Perrie

Mia_H.Malik`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-24ضع على الرف
  • 69.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

١اللقاء الأول

صوت المنبه المزعج هو ما أستيقظ عليه كل يوم ، لقد اعتدت عليه لأكون صريحة ، فهو يوميًا و فى نفس الموعد يقتحم نومي العميق الخالي من الأحلام برنينه العالي.
تنهدت و اطفأته و بدأت ازحف نزولًا من السرير ، لا هو ليس عالي أنا فقط الكسولة .
أخيرًا وصلت للحمام و بدأت بفعل روتيني ، الماء الدافئ اه من الماء الدافئ الجميل الذي هبط بسلاسة على جسدي يجعلني استرخي و أبتسم ، أحب أربعة أشياء في هذا العالم : الطعام ، و النوم ، و الاستحمام ، و عدم فعل مجهود ، و يمكنكم إضافة الإستماع للأغاني من حين للأخر.
كنت مستمتعة بشدة بالماء الذي يُرخي كل عضلاتي ، و لكن لا شيء جيد يدوم للأبد حين رن هاتفي يعلن إتصال أحدهم.
لعنت من يتصل بي و اعتذرت سريًا إن كانت أمي ،خرجت بعد أن ارتديت رداء الحمام و لففت منشفة حول شعري ، قلبت عيني عندما وجدت أن من يتصل بي هو جورج الرجل الذي اواعده ، منذ البارحة و أنا اتجاهله ببساطة لأنني لا أحبه ، أنا مجبرة عليه! ، كيف؟ والدته صديقة والدتي و الاثنتين ظنتا بأن أمر مواعدتنا سيكون لطيف ، و هو كان معجب بي فى الحقيقة بينما أنا لا ، بل قررت كالحمقاء أن اجرب شعور المواعدة ، و أخبرت نفسي بأن أعطيه فرصة ، و لكنني الآن نادمة ، نحن فقط لا نتوافق ، هو يتحدث كثيرًا و أنا شخص صامت يحب الصمت و يصمت أغلب الوقت ، هل أوصلت فكرتي بعد؟.
على كلًا أرسلت له أخبره بأنني استيقظت و سوف أصل قريبًا و بدأت أرتدي ملابسي ، و هي : بنطال أسود و قميص أبيض و لممت شعري -الطويل الذي يزعجني و لكنني أحبه- فى ذيل حصان و خرجت بعد أن أخذت هاتفي و مفاتيحي و حقيبتي بالطبع.
"تحرك واللعنة!"صحت بغضب في سائق السيارة التي أمامي فهو يقود كجدتي و أنا لا ينقصني إزعاجًا على الصباح الباكر!.
الاستيقاظ مبكرًا كان في أعلى قائمة الأشياء التي اكرهها و صدقوني أنها لقائمة طويلة للغاية! .
و أخيرًا لقد وصلت للشركة حيث أعمل فى الحسابات ، احسب الخسائر و الأرباح و هكذا أشياء أخرى ، لقد بدأت العمل هنا منذ شهرين ، و جورج هو من وجد لي هذه الوظيفة بعد ارتباطنا بشهر .
كنت متجهمة و أنا ادلف للشركة ، أنا لم أختار أن أكون هنا! أنا أكره عملي ، و لكن ليس بسبب الروتين كالبعض ، و ليس لأن مديري متحرش أو بيئة العمل مقرفة بل لأنني أُجبرت عليه ، فقط ككل شيء اخر في حياتي.
كنت كثيراً ما أفكر فى قتل كل من يعمل هنا ، سوف اطبق كل الجرائم التي قرأت عنها ، و حتي بأنني قد أصبح سفاحه و تُلهم قصتي أحدهم فيصور فيلم عني أو يكتب رواية! سأكون مشهورة! و هذا رائع!.
"صباح الخير ميا" انتفضت بخفة و نظرت لجورج بغضب طفيف ، حين تنتهي بي السبل و اتحول لسفاحه سوف يكون جورج أول الضحايا
"صباح الخير جو"تمتمت بروتين وكأنني احدث زميل عادي ، لا أنا لا أتحدث بدلع أو حب مع الرجل الذي اواعده.
"لماذا تتجاهلين رسائلي و اتصالاتي؟"سألني لأنظر له لثواني أحاول تذكر الكذبة التي اخترتها البارحة و أنا أشاهد التلفاز متجاهلة اتصاله الرابع "لقد خلدت للنوم مبكرًا و تركت هاتفي فى الأسفل لم أستمع له ، و بالصباح كنت أرتدي ملابسي و وجدته" بررت بنبرة واثقة تجعله يقتنع بكلامي الغير منطقي فأنا لا أنام مبكرًا و لكنه بالأساس لا يعلم ذلك لذا..
"على كل حال أنا أريد أن أتحدث معكِ بشيء مهم"همهمت و أنا أنظر فى الأوراق أمامي فقدت كنا نجلس أمام مكاتبنا بالفعل ، رفعت نظري له "لنتحدث بعد العمل فأنا لا أحب أن انشغل أنت تعلم" أومأ بينما يقلب عينيه و أنا تجاهلته و بدأت أعمل
لن أفعل أي شيء في الأوراق التي بين يدي فقط سوف أراجعها قبل تسليمها لمن هو أعلى مني رتبة ليراجعها بدوره و هكذا حتي تصل لسكرتيرة الرئيس التنفيذي للشركة و يتخذون هم القرارات الهامة الخاصة بالحسابات تلك .
الحسابات أمامي تشير بأن الشركة خسرت فى خلال الشهر الماضي بشكل كبير ، هذا سيء بحق!
ظللت منشغلة بالعمل حتي صدر صوت الجرس يعلن بأن الإستراحة قد بدأت ، حركت رأسي و ذراعي لكى أعيد لهم النشاط ، و خرجت مع جورج الذي ينتظرني بملل ، سيرنا للمقهي الملحق بالشركة ، أحضرت شاي و بسكوت و جلست معه لأسمع حديثه الهام جدًا الذي يزعجني منذ البارحة لكى يتحدث به.
"لقد فكرت في ذلك ماليًا ، و لقد كان قرار صعب و.." قاطعت حديثه بملل قائلة "لا أحب المقدمات جورج أدخل في الموضوع" أخذ جورج نفس عميق و من ثم تحدث "أريد أن ننفصل ، تريدين أسباب؟ لأنني مللت منكِ ، أنتِ باردة للغاية ، مشاعرك ؟ أنها غير موجودة بالمرة! ، تتجاهلينني أكثر الوقت ، و دائمًا صامته أو غاضبة ، أنا لا أريد علاقة مثل التي بيننا ، لقد أخبرت والدتي بذلك و هي بدورها ستخبر والدتكِ"
ظللت لثواني أنظر له لأنني لم استوعب حديثه السريع ، هل هو رابر؟. السؤال الأهم هنا هل استوعبت حديثه؟ نعم كل كلمة منه. هل آلمني؟ نعم قليلًا . هل سوف أظهر ذلك ؟ بالطبع لا.
"هل انتهيت؟"سألت بكل برود و بوجه لا يحمل أي مشاعر ، لطالما كنت جيدة في إخفاء مشاعري ، قد أصبح لاعبة بوكر في يومًا ما!
بدى جورج مصدوم من نبرتي و لكنه تعافى سريعًا و أومأ "حسنًا ، أنا موافقة على الإنفصال و أتمني لك يومًا جيد" ألقيت حديثي و أخذت كوب الشاي و بسكويتي و سرت لمكتبي المشترك مع باقي العاملين فقط لي طاولة صغيرة أضع عليها أغراضي .
شعور بالحزن سار فى عروقي يجعلني أشعر بالثقل ، أنا لا أحب جورج ، و لم أكن مُرتاحة في تلك العلاقة ، فهو يحب الإهتمام ، يريدني أن اغرقه بالغزل و أنا لا اطيق قول صباح الخير يوميًا! ، و لكن شيء بداخلي أحب كوني فى علاقة ، كون هناك شخص آخر معي ، أن يكون هناك شخص يرسل لي رسالة لكى اتجاهلها!.
جورج كان جيد من البداية و لكنني حقًا مملة و مظلمة جدًا بالنسبة لشخص ملئ بالحياة مثله ، لقد عدت وحيدة .. مجددًا.
"ماذا؟"سألت حين لاحظت نظرات القسم لي و تربيت زميلتي على كتفي "لقد فُصلتي!"تمتمت زميلة أخرى لأنظر لها بعيون متسعة"ماذا؟!"صحت هذه المرة لتربت الفتاة على كتفي و تُتمتم بـ"آسفه" ، لقد فُصلت أمي سوف تقتلني!.
-
-
لقد عدت لمنزلي ، خائبة و غيمة رمادية كبيرة تحلق فوق رأسي ، أنه المساء و أنا قد تماسكت بكل ما بداخلي من طاقة لكى لا أنهار ،و لكن حين أتصلت بي أمي منذ ساعة ،و صاحت في وجهي بسبب معرفتها بأنفصالي عن جورج ، كررت على مسامعي نفس كلمات جورج مؤكدة بأنني شخص لا يُطاق ، و يجب أن اتغير ، و أكف عن كوني فاشلة ، لم أتحدث أو أدافع عن نفسي فقط صمت ، فمهمة قلت هي ستظل تراني فاشلة و كل شيء يحدث هو ذنبي ، كفصلي من العمل مثلًا !
هي قالت بأنني لو عملت بجد و لم أذهب للهو لكنت للآن أعمل هناك ، حاولت شرح ما حدث لها و جعلها تفهم بأن الشركة تخسر منذ شهور ،و بدأت فى تصفية العمال ،و بدأت بالأشخاص الجدد و لكنها لم تفهم ذلك ، لذلك أنا صمت.
و لكن حين أصبحت وحدي ، مع أفكاري السليبة أنا انهرت ، و بكيت ، و شربت كحول لا أتذكر نوعها و حقًا لا آبه لذلك.
كنت مندمجة فى بكائي حين سمعت صوت موسيقى آتيه من المنزل المجاور ، أنها جارتي تحتفل كالعادة ، لما حياتها رائعة دائمًا و كلها حفلات بينما حياتي مدمرة كاللعنة؟ ربما العيب بي أنا؟ أظن ذلك!.
خرجت من المنزل -بعد سلسلة من الاسئلة و الأفكار المؤذية- متجهة لمكان ما حيث هناك شخص أتحدث معه و يخبرني بالحلول ككل مرة ، صحيح أدفع لها المال ولكن لا يهم فهي تستمع أو على الأقل تتظاهر بذلك.
كنت على وشك الدخول لسيارتي ، و لكنني لفت نظري شيء ، جعلني أُقفل باب سيارتي مرة أخرى .
أنه الجسر! الجسر الكبير المضيء فى عتمة الليل هذا ، كان يبعد عني خمسة دقائق فقط ، لذلك أنا ذهبت له ، وقفت هناك أراقب المياة المظلمة تسير بهدوء ، تعكس اضواء الجسر و المباني عليها ، تبدو مخيفة و موحشة ، عكس شكلها بالصباح الباكر ، تكون صافية و زرقاء تشبه السماء .
أنها الآن أيضًا تشبه السماء! هل هم إخوة؟ ، خرجت من أفكاري التافهه لأخرى جدية أكثر و سلبية أكثر..
لماذا أنا هنا؟ لماذا أنا متماسكة بتلك الحياة التي لا تستحق كل محاولاتي؟ لقد مررت بالكثير و حاولت إنجاح الأمر و جعل حياتي أفضل و لكن...حياتي أبدًا لم تتحسن ، أنا لم اتحسن ، كل شيء يصبح أصعب ، و أسوأ ، لا شيء يتغير ، لا شيء.
الأفكار السلبية بدأت بالتزاحم في عقلي المغيب ولكن فكرة واحدة هي من لمعت ، هي من تكررت بكثرة.
ترددت كثيرًا قبل فعل ذلك ، و لكن أظن بأن الكحول الذي يسير في عروقي بجانب الحزن جعلني اتشجع لأبدأ في رفع جسدي لأجلس فوق الحافة ، لم يكن هناك سيارات ، و بالطبع لا بشر هنا ، نحن فى بداية يناير , أيضًا لقد تخطيت منتصف الليل ، و لا أحد عاقل سيأتي لهذا الجسر في هذا الوقت و التاريخ فالجو مثلج .
حاولت رفع جسدي و... وقعت و لكن للداخل. تآلمت و بكيت ، لكنني وقفت مرة أخرى سوف افعلها! هذا أفضل وقت ، لا أحد هنا ، و أنا لست بكامل وعيي لذلك أما الآن أو أبدًا.
رميت بالزجاجة التي بين يدي ، و كدت أرفع نفسي و لكن يدين ألتفت حولي و سحبتني بعيدًا منعت ذلك.
"ما اللعنة!"صحت بغضب و أنا اتملص من ايًا كان من يمسك بي ، و لقد كانت فتاة! "استمعي لي لا شيء يستحق أن تُنهي حياتكِ من أجله! ، صدقني لا شيء يستحق ذلك!"تحدثت الفتاة بنبرة هادئة و لكنني واللعنة لا أهتم "من أنتِ بحق الله! من أين أتيت لي!"صحت مجددًا أشعر بالغثيان ، سوف اتقيء في أي لحظة أو أفقد الوعي أيهما أقرب ، قبل أن تتحدث الفتاة أنا وقعت فاقدة للوعي...
يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي