الفصل 16الجزء 2

في فيلا الانصاري في الاسفل علي مائدة الطعام تجلس فرح كما هي ومستمرة في تناول الطعام متجاهلة ادهم تمامًا

ادهم : كفايه اكل هتتخني يا دكتورة

فرح سابت الاكل ونظرة له بجديه : ادهم

ادهم : عيونه

فرح : انا حاسه انك مش طايقني

ادهم قام وجلس بجانبها وقال بهدوء : لا طبعا في فرق ما بين مش طايقك و مدايق منك

فرح : وانت مدايق مني ليه

ادهم : بدايق من تصرفاتك بتتعصبي وبتعلي صوتك

فرح : انا اسفه ممكن متزعلش بقا

ادهم ابتسم لها واقترب يجلس بجانبها : وانا مش زعلان ياستي بس حقيقي مبحبش البنت العصبية والا صوتها عالي

فرح سقطت دموعها : انا اسفه

ادهم شعر بالحزن علي دموعها وقال بصوت حنون جذاب : ليه بتعيطي قولتلك مش زعلان

فرح وهي تمسح دموعها ولكن مازالت تسقط : بعيط عشان بتقول مبحبش البنات الا بتعمل كده يعني مبتحبنيش

ادهم بزهول : يلهووي دانتي مجنونه مبحبش مين يا هبله

فرح : اسكت بقا عشان انت ضيقتني

ادهم : حقك عليا امسحي دموعك بقا بدل ما

فرح مسحت دموعها سريعا ضحك ادهم عليها وهو يقول : طب انتي عرفتي كنت هعمل اي الاول

فرح : لا بس انت يطلع منك اي حاجه

ادهم : اممم وراكي كلية بكره

مجود ما ذكر لفظ كلية تحولت ملامح فرح للضجر والضيق ولاحظ ذلك ادهم واستغرب

ادهم بتساؤل : مالك

فرح قامت وهي تهم بلم الاطباق : قوم بقا ساعدني عشان نوران دبستني في لم السفره

ادهم بتنبيه : اقعدي مكانك

فرح بتوتر : الاه انا مش فاضيه عاوزه الم السفره

ادهم وهو يدقق في ملامحها : فرح اقعدي وابقي لميها بعد ما اخلص كلام

فرح : يوه يا ادهم انت مش بتشبع كلام

ادهم بضيق : ما تقعدي يابنتي هتحايل عليكي

فرح وهي تجلس وتتجنب النظر في عينه : ادينا قعدنا اما نشوف اخرتها

ادهم وهو يترقب ملامحها وعيناها : بصيلي

فرح التفت له بتوتر ونظرة في عيناه

ادهم : مين مزعلك

فرح بصوت مختنق : مش زعلانه يا ادهم

ادهم مسك يداها وحاوطها بكفه : قولي ومتخفيش مخبيه عني اي مضايقك

فرح وهي تدير وجهها الي الجهة الاخري : هخبي عليك اي يعني

ادهم ادار وجه لها ونظر لها وجعلها تنظر في عينه ونظر في عمق عيناها ورآي الدموع محبوسة في عيناها فقال بصوت هادئ ليطمنها

ادهم : مالك يا حلوتي ♥️

لم تتحمل فرح كبت دموعها فانهمرت الدموع علي وجنتيها وارتمت بين احضانه تبكي وتشدد من احتضانه كأنه تستمد منه الامان حاوطها ادهم دون ان يتحدث وشدد من ضمها وظل يمسد علي رأسها وظهرها بحنان وانتظر حتي هدأت قليلًا اخرجها من حضنه ونظر في عيناها وهو يمسح دموعها

ادهم : اهدي انا معاكي وجمبك

فرح مسحت دموعها وامأت له برأسها

ادهم وهو يبعد شعرها عن عيناها : مالك بقا احكيلي ليه اما جبت اسم الكلية اضيقتي

فرح بصوت ضعيف منهك : ينفع اتكلم معاك بكره عشان تعبانه دلوقت عاوزه انام

ادهم : اكيد ينفع تحكيلي بكره انا مش هضغط عليكي بس مش هينفع اسيبك تنامي مخنوقة وزعلانه

فرح بحزن : ليه

ادهم : عشان انا راجل

فرح : بس انا عاوزه انام

ادهم وهو ينظر علي السفره بمشاغبه : اومال مين هيلم السفرة

ضحكت فرح بقلة حيلة : اه يا انييي

في غرفة نوران تجلس علي الاريكة التي بغرفتها ويجلس بجانبها محمد

نوران : اي رأيك في اوضتي

محمد : جميلة زيك

نوران بخجل : وانت كمان

ضحك محمد : وانا كمان اي

نورا وهي تنظر للامام بخجل : جميل وجذاب

محمد بتنهيدة : عارفه يا نوران عمري ما اتخيلت احب حد

نوران بعبوس : بس بقا عشان انت كل مره بتقولي فيها كلام حلو بتقلب عبده موته في الاخر

ضحك محمد : اعمل اي ماليش في الرومانسية اووي بس بقول الا فقلبي

نوران : أنت الشيزوفرينيا وانا حبيت شيزوفرينا

محمد باستوعاب : تقصدي الانفصام

نوران بضحك : اه

محمد : يا بنت اللذينه عندك حق انا بقلب بسرعه جداا

نوران : لاحظت عليك هتروح المكتب بكره

محمد : اه في قضية مسكها المهم انا كنت عاوز اقولك علي حاجه

نوران : قول

محمد مباشرةً : انا بغير عليكي من طلبة الكلية

نوران : لا والله

محمد بضيق : بصراحه اه وانا من رأي

نوران بمقاطعة : لا من رأيك ولا رأي انا مش هسيب الكلية وبعدين ما انت البنات كل يوم تجمع حواليك بتكلم انا

محمد : نوران انا حوار الدكتوراة ده مش فارق معايا انا مكمل فيه عشان ابقي جمبك وانا عاوز اتفرغ للمكتب وللقضايا انا كده عليا ضغط كبير

نوران : خلاص يحبيبي سيب الكلية واهتم بشغلك

محمد بنرفزة : نوران كلامي واضح متعمليش من بنها

نوران بضيق : انت بتطلب المستحيل انا تعبت وطلع عيني عشان اخد الدكتوراة وابقا دكتوره في الجامعه وتيجي انت تقولي سيبي الكلية

محمد ببرود : ماشي يا نوران براحتك

نوران نظرت له والدموع في عيناها : براحتي !

محمد بتأكيد : اه طبعا مش هنام ولا اي

نوران بدموع : محمد انت زعلت

محمد بجمود : لا انا عاوز انام تعبان

نوران مسحت دموعها وهمت بالوقوف : نام السرير عندك

محمد مسك يداها : وانتي راحه فين

نوران : هنام مع فرح او اوضة روان مهي فضيت

محمد قام وقف امامها بقامته الطويله : تنامي فين يا عسل

نوران ربعت يداها علي صدرها وهي تقول بتهكم : هنام مع فرح في اوضتها

محمد وضع يده في رأسه يفكر : امممم ثم مال عليها وحملها تفاجاءت نوران وشهقت بفزع ثم تأوهت عندما دفشها علي السرير بقوه

نوران وهي تمسك ذراعها بتألم : ااه يا دراعي دراعي وجعني اوووي ثم نظرت له بغضب وهي تمسك ذراعها كالطفله


نظر علي منظرها بغضب وندم ولكنه غضب بشده حينما اخبرته انه سوف تذهب لغرفة فرح جلس علي السرير بجانبها واقترب منها وجاء ليمسك ذراعها ابتعدت عنه

محمد بنرفزة ونفخ : وريني دراعك ومتنرفزنيش

نوران وهي تحاول وقف دموعها فهي تبكي من ضيقها منه : ابعد عني ملكش دعوة بيا

محمد وهو يحاول مسك ذراعها : طب وريني دراعك حصله اي

نوران بنرفزة وهي تمسك ذراعها بتألم : كان هيتكسر بس تسمح تبعد يا تروح تنام مع ادهم يا هروح انا انام مع فرح

محمد اشتدت حمرة عيناه وهو ينظر لها بغضب وقال بحده : لا انا ولا انتي هنروح في حته واتلمي وعدي يومك عشان انا غبي ومش محترم يا بت

نوران بأندفاع : وانا مش هنام جمبك

محمد شعر بغضب شديد يحتل صدره واهانه لرجولته : قسمًا بالله ما هتنامي في حته غير جمبي وادي قسم وريني بقا هتعملي اي

نظرت له نوران بزهول وضيق طفولي فلم تدرك تفسير جملتها التي قالتها له

محمد مكملًا بغضب : ونامي بدل ما اكمل كسر دراعك

تمدد علي الفراش وسحب الغطاء عليه واعطاه ظهره واطفئ النور من جنبه اغمض عينيه وتركها مع دموعها استسلمت لامرها ووضعت رأسها علي المخده واشبعت وسادتها بالدموع حتي أتعبت رأسها فغفت في نوم عميق
حين شعر بثباتها ادرك انها غفت فالتفت لها ليطمئن عليها راي الدموع علي وجنتيها ندم وزفر بشده ومسح دموعها برفق وبعد ذلك سحب الغطاء عليها ونام وهو يحاوطها

في امريكا وتحديدًا في شقة راقية جدا بجانب اخدي المستشفيات الكبيرة داخل الشقة يجلس سليم في غرفته يجلس شاردًا في الصوره بيديه ولم تكن الا صورة ملك الانصاري

سليم : وحشتيني اووي يا ملك شوفتي الزمن ولادنا اتجوزوا يا ملك وبيحبوا بعض زينا محمد بيفكرني بنفسي زمان وانا بحبك كنت بغير عليكي من الهواء نوران شبهك اووي اه يا ملك مكنش تاعب قلبي غير فراقك لا كنت حاسس بسجن او دنيا وحشتيني اووي يا ملك

في صباح اليوم التالي وتحديدًا في شقة بلال
كانت روان نائمه علي الفراش وبجانبها بلال الذي استيقظ قبلها جالسًا يتأملها بعشق بدأت روان تتملل في الفراش لتفتح عيناها فتري بلال ينظر لها مبتسما

بلال : صباح الخير

روان قامت جلست بخجل : صباح النور انت صاحي من امتي

بلال : بقالي ساعه

روان : بقالك ساعة قاعد كده ومزهقتش

بلال : ازهق ازاي وانا بصصلك

روان : بطل بقا يله نقوم نأكل انا جعانه ااوووي وعندي استعداد أكلك دلوقت

ضحك بلال وهو يقوم : يستار يارب يله ياستي عشان نأكل

وقفت روان بخجل : هخش الحمام الاول

بلال ابتسم علي خجلها : ماشي وانا هدخل الحمام الا بره ونتقابل في المطبخ

روان بضحك : اتفقنا

خرجت روان من الحمام بعد مرور نصف ساعه وارتدت بجامه قطني مكونه من برمودة وتيشيرت كت وفردت خصلات شعرها المبتله علي ظهرها وخرجت من الغرفه لتجد بلال يضع اطباق الطعام علي السفره توقف حين رأها تقف بخجل وتتابعه بعيناها

روان : أ اساعدك في حاجه

بلال وهو يتأمله بحب : اي الحلاوة دي

روان بتوتر : هو مين الا لحق ينقل هدومي وكمان في هدوم جديده

بلال : انا عملت كده واشتريت هدوم

روان وهي تعض علي ضوفرها : امممم

بلال ليكسر خجلها : مش هتأكلي ولا اي انا حضرت الاكل يله اقعدي

روان جلست وبدأت في تناول الطعام : انا هموت من الجوع اصلا

بلال : بعد الشر يا مفجوعه

روان بشهية : الاكل طعمه حلوو اووي مين عمله

بلال : انا اشتريته

روان غمزة له بجراءه : مجهز انت كل حاجه

ضحك بلال بقوة حتي ارجع رأسه للخلف وهو يضحك مما ازداد وسامه خجلت روان بشده واحمرت وجنتيها

بلال وهو يبادلها الغمزه : شوفتي بقا عشان تعرفي مش بنسي حاجه

روان وهي تضع الطعام في فمها : طب بس بقا سبني اكل

بلال وهو يتظر للطعام : حببتي انتي نسفتي نص الطبق

روان بعبوس : انت بصصلي في الاكل يا بلال وبعدين انا فرحانه اووي ونفسي مفتوحه

بلال : انا بعد كده هخاف افرحك ههه

روان بغرور : بدون مجهود وجودك جمبي اصلا يفرح

بلال : يسيدي يا سيدي علي الرومانسيه

روان وجهت نظرها للطعام : انا جعانه اووي علي فكره كل كل

بلال ضحك علي طريقتها : مصيرك تشبعي

توقفت روان عن الطعام فجاءه وضعت يداها علي بطنها بتعب

بلال بانتباه : مالك في اي

روان بتألم : مش عارفه بطني وجعتني اووي

بلال بقلق : من اي طيب

روان تضحك وسط تألمها : انت الا بصيت في اكلي

بلال ضحك بقلق : يخربيتك انا برضو ولا انتي الا هجمتي علي الاكل يا بقره

روان الالم يزداد عليها : ااااه بطنييي

وقف بلال بقلق : اهدي طيب هشوفلك دواء جوا استحملي

وبعد دقائق عاد بلال ومعه احدي ادوية الخاصه بتقلصات المعدة وجد روان تمسك بطنها بتعب شديد

بلال وهو يناولها الدواء : خدي يحببتي دي هتريحك

اخذتها روان منه ووضعت في فمها فناولها كوب من الماء لترتشفه وتضعه بتعب

روان : مش قادرة يا بلال بتوجعني اووي

بلال اصفر وجه بقلق : قومي طيب تعالي نروح للدكتور

ابتسمت روان بتعب : متخفش مفيش حاجه مجرد مغص عادي

بلال : عادي اي بس يا روان انتي بتعرقي من التعب

روان : بص انت تقومني توديني السرير ننام شويه وانا هصحي كويسه

بلال : طب استني

روان : اي

امال بلال عليها وضع يده علي ظهرها ويده الاخري اسفل قدمها وحملها ضحكت روان وتعلقت برقبته

روان : كل ده عشان شوية مغص

بلال بهدوء: لا كده كده كنت هشيلك

دخل بلال بها الي الغرفة ووضعها علي السرير برفق وجلس بجانبها ولاحظ خصله متمرده من شعرها متبعثره علي عيناها مد يده واعادها وراء اذونها

بلال : ها ارتحتي شوية ولا اي

روان وهي علي وشك البكاء : لا

بلال بجدية : طب قومي معايا هنروح للدكتور انا مش هسيبك كده واسكت

روان بنفخ : اهدي بقا ملو من عينك

بلال نظر لها ويدقق في ملامحها : يا جذمه ! دانا الا عملهولك

روان سقطت دموعها من الآلم مما زاد حزن بلال فضمها إليه بحنان وظل يهدءها

بلال : اهدي ياحببتي إن شاء الله الدواء ده يجيب نتيجة دلوقت

روان وهي تبكي : إن شاء الله

وبعد مرور عشر دقائق وهي ساكنه بين احضانه نظر عليها بلال وقبل رأسها

بلال : بقيتي كويسه ولا اي

روان بنعاس : ايوه هنام

بلال بهدوء : طب والا جاين كمان شويه يقولوا اي

روان بصوت ضعيف : يجوا فين

بلال : اكيد كلهم هيجوا

روان واغلب عليها النعاس : قولهم نايمه عادي احنا مش اغراب

ضحك عليها بلال وعلي كلامها وقبل رأسها ونظر وجدها قد غفت وضعها برفق علي الوسادة وشد الغطاء عليها واطفئ النور وخرج من الغرفة وتركها لتستريح وبدأ في لم الطعام وتنضيف المكان وغسل الاواني وحين انتهي جلس علي الاريكة في الصالون وفتح التلفاز وبدأ في مشاهدة احدي الافلام الاجنبية قطع اندماجه رنين هاتفه وكان اتصال دولي اجاب بأبتسامه

احمد : صباحية مباركه يا عريس

بلال : صباح النور يا بابا

احمد بمزح : اي رفعت رأس ابوك ولا شمت فينا البت روان واختها

بلال : عيب عليك دانا ابنك

احمد : انا قولت برضو اي انت لوحدك ولا اي

بلال : اه صحينا فطرنا وبعد كده روان نامت تاني

احمد بضحك : نوم العوافي

بلال : الله يعافيك

احمد : امك لسه مش جت

بلال : لا لسه محدش جه هيجوا علي المغرب

احمد : اممم ابقي سلملي عليهم اه صحيح اتصلت علي فرح مرضتش

بلال بتنهيدة : ممكن نايمة او الفون ساينلت

احمد : مالك

بلال : اصل فرح متعرفكش غير من الفيديو كول

احمد : اعمل اي طيب مش احسن ما تكون متعرفنيش خالص

بلال : طبعا ما انت سايبها من وهي عندها 10 سنين وهي دلوقت 19

احمد : تصدق ياله انا علطان ان كلمتك يله وانت طالع لامك كده

بلال بحزن : بذمتك امي ولا السحلية الا معاك دلوقت

احمد باندفاع غاضب : انت بتقارن فاطمه مين انت مجنون

بلال : مش انت سبتنا وبقيت سفير وكمان اتجوزت من عندك

احمد بنرفزة : لو امك زمان وافقت اني اسافر وهي معايا مكنش زمان ده حالنا

بلال : بطل تلوم عليها بقا امي دي مية رجال شالت مسئولية واتحملت حمل الف راجل وبتلوم عليها

احمد تنهد بحزن : الف مبروك يا بلال

بلال وتجمعت الدموع في عينه وقال بصوت مختنق : كان نفسي تكون معايا وجمبي بس بس في جوازي حاجات كتير اووي كنت محتاجك فيها علي العموم الله يبارك فيك يا سيدة السفير

قفل بلال معه ووضع كفيه علي وجهة وود البكاء كالطفل المشتاق لوالدة اشد الاشتياق مسح وجهه بيديه وتجاهل ما بداخله وحاول الاندماج مرة اخري مع الفيلم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي