الفصل العاشر

الفصل العاشر

مش مبشرة لان اي حد بيدخل هنا المدرسة بيكون عليه قلق  طبيعي لان اللي حصل زمان مكنش سهل ابدا
سالتها مدرسة واقفة بالقرب منهم كانت تستمع لهذا الحديث منذ البداية وقد شحب وجهها قليلا سألت التي كانت تتحدث قائلة :-
انتي .. انتي عرفتي اللي حصل دا كله ازاي .. يعني محدش اتكلم قبل كده عن حاجة زي  يعني انتي مش خايفة
نظرت لها الاخري وقالت بتماسك :-
بصي اولا الاعمار بايد ربنا دي حاجة الحاجة التانية انا اللي حكالي اصلا جدتي من كذا سنة لان الموضوع دا حصل وهي لسة صغيرة والاكتر بقا ان جدي هو امام الجامع ، وغاب فترة يقول للناس محدش يقرب من المكان بتاع الست اللي اتقتلت فيه للن دمها علي الارض .
الموضوع مش قصة خوف وكده وطبعا الله اعلم باللي حصل لانه كان كتير جدا وتكتر من اللي قولته دا بس الفكرة هنا ان العرافة دي فيه اتقال ان فيه ناس دفنتها لانها حرمة ميت وناس تانية قالوا بعد ثلاث ايام محدش لقاها وطبعا جدي مشغلش باله لانه من البداية كان بعيد عن القصة دي اصلا فكرة ان اللي حصل صح او غلط مش دي القصة القصة هنا ان فيه حقيقة لعنة صادفت ناس هنا وبعدين جدتي قالتلي كان فيه كام حالة طلاق محدش عرف سببها واصاحبها الرجالة متجوزوش تاني ودا خلي فيه تساؤل بعد كدا ان اللي حصل للكام واحد دا كان بس اللي اتعرفوا اتاري الله واعلم كان فيه ناس تانية محدش يعرف عنهم حاجة خالص ويمكن حصلهم حاجات اشد كمان اللي متعرفيهوش ان فيه ناس كتيرة من اللي شاركت في قتلها ماتت كانوا اطفال وفيه ناس كتيرة هنا في البلد نسلها اتقطع اصلا يعني كانوا عائلات هنا وخلاص ، واللي اعرفه ان فيه ناس مشيت من البلد واللي لسة هنا مؤمن بقضاء ربنا يعني يقول ان لو في نصيب في حاجة هاخدها وخلاص .
دي ملخص اللي حصل
بس اللي محدش يعرفه سبب الاختفاء للاطفال وخاصة بقا طفلة هنا في المدرسة
كل هذا ومها واقفة تستمع لما يحدث حولها لكن لفت انتباهها الكلمة الاخيرة التي قالتها المدرسة عندما دققت السمع سمعت المدرسة تنطق اسمها .
رددت مها اسمها عدة مرات بعدم تصديق هنا اكملت المدرسة :-
الطفلة دي اسمها مها والموضوع غريب اصلا ، البنت دي كانت بتقع من طولها كتير وهي صغيرة وسمعت كده انهم بيقولوا انها كانت بتروح تقف عن المدرسة من ناحية الحمامات بليل والموضوع زاد السنة اللي فاتت جامد بس ايه السبب محدش يعرف والاسرة دي لسة جاية البلد تقريبا قبل الولادة مامتها مش من هنا بس اعتقد او يقال ان والدها كان عايش هنا
اقتربت مها وهي تستمع للحوار اكثر فهي تعلم حقا انها لم تكن من هنا كما قالت لها امها ولكن خناك سؤال راودها لماذا حضرت الي هذا المكان لم تعرف ولكن كيف يعود الزمن وتسال والدتها فهي لم تشغل نفسها يوما بهذه الامور كيف ستصل الي الخقيقة لا تعرف .
في تلك الاثناء دق الجرس معلنا عن انتهاء اليوم الدراسي ، كانت مها واقفة كما هي ، شاهدت نفسها وهي صغيرة خارجة من الفصل منكسة الرأس وحولها بعض اصداقائها الجميع كان يخشي الحديث معها او مشاركتها الكلام ، الكل يخاف منها هي لا تعرف السبب ايضا لكنها اكتفت انها تحزن داخله وخاصة بعد اختفاء صديقتها المقربة .
شعرت مها بمن يحاول تحريكها من جسدها عدة مرات ، عندما فتحت عيونها شاهدتها امامها هذه العجوز الشمطاء التي نظرت لها مها بضييق وكانت الاخري تبتسم لها ، اطلقت مها زفيرا في الهواء وقامت حاولت الاعتدال في جلستها ونظرت حولها وداخل راسها مئات الاسئلة التي اطلقها عقلها لا تعرف اجابة شافية لما يحدث لها ، هناك خيط واحد لابد وان تتبع اثره داخل المدرسة لم تكترث لتلك الواقفة بالقرب منها بل تذكرت صديقتها التي رحلت دون سبب سؤال اطلقه عقلها
كان عندنا من قيمة 5 سنين كده او اكتر سوق صغير او ناس بتقف تبيع حاجات يعنى قدام التُرب “المقابر” .. لان الترب كانت فى مساكن شعبيه وكده ..
المهم كان فى واحده مجنونه اسمها بيسه .. كانت عايشه فى التُرب دى .. بس كلهم كانوا فاكرينها عفريته .. عشان كده كانت بتطلع تاخد اى حاجه من على اى عربيه من غير ما حد يفتح بوئه وكأنه مش شايفها اصلا ..
فى يوم دخل بياع جديد السوق ده .. وجات بيسه دى تاخد حاجه من على عربيته .. شخط فيها وقالها غورى يا بت من هنا يلا .. وفجأة شاف ذهول من السوق كله .. كلهم متنحين .. وبيسه جريت على التُرب .. اول ما بيسه جرت كلهم بسرعه جدا لموا فرشتهم وجروا كل واحد يروّح بيته ..
تانى يوم الصبح .. سأل البياع الجديد ده على اللى حصل .. فى ايه يا جدعان ايه اللى حصل ده! قالوله انت مجنون انت ما تعرفش انت عملت ايه!! دى بيسه خدامة الناس اللى جوه ( يقصد الناس اللى جوه الجن والعفاريت )  . هى اللى بتدخل تجيبلهم اكلهم وشربهم وتطبخلهم .
كانت ردة فعل البياع الجديد ده اتعصب جدا لا اراديه وقال :  انتوا مجانين ولا مبرشمين! هو فى ميتين بياكلوا ويشربوا يا ولاد المجنونة!!
قالوله طب استحمل بقى اللى هتعمله فيك يا حدق .. قالهم لا انا مش هستنى هى اللى تعمل انا اللى هدخلها ..
كلهم اتفاجئوا من قراره ده .. لدرجة انهم افتكروه بيهزر .. وقالهم لا ما بهزرش .. بس تدونى كام لو دخلت لحد قبر بيسه ؟
قالوله هنخليك كبير السوق وعربيتك تبقى اول عربيه .. بس تاخد الوتد ده “خشبه بتدق فى الارض” دقه جمب قبر بيسه عشان تثبتلنا انك دخلت .. قالهم تمام وخلاص اتفقوا ..
فى نفس اليوم بليل .. دخل البياع الجديد ده .. ووصل لحد قبر بيسه كان لابس جلابيه .. وحط الوتد فى الارض وبدا يدق عليه .. بس من الضلمه ماخدش باله انه بيدق الوتد على الجلابيه .. خلص دق وثبت الوتد فى الارض وطبعا الجلابيه فى النص .. وقام يمشى .. لقى اللى بيشده “الجلابيه ثابته فى الارض”..
خاف جداً .. وخاف اكتر يبص وراه يشوف ايه اللى بيشده ده .. قرر يستخدم قوته ويجرى وكل ما يجرى مايعرفش يتحرك “ومن خوفه” قلبه وقف ومات ..

مات من المجهول مات من خوفه من المجهول .. لو حد سئل البياع الجديد ده انت عيشت عشان ايه هيقولهم ما اعرفش .. ولو حد سأله طب موت ليه؟ هيقولهم بردوا ماعرفش ..
ما تعملش للمجهول قيمه .. لان بمجرد مواجهتك ليه هتنتهى كل مخاوفك منه .. وللعلم .. البياعين اللى فى السوق هما اللى كانوا عاملين قبر بيسه باديهم .. وعارفين ان مافيش حد مدفون فيه .. واقنعوا نفسهم انها عفريته وان فى حد مدفون فى القبر .

ابتعدت تلك الشيطانة عن مها لتستعيد الأخيرة وعيها وهى لا تعلم لم تذكرت كل هذا الان وما علاقة الأمر بها هل للأمر علاقة بوجودها هنا ام ماذا؟

لم تكد ترتاح قليلا حتى عادت لها ذكرى قصة أخرى ارسلت لها على صفحة البرنامج والتى كانت عن فتاه عن عفريت ساكن لمنزلها
لم تفهم معا لم تذكرتها لكنها رأت فتاه تتبع شيطان مرا من أمامها فرمقتها الفتاه بنظرة ندم ومشت مرة أخرى دون أن تعيد النظر لها
تذكرت مها تلك الرسالة كاملة

، هحكلم العفريت اللي كان في بيتنا عمل ايه معايا وازي رعبني وعذبني ، ايوة عفريت والله العظيم عفريت ،  استنوا اسمعوا القصة وانتم تعرفوا إنه كان عفريت  ومش بهزر معاكم ومحدش يقولي أن مفيش حاجة اسمها عفاريت لو سمحتوا يا جماعة علشان هما موجودين وبلاش تستخفوا بيهم من فضلكم  ، القصة حصلت معايا يومها  ، كان يوم جمعه ما اعرفش إيه اللي حصل ، بس كنت في البيت  لوحدي  ، بابا وماما كانوا مسافرين البلد كان عندهم عزاء وواجب جوز عمتي  في البلد ،  وهناك تقاليد البلد والعزا بتاعهم صعب أووى  فماما قالتلي خليني  مش هينفع أسافر ، قالتلي أروح ابات عند مرات أخوايا بس أنا رفضت لأني مبحبش أبات عند حد ، المهم بت لوحدي  في الشقة .

وهو أنا كنت خايفة شوية لأنها المرة الأولى أنام فيها لوحدى في البيت ، اتفرجت على التلفزيون شوية فيلم هندي واتعشت و دخلت نمت الساعه 11 بالليل  ، حطيت دماغي على المخده  وكنت مش جايلي نوم ، حسيت احساس غريب قوي حسيت إن في حد معايا في الأوضه مش عارفه  ليه ، يمكن يكون كان بيتهيالي بس ده كان احساسي إن في حد بيراقبني في الأوضه  ، استعذت بالله من الشيطان الرجيم  ، وانا بقول مفيش حاجة كل دا وهم ، وغطيت وشي وحطيت المخده على راسي ، وأنا بحاول أنام بس الفكره  كانت مسيطره على عقلي ، إن  في احد معايا في الاوضه بيراقبني .

أنا مش شايفة حد بس حاسة بكدة ، وكمان متأكدة من دا ، اعدت اقرأ قرآن كتير واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، قلت هاقوم اشغل اذاعه القران الكريم  ، يمكن يكون الوهم عشان لوحدي  في الشقة ،  نزلت من على السرير وأنا جسمي بيرتعش من الخوف ، وهنا سمعت صوت غريب زي ما يكون حد بيهمس وبيوش بيعمل كدة بالظبط ” ششششش” ، وكأن حد بيقلي اسكتي  أو بيعمل صوت  غريب ما كنتش عارفه ايه الصوت ده  ، انا خفت بصراحه خفت قوي وكان قلبي هيقف من شدة الخوف ، قلت يمكن يكون الصوت من عند الجيران ،  رحت عشان اشغل الراديو على اذاعه القران الكريم  ، بس النور اتقطع النور انطفي مره واحده ، والصوت كان عالي قوي ،  وسمعت صوت الدولاب الجرار بيتفتح لوحده في الضلمة ،  كان قلبي هيقف من الخوف  والله ، أنا متاكده إن في حد في الاوضه معايا دلوقتي ، أنا مش شايفة حد بس حاسة بكدة ، وكمان متأكدة من دا ، اعدت اقرأ قرآن كتير واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، قلت هاقوم اشغل اذاعه القران الكريم  ، يمكن يكون الوهم عشان لوحدي  في الشقة ،  نزلت من على السرير وأنا جسمي بيرتعش من الخوف ، وهنا سمعت صوت غريب زي ما يكون حد بيهمس وبيوش بيعمل كدة بالظبط ” ششششش” ، وكأن حد بيقلي اسكتي  أو بيعمل صوت  غريب ما كنتش عارفه ايه الصوت ده  ، انا خفت بصراحه خفت قوي وكان قلبي هيقف من شدة الخوف ، قلت يمكن يكون الصوت من عند الجيران ،  رحت عشان اشغل الراديو على اذاعه القران الكريم  ، بس النور اتقطع النور انطفي مره واحده ، والصوت كان عالي قوي ،  وسمعت صوت الدولاب الجرار بيتفتح لوحده في الضلمة ،  كان قلبي هيقف من الخوف  والله ، أنا متاكده إن في حد في الاوضه معايا دلوقتي ، استعذت من الشيطان الرجيم  ، وقعدت اقرا ايه الكرسي والمعوذتين ،  جريت على السرير وشديت  البطانيه على وشي بسرعة وغطيت كل جسمي  وانا مرعوبه  وقلبي بيدق بسرعة ، انا ممكن كان يجيلي سكته قلبيه فعلا بس لولا ستر ربنا وفضلة ، حاولت أنام بس ما قدرتش او معرفتش وعماله اتخيل ان حد هيشد الغطا من فوقي دلوقتي ، حاولت أقرأ واية الكرسي ، كثير قوي ما اعرفش  الصراحة اليوم  دا عدي ازاي  ، والحمد لله لقيت النهار طلع وسمعت أذان الفجر  .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي