الفصل التاسع عشر

عندما صرخت مها لم تتمالك نفسها فهي حقا خائفه كما يحدث معها كثير هي تعلم ذلك وقد قالتها لهذه الشيطان سبيني في حالي سيبيني في حالي انا تعبت حرام عليك انت بتعملوا في كده ليه انا عايزه ارجع الصداره لها الافعى بعدما عدت لهيئتها مره مره ثانيه وقالت شكلك بتخافي من البحر انا هاخذك رحله ثانيه خالص انت مش هتتخيلي تعالي معي عليها اجي معك فين انا مش رايحه معك حته انا عايز ارجع انا عايز ارجع لمكان عايز ارجع لبيتي اقتربت منها الافعى ولا بتفترس لحديثها وهنا اطلقت لسانها في الهواء وبعد سواء تبدل الوضع تماما تبدلها البحر وجدت ما هي نفسها انها واقفه داخل الغابه غابه كبيره على مد البصر وبها اشجار شهقه سميكه عاليه مخيفه هواها رطب يلاطم وجهها لا تعلم ماذا تفعل لكنها نظرت للافعى بدهشه وسالتها انت جايباني هنا ليه اجبت عليها الافعى وقالت وهي تقترب من شجره جايباكي هنا عشان تشوفي احنا لما بنسكر مكان احنا بنستوطنه بنعيش فيه بيكون ملكنا مستحيل احد ممكن يقرب منه او ياخذه مننا وخاصه لو كان المكان ده مليان بالدم عطشان عايز يتروى مع كل نقطه دم بيروي بها الارض هنا احنا بنكون موجودين اتولدنا من جديد كل يوم بالنسبه لنا جديد بنستوطن المكان بنعيش وي الارواح اللي سابت بصمتها فيه بنعيش ويا كل واحد هنا حس بتعب وحس بالم وتوجع ما بنقاش احد بس بنبقى واقفين على راس كل واحد موجود واسمعي دائما للنصيحه اما احد يقول لك بلاش يبقى بلاش بلاش تكملي بلاش تدخلي بلاش تقولي بلاش تعملي ساعتها اعرفي ان كلمه بلاش دي جاءت لك نصيحه وجاءت لك نجده من السماء بس انتم طبعكم كده الفضول كان قاتل انا هافرجك على حكايه من ضمن الحكايه والكثيره جوه الغابه واقول لك قد ايه الغابه لما بتاخذ ما بتديش قد ايه لما بيدي لاحد تحذير وما بيسمعش به بتكون ايه النصيحه ويكون ايه رد الفعل وساعتها كلمه ندى ما بتنفعش ساعتها كل واحد يتحمل نتيجه اختياراته والنتيجه غلطات سمعت مها سياره تقترب من هذا المكان الواقفه فيه لكنها لم تراها نظرت حولها بدهشه تستطلع هذا المكان الجميل تبا ما اجمله برغم الهواء الرطب الذي يداعب وانفها وتلك الاشجار المخيفه نظرت للاعلى تتبين تلك الاشجار لم ترى مثلها جميله رغم اوراقها فقد مر عليها مئات الاعوام نظرا لسماكه لحائها بعد قليل اتاها هذا الصوت مره اخرى بل ظهر كثيرا فقد فقد كانت جميله غابه جميله هنا شاهدت ثلاثه من الاصدقاء او من الشباب يهبطون من سياره لكن الافعى لم تمهلها ان ترى بل قالت لها تعالي معي تعالي انا هاوريك حاجه قبل ما تشوفي اللي جاي عشان اعرفك قد ايه النصيحه بتفرق عشان ساعتها ما حدش يرجع يندم لان احنا عندنا هنا الندم ما لوش مكان تبدلها المكان وفجاه شهاده اسمها نفسها واقفه على احدى الطرقات وبجانبها الافعى حيث شاهدت تلك السياره التي شاهدتها منذ قليل قالت لها الافعى تعالي معي هاوريك حاجه ثانيه قبل ما تبداي المغامره دي هاوريك حاجه ثانيه وقفت معها على مقربه من محل الذين يقومون بتصليح السيارات شهاده هذه السياره للمره الثالثه فقد تعطلت السياره بالشباب حاولوا جاهدين للوصول لهذا المكان كيقوم بتصليحها شهادتهم وهم يتناولون بعض الشاي وياكلون كانوا يتحدثون بسعاده ويملا وجوه الحماس وعندما انتهى العمال بتصليح السياره من الورشه وما لاحقه بها من اضرار هؤلاء الثلاثه بالسياره ولكن قبل ان يرحلوا سالهم العامل الذي قام بتصليح السياره انتم رايحين فين نظر الثلاثه لبعضهم البعض وهم يضحكون يتغامزون لبعضهم البعض رد واحد منهم وقال احنا رايحين الغابه رايحين يعني نغير جو عايزين نعمل مغامره وما إن قالوا هذه الكلمه تبدلت قسمات هذا الميكانيكي واغمض عيونها عده مرات مغتربا من السياره كثيرا قائلا ارجعوا مكانكم ارجعوا من مكان ما جئتم بلاش تعمله مغامره على حساب نفسكم انتم كده بترموا نفسكم في الجحيم واسمعوا بالنصيحه وارجعوا بالله عليكم لترجعوا انتم زي اولادي بلاش تدمروا نفسكم زي اللي دمروها قبل منكم كل واحد بيعدي وعاوز المكان ده ارجعه لم يكونوا يعلمون ما يجيش داخل هذا الميكانيكي وما الذي مر به من احداث جعلته لم يغادروا هذا المكان يوما ما بقى الافتراشهم للعوده عوده هذا الغائب الذي قرر يوما ما ان يخوض تلك التجربه مع حبيبته لكنها كانت تجربته الاولى والاخيره لم يعود وظل هذا الاب الملقوم يبحث عن ابنه لا يعلم ماذا هناك وما الذي يحويه هذا المكان لكنه على يقين ان الداخل في هذا المكان مفقود ولا عائد فرحين من هنا موت لم يكترسه لحديثه بل خاف ان يخبرهم ما حدث له قبلا اكتفى انه حذرهم بل كانت نظراته بصدق مليئه بالخوف والقلق مليئه بالجزع عليهم سياراتهم وارحلوا رحله من امامه بعد ما اتهموه بالجبن بالخوف لم يكترسوا له واثناء سيرهم بالطريقه المؤدي الى هذه الغابه بدات تلوح امامهم امورا لم تكن في الحسبان لم يكن يدركونها حيث مثلا الجو الذي تبدل فجاه فصار الجو مليء بالضباب والرياح رياح قويه شديده كاد تطيح بهم وكلما اقتربوا شاهدوا على الطريق ما تقشعر لهم الابدان ورغم هذا لم يتحدث احد منهم الى الثاني لم يخبره لم يقولوا له شيئا كل هذا ومها واقفه تطالع كل ذلك نظرت الى الافعى وسالتها بفضول ليه الجو تغير ايه اللي حصل اجابت عليها الافعى وقالت اللي بيدخل مكان مش مكانه مش من حقه كل دول احنا بنكرههم الراجل ده واخذ من الايمان عشان يقف هنا امان انه يكمل امان ان هو يكون قريب من ابنه تعجبت مها وسالتها وانتم اخذتم ابنه ليه ده انا هدت الافعى وقالت اخذناه لانه ما سمعش الكلام كان زيه زي دول ما اخذش بالنصيحه في يوم من الايام ابتعدت عنها مها قليلا وقالت لها ليه ما بيطلعش طب ما ده في حد ذاته اذى وانتم بتقولوا انكم ما بتاذوش احد ما ده نوع من انواع الاذى
لم تجيب علي الافعى في تلك الاثناء بل اكتفت انها ابتعدت عنها قليلا وهي تنظر الى السماء لتلك الاجواء المتلبده التي تبدلت فجاه وهنا ظهروا من بعيد تلك الوجوه المشقوقه والاجساد الصغيره تلك الشياطين التي تذكر هذا المكان متهللين فرحين بما قد اتاهم لكن الشباب كانوا ينظرون وكل واحد منهم خائف ان يتكلم خائف ان يكون الاخر ماذا يرى هل حقا سيعود عن حقا هناك فرصه له كي يعود ام سيكونوا مثل غيرهم عدد الافعى مره اخرى ووقفت بشموخ امام مها وقالت الارض اللي مرويه بالدم مستحيل تبقى نظيفه تبقى عايشه على الخوف كل لحظه مرت على كل واحد كان عايش هنا كان خائف كان خائف من اللي بيحصل له الجزيره دي قصتها طويله زي بالضبط البحر مثلث برمودا حكايه من ملايين السنين كل واحد من البشر بيدور على اساس الحكايه دي يا ترى هتكون ايه يا ترى هتعتمد على ايه يا ترى ايه السبب يا ترى ايه سرها وما هم مش عارفين ان ممكن في حاجات ثانيه يدوروا عليها افضل من دي افضل من ان هم يدوروا على حاجات مش ملكهم مش بتاعتهم ما لهمش فيها هم اللي قالونا هم اللي قالوا كل روح موجوده هنا دلوقت الانسان مهما كان هو اكبر عدو لنفسه بيفتح حاجات مش بتاعته بيخوض في امور مش بتاعته احنا مش مخلوقين عشان نبقى متسخرين ليه احنا لنا مكاننا ولينا ولينا حياتنا وانتم كمان لكم حياتكم وليكم ليه فكره التعدي عارفه يعني ايه فكره التعدي عمرها ما كانت بتتقاس وا حاجه مننا لا خالص فكره التعدي ان انتم تدخلوا لنا عاوزين مننا ايه بتحضرونا وكل واحد فينا له طريقه وكل واحد فينا له زهور بتبص على حلاوه البدايه لكن ما بتبصوش على النهايه النهايه اللي ممكن تبقى مؤذيه وبتدمر كل حاجه وبتحرق كل حاجه انا قلت لك انا مش جنيه انا جنسيه وفضلت عايشه هنا سنين طويله وانا هنا في المكان بيمر علي كثير وكثير وفي قريتك المكان اللي اتولدت فيه او نقول اللي عشت فيه شويه المكان اللي انت بتدوري فيه على الحقيقه المكان اللي انت كل ما تدخليه بتسمعي حكايه شكل وعندك حاله تخبط جوه منك ما انتيش عارفه انت مين وعملتي ايه عاوزه تعرفي انت كنت السبب فعلا ولا لا