الفصل التاسع

تبع ذلك ايام وايام من البحث عنها لكن دون فائدة، استمر الأمر لشهر كامل لم يحققا به اى تقدم، تذكر ادهم والدة مها التى دخلت بغيبوبة ليومين حين علمت باختفاء ابنتها، حين فاقت كانت لا تتحدث فقط تشير على قلبها وتبكى فصغيرتها لم يعثر عليها وأصبحت بتعداد المفقودين، حتى ابنتها الكبرى حين أتت لم تجد ما تقوله خاصة مع عجز الشرطة عن حل لغز الاختفاء الغامض هذا
تحول منزلهم الذي كانت تملكه مها بالمرح لغابة موحشة لا سعادة بها، عادت والدتها للمنزل الذي كان مملؤ لأصدقاء مها بالبداية حتى قل العدد لاثنين فقط هو وارئد الذي اختفي منذ أيام هو الآخر معللا ذلك بسفره لعمل هام لا يعلم ادهم حقيقته فلطالما كان رائد بعيدا عن أعمال والده ولا يشغل باله باى روتين بالعمل، كان هو صاحب فكرة بدأ هذا الموسم بذلك العنوان الشؤم الذي عمر صفو حياتهم وها هم يجنونن منه الويلات بغياب مها والم قلبه هو لفقدانها، أعاد ادهم ذلك الخاتم الذي اشتراه منذ اشهر كى يهديه لها فور انتهاء هذا الموسم من برنامجهم كتذكار لها منه لكنه كتعبير عن حبه لها الدائم والذي لا مجال عنده ليعلمها به الآن بعد كل هذا الوقت الذي مر عليهما معا دون جرأة الاعتراف بحبه

عاد ادهم من ذكرياته بهذا اليوم لير اخيه وهو واقف ينظر له بنظرة شفقة
ابتسم له ادهم كى يشعره بالاطمئنان عليه لكنه فشل بذلك فقد رأى اخيه وهو مازال ناظرا إليه كما كان
معلش يا ادهم مقدرتش اوصل لحاجة تقريبا دى اول قضية افشل في حلها واهم قضية تقريبا
نهض ادهم من جلسته مى يقف أمام شقيقه وربت على كتفه
أنا مش زعلان انت عملت اللى عليك بس اعتقد أن الأمر دا مش من صنع بشر
نظر له شقيقه بعدم فهم
يعنى ايه مش فاهم؟
يعنى زى قضية البنت اللى حليناها سوا من فترة مها مختفتش اختفاء طبيعي
بس على الاقل يبقي في أثر ليها لكن دى اتبخرت

عارف انها اتبخرت بس دا مكنش السبب الرئيسي لو كانت ماتت زى البنت دى كان بأن لها بيان لكن دا اللى مطمنى مها لسة في العمارة دى وانا قررت ارجع ادور عليها تانى
انت اتجننت يا ادهم هتدور فين العمارة فاضية ولا انت فاكرة هسيبك تروح هناك وتبقي مجذوب؟
نظر ادهم لشقيقه بعتاب وهو يخبره أن ما يقوله ليس صاىبا
أنا عارف انك خايف عليا لانك عارف ان الموضوع مش طبيعي بس يتنكر عشان مهنتك كضابط شرطة بس صدقنى أنا مش مجذوب ولا حد هياذينى الموضوع في شيء مبهم ولازم اعرفه
طيب ورائد فين هو كمان ما هو من يوم ما قلنا التحقيق وهو بعيد عنك
رائد عامل زيك بيحاول ينكر كل حاجة بس انا عارف انه هيجى عليه وقت ويراجع نفسه ويتقبل كل اللى حصل
بهذه الاثناء والمنزل رائد الفخم نهض رائد من فراشه بجسد مرهق من ليلته الماضية، نظر بجواره فلم يجدها كالعادة فهى تختفي بالصباح، ارتدى سرواله وسحب إحدى سجائره وأشهرها وراح ينفث الدخان امامه، لحظات وتشكل الدخان على هيئة محبوبته التى ما أن رآها حتى ابتسم لها بعشق وفتح ذراعيه يدعوها إليه

ابتسمت هى الأخرى وازاحت خصلات شعرها للخلف وخلعت ثوبها الشفاف الذي لم يكن له أى فائدة فهو لم يستر شيئا عن جسدها، ارتمت فوق صدره وراحت تقبله حتى غيبته معها بمشاعر تخصها هى فقط دونا عن الجميع فهمس لها بكلمات العشق ومارس عليها طقوسه حتى تعالت صرخاتها بالغرفة حتى ارتوت مما كانا به واغلق عيناه وهو يلفظ اسمها بعشق اعتاده دائما منذ عرفها
حبيبتي مها........

نظر ناحيتها متابعا جلوس تلك الشيطانة بجوارها تذكرها بما نسيت، تسللت شيطانية أخرى بجواره كى تمارس سحرها عليه فلم يستجب لها ببداية الأمر لكنها لم امل حتى التفت لها
ما الذي تريدينه الان؟
ابتسمت له وهى تقترب منه بدلال حتى التصقت به تماما
حتى اقدم لك تقريري اليومى عن ذلك البشري
نظر لها باهتمام فأشارت بيدها ليري ذلك البشري مع من ارسلها له كمعشوقته، راهما معا ينهلان من بحر العشق المحرم فتعالت ضحكاته وهو يرى ذلك الغبي غارق بعشقه
اذا لقد استسلم لها تماما
نعم، الم يوصلنا إليها فها هو ينال جائزته
ويا لها من جائزة
اقتربت منه حتى كادت شفتيها تلامس شفتاه وهى تهمس
والان هلا اخذت هديتى أنا الأخرى
ابتسم لها بخبث وقبلها بعنف اعتاد عليه وابتعد للحظة ليهمس لها
تستحقين ذلك
اقترب منها مرة أخرى لتغلق عيناها لكنه لم يفعل فقد سلط نظراته على الجالية أمامه لتستقر بعقله ملامحها وتمام لنفسه باسمها
متى ستكونين لى هكذا
وكان الفكرة وحدها أثارته فلم يدر ما يفعله بهذه الشيطانة التى رغم كرهها للأمر إلا انها تمثلت له بهذه البشرية كى تنال متعتها منه كاملة وقد كان ما أرادت لدرجة أنها أقسمت أنه لم يكن مع احداهن هكذا من قبل وباتت تحسد تلك البشرية على رغبته بها لكنها لم تفكر بأن تتخطى هذا الحد فلا عشق ولا تعلق بعالمهم فقط شهوات يناولون منها ما أرادوا حتى يرتوا فهذا حظهم من الدنيا

لا زالت تلك الشيطانة مسيطرة على مها التى غابت عن واقعها تماما ومازالت تر ما يحدث أمامها كفيلم وهى مروح شفافة بداخله

امي بقا اللي حكتلي اللي كانت بتعمله الست دي وقتها ، طبعا وقالتلي كده مصير رجالة راح هدر ، ازاي ان كده الناس انشغلت بجنازة العريس دا والبلد كانت في حالة حداد جامد ومراته اللي طلعت وفضلت تنادي علي العرافة دي بعلو صوتها وتقولها قتلتيه .
محدش كان فاهم قتلت ايه ولا فيه ايه اصلا
سالتها المدرسة وهو تضرب علي صدرها بخوف وقالت :-
يالهوي وهي دي عرفت ازاي يعني
قالت لها :-
الكارثة ان الشاب دا كان بيحلم بيها ومراته سمعته وهو بينادي عليها ولما سالوا عرفوا انه معمول ليه عمل شديد ، اصعب حاجة فعلا والله ان الواحد يكون كده او يحصله كده.
كل هذا ومها واقفة تستمع للحديث كله بعدم تصديق ثم اكملت المدرسة مرة أخري وقالت:-
بعد الدفنة مراته طلعت علي بيتها تنادي عليها ومن حين ما بهدلتها علي اللي حصل دا ، وكان وجع دماغ فظيع كانت مجزرة من اهل البلد هنا ، والرجالة طلعت وطبعا مش كلهم لان اللي طلعوا كانوا عارفين حجم الكارثة ، ووقتها الستات وقفت بعيد ولما لقيوها ضربوها ضرب جامد لما ماتت في ايديهم ، محدش يعرف مين كان واقف وقتلها كل الموضوع ان بعدها الرجالة طلعت علي بيوتها بعد ما بلغوا باللي حصل واتقيد المحضر ضد مجهول ما هو شهد عليها هيقولوا ايه ، اصلا اللي عملته اندفن معاها وبعدها فيه واحدة انفصلت عن جوزها بسبب المشاكل وكان بيضربها

ضرب جامد لما كانت هتموت في ايده وبعد كده انفصلوا والدنيا خلصت ومحدش عرف حاجة تانية بقا ولا كان ايه السبب في اللي حصل .
ولما كانت بتموت قالتلهم النسل دا مستحيل يعيش ، طبعا فيه اللي فهم المقصود وفيه اللي مفهمش هي كان قصدها ايه بس اللي عرفوه ان فيه ناس من هنا من البلد خدو بعضهم ومشيوا بعدها علطول ، يعني في خلال سنة بس اللي حصل انهم بعد ما قتلوها وسابوا جثتها الكل كان خايف منها لان ملامحها كانت متغيرة ونتبدلة وكان فيها حاجة غريبة ، وبعد ثلاثة ايام  بالظبط ملقيوش جثتها ودي كانت الكارثة افتكرو انهم دفنوها
بس الكل كان مستغرب اللي المفروض قتلوها هنا علي الارض دي بس اللي كان مختلف انهم لقيوا تبة غريبة والتبة دي في الجمب ناحية الحمام ، هي مكنتش كبيرة او عالية بس كانت عاملة زي اللحد في حجمه كده فيه ناس قالت انها كانت موجودة وناس تانية لا .
والناس اتقسموا وحصلت بعدها خناقة كبيرة جدا بين اهل البلد وزي ما يكون فيه لعنة حطت علي اهل البلد كلهم وفي واحد اتقتل وفيه منهم اللي قال انها اتظلمت وناس قالوا كانت عاملة مصايب متوصفتش ، بس بعد ما ماتت بيتها قامت فيه النار مرة واحدة والناس الشهامة خدتهم وحاولوا يطفوها بس الكارثة ان في واحد دخل جوا مطلعش ، وادي واحد تاني وكلهم لعلمك شباب يعني مكنش فيهم خد كبير اد كده .
ودي كانت مصيبة تانية وقالوا علي العرافة دي انها بتنتقم منهم علي اللي عملوه وقيه ناس اقسمت انهم شافوها من وسط النار وحصل حالة هلع وبعدها الناس مشيت من البلد خالص والكل بقا خايف غير انهم كانوا بيسمعوا صوت صراخها اللي كان جايب اخر الشارع من الضرب ، كانوا غي الوقت اللي ماتت فيه كانوا بيسمعوا صوتها وهي بتصرخ وبتقول هنتقم منكم ، واللي حصل بعد شهر بالظبط ان فيه بيت تاني ولع لوحده وكان البيت دا لواحد من اللي اذاته وسببت ليه مشكلة وكان دا اللي راح ليها هناك البيت وقال للشيخ انه راح ليها وهو متعالجش اصلا منها بس الفكرة انه لبي النداء وراح ليها وهي عايشة وعشان كده ولعت في بيته وكان لوحده وقتها مكنش فيه حد معاه ، بس مراته قالت انه كان بينادي عليها دايما وكان لما يتقرا عليها قران كان بيصرخ ومش دريان بنفسه ودي كانت مشكلة كبيرة ، وقبل ما تمشي في اليوم دا كانت رايحة لامها زيارة هي وبنتها اللي عندها سبع سنين ، هو في الليلة دي حصل حاجة بينه وبين مراته وازاي هو مكنش فاهم ولا عارف ازاي برغم انه مربوط يعني صعب الفك ، بس القدر بقا ان فيه واحد اصطاد القرموط ، واتفكت عقدته بس العرافة رغم انها ماتت الا انها لسة عاوزاه وصعب علبها انه ازاي يتفك قالت تنادي عليه ودي كانت مصيبة كبيرة جدا ، لانه هو اللي الح علي مراته انها تروح زيارة لمامتها وعي مكنتش عاوزة بس نقول ايه .
بصوا هي حاجات طتيرة كده حصلت مربوطة ببعضها محدش فاهمها طبعا بس كل اللي نعرفوه ان صاحب الارض دي محدش رضي يشتريها منه خالص فاضطر انه يتبرع بيها للحكومة وطبعا عشان هي كانت واقفة لا حد رضي يشتريها ولا هو راضي يبنيها لان الارض كان عليها دم العرافة ، وقبلها كانت ترب بس مش ناس كتيرة اتبنت فيها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي