الفصل الثالث عشر

استمر الحال بالزوجين على ما هو عليه لحد ما في يوم حصلت حاجة غريبة قوي ، كان الراجل في شغله ومراته وقتها كانت عند امها بتزورها ، ولما رجعوا الاتنين كان الراجل عدا علي مراته وخدها وروحوا البيت واول ما دخلوا  الشقة لقيوها متنضفة قوي والاكل كمان  كان متحضر عشان يكلوه ، بس الموضوع مشغلهمش اللي هوا قالت ان حماتها طلعت الشقة وكده كانت ست طيبة ومخلية بالها منهم  رغم انهم كانوا متفاجئين ، ولكن الموضوع دا  أثار استغراب الراجل ومراته خاصة انا كانت بتنام فترات طويلة وتصحي قرب جوزها مايرجع وتلاقي الدنيا رايقة والشقة متتضفة  ودا خلاها تشك في الامر وقالت لجوزها وحكت ليه اللي بيحصل  وسالوا حماتها ان كان فيه حد بيطلع وهي نايمة وكده وينضف الشقة بس مين عيطلع وهي نايمة ومش هتحس بيه ومين هيعمل كده اصلا  ومين بيساعدهم ، طبعا حماتها والجيران محدش شاف حد بيطلعلهم وبقا الموضوع مخيف
واتفق الراجل ومراته انهم يشوفوا مين بيطلع الشقة بتاعتهم دي وهما بره

وباقي بيقولوا ان هي من سلاله جدها يعني بمعنى اوضح ان اللعنه ملازماهم الوقت كله فقالتها ام ابراهيم وقالت انت تعرفي ان البنت دي سمعت عنها كثير وكثير بس انا شفتها اخر مره كان شكلها متغير قوي بيني وبينك انا كنت خايفه منها اول ما بصيت لها عشان كده ما ارتحتلهاش بختي مشي وما يقعدوش هنا في البلد اهو يرتاح ويريحوا نظرت لها امه عتريس وقالت اسكتي اسكتي بقى الحيطان لها ودان انت بتقولي ايه وبعدين ما يمكن هي لو مشت يحصل كارثه في البلد هو حد عارف هو ايه اللي بيحصل خلينا في نفسنا دلوقتي المشكله ان انا اخت في المدرسه دي وبالتدرس وكتبت بتديها في الفصل لقيت البنت عينها متغيرهوهما بره بعد ما قررو يشوفوا ايه اللي بيحصل وعملوا نفسهم نازلين بره وكل واحد رايح يشوف طريقه  سكته اللي علي الشغل واللي رايحة لامها وبعد نص ساعة رجعوا وطلعوا البيت
الصدمة من اللي شافوه خلاهم مشلولين مش عارفين يقولوا حاجة كل الدنيا ملخبطة وبايظة ومفيش حاجة طبيعية وفجاة شافوا الدباديب او الغرايس دي ماشية في الشقة كانوا بينضفوها .
ودي كانت اخر مرة الزوجين يظهرو لانهم لقيوهم في الشقة مقتولين وجمبهم العرايس وهنا اتقفل الباب دا واتعرف دايما ان العرايس دي مصدر اذي للكل .
تنهدت مها فهي نعم تعلم من هذه القصص ما يثير الشك والريبة ولكن ما قصة تلك العرافة في البلد ، وكأن القدر قد ساق لها الكثير ليجعلها تعرف ما قد يحيك حولها هنا استمعت الي الجارة التي قالت لها بعدما انتهت من قصة الدمي .
نظرت الجارة حولها عدة مرات وقالت بهدوء :-
تعرفي يا ام عتريس ان الولية اللي ماتت دي او اهل البلد قتلوها دي بتطلع كل كام لاهل البلد ولو محدش جرأ قران في بيته بيحصل بلاوي ولا متعرفيش .
إبتلعت ام عتريس لعابها واجابت :-
ايوة يا ام ابراهيم انا خابرة دا بس انتي تعرفي البت اللي اسمها مها اللي جات مع ابوها وامها
ضيقت ام ابراهيم حاجبيها وقالت بدهشة :-
ابراهيم السعداوي صح
هزت ام عتريس راسها وقالت :-
ايوة هو بيقولوا ان جده كان من الناس اللي جتلت العرافة دي وكانت مشكلة وجتها وابوه خد ابنه ومشي من هنا اللي هو جد ابراهيم ده وبيقولوا ان ابنه لما كبر واتجوز احتار في الخلفة وجاب الواد ابراهيم بعد وقت وكده برضوا نفس اللي حصل وانه جاب البت بعد وقت كمان ومعهوش غيرها بس لما جات المدرسة الكل بجا بيخاف منها بسبب انها بتروح الحمام كتيير جوي واحيانا بيلاجوها بتكلم حد جوا

اصل اصل انا خفت منها بصراحه وطلبتك نقل من الفصل ما هو ما ينفعش ان انا ابقى في الفصل وانا خايفه من عيله صغيره بس بيقولوا عليها كثير هو مين يعني اللي هيستحمل وجع الدماغ ده كله وبعدين انا مشيت وسبت الفصل صحيح تعرفي موضوع الندبه اللي في يد البنت دي ده بيقولوا وراء منها بلاوي ما حدش عارف اذا كان صح ولا غلط بس كل اللي اعرفه ان بيقولوا ان ابو البنت دي كان ابوه صغير وقت ما حصل اللي حصل وقتل ما قتلوا العرفه في البلد بس محدش عارف ومحدش عارف بيني وبينك الحقيقه فين بس كل اللي احنا عارفينه ان احنا طلعنا يا اختي انا وانت واحنا عارفين ان كان في كارثه هنا في البلد يا ترى اللي جايه هيبقى ايه كله هذا ومها واقفه تستمعوا لهذا الحديث الغريب الذي اخافها لا تعلم صحته ان كان حقيقي ام مزيف مثل حقائق اخرى وقفت وضعت يدها على صدرها تتحسس موضوع قلبها فهو يؤلمها بصدق هل كل هذا حدث لها وهي صغيره ام مجرد احاديث جانبيه تحاكى لكنها تعلم ان هناك قصص لم تكن من من نسج الخيال لم تكن من نسج الواقع حقائق لا نعلم عنها شيئا فكل ما تعرفه الصغيره انها بالفعل غادرت القريه وهي في الصف السادس الابتدائي كانوا يهرولون منها فلم يكن لهم اصدقاء او جيران يتكلمون معهم او يتحدثون معهم بل تذكرت مها انها كانت بالفعل منزله لم يكن لها اصدقاء سوا تلك الصديقتين الذين توفاهم الله فهل حقا كما سمعت ان كل من يقترب منها تصيبه باللعنه هل حقا كانت تذهب الى الحمام وتتحدث فيه لكنها لكنها موجوده بالفعل تلك الشيطان التي تجسدت لها داخل الكهف التي تركتها تعود الى ماضيها كي يؤلمها قلبها قالتها مها لنفسها هل انا ساتحمل كل هذه المعاناه مجرد افكار نسجها الاشخاص بل نسجتها تلك الشيطانه نحو ماضي المجهول وحاضر ايضا مجهول اغمضت مها عينها وشعرت بذلك الدوار الذي اجبرها على العوده نحو الواقع رحيل المؤلم وماضي مشكوك فيه ومستقبل مبهم داخل كهف وسط عالم غريب مليء بالشياطين ربما الجن عادت مها وضعت يديها على راسها تحاول تحمل هذا الدوار الذي يكتنفه عقلها لم تفتح عيونها بل اغمضتهم لا تصدق ماضيها ام حاضرها لا تصدق هي في كابوس ام ماذا فتحت عيونها برفق فشاهدتها امامها تلك الشيطان العجوز وقفت امامها وهي تبتسم باسنانها السوداء وشفائها السوداء نظرت لها مها وسالتها انا عملت لك ايه ده كله انت بتعملي فيا ليه كده انا ما عملتلكيش حاجه ردت عليها هذه العجوز وقالت لها في ماضي انت جزء منه وفي حاضر انت جزء فيه لازم تفهمي ده لازم تفهمي ان الدم اللي كان موجود ده دمك انت انت مربوطه بي وانا مربوطه بيكي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي