الفصل الثالث
ابتلعت ريقها وهي تشهق بقوه امامه
ولم تري في عيناه الا القسوه وكأنها اسيره عنده
مثلا او كانه امتلكها بحيله او باخري
وجدته ولأول مره في حياتهم يمسك شعرها بقوه
في يده
مردفا بحده استمعتها في صوته بسهوله فقد
كانت دائما تفهمه وتستشف نبره صوته
= انا هسال مرة كمانن... روحتي فيين؟
حاولت أن تجمع صوتها الذي كان متحشرج في
حلقها من الصدمه ممكن من رده فعله العنيفه
مردفه = كنت بتمشي يا يوسف... كنت بتمشي
صدقنى والله سيبني بقا سيبني
كانت تناظره بخوف ودموع والم مما جعله
يترك شعرها فجأه لا تعلم هل فاق علي نفسه ام
اشمأز منها ام تسائل كيف يفعل ذلك
اصبحت لا تعلم شئ ولا تريد شئ اصبحت في حاله
زهول بعدما انزال من قلبها كلمه امان الذي
حفرت فيها كثيرا
ولكنها لأول مره تشعر بالخوف منه لتضم رجليها
علي صدرها تحاول حمايه نفسها من الذي ظنته
مخصص لحمايتها
انتفضت سريعا بخوف يظهر في جسدها الذي
يرتعش
هي ليست معتاده علي الضرب والصراخ وتلك الاشياء من يومها هادئه اميره متوجه في بيت اباها الذي
سخر حياته كلها ليرعاها حتي امها عندما كانت
معهم في بيتهم الدافئ
وقبل ان تقرر الطلاق فجأه كانت تعاملها برفق
تلك المضروبه الخائفه ليست هي
وتدعي الا تكون هي ابدا فمستحيل بعد كل تلك
سنين الهدوء والجلال احيانا يكون مكانخا علي
الارض
مستحيل بعد كل ذلك الحب تكون امامه دامعه ولا
يقول شئ مستحيل ان بعد كل هذا العبث والغزل في شعرها ان يشده جاعلا اياه مركز الم لها
كيف يعقل ان تكون هي بتلك الحاله كيف يعقل
يتحول الحب لقسوه في ليله وضحاها
فهل القلوب تتبدل بتلك السرعه حقا
هل العقول تتغير بتلك السرعه حقا
هل الاحوال تتبدل بتلك السرعه حقا ...!
فكرت قليلا او كثيرا لا تعم ولكنها مازلتت في
مكانها هي يجب أن تخبره ب الأمر لعله يرأف
بحالها
يجب عليها فعل ذلك ولكن الآن! الان هي كذبت
عصت الله وكذبت علي حبيبها وزوجها
يداها تؤلمها وشعرها بل رأسها بأكلمه جسدها
اصلا مرهق
ولا تعلم لما وشئ داخلها تشعر بالوجع والألم فيه
لأول مره تشعر بكل تلك الهزيمه بكل ذلك الارهاق
تريد ان تستشير احد ولكن من! من الذي تستشيره
وهي وحيده كلمه ما من خمس حروف
كلما ردتتها تشعر انها تريد الموت
_ و ح ي د ه _ عقلها ظل يرددها وكانه احب لها
الالم
اما هو جلس على الاريكه وظل ينظر في عيناها
عيون تعاتبها؟ سخرت من يعاتب من
كلمه العتاب من عليه ان يردفها هل هي
التي خرجت لتحقق مبتغاه ومبتغي امه
ام هو الذي اهانها رغم توصية الرسول عليهم
فرفقا بالقوراير
رفقا يا يوسف كانت عيناها فقط من تتملم وتركت
لفمها حريه ان يشهق باكيا
حتي ارهقت ملقتيها كما ارهق قلبها
اما هو مازال الغضب يتصاعد داخله ومازالت الدموع
تنزل من ملقتيها
دموع وجع وقهر وخوف وتساؤل للمره الثانيه
من هذا؟ هل هذا حبيبها
هل هذا يوسف...
هل هذا الذي كان في أول الزواج
لو فقط لمسها الهواء يحضنها ويهدأها
هل كلمته امه! ولما في كل مره تضع اللوم عليها
الا يفكر... ثم وجدت نفسها تبكي بحرقه متسائله
هل هانت عليه؟ وهات عليه حبه؟ وعشقهم الابدي
الذي وعدوا به بعض
ابن قلبه الرقيق اين عشقه
أين حبه وقلقه والأهم أين حضنة
من الذي رماها هكذا من الذي صرخ ومن الذي
ضرب! من ذلك احد ينطق ويصرخ ويقول لها الحقيقه
ولكن هل هي تريد الحقيقه
هي تريج ان تقنع نفسها
ان هذا مقلب ما او شبح او كابوس ستستيقط منه
مفزوعه فتجد يوسف بجانبها يربت عليها
ويعطيها ماء فاتحا لها حضنه بحنان
تعلمون المها الجسدي لا يأتي شئ بجانب المها
النفسي
قلبها العاشق له المتألم وهي لم تعتاد علي ذلك
وستكرر للمره الالف انها لن تعتاد لن تعتاد ابدا
خرجت من كل ذلك علي سؤال منه اردفه بقسوه
وبصوت جهوري وكأنه غير نادم
= هو انا سالتك اي اول ما جيتي هاا قولي
شعرت فجأة انها طفله وتحاسب ولكن هل لاطفال
يتعاملوا هكذا.. هل سيعامل صفلهم بتلك
المعامله وتسائلت الن يحضنها
ويتأسف الم يفيق بعد مما فعله ومما يفعله
ولكنها اردفت
= سالتني عملتي اي انهارده
_ وجاوبتي ب اي!
هكذا قاطعها سريعا يستفهم غير مبالي بها
ولا بخوفها ولا بآلمها غير عابئا بتبعثرات عقلها
غيرر عابئا بالفوضي الذي جعلها فيها من خوفها
منه
لذا اجابته هي ايضا بينما تناظره بغير تصديق
= اني قضيت اليوم في البيت ومنغير ما اعمل حاجه
_ لييييه؟؟؟ ليييه بقاااا ليييه الكذبب؟
وليييه تنزلي منغيير ما تقولي اصلااا
ولو عايزههه تنزلي اويي كدة لييه متصلتييش تقولي
هكذا ما صرخ به للمره العاشره صراخ صراخ صراخ
لما لا يفهم انها تعبت وارهقت تشعر ان روحها
تمزقت او قلبها انشل من مكانه لما لا تفهم يا
يوسف هكذا سألته بعيناها ولكن هل المحكوم
عليه يسأل لذا لم تجد امامها الا ان تنحي
مشاعرها جانبا بحزن بخوف
ثم اجابته وهي تمسح دموعها ابكي كانت
معلقه على خذيها
= انا اسفه انا انا مش مش هكذب تااني انا كنت
هقولك بس انا
قاطعها سريعا مكملا لها بسخريه = قولتي اكذب
عليه ما انا اللي في الشغل ومش عارف حاجه
بقا انا اعرف ان مراتي نزلت من بوااب من بواااب
فجأه عمل عقلها كاذبا للمره الثالثه مردفا = انا نزلت ركبت تاكسي ووصلت علي البحر اتمشيت شوية
وجيت بقالي كتيرر منزلتش
نظر لها والشك دب في اوصاله
لا يصدق التي تقوله فمن تكذب مره تكذب الف مره
أليس هذا صحيح؟ ام نقول ان هذا الشائع والمعتاد
لذا تجاهلها ذاهبا لغرفته... يغلق النور وينام
لا يريد أن يكلمها... لا يريد اي شئ منها
اما هي جلست تبكي كذبت وضربت وشد شعرها
هي فقط تريد الهروب الان وأفضل هروب قدمه هو.. هو النوم اذا لتهرب هي الاخري مفكره هل
سيسامحها؟ ام لا
وهل ستسامحه هي أم لا؟
هي لا تعلم ولكنه من اجبرها علي ذلك
هو وعائلته يريدون طفل لذا فليتحملوا
يتحملوا مثلما تتحمل هي
مسحت دموعها واغلقت التلفاز واغلقت عينها علي
تلك الاريكه... تريد الهروب هي الاخري كما قالت
مر الليل عليها ك الجحيم او ممكن كشعور يونس
عليه السلام اول يوم في بطن الحوت
هي تريد الموت تريد الذهاب لآباها تسأله ماذا تفعل وتعود
ولكن كيف... ولما المستحيل لا يتحقق!
بعد ذلك الموقف
ظل اسبوع متجاهلا اياها رغم محاولتها الكثير في ان تكلمه
تعلمه عصبي وجامد القلب لا يلين ابدا
ولكن هي حبيبته عليه أن يعاملها معامله خاصه
خصوصا انه اخطا ايضا
ولكنها فقط تنتظر ان يفكر فيها يفكر في انها
بحاجه له
هل ستكلم الحائط فعلي الاقل هو ينزل كل اليوم
العمل
ويعود يجد غذائه جاهز يأكله في صمت ثم يسهر علي التلفاز ويدخل ينام
الا يظن انهم بحاجه لبعض الحديث او نقول انها
اشتاقت لصوتها حتي فهي صامته منذ الكثييرر
لذا في ذلك اليوم وقفت امامه بعدما حملت الأطباق من علي الطاولة وضعتها في المطبخ
مردفه له = يوسف احنا محتاجين نتكلم كفايه كده
سألها ببرود مبالغ فيه = نتكلم في اي؟
لذا ردت عليه بنفاذ صبر
= يوسف انا سما انت ازاي تعاملني كده انا مليش حد غيرك
اجابها وهو يسحبها للجلوس بجانبه
= بتكذبي وتنزلي من ورايا لي؟
نظرت في الأرض ثم اردفت وهي تتنهد
= ما انت حابسني يا يوسف انا ابتديت اتخنق
اجابها بلا مراعاه لمشاعرها
= والله قولتلك خلفي وتتسلي فيه
اما انا مراتي مانزلش كل يوم وتتسرمح
رددت ورائه ب استغراب
= اتسرمح! يوسف لاحظ ألفاظك
نظر لها نظرة مليئه ب السخريه جعلتها تتسائل
هل تغير ام كلام امه يؤثر عليه بشده ثم زالت من
راسها فكره امه مفكره ان يوسف ذات نفسه أصبح
هو المتغير
ثم جاء، في بالها هل هو حقا حبسها في البيت
بشكل تدريجي ولأنها غبيه كانت تطيع؟
هل هو متملك ام لا يملك قلب أم حبها توقف عن
الجريان في شريانه؟
هو صحيح قاسي قليلا هو صحيح يصرخ عليها هو لا
يحب أن تنزل كثيرا
هو يمنعها من زياره بيت جدتها التي فيه الكثير من
الذكريات ولكن لأن البيت بعيد أليس ذلك كلامه
لا تعلم لما تلك الأيام خاصة تخاف منه وتشعر انه.
انه... انه مريض بشئ ما
هل ستنجب طفل هذا اباااه!
ولكنها نفت ذلك من رأسها سريعا
هو يوسف حبيبها.... هو فقط غاضب منها لذا متغير
اي مرض واي قسوه هذه طباعه فقط والطباع لا تتغير سريعا
وكم من الرجال هكذا... كثيييراا
انتشلها من دوامه أفكارها مردفا بقسوه اكثر
= هو ده انا... راجل شرقي
محبش مراتي تنزل والناس تشوفها
اجابته بخوف فقد كانت دائما المطيعه التي تقول
نعم وفقط ممكن لأنها خائفه ان تكون نسخه اخري من امها التي كانت تتمارض كثيرا ويحتويها اباها خصوصا وأنها تعلم ان يوسف لن يحتويها ابدا
= طب ما بابا كان شرقي... وكان بيحب ماما جدا وكان بيخليها تنزل عادي وبيعاملها حلو
فيه فرق ما بين الغيره وانك تكون خانقني وانك
تضربني وتشد شعري كأني مش مراتك ولا كأن
الدين بيقول عاملوهم برحمه ومودة
اجابها بلا اهتمام
= هو ده اللي عندي
سنه ونصف في سعاده هل كان يداري وجهه الاخر
عنها؟
ام هو فقط تغير مثل اغلب الرجال بعد الزواج
سنه ونصف كان يخبرها بكم يحبها صحيح في الاوانه الاخيره
لا يتغزل فيها كثيرا ولكن أليس ذلك من ضغط العمل علية!
والبس هذا ما كان يقوله ام الاصح ما كان يتحجج به
ام هي فقط تضع المبررات معه ؟
ابتعدت عنه تجلس بعيدا لتجده يقول
= ووش الخشب ده مش عايزه مش ناقص نكد يا سما
كفاية اوى امي واللي بتعملوا. نفسها تشوفلي عيل مش حرام صح؟ وانتي كده كده مش بتشتغلي عشان
اعمل حجه
اننا عايزين نأجل الخلفه انتي لازم تروحي للدكتور ها
انتي! يعني حتي لو علم ب الأمر كان لن يذهب معها
سخرت وهل سيتىك عملة العزيز!
ابتلعت ريقها مردفه
= وانت لي متخيل ان انا السبب؟
اجابها وهو يشاهد التلفاز
= لان انا كل عيلتي بيخلفوا انتي اللي محدش يعرفلك عيله ولا نعرف كانوا بيحملوا ولا لا
ارتعشت من داخلها من كلماته لها متي كان قاسي هكذا
ولما؟ ما الذي حصل حقا؟ هو يعلم انها بلا عائله منذ البجاديه اذا لما المعايره الان
= هو انت مبقتش تحبني؟
هكذا سألت هيه
نفخ خذيه بملل مردفا
= بحبك يا سما بحبك.. قومي بس اعمليلي كوباية
شاي
سخرت.. شاي!
ولكنها
قامت من مكانها داخله للمطبخ وهنا شعرت
انها لا طاقة لها لحبس دموعها اكثر من ذلك
لذا وضعت يداها علي فمها تمنع تلك الشهقه من
الخروج لتجلس علي الارض سريعا تبكي بقوه وهي
تضم
جسدها بخوف
وتكمل بكاءها الحاد كانت دموعها غزيره
وشهقاتها وكأن روحها تخرج من جسدها
متسائله لما كل ذلك يحصل معها
هي لا تريد شئ هي فقط تريد أن يعود يوسف كما كان
ومعها طفل لكي يسعد هو
هم صدقوا عندما قالوا
" الزن في الودان امر من السحر"
ف واضح ان سم امه انتشر في عقله كله حتي أصبح
هو السم ذات نفسة
وهي فقط ستضطر ان تتعامل في الأمر
وحدها! وهي التي كانت دائما تخشي الوحدة
لتسمع صوته العالي الذي كان يقول
= الشاي يا سما
لتردد
= اه حاضر.. حاضر
لتقوم من مكانها واضعه ذلك البراد علي النار
تلك النار التي تكوي قلبها وعقلها
لتغمض عيناها وهي تفتح الصنبور غاسله وجهها بقوه
وهي فقط ستنتظر نتيجه التحاليل
التي هي ايقنت الان انها ستكون مسأله حياه او
موت بالنسبه لها
ولا تعلم لما حلم الامومه الذي يجب أن يكون لها
حلم ملئ بالسعاده
تحول فجأه لكابوس!
كابوس تتمني ان تفيق منه علي طفل في يداها
تسكت بها حماتها وتفرح به زوجها
لعله يعود!
يعود يوسف حبيبها... وليس ذلك الغاضب
الذي يريد طفل ولا يراعي اي شئ
ألم يكن يقول لها انها هي طفلته
فلما نسي تلك الكلمه
ألم يقول لها سيكون اب لها؟
فلما شعرت الان انها يتيمه
هي تريد اباها اباها الحقيقي
ف أخبروها كيف لطفله تشعر بالتشرد الان
يريدوها ان تكون اما..؟
اما لطفل ما يريد أن يُراعي وهي التي تحتاج المراعيه
يريد أن يتغذى وهي تشعر أنها ستهوي في اي
وقت
يريد أن يكون لديه عائله قويه
وهي أمة هادئه صامته راضيه ب أمور لا عليها أن
ترضى بها
واب غير سوي سهل التأثر عليه
وجده اباه سامه وعمه ليس لديها شخصيه
وجده امه الذي لن يراها سوا مرات معدوده وماديه
ايضا
لا تعلم لما بذلك التفكير شعرت بالشفقه على ذلك
الطفل
الذي لم يولد بعد!
اخرجت الشاي له وراقبت حماسه البادي علي وجهه وهو يشاهد تلك المباراه ولا تعلم لما تمنت ان ينظر لها بذلك الحماس والشغف
أمسكت بهاتفها وقرات بعض من الأذكار لعل قلبها يهدأ من ذلك الحزن المميت
ولعل العقده تنفك ويعود يوسف كما علية
ومرت الايام حتي جاء يوم الذي ستستلم به التحاليل
ووجدت نفسها تنزل مره اخري ولكن تلك المر اخبرته في رساله انها ستنزل.. وبعد مرور الوقت
وجدت نفسها تمسك ورق التحاليل في يدها ذاهبه
للطبيه
راكبه عربه اخري متنهده بخوف ف الان ستعرف هل فيها عيب؟ او مرض في الانجاب او لا!
وحين وصلت للطبيبه ظلت تجلس منتظره
دورها وقلبها يدق بعنف داخل صدرها
لا تعلم اذالك خوف ام رعب!
ولكنها ظلت منتظرة
ثم نادت تلك مشرفه العياده قائله
= الدور التلتاشر.. مدام سما اتفضلي معايا
هكذا سمعت هي لتقوم عادله من وضع ملابسها
تمسك حقيبتها بتوتر
وتحاول ان تتجاهل ذلك الصوت داخلها الذي يقول
لها اهربي او حتي يخبرها ان تجري وتصمت
وتهجا في بيتها كعادتها ذلك الصوت الكي يريذ
ان يصنع كيك الان ويختار اسمها
لتتنهد مره اخري وهي تخطو اول خطواتها داخل
غرفه الطبيبه
مثل المره الماضية استقبلتها ب ابتسامتها
البشوشه لذا شعرت سما ببعض الطمأنينه
ولكن تلك الطمانيه لم تداري توترهاالبادي
بسهوله علي وجهها
قدمت لها التحاليل بعد ان جلست
ثم راقبت وجهها الذي كان ينكمش وينفرج
راقبت تعبير تلك الطبيبه التي لم تفهم اهي
مصدومه ام تقرا بانفعال ام ماذا بها فراقب بصمت
و ب استغراب وهي تنتظر ولا تعلم لما قلبها
يؤلمها ؟
علي الطرف الاخر
وفي بيت عائلي جلست " اماني" تلك ام يوسف
وسلمي
علي اريكه ما... تنتظر خبر ما من تلك الطبيبه
فنعم هي التي اخبرت سما عن تلك الطبيبه
وما اثار استغرابها ان بعد ثلاث شهور
ذهبت سما لها.. واتصلت بها الطبيبه ما ان خرجت
سما من عندها
حيث ان تلك اماني صديقه لتلك الطبيبه منذ الكثير
والطبيبه تعلم اسم سما بالكامل وطبعا تعلمون من اخبرها به
تنهدت اماني وهي تفتح هاتفها تراقب الساعه
وتنتظر اتصال تلك الطبيبه ايضا تنتظر
الخبر تنتظر ماذا سيحدث
مرت سلمي من امامها ولا تعلم لما ارادت
ان تصرخ في ابنتها فجأة
= اااه افضلي انتي كده علي التلفون
أربعة وعشرين ساعه.. متسبهوش
ما ان سمعت سلمي ذلك الكلام المكرر بالنسبة لها
توجهت لغرفتها مره اخري تتأفأف
وهي تراسل ذلك الشاب الذي تعرفت عليه حديثا
تراسله بحب.. بحب مخفي
لا يرضي عليه الله ولكن ماذا تفعل فتاه انحرمت من حب امها ماذا تفعل غير البحث عن حب اخر
ماكا تفعل فتاه لم نجد حنان الاخ يحاوطها ماذا
تفعل غير البحث عن حنان اخر يعوضها
ماذا تفعل فتاه وجدت نفسها تعيش مع ام لا تهتم
الا بمصلحه اخاها ماذا تفعل وفهي تعبش مع
ام لا تثق بها ماذا تقعل وهي تعيش مع ام
تخطط وتدبر ماذا تفعل غير الهروب من الواقع
عن طريق حب ما ...!
علي الناحيه الاخري
وكانها استمعت لذلك الصوت داخلها
خرجت من غرفه الطبييه تجري بخوف
تجري بفزع.. فقزط التحاليل خطا؟
والطبيبه فاشله
هي بخير....هي بخير
لم يحدث شئ ولن يحدث
ان ذلك كابوس مؤلم فقط كابوس مؤلم
ركبت اي عربه سريعا اخبرتها بالعنوان
وهي تبكي بقوه وتشهق
قبل ان تفكر بعقلها انها س تخبر حبييها علي كل
شئ وهو بالتاكيد سيتفهم وياخذها في حضنها
يمنع اي اذي بالوصول لها يحميها
فلقد وعدها ان بكون حصن منيع لها وحامي مدافع
وكانه جندي وهي وطنه الذي يعشقه
صحيح؟؟ هذا ما ردتته
اكيد سبشتم تلك الطبيبه ويقول انها لا تفهم شئ
قهقهت وسط دموعها هو من يومه لا يحب الاطباء
يقول انهم يتلككون للحصول علي مال
ظلت تربت علي موضع قلبها بخفه لعله يهدأ
لعل الامر خيرالعل هناك خطا ما لعل الحياه
تبتسم لها او لعلها تفيق من ذلك الذي تصر
انه كابوس
ستعيد التحاليل مره اخري وتذهب لطبيبه اخري
هكذا ستفعل وستخبره ب الأمر ليكون معها داعما
لها ليساندها في محنتها والمها ليربت عليها
ويقول بابتسامته ان كل شئ بخير كل شئ سيصبح
جيد او كل شئ رائع هي فقط تريد ان تسمع
بضعه حروف يدلوا علي البهجه
كانت تفكر به وهو يفكر هل سيتزوج حقا؟
ولا يعلم لما الفكره في رأسه جعلته متحمس للأمر
يذهب كل يوم عند واحده أو حتي يذهب يومين عند الجديده
وسما لن تعارض وان عارضت
هنا وقف متسائلا ماذا ان عارضت؟
فكر قليلا ولم يجد الجواب
ثم حول تفكيره لسؤال
لما ستعارض؟ أليس هذا شرع الله
وكأنه لم يكن يعلن ان لكي يتعدد في الزوجات عليه
أن يكون فيه سبب مرض او انها لا تنجب او مقصره
في حقه
والي الان هو ليس عنده اي مبرر ليتزوج مره اخري
لأنهم الي الان لم يخضعوا للتحاليل ويعلموا من
الذي لا ينجب بالضبط!
مر بعض الوقت علية ومازال يفكر
حتي دخل عليه صديقه مره اخري
وللمرة الثانيه تكلموا في امر الزواج ولكن تلك المره هو من بدأه
هو يوسف الذي كان يجري ورائها عااشقا
هو يوسف الذي كان يراها وردته الغاليه
هو يوسف الذي يغير عليها ويتملكها
هو يوسف الذي وعدها ان تكون اميره وهو اميرها
والان هو يوسف الذي يريد أن يتزوج عليها بل
متحمس لذلك
وان سألناه كيف تهون عليك؟ لن يجب الإجابة
لن يجد الإجابة لانها من تتحمله دائما وترعاه
لن يجد الإجابة لانها من تسمعه وتفهمه
لن بجد الاجابه لأنها من تصونه وتصون بيته
لن يجد الاجابه لأنها من تحبه وتعشقه
لن يجد الاجابه لانها الوحيدة التي تثق به
لن يجد الاجابه لانها الوحيده الذي ظنته امانها
لن يجد اي اجابه لانه خذلها ويخذلها
كسرها وسيكسرها
ضمرها وسيدمرها متناسيا ان هذه زوجته
ان هذت سما فكيف تهون عليه
هكذا كان يعلم بالضبط ولكنه قرر تجاهل كل ذلك
والمخاطره.. وكأن مشاعرها لعبه ما
أو كأنه سيخاطر بشراء اكله جديده
او سيحدث سيارته الذي لم يحدثها منذ زمن
وكأن الذي لا يفكر بها تلك هي لعبه وليست
انسانه وليست اي انسانه انها زوجته انها من
اختارها ليربط رابط قوي بينها انها العاشقه له
والذي جعلها تظن انه عاشق محب لها
فهل كان حبه الذي سراب ام هو السراب ذاته
اما علي الناحيه الاخري
رن هاتفها لتنتفض هي من مكانها
تفتح سريعا مردفه = اي يا دكتوره ساميه اي
العيب منها؟! ولا هي كويسه
قولي.. قولي بسرعه انا مستنيه علي نار من ساعه
ما بعتيلي رساله قولتيلي انها جت
ابتلعت تلك الطبيبه ريقها بصعوبه
وهي تخبرها ب الكثير من الاشياء العلميه التي لا
تفهم منها شئ فقد كانت تريد سماع جمله واحده
فقط " العيب منها"
فتجبر ابنها علي الزواج باخري او ان يطلقها
وياتي لها باحفاد صغار تدللهم وتحبهم تمتلكهم
وتربيهم يسمعون كلامها مثلما يسمع يوسف
كلامها تكون امهم
لذا سألتها مره اخري باسراع
= يعني مالها مش فاهمه حاجه قولي جمله
افهمها العيب منها صح
ثم استمعت لما قالته تلك الطبيبه وتلك المره
بوضوح تام وجمل صريحه
لتفتح فمها بصدمه مع شهقه خرجت منها خوفا
او فزعا فقد كان غير متوقع ابدا ان تكون تلك الفتاه
مصابه لذا رددت بصدمه
مردفه وهي تقف مكانها = سرطان!
ولم تري في عيناه الا القسوه وكأنها اسيره عنده
مثلا او كانه امتلكها بحيله او باخري
وجدته ولأول مره في حياتهم يمسك شعرها بقوه
في يده
مردفا بحده استمعتها في صوته بسهوله فقد
كانت دائما تفهمه وتستشف نبره صوته
= انا هسال مرة كمانن... روحتي فيين؟
حاولت أن تجمع صوتها الذي كان متحشرج في
حلقها من الصدمه ممكن من رده فعله العنيفه
مردفه = كنت بتمشي يا يوسف... كنت بتمشي
صدقنى والله سيبني بقا سيبني
كانت تناظره بخوف ودموع والم مما جعله
يترك شعرها فجأه لا تعلم هل فاق علي نفسه ام
اشمأز منها ام تسائل كيف يفعل ذلك
اصبحت لا تعلم شئ ولا تريد شئ اصبحت في حاله
زهول بعدما انزال من قلبها كلمه امان الذي
حفرت فيها كثيرا
ولكنها لأول مره تشعر بالخوف منه لتضم رجليها
علي صدرها تحاول حمايه نفسها من الذي ظنته
مخصص لحمايتها
انتفضت سريعا بخوف يظهر في جسدها الذي
يرتعش
هي ليست معتاده علي الضرب والصراخ وتلك الاشياء من يومها هادئه اميره متوجه في بيت اباها الذي
سخر حياته كلها ليرعاها حتي امها عندما كانت
معهم في بيتهم الدافئ
وقبل ان تقرر الطلاق فجأه كانت تعاملها برفق
تلك المضروبه الخائفه ليست هي
وتدعي الا تكون هي ابدا فمستحيل بعد كل تلك
سنين الهدوء والجلال احيانا يكون مكانخا علي
الارض
مستحيل بعد كل ذلك الحب تكون امامه دامعه ولا
يقول شئ مستحيل ان بعد كل هذا العبث والغزل في شعرها ان يشده جاعلا اياه مركز الم لها
كيف يعقل ان تكون هي بتلك الحاله كيف يعقل
يتحول الحب لقسوه في ليله وضحاها
فهل القلوب تتبدل بتلك السرعه حقا
هل العقول تتغير بتلك السرعه حقا
هل الاحوال تتبدل بتلك السرعه حقا ...!
فكرت قليلا او كثيرا لا تعم ولكنها مازلتت في
مكانها هي يجب أن تخبره ب الأمر لعله يرأف
بحالها
يجب عليها فعل ذلك ولكن الآن! الان هي كذبت
عصت الله وكذبت علي حبيبها وزوجها
يداها تؤلمها وشعرها بل رأسها بأكلمه جسدها
اصلا مرهق
ولا تعلم لما وشئ داخلها تشعر بالوجع والألم فيه
لأول مره تشعر بكل تلك الهزيمه بكل ذلك الارهاق
تريد ان تستشير احد ولكن من! من الذي تستشيره
وهي وحيده كلمه ما من خمس حروف
كلما ردتتها تشعر انها تريد الموت
_ و ح ي د ه _ عقلها ظل يرددها وكانه احب لها
الالم
اما هو جلس على الاريكه وظل ينظر في عيناها
عيون تعاتبها؟ سخرت من يعاتب من
كلمه العتاب من عليه ان يردفها هل هي
التي خرجت لتحقق مبتغاه ومبتغي امه
ام هو الذي اهانها رغم توصية الرسول عليهم
فرفقا بالقوراير
رفقا يا يوسف كانت عيناها فقط من تتملم وتركت
لفمها حريه ان يشهق باكيا
حتي ارهقت ملقتيها كما ارهق قلبها
اما هو مازال الغضب يتصاعد داخله ومازالت الدموع
تنزل من ملقتيها
دموع وجع وقهر وخوف وتساؤل للمره الثانيه
من هذا؟ هل هذا حبيبها
هل هذا يوسف...
هل هذا الذي كان في أول الزواج
لو فقط لمسها الهواء يحضنها ويهدأها
هل كلمته امه! ولما في كل مره تضع اللوم عليها
الا يفكر... ثم وجدت نفسها تبكي بحرقه متسائله
هل هانت عليه؟ وهات عليه حبه؟ وعشقهم الابدي
الذي وعدوا به بعض
ابن قلبه الرقيق اين عشقه
أين حبه وقلقه والأهم أين حضنة
من الذي رماها هكذا من الذي صرخ ومن الذي
ضرب! من ذلك احد ينطق ويصرخ ويقول لها الحقيقه
ولكن هل هي تريد الحقيقه
هي تريج ان تقنع نفسها
ان هذا مقلب ما او شبح او كابوس ستستيقط منه
مفزوعه فتجد يوسف بجانبها يربت عليها
ويعطيها ماء فاتحا لها حضنه بحنان
تعلمون المها الجسدي لا يأتي شئ بجانب المها
النفسي
قلبها العاشق له المتألم وهي لم تعتاد علي ذلك
وستكرر للمره الالف انها لن تعتاد لن تعتاد ابدا
خرجت من كل ذلك علي سؤال منه اردفه بقسوه
وبصوت جهوري وكأنه غير نادم
= هو انا سالتك اي اول ما جيتي هاا قولي
شعرت فجأة انها طفله وتحاسب ولكن هل لاطفال
يتعاملوا هكذا.. هل سيعامل صفلهم بتلك
المعامله وتسائلت الن يحضنها
ويتأسف الم يفيق بعد مما فعله ومما يفعله
ولكنها اردفت
= سالتني عملتي اي انهارده
_ وجاوبتي ب اي!
هكذا قاطعها سريعا يستفهم غير مبالي بها
ولا بخوفها ولا بآلمها غير عابئا بتبعثرات عقلها
غيرر عابئا بالفوضي الذي جعلها فيها من خوفها
منه
لذا اجابته هي ايضا بينما تناظره بغير تصديق
= اني قضيت اليوم في البيت ومنغير ما اعمل حاجه
_ لييييه؟؟؟ ليييه بقاااا ليييه الكذبب؟
وليييه تنزلي منغيير ما تقولي اصلااا
ولو عايزههه تنزلي اويي كدة لييه متصلتييش تقولي
هكذا ما صرخ به للمره العاشره صراخ صراخ صراخ
لما لا يفهم انها تعبت وارهقت تشعر ان روحها
تمزقت او قلبها انشل من مكانه لما لا تفهم يا
يوسف هكذا سألته بعيناها ولكن هل المحكوم
عليه يسأل لذا لم تجد امامها الا ان تنحي
مشاعرها جانبا بحزن بخوف
ثم اجابته وهي تمسح دموعها ابكي كانت
معلقه على خذيها
= انا اسفه انا انا مش مش هكذب تااني انا كنت
هقولك بس انا
قاطعها سريعا مكملا لها بسخريه = قولتي اكذب
عليه ما انا اللي في الشغل ومش عارف حاجه
بقا انا اعرف ان مراتي نزلت من بوااب من بواااب
فجأه عمل عقلها كاذبا للمره الثالثه مردفا = انا نزلت ركبت تاكسي ووصلت علي البحر اتمشيت شوية
وجيت بقالي كتيرر منزلتش
نظر لها والشك دب في اوصاله
لا يصدق التي تقوله فمن تكذب مره تكذب الف مره
أليس هذا صحيح؟ ام نقول ان هذا الشائع والمعتاد
لذا تجاهلها ذاهبا لغرفته... يغلق النور وينام
لا يريد أن يكلمها... لا يريد اي شئ منها
اما هي جلست تبكي كذبت وضربت وشد شعرها
هي فقط تريد الهروب الان وأفضل هروب قدمه هو.. هو النوم اذا لتهرب هي الاخري مفكره هل
سيسامحها؟ ام لا
وهل ستسامحه هي أم لا؟
هي لا تعلم ولكنه من اجبرها علي ذلك
هو وعائلته يريدون طفل لذا فليتحملوا
يتحملوا مثلما تتحمل هي
مسحت دموعها واغلقت التلفاز واغلقت عينها علي
تلك الاريكه... تريد الهروب هي الاخري كما قالت
مر الليل عليها ك الجحيم او ممكن كشعور يونس
عليه السلام اول يوم في بطن الحوت
هي تريد الموت تريد الذهاب لآباها تسأله ماذا تفعل وتعود
ولكن كيف... ولما المستحيل لا يتحقق!
بعد ذلك الموقف
ظل اسبوع متجاهلا اياها رغم محاولتها الكثير في ان تكلمه
تعلمه عصبي وجامد القلب لا يلين ابدا
ولكن هي حبيبته عليه أن يعاملها معامله خاصه
خصوصا انه اخطا ايضا
ولكنها فقط تنتظر ان يفكر فيها يفكر في انها
بحاجه له
هل ستكلم الحائط فعلي الاقل هو ينزل كل اليوم
العمل
ويعود يجد غذائه جاهز يأكله في صمت ثم يسهر علي التلفاز ويدخل ينام
الا يظن انهم بحاجه لبعض الحديث او نقول انها
اشتاقت لصوتها حتي فهي صامته منذ الكثييرر
لذا في ذلك اليوم وقفت امامه بعدما حملت الأطباق من علي الطاولة وضعتها في المطبخ
مردفه له = يوسف احنا محتاجين نتكلم كفايه كده
سألها ببرود مبالغ فيه = نتكلم في اي؟
لذا ردت عليه بنفاذ صبر
= يوسف انا سما انت ازاي تعاملني كده انا مليش حد غيرك
اجابها وهو يسحبها للجلوس بجانبه
= بتكذبي وتنزلي من ورايا لي؟
نظرت في الأرض ثم اردفت وهي تتنهد
= ما انت حابسني يا يوسف انا ابتديت اتخنق
اجابها بلا مراعاه لمشاعرها
= والله قولتلك خلفي وتتسلي فيه
اما انا مراتي مانزلش كل يوم وتتسرمح
رددت ورائه ب استغراب
= اتسرمح! يوسف لاحظ ألفاظك
نظر لها نظرة مليئه ب السخريه جعلتها تتسائل
هل تغير ام كلام امه يؤثر عليه بشده ثم زالت من
راسها فكره امه مفكره ان يوسف ذات نفسه أصبح
هو المتغير
ثم جاء، في بالها هل هو حقا حبسها في البيت
بشكل تدريجي ولأنها غبيه كانت تطيع؟
هل هو متملك ام لا يملك قلب أم حبها توقف عن
الجريان في شريانه؟
هو صحيح قاسي قليلا هو صحيح يصرخ عليها هو لا
يحب أن تنزل كثيرا
هو يمنعها من زياره بيت جدتها التي فيه الكثير من
الذكريات ولكن لأن البيت بعيد أليس ذلك كلامه
لا تعلم لما تلك الأيام خاصة تخاف منه وتشعر انه.
انه... انه مريض بشئ ما
هل ستنجب طفل هذا اباااه!
ولكنها نفت ذلك من رأسها سريعا
هو يوسف حبيبها.... هو فقط غاضب منها لذا متغير
اي مرض واي قسوه هذه طباعه فقط والطباع لا تتغير سريعا
وكم من الرجال هكذا... كثيييراا
انتشلها من دوامه أفكارها مردفا بقسوه اكثر
= هو ده انا... راجل شرقي
محبش مراتي تنزل والناس تشوفها
اجابته بخوف فقد كانت دائما المطيعه التي تقول
نعم وفقط ممكن لأنها خائفه ان تكون نسخه اخري من امها التي كانت تتمارض كثيرا ويحتويها اباها خصوصا وأنها تعلم ان يوسف لن يحتويها ابدا
= طب ما بابا كان شرقي... وكان بيحب ماما جدا وكان بيخليها تنزل عادي وبيعاملها حلو
فيه فرق ما بين الغيره وانك تكون خانقني وانك
تضربني وتشد شعري كأني مش مراتك ولا كأن
الدين بيقول عاملوهم برحمه ومودة
اجابها بلا اهتمام
= هو ده اللي عندي
سنه ونصف في سعاده هل كان يداري وجهه الاخر
عنها؟
ام هو فقط تغير مثل اغلب الرجال بعد الزواج
سنه ونصف كان يخبرها بكم يحبها صحيح في الاوانه الاخيره
لا يتغزل فيها كثيرا ولكن أليس ذلك من ضغط العمل علية!
والبس هذا ما كان يقوله ام الاصح ما كان يتحجج به
ام هي فقط تضع المبررات معه ؟
ابتعدت عنه تجلس بعيدا لتجده يقول
= ووش الخشب ده مش عايزه مش ناقص نكد يا سما
كفاية اوى امي واللي بتعملوا. نفسها تشوفلي عيل مش حرام صح؟ وانتي كده كده مش بتشتغلي عشان
اعمل حجه
اننا عايزين نأجل الخلفه انتي لازم تروحي للدكتور ها
انتي! يعني حتي لو علم ب الأمر كان لن يذهب معها
سخرت وهل سيتىك عملة العزيز!
ابتلعت ريقها مردفه
= وانت لي متخيل ان انا السبب؟
اجابها وهو يشاهد التلفاز
= لان انا كل عيلتي بيخلفوا انتي اللي محدش يعرفلك عيله ولا نعرف كانوا بيحملوا ولا لا
ارتعشت من داخلها من كلماته لها متي كان قاسي هكذا
ولما؟ ما الذي حصل حقا؟ هو يعلم انها بلا عائله منذ البجاديه اذا لما المعايره الان
= هو انت مبقتش تحبني؟
هكذا سألت هيه
نفخ خذيه بملل مردفا
= بحبك يا سما بحبك.. قومي بس اعمليلي كوباية
شاي
سخرت.. شاي!
ولكنها
قامت من مكانها داخله للمطبخ وهنا شعرت
انها لا طاقة لها لحبس دموعها اكثر من ذلك
لذا وضعت يداها علي فمها تمنع تلك الشهقه من
الخروج لتجلس علي الارض سريعا تبكي بقوه وهي
تضم
جسدها بخوف
وتكمل بكاءها الحاد كانت دموعها غزيره
وشهقاتها وكأن روحها تخرج من جسدها
متسائله لما كل ذلك يحصل معها
هي لا تريد شئ هي فقط تريد أن يعود يوسف كما كان
ومعها طفل لكي يسعد هو
هم صدقوا عندما قالوا
" الزن في الودان امر من السحر"
ف واضح ان سم امه انتشر في عقله كله حتي أصبح
هو السم ذات نفسة
وهي فقط ستضطر ان تتعامل في الأمر
وحدها! وهي التي كانت دائما تخشي الوحدة
لتسمع صوته العالي الذي كان يقول
= الشاي يا سما
لتردد
= اه حاضر.. حاضر
لتقوم من مكانها واضعه ذلك البراد علي النار
تلك النار التي تكوي قلبها وعقلها
لتغمض عيناها وهي تفتح الصنبور غاسله وجهها بقوه
وهي فقط ستنتظر نتيجه التحاليل
التي هي ايقنت الان انها ستكون مسأله حياه او
موت بالنسبه لها
ولا تعلم لما حلم الامومه الذي يجب أن يكون لها
حلم ملئ بالسعاده
تحول فجأه لكابوس!
كابوس تتمني ان تفيق منه علي طفل في يداها
تسكت بها حماتها وتفرح به زوجها
لعله يعود!
يعود يوسف حبيبها... وليس ذلك الغاضب
الذي يريد طفل ولا يراعي اي شئ
ألم يكن يقول لها انها هي طفلته
فلما نسي تلك الكلمه
ألم يقول لها سيكون اب لها؟
فلما شعرت الان انها يتيمه
هي تريد اباها اباها الحقيقي
ف أخبروها كيف لطفله تشعر بالتشرد الان
يريدوها ان تكون اما..؟
اما لطفل ما يريد أن يُراعي وهي التي تحتاج المراعيه
يريد أن يتغذى وهي تشعر أنها ستهوي في اي
وقت
يريد أن يكون لديه عائله قويه
وهي أمة هادئه صامته راضيه ب أمور لا عليها أن
ترضى بها
واب غير سوي سهل التأثر عليه
وجده اباه سامه وعمه ليس لديها شخصيه
وجده امه الذي لن يراها سوا مرات معدوده وماديه
ايضا
لا تعلم لما بذلك التفكير شعرت بالشفقه على ذلك
الطفل
الذي لم يولد بعد!
اخرجت الشاي له وراقبت حماسه البادي علي وجهه وهو يشاهد تلك المباراه ولا تعلم لما تمنت ان ينظر لها بذلك الحماس والشغف
أمسكت بهاتفها وقرات بعض من الأذكار لعل قلبها يهدأ من ذلك الحزن المميت
ولعل العقده تنفك ويعود يوسف كما علية
ومرت الايام حتي جاء يوم الذي ستستلم به التحاليل
ووجدت نفسها تنزل مره اخري ولكن تلك المر اخبرته في رساله انها ستنزل.. وبعد مرور الوقت
وجدت نفسها تمسك ورق التحاليل في يدها ذاهبه
للطبيه
راكبه عربه اخري متنهده بخوف ف الان ستعرف هل فيها عيب؟ او مرض في الانجاب او لا!
وحين وصلت للطبيبه ظلت تجلس منتظره
دورها وقلبها يدق بعنف داخل صدرها
لا تعلم اذالك خوف ام رعب!
ولكنها ظلت منتظرة
ثم نادت تلك مشرفه العياده قائله
= الدور التلتاشر.. مدام سما اتفضلي معايا
هكذا سمعت هي لتقوم عادله من وضع ملابسها
تمسك حقيبتها بتوتر
وتحاول ان تتجاهل ذلك الصوت داخلها الذي يقول
لها اهربي او حتي يخبرها ان تجري وتصمت
وتهجا في بيتها كعادتها ذلك الصوت الكي يريذ
ان يصنع كيك الان ويختار اسمها
لتتنهد مره اخري وهي تخطو اول خطواتها داخل
غرفه الطبيبه
مثل المره الماضية استقبلتها ب ابتسامتها
البشوشه لذا شعرت سما ببعض الطمأنينه
ولكن تلك الطمانيه لم تداري توترهاالبادي
بسهوله علي وجهها
قدمت لها التحاليل بعد ان جلست
ثم راقبت وجهها الذي كان ينكمش وينفرج
راقبت تعبير تلك الطبيبه التي لم تفهم اهي
مصدومه ام تقرا بانفعال ام ماذا بها فراقب بصمت
و ب استغراب وهي تنتظر ولا تعلم لما قلبها
يؤلمها ؟
علي الطرف الاخر
وفي بيت عائلي جلست " اماني" تلك ام يوسف
وسلمي
علي اريكه ما... تنتظر خبر ما من تلك الطبيبه
فنعم هي التي اخبرت سما عن تلك الطبيبه
وما اثار استغرابها ان بعد ثلاث شهور
ذهبت سما لها.. واتصلت بها الطبيبه ما ان خرجت
سما من عندها
حيث ان تلك اماني صديقه لتلك الطبيبه منذ الكثير
والطبيبه تعلم اسم سما بالكامل وطبعا تعلمون من اخبرها به
تنهدت اماني وهي تفتح هاتفها تراقب الساعه
وتنتظر اتصال تلك الطبيبه ايضا تنتظر
الخبر تنتظر ماذا سيحدث
مرت سلمي من امامها ولا تعلم لما ارادت
ان تصرخ في ابنتها فجأة
= اااه افضلي انتي كده علي التلفون
أربعة وعشرين ساعه.. متسبهوش
ما ان سمعت سلمي ذلك الكلام المكرر بالنسبة لها
توجهت لغرفتها مره اخري تتأفأف
وهي تراسل ذلك الشاب الذي تعرفت عليه حديثا
تراسله بحب.. بحب مخفي
لا يرضي عليه الله ولكن ماذا تفعل فتاه انحرمت من حب امها ماذا تفعل غير البحث عن حب اخر
ماكا تفعل فتاه لم نجد حنان الاخ يحاوطها ماذا
تفعل غير البحث عن حنان اخر يعوضها
ماذا تفعل فتاه وجدت نفسها تعيش مع ام لا تهتم
الا بمصلحه اخاها ماذا تفعل وفهي تعبش مع
ام لا تثق بها ماذا تقعل وهي تعيش مع ام
تخطط وتدبر ماذا تفعل غير الهروب من الواقع
عن طريق حب ما ...!
علي الناحيه الاخري
وكانها استمعت لذلك الصوت داخلها
خرجت من غرفه الطبييه تجري بخوف
تجري بفزع.. فقزط التحاليل خطا؟
والطبيبه فاشله
هي بخير....هي بخير
لم يحدث شئ ولن يحدث
ان ذلك كابوس مؤلم فقط كابوس مؤلم
ركبت اي عربه سريعا اخبرتها بالعنوان
وهي تبكي بقوه وتشهق
قبل ان تفكر بعقلها انها س تخبر حبييها علي كل
شئ وهو بالتاكيد سيتفهم وياخذها في حضنها
يمنع اي اذي بالوصول لها يحميها
فلقد وعدها ان بكون حصن منيع لها وحامي مدافع
وكانه جندي وهي وطنه الذي يعشقه
صحيح؟؟ هذا ما ردتته
اكيد سبشتم تلك الطبيبه ويقول انها لا تفهم شئ
قهقهت وسط دموعها هو من يومه لا يحب الاطباء
يقول انهم يتلككون للحصول علي مال
ظلت تربت علي موضع قلبها بخفه لعله يهدأ
لعل الامر خيرالعل هناك خطا ما لعل الحياه
تبتسم لها او لعلها تفيق من ذلك الذي تصر
انه كابوس
ستعيد التحاليل مره اخري وتذهب لطبيبه اخري
هكذا ستفعل وستخبره ب الأمر ليكون معها داعما
لها ليساندها في محنتها والمها ليربت عليها
ويقول بابتسامته ان كل شئ بخير كل شئ سيصبح
جيد او كل شئ رائع هي فقط تريد ان تسمع
بضعه حروف يدلوا علي البهجه
كانت تفكر به وهو يفكر هل سيتزوج حقا؟
ولا يعلم لما الفكره في رأسه جعلته متحمس للأمر
يذهب كل يوم عند واحده أو حتي يذهب يومين عند الجديده
وسما لن تعارض وان عارضت
هنا وقف متسائلا ماذا ان عارضت؟
فكر قليلا ولم يجد الجواب
ثم حول تفكيره لسؤال
لما ستعارض؟ أليس هذا شرع الله
وكأنه لم يكن يعلن ان لكي يتعدد في الزوجات عليه
أن يكون فيه سبب مرض او انها لا تنجب او مقصره
في حقه
والي الان هو ليس عنده اي مبرر ليتزوج مره اخري
لأنهم الي الان لم يخضعوا للتحاليل ويعلموا من
الذي لا ينجب بالضبط!
مر بعض الوقت علية ومازال يفكر
حتي دخل عليه صديقه مره اخري
وللمرة الثانيه تكلموا في امر الزواج ولكن تلك المره هو من بدأه
هو يوسف الذي كان يجري ورائها عااشقا
هو يوسف الذي كان يراها وردته الغاليه
هو يوسف الذي يغير عليها ويتملكها
هو يوسف الذي وعدها ان تكون اميره وهو اميرها
والان هو يوسف الذي يريد أن يتزوج عليها بل
متحمس لذلك
وان سألناه كيف تهون عليك؟ لن يجب الإجابة
لن يجد الإجابة لانها من تتحمله دائما وترعاه
لن يجد الإجابة لانها من تسمعه وتفهمه
لن بجد الاجابه لأنها من تصونه وتصون بيته
لن يجد الاجابه لأنها من تحبه وتعشقه
لن يجد الاجابه لانها الوحيدة التي تثق به
لن يجد الاجابه لانها الوحيده الذي ظنته امانها
لن يجد اي اجابه لانه خذلها ويخذلها
كسرها وسيكسرها
ضمرها وسيدمرها متناسيا ان هذه زوجته
ان هذت سما فكيف تهون عليه
هكذا كان يعلم بالضبط ولكنه قرر تجاهل كل ذلك
والمخاطره.. وكأن مشاعرها لعبه ما
أو كأنه سيخاطر بشراء اكله جديده
او سيحدث سيارته الذي لم يحدثها منذ زمن
وكأن الذي لا يفكر بها تلك هي لعبه وليست
انسانه وليست اي انسانه انها زوجته انها من
اختارها ليربط رابط قوي بينها انها العاشقه له
والذي جعلها تظن انه عاشق محب لها
فهل كان حبه الذي سراب ام هو السراب ذاته
اما علي الناحيه الاخري
رن هاتفها لتنتفض هي من مكانها
تفتح سريعا مردفه = اي يا دكتوره ساميه اي
العيب منها؟! ولا هي كويسه
قولي.. قولي بسرعه انا مستنيه علي نار من ساعه
ما بعتيلي رساله قولتيلي انها جت
ابتلعت تلك الطبيبه ريقها بصعوبه
وهي تخبرها ب الكثير من الاشياء العلميه التي لا
تفهم منها شئ فقد كانت تريد سماع جمله واحده
فقط " العيب منها"
فتجبر ابنها علي الزواج باخري او ان يطلقها
وياتي لها باحفاد صغار تدللهم وتحبهم تمتلكهم
وتربيهم يسمعون كلامها مثلما يسمع يوسف
كلامها تكون امهم
لذا سألتها مره اخري باسراع
= يعني مالها مش فاهمه حاجه قولي جمله
افهمها العيب منها صح
ثم استمعت لما قالته تلك الطبيبه وتلك المره
بوضوح تام وجمل صريحه
لتفتح فمها بصدمه مع شهقه خرجت منها خوفا
او فزعا فقد كان غير متوقع ابدا ان تكون تلك الفتاه
مصابه لذا رددت بصدمه
مردفه وهي تقف مكانها = سرطان!