صفقةعلىحياةأنثى البارت32

رواية
صفقة على حياة أنثى
البارت ٣٢



________________
و نكمل سويا من حيث انتهينا البارت اللي فات ببيت هدير و بعد عودتها كمطلقة من بيروت و أثناء جلوس محسن ابو هدير و امها سهير جاء لمحسن اتصال من المحامي الخاص بالمسمى صلاح عبدالهادي يطالبه فيه بالحضور إلى مقر الشركة لفض الشراكة بينهما و التوقيع على انتهاء التعاقد ما بين الشركتين فلم يجد محسن مفر من الأمر فوافق على الذهاب و هو في حسرة و ضيق من أمره و يعتريه الحزن والهم و أغلق الخط مع المحامي ثم نظر لزوجته سهير و قالها محذرا بان لا تتحدث مع هدير حاليا فقد حدث ما حدث ولن يغير اللوم و الكلام من الأمر شيئا ثم نهض و تركها و ذهب الي الشركة كما اتفق مع المحامي ...
_______________________
ونرجع بقا لهدير بغرفتها و هي تجلس على سريرها
هدير : اول ما رأت رقم زينب هانم مسحت دموعها واخذت نفس عميق حتى تهدأ ولا تلاحظ السيدة زينب بكائها ثم اجابت على الهاتف قائلة الو ازيك يا طنط زينب وحشاني
زينب : الحمدلله منيحة وانتي كمان حبيبتي اشتقتلك كتير كيفك وشو عملتي مع اهلك وليش ما اتصلتي فينا يا بنتي
هدير : باعتذر منك يا طنط حضرتك عارفة بقا استقبال الأهل بيبقى عامل ازاي انا لسة يادوب طلعت ارتاح شوية و كنت هاتصل بيكم لاقيتك بتتصلي
زينب : طيب حبيبتي عمك الحج علي و عصام بدهم يطمنوا عليكي راح افتح الاسبيكر منشان كلنا نكلمك
هدير : اوكي
العم علي : كيفك يا بنتي
هدير : الحمد لله يا عمو بخير ميرسي كتير على اهتمامكم بيا ووقفتكم معايا اللي عمري ما هنساها ابدا
علي : نحنا مو قلنا بلاها ميرسي هاي والكلام هاد
هدير : قولنا بس فعلا كلمة شكر بجد قليلة على كل اللي عملتوه عشاني انا بحبكم كتير يا عمو و سقطت دمعة من عينها و هي تتكلم فمحتها باصبعها
زينب و زوجها الحج علي ردوا عليها بصوت واحد قائلين لا تحكي هيك و تزعلينا منك انتي بنتنا التالتة اوكيي
هدير : اوكي يا احلى أهل بالدنيا كلها
عصام : ايه يا جماعة انتوا استوليتوا على الموبايل خلوني اطمن عليها انا كمان ازيك يا هدير و حمدلله على السلام انك وصلتي مصر بخير وايه اخبار اهلك
هدير : الله يسلمك يا استاذ عصام ميرسي
عصام : ايه أستاذ دي هو في واحدة تقول لاخوها أستاذ بلاش رسميات و قولي عصام وبس تمام
هدير : تمام عصام و بس تسلم كتير
عصام : ايوا كدة واثناء حديثها معهم إذا بامها تطرق الباب فهدير قالت استئذن لانه ماما بتنادي هكلمكم بوقت تاني
الكل : طب سلام دلوقتي و ابقى طمنينا عليكي باستمرار اوكي هدير
هدير : اوكي تسلمولي يارب سلام ثم اغلقت الخط وقالت لامها ايوا يا ماما عايزة ايه
الام : قافلة على نفسك ليه افتحي عايزة اتكلم معاكي شوية
هدير : لو سمحتي يا ماما مش عايزة اتكلم في اي حاجة دلوقتي ده بعد اذنك يعني
الام : طيب يا بنت محسن خليكي قافلة على نفسك بس يكون في علمك ما فيش حاجة هترجع زي الاول يعنى انتي دلوقتي مطلقة وانتي عارفة يعنى ايه مطلقة في مجتمعنا وانتي فاهماني كويس انا هاسيبك دلوقتي لحد لما ابوكي يجي و بعدين ليا كلام وتصرف تاني معاكي
هدير و ببكاء شديد راحت ضعت يديها على وجهها وظلت تبكي و تتمتم ياربي ارحمني برحمتك يارب انا غلطت بايه عشان يحصل معايا كل ده
____________________
و نتركها ونذهب الى احمد حيث بيته واعتنائه بامه هو واخته سمر ......
و عمنا أحمد بعد ما وصل البيت و سمر احضرت الطعام لامهم و لهم كلهم و بعد ان انتهو من طعامهم قالت الام لاحمد انا كويسة يابني قوم روح شغلك ما تعطلش نفسك عشاني
احمد : لا يا ست ماما انا واخد اذن من الحج حمدي النهاردة و قاعد معاكي ولا زهقتي مني يا هنون و عاوزة تزوغينى
الام : يالهوي ازهق منك ازاي ده انتا نور عينيا يابني في حد بيزهق من نور عيونه اللي بيشوف بيها الدنيا يابني
احمد : ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك يا احلى هنون بالدنيا يا روحي انتي
سمر : يا سلام يا سلام على الحب ايه يا ست ماما ايه الحب ده كله و انا ماليش نصيب في الحب ده كله يعنى ابيه احمد نور عيونك و انا ابقى ايه بقا
الام : انتي روحي يا بنتي انتي و اخوكي غلاوة واحدة عندي
سمر : حبيبة قلبي انتي يا هنون ربنا ما يحرمناش منك يااااارب ثم نظرت لاحمد و غمزت له بعينها و اخرجت لسانها بعض الشيئ في حركة طفولية كأنها تغيظ اخاها احمد
احمد لسمر : أباي عليكي سيماوية بس برضه ماما بتحبني اكتر منك هه اتغاظي بقا
سمر : لا يا خويا ماما بتحبني انا اكتر عشان أنا بنتها الوحيدة و اخر العنقود و الدلوعة ههة ايه رأيك بقا
احمد : ههههههه طيب ما انا الولد و الوحيد برضه البكري والحيلة ياختي
الام : و هي بتضحك كفاية بقا يا ولاد بطني وجعتنى من كتر الضحكة بطلوا معاندة فى بعض انا قولتلكم اني بحبكم اد بعض ما فيش حد اغلى من حد بطلوا بقا مش قادرة هاموت من الضحك
احمد و سمر : بعد الشر عنك يا ماما انشالله اللي يكرهك يارب هو اللي يطق و يموت
الام : ههههههه طيب تعالوا هنا جنبي
احمد و سمر : جريوا قعدوا جنب امهم و قالوا بس كده ده انتا تؤمر يا قمر
الام : بت يا سمر نسيت اقولك جبتي الشهادة بتاعتك ولا لسة
سمر : جبتها بعد ما تعبتي بيوم من الانترنت و ابيه احمد قال نستنى لما حضرتك تطلعى بالسلامة و نقولك علشان اخد هدية النجاح منه
احمد : هدية ايه يا بكاشة انا جبتلك سيرة هدية
سمر : شوفتي يا ماما عايز ياكل عليا الهدية ينفع كده
الام : الف مبروك يا حبيبتي و عقبال شهادة التخرج يااارب و ميلت على سمر و قالتلها ما تضغطيش على اخوكي اكتر من كده
سمر : الله يبارك فيكي يا ماما بس لا تنازل عايزة الهدية هو وعدني بيها
احمد : امتا وعدتك يا كذابة
سمر : لما قولتلي هخرجك في المكان اللي تختاريه بعد النجاح و قولتلي اعتبريها هدية نجاحك
احمد : اه افتكرت تمام حقك عليا نسيت قوليلي بقى حابة تروحي فين يا سمر هانم
سمر : طيب خليني افكر
احمد : فكري انتي مش عندك غير يوم الجمعة اجازتي يعنى بعد ٣ ايام يا جميل فكري براحتك
سمر : ماشي يا سي احمد : طيب قومي اعملينا شاي
سمر : حاضر انتا تؤمر يا باشا
_______________
اما عند محسن فقد وصل الشركة بعربيته واصطف بالجراش ونزل منها وهو يحمل حقيبته ثم دخل بخطى مترنحة و بقلب مرتجف ولم يلقي بالا لترحيب موظفي الشركة بقدومه و صعد السلم حيث مكتبه بالطابقالثاني و فتح المكتب فوجد محاميه الخاص يجلس و معه محامي شركة صلاح عبد الهادي فدخل مرحبا بهم صباح الخير يا جماعة
فرد عليه المحامي الخاص بيه صباح النور يا فندم
محسن : اتفضلوا اقعدوا وقول اللي عندك يا متر
المحامي : صباح الخير سيد محسن
محسن : صباح النور يا متر اتفضل
المحامي : حضرتك دي كل الاوراق المطلوب توقيع حضرتك عليها واقراها كويس و بعدين وقعها
محسن تناول الاوراق بحسرة و بضيق و هو يردد تمام هات ثم بدأ يقرأ الاوراق واحدة تلو الاخرى و كانت عبارة عن الغاء كل العقود و التوكيلات التي بينه و بين شركات صلاح عبدالهادي مع تعويض بسيط لان صلاح عبدالهادي هو من قرر فسخ العقود وهذا ما كان منصوص عليه في بداية اتفاق العمل بينهم وبعد ان انهى محسن قرأته للأوراق امسك بالقلم بيد مترددة و مرتعشة ووقع على الأوراق وهو يشعر بالحسرة على خسارته الشغل مع صلاح ذاك فهو كان اعتماد شركته الاول على مناقصات شركة صلاح و ما يمنيه من وراءها من أرباح لكن حدث مالم يكن بالحسبان و بسبب طلاق هدير تم فسخ تلك الشراكة و كان محسن يعتصر حزنا على امضاءه على هذه التوكيلات والشغل الذان كانا هما الفارق في مكاسب شركته والتعويض المادي الذي أخذه محسن لم يجدي نفعا ولا يوازي حجم الخسارة من جراء فسخ تلك العقود والغاء التوكيلات بينه و بين صلاح عبدالهادي فانهى كل شيء مع المحامي وبعدها لم يتحمل المكوث بمكتبه و ترك محاميه مع محامي شركة صلاح عبد الهادي ليتمموا كافة الاجراءات وذهب و غادر شركته سريعا و ركب سيارته متوجها للبيت و هو يستشيط غضبا مما حدث بسبب هدير
( طبعا كانت متجوزة واحد هيرفعهم فوق يعنى فرخة بتبيض دهب كل يوم حسب وجهة نظهرهم ومش فارق معاهم كبير ولا صغير ولا فارق معاهم حلال و حرام المهم الدهب حتى ولو بالحرام )
ووصل عمنا السيد محسن لبيته فدخل ثم دلف الي الصالة فوجد زوجته سهير تجلس و واضعة يدها على خدها و هي مهمومة و مغمومة فلما نظرت اليه ووجدته متضايق و مكسور راجت سبقته في الكلام و قالتله صلاح لغى كل الشغل معاك صح؟
محسن : ايوا صح و كل ده بسبب الهانم بنت حضرتك هي فين
سهير : فوق باوضتها من وقت ما طلعت ما نزلتش تاني و روحت اتكلم معاها واعقلها لاقيتها قافلة على نفسها الباب وما رضيتش تفتحلي
محسن : بعصبية وهو يجز على اسنانه وهنعمل ايه دلوقتي انا لو طلعتلها ممكن اضربها لان الخسارة تقيلة اوي فعلا و كل ما افكر فيها و بنفس الوقت كمان لما بفكر في فرق السن و الطريقة اللي خدعنا كلنا بيها عشان يتجوز البنت بلاقي معاها حق ده اكبر منها بتلاتين سنة و كمان جواز مبني على الغش و اللعب بشرع ربنا يعنى فعلا كانت هتبقى عيشة حرام في حرام بس كانت صبرت وما اتطلقتش و كانت عملت المستحيل و جات بدون طلاق يمكن كنا نلاقي حل بدل من كل الخسارة اللي حلت علينا م كل ناحية دي
سهير : ما هو ده برضه اللي كنت بفكر فيه وهو ده سبب غضبي و غيظي منها ما كنتش عايزاها تطلق من غير ما تاخد حقوقها طيب كانت جات وكنا هنعرف نتصرف ان ما كناش نقدر نقنعها بانها تبقى مراته شرعا على الاقل كنا هنعرف ناخد منه اللي نقدر عليه ده اكيد كان هيخاف من الفضايح لو رفعنا قضية مثلا او حتى لو ما خافش و رفعنا قضية كنا هناخد كل حقوق البنت لانها مراته قدام القانون لكن بنتك الغبية اتنازلت عن كل حاجة و جات فرحانة بورقة طلاقها بس لو اعرف هي طالعة لمين وش فقر كده دي لو كانت بقت مراته و خلفت منه حتة ولد كانت هتورث كل الهلومة دي هي و ابنها بس و ربنا ما هتشوف غير الوش الخشب مني بعد كده و خروجات و فسح و الكلام ده مش هيحصل تاني و تبقى توريني هتعمل ايه
محسن : اه يا سهير على الخسارة اللي حلت بيا بجد خسارة تقيلة اوي وراح وضع ايده على وشه وهو مخنوق ودخل عليهم ابنهم محمد بنفس الوقت و هو حامل كتبه واتى من درسه
محمد : سلام عليكم يا جماعة و بص لباباه فوجده واضعا وجهه بين يديه فبص لمامته و قالها فيه ايه يا ماما خير فيه حاجة مالكم قاعدين ليه كده و حاطين إيدكم على خدكم حصل ايه تاني ؟
محسن الاب لا يرد على اسئلة ابنه محمد وفضل الصمت بينما سهير الام لم تتحمل كعادتها و راحت فاجئت ابنها و قالتله صلاح عبد الهادي بعت محاميه انهى تعاقده مع شركتنا وفض كل العقود والشراكات مابينا و ابوك من ساعتها متضايق و ما بيتكلمش خالص
محمد بصدمة : انتي بتقولي ايييه يا ماماااا ......

يتبع .
____________________
#بقلمي

عمر يحيى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي