١٢ الحفلة

أخذت خطوة للخلف لأنظر للأضواء التي تحاوط المساحة الواسعة التي أمام مقر متجر دونا الجديد ، الطاولات الزجاجية الطويلة متناثرة هنا و هناك ، الطاولات الأخرى ذات المفرش الذهبي و اربعة كراسي حول كل واحدة منهم ، زهور منسقة فوقهم بالاضافة الأنوار الصغيرة داخل التحف الزجاجية ، المنظر امامي كان مُرضي للغاية

إبتسمت بخفة و أنا أذهب لـ ايميلي التي ساعدتني في التحضير "أشكركِ للغاية ايم أنتِ منقذتي"عانقتها بينما أتحدث بصدق لتقهقه و هي تتمايل بي يمينًا و يسارًا في العناق ، فصلنا تلك اللحظة العائلية اللطيفة بسبب حمحمة أحدهم خلفنا و قد كان "نايت مرحبًا!"قالت ايم مبتسمة

"مرحبًا ايميلي صحيح؟ آسف أنا سيء في تذكر الأسماء"أعطته ايم ظهرها بينما تومأ و تقلب عينيها و من ثم تتمتم ساخرة "إنه كذلك …نايت" لم أنظر له و فضلت التركيز على حذائي الرياضي ، التوتر الذي في الجو ملحوظ و ثقيل و غير محبب لي بالمرة

"كيف حالكِ ميا؟"سؤاله جعلني أنظر له بغرابة أولًا لأنه سأل من الأساس و ثانيًا لأن نبرته كانت لطيفه و هادئة ، بحق الله من اي مرض يعاني في أخر يومين؟

"امم أنا بخير! و أنت؟"يمكن ملاحظة غرابتي و توتري من آخر الحي و أنا لا أمزح!"بخير أيضًا"هززت رأسي بلا اي معني بينما أخذت أصابعي تلعب في أكمام الهودي الذي ارتديه بتوتر"بشأن ما حدث البارحة.."بدأ يتحدث لأنظر له بتوتر أكثر ، هل سيقول شيئًا جارح لي لأنني ضرب تلك الفتاة؟ التي هي حبيبته تقريبًا؟ إن حدث ذلك فأنا أما سأبكي أو سأغضب بشدة لا يوجد لدي أي حلول وسطة

"أنا أعتذر عن تصرف ايلينا الغير مبرر ، لقد بدوتِ متأثرة بحق و غاضبة و هي زادت الطين بلة"استرسل بهدوء لأندهش ، شفتاي متفرقة من حديثه المفاجئ و عيناي أشعر بها متوسعة ، أن يعتذر لي كان أقل الاحتمالات حدوثًا و لكنه حدث! "لـ..لا بأس أنا قد تماديت قليلًا حين صفعتها"كما ترون أنا أفعل الشيء ثم اكتشف أن كان هناك حلول أفضل غيره و لكن الأوان قد فات

"نحن على وفاق حسنًا؟"أومأت له مبتسمة بخفة ليبتسم مظهرًا أسنانه ، هذا كثير يا رجل! كيف لشخص أن يصبح وسيم لتلك الدرجة؟ هذا غير عادل! هناك أشخاص يشبهون البطاطس - هذا أنا- و هناك نايت جولد

تركني و ذهب يمشي في الارجاء بينما يديه في جيبه و يتفحص كل شيء بهدوء "اغلقي فمكِ لا نريد أن تختنقي بذبابة كالعادة" من غيرها التي تذكرني بغبائي من غيرها ايميلي التي سأقتلها في يومًا ما "لماذا تفتحين فمكِ هكذا؟ أوه" قالت أخر كلمة و هي تنظر حيث كنت أنظر لتجد نايت "هل أنتِ معجبة به؟"نفيت برأسي ، هل أنا معجبة به؟ ربما قليلًا قليلًا جدًا ، أعني هو لطيف و لكنه بارد "لا أعرف"تمتمت بضياع لتهز ايم رأسها

"لا بأس ربما هو مجرد إعجاب بسيط و سوف يذهب"طمئنت تضم كتفي لأومأ ، أنا حتي لا أعلم باقي اسمه ، و لا حتي سنه ، لا أعلم أي شيء و لم أرغب في سؤال أحدهم لكى لا أظهر كفتاة واقعة ، أنا حقًا لست كذلك و لكنه الفضول أعتقد؟ أنا لا أعلم

"كل شيء جيد ، لقد ابهرتيني ميا و أنتِ أيضًا ايميلي شكرًا لمجهودكم"قال نايت مبتسم لنفعل نحن المثل " يمكنكم الذهاب الآن الحفلة ستكون في التاسعة لذا أعتقد أنه سيكون وقت كافي لتتجهزوا صحيح؟"نظرت لـ ايميلي فأنا لا أعلم لماذا تخطط لي الليلة "نعم لدينا كل الوقت الذي نحتاجه"أجابت ببساطة ليومأ نايت "أراكم في الحفلة إذًا"اومأنا له لينظر لي لثواني من ثم يبتسم أكثر متمتمًا بـ"اراكِ ميا" و ذهب

"هل أنا أحلم ام هو كان يتحدث بلطف؟"سألت ايميلي التي تنظر لأثره بأنبهار "ذلك الفتى أنه معجب بكِ أنا واثقة"أصدرت صوت ساخر بينما أتركها و أذهب للسيارة و هي خلفي تردد بـ"سوف ترين"

--

انكمشت ملامحي و أنا أنظر لنفسي في المرآة ، الفستان الذي ارتديه ضيق للغاية يجعلني غير مرتاحة بالمرة " ايم"اصطنعت البكاء و أنا أذهب أسير لها كالبطاريق فهو ضيق من الأسفل أيضًا ، و يجب أن أمشي كالنملة و لكنني فقط لا أستطيع "قلت لكِ لن ترتدي بنطال!"صاحت ايميلي لأضرب الأرض بقدمي كالاطفال "أرجوكِ ايميلي أنه ضيق للغاية أنا لا أستطيع التنفس او المشي!"ترجيت لتتجاهلني بينما تضع الماسكرا

"ماذا يحدث؟"سألت بيري و هي تدلف للغرفة و تراني أكاد أبكي -فعليًا- "الفستان ضيق للغاية أنه يزعجني و لا أستطيع المشي او التنفس بشكل صحيح انقذيني"تحدثت بسرعة لتأخذ بيري ثانية لتستوعب ما قلته " التفي التفي"رددت بيري بينما تسرع لتفتح لي السحاب لأتنفس براحة ، للعنة صدري يؤلمني !

بعد مشاجرة صغيرة دامت بين بيري و ايم حول ماذا سأرتدي بينما أنا أجلس كالبطيخة بملابسي الداخلية و جاكيت البيجامة أنتظر قرارهم ، أخيرًا اتفقوا على فستان أقصر باللون الأسود بلا أكتاف و جزئه السفلي منفوش و من الشيفون بينما العلوي من الساتان ، شعري مفرود بحرية فقط خصله صغيرة من الجزء الأيسر مسحوبة للخلف و ممسوكه بمشبك شعر فضي ، المكياج كان بسيط عكس احمر الشفاه النبيذي الذي كسر كئبة المظهر كما قالت بيري

بالنسبة لبيري فهي ارتدت فستان أسود بلا أكتاف أيضًا و لكنه طويل ذو فتحة كبيرة عند الفخذ الأيسر و رفعت شعرها و أكملت المظهر بأقراط طويلة و مكياج هادئ و وشاح أسود أيضًا ، ايم ارتدت الفستان الذي كاد يقتلني منذ قليل هو ذو لون أحمر غامق ضيق بشكل لا يوصف و لكنه يليق بها ، ذو كم واحد طويل ، قررت ايم ان تموج شعرها و تضعه على كتف واحد بينما وضعت مكياج هادئ مثلنا

"أنا خائفة"قلت بصوت مضحك بينما أنظر لكل ما فعلته أنا و ايم صباحًا "توقفي عن قلقكِ ذلك كل شيء سيكون على ما يرام"أومأت لأيميلي و أخذت نفس عميق قبل أن أنزل من السيارة ، تنزل بيري من سيارة روميو و تلوح لي مبتسمة لأبتسم "يا إلهي!"انتفضت بسبب صوت ماندي التي ظهرت أمامي فجأة

"ماذا؟"سألت أنظر حولي لتمسك بذراعي تجعلني أتوقف "ميا! أنتِ رائعة! للعنة نحن لم نستطيع تمييزكِ من هناك!"شرحت ماندي تهزني بخفة لأومأ لها مبتسمة "شكرًا ماندي" تمتمت لأجدها تنظر بجانبي بعيون متسعة و من ثم تميل علي تغطي فمها بيديها بينما تهمس "هل تلك حبيبتكِ؟ هل أنتِ تحبين الفتيات؟"اتسعت عيني بينما نفيت بشدة "ما اللعنة ماندي؟ لا أنا لست كذلك تلك خالتي بحق الله"صحت بأنفعال لتشهق ماندي بينما تعتذر كثيرًا ، غالبًا يسألني الناس إن كانت ايميلي أختي الكبري -بالرغم من اختلافنا الرهيب- و لكن أول مرة أسأل إن كانت حبيبتي.

كنت أموت من الملل و أنا أجلس على الطاولة وحدي فـايميلي ذهبت للحمام ، بينما بيري مع روميو في مكانًا ما ، اما ماندي؟ فهي تتحدث مع صديق نايت الوسيم هاردن أعتقد بأنها معجبه أو شيئًا من هذا ، أخرجت نفس عميق و وقفت لاحضر لنفسي أي شيء اشربه ، سوف أموت إن ظللت جالسه هكذا

"مرحبًا بالجميلة هل أنتِ وحدكِ هنا؟"سألني شاب وسيم لأنتفضت بخفة و أنظر له لثواني "لا؟"بدوت كما لو أنني غير مقتنعة بالإجابة ليبتسم بسخرية "تعلمين كنت اراقبكِ منذ دقائق و أنتِ وحيدة هنا بالرغم من وجود تلك الفاتنة السمراء معكِ"لم أفهم لماذا يرمي ، كيف وحيدة بالرغم من وجود ايم؟ ماذا يريد هذا؟"ماذا تريد؟" انسابت الكلمات من فمي بحدة ليتفاجئ قليلًا و قبل أن يتحدث كنت أنا أكاد أصيح بتفاجئ من اليد التي وضعت فى منتصف ظهري و الجسد الذي ظهر أمامي أنه نايت!!

"هل تركتكِ وحيدة لوقت طويل؟"سأل نايت بهدوء ينظر لي بعيون امم كيف اصفها؟ متغازلة؟ تعلمون تلك النظرة التي يعطيها الفتى لفتاة حين يتغزل بها؟ هي تلك النظرة التي يعطيني أياها نايت الآن!

فتحت فمي و أغلقته كالسمكة بينما أنظر له ، لعينيه العسلية واو فقط واو ، أنها جميلة للغاية ، مجددًا و للمرة المليون هو جميل للغاية وهذا ليس عادلًا! ابتسم نايت بجانبية و من ثم نظر للفتى يتصنع التفاجئ "اوه زاك يا رجل لم أراك هنا! كيف حالك؟"سأل نايت محدثًا الشاب -و الذي إسمه زاك- نظر زاك بيني و بين نايت من ثم ابتسم و علق نظره على الأخير "أنا بخير ، هل هي معك؟" انتقلت أعين نايت لي ، نفس النظرة في عينيه ، فالترسلوا أحدهم بالمساعدة! "نعم"أجاب نايت بينما يلقي بنظرة صغيرة على زاك و يعود لينظر لي مجددًا

"واو لم أعلم يا رجل، لا ضغينه؟"قهقه نايت بهدوء و هو يومأ و يردد بـ لا ضغينه "تترككِ ايميلي لعشرة دقائق و يأتي الشباب ليتودد لكِ؟ هذا مبهر"هززت رأسي لأفيق من الصدمة و أجيب علي سخريته "ماذا تريد نايت؟ لماذا قلت بأننا معًا؟"كنت جادة و أنا أتحدث و أبتعد عن يديه ، أخذ نفس عميق و دارت عينيه في المكان خلفي من ثم نظر لي "هل تريدين المجيء معي لنتمشي قليلًا؟"نظرت له بغرابة نتمشي؟ نترك الحفلة و نتمشي؟

قبل أن أتحدث أمسك بيدي يسحبني بلطف خلفه "أعرف مكان في آخر الشارع يصنع مثلجات جيدة سوف نأخذ إثنين و نتمشي"شرح نايت لأبدأ انا في المشي ، أنها مثلجات يا ناس من يمكنه الرفض؟

سيرنا في شوارع صغيرة لم ازورها من قبل ، و اخيرًا وصلنا للمتجر ، كان مظهرنا لا يليق به اعني نايت ببذلته السوداء الغالية و أنا بفستاني القصير؟ نحن لا نتأقلم هنا "في ماذا تفكرين؟"سألني لأبتسم و أشير لنا "نحن لا نناسب المكان"ضحك نايت بينما يومأ و يرفع كتفه "لم أخطط لذلك الجزء خطأي "

"ايًا كان نحن سندخل فنحن لا نهتم صحيح؟"كنت أوجه الحديث لنفسي أكثر منه ، أبتسم و أومأ "نحن لا نفعل".

"إذًا..؟"بعد دقائق تحدثت بينما أكل مثلجات الفانيليا و التوت و احرك قدمي فوق و تحت فأنا جالسة فوق مقعد خشبي في المكان الذي يحبه نايت و الذي هو الحديقة

"ماذا؟"سألني لأنظر له بملل حقًا؟ "ماذا أنت؟ لماذا نحن هنا؟"سألت بأنفعال ليرفع حاجبيه "ظننت بأنكِ أحببتِ المكان؟"رفع كتفيه و أشار حوله

"نعم أنا أفعل و لكن ألا تريد قول شيء؟ اي شيء؟ ربما تفسر لماذا قلت بأنني معك؟ وضعك ليديك على ظهري؟"أخذ نفس عميق بينما ينظر للأسفل حيث قدميه "أظن.."صمت لأقلب عيني بملل "أظن بأنني معجب بكِ" هل أنا أحلم؟ هل هذا مقلب رخيص يفعله بي؟ هل نحن في أبريل او أي شيء؟ "هل .. أنت؟ هل تمزح؟"تمتمت اقفز لأكون واقفة على قدمي أمامه

نفي برأسه بخفة ليتأرجح شعره الأسود الطويل مع حركة رأسه لطيف! ، توقفي ميا كوني جادة!!"أنت حقًا؟ هل هذا حقيقي؟ كيف؟"عدت أتحدث ببعثرة بينما احرك رأسي و يدي في كل مكان بهلع ، وضع هو كفيه على وجنتاي يوقفني عن الهلع ، إلهي!

"توقفي حسنًا ، أنا أتفهم إن كنتِ لا تبادليني المشاعر أنا فقط أردت أن اصارحكِ بها فأنا لاحظت بأنكِ تخافين و تتصرفين بغرابة حولي في أخر يومين"صوته كان هادئ اقرب للهمس و هذا جعله أجمل ، نايت يمتلك صوت عميق و قوي و حين يهمس؟ أوه يا إلهي إنه أروع من ذي قبل!

لم أجيب أنا فبالإضافة لصوته الذي خدرني كانت عينيه تسحبني لعالم آخر ، لم تكن ملونه بل هي كانت عسلية و لكنها ليست عادية ، بل كانت رائعة ، كل شيء في نايت كان عادي و مميز في ذات الوقت ، هو شاب في العشرينات بعيون عسلية بشرة سمراء و شعر أسود و لكن مع كل هذا هو مميز بطريقة غريبة! لا أعلم إن كان هذا رأيي أنا فقط أم أن أحدهم يتفق معي

"أنا... اعتقد بأنني.."توقفت أخذ نفس مهزوز بينما مازلت أنظر لعينيه "أنتِ ماذا؟"سألني بهمس لطيف لأزدرت لعابي بتوتر "أنا معجبة بك!" ليس لديكم اي فكرة كيف أن تلك الكلمات الصغيرة خرجت بصعوبة بالغة! ، أشعر بمعدتي تتقلب كما لو كانت غسالة ملابس تعتصر اعضائي بالداخل ، قلبي أنه في سباق الآن ، بينما رئتي قد ماتت ، أن الأمر صعب بحق! ربما لي أنا فقط

أبتسم نايت بقوة حتي أنه بدأ يقهقه بخفة ليجعلني أزداد خجلاً و يزداد هو جمالاً وجاذبية في نظري

"صحيح.."تمتم بعد أن لحظات صغيرة لأنظر له بصمت فلقد كنت أركز على شيء آخر لاتفدى الهجوم الغريب للمشاعر

"نسيت أخبركِ بأنكِ تبدين جميلة للغاية ميا ميلر " إبتسمت بقوة بينما أشعر بخدودي الحمراء تحمر أكثر "شكرًا"همست ليضع نايت يديه على خدي "تملكين إبتسامة جميلة ميا"هذا فقط جعلني إبتسم أكثر "أوه هل هذا غمازة التي أراها؟"سأل بتفاجئ لأنفي "ليست كذلك فقط تشبهها"تمتمت بهدوء و خجل ، أنها ليست غمازة بحق هي سطحية للغاية و لا تظهر إلا حين ابتسم او اضحك بملئ فمي و تكون بالكاد ملحوظة لذا لا احسبها كغمازة

"على اي حال أحببتها"قال يضغط بإصبعه السبابة عليها و يباغتني بقبلة هناك لأقهقه و ينتفض جسدي فأنا لست معتادة على ذلك "لطيفة" همس لأشعر بأن وجهي يحترق ، أقسم بأنني حمراء كما لو كنت أقف تحت شمس صيف حارق بلا اي ساتر ، لم أعلم بماذا أجيب ، أنا لست معتادة على هذا التغير!

"لقد اشتعلت وجنتيكِ"استرسل ضاحكًا يمسك بوجنتي بأصبعيه الابهام و السبابة ، و أظن بأنني فقدت القدرة على التنفس ، ما هو الهواء؟

كاد يتحدث ولكن رن هاتفي لأسرع بأخراجه من حقيبتي الصغيرة الموضوعة بجانب قدمي ، أنها ايميلي وأنا شاكره لها بحق!

"يجب أن أعود"همست له ليومأ و يشبك أصابعنا و نسير من حيث أتينا "إذًا هل نحن حبيب و حبيبة الآن؟"سألت لينظر لي لثواني "يمكنكِ قول ذلك"أجاب ببساطة لأبتسم ، خالتي سوف تفقد وعيها حين أحكي لها ما حدث.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي