ان هو يعملها على اكمل وجه ولازم ان هو يكملها على الاخر مش مجرد حكايه وخلاص انا باعرفك ان الدرس هنا ان ابسط حاجه ان المرشد عمله ان هو اخذ بعضه ومشى ممكن ببساطه خالص يقولوا ايه المشكله ما انا ممكن ما انا ممكن اجيب نهايته لكنه اكتفى وممكن الفضول ياخذه لان البني ادم وانتم كبشر بطبعكم الفضول
شيطانية بشعر ابيض ووجه شاحب كأنها جثة متحركة أمامها
اهلا مها لقد اشتقت لك حقا
نظرت لها مها بسخرية
حقا؟ ومتى رايتك من قبل حتى تستلقي لرؤياي مرة اخرى؟
ضحكت تلك الشيطانة وجلست بجوارها بهدوء وهى تهمس لها
لقد تقابلنا من قبل منذ عشرات السنين
ضحكت مها هذه المرة من قولها
عشرات السنين؟ حقا؟ فأنا عمرى كله لم يتعدى الخامسة والعشرون
نعم رايتك أنا قبل عقدين تقريبا الا تذكرين حقا
لا أعتقد أن ما تقولينه صحيح فأنا لم اقترب من هذا العالم من قبل ولم تكن لى به صلة
لا أعتقد أنك جادة؟ فعلاقتك بهذا العالم قوية جدا فهى علاقة دم وعهد صبغ بدماؤك مها
عهد؟
نعم عهد وقعتيه بدماؤك وقربان قدمتيه طواعية
صدمت مها مما تقوله هذه الشيطانة حتى أنها لم تعى ما الذي تقوله
قربان؟
ابتسمت تلك الشيطانة بخبث
نعم، حين سألت دماء العذراء بأرضية الحمام ذلك اليوم
ماذا؟ايه دماء وايه عذراء
دماؤك انت عزيزتى فقد قدمت نفسك لذلك انت ذات صلة وثيقة بنا فما بيننا هى دماء

غضنت مها وجهها وحاولت أن تتذكر هذه المخلوقات لكنها لم توفق بذلك، وما نوع الدماء التى تقصدها بهذا الهراء
ايه دماء تقصدين فأنا لم.....
بترت عبارتها وهى خجلة مما تريد قوله فضحت تلك الشيطانة منها
لا ليس ما تظنينه فقد كنت طفلة لا تفقه شيئا عن تلك الامور لكن قدرك قد ساقك لهنا لذلك لا تقلقي صغيرتى فما سيحدث لك بعد ذلك لن يكون أسوأ مما مر عليك الا إذا رفضت أن تبري بهذا العهد
اغتاظت مها وثارت على تلك الشيطانة
ايه عهد وما الذي يجب على فعله ومن انت وماذا تريدين منى؟
أنا جزء من قدرك المحتوم عزيزتى، أما ما يجب فعله ستعرفينه بوقته حين يؤمر هو بذلك وأما عما تريده فهو ببساطة لا شيء
توقفت عن الحديث وعادت مرة أخرى لتكمل
حتى الآن
شعرت مها بحيرة حقيقة فيما يحدث معها حاول عقلها أن يتذكر اى شيء لكن لا فائدة
اقتربت منها تلك الشيطانة مرة أخرى وهميت لها بفحيحها
الا تتذكرين تلك القصص التى كنت تكتبينها ولم تعلم متى حدثت ولم لا تتذكرينها؟ تلك المواقف التى كانت تقص عليك لكنك لا تعلمين حقيقتها ام تلك الامور التى حدثت معك وكنت حاضرة لكنك لا تتذكرينها؟
أزمات مها برأسها موافقة على ما تقوله تلك الشيطانة وتمتمت لنفسها
كيف لا اتذكر كل هذا؟ لقد حدث هذا حقا
لا تقلقي فهو ذلك الغطاء الذي وضع على عقلك كى لا ترى ما يخصنا أو حقيقته حتى ياتى الوقت الذي يجب أن تستلمى به كل هذا الإرث الذي استحققتيه، فقد حان الوقت لتكشف جميع الأوراق كى ترى الأمور بمنظور اخر ليس كما اعتدت عليه طيلة حياتك، فانت لك قدر اخر غير ما ربيت عليه ولن يدعك حتى تحققينه الان بإرادتك أو رغما عنك فهذا قرارك انت لا أحد اخر لنهاية العهد يجب أن تبريه

اقتربت تلك الشيطانة مستغلة تفكير معا ولمست رأسها بخنصرها وهى تهمس بصوت كالطنين تغلغل براس مها
حسنا فلتتذكرى جميلتى ذلك اليوم وهذا العهد
وكان العالم كله اصبح متغيرا لا المكان هو ولا ايضا الزمان ، شاهدت مها نفسها وهي صغيرة ، بذات الضفيرتين الصغيرتين اللاتي احتلا جانبي رأسيها كانت تلهو مع صديقة رنا صديقة طفولتها كانوا يركضان في حوش المدرسة يلهون ويمرحون ، لكن في تلك الاثناء وقعت سارة شاهدت نفسها وهي تتعثر علي الارض لم يكن السبب هو تلك الحجارة التي ظنت انها اوقعتها ولكن رنا دققت سارة نظرها علي صديقتها كانت ملامح وجهها متغيرة تماما ، وقفتها وهي تطالعها اثناء تعثرها مختلف ، عيونها باتت باردة خالية من الحياة ، تبا                        تعجبت مها من صديقتها فهي لم تراها منذ زمن اشياء كثيرة وامور مختلفة باتت غريبة جدا  صديقتها نعملكن مها شعرت ان هناك امواج عاتية تضرب عقلها وتجعلها تفقد نفسها التي لا تعلم اين ذهبت بها .
وفي ثوان معدودة عادت صديقتها كما كانت علي طبيعتها .
كانت الوقعة قوية فقد تعثرت في حجارة حادة إخترقت لحم جسدها الصغير واخذت تنزف الدماء لم تصرخ حين ذاك فكان منظر الدماء وهي تسقط مشهد كافي لان يجعلك تنظر فقط تحولت الساحة في الفناء وبقعة منها لبقع دماء حتي ركضت مها نحو الحمام التي كانت تخشاه نعم تذكرت ان الحمام هذا كان حوله الشكوك المثيرة للخوف
قطرات قطرات من الدماء علي الممر وفي الحمام حينما حاولت فتح الصنبور في البداية ادارته بقوة لم يكن فيه ماء مرت دقيقة ربما اكثر ، والذراع ينزف والماء أصدر صوتا مخيفا لكنها لم تكترث للصوت بقدر انتظارها لهطول الماء .
نعم تذكرت وكيف لا تتذكر ان ما هبط من البداية لم يكن ماء بل دماء .
هنا بات كل شئ واضح الندبة علي ذراعها كيف نسيت كل هذا
شعرت مها ان راسها يكاد ان ينفجر وضعت يدها علي راسها التي اصبحت تتمايل فهذه الذكري كانت قد اختزنتها داخل عقلها منذ عقدين فهي ذكري مخيفة ومؤلمة .
لكن العجوز لم تزيح يدها عن راسها بل اردات ان تجعلها تري هذا العقد الذي ابرمته وهي صغيرة .
سكب الصنبور دماء نعم الان باتت متأكدة ان كل ما شاهدته حقيقي ولم يكن خيالا تراجعت خين ذاك للخلف في خوف ثم تحولت الدماء الي ماء غسلت ذراعها فكلما اخرج الدماء قامت بغسلها سريعا حتي توقف الجرح عن النزف .
ما اثار حفيظتها في تلك الاثناء هي الدماء اين اختفت لم يعد للدماء مكان نظرت للارض مثل البلهاء وكانت تتبع الخطوات التي اتتي منها من الردهة المطلة علي ساحة الفناء ، اين الدماء ؟
الدماء من ذراعها كانت رنا تلعب مع صديقة لها وهنا اقتربت منها مها ولكن قبل ان تقترب منها اتجهت الي موضع السقوط بجانب الحجارة لم تجد شيئا نعم
لم تجد دمائها لتسال رنا بان الدماء ليست موجودة .
كانت الطامة الكبري عندما سالتها رنا اي دماء .
هنا توقف الزمن قليلا بل كثيرا وهي تشاهد كل هذا امامها .
تذكرت مها الحلم الذي كان يراودها من وقت لاخر  وهي تري شيئا يمد له يدها وهذا الشئ بدون ملامح وكان يردد دوما عن العهد لكنه كان بالنسبة لها اصغاث احلام ليست الا .
هذا الحلم الذي كلما حاولت ان تسال عنه يذهب من بالها وكأنه متعمد لا يريدها ان تفصح عنه .
سيطر عليها الالم الشديد داخل رأسها لذا نظرت لها المراة بعدما ازالت اصبعها وقالت لها بفخر :-
ساجعلك ترتاحين قليلا لتستعيدي ما تبقي من ذكريات بمفردك ، هنا حضر في تلك الاثناء جن بقرنيه الصغيرين وهيئته السوداء وجسده الصغير الذي لم يتعدا الثامنين مترا .
دققت مها في ملامحه قليلا ومع الوقت تبدلت تلك الملامح الي هيئة بشرية بيضاء انها انها صديقتها رنا نعم انها تعرفها كيف كيف اتت الي هنا توقفت الكلمات في حلق مها لم تستطع ان تتكلم او تسالها لكن الصغيرة اشارت لها نحو بقعة معينة داخل الكهف .
نظرت مها للمكان وتذكرت هذه الكلمة التي كانوا يرددونها في المدرسة انها مسكونة بالعفاريت .
نعم هي كذلك ...
تذكرت عندما اصبحت في المدرسة وكانت في تلك الاثناء فترتين وهي في الفترة المسائية
  تذكرت تلك المدرسة التي كانت تدرس لهم في الفصل وعندما حضرت كان وجهها متغير تماما بل اقرب للشحوب ، كانت ترتجف واردت الرحيل من الفصل كانت تتلفت حولها مثل المجنونة ، ومن بعد هذا اليوم لم تحضر المدرسة للفصل ....
في تلك الاثناء بل وعندما وجهت بصرها تجاه البقعة المذكورة شاهدت المدرسة امامها ، نعم تذكرتها لانها كانت تنظر اليها بشدة وكانها تستنجد بها في شئ .
وكان الشريط يمر من امامها شاشة سنيمائية في تلك الاثناء كانت المدرسة هذه داخل حمام الاطفال ، بل كانت تمر بالقرب منه استمعت لصوت بكاء لطفلة في الداخل اقتربت من الحمام وسمعت ان الطفل في الداخل  ظلت تقترب وتقترب وقامت بالنداء علي من يسمعها في الداخل ، فتحت باب الحمام  وهنا كانت الصاعقة الكبري عندما شاهدت تلك المراة الواقفة بجانبها استمعت مها الي ضحكتها بجانبها ، فرت المدرسة ركضا من الحمام هلعا بل وصلت الي الفصل وهي في حالة لا يرثي لها لم تتكلم او تقول شيئا بل فقدت النطق تماما بعد خروجها من المدرسة فقد كانت الصدمة كفيلة ان تصمتها ...
نظرت مها حولها بأسف علي ما يحدث وشاهدت صديقتها رنا صديقة الطفولة وسالتها مها :-
انتي رحتي فين يا رنا انا دورت عليكي في المدرسة كتير قوي
نظرت الصغيرة للارض وقالت لها بحزن :-
انا ... انا مدفونة جمب المدرسة .
جحظت أعين مها من هول الكلمة وسالتها بخوف ودهشة :-
ازاي .. مش فاهمة مدفونة ازاي انتي موتي ازاي.
ردت عليها رنا بحزن ثم رفعت راسها تجاه المراه الواقفة بجانبها وأشارت نحوها وقالت:-
هي ااسبب في اللي حصلنا !!؟
سالتها مها :-
اللي حصلكم ازاي ومين انتوا انا مش فاهمة حاجة .
أقتربت منها الصغيرة ومدت اليها يدها لتمسكها ، وضعت سارة يدها علي يد رنا الصغيرة وهنا شعرت ان العالم كله يتغير حولها ، كانت رنا في الحمام واقفة عند المدخل ، سمعت صوت لامراة داخل الحمام تنادي عليها ، كيف هذا ...
وقفت رنا مكانها مشدوهة لا تعرف ماذا تفعل في تلك الاثناء اقتربت من الحمام وفتحت لتري من ينادي عليها هنا شاهدت امراة جميلة واقفة عند باب الحمام تمد يدها بقطعة شيكولاته للصغيرة اقتربت رنا منها في سعادة واخذت الشيكولاته لكن الصدمة الجمت الصغيرة عندما تبدلت المراه الجميلة الي اخري قبيحة لم تسطع الصغيرة ان تصرخ لتتفاجأ بثلاثة من الاشكال القبيحة تقف بالقرب منها امسكوا الصغيرة التي اطلقت صرخة دوت في الفراغ شقت السكون كله ، صرخة واحدة كانت كفيلة ان تخرس الصغيرة فيما بعد امسكوها الثلاثة شياطين لينفتح امامهم بوابة ليست بوابة عادية ولكنها تشبه امراج البحر العرضية تتحرك حركات منتظمة في هدوء وكان كل موجة فيهم تعرف متي تتحرك ثم تتوقف وتصدر طنين غريب وتسقط علي الارض وهنا مر الثلاثة عفاريت من هذه البوابة واختفت الطفلة ، وقفت المراة امامهم تضحك بعيون تبدلت للشر .
انتفضت مها وازالت يدها من فوق الصغيرة وقد برد جسدها كثيرا وقالت لها رنا :-
انا روحي هنا وجسمي هناك انا عاوزة امشي من هنا ارجوكي .
لم تدري مها ماذا تفعل ، تحولت بؤبؤ عيونها للخوف ، تذكرت المدرسة ، نعم انها المدرسة التي قيل فيها الكثير ....
وكيف نسيتها وكيف نسيت الاسطورة التي قالوها واخوفوا ما حدث يوما ما .
انها قصصا كثيرة داخل المدرسة ، نعم هناك صديقتها امنية التي قالوا انها رحلت في الصف الثاني الابتدائي وصديقتها جميلة ايضا التي لم تعرف عنها شيئا في الصف الرابع الابتدائي .
شعرت مها ان الارض سحبت من تحتها بهذه اللحظة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي