الفصل الثامن
أمنية نعم تذكرتها انها الطفلة المشاكسة
قالت مها بصوت عالي امنية افتكرتها قالتها مها وهي تنظر لرنا التي كانت تنظر اليها .
في تلك الاثناء لم تتحرك من مكانها فقد شاهدت أمنية امامها تنظر اليها بنظرة انكسار .
حاولت امنية ان تتكلم لكن الكلمات خانتها وهنا حاولت مها ان تقترب منها لكن خانتها قدماها ولم تعرف ماذا يحدث
شعرت مها ان العالم يميد بها لا تعرف ماذا تفعل .
حاولت استجماع الكلمات في حلقها مرة اخري وسالتها :-
انتي .. انتي كنتي فين انا دورت عليكي كتير ملقتكيش وليه اختفيتي من المدرسة وقتها
لم تفعل الصغيرة شيئا سوي انها نكست راسها في خجل وقالت لها مجيبة :-
مفيش وقت عشان اجاوبك .
هزت مها راسها عدة مرات متتالية لا تعلم ماذا تقول فاجابتها بعيدة عن عمرها .
ثم اشارت امنية نحو المراة الواقفة تنظر لها .
لم تتمالك مها نفسها من هول ما تراه امامها وسقطت مغشي عليها
عادت للمدرسة مرة اخري شاهدت اصدقائها وبالاخص امنية ، لا تعلم كانت فترتهم الدراسية بعد الظهر .
هنا اتاها صوت بعد المدرسين الواقفبن سويا وهم يتلفتون حول بعضهم البعض وهم يقولون لبعضهم :-
المدرسة دي مسكونة من اول ما اتبنت تعرفوا ان السنة اللي فاتت طلعوا عظم جثة كانوا العيال بيلعبوا وحفروا هناك لقيوا العضم ووقتها خبوه بسرعة عشان الدوشة وغير كده بقا العيلة اللي اختفت السنة اللي فاتت ومحدش يعرف عنها حاجة ، ثم نظرت المدرسة حولها بخوف بعدما ابتلعت ريقها واكملت :-
بيقولوا اللهم احفظنا يعني ابعد عننا يارب ، ان المدرسة دي خاصة الجزء اللي في جنب الحمامات اتبني علي واحدة كانت بتعمل اللهم ابعد عننا اعمال للناس ، وبيقولوا كانت مخاوية جن ، ولما ماتت دفنوها بعيد وعشان محدش رضي يبني بيت في المكان دا صاحب حتة الارض اتبرع بيها للمدرسة ماهو محدش رضي يشتريها .
ثم قالت مدرسة أخري وهي تضرب علي صدرها من الخوف:-
يالهوي ياني انتي متعرفيش اصلا انا ابويا قالي ان فعلا في واحدة اتقتلت عند المدرسة وكانت بتشتغل في الكلام دا اصلا وكانت متخصصة في ربط الرجالة ، وفي الوقت دا امي اللي قالتلي انها متعرفهاش يعني او مشفتهاش بس كانت الست دي معروفة قوي يعني ولما الرجالة عرفت باللي بتعمله كله بقا عاطل في باطل هجم عليها وقتلوها
سالتها التي كانت تتحدث معها منذ قليل :-
يعني الستات كانوا بيروحلها ولا ايه ، ردت عليها وقالت:-
لا مكنش فيه حد بيروح والستات زمان غير دلوقتي انتي عارفة ، بس هي حاولت من الرجالة كانت عاوزاهم يناموا معاها بس مكنوش بيرضوا وكان ليهم وضع بس هي من الغيظ كانت بتربطهم عشان يروحوا ليها بس عشان الهم كانت ربطتت كام واحد ولما عرفوا بالصدفة من امام الجامع لما واحد راح اشتكاله وقاله عرفه ان فيه عرافة ربطاه علي قرموط
والمعروف ان الست دي كانت عرافة وكانت مشهورة بكل حاجة مش كويسة .
سالتها مدرسة اخري :-
يالهوي ياني دا اللي حصل ايه وجع الدماغ دا كله يابنتي ها وبعدين .
اكملت المدرسة وقالت :-
المهم بعد الراجل ما مشي من الجامع بعدها بيومين فيه واحد غيره راحله واشتكاله لان طبعا وقتها كان عيب ان راجل يروح يكشف والا هتبقي فضيحة ، الامام قاله نفس الكلام انه مربوط علي ايد عرافة وندت عليه بالاسم
سالتها المدرسة :-
يعني ايه ندت عليه بالاسم !!؟؟
اجابت عليها المدرسة :-
يعني طالبه انه ينام معاها وانه يحلم بيها وكده ، والكارثة التانية انها ربطتت ليه علي قمر ممكن ميطلعش غير كل كام سنة ويمكن كل ثلاثين سنة
ضربت المدرسة علي صدرها وقالت بقلق:_
يالهوي يعني بتاع القرموط يا عالم حد يلاقيه او لا وبتاع القمر بخته نحس
اومات المدرسة براسها وقالت لها :-
ايوة دا كان حظه نحس فعلا ، بعدها بيوم او بيومين فيه واحد ثالث راح لامام الجامع بس دا كان راح للعرافة دي الاول ، وحصل بينهم الغلط وبعدها راح لامام الجامع هشان يتوب وعرفه انها كانت بتنادي عليه وهو نايم وكان بيحس احاسيس غريبة ووقتها امام الجامع قالها علي ورد قران وكده وانه يتابع معاه في القراءة اخر حاله بقا اللي الست مرات الراجل دا راحت لامام الجامع وقالتله وكان يعيني شاب مكملش ست شهور جواز وهو ابتدي يهلوس باسمها وبقا بيسخن كتير كان معموله بالمرض علي ايد العرافة دي برضوا وبعد اسبوع بالظبط الشاب دا جاله حمي جامدة قوي رفعت ضغطه واللي حصل ان الضغط كان في النص اللي تحت يعني كان عنده حالة انه عنده رغبة ومش قادر ومن كتر الحمي حصله تضخم شديد بالتهاب ومات بالسكته القلبية .
بموقع اخر وبعد اخر جلس ادهم وهو لا يعلم ما الذي يفعله اكثر، لقد بحث عنها بكل مكان لكنه لم يستطع أن يجدها، هل تبخرت؟ لقد بحث عنها بكل البناية لكنه لم يجدها حتى أنه شك بأنها خرجت من البوابة بتلك الليلة الا أن رائد لم يتحرك حتى عاد له مرة أخرى
تذكر حين وصل المصعد فوجده معلق فاضطر لصعود السلم حتى وصل لذلك الدور الذي وجد المصعد متوقف به,باب المصعد مفتوح ولا احد متواجد بالدور؟
ظن أنها تذكرت شيئا فعادت مرة أخرى الاستوديو فصعد هو الأخرى كى يتحدث معها لكن فور وصوله وجد باب الشقة مغلق بالقفل كما وضعه راىد قبل نزولهم!
حاول أن يتصل بها لكن رقمها كان خارج الخدمة!
متى رفع من الخدمة وهو قد اتصل بها قبل البرنامج على نفس الرقم؟
عاد مرة أخرى هبوطا للاسفل ومر على ذلك الدور لكنه لم يرها باى مكان، ظن أنه رأى طيف شخص ما لكنه أعتقد أنه ظل من خارج التبانة انعكس بالضوء بالخارج
هبط لمدخل البناية ليجد رائد مازال واقفا
انت ممشتش
ضحك رائد وشاديه
ايوا قولت استناك لو قبلت اباركلكم ولو رفضت اواسيك
تعالت ضحكاتهم إلا أنه توقف حين رأى وجه ادهم الجامد
ايه يا ادهم هى رفضت ولا ايه؟ أنا كنت بهزر
نفي ادعم ما قاله رائد
لا، أنا مكلمتهاش اصلا
سخر منه رائد
يا اخى وقفت قلبي اكيد اول ما شوفتها اتلخمت كعادتك وسكت
انا ملقتهاش اصلا
ملقتهاش ازاى يا عم ماهى نلت ورانا في الاسانسير
يمكن تكون وصلت قبلنا؟
وصلت قبلنا ازاى واحنا كنا نزلنا قبل ما الاسانسير يتحرك ولما وصلنا تحت مكنش الاسانسير وصل وكمان عربيتها لسة برة قدام البوابة زى العادة اهى
أشار رائد للخارج فوجد ادهم سيارتها متوقفة بالفعل أمام البوابة كما اعتادت كونها تمازحهم بكون عدم وجود سكان العمارة يعطيها موقفا مميزا لسيارتها
غريبة اومال راحت فين؟
ما ترن عليها يا فالح
رقمها مش موجود بالخدمة
نظر له رائد بعدم تصديق
احنا هنهزر يعنى ايه خارج الخدمة
ارفق حديثه بإخراج هاتفه النقال وبحث عن رقمها وما لبث واتصل بها
اتسعت أعين رائد حين سمع المجيب الصوتية للشركة
عفوا هذا الرقم غير موجود بالخدمة
نظر رائد للدعم بعدم فهم
ودا ايه دا معلش؟
مش عارف انا لسة متصل بيها قبل البرنامج وهى كمان يعنى الخط كان شغال؟
توتر رائد حين فكر بالأمر قليلا ثم نظر المصعد المتوقف كما هو وحاول أن يطمئن ادعم ونفسه
يمكن نزلت فعلا قبلنا وحبت تتمشي شوية
نفي ادهم ما قاله
لا، لان الاسانسير منزلش لتحت دا واقف في الدور اللى قبلنا على طول والباب مفتوح وانت عارف أن محدش ساكن في العمارة غيرنا
غريبة
هنا نادى رائد لحارس العقار كى يسأله عنها فربما لم يروها فعلا ومازال عقله متمسكا بفكرة كونها قد تكون نزلت ولم يروها
يا ناصر، ناصر
ظهر ناصر من جانب البوابة،هرول ناحيتهم وهو ينظر لهما بحيرة
خير يا رائد باشا في حاجة؟
انت مشوفتش مها وهى خارجة من شوية؟
لا، استاذة مها مخرجتش من ساعة ما وصلت وعربيتها لسة واقفة برة
يمكن حبت تمشي أو حاجة؟
نفي ناصر للمرة الثانية
لا يا باشا كانت هتقولى لما بتحب تمشي عشان لو هنسيب العربية
غريبة اومال راحت فين اتبخرت؟
نظر لهما ناصر بخوف وهمس لهما
هى نزلت الدور إياه تانى؟
نظر له ادهم وسأله
دور ايه وتانى ايه
اقترب منهما ناصر ونظر لهما بأعين مرتابة
من كام يوم استاذة مها نزلت وسالتنى عن الدور دا وان فيه ست عائشة لوحدها فأنا قولت لها لا، كل العمارة فاضية بس انا عارف هى سألت عن الدور دا ليه لان أنا نفسي بشوف فيه العجب
عجب ايه؟
بصوا يا أساتذة أنا بقالى سنين بحرس المكان دا بعد ما البواب القديم ما مشي بعد وفاة صاحبة العمارة، ودى كانت ست كبيرة ساكنة في الدور التالت لوحدها واولادها مهاجرين وكانت دائما تقف على الباب وتونس بالسكان لكن كلهم اللى سافر واللى هاجر وباقي الشقق بتاعة ولادها قابليتها وسايلينها لا اجروها ولا باعوها فالعمارة فضيت عليها لغاية ما ماتت وهى لوحدها والبوابة عرف يومها لما جه بتاع الصيانة يشوف الاسانسير لقيه واقف وطلعنا الدور دا لقينا الباب مفتوح والست واقعة قدامة وجسمها متاح انتريهات تعبت وملحقتش تنزل بيه تطلب مساعدة لان البنت اللى بتقعد معاها اتاخرت عليها اليوم دا لأنها كانت في إجازة اليوم اللى قبله
طيب ودا ايه علاقته باى حاجة ست وماتت
لا ماهو من يومها والاسانسير ليقف في الدور دا في ساعة معينة بس بدل ماهو الصبح بيبقي بالليل
ساله رائد بشك
وأنت عرفت دا كله منين مش بتقول انت جيت بعد موتها؟
اجابه ناصر
ايوا يا بيه بس البواب اللى قبلى كان صاحب ابويا وقاله أنه كبر ومش حمل تعب وعاوز يرتاح ولما ابويا قاله شغل ناصر بدالك قالى على كل حاجة وحذرنى عشان مخافش بس انا قلبي جامد يا بيه حتى لما شوفت الست دى مخوفتش منها وبقيت بسلم عليها لما يضطر اطلع عشان اطمن على الشقق زى ما ولادها موصينى عشان لو حاجة باظت ولا حاجة
ساله ادهم
بس الدور دا مش مهتم انت بيه اصلا ومليان تراب؟
ايوا دا حصل لأنها طلبت منى دا برده، في يوم اول ما اشتغلت في العمارة كنت متعود انضف السلالم كلها والنصف شبابيك المنور وكدا وكل فترة افتح شقة انضفها واقفلها وأخرج لغاية ما جه دور على الشقة دى ويادوب لسة نفتحها لقيت الست دى قاعدة على الكرسي بتاعها في الصالة وبتبصلى، ساعتها ركبي يابت وقولت محدش هيحس بيا لو جرالى حاجة لكن هى بصتلى شوية وقالتلى أخرج ومدخلش هنا تانى ولا اخوي ناحية الدور خالص وفعلا اخدت ديالى في سنانى وخرجت من الباب لقيته تتقفل ورايا ونزلت السلم ومن يومها مش بطلع الدور دا كل اللى بعمله ببص عليه من بعيد وبتشوفنى وانا يشوفها بس بطمن وامشي من غير ما أتدخل دول عالم غيرنا ملناش دعوة بيهم
شرد ادعم قليلا بما قاله ناصر وما يحدث الان إلا أن رائد لم يشغل باله بما قيل
يا عم دا كله علاقته ايه بمها دلوقت سيبك من الهبل دا كله كلام فاضي احنا عاوزين نعرف مها راحت فين
أخرج رائد هاتفه واتصل بوالدة مها
ايوا يا طنط مها رجعت ولا لسة
انتظر حتى سمع الإجابة والتى فهم رائد منها أنها لم تعد
طيب يا طنط لما تجى خليها تكلمنى احسن تليفونها فاصل شحن باين
اغلق رائد الهاتف ونظر لناصر وادهم
احنا مش هنمشي غير لما تطمن عليها أنا وادهم هنطلع الاستوديو فوق وأنت يا ناصر خليك مكانك ولو رجعت عرفنا
صعدت الشابين للدور الذي يتواجد به الاستوديو الخاص بهما تاركين ناصر بمهمته خارج العقار
ما أن وصلا حتى ساله ادهم
تفتكر اللى بيحصل دا له علاقة بالحلقات اللى كنا يتقدمها
قصدك ايه؟
قصدى اللى حصل معايا واللى معا شافته حتى ناصر بياكد الكلام اهو
نظر له رائد بجدية
بص يا ادهم أنا كنت ابعد واحد عن التصديق في الأمور دى بس الفترة الأخيرة اعتقد فيه حاجة مش معروفة بتحصل لينا والسبب فيها ايه الله اعلم
يمكن حد من الدجالين دول سحرنا
لا معتقدش الموضوع اكبر من كدا احنا دخلنا عالم غامض برجلينا والسبب ايه معرفش ليه اللى حصل دا حصل وفين معا معرفش بس انت عارفة لازم العقل الاول وبعدين نقدر نحكم على الأمور خاصة وأنه هى ممكن تكون خرجت فعلا أما اللى بيقولى نااصر يمكن متأثر باللى سبق وحكاهله البواب عن البيت ويمكن بسهوله عشان يحافظ على البيت واللى فيه متنساش ممكن يكون فيه مقتنيات غالية
قصدك يقوله أنه الجان بيحرسوه
بالضبط وبكدا التانى يخاف ويحرس لا ويخوف اى حد يفكر يسرق العمارة أنها مسكونة ومش هيضر حد لان أصحاب العمارة مش عاوزين أحروها ومتنساش أن لولا أن الشقة دى ملك ابن عمى مكناش قدرنا ناخدها وتعملها استوديو لينا
طيب بس برده معا راحت فين وازاى مشوفنهاش؟ احنا نزلنا على طول ووصلنا قبلها وانا وقفت قدام الاسانسير مستنيها عما تنزل ودا محصلش؟
مش عارف بجد خاصة أنه الاسانسير من النوع القديم يعنى مش سريع زى الجديد وكمان كنا هنشوفها انت عارف احنا مسمعناش صوت الاسانسير اصلا؟
ركز ادهم للحظات وتذكر أنه بالفعل لم ير المصعد يهبط اساسا لكنه ظن أن مها انشغلت بهاتفها لذلك هو متاكد انها لم تنزل من المصعد نهائيا
قالت مها بصوت عالي امنية افتكرتها قالتها مها وهي تنظر لرنا التي كانت تنظر اليها .
في تلك الاثناء لم تتحرك من مكانها فقد شاهدت أمنية امامها تنظر اليها بنظرة انكسار .
حاولت امنية ان تتكلم لكن الكلمات خانتها وهنا حاولت مها ان تقترب منها لكن خانتها قدماها ولم تعرف ماذا يحدث
شعرت مها ان العالم يميد بها لا تعرف ماذا تفعل .
حاولت استجماع الكلمات في حلقها مرة اخري وسالتها :-
انتي .. انتي كنتي فين انا دورت عليكي كتير ملقتكيش وليه اختفيتي من المدرسة وقتها
لم تفعل الصغيرة شيئا سوي انها نكست راسها في خجل وقالت لها مجيبة :-
مفيش وقت عشان اجاوبك .
هزت مها راسها عدة مرات متتالية لا تعلم ماذا تقول فاجابتها بعيدة عن عمرها .
ثم اشارت امنية نحو المراة الواقفة تنظر لها .
لم تتمالك مها نفسها من هول ما تراه امامها وسقطت مغشي عليها
عادت للمدرسة مرة اخري شاهدت اصدقائها وبالاخص امنية ، لا تعلم كانت فترتهم الدراسية بعد الظهر .
هنا اتاها صوت بعد المدرسين الواقفبن سويا وهم يتلفتون حول بعضهم البعض وهم يقولون لبعضهم :-
المدرسة دي مسكونة من اول ما اتبنت تعرفوا ان السنة اللي فاتت طلعوا عظم جثة كانوا العيال بيلعبوا وحفروا هناك لقيوا العضم ووقتها خبوه بسرعة عشان الدوشة وغير كده بقا العيلة اللي اختفت السنة اللي فاتت ومحدش يعرف عنها حاجة ، ثم نظرت المدرسة حولها بخوف بعدما ابتلعت ريقها واكملت :-
بيقولوا اللهم احفظنا يعني ابعد عننا يارب ، ان المدرسة دي خاصة الجزء اللي في جنب الحمامات اتبني علي واحدة كانت بتعمل اللهم ابعد عننا اعمال للناس ، وبيقولوا كانت مخاوية جن ، ولما ماتت دفنوها بعيد وعشان محدش رضي يبني بيت في المكان دا صاحب حتة الارض اتبرع بيها للمدرسة ماهو محدش رضي يشتريها .
ثم قالت مدرسة أخري وهي تضرب علي صدرها من الخوف:-
يالهوي ياني انتي متعرفيش اصلا انا ابويا قالي ان فعلا في واحدة اتقتلت عند المدرسة وكانت بتشتغل في الكلام دا اصلا وكانت متخصصة في ربط الرجالة ، وفي الوقت دا امي اللي قالتلي انها متعرفهاش يعني او مشفتهاش بس كانت الست دي معروفة قوي يعني ولما الرجالة عرفت باللي بتعمله كله بقا عاطل في باطل هجم عليها وقتلوها
سالتها التي كانت تتحدث معها منذ قليل :-
يعني الستات كانوا بيروحلها ولا ايه ، ردت عليها وقالت:-
لا مكنش فيه حد بيروح والستات زمان غير دلوقتي انتي عارفة ، بس هي حاولت من الرجالة كانت عاوزاهم يناموا معاها بس مكنوش بيرضوا وكان ليهم وضع بس هي من الغيظ كانت بتربطهم عشان يروحوا ليها بس عشان الهم كانت ربطتت كام واحد ولما عرفوا بالصدفة من امام الجامع لما واحد راح اشتكاله وقاله عرفه ان فيه عرافة ربطاه علي قرموط
والمعروف ان الست دي كانت عرافة وكانت مشهورة بكل حاجة مش كويسة .
سالتها مدرسة اخري :-
يالهوي ياني دا اللي حصل ايه وجع الدماغ دا كله يابنتي ها وبعدين .
اكملت المدرسة وقالت :-
المهم بعد الراجل ما مشي من الجامع بعدها بيومين فيه واحد غيره راحله واشتكاله لان طبعا وقتها كان عيب ان راجل يروح يكشف والا هتبقي فضيحة ، الامام قاله نفس الكلام انه مربوط علي ايد عرافة وندت عليه بالاسم
سالتها المدرسة :-
يعني ايه ندت عليه بالاسم !!؟؟
اجابت عليها المدرسة :-
يعني طالبه انه ينام معاها وانه يحلم بيها وكده ، والكارثة التانية انها ربطتت ليه علي قمر ممكن ميطلعش غير كل كام سنة ويمكن كل ثلاثين سنة
ضربت المدرسة علي صدرها وقالت بقلق:_
يالهوي يعني بتاع القرموط يا عالم حد يلاقيه او لا وبتاع القمر بخته نحس
اومات المدرسة براسها وقالت لها :-
ايوة دا كان حظه نحس فعلا ، بعدها بيوم او بيومين فيه واحد ثالث راح لامام الجامع بس دا كان راح للعرافة دي الاول ، وحصل بينهم الغلط وبعدها راح لامام الجامع هشان يتوب وعرفه انها كانت بتنادي عليه وهو نايم وكان بيحس احاسيس غريبة ووقتها امام الجامع قالها علي ورد قران وكده وانه يتابع معاه في القراءة اخر حاله بقا اللي الست مرات الراجل دا راحت لامام الجامع وقالتله وكان يعيني شاب مكملش ست شهور جواز وهو ابتدي يهلوس باسمها وبقا بيسخن كتير كان معموله بالمرض علي ايد العرافة دي برضوا وبعد اسبوع بالظبط الشاب دا جاله حمي جامدة قوي رفعت ضغطه واللي حصل ان الضغط كان في النص اللي تحت يعني كان عنده حالة انه عنده رغبة ومش قادر ومن كتر الحمي حصله تضخم شديد بالتهاب ومات بالسكته القلبية .
بموقع اخر وبعد اخر جلس ادهم وهو لا يعلم ما الذي يفعله اكثر، لقد بحث عنها بكل مكان لكنه لم يستطع أن يجدها، هل تبخرت؟ لقد بحث عنها بكل البناية لكنه لم يجدها حتى أنه شك بأنها خرجت من البوابة بتلك الليلة الا أن رائد لم يتحرك حتى عاد له مرة أخرى
تذكر حين وصل المصعد فوجده معلق فاضطر لصعود السلم حتى وصل لذلك الدور الذي وجد المصعد متوقف به,باب المصعد مفتوح ولا احد متواجد بالدور؟
ظن أنها تذكرت شيئا فعادت مرة أخرى الاستوديو فصعد هو الأخرى كى يتحدث معها لكن فور وصوله وجد باب الشقة مغلق بالقفل كما وضعه راىد قبل نزولهم!
حاول أن يتصل بها لكن رقمها كان خارج الخدمة!
متى رفع من الخدمة وهو قد اتصل بها قبل البرنامج على نفس الرقم؟
عاد مرة أخرى هبوطا للاسفل ومر على ذلك الدور لكنه لم يرها باى مكان، ظن أنه رأى طيف شخص ما لكنه أعتقد أنه ظل من خارج التبانة انعكس بالضوء بالخارج
هبط لمدخل البناية ليجد رائد مازال واقفا
انت ممشتش
ضحك رائد وشاديه
ايوا قولت استناك لو قبلت اباركلكم ولو رفضت اواسيك
تعالت ضحكاتهم إلا أنه توقف حين رأى وجه ادهم الجامد
ايه يا ادهم هى رفضت ولا ايه؟ أنا كنت بهزر
نفي ادعم ما قاله رائد
لا، أنا مكلمتهاش اصلا
سخر منه رائد
يا اخى وقفت قلبي اكيد اول ما شوفتها اتلخمت كعادتك وسكت
انا ملقتهاش اصلا
ملقتهاش ازاى يا عم ماهى نلت ورانا في الاسانسير
يمكن تكون وصلت قبلنا؟
وصلت قبلنا ازاى واحنا كنا نزلنا قبل ما الاسانسير يتحرك ولما وصلنا تحت مكنش الاسانسير وصل وكمان عربيتها لسة برة قدام البوابة زى العادة اهى
أشار رائد للخارج فوجد ادهم سيارتها متوقفة بالفعل أمام البوابة كما اعتادت كونها تمازحهم بكون عدم وجود سكان العمارة يعطيها موقفا مميزا لسيارتها
غريبة اومال راحت فين؟
ما ترن عليها يا فالح
رقمها مش موجود بالخدمة
نظر له رائد بعدم تصديق
احنا هنهزر يعنى ايه خارج الخدمة
ارفق حديثه بإخراج هاتفه النقال وبحث عن رقمها وما لبث واتصل بها
اتسعت أعين رائد حين سمع المجيب الصوتية للشركة
عفوا هذا الرقم غير موجود بالخدمة
نظر رائد للدعم بعدم فهم
ودا ايه دا معلش؟
مش عارف انا لسة متصل بيها قبل البرنامج وهى كمان يعنى الخط كان شغال؟
توتر رائد حين فكر بالأمر قليلا ثم نظر المصعد المتوقف كما هو وحاول أن يطمئن ادعم ونفسه
يمكن نزلت فعلا قبلنا وحبت تتمشي شوية
نفي ادهم ما قاله
لا، لان الاسانسير منزلش لتحت دا واقف في الدور اللى قبلنا على طول والباب مفتوح وانت عارف أن محدش ساكن في العمارة غيرنا
غريبة
هنا نادى رائد لحارس العقار كى يسأله عنها فربما لم يروها فعلا ومازال عقله متمسكا بفكرة كونها قد تكون نزلت ولم يروها
يا ناصر، ناصر
ظهر ناصر من جانب البوابة،هرول ناحيتهم وهو ينظر لهما بحيرة
خير يا رائد باشا في حاجة؟
انت مشوفتش مها وهى خارجة من شوية؟
لا، استاذة مها مخرجتش من ساعة ما وصلت وعربيتها لسة واقفة برة
يمكن حبت تمشي أو حاجة؟
نفي ناصر للمرة الثانية
لا يا باشا كانت هتقولى لما بتحب تمشي عشان لو هنسيب العربية
غريبة اومال راحت فين اتبخرت؟
نظر لهما ناصر بخوف وهمس لهما
هى نزلت الدور إياه تانى؟
نظر له ادهم وسأله
دور ايه وتانى ايه
اقترب منهما ناصر ونظر لهما بأعين مرتابة
من كام يوم استاذة مها نزلت وسالتنى عن الدور دا وان فيه ست عائشة لوحدها فأنا قولت لها لا، كل العمارة فاضية بس انا عارف هى سألت عن الدور دا ليه لان أنا نفسي بشوف فيه العجب
عجب ايه؟
بصوا يا أساتذة أنا بقالى سنين بحرس المكان دا بعد ما البواب القديم ما مشي بعد وفاة صاحبة العمارة، ودى كانت ست كبيرة ساكنة في الدور التالت لوحدها واولادها مهاجرين وكانت دائما تقف على الباب وتونس بالسكان لكن كلهم اللى سافر واللى هاجر وباقي الشقق بتاعة ولادها قابليتها وسايلينها لا اجروها ولا باعوها فالعمارة فضيت عليها لغاية ما ماتت وهى لوحدها والبوابة عرف يومها لما جه بتاع الصيانة يشوف الاسانسير لقيه واقف وطلعنا الدور دا لقينا الباب مفتوح والست واقعة قدامة وجسمها متاح انتريهات تعبت وملحقتش تنزل بيه تطلب مساعدة لان البنت اللى بتقعد معاها اتاخرت عليها اليوم دا لأنها كانت في إجازة اليوم اللى قبله
طيب ودا ايه علاقته باى حاجة ست وماتت
لا ماهو من يومها والاسانسير ليقف في الدور دا في ساعة معينة بس بدل ماهو الصبح بيبقي بالليل
ساله رائد بشك
وأنت عرفت دا كله منين مش بتقول انت جيت بعد موتها؟
اجابه ناصر
ايوا يا بيه بس البواب اللى قبلى كان صاحب ابويا وقاله أنه كبر ومش حمل تعب وعاوز يرتاح ولما ابويا قاله شغل ناصر بدالك قالى على كل حاجة وحذرنى عشان مخافش بس انا قلبي جامد يا بيه حتى لما شوفت الست دى مخوفتش منها وبقيت بسلم عليها لما يضطر اطلع عشان اطمن على الشقق زى ما ولادها موصينى عشان لو حاجة باظت ولا حاجة
ساله ادهم
بس الدور دا مش مهتم انت بيه اصلا ومليان تراب؟
ايوا دا حصل لأنها طلبت منى دا برده، في يوم اول ما اشتغلت في العمارة كنت متعود انضف السلالم كلها والنصف شبابيك المنور وكدا وكل فترة افتح شقة انضفها واقفلها وأخرج لغاية ما جه دور على الشقة دى ويادوب لسة نفتحها لقيت الست دى قاعدة على الكرسي بتاعها في الصالة وبتبصلى، ساعتها ركبي يابت وقولت محدش هيحس بيا لو جرالى حاجة لكن هى بصتلى شوية وقالتلى أخرج ومدخلش هنا تانى ولا اخوي ناحية الدور خالص وفعلا اخدت ديالى في سنانى وخرجت من الباب لقيته تتقفل ورايا ونزلت السلم ومن يومها مش بطلع الدور دا كل اللى بعمله ببص عليه من بعيد وبتشوفنى وانا يشوفها بس بطمن وامشي من غير ما أتدخل دول عالم غيرنا ملناش دعوة بيهم
شرد ادعم قليلا بما قاله ناصر وما يحدث الان إلا أن رائد لم يشغل باله بما قيل
يا عم دا كله علاقته ايه بمها دلوقت سيبك من الهبل دا كله كلام فاضي احنا عاوزين نعرف مها راحت فين
أخرج رائد هاتفه واتصل بوالدة مها
ايوا يا طنط مها رجعت ولا لسة
انتظر حتى سمع الإجابة والتى فهم رائد منها أنها لم تعد
طيب يا طنط لما تجى خليها تكلمنى احسن تليفونها فاصل شحن باين
اغلق رائد الهاتف ونظر لناصر وادهم
احنا مش هنمشي غير لما تطمن عليها أنا وادهم هنطلع الاستوديو فوق وأنت يا ناصر خليك مكانك ولو رجعت عرفنا
صعدت الشابين للدور الذي يتواجد به الاستوديو الخاص بهما تاركين ناصر بمهمته خارج العقار
ما أن وصلا حتى ساله ادهم
تفتكر اللى بيحصل دا له علاقة بالحلقات اللى كنا يتقدمها
قصدك ايه؟
قصدى اللى حصل معايا واللى معا شافته حتى ناصر بياكد الكلام اهو
نظر له رائد بجدية
بص يا ادهم أنا كنت ابعد واحد عن التصديق في الأمور دى بس الفترة الأخيرة اعتقد فيه حاجة مش معروفة بتحصل لينا والسبب فيها ايه الله اعلم
يمكن حد من الدجالين دول سحرنا
لا معتقدش الموضوع اكبر من كدا احنا دخلنا عالم غامض برجلينا والسبب ايه معرفش ليه اللى حصل دا حصل وفين معا معرفش بس انت عارفة لازم العقل الاول وبعدين نقدر نحكم على الأمور خاصة وأنه هى ممكن تكون خرجت فعلا أما اللى بيقولى نااصر يمكن متأثر باللى سبق وحكاهله البواب عن البيت ويمكن بسهوله عشان يحافظ على البيت واللى فيه متنساش ممكن يكون فيه مقتنيات غالية
قصدك يقوله أنه الجان بيحرسوه
بالضبط وبكدا التانى يخاف ويحرس لا ويخوف اى حد يفكر يسرق العمارة أنها مسكونة ومش هيضر حد لان أصحاب العمارة مش عاوزين أحروها ومتنساش أن لولا أن الشقة دى ملك ابن عمى مكناش قدرنا ناخدها وتعملها استوديو لينا
طيب بس برده معا راحت فين وازاى مشوفنهاش؟ احنا نزلنا على طول ووصلنا قبلها وانا وقفت قدام الاسانسير مستنيها عما تنزل ودا محصلش؟
مش عارف بجد خاصة أنه الاسانسير من النوع القديم يعنى مش سريع زى الجديد وكمان كنا هنشوفها انت عارف احنا مسمعناش صوت الاسانسير اصلا؟
ركز ادهم للحظات وتذكر أنه بالفعل لم ير المصعد يهبط اساسا لكنه ظن أن مها انشغلت بهاتفها لذلك هو متاكد انها لم تنزل من المصعد نهائيا