١اللقاء الأول
صوت المنبه المزعج هو ما أستيقظ عليه كل يوم ، لقد اعتدت عليه لأكون صريحة ، فهو يوميًا و فى نفس الموعد يقتحم نومي العميق الخالي من الأحلام برنينه العالي.
تنهدت و اطفأته و بدأت ازحف نزولًا من السرير ، لا هو ليس عالي أنا فقط الكسولة .
أخيرًا وصلت للحمام و بدأت بفعل روتيني ، الماء الدافئ اه من الماء الدافئ الجميل الذي هبط بسلاسة على جسدي يجعلني استرخي و أبتسم ، أحب أربعة أشياء في هذا العالم : الطعام ، و النوم ، و الاستحمام ، و عدم فعل مجهود ، و يمكنكم إضافة الإستماع للأغاني من حين للأخر.
كنت مستمتعة بشدة بالماء الذي يُرخي كل عضلاتي ، و لكن لا شيء جيد يدوم للأبد حين رن هاتفي يعلن إتصال أحدهم.
لعنت من يتصل بي و اعتذرت سريًا إن كانت أمي ،خرجت بعد أن ارتديت رداء الحمام و لففت منشفة حول شعري ، قلبت عيني عندما وجدت أن من يتصل بي هو جورج الرجل الذي اواعده ، منذ البارحة و أنا اتجاهله ببساطة لأنني لا أحبه ، أنا مجبرة عليه! ، كيف؟ والدته صديقة والدتي و الاثنتين ظنتا بأن أمر مواعدتنا سيكون لطيف ، و هو كان معجب بي فى الحقيقة بينما أنا لا ، بل قررت كالحمقاء أن اجرب شعور المواعدة ، و أخبرت نفسي بأن أعطيه فرصة ، و لكنني الآن نادمة ، نحن فقط لا نتوافق ، هو يتحدث كثيرًا و أنا شخص صامت يحب الصمت و يصمت أغلب الوقت ، هل أوصلت فكرتي بعد؟.
على كلًا أرسلت له أخبره بأنني استيقظت و سوف أصل قريبًا و بدأت أرتدي ملابسي ، و هي : بنطال أسود و قميص أبيض و لممت شعري -الطويل الذي يزعجني و لكنني أحبه- فى ذيل حصان و خرجت بعد أن أخذت هاتفي و مفاتيحي و حقيبتي بالطبع.
"تحرك واللعنة!"صحت بغضب في سائق السيارة التي أمامي فهو يقود كجدتي و أنا لا ينقصني إزعاجًا على الصباح الباكر!.
الاستيقاظ مبكرًا كان في أعلى قائمة الأشياء التي اكرهها و صدقوني أنها لقائمة طويلة للغاية! .
و أخيرًا لقد وصلت للشركة حيث أعمل فى الحسابات ، احسب الخسائر و الأرباح و هكذا أشياء أخرى ، لقد بدأت العمل هنا منذ شهرين ، و جورج هو من وجد لي هذه الوظيفة بعد ارتباطنا بشهر .
كنت متجهمة و أنا ادلف للشركة ، أنا لم أختار أن أكون هنا! أنا أكره عملي ، و لكن ليس بسبب الروتين كالبعض ، و ليس لأن مديري متحرش أو بيئة العمل مقرفة بل لأنني أُجبرت عليه ، فقط ككل شيء اخر في حياتي.
كنت كثيراً ما أفكر فى قتل كل من يعمل هنا ، سوف اطبق كل الجرائم التي قرأت عنها ، و حتي بأنني قد أصبح سفاحه و تُلهم قصتي أحدهم فيصور فيلم عني أو يكتب رواية! سأكون مشهورة! و هذا رائع!.
"صباح الخير ميا" انتفضت بخفة و نظرت لجورج بغضب طفيف ، حين تنتهي بي السبل و اتحول لسفاحه سوف يكون جورج أول الضحايا
"صباح الخير جو"تمتمت بروتين وكأنني احدث زميل عادي ، لا أنا لا أتحدث بدلع أو حب مع الرجل الذي اواعده.
"لماذا تتجاهلين رسائلي و اتصالاتي؟"سألني لأنظر له لثواني أحاول تذكر الكذبة التي اخترتها البارحة و أنا أشاهد التلفاز متجاهلة اتصاله الرابع "لقد خلدت للنوم مبكرًا و تركت هاتفي فى الأسفل لم أستمع له ، و بالصباح كنت أرتدي ملابسي و وجدته" بررت بنبرة واثقة تجعله يقتنع بكلامي الغير منطقي فأنا لا أنام مبكرًا و لكنه بالأساس لا يعلم ذلك لذا..
"على كل حال أنا أريد أن أتحدث معكِ بشيء مهم"همهمت و أنا أنظر فى الأوراق أمامي فقدت كنا نجلس أمام مكاتبنا بالفعل ، رفعت نظري له "لنتحدث بعد العمل فأنا لا أحب أن انشغل أنت تعلم" أومأ بينما يقلب عينيه و أنا تجاهلته و بدأت أعمل
لن أفعل أي شيء في الأوراق التي بين يدي فقط سوف أراجعها قبل تسليمها لمن هو أعلى مني رتبة ليراجعها بدوره و هكذا حتي تصل لسكرتيرة الرئيس التنفيذي للشركة و يتخذون هم القرارات الهامة الخاصة بالحسابات تلك .
الحسابات أمامي تشير بأن الشركة خسرت فى خلال الشهر الماضي بشكل كبير ، هذا سيء بحق!
ظللت منشغلة بالعمل حتي صدر صوت الجرس يعلن بأن الإستراحة قد بدأت ، حركت رأسي و ذراعي لكى أعيد لهم النشاط ، و خرجت مع جورج الذي ينتظرني بملل ، سيرنا للمقهي الملحق بالشركة ، أحضرت شاي و بسكوت و جلست معه لأسمع حديثه الهام جدًا الذي يزعجني منذ البارحة لكى يتحدث به.
"لقد فكرت في ذلك ماليًا ، و لقد كان قرار صعب و.." قاطعت حديثه بملل قائلة "لا أحب المقدمات جورج أدخل في الموضوع" أخذ جورج نفس عميق و من ثم تحدث "أريد أن ننفصل ، تريدين أسباب؟ لأنني مللت منكِ ، أنتِ باردة للغاية ، مشاعرك ؟ أنها غير موجودة بالمرة! ، تتجاهلينني أكثر الوقت ، و دائمًا صامته أو غاضبة ، أنا لا أريد علاقة مثل التي بيننا ، لقد أخبرت والدتي بذلك و هي بدورها ستخبر والدتكِ"
ظللت لثواني أنظر له لأنني لم استوعب حديثه السريع ، هل هو رابر؟. السؤال الأهم هنا هل استوعبت حديثه؟ نعم كل كلمة منه. هل آلمني؟ نعم قليلًا . هل سوف أظهر ذلك ؟ بالطبع لا.
"هل انتهيت؟"سألت بكل برود و بوجه لا يحمل أي مشاعر ، لطالما كنت جيدة في إخفاء مشاعري ، قد أصبح لاعبة بوكر في يومًا ما!
بدى جورج مصدوم من نبرتي و لكنه تعافى سريعًا و أومأ "حسنًا ، أنا موافقة على الإنفصال و أتمني لك يومًا جيد" ألقيت حديثي و أخذت كوب الشاي و بسكويتي و سرت لمكتبي المشترك مع باقي العاملين فقط لي طاولة صغيرة أضع عليها أغراضي .
شعور بالحزن سار فى عروقي يجعلني أشعر بالثقل ، أنا لا أحب جورج ، و لم أكن مُرتاحة في تلك العلاقة ، فهو يحب الإهتمام ، يريدني أن اغرقه بالغزل و أنا لا اطيق قول صباح الخير يوميًا! ، و لكن شيء بداخلي أحب كوني فى علاقة ، كون هناك شخص آخر معي ، أن يكون هناك شخص يرسل لي رسالة لكى اتجاهلها!.
جورج كان جيد من البداية و لكنني حقًا مملة و مظلمة جدًا بالنسبة لشخص ملئ بالحياة مثله ، لقد عدت وحيدة .. مجددًا.
"ماذا؟"سألت حين لاحظت نظرات القسم لي و تربيت زميلتي على كتفي "لقد فُصلتي!"تمتمت زميلة أخرى لأنظر لها بعيون متسعة"ماذا؟!"صحت هذه المرة لتربت الفتاة على كتفي و تُتمتم بـ"آسفه" ، لقد فُصلت أمي سوف تقتلني!.
-
-
لقد عدت لمنزلي ، خائبة و غيمة رمادية كبيرة تحلق فوق رأسي ، أنه المساء و أنا قد تماسكت بكل ما بداخلي من طاقة لكى لا أنهار ،و لكن حين أتصلت بي أمي منذ ساعة ،و صاحت في وجهي بسبب معرفتها بأنفصالي عن جورج ، كررت على مسامعي نفس كلمات جورج مؤكدة بأنني شخص لا يُطاق ، و يجب أن اتغير ، و أكف عن كوني فاشلة ، لم أتحدث أو أدافع عن نفسي فقط صمت ، فمهمة قلت هي ستظل تراني فاشلة و كل شيء يحدث هو ذنبي ، كفصلي من العمل مثلًا !
هي قالت بأنني لو عملت بجد و لم أذهب للهو لكنت للآن أعمل هناك ، حاولت شرح ما حدث لها و جعلها تفهم بأن الشركة تخسر منذ شهور ،و بدأت فى تصفية العمال ،و بدأت بالأشخاص الجدد و لكنها لم تفهم ذلك ، لذلك أنا صمت.
و لكن حين أصبحت وحدي ، مع أفكاري السليبة أنا انهرت ، و بكيت ، و شربت كحول لا أتذكر نوعها و حقًا لا آبه لذلك.
كنت مندمجة فى بكائي حين سمعت صوت موسيقى آتيه من المنزل المجاور ، أنها جارتي تحتفل كالعادة ، لما حياتها رائعة دائمًا و كلها حفلات بينما حياتي مدمرة كاللعنة؟ ربما العيب بي أنا؟ أظن ذلك!.
خرجت من المنزل -بعد سلسلة من الاسئلة و الأفكار المؤذية- متجهة لمكان ما حيث هناك شخص أتحدث معه و يخبرني بالحلول ككل مرة ، صحيح أدفع لها المال ولكن لا يهم فهي تستمع أو على الأقل تتظاهر بذلك.
كنت على وشك الدخول لسيارتي ، و لكنني لفت نظري شيء ، جعلني أُقفل باب سيارتي مرة أخرى .
أنه الجسر! الجسر الكبير المضيء فى عتمة الليل هذا ، كان يبعد عني خمسة دقائق فقط ، لذلك أنا ذهبت له ، وقفت هناك أراقب المياة المظلمة تسير بهدوء ، تعكس اضواء الجسر و المباني عليها ، تبدو مخيفة و موحشة ، عكس شكلها بالصباح الباكر ، تكون صافية و زرقاء تشبه السماء .
أنها الآن أيضًا تشبه السماء! هل هم إخوة؟ ، خرجت من أفكاري التافهه لأخرى جدية أكثر و سلبية أكثر..
لماذا أنا هنا؟ لماذا أنا متماسكة بتلك الحياة التي لا تستحق كل محاولاتي؟ لقد مررت بالكثير و حاولت إنجاح الأمر و جعل حياتي أفضل و لكن...حياتي أبدًا لم تتحسن ، أنا لم اتحسن ، كل شيء يصبح أصعب ، و أسوأ ، لا شيء يتغير ، لا شيء.
الأفكار السلبية بدأت بالتزاحم في عقلي المغيب ولكن فكرة واحدة هي من لمعت ، هي من تكررت بكثرة.
ترددت كثيرًا قبل فعل ذلك ، و لكن أظن بأن الكحول الذي يسير في عروقي بجانب الحزن جعلني اتشجع لأبدأ في رفع جسدي لأجلس فوق الحافة ، لم يكن هناك سيارات ، و بالطبع لا بشر هنا ، نحن فى بداية يناير , أيضًا لقد تخطيت منتصف الليل ، و لا أحد عاقل سيأتي لهذا الجسر في هذا الوقت و التاريخ فالجو مثلج .
حاولت رفع جسدي و... وقعت و لكن للداخل. تآلمت و بكيت ، لكنني وقفت مرة أخرى سوف افعلها! هذا أفضل وقت ، لا أحد هنا ، و أنا لست بكامل وعيي لذلك أما الآن أو أبدًا.
رميت بالزجاجة التي بين يدي ، و كدت أرفع نفسي و لكن يدين ألتفت حولي و سحبتني بعيدًا منعت ذلك.
"ما اللعنة!"صحت بغضب و أنا اتملص من ايًا كان من يمسك بي ، و لقد كانت فتاة! "استمعي لي لا شيء يستحق أن تُنهي حياتكِ من أجله! ، صدقني لا شيء يستحق ذلك!"تحدثت الفتاة بنبرة هادئة و لكنني واللعنة لا أهتم "من أنتِ بحق الله! من أين أتيت لي!"صحت مجددًا أشعر بالغثيان ، سوف اتقيء في أي لحظة أو أفقد الوعي أيهما أقرب ، قبل أن تتحدث الفتاة أنا وقعت فاقدة للوعي...
يتبع..
تنهدت و اطفأته و بدأت ازحف نزولًا من السرير ، لا هو ليس عالي أنا فقط الكسولة .
أخيرًا وصلت للحمام و بدأت بفعل روتيني ، الماء الدافئ اه من الماء الدافئ الجميل الذي هبط بسلاسة على جسدي يجعلني استرخي و أبتسم ، أحب أربعة أشياء في هذا العالم : الطعام ، و النوم ، و الاستحمام ، و عدم فعل مجهود ، و يمكنكم إضافة الإستماع للأغاني من حين للأخر.
كنت مستمتعة بشدة بالماء الذي يُرخي كل عضلاتي ، و لكن لا شيء جيد يدوم للأبد حين رن هاتفي يعلن إتصال أحدهم.
لعنت من يتصل بي و اعتذرت سريًا إن كانت أمي ،خرجت بعد أن ارتديت رداء الحمام و لففت منشفة حول شعري ، قلبت عيني عندما وجدت أن من يتصل بي هو جورج الرجل الذي اواعده ، منذ البارحة و أنا اتجاهله ببساطة لأنني لا أحبه ، أنا مجبرة عليه! ، كيف؟ والدته صديقة والدتي و الاثنتين ظنتا بأن أمر مواعدتنا سيكون لطيف ، و هو كان معجب بي فى الحقيقة بينما أنا لا ، بل قررت كالحمقاء أن اجرب شعور المواعدة ، و أخبرت نفسي بأن أعطيه فرصة ، و لكنني الآن نادمة ، نحن فقط لا نتوافق ، هو يتحدث كثيرًا و أنا شخص صامت يحب الصمت و يصمت أغلب الوقت ، هل أوصلت فكرتي بعد؟.
على كلًا أرسلت له أخبره بأنني استيقظت و سوف أصل قريبًا و بدأت أرتدي ملابسي ، و هي : بنطال أسود و قميص أبيض و لممت شعري -الطويل الذي يزعجني و لكنني أحبه- فى ذيل حصان و خرجت بعد أن أخذت هاتفي و مفاتيحي و حقيبتي بالطبع.
"تحرك واللعنة!"صحت بغضب في سائق السيارة التي أمامي فهو يقود كجدتي و أنا لا ينقصني إزعاجًا على الصباح الباكر!.
الاستيقاظ مبكرًا كان في أعلى قائمة الأشياء التي اكرهها و صدقوني أنها لقائمة طويلة للغاية! .
و أخيرًا لقد وصلت للشركة حيث أعمل فى الحسابات ، احسب الخسائر و الأرباح و هكذا أشياء أخرى ، لقد بدأت العمل هنا منذ شهرين ، و جورج هو من وجد لي هذه الوظيفة بعد ارتباطنا بشهر .
كنت متجهمة و أنا ادلف للشركة ، أنا لم أختار أن أكون هنا! أنا أكره عملي ، و لكن ليس بسبب الروتين كالبعض ، و ليس لأن مديري متحرش أو بيئة العمل مقرفة بل لأنني أُجبرت عليه ، فقط ككل شيء اخر في حياتي.
كنت كثيراً ما أفكر فى قتل كل من يعمل هنا ، سوف اطبق كل الجرائم التي قرأت عنها ، و حتي بأنني قد أصبح سفاحه و تُلهم قصتي أحدهم فيصور فيلم عني أو يكتب رواية! سأكون مشهورة! و هذا رائع!.
"صباح الخير ميا" انتفضت بخفة و نظرت لجورج بغضب طفيف ، حين تنتهي بي السبل و اتحول لسفاحه سوف يكون جورج أول الضحايا
"صباح الخير جو"تمتمت بروتين وكأنني احدث زميل عادي ، لا أنا لا أتحدث بدلع أو حب مع الرجل الذي اواعده.
"لماذا تتجاهلين رسائلي و اتصالاتي؟"سألني لأنظر له لثواني أحاول تذكر الكذبة التي اخترتها البارحة و أنا أشاهد التلفاز متجاهلة اتصاله الرابع "لقد خلدت للنوم مبكرًا و تركت هاتفي فى الأسفل لم أستمع له ، و بالصباح كنت أرتدي ملابسي و وجدته" بررت بنبرة واثقة تجعله يقتنع بكلامي الغير منطقي فأنا لا أنام مبكرًا و لكنه بالأساس لا يعلم ذلك لذا..
"على كل حال أنا أريد أن أتحدث معكِ بشيء مهم"همهمت و أنا أنظر فى الأوراق أمامي فقدت كنا نجلس أمام مكاتبنا بالفعل ، رفعت نظري له "لنتحدث بعد العمل فأنا لا أحب أن انشغل أنت تعلم" أومأ بينما يقلب عينيه و أنا تجاهلته و بدأت أعمل
لن أفعل أي شيء في الأوراق التي بين يدي فقط سوف أراجعها قبل تسليمها لمن هو أعلى مني رتبة ليراجعها بدوره و هكذا حتي تصل لسكرتيرة الرئيس التنفيذي للشركة و يتخذون هم القرارات الهامة الخاصة بالحسابات تلك .
الحسابات أمامي تشير بأن الشركة خسرت فى خلال الشهر الماضي بشكل كبير ، هذا سيء بحق!
ظللت منشغلة بالعمل حتي صدر صوت الجرس يعلن بأن الإستراحة قد بدأت ، حركت رأسي و ذراعي لكى أعيد لهم النشاط ، و خرجت مع جورج الذي ينتظرني بملل ، سيرنا للمقهي الملحق بالشركة ، أحضرت شاي و بسكوت و جلست معه لأسمع حديثه الهام جدًا الذي يزعجني منذ البارحة لكى يتحدث به.
"لقد فكرت في ذلك ماليًا ، و لقد كان قرار صعب و.." قاطعت حديثه بملل قائلة "لا أحب المقدمات جورج أدخل في الموضوع" أخذ جورج نفس عميق و من ثم تحدث "أريد أن ننفصل ، تريدين أسباب؟ لأنني مللت منكِ ، أنتِ باردة للغاية ، مشاعرك ؟ أنها غير موجودة بالمرة! ، تتجاهلينني أكثر الوقت ، و دائمًا صامته أو غاضبة ، أنا لا أريد علاقة مثل التي بيننا ، لقد أخبرت والدتي بذلك و هي بدورها ستخبر والدتكِ"
ظللت لثواني أنظر له لأنني لم استوعب حديثه السريع ، هل هو رابر؟. السؤال الأهم هنا هل استوعبت حديثه؟ نعم كل كلمة منه. هل آلمني؟ نعم قليلًا . هل سوف أظهر ذلك ؟ بالطبع لا.
"هل انتهيت؟"سألت بكل برود و بوجه لا يحمل أي مشاعر ، لطالما كنت جيدة في إخفاء مشاعري ، قد أصبح لاعبة بوكر في يومًا ما!
بدى جورج مصدوم من نبرتي و لكنه تعافى سريعًا و أومأ "حسنًا ، أنا موافقة على الإنفصال و أتمني لك يومًا جيد" ألقيت حديثي و أخذت كوب الشاي و بسكويتي و سرت لمكتبي المشترك مع باقي العاملين فقط لي طاولة صغيرة أضع عليها أغراضي .
شعور بالحزن سار فى عروقي يجعلني أشعر بالثقل ، أنا لا أحب جورج ، و لم أكن مُرتاحة في تلك العلاقة ، فهو يحب الإهتمام ، يريدني أن اغرقه بالغزل و أنا لا اطيق قول صباح الخير يوميًا! ، و لكن شيء بداخلي أحب كوني فى علاقة ، كون هناك شخص آخر معي ، أن يكون هناك شخص يرسل لي رسالة لكى اتجاهلها!.
جورج كان جيد من البداية و لكنني حقًا مملة و مظلمة جدًا بالنسبة لشخص ملئ بالحياة مثله ، لقد عدت وحيدة .. مجددًا.
"ماذا؟"سألت حين لاحظت نظرات القسم لي و تربيت زميلتي على كتفي "لقد فُصلتي!"تمتمت زميلة أخرى لأنظر لها بعيون متسعة"ماذا؟!"صحت هذه المرة لتربت الفتاة على كتفي و تُتمتم بـ"آسفه" ، لقد فُصلت أمي سوف تقتلني!.
-
-
لقد عدت لمنزلي ، خائبة و غيمة رمادية كبيرة تحلق فوق رأسي ، أنه المساء و أنا قد تماسكت بكل ما بداخلي من طاقة لكى لا أنهار ،و لكن حين أتصلت بي أمي منذ ساعة ،و صاحت في وجهي بسبب معرفتها بأنفصالي عن جورج ، كررت على مسامعي نفس كلمات جورج مؤكدة بأنني شخص لا يُطاق ، و يجب أن اتغير ، و أكف عن كوني فاشلة ، لم أتحدث أو أدافع عن نفسي فقط صمت ، فمهمة قلت هي ستظل تراني فاشلة و كل شيء يحدث هو ذنبي ، كفصلي من العمل مثلًا !
هي قالت بأنني لو عملت بجد و لم أذهب للهو لكنت للآن أعمل هناك ، حاولت شرح ما حدث لها و جعلها تفهم بأن الشركة تخسر منذ شهور ،و بدأت فى تصفية العمال ،و بدأت بالأشخاص الجدد و لكنها لم تفهم ذلك ، لذلك أنا صمت.
و لكن حين أصبحت وحدي ، مع أفكاري السليبة أنا انهرت ، و بكيت ، و شربت كحول لا أتذكر نوعها و حقًا لا آبه لذلك.
كنت مندمجة فى بكائي حين سمعت صوت موسيقى آتيه من المنزل المجاور ، أنها جارتي تحتفل كالعادة ، لما حياتها رائعة دائمًا و كلها حفلات بينما حياتي مدمرة كاللعنة؟ ربما العيب بي أنا؟ أظن ذلك!.
خرجت من المنزل -بعد سلسلة من الاسئلة و الأفكار المؤذية- متجهة لمكان ما حيث هناك شخص أتحدث معه و يخبرني بالحلول ككل مرة ، صحيح أدفع لها المال ولكن لا يهم فهي تستمع أو على الأقل تتظاهر بذلك.
كنت على وشك الدخول لسيارتي ، و لكنني لفت نظري شيء ، جعلني أُقفل باب سيارتي مرة أخرى .
أنه الجسر! الجسر الكبير المضيء فى عتمة الليل هذا ، كان يبعد عني خمسة دقائق فقط ، لذلك أنا ذهبت له ، وقفت هناك أراقب المياة المظلمة تسير بهدوء ، تعكس اضواء الجسر و المباني عليها ، تبدو مخيفة و موحشة ، عكس شكلها بالصباح الباكر ، تكون صافية و زرقاء تشبه السماء .
أنها الآن أيضًا تشبه السماء! هل هم إخوة؟ ، خرجت من أفكاري التافهه لأخرى جدية أكثر و سلبية أكثر..
لماذا أنا هنا؟ لماذا أنا متماسكة بتلك الحياة التي لا تستحق كل محاولاتي؟ لقد مررت بالكثير و حاولت إنجاح الأمر و جعل حياتي أفضل و لكن...حياتي أبدًا لم تتحسن ، أنا لم اتحسن ، كل شيء يصبح أصعب ، و أسوأ ، لا شيء يتغير ، لا شيء.
الأفكار السلبية بدأت بالتزاحم في عقلي المغيب ولكن فكرة واحدة هي من لمعت ، هي من تكررت بكثرة.
ترددت كثيرًا قبل فعل ذلك ، و لكن أظن بأن الكحول الذي يسير في عروقي بجانب الحزن جعلني اتشجع لأبدأ في رفع جسدي لأجلس فوق الحافة ، لم يكن هناك سيارات ، و بالطبع لا بشر هنا ، نحن فى بداية يناير , أيضًا لقد تخطيت منتصف الليل ، و لا أحد عاقل سيأتي لهذا الجسر في هذا الوقت و التاريخ فالجو مثلج .
حاولت رفع جسدي و... وقعت و لكن للداخل. تآلمت و بكيت ، لكنني وقفت مرة أخرى سوف افعلها! هذا أفضل وقت ، لا أحد هنا ، و أنا لست بكامل وعيي لذلك أما الآن أو أبدًا.
رميت بالزجاجة التي بين يدي ، و كدت أرفع نفسي و لكن يدين ألتفت حولي و سحبتني بعيدًا منعت ذلك.
"ما اللعنة!"صحت بغضب و أنا اتملص من ايًا كان من يمسك بي ، و لقد كانت فتاة! "استمعي لي لا شيء يستحق أن تُنهي حياتكِ من أجله! ، صدقني لا شيء يستحق ذلك!"تحدثت الفتاة بنبرة هادئة و لكنني واللعنة لا أهتم "من أنتِ بحق الله! من أين أتيت لي!"صحت مجددًا أشعر بالغثيان ، سوف اتقيء في أي لحظة أو أفقد الوعي أيهما أقرب ، قبل أن تتحدث الفتاة أنا وقعت فاقدة للوعي...
يتبع..