٥ مقابلة عمل

كنت أسبح في نومي العميق لا أحلام كالعادة ،و لكنني كنت مستمتعة بالنوم ، بالأخص لأنني كنت ثملة و متعبة ليلة أمس ، لم أقضي وقت كهذا منذ..منذ سنين!

لنعود للواقع للحظة حيث أنا أستيقظ منزعجة بسبب طرق الباب و رنين هاتفي ، ماذا يحدث هنا؟ "قادمة لحظة ، نعم نعم قادمة!"صحت بصوت أمل ان يكون مسموع لمن يطرق و بدأت أسير للأسفل و أنا اُلملم شعري المبعثر في كل مكان ، نظرت بغرابة لبيري التي تقف أمام بابي و تبدو منزعجة للغاية

أتذكر بأنني لمحت الساعة تشير إلي السابعة صباحًا أثناء نزولي ، لذا لما هي هنا؟ خرجت من أفكاري على يدها تبعدني و تدخل للمنزل بينما تتمت باللعنات لي ، مجددًا ماذا يحدث هنا؟

"نصف ساعة ، أتصل بكِ منذ نصف ساعة لكي تستيقظِ و لكن لا حياة لمن تنادي ، للحظة ظننت بأنكِ مُتِ مختنقة بلعابكِ او شيئًا من هذا"كان هذا محرج للغاية ، أنا أعترف بأنني باندا تنام كالبقرة و لا تعلم بما يدور حولها ، ذات مرة حدثت عاصفة مرعبة هنا و أنا لم أعلم بأي شيء إلا في اليوم الثاني حين تحدث الجميع في الأمر ، يومًا ما سوف أموت مختنقة بلعابي كما قالت بيري

"آسفه ، ماذا تريدين على كل حال؟ في هذا الصباح الباكر؟"تحدثت بهدوء أجلس أمام بيري التي نظرت لي بعدم تصديق ، أخبركم بأنها سوف تهشم جمجمتي فى اي لحظة "أ لم أخبركِ البارحة بأنني وجدت لكِ عمل و سوف نذهب للمقابلة اليوم؟ أ لم أفعل؟؟" هي صاحت تجعلني اجفل ما بها بيري تكبر المواضيع هكذا ، ما الأمر في كوني باندا تنام كالبقرة و تنسي كالسمكة؟

"هل سوف نذهب الآن؟"سألت بهدوء لتصرخ بصوت مكتوم لأركض أنا لغرفتي فى الطابق الثاني ، تعرفني منذ يومين و سوف تقتلني من غبائي و انا أعيش معي منذ الأبد و مضطرة أن أكمل حياتي معي أيضًا ، هذا ليس عدلًا!

لن استحم اليوم لا وقت ، لا بأس فأنا رائحتي ليست سيئة ، فعلت روتيني بسرعة ، ثم بدأت أدور حول نفسي في الغرفة لأجد ما ارتديه "ميا!"سمعت صياح بيري بأسمي لأصيح أنا الأخرى بـ"هنا على اليمين" اعلمها بمكاني ، ظهرت هيئتها على الباب تنظر لي أنا التي تحت السرير بغرابة ، ماذا أنني أبحث عن حذائي

"لا يمكنني إيجاد حذائي!"تقريبًا بكيت و لكنني حقًا غاضبة ، أكره حينما لا أجد شيء يخصني ، أغضب و اثور و أصيح في أي شيء أو أي شخص و لا أصمت حتي أجده ، إن لم أجده أو لم أجد الوقت لأبحث سوف أظل طوال اليوم أفكر بأين بحق الله يوجد ذلك الشيء المفقود ، كما سأفعل الآن

"ماذا سترتدين؟"سألتني تأخذ خطواتها داخل الغرفة ، أخرج من تحت سريري و أرفع الملابس العملية جدًا التي امتلكها و هي ذوق والدتي بالمناسبة ، بنطال قماشي ، قميص و جاكيت فوقهم ، أكره هذه الملابس و لكنها عملية و رسمية تظهرني كما لو أنني محترفة ، بينما أنا لست كذلك

"كنت اعلم! لن ترتدي هذا فنحن لسنا في جنازة ، حتي فى الجنازات لا نرتدي هكذا ، ايًا كان أرتدي هذا سريعًا حتي نذهب"تناسيت سخرية بيري و التهيت في الحقيبة البلاستيكية التي وضعتها بين يدي ، لم أجد الوقت للجدال أو الاعتراض لذلك بصمت دلفت للحمام ، أخرج محتوي الكيس لأجد بنطال جينز أزرق فاتح ، و قميص أبيض نسائي من الستان أظن ، و جاكيت طويل -كارديجان- باللون البيج الفاتح و معهم حذاء ذو رقبة قصيرة و كعب متوسط ، باختصار الملابس كانت رائعة

ارتديتهم و خرجت لبيري التي إبتسمت بفخر حين رأتني "هل نخبر كايلي و كيم بأنكِ اتيه؟"مزحت لتضحك "و ليس هذا فقط فالتخبروا كيندال بأنكِ اتيه"أثنت بيري لتتسع عيني هذا كثير! "هيا يا آنسة كايلي فالتضعي لمساتكِ السحرية لنذهب"

صففت بيري شعري بجعله سوي -ستريت- و أخذ خصلتين منه تضعهم للخلف و تمسكهم بمشبك شعر ، القليل من الميكاب و انتهينا ، حينما كنت جالسة في السيارة ذهب تفكيري للحذاء ، أين هو بحق الله! أنا دائمًا ما أضعه تحت السرير ، لما لم أجده اليوم!

"ميا كفى عن الشرود ، سوف نكون هناك خلال دقائق و يجب أن تكوني بكامل تركيزكِ فكما أخبرتكِ تلك الشركة كبيرة و كذلك الوظيفة!" حذرت بيري لأومأ بصمت ، كنت قد بحثت عن الشركة و علمت بأنها ذات صيت ذائع في مجالها الأزياء ، أن تتوفر لي فرصة العمل هناك لهو شيء رائع و صعب فهي شركة كبيرة بحق و أنا لا أظن بأنني استطيع تحمل المسؤولية!

"صحيح لم تخبريني كيف دبرتِ تلك المقابلة؟"صمتت بيري مجددًا ، فلقد سألتها نفس السؤال البارحة قبل نومي و هي لم تجيب "بيري؟"ناديت لتتنهد "حسنًا حسنًا سأخبركِ كيف و لكن لا تحكمي علي موافقة؟" بالطبع وافقت لتومأ و تتحدث بينما عينيها مركزة على الطريق

"حبيبي يعمل في الشركة و هو وضع أسمكِ و بيانات قد أرسلتها له فى طلبات المقابلة ، هذا غش بالنظر لأن غيركِ قد قدم بالطلبات منذ أسبوع أو أكثر و أنتِ وضع طلبكِ خلال ساعتين ، لهذا لم أريد أخبركِ" صدمت ، لأن بيري تمتلك حبيب و أنا لم أعلم بأمره ، و لأنه يعمل هنا ، و لأنه -بالاضافة لها- وافق على مساعدتي بالرغم من عدم نزاهة الأمر

"أنا آسفه بيري و لكنني لن أذهب لذلك العمل اعتذري لحبيبكِ و لنعود"تمتمت بجدية لتتوقف بيري و تنظر لي بعيون واسعة "اتمزحين ميا؟ بعد أن تحولت لهالك لكي أيقظكِ و ارتديتِ هذا الملابس و أتينا أمام الباب اللعين ، ناهيكِ عن وضعنا لأسمكِ بين الملفات تقولين لن تذهبي؟" كانت بيري تصيح ، أكاد أرى اللون الأخضر يكسوها من شدة غضبها

انكمشت أنا فى الكرسي لا أعلم ماذا أفعل ، "ميا ، وضعنا للطلب بدون معرفتكِ المسباقة او سعيكِ لذلك لا يعني بأننا ضمنا لكِ الوظيفة! أنتِ من سوف يثبت إن كنتِ تستحقينها ام لا ، المقابلة هي مجرد فرصة لكِ لا أكثر ولا أقل ، كل شيء يعتمد عليكِ أنتِ لذا فلتحركِ مؤخرتكِ و لنذهب للمقابلة اللعينة!!"فورًا نزلت من السيارة لأجد أمامي سلالم كثيرة تقود لبوابة زجاجية كبيرة كُتب فوقها "شركة ازدس للأزياء" و مرة أخرى أكاد اضحك بسبب هذا الإسم

"هيا لنسرع أريد رؤية روميو قبل أي شيء"قالت بيري بينما تسرع لداخل الشركة ، روميو؟ "من روميو؟"سألت أسير خلفها متجاهلة نظرة الجميع لنا ، هل نحن في الثانوية يا شباب؟ لا إذًا لما يتتبعون الناس الجدد بأعينهم!

"روميو أنه حبيبي و لا أنه ليس لقب بل هذا إسمه بالفعل "أجابت بيري بسرعة ، كادت تدخل لمكان و لكن صوت فتاة الإستقبال أوقفها أو أوقفنا"مرحبًا آنستي كيف يمكنني مساعدتكِ؟" إبتسمت الفتاة بإصطناع و كذلك فعلت بيري "شكرًا عزيزتي لا أريد مساعدة أنا هنا لرؤية السيد والترز هو بالداخل هنا"أومأت الفتاة معتذرة لتهز بيري رأسها و ندلف للمكان ، الذي هو كافية داخل الشركة ، جيد.

إن كنتم مثلي تتسألون كيف يبدو روميو؟ و هل يستحق هذا الإسم التاريخي؟ فدعوني أخبركم نعم ، الشاب رائع! ، أنه ذو هيئة طويلة و عريضة قليلًا ، شعره بني طويل و ناعم أنه يلمع! ، ابتسامته اللطيفة التي أعطاها لبيري كانت تعطي طاقة-vibes- مغايرة لمظهره "مرحبًا ميا ، كيف حالكِ؟"سألني روميو ذو الصوت اللطيف و الذي به بحه و لهجه غريبة "مرحبًا روميو ، أنا بخير! شكرًا"

إبتسم لي و من ثم أشار لنا بمعني أن نجلس ، رؤيته بجانب بيري تجعلني أقسم بأن أطفالهم سيكونون عارضين أزياء بلا شك أو ملكة جمال -إن كانت فتاة- "إذًا ميا ،عليكِ معرفة بأن المقابلة لن تكون سهلة فالمدير صعب للغاية ، البعض يخرج من هناك يبكي من قسوته ، أنا لا أقصد اخافتكِ بل أخبركِ بحقيقة الأمر لكي لا تصدمي" كان يحاول روميو أن يتحدث بلطف بحيث يطمئنني قليلًا و لكن واللعنة هو جعل قلبي يسقط ليرتاح في امعائي ، سوف أهلك!

"على كل حال أنتِ جميلة للغاية ، أعجبتني ملابسكِ و شعركِ إنه لطيف" لا أعلم ماذا صدمني أكثر ، تغييره للموضوع بهذه السرعة ، ام تغييره الموضوع عن طريق ثنائه علي! أم اقترابه من الكرسي خاصتي حين قوله ذلك؟ ام نظرة بيري التي لم تتغير ، بل فقط ظلت هادئة مبتسمة "شـ..شكـ..شكرًا!"تلعثمت ليضحك روميو و يعود بظهره على الكرسي و تشاركه بيري الضحك

"لا تخافي هو لا يعض روميو لطيف"تحدثت بيري تشبك أصابعها بخاصة روميو الذي أبتسم أكثر و أومأ ، يبدون رائعين و نقطة. "أحب المزاح مع صديقات بيري فهن مثل اخواتي الصغار ، و أنتِ الآن صديقتها لذا أنتِ بمثابة أختي الصغيرة"أعلن روميو بهدوء لأبتسم ذلك لطيف ، هو لطيف ، هي لطيفه ، الجميع لطفاء فجأة!!

"أظن بأن ذلك لطيف!" تمتمت لتضحك بيري "صدقيني هو كذلك ، يمكنكِ سؤال جيسي و جايد عن مزاح روميو معهم ، يلعبون المصارعة سويًا!"اتسعت عيني ليضحك روميو ، مضيفًا "و لمعلوماتكِ أنا من يخسر" كان دوري لأضحك على تخيل شكل روميو مضروبًا من جيسي و جايد

"كفانا حديث و هيا لندخلكِ للمقابلة"قال روميو و هو يقف لنفعل المثل "ليس حقًا و لكنكِ سوف تنتظرين أمام المكتب مع الباقين ، ليس بالشيء الصعب صحيح؟"استرسل روميو لأومأ ، من المفترض أن أنتظر مع الباقين

وصلنا للدور الثالث في هذه الشركة الكبيرة ، سار بينا روميو لرواق طويل به فتاتين و رجل جالسين ينتظرون دورهم ، بينما يجلس رجل آخر خلف مكتب يعبث بالقلم الذي بين يديه ، أنا خائفة.

"إذًا ها نحن ذا ، الأمر متروك لكِ أنتِ ، أبذلي كل جهدكِ لتبهريه و تذكري بأن وظيفة المساعدة ليس بسهل لذلك هو سيكون قاسي قليلًا ، على اي حال أنتِ رائعة و سوف تظلين كذلك و أنا أشعر بأنكِ ستنالين الوظيفة"أنهي روميو حديثه بالتربيت على كتفي و الابتسام ، أتت بيري من خلفه لتقف أمامي "انظري مهما حدث بالدخل اعلمي بأنني سأكون فخورة بكِ ، و بأنكِ إن خسرتي هذه الوظيفة فلن تكون نهاية العالم بل سنجد لكِ واحدة أخرى ، إذهبِ لهناك و افعلي ما بوسعكِ و إن لم يقبلكِ فهو الخاسر" كدت أبكي بسبب حديثها ، كنت لفعلت لولا بأنني لا أملك مشاعر لأفعل ذلك!

"شكرًا بيري و روميو على كل شيء ، لن اخذلكم"كنت ممتنة بالفعل ، قررت بأن أفعل ما بوسعي لكي لا اخذل الثقة التي في صوت بيري ، و الدعم الذي أعطاني إياه روميو ، ودعوني و ذهبوا لمكتب روميو بينما جلست أنا أمسك بملفي بين يدي و اتحضر نفسيًا لما سوف يحدث

"ميا ميلر؟"نادى الرجل بعد فترة لأنظر له ليشير برأسه نحو الباب "أعجبتني ملابسكِ ، عصرية و لكن مهنية"أثني الرجل لأبتسم له بخفة و أشكر بيري في عقلي "انظري سوف اسدي لكِ نصيحة ، تحدثي معه في كرة القدم فهو يحبها و سوف يخرج عن صلابته ، بالتوفيق" إبتسم الرجل و هو يرفع لي إصبع الإبهام لأومأ و اتشجع

"مرحبًا آنسه؟ ميا؟ هل هذا أنتِ؟"سأل الشاب الذي يجلس أمامي لأومأ و أجلس أمامه لنبدأ المقابلة ، "أخبريني بما لديكِ"صمت استوعب ما يحدث ، ألا يجب عليه سؤالي و أنا أجيب؟ "المعذرة؟"تمتمت ليرفع نظره من الورق و ينظر لي قبل أن يقلب عينيه "أوه تريدين أسئلة كالباقين ، حسنًا"كان يبدو وقحًا ، للعنة هل سأعمل مع هذا؟

"لماذا تظنين بأنني يجب أن اقبلكِ في هذه الوظيفة؟"سأل لأنظف حنجرتي قبل التحدث "لأنني حاصلة على شهادة من جامعة هارفارد لأدارة الأعمال!" نظر لي بدون ملامح لأتوتر و لكنني أضيف " و أحب كرة القدم!"

إبتسم بسخرية بحتة و هو يضع الورق الذي بين يديه جانبًا "و أنا أكرهها للغاية آنسه ميلر و لا أحب تواجد مشجعيها حولي" يمكنني الشعور بالدم ينعدم من أطراف أصابعي و من وجهي ، أنا في ورطة!

"أنا..انـ.أ.." تلعثمت ليتنهد "أخبريني آنسه ميلر هل يمكنكِ إقناعي ببيع كلبي جونيور؟"نظرت لحيث يشير لصورة كلب لطيف للغاية و صغير ذو لون رمادي و عيون زرقاء ، حقًا!

"و لما أفعل ذلك؟ أنا هنا لأكون مساعدة لا عميلة بيع!"كان حان وقتي لأتواقح قليلًا ، فلقد دمرت فرصتي بالفعل ، رفع حاجبه لي و من ثم وقف من كرسيه "لست مضطر لتبرير ذلك آنسه ميلر ، و ليست وظيفتي أن أشرح لكِ طبيعة عملكِ ، لكنني سأفعل ، أنتِ هنا لتعملي مساعدة لي و هذا صحيح و لكن إذا طلبت منكِ أن تبيعي شيء يجب عليكِ فعل ذلك ، يجب اطاعتي طالما أن اومري ليست خطيرة أو ضد القانون أو الأخلاق ، هذه وظيفة المساعدة آنسه ميلر " تحدث ببرود تام و ملامح جادة ، للحقيقة كنت خائفة

"سيدي أنا.."قاطع اعتذري السخيف عن وقاحتي الغير مبررة بالاشارة للباب "انتهت المقابلة آنسة ميلر و أنتِ لم تنالي الوظيفة ، يمكنكِ الرحيل"أردت البكاء للحظة ، للعنة أردت البكاء كالطفل و لكنني تماسكت ، هو لعين على كل حال ، هكذا أفضل "لم تكن وظيفة أحلامي على كل حال" تمتمت أخذ ملفي و أقف

"آنسة ميلر!"نادى من خلفي لأنظر له بقرف ، هو لعين "فى المرة القادمة التي تتقدمين بها لوظيفة تأكدي من أنكِ لم تسكبي شرابكِ في وجه مديرك"اتسعت عيني و وقع فكي ، للعنة هل هو من سكبت الڤودكا بوجهه قبل البارحة؟

"يمكنكِ الذهاب"تمتم ببرود ، فقط اللعنة.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي