صفقةعلىحياةأنثى البارت44
رواية
صفقة على حياة أنثى
البارت. ٤٤
________________
ونكمل من حيث انتهينا عند احمد بعدما خرج من فيلا محسن ابو هدير وهو يجر خيبة الأمل وظل يحدث نفسه ويلومها على ما فعله في نفسه من مهانه وذل امام اناس لا يعرفون شيء في الحياة سوى النقود والمظاهر الاجتماعية الكاذبة لا يكترثون لمشاعر ولا لأخلاق كل ما يفكرون فيه هو المظهر الإجتماعي بين الطبقة المخملية في مجتمع عقيم بكل ما تحمله الكلمة من معني وقال في نفسه الحمد لله اني ماجبتش أمي معايا وعرضتها للإهانة من ناس زي دول بس هاعمل ايه دلوقتي وهاتصرف ازاي هدير ذنبها ايه بس تعيش تعيسة بسبب أهلها وانا مستحيل اقدر انفذ كل شروطهم دي هاجيب منين كل ده وانا لسه متخرج وكمان ظروفي زفت وحتى لو اشتغلت في اي مكان بشهادتي هاخد كام يعنى خلاص لازم اهدى وافكر يمكن الاقي حل يمكن ربنا يحلها من عنده واهلها يلينوا شوية ويتنازلوا عن الطلبات التعجيزية دي بس لو ما قبلوش وفضلوا متمسكين بطلباتهم وقتها يبقى كدة خلاص هدير راحت مني مرة تانية يارب الصبر من عندك يارب
-------------------
وعند هدير وقفت من مكانها وقالت برافوا يا ماما عرفت ترفضي احمد بطريقة راقيه ومتحضره مش كدة
سهير: ليه وانتي كنتي فاكرة اننا هنوافق على الشحات ده يبقى نسيب عيلة محسن ،،،،،، دا انتي بتحلمي بقا
هدير: احمد مش شحات يا ماما احمد ظروفه صعبه شوية واذا كان فقير دلوقتي فبكرة ربنا هيفتحها عليه زي بابا بالظبط وبعدين ما انتي وبابا كنت شحاتين على حسب تعبيرك كنتوا فقره وربنا كرمكم وبقا عندكم شركة وفلوس وبقيتوا تتكبروا بيها على الناس ونسيتوا انكم كنت فقره
سهير: قامت بغضب وصفعتها على وجهها وقالت لها انتي ازاي تتكلمي معانا كدة انتي شكلك عايزة تتربي من اول وجديد انتي بقيت قليلة الادب وعينك فتحت اوي
محسن: بصوت عالي قليلا ليه كدة ياسهير النقاش مش بالضرب
سهير: اسكت انتا يامحسن ماهو دلعك ليها هو اللي خلاها قليلة الادب معانا بالشكل ده
هدير: ببكاء انتي مستحيل تكوني أمي انتي واحدة ما عندهاش قلب ولا مشاعر كل همك الفلوس والمظاهر الكاذابة كل همك شكلك قدام المجتمع المزيف بتاعكم ده
سهير: اقتربت منها وكادة ان تضربها مرة اخرى لولا ان محمد جاء من الخارج ووقف امام امه وقال لها في ايه يا ماما هو كل يوم خناق وفضايح كدة في ايه مالكم اصواتكم طالعة ليه هي المشاكل دي مش هتخلص بقا
سهير: اختك المحروصة جايبلنا واحدة شحات وكحيان وقال ايه بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزوا
محمد: نظر لهدير وقتلها مين ده وعرفتيه منين ومن امتا وليه ما حكيتيليش حاجة عنه قبل كدة
هدير: وهي تبكي وتحضن اخوها كأنها تحتمي فيه من جبروت أمها ده احمد زميلي بالجامعة لسه متخرج من هندسة وهيتعين معيد بالجامعة يعني لا شحات ولا كحيان زي ماما ما بتقول كل ما في الامر انه مش غني هو بس متوسط الحال لكن ماما طبعا مش عاجبها لانه مايملكش فيلال وعربيات وشركات وفلوس متلتلة بالبنك
محمد: طيب اهدوا كدة وخلونا نتكلم بالعقل والمنطق
محسن: هي امك واختك خلوا فيها عقل ولا منطق يابني
محمد: تعالوا بس نقعد ونتفاهم
سهير: ولانها بتحب ابنها جدا وبتعبره راجلها يمكن اكتر من محسن شخصيا فقالت طيب هديت اهو خلونا نتكلم بالعقل لما نشوف هنوصل لفين مع ست الحسن والجمال
محسن: ايوا كدة ربنا يهديكم
محمد: اخذ اخته بجواره وبدأ يتحدث معاها احكيلي بقا احمد ده منين يعني ومن امتا بتعرفوا بعض
هدير: اعرفه من اول سنة ليا بالكلية
محسن: نطق قبل محمد ابنه وقالها يعنى تعرفيه من قبل ما تتجوزي صلاح
هدير: ايوا يا بابا بس والله ما اتطلقت بسببه ابدا ولا يعرف عني حاجة من بعد ما سافرت وماما مش مصدقاني
محسن: طيب ليه مش حكيتيلنا قبل كدة
هدير: احكي ايه يا بابا هو وقتها كان لسه في الفرقة التالتة وانا بالفرقة الاولى وبعدين كنا زمايل عادي مش اكتر وبهذه اللحظة هدير لم ترد ان تحكي لاهلها انهم كانوا يحبون بعض من قبل كي لا تتسبب بمشكلة اكبر ففضلت ان تنكر حبها له منذ البداية
سهير: اه وحبيتوا بعض بعد ما رجعتي مطلقة ياختي وعاوزانا نصدق صح
هدير: يا ماما احمد شاب محترم وخلوق ومجتهد وشاطر والفقر مش عيب ولا حرام وناس كتير كانت فقيرة وربنا رزقهم من وسع طيب يعنى عاجبكم اختياركم للزفت صلاح ده وخداعه لينا كلنا اهو ده واحد معاه فلوس لكن ماعندوش لادين ولا اخلاق
سهير: وماله صلاح يافالحة أنتي اللي مش وش نعمة سبتي القصور والهيلمان والعز وجاية تجري ورا واحد فقير وعدمان ومحلتوش اللضة قال ايه بتحبه حبك برص ياشيخة
محسن: يابنتي احنا عايزينا مصلحتك ولو فعلا بيحبك هيحاول يعمل كل اللي يقدر عليه عشان يتجوزك
هدير: لا بجد حضرتك مصدق الكلام اللي بتقوله ده يا بابا وبعدين ازاي تبقى انتا قاعد وسايب ماما هي اللي تتكلم مش الفروض انه حضرتك أبو العروسة وراجل البيت اللي المفروض يتكلم
سهير: مش بقولك انتي قليلة الادب وعايزة تتربي من جديد
محسن: بزعل من اسلوب بنته وانا ايه وامك ايه يابنتي بالاخير عايزين مصلحتك وبعدين انا اتكلمت مع احمد بكل حاجة قبل ما تنزلي انتي ومامتك واللي شوفته فيه انه مش هيقدر يعيشك عيشة كريمة حتى ده يادوب بيقدر يكفي مصاريف امه واخته ومصاريفه الشخصية ازاي هيفتح بيت يابنتي فكري بعقلك وحيدي عواطفك شوية هتلاقي انه معايا حق انتي لو اتجوزتي احمد مش هتتحملي شهرين على بعض لانك ما تربتيش على الفقر أنتي واخوكي طلعتوا لاقيتوا نفسكم عايشين بفيلا وبتاكله احسن اكل وبتلبسوا احسن لبس وبتتفسحوا في اجمل واغلى الاماكن في مصر ونادي وحياة مختلفة عن حياة احمد تماما انتوا عمرطم ما جربتوا عيشة الفقره عشان تحكمي اذا كنتي هتتحملي ولا لأ
سهير: كانت لسه هتتكلم وتزعق فقال لها محسن خلاص ياسهير اسكتي بقا انتي بتخربي الدنيا بغضبك وعصبيتك سبيني انا اتكلم مع بنتي لو سمحتي
سهير: حاضر هدية اهو لما نشوف اخرتها
هدير: طيب يا بابا ماحضرتك وماما اتجوزتوا وانتوا فقره برضه وكملتوا مع بعض على الحلوة والمرة لحد دلوقتي يعني ماما ما زهقتش وسابتك
محسن: لانه امك كانت فقيري زي يعني متعودين على عيشة الفقر انا هي ولما تجوزنا كنت انا باشتغل في شركة كبيرة ومرتبي وقتها كان معيشنا مستوريين واحسن من قبل بكتير اوي يعنى انا ومامتك طلعنا من مستوى قليل لمستوى اعلى شوية احسن من قبل الجواز مش طلعت من مستوى عالي اوي لمستوى تحت اوي فهمتيني يابنتي
هدير: فاهمة يا بابا بس انا واحمد هنساد بعض لحد ما نوصل وهاصبر وهاستحمل معاه
الاب: يابنتي الاحلام والكلام حاجة والواقع حاجة تانية خالص الكلام وانتي بعيدة عن التجربة مختلفة تماما وسهل بالنسبالك لكن لو اتحطيتي في الواقع ده والحياة دي وقتها هتعرفي انه الحب مش كل حاجة صدقيني هتنسى الحب ده بالتدريج لما تكوني نفسك في حاجة ومش طيلة تجبيها لما تكوني مريضة ومش لاقية حق الدوا لما تكوني اقل واحدة وسط زميلاتك هتكره عيشتك لما يكون معاك طفل مثلا ومرض ومش لاقيه حق الدكتور والدوا لابنك
هدير: يا بابا انا مش بفكر كدة انا مش هتجوز مكنة صرافة عشان لما احتاج حاجة الاقيها علطول انا واحمد بنحب بعض وهنكافح سوا وهاتحمل وهاعيش معاه على الفقر قبل الغنى لحد ما ربنا يكرمه
محسن: طيب زي ما قولتلك جنبي العواطف وكلام الافلام ده ساعة واحدة بس وفكري بعقلك انتي هتقدري تعملي اللي أنتي بتقوليه ده هتقدري تكوني اقل واحدة وسط زميلاتك طيب سيبك من ده وخلينا اتنازلنا عن كل الطلبات اللي طلبناها من احمد وخليناه جابلك اللي يقدر على او ما يجبش مثلا انتي هتقدري تعيشي في حي شعبي وسط الحشرات والزبالة اللي بكل مكان هتقدري تعيشي بشقة صغيرة مع امه اوخته
هدير: وفيها ايه يا بابا لما اعيش معاهم في نفس الشقة
محسن: طيب ماشي خليكي هتقدري تعيشي مع امه واخته ببيت واحد احمد هيقدر يكفي مصاريفكم كلكم ده غير مصاريفه الشخصية
هدير: اكيد هيقدر هو هيشتغل معيد بإذن الله وهنقدر نعيش من مرتبه
محسن: بتأفف اللهم طولك ياروح يابنتي هو احمد لما يتعين معيد هيقبض كام يعنى خمس تالف ولا عشرة حتى دا انتي مصرفك الشهري كان على نفس السيستم ده يعنى مرتبه يادوب يكفيكي انتي لوحدك وبعدين اكيد هيتأجر شقة لانه الشقة اللي هم عايشيين فيها قديمة وما تنفعش للجواز والشقة الايجار الجديد اقل شقة تقدروا تعيشوا فيها مابين ٣ تالف لخمس تالف يعنى تقريبا نص المرتب وكمان امه المريضة واخته اللي لسه بالتعليم وابوه متوفى فمستحيل هيتخلى عنهم عشان يقدر يعيشك كويس يعنى مرتبه نصه هيروح للايجار والكهربا والمية والنص التاني هيتقسم عليكي انتي وهو وامه واخته صح
هدير: بتلجلج ايوا صح بس قاطعها ابوها وقالها مابسش بصي لمصلحتك ومستقبلك بقا ماتبصيش تحت رجليكي انتي لسه صغيرة والمستقبل قدامك وبعدين ياستي لو قدر يكون حاجة ولاقى نفسه يقدر يعيشك في مستوى زي اللي انتي عايش فيه يبقى يجي يتقدم ده لو كنتي وقتها لسه ما ارتبطيش بحد بس كلامي ده مايمنعش انه لو جه شاب مناسب وموثوق فيه هنوافق عليه وموضوع الحب والعواطف ده تنسيه انتي لسه صغيرة والحياة قدامك وصدقني هتلاقى الشخص اللي يليق بيكي ويعوضك عن كل ده وهتحبيه وهيبقى أحمد ذكرى بالنسبالك كلنا كنا كدة فاكرين انه اول حب مستحيل يتنسى او يتعاش حب غيره او زيه لكن الزمن بغير رأينا لما بنلاقي الافضل واللي يعوضنا عن الحب الاولى وبيقبى الحب الاولى ده مجرد ذكرى بحلوها ومرها مجرد ذكرى بتفكرنا بشبابنا وحيويتنا وتفكيرنا المحدود اللي كان مخلينا متخيلين انه كل حاجة هتدمر والحياة هتقف لانه خسرنا اول حب في حياتنا
محمد: معلهش يادودو بس بابا معاه حق بكل اللي قالوا انتي فكري بمصلحتك
هدير: وهي بتبكي انتوا مش فهميني ولا حاسين بيا ثم تركتهم وصعدت لغرفتها واتصلت على انجي الووو
-------------------
عند احمد وصل الي بيته وهو مهموم وحزين لما حدث معه فتح الباب ودخل فأمه اول ماشافته داخل مكسور وباين عليه الحزن والقهر راحت بسرعة عليه وحضنته وقالتله مالك يابني باين عليك الهم والحزن اكيد جرحوك بكلامهم
احمد والحزن والالم والدموع تملأ عينيه قال لو سمحتي يا ماما بعد اذنك هادخل ارتاح شوية لما افوق هاحكيلك كل حاجة
الام: لا يا احمد مش هتنام وانتا حزين كدة ممكن يحصلك حاجة
احمد: هيحصلي ايه بس يا ماما اكتر من اللي بيحصلي ده
الام: لا تعالى اقعد واحكيلي وفضفض مش هسيبك تنام وانت زعلان كدة
احمد: ونعم بالله انا مؤمن وعارف انه لازم نسلم بقدر الله علينا ونرضى بيه بس الاحساس بالكسرة وقلة الحيلة بيدبح اوي يا ماما انا عمري ما كرهت حالي الا النهاردة إحساسي بالعجز وعدم قدرتي على اني اتمسك بحبي واحارب عشانه بسبب فقري وقلة حيلتي مخليني كاره نفسي اوي يا ماما
الام: لا ماتخليش اللي اتعرضتله من اهل هدير يكسرك لا خليه يقويك ويشجعك انك تبقى حاجة كبيرة اوي عشان تثبتلهم انه زي ماهم بقوا اغنية ومعاهم فلوس بعد ما كانوا فقره انتي كمان هتبقى اكبر مهندس بمصر وهيبقالك شأن اكبر منهم كمان
احمد: بجد يا ماما ياريت انا بس عاوز اطلعكم انتي وسمر من الفقر ده بقا واعيشكم أحسن عيشة وما اخليكمش تحتاجوا حاجة ابدا
الام: ربنا يسعدك يابني ويرزقك ويرفع شأنك يااااارب احنا مش عاوزين حاحة غير انك تكون اسعد واحد بالدنيا وبس
احمد: ربنا يخليكم ليا ومايحرمنيش منكم ابدا يااارب
الام: ياااارب بس قولي حصل ايه معاك فضفض وطلع اللي جواك عشان ترتاح
احمد: يعني هو استقبال ابوها كان كويس هم ما قالوش كلام قاسي او الفاظ جارحة مثلا بس نظرتهم ليا على اني اقل منهم بالمستوى الاجتماعي طبعا كانت اقسى من اي كلام وخصوصا امها ست متعجرفة ورافعة مناخيرها بالسما وفضلت تطلب وتتشرط بحاجات مستحيل اقدر اعملها في عشر سنين حتى وابوها برضه اتكلمي معايا وقعد يشرحلي البيوت بتتبني على كذا وكذا وظل يحكي لامه عن كل كلمة بالتفصيل ثم قال لها بعد كل الكلام ده انا عرفة انهم بيرفضوني بس بطريقة غير مباشرة يعني بطريقة تعجيزية
الام: بص يا احمد من غير زعل يابني ومن غير ما اقولك بقا وهم هيلاقوا زيك فين ووووو بالرغم انهم فعلا مش هيلاقوا زيك في اخلاقك وادبك وشطارتك وانا مش باشهدلك كدة عشان انتا ابني لأ ده كل الناس هنا بيقولوا كدة بس بصراحة هم معاهم حق سيبك من كلام امها هي طلبت كل ده عشان تقولك انتا مرفوض بطريتها بس ابوها فعلا كلامه كله صح وموزون ومافيش اهل هيرضوا انه بنتهم تعيش بمستوى اقل من اللي هي عيشاه خصوصا الناس الاغنية دول بناتهم مايقدروش يتحملوا عيشة الكحيتي اللي بتبقى يادوب على الاد ماتزعلش مني يابني دي الحقيقة
احمد: ازعل منك لا طبعا مستحيل ازعل منك انا عارف انه اهلها معاهم حق بس انا وهدير بنحب بعض وكنا هنتحمل لحد ما نبقى مرتاحين بحياتنا وانا ماكنتش ادخر جهد عشان اقدر اخليها مرتاحة ومبسوطة بحياتها معايا
الام: بس الحب مش هو كل حاجة يا احمد في حاجات كتير اوي لازم تبقى موجودة عشان تقدروا تكملوا مع بعض على الحلوة والمرة
احمد: كلامك زي كلام ابو هدير بس احنا فعلا بنحب بعض اوي وكنا هنقدر نتغلب على كل الظروف سوا
الام: يابني اللي عاش واتربى على الغني مش هيقدر يستحمل يعيش في الفقر وخصوصا البنات اللي زي هدير اللي اتولدت لقيت نفسها عايشة احسن عيشة وكل طلباتها مجابة حتى قبل ما تطلبها وموضوع قلبت امها عليها فده لانها خايفة بنتها تفشل بحياتها مرة تانية وخصوصا انها اتجوزت واتطلقت حتى لو جواز على الورق
احمد: بس انا مش هاقدر اعيش من غيرها يا ماما انا بحبها اوي وما صدقت اننا رجعنا لبعض تاني مش هاقدر اتحمل بعدها مرة تانية وبنفس الوقت مش هاقدر انفذ كل طلباتهم دي بالظروف اللي انا فيها دي مستحيل
الام: يعنى لا هتقدر تبعد ولا هتقدر تقدملها ولو جزء صغير من طلبات أهلها يابني ده انتا حتى حق دبلتين خطوبه مش معاك هتجيب منين تمن الشقة والعفش والشبكة وتجهيزات الخطوبة والفرح كل ده هتجيبه منين يابني انا لما لقيتك فرحان ومصمم تروح تتقدملها انا سبتك على راحتك بس ماكنتش متخيلة انك هتيجي بالحالة دي
احمد: هو انتي امي ولا ام هدير يا ماما من وقت ما رجعت وانتي نازلة تقطيم فيا وتكسير في مجاديفي بدل ما تقوليلي اعمل ايه عشان ما اخسرش هدير مرة تانية طب قوليلي هنحاول مع اهلها عشان يتنازله عن طلباتهم التعجيزية دي
الام: يابني لو عملت كدة وقولتلك الكلام ده يبقى باضحك عليك وباعيشك في الوهم انا من الاول قولتلك خايفة ترجع تتكسر وتحزن تاني واللي خوفت منه اهو حصل من جديد
احمد: طيب والعمل ايه يا ماما انا لوفضلت على الحال ده هكسر هدير مرة تانية واخيب املها فيا جضرتك عارفة برضه في المرة الأولى جتلي وطلبت مني اتقدملها واتمسك بيها وانا ما قدرتش اعمل حاجة غير اني قولتلها توافق على الشخص القذر ده وكمان المرة دي قررت اتقدلمها عشان ما تروحش مني وبالرغم من انه مافيش شخص ولا حاجة بس ممكن باي لحظة يتقدملها حدا وتضيع مني خالص
الام: يابني ارمي حمولك على الله وهو هيدبرها من عنده واللي فيه الخير ليك وليها هو اللي هيكون ادعي ربنا بس وخليك متفائل واكيد مش هيحصل الا كل خير
احمد: ياااارب يا ماما ياااارب اومال سمر فين مش شايفة يعنى
الام: سمر نزلت تجيب شوية حاجات للبيت
احمد: طيب ليه ما قولتليش كنت جبتها وانا جاي بدل ماتزل المغرب كدة
الام: المخل مش بعيد ده في العمارة اللي جبنا يعني عشر دقايق وجاية هي يادوب لسه نازلة قبل ما انتا تجي بدقايق بس
احمد: طيب انا هادخل ارتاح شوية
الام: لا خليك قاعد معايا ولا اقولك تعالى نعمل حاجة حلوة انا وانتا اهو تشغل نفسك باي حاجة بس ما تنمش وانت زعلان
احمد: حاضر ياست الكل ان عارف انك خايفة عليا خلاص نعمل صينية حلو سوا
الام: ربنا يخليك ليا يابني انا ماليش غيرك انتا واختك انتوا نور عيني وروحي وسندي بعد ربنا
احمد: ربنا يخليكي لينا يارب تعالي بقا نعمل الحلو
------------------------
ونرجع عند هدير وهي تبكي وتتحدث بصعوبة من اثر بكاءها اا..... الو ايوا يا إنجي
انجي: مالك ياهدير فيه إيه بتبكي ليييه خير
هدير: مش خير ابدا يا إنجي ماما وبابا رفضوا أحمد وجرحوه اوي
انجي: الرفض ده كان متوقع وخصوصا من طنط سهير بس ازاي جرحوه قالوله ايه يعني
هدير: هم مش قالوله كلام جارح بس طلبوا حاجات طتير اوي وصعب احمد يقدر يعملها بظروفه دي
انجي: طلبوا ايه يعني ما ممكن تحاولوا انتي واحمد تخلوهم يتنازلوا شوية عن الطلبات دي
هدير: مستحيل ماما وبابا يرضوا يتنازلوا لانهم اصلا طلبوا كل ده عشان يعجزوا احمد وما يقدرش يرجع تاني انا حاسة اني باموت يا إنجي
إنجي اهدي بس ياحبيبتي وربنا هيحلها حاولي مع اهلك طيب
هدير: احاول ايه بس حتى لو انا حاولت وحاربة عشان نقدر نكون مع بعض بس احمد مش هيقدر يعمل حاجة من اللي هم طلبوه ده وبعدين بعيد عن هيقدر ولا لأ لكن الاهانة والكسرة اللي اتعرضلها واحساسه بالعجز وقلة الحيلة خلوه ما قدرش ينطق باي كلمة حتى وخرج وهو حزين ومكسور وانا خايفة ومش عارفة اعمل ايه
انجي: اهدي بس واتصلي على احمد اطمني عليه وشوفيه هيعمل ايه ما تسبيهوش كدة
هدير: اوكيه معاكي حقك هاتصل بيه ونشوف حل مع بعض
انجي: ايوا ما تستسلموش كدة بسهولة واتمسكوا بحبكم يالا ياقلبي وابقى طمنيني عملتي ايه ووصلتي لفين اوكيه
هدير: اوكيه واغلقت مع انجي وبالفعل اتصلت على احمد
احمد: لما راى اسم هدير قال لامه هاستئذنك ارد على هدير يا ماما
الام: وماله يابني رد براحتك
احمد: خرج وراح على اوضته ورد على هدير
هدير: الووو ايوا يا احمد طمني عامل ايه دلوقتي ليييه ما تصلتش عليا تطمني عليك
احمد: انا كويس ما تخافيش هيحصلي ايه يعنى
هدير: آسفة ياقلبي حقك عليا بعتذر منك بالنيابة عنهم انا عارفة انه اهلي كلموك بطريقة مش حلوة
احمد: لا هم ما قالوش حاجة غلط عشان تتاسفي عليه هم معاهم حق في كل كلمة قالوها ده مستقبلك واي اهل مكلنهم هيطلبوا يأمنوا مستقبل بنته
هدير: لا مش اي اهل يا احمد انا عارفة انه اهلى طلبوا كل ده عشان يضغطوا عليك ويخلوك تستسلم وتبعد عني
احمد: عارف بس هاعمل ايه اهلك معاهم حق ازاي هاقدر افتح بيت وانا لسه ما اشتغلتش ولا عندي بيت ولا حيلتي حاجة عشان اقدر انفذ ولو جزء بسيط من طلباتهم
هدير: بس انا مش عايزة حاجة غيرك ولو هنعيش انا وانتا باوضة هاكون مرتاحة ومبسوطة المهم اكون معاك
احمد: انتي تستاهلي تعيشي افضل واحسن عيشة تستاهلي تفضلي اميرة وتعيشي زي الاميرات
هدير: انا هاكون اميرة وانا معاك وجنبك علطول وطول العمر المهم انتا تفضل متمسك بيا عشان اقدر احارب وأوجه الكل عشانك
احمد: انا هافضل متمسك بيكي بس انتي ماتستسلميش وتغضعي لضغوتهم عليكي لو جالك عريس غني
هدير: لا هاقاوم وارفض وهاستناك لحد ما تقف على رجليك ويبقى عندك شغلك ونقدر نكون سوا
احمد: يااارب يقرب البعيد ويصلح الحال انا بحبك ومش متخيل حياتي من غيرك يا هدير دا انا مصدقت رجعتيلي تاني
هدير: وانا كمان بحبك اوي يا احمد ومانسيتكش ولا لحظة طول الفترة اللي غبتها عنك عارف كنت باعرف اخبارك من انجي كل يوم كنت مشغالها مخبر تجيبلي اخبارك كل يوم
احمد: بضحكة خفيفة معقول تشغلي صاحبتك مخبر حرام عليكي تلاقيكي كنت عملالعا خوته براسها
هدير: ههههه اعمل ايه طيب ما انا كنت هاموت واعرف اخبارك واطمن عليك وما كانش قدامي غيرها
احمد: عارفة كانت بتجيلي الورشة قال يعنى كأنها جاية تصلح عربيتها وكانت تفضل تتكلم معايا ومرة حكيتلي انه انتي مش مرتاحة ولا مبسوطة وعايشة بخوف وحاجات زي كدة وقتها كنت هاتجنن ومش عارف اعمل ولا اطمن عليكي ازاي وحاولت اتصل بيكي على رقمك الجديد اللي اتصلتي عليا منه وما حكيتيش ولا كلمة بس وقتها عرفت انه انتي اللي اتصلتي
هدير: بجد طب عرفت انه انا ازاي
احمد: إحساسي وكمان لما قولتلك هدير انا عارف انه انتي هدير بس انتي فضلتي تبكي بصوت مكتوم عشان ما اعرفكيش وقفلتي علطول كنت هاتجنن كان نفسي اكون جنبك وقتها واخدك بحضني واقولك ما تخافيش انا معاكي ومش هسيبك ولا هتخلى عنك تاني وهاحميكي من اي حدا يحاول يئذيكي او يجرحك
هدير: انا بحبببك اوي يا احمد وبتمنى من ربنا ما يفرقنا ابدا يا حبيبي
احمد: وانا بحبك وبتمنى تكوني ليا و مافيش حاجة تفرقنا ابدا يا قلبي .....
يتبع .
___________________
#بقلمي
عمر يحيى
صفقة على حياة أنثى
البارت. ٤٤
________________
ونكمل من حيث انتهينا عند احمد بعدما خرج من فيلا محسن ابو هدير وهو يجر خيبة الأمل وظل يحدث نفسه ويلومها على ما فعله في نفسه من مهانه وذل امام اناس لا يعرفون شيء في الحياة سوى النقود والمظاهر الاجتماعية الكاذبة لا يكترثون لمشاعر ولا لأخلاق كل ما يفكرون فيه هو المظهر الإجتماعي بين الطبقة المخملية في مجتمع عقيم بكل ما تحمله الكلمة من معني وقال في نفسه الحمد لله اني ماجبتش أمي معايا وعرضتها للإهانة من ناس زي دول بس هاعمل ايه دلوقتي وهاتصرف ازاي هدير ذنبها ايه بس تعيش تعيسة بسبب أهلها وانا مستحيل اقدر انفذ كل شروطهم دي هاجيب منين كل ده وانا لسه متخرج وكمان ظروفي زفت وحتى لو اشتغلت في اي مكان بشهادتي هاخد كام يعنى خلاص لازم اهدى وافكر يمكن الاقي حل يمكن ربنا يحلها من عنده واهلها يلينوا شوية ويتنازلوا عن الطلبات التعجيزية دي بس لو ما قبلوش وفضلوا متمسكين بطلباتهم وقتها يبقى كدة خلاص هدير راحت مني مرة تانية يارب الصبر من عندك يارب
-------------------
وعند هدير وقفت من مكانها وقالت برافوا يا ماما عرفت ترفضي احمد بطريقة راقيه ومتحضره مش كدة
سهير: ليه وانتي كنتي فاكرة اننا هنوافق على الشحات ده يبقى نسيب عيلة محسن ،،،،،، دا انتي بتحلمي بقا
هدير: احمد مش شحات يا ماما احمد ظروفه صعبه شوية واذا كان فقير دلوقتي فبكرة ربنا هيفتحها عليه زي بابا بالظبط وبعدين ما انتي وبابا كنت شحاتين على حسب تعبيرك كنتوا فقره وربنا كرمكم وبقا عندكم شركة وفلوس وبقيتوا تتكبروا بيها على الناس ونسيتوا انكم كنت فقره
سهير: قامت بغضب وصفعتها على وجهها وقالت لها انتي ازاي تتكلمي معانا كدة انتي شكلك عايزة تتربي من اول وجديد انتي بقيت قليلة الادب وعينك فتحت اوي
محسن: بصوت عالي قليلا ليه كدة ياسهير النقاش مش بالضرب
سهير: اسكت انتا يامحسن ماهو دلعك ليها هو اللي خلاها قليلة الادب معانا بالشكل ده
هدير: ببكاء انتي مستحيل تكوني أمي انتي واحدة ما عندهاش قلب ولا مشاعر كل همك الفلوس والمظاهر الكاذابة كل همك شكلك قدام المجتمع المزيف بتاعكم ده
سهير: اقتربت منها وكادة ان تضربها مرة اخرى لولا ان محمد جاء من الخارج ووقف امام امه وقال لها في ايه يا ماما هو كل يوم خناق وفضايح كدة في ايه مالكم اصواتكم طالعة ليه هي المشاكل دي مش هتخلص بقا
سهير: اختك المحروصة جايبلنا واحدة شحات وكحيان وقال ايه بيحبوا بعض وعاوزين يتجوزوا
محمد: نظر لهدير وقتلها مين ده وعرفتيه منين ومن امتا وليه ما حكيتيليش حاجة عنه قبل كدة
هدير: وهي تبكي وتحضن اخوها كأنها تحتمي فيه من جبروت أمها ده احمد زميلي بالجامعة لسه متخرج من هندسة وهيتعين معيد بالجامعة يعني لا شحات ولا كحيان زي ماما ما بتقول كل ما في الامر انه مش غني هو بس متوسط الحال لكن ماما طبعا مش عاجبها لانه مايملكش فيلال وعربيات وشركات وفلوس متلتلة بالبنك
محمد: طيب اهدوا كدة وخلونا نتكلم بالعقل والمنطق
محسن: هي امك واختك خلوا فيها عقل ولا منطق يابني
محمد: تعالوا بس نقعد ونتفاهم
سهير: ولانها بتحب ابنها جدا وبتعبره راجلها يمكن اكتر من محسن شخصيا فقالت طيب هديت اهو خلونا نتكلم بالعقل لما نشوف هنوصل لفين مع ست الحسن والجمال
محسن: ايوا كدة ربنا يهديكم
محمد: اخذ اخته بجواره وبدأ يتحدث معاها احكيلي بقا احمد ده منين يعني ومن امتا بتعرفوا بعض
هدير: اعرفه من اول سنة ليا بالكلية
محسن: نطق قبل محمد ابنه وقالها يعنى تعرفيه من قبل ما تتجوزي صلاح
هدير: ايوا يا بابا بس والله ما اتطلقت بسببه ابدا ولا يعرف عني حاجة من بعد ما سافرت وماما مش مصدقاني
محسن: طيب ليه مش حكيتيلنا قبل كدة
هدير: احكي ايه يا بابا هو وقتها كان لسه في الفرقة التالتة وانا بالفرقة الاولى وبعدين كنا زمايل عادي مش اكتر وبهذه اللحظة هدير لم ترد ان تحكي لاهلها انهم كانوا يحبون بعض من قبل كي لا تتسبب بمشكلة اكبر ففضلت ان تنكر حبها له منذ البداية
سهير: اه وحبيتوا بعض بعد ما رجعتي مطلقة ياختي وعاوزانا نصدق صح
هدير: يا ماما احمد شاب محترم وخلوق ومجتهد وشاطر والفقر مش عيب ولا حرام وناس كتير كانت فقيرة وربنا رزقهم من وسع طيب يعنى عاجبكم اختياركم للزفت صلاح ده وخداعه لينا كلنا اهو ده واحد معاه فلوس لكن ماعندوش لادين ولا اخلاق
سهير: وماله صلاح يافالحة أنتي اللي مش وش نعمة سبتي القصور والهيلمان والعز وجاية تجري ورا واحد فقير وعدمان ومحلتوش اللضة قال ايه بتحبه حبك برص ياشيخة
محسن: يابنتي احنا عايزينا مصلحتك ولو فعلا بيحبك هيحاول يعمل كل اللي يقدر عليه عشان يتجوزك
هدير: لا بجد حضرتك مصدق الكلام اللي بتقوله ده يا بابا وبعدين ازاي تبقى انتا قاعد وسايب ماما هي اللي تتكلم مش الفروض انه حضرتك أبو العروسة وراجل البيت اللي المفروض يتكلم
سهير: مش بقولك انتي قليلة الادب وعايزة تتربي من جديد
محسن: بزعل من اسلوب بنته وانا ايه وامك ايه يابنتي بالاخير عايزين مصلحتك وبعدين انا اتكلمت مع احمد بكل حاجة قبل ما تنزلي انتي ومامتك واللي شوفته فيه انه مش هيقدر يعيشك عيشة كريمة حتى ده يادوب بيقدر يكفي مصاريف امه واخته ومصاريفه الشخصية ازاي هيفتح بيت يابنتي فكري بعقلك وحيدي عواطفك شوية هتلاقي انه معايا حق انتي لو اتجوزتي احمد مش هتتحملي شهرين على بعض لانك ما تربتيش على الفقر أنتي واخوكي طلعتوا لاقيتوا نفسكم عايشين بفيلا وبتاكله احسن اكل وبتلبسوا احسن لبس وبتتفسحوا في اجمل واغلى الاماكن في مصر ونادي وحياة مختلفة عن حياة احمد تماما انتوا عمرطم ما جربتوا عيشة الفقره عشان تحكمي اذا كنتي هتتحملي ولا لأ
سهير: كانت لسه هتتكلم وتزعق فقال لها محسن خلاص ياسهير اسكتي بقا انتي بتخربي الدنيا بغضبك وعصبيتك سبيني انا اتكلم مع بنتي لو سمحتي
سهير: حاضر هدية اهو لما نشوف اخرتها
هدير: طيب يا بابا ماحضرتك وماما اتجوزتوا وانتوا فقره برضه وكملتوا مع بعض على الحلوة والمرة لحد دلوقتي يعني ماما ما زهقتش وسابتك
محسن: لانه امك كانت فقيري زي يعني متعودين على عيشة الفقر انا هي ولما تجوزنا كنت انا باشتغل في شركة كبيرة ومرتبي وقتها كان معيشنا مستوريين واحسن من قبل بكتير اوي يعنى انا ومامتك طلعنا من مستوى قليل لمستوى اعلى شوية احسن من قبل الجواز مش طلعت من مستوى عالي اوي لمستوى تحت اوي فهمتيني يابنتي
هدير: فاهمة يا بابا بس انا واحمد هنساد بعض لحد ما نوصل وهاصبر وهاستحمل معاه
الاب: يابنتي الاحلام والكلام حاجة والواقع حاجة تانية خالص الكلام وانتي بعيدة عن التجربة مختلفة تماما وسهل بالنسبالك لكن لو اتحطيتي في الواقع ده والحياة دي وقتها هتعرفي انه الحب مش كل حاجة صدقيني هتنسى الحب ده بالتدريج لما تكوني نفسك في حاجة ومش طيلة تجبيها لما تكوني مريضة ومش لاقية حق الدوا لما تكوني اقل واحدة وسط زميلاتك هتكره عيشتك لما يكون معاك طفل مثلا ومرض ومش لاقيه حق الدكتور والدوا لابنك
هدير: يا بابا انا مش بفكر كدة انا مش هتجوز مكنة صرافة عشان لما احتاج حاجة الاقيها علطول انا واحمد بنحب بعض وهنكافح سوا وهاتحمل وهاعيش معاه على الفقر قبل الغنى لحد ما ربنا يكرمه
محسن: طيب زي ما قولتلك جنبي العواطف وكلام الافلام ده ساعة واحدة بس وفكري بعقلك انتي هتقدري تعملي اللي أنتي بتقوليه ده هتقدري تكوني اقل واحدة وسط زميلاتك طيب سيبك من ده وخلينا اتنازلنا عن كل الطلبات اللي طلبناها من احمد وخليناه جابلك اللي يقدر على او ما يجبش مثلا انتي هتقدري تعيشي في حي شعبي وسط الحشرات والزبالة اللي بكل مكان هتقدري تعيشي بشقة صغيرة مع امه اوخته
هدير: وفيها ايه يا بابا لما اعيش معاهم في نفس الشقة
محسن: طيب ماشي خليكي هتقدري تعيشي مع امه واخته ببيت واحد احمد هيقدر يكفي مصاريفكم كلكم ده غير مصاريفه الشخصية
هدير: اكيد هيقدر هو هيشتغل معيد بإذن الله وهنقدر نعيش من مرتبه
محسن: بتأفف اللهم طولك ياروح يابنتي هو احمد لما يتعين معيد هيقبض كام يعنى خمس تالف ولا عشرة حتى دا انتي مصرفك الشهري كان على نفس السيستم ده يعنى مرتبه يادوب يكفيكي انتي لوحدك وبعدين اكيد هيتأجر شقة لانه الشقة اللي هم عايشيين فيها قديمة وما تنفعش للجواز والشقة الايجار الجديد اقل شقة تقدروا تعيشوا فيها مابين ٣ تالف لخمس تالف يعنى تقريبا نص المرتب وكمان امه المريضة واخته اللي لسه بالتعليم وابوه متوفى فمستحيل هيتخلى عنهم عشان يقدر يعيشك كويس يعنى مرتبه نصه هيروح للايجار والكهربا والمية والنص التاني هيتقسم عليكي انتي وهو وامه واخته صح
هدير: بتلجلج ايوا صح بس قاطعها ابوها وقالها مابسش بصي لمصلحتك ومستقبلك بقا ماتبصيش تحت رجليكي انتي لسه صغيرة والمستقبل قدامك وبعدين ياستي لو قدر يكون حاجة ولاقى نفسه يقدر يعيشك في مستوى زي اللي انتي عايش فيه يبقى يجي يتقدم ده لو كنتي وقتها لسه ما ارتبطيش بحد بس كلامي ده مايمنعش انه لو جه شاب مناسب وموثوق فيه هنوافق عليه وموضوع الحب والعواطف ده تنسيه انتي لسه صغيرة والحياة قدامك وصدقني هتلاقى الشخص اللي يليق بيكي ويعوضك عن كل ده وهتحبيه وهيبقى أحمد ذكرى بالنسبالك كلنا كنا كدة فاكرين انه اول حب مستحيل يتنسى او يتعاش حب غيره او زيه لكن الزمن بغير رأينا لما بنلاقي الافضل واللي يعوضنا عن الحب الاولى وبيقبى الحب الاولى ده مجرد ذكرى بحلوها ومرها مجرد ذكرى بتفكرنا بشبابنا وحيويتنا وتفكيرنا المحدود اللي كان مخلينا متخيلين انه كل حاجة هتدمر والحياة هتقف لانه خسرنا اول حب في حياتنا
محمد: معلهش يادودو بس بابا معاه حق بكل اللي قالوا انتي فكري بمصلحتك
هدير: وهي بتبكي انتوا مش فهميني ولا حاسين بيا ثم تركتهم وصعدت لغرفتها واتصلت على انجي الووو
-------------------
عند احمد وصل الي بيته وهو مهموم وحزين لما حدث معه فتح الباب ودخل فأمه اول ماشافته داخل مكسور وباين عليه الحزن والقهر راحت بسرعة عليه وحضنته وقالتله مالك يابني باين عليك الهم والحزن اكيد جرحوك بكلامهم
احمد والحزن والالم والدموع تملأ عينيه قال لو سمحتي يا ماما بعد اذنك هادخل ارتاح شوية لما افوق هاحكيلك كل حاجة
الام: لا يا احمد مش هتنام وانتا حزين كدة ممكن يحصلك حاجة
احمد: هيحصلي ايه بس يا ماما اكتر من اللي بيحصلي ده
الام: لا تعالى اقعد واحكيلي وفضفض مش هسيبك تنام وانت زعلان كدة
احمد: ونعم بالله انا مؤمن وعارف انه لازم نسلم بقدر الله علينا ونرضى بيه بس الاحساس بالكسرة وقلة الحيلة بيدبح اوي يا ماما انا عمري ما كرهت حالي الا النهاردة إحساسي بالعجز وعدم قدرتي على اني اتمسك بحبي واحارب عشانه بسبب فقري وقلة حيلتي مخليني كاره نفسي اوي يا ماما
الام: لا ماتخليش اللي اتعرضتله من اهل هدير يكسرك لا خليه يقويك ويشجعك انك تبقى حاجة كبيرة اوي عشان تثبتلهم انه زي ماهم بقوا اغنية ومعاهم فلوس بعد ما كانوا فقره انتي كمان هتبقى اكبر مهندس بمصر وهيبقالك شأن اكبر منهم كمان
احمد: بجد يا ماما ياريت انا بس عاوز اطلعكم انتي وسمر من الفقر ده بقا واعيشكم أحسن عيشة وما اخليكمش تحتاجوا حاجة ابدا
الام: ربنا يسعدك يابني ويرزقك ويرفع شأنك يااااارب احنا مش عاوزين حاحة غير انك تكون اسعد واحد بالدنيا وبس
احمد: ربنا يخليكم ليا ومايحرمنيش منكم ابدا يااارب
الام: ياااارب بس قولي حصل ايه معاك فضفض وطلع اللي جواك عشان ترتاح
احمد: يعني هو استقبال ابوها كان كويس هم ما قالوش كلام قاسي او الفاظ جارحة مثلا بس نظرتهم ليا على اني اقل منهم بالمستوى الاجتماعي طبعا كانت اقسى من اي كلام وخصوصا امها ست متعجرفة ورافعة مناخيرها بالسما وفضلت تطلب وتتشرط بحاجات مستحيل اقدر اعملها في عشر سنين حتى وابوها برضه اتكلمي معايا وقعد يشرحلي البيوت بتتبني على كذا وكذا وظل يحكي لامه عن كل كلمة بالتفصيل ثم قال لها بعد كل الكلام ده انا عرفة انهم بيرفضوني بس بطريقة غير مباشرة يعني بطريقة تعجيزية
الام: بص يا احمد من غير زعل يابني ومن غير ما اقولك بقا وهم هيلاقوا زيك فين ووووو بالرغم انهم فعلا مش هيلاقوا زيك في اخلاقك وادبك وشطارتك وانا مش باشهدلك كدة عشان انتا ابني لأ ده كل الناس هنا بيقولوا كدة بس بصراحة هم معاهم حق سيبك من كلام امها هي طلبت كل ده عشان تقولك انتا مرفوض بطريتها بس ابوها فعلا كلامه كله صح وموزون ومافيش اهل هيرضوا انه بنتهم تعيش بمستوى اقل من اللي هي عيشاه خصوصا الناس الاغنية دول بناتهم مايقدروش يتحملوا عيشة الكحيتي اللي بتبقى يادوب على الاد ماتزعلش مني يابني دي الحقيقة
احمد: ازعل منك لا طبعا مستحيل ازعل منك انا عارف انه اهلها معاهم حق بس انا وهدير بنحب بعض وكنا هنتحمل لحد ما نبقى مرتاحين بحياتنا وانا ماكنتش ادخر جهد عشان اقدر اخليها مرتاحة ومبسوطة بحياتها معايا
الام: بس الحب مش هو كل حاجة يا احمد في حاجات كتير اوي لازم تبقى موجودة عشان تقدروا تكملوا مع بعض على الحلوة والمرة
احمد: كلامك زي كلام ابو هدير بس احنا فعلا بنحب بعض اوي وكنا هنقدر نتغلب على كل الظروف سوا
الام: يابني اللي عاش واتربى على الغني مش هيقدر يستحمل يعيش في الفقر وخصوصا البنات اللي زي هدير اللي اتولدت لقيت نفسها عايشة احسن عيشة وكل طلباتها مجابة حتى قبل ما تطلبها وموضوع قلبت امها عليها فده لانها خايفة بنتها تفشل بحياتها مرة تانية وخصوصا انها اتجوزت واتطلقت حتى لو جواز على الورق
احمد: بس انا مش هاقدر اعيش من غيرها يا ماما انا بحبها اوي وما صدقت اننا رجعنا لبعض تاني مش هاقدر اتحمل بعدها مرة تانية وبنفس الوقت مش هاقدر انفذ كل طلباتهم دي بالظروف اللي انا فيها دي مستحيل
الام: يعنى لا هتقدر تبعد ولا هتقدر تقدملها ولو جزء صغير من طلبات أهلها يابني ده انتا حتى حق دبلتين خطوبه مش معاك هتجيب منين تمن الشقة والعفش والشبكة وتجهيزات الخطوبة والفرح كل ده هتجيبه منين يابني انا لما لقيتك فرحان ومصمم تروح تتقدملها انا سبتك على راحتك بس ماكنتش متخيلة انك هتيجي بالحالة دي
احمد: هو انتي امي ولا ام هدير يا ماما من وقت ما رجعت وانتي نازلة تقطيم فيا وتكسير في مجاديفي بدل ما تقوليلي اعمل ايه عشان ما اخسرش هدير مرة تانية طب قوليلي هنحاول مع اهلها عشان يتنازله عن طلباتهم التعجيزية دي
الام: يابني لو عملت كدة وقولتلك الكلام ده يبقى باضحك عليك وباعيشك في الوهم انا من الاول قولتلك خايفة ترجع تتكسر وتحزن تاني واللي خوفت منه اهو حصل من جديد
احمد: طيب والعمل ايه يا ماما انا لوفضلت على الحال ده هكسر هدير مرة تانية واخيب املها فيا جضرتك عارفة برضه في المرة الأولى جتلي وطلبت مني اتقدملها واتمسك بيها وانا ما قدرتش اعمل حاجة غير اني قولتلها توافق على الشخص القذر ده وكمان المرة دي قررت اتقدلمها عشان ما تروحش مني وبالرغم من انه مافيش شخص ولا حاجة بس ممكن باي لحظة يتقدملها حدا وتضيع مني خالص
الام: يابني ارمي حمولك على الله وهو هيدبرها من عنده واللي فيه الخير ليك وليها هو اللي هيكون ادعي ربنا بس وخليك متفائل واكيد مش هيحصل الا كل خير
احمد: ياااارب يا ماما ياااارب اومال سمر فين مش شايفة يعنى
الام: سمر نزلت تجيب شوية حاجات للبيت
احمد: طيب ليه ما قولتليش كنت جبتها وانا جاي بدل ماتزل المغرب كدة
الام: المخل مش بعيد ده في العمارة اللي جبنا يعني عشر دقايق وجاية هي يادوب لسه نازلة قبل ما انتا تجي بدقايق بس
احمد: طيب انا هادخل ارتاح شوية
الام: لا خليك قاعد معايا ولا اقولك تعالى نعمل حاجة حلوة انا وانتا اهو تشغل نفسك باي حاجة بس ما تنمش وانت زعلان
احمد: حاضر ياست الكل ان عارف انك خايفة عليا خلاص نعمل صينية حلو سوا
الام: ربنا يخليك ليا يابني انا ماليش غيرك انتا واختك انتوا نور عيني وروحي وسندي بعد ربنا
احمد: ربنا يخليكي لينا يارب تعالي بقا نعمل الحلو
------------------------
ونرجع عند هدير وهي تبكي وتتحدث بصعوبة من اثر بكاءها اا..... الو ايوا يا إنجي
انجي: مالك ياهدير فيه إيه بتبكي ليييه خير
هدير: مش خير ابدا يا إنجي ماما وبابا رفضوا أحمد وجرحوه اوي
انجي: الرفض ده كان متوقع وخصوصا من طنط سهير بس ازاي جرحوه قالوله ايه يعني
هدير: هم مش قالوله كلام جارح بس طلبوا حاجات طتير اوي وصعب احمد يقدر يعملها بظروفه دي
انجي: طلبوا ايه يعني ما ممكن تحاولوا انتي واحمد تخلوهم يتنازلوا شوية عن الطلبات دي
هدير: مستحيل ماما وبابا يرضوا يتنازلوا لانهم اصلا طلبوا كل ده عشان يعجزوا احمد وما يقدرش يرجع تاني انا حاسة اني باموت يا إنجي
إنجي اهدي بس ياحبيبتي وربنا هيحلها حاولي مع اهلك طيب
هدير: احاول ايه بس حتى لو انا حاولت وحاربة عشان نقدر نكون مع بعض بس احمد مش هيقدر يعمل حاجة من اللي هم طلبوه ده وبعدين بعيد عن هيقدر ولا لأ لكن الاهانة والكسرة اللي اتعرضلها واحساسه بالعجز وقلة الحيلة خلوه ما قدرش ينطق باي كلمة حتى وخرج وهو حزين ومكسور وانا خايفة ومش عارفة اعمل ايه
انجي: اهدي بس واتصلي على احمد اطمني عليه وشوفيه هيعمل ايه ما تسبيهوش كدة
هدير: اوكيه معاكي حقك هاتصل بيه ونشوف حل مع بعض
انجي: ايوا ما تستسلموش كدة بسهولة واتمسكوا بحبكم يالا ياقلبي وابقى طمنيني عملتي ايه ووصلتي لفين اوكيه
هدير: اوكيه واغلقت مع انجي وبالفعل اتصلت على احمد
احمد: لما راى اسم هدير قال لامه هاستئذنك ارد على هدير يا ماما
الام: وماله يابني رد براحتك
احمد: خرج وراح على اوضته ورد على هدير
هدير: الووو ايوا يا احمد طمني عامل ايه دلوقتي ليييه ما تصلتش عليا تطمني عليك
احمد: انا كويس ما تخافيش هيحصلي ايه يعنى
هدير: آسفة ياقلبي حقك عليا بعتذر منك بالنيابة عنهم انا عارفة انه اهلي كلموك بطريقة مش حلوة
احمد: لا هم ما قالوش حاجة غلط عشان تتاسفي عليه هم معاهم حق في كل كلمة قالوها ده مستقبلك واي اهل مكلنهم هيطلبوا يأمنوا مستقبل بنته
هدير: لا مش اي اهل يا احمد انا عارفة انه اهلى طلبوا كل ده عشان يضغطوا عليك ويخلوك تستسلم وتبعد عني
احمد: عارف بس هاعمل ايه اهلك معاهم حق ازاي هاقدر افتح بيت وانا لسه ما اشتغلتش ولا عندي بيت ولا حيلتي حاجة عشان اقدر انفذ ولو جزء بسيط من طلباتهم
هدير: بس انا مش عايزة حاجة غيرك ولو هنعيش انا وانتا باوضة هاكون مرتاحة ومبسوطة المهم اكون معاك
احمد: انتي تستاهلي تعيشي افضل واحسن عيشة تستاهلي تفضلي اميرة وتعيشي زي الاميرات
هدير: انا هاكون اميرة وانا معاك وجنبك علطول وطول العمر المهم انتا تفضل متمسك بيا عشان اقدر احارب وأوجه الكل عشانك
احمد: انا هافضل متمسك بيكي بس انتي ماتستسلميش وتغضعي لضغوتهم عليكي لو جالك عريس غني
هدير: لا هاقاوم وارفض وهاستناك لحد ما تقف على رجليك ويبقى عندك شغلك ونقدر نكون سوا
احمد: يااارب يقرب البعيد ويصلح الحال انا بحبك ومش متخيل حياتي من غيرك يا هدير دا انا مصدقت رجعتيلي تاني
هدير: وانا كمان بحبك اوي يا احمد ومانسيتكش ولا لحظة طول الفترة اللي غبتها عنك عارف كنت باعرف اخبارك من انجي كل يوم كنت مشغالها مخبر تجيبلي اخبارك كل يوم
احمد: بضحكة خفيفة معقول تشغلي صاحبتك مخبر حرام عليكي تلاقيكي كنت عملالعا خوته براسها
هدير: ههههه اعمل ايه طيب ما انا كنت هاموت واعرف اخبارك واطمن عليك وما كانش قدامي غيرها
احمد: عارفة كانت بتجيلي الورشة قال يعنى كأنها جاية تصلح عربيتها وكانت تفضل تتكلم معايا ومرة حكيتلي انه انتي مش مرتاحة ولا مبسوطة وعايشة بخوف وحاجات زي كدة وقتها كنت هاتجنن ومش عارف اعمل ولا اطمن عليكي ازاي وحاولت اتصل بيكي على رقمك الجديد اللي اتصلتي عليا منه وما حكيتيش ولا كلمة بس وقتها عرفت انه انتي اللي اتصلتي
هدير: بجد طب عرفت انه انا ازاي
احمد: إحساسي وكمان لما قولتلك هدير انا عارف انه انتي هدير بس انتي فضلتي تبكي بصوت مكتوم عشان ما اعرفكيش وقفلتي علطول كنت هاتجنن كان نفسي اكون جنبك وقتها واخدك بحضني واقولك ما تخافيش انا معاكي ومش هسيبك ولا هتخلى عنك تاني وهاحميكي من اي حدا يحاول يئذيكي او يجرحك
هدير: انا بحبببك اوي يا احمد وبتمنى من ربنا ما يفرقنا ابدا يا حبيبي
احمد: وانا بحبك وبتمنى تكوني ليا و مافيش حاجة تفرقنا ابدا يا قلبي .....
يتبع .
___________________
#بقلمي
عمر يحيى