٩قصة حياتي

وضعت أخر غطاء لدي على الأرض و نظرت لغرفة الضيوف -حيث سنقضي ليلة الفتيات- بدت جاهزة للحفلة التي ستحدث بعد دقائق

"أنا سأفتح" صاحت بيري من الأسفل عندما رن جرس الباب ، صوت الفتيات يتحدثن بحماس ملئ غرفة المعيشة ، نزلت لهم و عانقتهم "هل أتيتم بالبيجامات لهنا؟"سألت مستغربة لتومأ جايد بينما قالت جاسمين"نحن نفعل ما نريد يا فتاة!" كان دوري لأومأ

ضربت بيري كفيها ببعض و هي تصيح بـ"فلتبدأ ليلتنا"انتشروا في المنزل ، جايد و بيري في المطبخ يحضرون المقادير لصنع كعكه ، ليا ذهبت لغرفة الضيوف لتضع الملابس و الوسادات التي احضروها بالإضافة للأفلام ، بينما جاسمين قامت بتشغيل الأغاني و الإنضمام لبيري و جايد ، و أنا؟ فقط واقفة أشاهد

"لقد أحضرت المقرمشات و بعض النبيذ اخرجيهم من فضلك"سرت بحاجبين معقودين لحيث أشارت جاسمين لما هي رسمية؟تجاهلت ذلك و أخذت المقرمشات و النبيذ ثم صعدت للغرفة اضعهم هناك و بعد ذلك جلست أنتظر الباقين مع جاسمين و ليا..

--
"ميا"نادت جاسمين باسمي لأرفع عيني من الهاتف و أنظر لها بصمت علامة على انصاتي "هل تريدين صبغ شعرك؟ ربما قصه؟"سألتني تشير بالمقص الذي بين أصابعها نحوي ، نفيت برأسي متمتمه بـ"لا شكرًا" و أعود أنظر في الهاتف أتصفح اللاشيء "هيا ميا سيكون الأمر ممتع ، سوف تشعرين بتحسن كبير و تغير هائل صدقيني"شجعتني بيري ذات الشعر الوردي الآن

نظرت لهن قليلًا من ثم نظرت لـ الألوان الغريبة و المجنونة كالذي فوق شعر بيري "هـ..هل يمكنكِ فقط تفتيح لونه؟ لا أريد وضع تلك الألوان أو قصه فقط تفتيح"تحدثت متوترة لتصدر جايد صوت ساخر بينما إبتسمت جاسمين و أومأت

"ميا؟"كانت ليا من تنادي لأهمهم لها بهدوء "ألن تخبرينا قصتكِ؟ أعني لماذا أنتهي بكِ الأمر فوق الجسر يومها؟"اختنقت بلعابي و بدأت اسعل ، لم أظن بأنها قد تريد معرفة ذلك! ، لم أتخيل بأن أي أحد قد يسألني لماذا سأت حالتي لدرجة الانتحار !

"انظري ميا نحن لن نضغط عليكِ و لكننا فقط نريد معرفة ما حدث لكِ لكى نساعدكِ بشكل أفضل"أضافت جايد بنبرة هادئة و مطمئنة ، نظرت لأنعكاسي في المرآة ،لم أتحدث عن هذا الموضوع منذ سنين ، أخر شخص قد أخبرته كانت طبيبتي و كان هذا منذ سنتين على الأقل!

وقتها لم أريد التحدث عنه ، لم أريد تذكره و لكن الآن بعد كل هذا الوقت أعتقد بأنني قادرة على سرده لهم ، أخذت نفس عميق و وقفت من مكاني أتخذ مجلسًا في الأرض ، ليلتفوا حولي

"لقد بدأ الأمر حين كنت في الخامسة ، حين أنا و ميليسا توأمتي كنا نستيقظ على شجارات بين أمي و أبي التي كانت تنتهي بالاخير يضربها هي و أخي ، لم نكن نراه كثيرًا ، القليل من الأوقات كان يأتي لغرفتنا ليخبرنا بأنه يحبنا و بأن لا نخاف منه ، كان أخي ديلان يخبرنا بأنه كاذب و أن لا نصدقه ، كان ديلان يكرهه كثيرًا.."توقفت أتنفس بعمق حين أتت ذكرى لصراخ أمي المترجي بأن يتوقف ، لم أعلم يومًا ماذا كان يحدث و لماذا تطلبه أن يتوقف ، فأنا كنت أجبن من ترك غرفتي و الذهاب لرؤية ما يحدث

"على كل حال انفصلوا في بداية عامي السادس ، انتقلنا لمكان أخر و بدأنا حياة جديدة ، كـ أطفال مروا بهذه المشاكل في اعوامهم الخامسة و الثامنة فنحن كنا نريد إهتمام أكثر ، حب مضاعف ، حنان مضاعف و لكن أمي كانت تعاني بسبب الحياة الجديدة و الاواضع الغير مألوفة لها ، فهي لم تعمل يومًا لم تشتري لنفسها قالب حلوة بمالها الخاص ،ناهيكِ عن حمل مسؤولية ثلاثة أطفال ، لم نلومها حقًا و لكن الأمور كانت صعبة للغاية.."

تذكرت كل النظرات التي كانت توجه لنا لأن والدنا 'ضارب للنساء و مدمن كحول' ، كمية التنمر التي كانت تحدث لي أنا و أختي و نحن لا نعلم لماذا حتي!

"في المرحلة المتوسطة عانت ميلي من حالات غريبة تجعلها تتشنج ليلًا ، تنفسها يضيق ، تنهار باكية بهسترية و لأننا اغبياء للغاية لم نخبر أمي خوفًا من جعل حملها أثقل.."قاطعتني جايد تسأل بفضول "أين هي ميلي؟ لماذا لا تعيش هنا؟"ازدرت لعابي وفضلت اللعب في أصابعي بدلًا من النظر لهم ، و لكنني سمعت تأوها كما لو أنها ضُربت

"في الثانوية قد تم نشر إشاعة عنا أو عني لأكون أدق ، وقتها أنا صمت و لم أريد تكبير الموضوع بالرغم من أنه كان كبير بالفعل ، لم تصمت ميلي بل غضبت و تشاجرت لفظيًا مع الفتاة ، أنتهي بنا الأمر مسحوبين من قِبل أخي الغاضب 'لانه لا تنقصه لعنه أخري في حياته' كما قال خارج المدرسة ، يومها فرقتنا أمي ، كانت من المرات القليلة جدًا التي تفرقنا بها أنا و ميلي.."

ذكرى هذا اليوم لم تترك ذهني و لو للحظة ، كانت واضحة كما لو أنها حدثت البارحة
---

كان صباح اليوم الثاني من عقابنا قد حل ، ايقظتني أمي باتصالها بي تخبرني أن أعطي شيئًا لجارتنا ، دقيقة و قد رن جرس الباب يعلن أن أحد أبناء جارتنا قد آتي ليأخذ الغرض ، ألقيت له غرضه غير مهتمة بإبتسامته لي أو بـ"صباح الخير" التي قالها ، فقط أعطيته ما يريد و أغلقت الباب ، أنا لست في مزاج جيد ، أشعر بشيء غريب ، شيء يخنقني!

استغليت عدم وجود ديلان هنا و أخذت كيس الخبز و علبة الجبن المطبوخ -افطارنا المعتاد و المحبب- و ذهبت لغرفة ميلي

"ميلي؟"ناديت من خلف الباب و لكنها لم تجيب "ميليسا؟"عدت أنادي و لكن بنبرة أعلي ، حين لم يأتي أي رد انا وضعت ما بيدي على الأرض لكي أفتح الباب ، لتظهر أمامي الغرفة فارغه "ميليسا اميليا ميلر أين أنتِ؟"صحت بصوت ضخم و مضحك دائمًا ما طلبت مني أن أفعله ، مجددًا لا رد

بدأ شعور بالخوف و الاختناق يتسلل بداخلي ، حتى أن قلبي قد قُبض بلا سبب معروف حتي الآن..

بدأت أطرق باب الحمام حيث من المفترض أنها بالداخل فالنور مضاء! "ميلي افتحي الباب ، إنها أنا! ميليسا!"صحت في آخر حديثي و أنا أضرب الباب بقوة ، لماذا لا تفتح؟ أول ما آتي لعقلي أنها قد بكت حتي فقدت الوعي بالداخل

أحضرت علبة حديدية قديمة تضع بها ميلي صورنا و ضربت بها المقبض بكل ما لدي حتي كسر ، تجمدت ، لا بل أصابني الشلل من ما رأيته ، توأمتي تجلس على الأرض الباردة ظهرها للحائط بينما كتفها يرتاح ضد حوض الاستحمام و بركه دماء كبيرة حولها! بركه دمائها!

صرخت بكل ما لدي من قوة ، أخذت جسدها البارد بين يدي اعانقها ، أبكي بيهسترية بينما أصرخ باسمها "ميلي أنتِ لا يمكنكِ تركِ! أنا أحتاجكِ ميلي ، أرجوكِ لا تتركيني ميلي ، ميلي عودي لي ، هيا افتحي عينيكِ"كنت اهز جسدها الخالي من الحياة بعنف ، أريدها أن تستيقظ ، أن تفتح عينيها الزرقاء التي تشبه خاصة أمي و ديلان

اهزها لتعود لي ، هي لا يمكنها تركِ وحدي ، هي لا يمكنها تركِ هكذا! أنا حتي لم أودعها ، لم أخبرها بأنني أحبها ، بأنني لا شيء بدونها ، أنا لم اعانقها ،هي لا يمكنها تركِ لا!

شهقة أتت من خلفي لأعلم بأن صوتي كان عالي بشكل كافي ليجعل جارتنا تأتي "ميا صغيرتي.."لمس زوج جارتنا كتفي لأحركه بعنف رافضه النظر له ، أعلم ماذا سيقول ، سيقول بأنها رحلت و لكنها لم تفعل ، لقد اقسمنا بأن نظل معًا حتي نهاية العالم ، لقد خططنا لعدة أشياء سويًا ،ميلي لم تخلف وعد أبدًا!

بقيت أبكي و هي بين ذراعي ، لا أسمع أي شيء سوى صوت شهيقي العالي ، لا أشعر بشيء سوى دمائها فوقي ، ذراعين التفت حولي تسحبني بعيدًا عنها ، قاومت و صرخت و لكنهم نجحوا ، أخذوها من أمامي على الناقلة ، بعد ذلك استقبلني الظلام

---
مسحت دموعي التي شوشت رؤيتي ، دموعي التي تنزل كالمطر ، المطر الذي مهمة هبط لا يطفئ نار قلبي

"بعد ذلك استيقظت لاجدهم يقولون بأنها رحلت ، توأمتي ماتت ، أملي الوحيد قد ذهب ، حاولت أن أفي بوعدي و أن أظل دائمًا بجانبها"تحدثت بصوت مختنق ، مبحوح من بكائي ، استرسلت انزع الأسوارة التي ارتديها في معصمي لأظهر لهم الجرح القديم "لكنهم وضعوني تحت عناية فائقة و لم أتمكن من فعلها ، حين تحسنت اقنعت خالتي جارتنا بأنني يجب أن أترك المدينة و الأخيرة بدورها أقنعت أمي و أتيت لهنا ، عشت مع خالتي التي اعتنت بي و منذ سنتين فقط هي اضطرت أن تنتقل لأمريكا و ها أنا ذا أعيش هنا و أذهب لطبيبة لا تفيدني بأي شيء"

أنهيت حديثي ساخرة بينما أمسح دموعي بعنف ، رفعت نظري للفتيات لأجد وجوههن حمراء و الدموع تملئها ، للتو لاحظت يد بيري الملفوفة حول كتفي تعانقني ، بينما جاسمين تضع يديها فوق فخذي تربت عليه ، ليا تحرك يديها نزولًا و صعودًا فوق ظهري ، و جايد مدت يديها تمسك بيدي

دعمهم جعلني أبكي مرة أخرى و لكن هذه المرة شعور صغير بالسعادة تشكل في صدري ، عانقوني جميعًا يدفنونني بداخلهم ، لأبتسم بخفة بينما عيني تذرف الدموع بلا توقف ، أنا ممتنة ، أنا أشعر بالراحة..

--

"هل أبدو جيدة؟ بعيدًا عن عيوني المنتفخة هل اللون جيد؟"سألت بهدوء بينما اتفحص وجوه الفتيات و.. لقد انبهروا! "تبدين جميلة!"قالت جايد لأبتسم "لم أتوقع هذا لأكون صريحة"تمتمت ليومأوا ساخرين

صدح صوت جرس الباب في المنزل لتتسع عيني ، لقد نسيت أمر روميو! "بيري"نادت جاسمين لأبتلع ببطء ، حين نزلنا للأسفل و رأت بيري من بالباب صاحت قائله له أن يخرج من هنا "بيز !أعطيه فرصه ليتحدث" طلبت لتنظر لي بعيون متسعة "بيز؟"سألت كما الباقين حتي روميو لأومأ بغرابة ، إبتسمت بخفة و أومأت قبل أن تخرج للحديقة و هو خلفها

"ليلة الفتيات تدمرت بشكل رسمي!"تمتمت ساخرة ليضحكون بينما يجلسون في غرفة المعيشة ، بعد دقائق دخلت بيري مبتسمة بفرح و كذلك روميو"وداعًا يا فتيات و ميا شعرك جميل"إبتسمت ملوحة لروميو الذي قبل بيري و رحل.

انتهت ليلة الفتيات بشكل درامي.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي