الفصل الثاني
اما بالنسبة لوفاء حبيبة ايهاب ، أعدت الفطار لأخيها ، وخرج خالد اخيها من غرفته : صباح الخير يافوفة .. صباح الخير ياحبيبى ، يالا الفطار جاهز ..
وكان اخيها ( خالد ) مستعجل على الخروج للعمل ، لانه كان يعمل محامى تحت التدريب ..
لا مش هلحق افطر ياحببتى ، لازم ابقى موجود فى المكتب قبل مالمحامى العام الكبير يجى ، مايصحش هو يوصل قبلى ، وانا لسة يدوب تحت التدريب ..
ماشى ياحبيبى ال انت شايفه ، ربنا يوفقك ويكتبلك ال فيه الخير ..
اما بالنسبة لنعمة الله ، فقد ذهبت إلى منزل طليقها طارق ، الذى كان يسكن فيه وحده ، فى شقة بسيطة تناسب حالته المادية ، فوجدته ذاهب الى عمله ، فلحقته وندهت عليه : طااارق ..
نعمة الله ! ، خير الولاد حد فيهم حصله حاجة ؟!
لا الولاد بخير ، انا كنت عاوزاك فى موضوع مهم .. ماشى انا مش فاضى وعندى شغل بس لسة شوية عليه ، اتفضلى نتكلم فوق افضل من الشارع ..
ثم دخلت الشقة وجلست على الكرسى .. خير يانعمة الله ، ايه هو الموضوع المهم ال جاية تقوليلى عليه ؟!
ابنك ايهاب ياسيدى ، مش راضى يسمع كلامى خالص ، ومصمم يتجوز البنت الفقيرة بنت القهوجى .. ومالوا يانعمة الله ، مش هو ال مختارها وبيحبها وايه المشكلة بقى .. جبتلك ياعبد المعين عشان تعين ، لقيتك مابتعين ..
وانا ال جيالك بنفسى عشان تهديه ، يمكن يسمع كلامك ، وانا لو على جستى مستحيل يتجوز البنت الفقيرة بنت القهوجى دى .. يعنى انتى رفضاها عشان هى فقيرة ومش مناسباكى ، ولا عشان ابوها اهوجى ، ولا ايه بالظبط فهمينى .. كله عشان كله ، من الاخر كدة انا مش همسك ايدى فى ايد القهوجى ده .. طول ماانتى بتعاندى مع ولادك كدة ، كلهم هيطفشوا منك ومن عمايلك .. منى انا !! هما من غيرى يعرفوا يعيشوا ، ماكان زمانهم جم ليك يعيشوا معاك ، بس دول مايقدروش يعيشوا من غيرى ابدا .. قصدك مايقدروش يعيشوا من غير فلوسك .. وهو انا ايه وفلوسى ايه .. طول مااانتى بتفرضى عليهم الحجات الى مابيحبوهاش عمرهم ماهيبقوا مرتاحين كدة ، وانا شايف أن البنت كويسة وبنت حلال وهما بيحبوا بعض ، وبلاش تقسى عليه اكتر من كدة ، وقوفك وعنادك قصاد الولد بالطريقة دى والعناد ده ، هيخليه متمسك برأيه اكتر من الاول ، عشان هيعمل زى لما ابويا الله يرحمه كان رافض جوازى منك لكن انا صممت ، وطلع عنده حق .. نعم تقصد ايه بالكلام ده يعنى ، يعنى جوازى منك كان علطة ، ده انت ياما حفيت ورايا عشان تتحوزنى .. وبعدين ايه ال حصل بعد كدة ، وصلنا لطريق مسدود يانعمة الله ، لأننا ماكناش لبعض من البداية ، وعندك حق ، واديكى شايفة النتيجة ، وكل واحد راح لحاله ، عشان مافيش توافق ما بينا .. والافضل ليكى والبنك ، عشان ماتخسرهوش ، عامليه باللين ، ووافقى على البنت وعشان يكون الموضوع برضاكى احسنلك .. برضاايا ماكله برضايا اومال برضاك انت ، انا مااعرفش انا جيتلك ليه ، ده ال قدرت عليه ، مانابنى غير تضيع وقتى معاك ع الفاضى ، فوتك بعافية ياابو العيال ...
اما بالنسبة لايهاب ، فذهب الى بيت وفاء ، لكى يقابل اخيها بخصوص موضوع الزواج : صباح الخير يا وفاء .. ايهاب ! صباح الخير ، اتفضل ..
هو خالد موجود ؟ لا لسة رايح المكتب حالا ، عشان عنده محكمة انهاردة ، ومشى بدرى .. انا متأسف ماكنتش اعرف انه مش موجود ! لا عادى طب اتفضل ، وفى تلك اللحظة خرجت والدة وفاء : اتفضل ياابنى واقف ع الباب ليه كدة ! انا متأسف كنت بحسب خالد موجود ، كنت عاوزه فى موضوع مهم بس هبقى أجيله فى وقت تانى ..
والله ياابنى ماانت ماشى غير لما تشرب الشاى معانا .. ثم جلس ايهاب وقال لها : هو الحقيقة انا كنت عاوز خالد فى موضوعنا انا ووفاء ، كنت بقول اربط كلام معاه وياخد كلامى ثقة ، حتى لو امى مش موافقة ، انا هاجى اتقدم رسمى انا ووالدى أن شاء الله .. والله ياابنى لو ماكنتش اعرفك كويس وانك بتحب بنتى وشاريها وبتكافح عشانها ، كنت رفضت الموضوع ده خالص ، وانت عارف العرسان بنطفش فيهم ازاى. ، وانا مااعرفش الست والدتك مش موافقة على وفاء ليه ، دى ست الستات وتتاقل بالدهب والف مين يتمناها ..
انا عارف ده كويس وانا بعتذر بالنيابة عنها ، ومستحيل اتجوز حد غير وفاء ، انتى ماتعرفيش انا بحبها اد ايه ، وعاوزها تكمل معايا ال باقى من عمرى .. ربنا يديم المعروف بينا ياابنى ، وشوف انت ووالدتك جاهزين امتى ، واحنا فى انتظاركم ..
وفى المساء : عاد والدها من العمل ، وكذلك اخيها من المحكمة ، فروت امها ماحدث بينها وبين ايهاب لهم :
فرد والد وفاء على ابنه خالد عندما اعترض عليه : ومالو ياابنى ، الولد كويس ومحترم ، وبيحب اختك وشاريها .. ازاى بس يابابا ، هو عندك حق ايهاب على عينى وراسى ، وحضرتك عارف كدة كويس ، بس ماتنساش أن امه هى المتحكمة فيه وفى حياته ، فى شغله وبيته ، يبقى فين الاستقلال ال بيتكلم عنه ده بس ، وبعدين انا عاوز يبقى ليكى كرامة شوية ياوفاء ، هو احنا هنرمى اختنا لواحدة مابتحبهاش ولا عايزاها .. أيوة ياخالد ، بس بباه الى هيجى معاه ويتقدم .. بس والده الاستاذ طارق على عينى وراجل محترم ومتعلم ، بس هو مع احترامى مالوش كلمة ووالدته هى ال متحكمة فيه اكتر ، وكمان انتى هتعيشى معاها هى ، ثم إن جوزها مااستحملهاش ومشى وسابها ، يبقى انتى ال هتستحمليها . ! ثم زعلت وفاء لكلام اخيها ، واخذت نفسها ودخلت الى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها ، ثم قالت له والدته : يعنى ياابنى بعد السنين دى كلها ، وهما بيحبوا بعض وشارين بعض ، ومستنين بعض العمر ده كله ، ونقوله لا مش هتتجوزها .. ! يبقى ده اسمه كلام عاقل ياابنى !!
ياأمى انا ماقولتش كدة ، انا بخاف على اختى وعاوز ال ياخدها يقدرها ويحافظ عليها ، بس بشروطنا احنا بس ماينفعش نرمى بنتنا كدة ، وفاء دى جميلة وحنينة وجميلة ، والف مين يتمناها ، ويتمنى رضاها ، ليه نرضالها الذل ياأمى ليه .. !
أما بالنسبة لسارة ، فقد تأخرت كثيرا وقد قلق عليها أخيها احمد ، واخذ ينظر إلى الساعة من وقت لآخر ، ويتحدث بصوت عالى : ياماما بنتك أتأخرت برة اوى ، انتى عارفة الساعة كام دلوقتى ، بقت واحدة فى نص الليل ، الناس فى الحارة هيقولوا علينا ايه دلوقتى وهما شايفنها داخلة البيت ف. الوقت ده .. ولكن رد فعل امه كان عكس ذلك تماما : ومالو انت مالكش دعوة بيها ، تتأخر وقت ماهى عاوزة ، وانت تخلى بالك من نفسك ومذاكرتك وبس ، وبعدين هى مستأذنة منى ، وناس مين دول ال هيتكلموا عنها ، قطع لسان ال يقول عنها كلمة وحشة ، ولو ع الحارة دى فاأنا قاعدة فيها عشان قريبة من شغلى ، وتربيتكوا دى انا ال حرة فيها ، ماحدش تانى انت فاهم ولا افهمك تانى !!
ازاى بس ياأمى ، انا أخوها ومن حقى اخاف عليها وعلى سمعتها ، ده بدل ماترجعيها عن ال هى فيه ده .. اخر مرة هقولهالك اختك تعمل ال هى عاوزاه ، وانا عارفة تربيتى فيكوا كويس ، وركز فى نفسك وبس غير كدة مش عاوزة اسمع منك حكم ومواعظ ، وإذا كان على الحارة ال مش هتجبلى غير وجع الدماغ دى ، انا ممكن من بكرة أغيرها وأجيبلكوا أحسن مكان تعيشوا فيه .. ياماما ياحببتى انتى مش عاوزة تفهمينى ليه بس ، المشكلة فى بنتك ال مابقتش عاملة اى اعتبار لاى حد هنا خالص ، انا هنا ال اقول ايه ال يصح وايه ال مايصحش .. وفى تلك اللحظة دخل إيهاب إلى المنزل وألقى التحية على امه وأخيه : السلام عليكم .. فرد أخيه احمد عليه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. فنظرت إليه امه فى غضب وقالت له : مابدرى ياخويا ، ايه ال اخرك برة ده كله ، انت مش محترم البيت ال قاعد فيه ، كنت بتعمل ايه برة .. فنظر إليها بصدمة وقال لها : كنت قاعد مع صحابى شوية ياأمى .. والبيت ده مالوش اى احترام ، تدخل وتخرج فيه فى اى وقت كدة وفى نص الليل كمان .. فاانصدم احمد من رد فعل امه على أخيه الأكبر ايهاب ، وقال لها فى انزعاج : ياسلام يعنى تحاسبى الراجل وتسيبى البنت .. انت تخرس خالص ومالكش دعوة باأى حاجة هنا فى البيت ده ، أنا عارفة انا بعمل ايه كويس جدا ، انت فاهم !!
فدخلت إلى غرفتها فى الحال ، واخذ ينظر إلى اخيه الأكبر فى ذهول وصدمة من معاملتها القاسية مع أخيه الأكبر المطيع الذى يحترمها ولا يرفض لها أمرا ، ولكنها تضغط عليه بشأن حبيبته التى ترفضها وهى مصر عليها وع الزواج منها .. فقال له احمد : ماتزعلش نفسك ياايهاب .. انا مش عارف انا عملت لها ايه عشان تعاملنى المعاملة القاسية دى ، انا مابرفض لها طلب ، وكل حاجة بنفذهلها ومابقولش لها غير حاضر ونعم .. معلش ياحبيبى ماتزعلش هى كدة معاملتها معانا كلنا ..
فكانت الدادة عزيزة مع نعمة الله فى غرفتها ، وهى ثائرة وتقول لها : تفتكرى يادادة ايهاب ابنى كان عند ال ماتتسمى ال إسمها وفاء دى .. ياستى سبيه على راحته زى ماقالك الاستاذ طارق ، وهو هيتراجع عن ال هو فيه .. تفتكرى يادادة هينسى البت دى ومش هيخطبها من ورايا .. أيوة اسمعى كلام الاستاذ طارق وان شاء الله يرجع ع ال فى دماغه .. يارب يادادة يارب ..
وفى ذلك الوقت المتأخر لم تأتى سارة إلى المنزل ، فقد طلع عليها لصوص وقطاع الطرق ، وثبتوها فى الطريق وسرقوا الدهب والمتعلقات الخاصة بها ، فلم ينجدها أحد سوى الدورية التى تدور وتلف فى المكان ، واتصلت باأمها فى قسم الشرطة ، واسرعوا اليها مسرعين وهم فى قمة القلق عليها : بنتى حبيبتى انتى كويسة ، طمنينى عليكى .. ثم قال لها الشرطى : أهدى ياهانم ، هى كويسة واحنا سيطرنا ع الوضع وقبضنا ع اللصوص .. ثم ذهبوا إلى المنزل ، واخذ احمد يلقح ببعض الكلمات : ماهو ده ال كنت بتكلم فيه ، البنت ماينفعش تتأخر برة البيت ، وال كنت خايف منه حصل ، وده الطبيعى وال لازم يحصل .. فرد عليه ايهاب ، خلاص يااحمد مالوش لازمة الكلام ده ، هى فى ايه ولا ايه ، سيبها ترتاح شوية ، مش وقته الكلام ده دلوقتى .. فردت عليه والدته : مش وقته ليه ، ماهو لازم ينفرد وينطوى علينا ، عشان يطلع هو ال كلامه صح واحنا غلط ، ثم دخلت سارة إلى غرفتها وهى منهارة لما حدث ، فقالت لها امها : ارتاحى انتى شوية ياحببتى ، وماتحمليش هم حاجة وانا عايشة ..
ثم دخلت نعمة الله الى غرفتها ولحقتها الدادة عزيزة : الحمد لله ياستى انها جات على أد كدة ، انتى لازم تقولى للاستاذ طارق .. لا طبعا اقوله ايه انتى عاوزاه يشمت فيا ، مستحيل اقوله حاجة زى كدة ، انتى عايزاه يشمت فيا ويقول انى ماعرفتش أربى عيالى .. ربنا يصلحك الحال ، ويباركلك فى اولادك ويحفظهوملك قادر ياكريم .. يارب ياسارة يابنتى تفوقى بكرة من ال حصلك ده ، وترجعى احسن من الاول ، احسن بنتى دى قلبها ضعيف زيى ، وبتتأثر باأقل حاجة ، عشان أفضى للسنيورة وفاء ال عاوزة تلهف ابنى منى ..
وفى صباح اليوم التالي ، ذهبت نعمة الله الى غرفة ابنتها لكى تطمئن عليها ، فوجدتها تلبس وذاهبة الى الجامعة .. صباح الخير ياعيون ماما ، على فين كدة .. صباح الفل ياماما ، انا رايحة الجامعة شوية اغير جو وأشوف صحابى .. ماشى ياحببتى ومالوا غيرى جو ، المهم تخلى بالك من نفسك ، وماتتأخريش برة كتير ، وماتطمعيش حد فيكى ، فاهمانى ياقلبي .. حاضر ياماما ماتقلقيش على .. ماشى ياحببتى لا اله الا الله .. محمد رسول الله ، باى ياماما ..
أما بالنسبة لايهاب واحمد فكانوا يجلسون ويفطرون ، وبعد ذلك خرج احمد الى الجامعة ، وظل ايهاب يفطر حتى ندهت عليه والدته ، لكى تتحدث اليه فى غرفة الضيوف ، فذهب اليها مبتسما كعادته ، صباح الخير ياأمى .. تعالى ياحبيبى أقعد هنا جمبى ، فجلس ايهاب بجانبها وهو مازال مبتسما ، فقال لها : خير ياأمى كنتى عاوزانى ليه ؟ فقررت أن تتبع مااخبرها به زوجها الأسبق طارق ، وانا تحاول مع ايهاب بالسياسة واللين ، لعل وعسى أن يتراجع عن قراره فى شأن زواجه من وفاء ، فقالت له : لسة مافكرتش فى الكلام ال قولتهولك قبل كدة بردوا ؟ كلام ايه ياأمى مش فاهم حاجة .. انت هتستعبط على ياواد انت ، موضوع وفاء البنت ال انت عاوز تتجوزها .. اه هو الموضوع كدة ، ارجوكى ياأمى بلاش نتكلم فى الموضوع ده ع الصبح كدة ، عشان بينتهى بخناق وبلاش النكد ع الصبح كدة .. فكر كويس ياحبيبى فى الموضوع ده ، انت عارف انى مش راضية عن الجوازة دى ابدا ، وانا يهمنى مصلحتك وانك تكون مبسوط وسعيد ، وانا مستعدة اجبلك احسن بنت فى الدنيا دى كلها ، وكنت عاوزاك تفكر كويس وتراجع نفسك .. مش محتاجة تفكير ياأمى ، انت وفاء دى بحبها وعمرى ماهحب حد غيرها ، ولا هلاقى حد زيها فى طيبتها وحنيتها وأخلاقها ، ومش متخيل اتجوز حد تانى غيرها .. أيوة أيوة يعنى انت مصر بقى عليها ؟! أيوة ياأمى ده بعد اذنك طبعا .. فسكتت قليلا وهى تشعر بصدمة وعدم القدرة على إقناعه بالسياسة واللين ، فظن ايهاب أن سكوتها علامة الرضا والقبول ، وأنها بالفعل تريد سعادته .. فقام مبتسما لها وعانقها بحرارة ، وقال لها : ياحببتى ياأمى ، ربنا يخليكى ليا ، انا كنت حاسس انك مش هتزعلينى وهتقبلى تجوزينى وفاء ، قال وانا كنت عاوز اروح أخد بابا ونروح نخطبها .. بابا !! لا طبعا ياأمى هاخدك انتى وبس ال هتروحى تخطبهالى ، انا مش مصدق نفسى ، انت هروح لها دلوقتى عشان افرحها ، واقولها انك موافقة وهنروح نخطبها .. ثم ذهب مسرعا دون أن تتكلم أو تنطق بكلمة واحدة ، وهى فى زهول وان محاولة زوجها لها قد فشلت ، فقالت لنفسها : الله يخرب بيتك ياطارق ، انت السبب فى ده كله ، قال وايه اتبعى معاه سياسة اللين ، وقلب الترابيزة ضدى .. ثم دخلت عليها الدادة عزيزة وقالت لها : خير ياستى نعمة الله ، سى ايهاب خارج كدة وشكله مبسوط خير طمنينى ايه ال حصل ؟؟
وكان اخيها ( خالد ) مستعجل على الخروج للعمل ، لانه كان يعمل محامى تحت التدريب ..
لا مش هلحق افطر ياحببتى ، لازم ابقى موجود فى المكتب قبل مالمحامى العام الكبير يجى ، مايصحش هو يوصل قبلى ، وانا لسة يدوب تحت التدريب ..
ماشى ياحبيبى ال انت شايفه ، ربنا يوفقك ويكتبلك ال فيه الخير ..
اما بالنسبة لنعمة الله ، فقد ذهبت إلى منزل طليقها طارق ، الذى كان يسكن فيه وحده ، فى شقة بسيطة تناسب حالته المادية ، فوجدته ذاهب الى عمله ، فلحقته وندهت عليه : طااارق ..
نعمة الله ! ، خير الولاد حد فيهم حصله حاجة ؟!
لا الولاد بخير ، انا كنت عاوزاك فى موضوع مهم .. ماشى انا مش فاضى وعندى شغل بس لسة شوية عليه ، اتفضلى نتكلم فوق افضل من الشارع ..
ثم دخلت الشقة وجلست على الكرسى .. خير يانعمة الله ، ايه هو الموضوع المهم ال جاية تقوليلى عليه ؟!
ابنك ايهاب ياسيدى ، مش راضى يسمع كلامى خالص ، ومصمم يتجوز البنت الفقيرة بنت القهوجى .. ومالوا يانعمة الله ، مش هو ال مختارها وبيحبها وايه المشكلة بقى .. جبتلك ياعبد المعين عشان تعين ، لقيتك مابتعين ..
وانا ال جيالك بنفسى عشان تهديه ، يمكن يسمع كلامك ، وانا لو على جستى مستحيل يتجوز البنت الفقيرة بنت القهوجى دى .. يعنى انتى رفضاها عشان هى فقيرة ومش مناسباكى ، ولا عشان ابوها اهوجى ، ولا ايه بالظبط فهمينى .. كله عشان كله ، من الاخر كدة انا مش همسك ايدى فى ايد القهوجى ده .. طول ماانتى بتعاندى مع ولادك كدة ، كلهم هيطفشوا منك ومن عمايلك .. منى انا !! هما من غيرى يعرفوا يعيشوا ، ماكان زمانهم جم ليك يعيشوا معاك ، بس دول مايقدروش يعيشوا من غيرى ابدا .. قصدك مايقدروش يعيشوا من غير فلوسك .. وهو انا ايه وفلوسى ايه .. طول مااانتى بتفرضى عليهم الحجات الى مابيحبوهاش عمرهم ماهيبقوا مرتاحين كدة ، وانا شايف أن البنت كويسة وبنت حلال وهما بيحبوا بعض ، وبلاش تقسى عليه اكتر من كدة ، وقوفك وعنادك قصاد الولد بالطريقة دى والعناد ده ، هيخليه متمسك برأيه اكتر من الاول ، عشان هيعمل زى لما ابويا الله يرحمه كان رافض جوازى منك لكن انا صممت ، وطلع عنده حق .. نعم تقصد ايه بالكلام ده يعنى ، يعنى جوازى منك كان علطة ، ده انت ياما حفيت ورايا عشان تتحوزنى .. وبعدين ايه ال حصل بعد كدة ، وصلنا لطريق مسدود يانعمة الله ، لأننا ماكناش لبعض من البداية ، وعندك حق ، واديكى شايفة النتيجة ، وكل واحد راح لحاله ، عشان مافيش توافق ما بينا .. والافضل ليكى والبنك ، عشان ماتخسرهوش ، عامليه باللين ، ووافقى على البنت وعشان يكون الموضوع برضاكى احسنلك .. برضاايا ماكله برضايا اومال برضاك انت ، انا مااعرفش انا جيتلك ليه ، ده ال قدرت عليه ، مانابنى غير تضيع وقتى معاك ع الفاضى ، فوتك بعافية ياابو العيال ...
اما بالنسبة لايهاب ، فذهب الى بيت وفاء ، لكى يقابل اخيها بخصوص موضوع الزواج : صباح الخير يا وفاء .. ايهاب ! صباح الخير ، اتفضل ..
هو خالد موجود ؟ لا لسة رايح المكتب حالا ، عشان عنده محكمة انهاردة ، ومشى بدرى .. انا متأسف ماكنتش اعرف انه مش موجود ! لا عادى طب اتفضل ، وفى تلك اللحظة خرجت والدة وفاء : اتفضل ياابنى واقف ع الباب ليه كدة ! انا متأسف كنت بحسب خالد موجود ، كنت عاوزه فى موضوع مهم بس هبقى أجيله فى وقت تانى ..
والله ياابنى ماانت ماشى غير لما تشرب الشاى معانا .. ثم جلس ايهاب وقال لها : هو الحقيقة انا كنت عاوز خالد فى موضوعنا انا ووفاء ، كنت بقول اربط كلام معاه وياخد كلامى ثقة ، حتى لو امى مش موافقة ، انا هاجى اتقدم رسمى انا ووالدى أن شاء الله .. والله ياابنى لو ماكنتش اعرفك كويس وانك بتحب بنتى وشاريها وبتكافح عشانها ، كنت رفضت الموضوع ده خالص ، وانت عارف العرسان بنطفش فيهم ازاى. ، وانا مااعرفش الست والدتك مش موافقة على وفاء ليه ، دى ست الستات وتتاقل بالدهب والف مين يتمناها ..
انا عارف ده كويس وانا بعتذر بالنيابة عنها ، ومستحيل اتجوز حد غير وفاء ، انتى ماتعرفيش انا بحبها اد ايه ، وعاوزها تكمل معايا ال باقى من عمرى .. ربنا يديم المعروف بينا ياابنى ، وشوف انت ووالدتك جاهزين امتى ، واحنا فى انتظاركم ..
وفى المساء : عاد والدها من العمل ، وكذلك اخيها من المحكمة ، فروت امها ماحدث بينها وبين ايهاب لهم :
فرد والد وفاء على ابنه خالد عندما اعترض عليه : ومالو ياابنى ، الولد كويس ومحترم ، وبيحب اختك وشاريها .. ازاى بس يابابا ، هو عندك حق ايهاب على عينى وراسى ، وحضرتك عارف كدة كويس ، بس ماتنساش أن امه هى المتحكمة فيه وفى حياته ، فى شغله وبيته ، يبقى فين الاستقلال ال بيتكلم عنه ده بس ، وبعدين انا عاوز يبقى ليكى كرامة شوية ياوفاء ، هو احنا هنرمى اختنا لواحدة مابتحبهاش ولا عايزاها .. أيوة ياخالد ، بس بباه الى هيجى معاه ويتقدم .. بس والده الاستاذ طارق على عينى وراجل محترم ومتعلم ، بس هو مع احترامى مالوش كلمة ووالدته هى ال متحكمة فيه اكتر ، وكمان انتى هتعيشى معاها هى ، ثم إن جوزها مااستحملهاش ومشى وسابها ، يبقى انتى ال هتستحمليها . ! ثم زعلت وفاء لكلام اخيها ، واخذت نفسها ودخلت الى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها ، ثم قالت له والدته : يعنى ياابنى بعد السنين دى كلها ، وهما بيحبوا بعض وشارين بعض ، ومستنين بعض العمر ده كله ، ونقوله لا مش هتتجوزها .. ! يبقى ده اسمه كلام عاقل ياابنى !!
ياأمى انا ماقولتش كدة ، انا بخاف على اختى وعاوز ال ياخدها يقدرها ويحافظ عليها ، بس بشروطنا احنا بس ماينفعش نرمى بنتنا كدة ، وفاء دى جميلة وحنينة وجميلة ، والف مين يتمناها ، ويتمنى رضاها ، ليه نرضالها الذل ياأمى ليه .. !
أما بالنسبة لسارة ، فقد تأخرت كثيرا وقد قلق عليها أخيها احمد ، واخذ ينظر إلى الساعة من وقت لآخر ، ويتحدث بصوت عالى : ياماما بنتك أتأخرت برة اوى ، انتى عارفة الساعة كام دلوقتى ، بقت واحدة فى نص الليل ، الناس فى الحارة هيقولوا علينا ايه دلوقتى وهما شايفنها داخلة البيت ف. الوقت ده .. ولكن رد فعل امه كان عكس ذلك تماما : ومالو انت مالكش دعوة بيها ، تتأخر وقت ماهى عاوزة ، وانت تخلى بالك من نفسك ومذاكرتك وبس ، وبعدين هى مستأذنة منى ، وناس مين دول ال هيتكلموا عنها ، قطع لسان ال يقول عنها كلمة وحشة ، ولو ع الحارة دى فاأنا قاعدة فيها عشان قريبة من شغلى ، وتربيتكوا دى انا ال حرة فيها ، ماحدش تانى انت فاهم ولا افهمك تانى !!
ازاى بس ياأمى ، انا أخوها ومن حقى اخاف عليها وعلى سمعتها ، ده بدل ماترجعيها عن ال هى فيه ده .. اخر مرة هقولهالك اختك تعمل ال هى عاوزاه ، وانا عارفة تربيتى فيكوا كويس ، وركز فى نفسك وبس غير كدة مش عاوزة اسمع منك حكم ومواعظ ، وإذا كان على الحارة ال مش هتجبلى غير وجع الدماغ دى ، انا ممكن من بكرة أغيرها وأجيبلكوا أحسن مكان تعيشوا فيه .. ياماما ياحببتى انتى مش عاوزة تفهمينى ليه بس ، المشكلة فى بنتك ال مابقتش عاملة اى اعتبار لاى حد هنا خالص ، انا هنا ال اقول ايه ال يصح وايه ال مايصحش .. وفى تلك اللحظة دخل إيهاب إلى المنزل وألقى التحية على امه وأخيه : السلام عليكم .. فرد أخيه احمد عليه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. فنظرت إليه امه فى غضب وقالت له : مابدرى ياخويا ، ايه ال اخرك برة ده كله ، انت مش محترم البيت ال قاعد فيه ، كنت بتعمل ايه برة .. فنظر إليها بصدمة وقال لها : كنت قاعد مع صحابى شوية ياأمى .. والبيت ده مالوش اى احترام ، تدخل وتخرج فيه فى اى وقت كدة وفى نص الليل كمان .. فاانصدم احمد من رد فعل امه على أخيه الأكبر ايهاب ، وقال لها فى انزعاج : ياسلام يعنى تحاسبى الراجل وتسيبى البنت .. انت تخرس خالص ومالكش دعوة باأى حاجة هنا فى البيت ده ، أنا عارفة انا بعمل ايه كويس جدا ، انت فاهم !!
فدخلت إلى غرفتها فى الحال ، واخذ ينظر إلى اخيه الأكبر فى ذهول وصدمة من معاملتها القاسية مع أخيه الأكبر المطيع الذى يحترمها ولا يرفض لها أمرا ، ولكنها تضغط عليه بشأن حبيبته التى ترفضها وهى مصر عليها وع الزواج منها .. فقال له احمد : ماتزعلش نفسك ياايهاب .. انا مش عارف انا عملت لها ايه عشان تعاملنى المعاملة القاسية دى ، انا مابرفض لها طلب ، وكل حاجة بنفذهلها ومابقولش لها غير حاضر ونعم .. معلش ياحبيبى ماتزعلش هى كدة معاملتها معانا كلنا ..
فكانت الدادة عزيزة مع نعمة الله فى غرفتها ، وهى ثائرة وتقول لها : تفتكرى يادادة ايهاب ابنى كان عند ال ماتتسمى ال إسمها وفاء دى .. ياستى سبيه على راحته زى ماقالك الاستاذ طارق ، وهو هيتراجع عن ال هو فيه .. تفتكرى يادادة هينسى البت دى ومش هيخطبها من ورايا .. أيوة اسمعى كلام الاستاذ طارق وان شاء الله يرجع ع ال فى دماغه .. يارب يادادة يارب ..
وفى ذلك الوقت المتأخر لم تأتى سارة إلى المنزل ، فقد طلع عليها لصوص وقطاع الطرق ، وثبتوها فى الطريق وسرقوا الدهب والمتعلقات الخاصة بها ، فلم ينجدها أحد سوى الدورية التى تدور وتلف فى المكان ، واتصلت باأمها فى قسم الشرطة ، واسرعوا اليها مسرعين وهم فى قمة القلق عليها : بنتى حبيبتى انتى كويسة ، طمنينى عليكى .. ثم قال لها الشرطى : أهدى ياهانم ، هى كويسة واحنا سيطرنا ع الوضع وقبضنا ع اللصوص .. ثم ذهبوا إلى المنزل ، واخذ احمد يلقح ببعض الكلمات : ماهو ده ال كنت بتكلم فيه ، البنت ماينفعش تتأخر برة البيت ، وال كنت خايف منه حصل ، وده الطبيعى وال لازم يحصل .. فرد عليه ايهاب ، خلاص يااحمد مالوش لازمة الكلام ده ، هى فى ايه ولا ايه ، سيبها ترتاح شوية ، مش وقته الكلام ده دلوقتى .. فردت عليه والدته : مش وقته ليه ، ماهو لازم ينفرد وينطوى علينا ، عشان يطلع هو ال كلامه صح واحنا غلط ، ثم دخلت سارة إلى غرفتها وهى منهارة لما حدث ، فقالت لها امها : ارتاحى انتى شوية ياحببتى ، وماتحمليش هم حاجة وانا عايشة ..
ثم دخلت نعمة الله الى غرفتها ولحقتها الدادة عزيزة : الحمد لله ياستى انها جات على أد كدة ، انتى لازم تقولى للاستاذ طارق .. لا طبعا اقوله ايه انتى عاوزاه يشمت فيا ، مستحيل اقوله حاجة زى كدة ، انتى عايزاه يشمت فيا ويقول انى ماعرفتش أربى عيالى .. ربنا يصلحك الحال ، ويباركلك فى اولادك ويحفظهوملك قادر ياكريم .. يارب ياسارة يابنتى تفوقى بكرة من ال حصلك ده ، وترجعى احسن من الاول ، احسن بنتى دى قلبها ضعيف زيى ، وبتتأثر باأقل حاجة ، عشان أفضى للسنيورة وفاء ال عاوزة تلهف ابنى منى ..
وفى صباح اليوم التالي ، ذهبت نعمة الله الى غرفة ابنتها لكى تطمئن عليها ، فوجدتها تلبس وذاهبة الى الجامعة .. صباح الخير ياعيون ماما ، على فين كدة .. صباح الفل ياماما ، انا رايحة الجامعة شوية اغير جو وأشوف صحابى .. ماشى ياحببتى ومالوا غيرى جو ، المهم تخلى بالك من نفسك ، وماتتأخريش برة كتير ، وماتطمعيش حد فيكى ، فاهمانى ياقلبي .. حاضر ياماما ماتقلقيش على .. ماشى ياحببتى لا اله الا الله .. محمد رسول الله ، باى ياماما ..
أما بالنسبة لايهاب واحمد فكانوا يجلسون ويفطرون ، وبعد ذلك خرج احمد الى الجامعة ، وظل ايهاب يفطر حتى ندهت عليه والدته ، لكى تتحدث اليه فى غرفة الضيوف ، فذهب اليها مبتسما كعادته ، صباح الخير ياأمى .. تعالى ياحبيبى أقعد هنا جمبى ، فجلس ايهاب بجانبها وهو مازال مبتسما ، فقال لها : خير ياأمى كنتى عاوزانى ليه ؟ فقررت أن تتبع مااخبرها به زوجها الأسبق طارق ، وانا تحاول مع ايهاب بالسياسة واللين ، لعل وعسى أن يتراجع عن قراره فى شأن زواجه من وفاء ، فقالت له : لسة مافكرتش فى الكلام ال قولتهولك قبل كدة بردوا ؟ كلام ايه ياأمى مش فاهم حاجة .. انت هتستعبط على ياواد انت ، موضوع وفاء البنت ال انت عاوز تتجوزها .. اه هو الموضوع كدة ، ارجوكى ياأمى بلاش نتكلم فى الموضوع ده ع الصبح كدة ، عشان بينتهى بخناق وبلاش النكد ع الصبح كدة .. فكر كويس ياحبيبى فى الموضوع ده ، انت عارف انى مش راضية عن الجوازة دى ابدا ، وانا يهمنى مصلحتك وانك تكون مبسوط وسعيد ، وانا مستعدة اجبلك احسن بنت فى الدنيا دى كلها ، وكنت عاوزاك تفكر كويس وتراجع نفسك .. مش محتاجة تفكير ياأمى ، انت وفاء دى بحبها وعمرى ماهحب حد غيرها ، ولا هلاقى حد زيها فى طيبتها وحنيتها وأخلاقها ، ومش متخيل اتجوز حد تانى غيرها .. أيوة أيوة يعنى انت مصر بقى عليها ؟! أيوة ياأمى ده بعد اذنك طبعا .. فسكتت قليلا وهى تشعر بصدمة وعدم القدرة على إقناعه بالسياسة واللين ، فظن ايهاب أن سكوتها علامة الرضا والقبول ، وأنها بالفعل تريد سعادته .. فقام مبتسما لها وعانقها بحرارة ، وقال لها : ياحببتى ياأمى ، ربنا يخليكى ليا ، انا كنت حاسس انك مش هتزعلينى وهتقبلى تجوزينى وفاء ، قال وانا كنت عاوز اروح أخد بابا ونروح نخطبها .. بابا !! لا طبعا ياأمى هاخدك انتى وبس ال هتروحى تخطبهالى ، انا مش مصدق نفسى ، انت هروح لها دلوقتى عشان افرحها ، واقولها انك موافقة وهنروح نخطبها .. ثم ذهب مسرعا دون أن تتكلم أو تنطق بكلمة واحدة ، وهى فى زهول وان محاولة زوجها لها قد فشلت ، فقالت لنفسها : الله يخرب بيتك ياطارق ، انت السبب فى ده كله ، قال وايه اتبعى معاه سياسة اللين ، وقلب الترابيزة ضدى .. ثم دخلت عليها الدادة عزيزة وقالت لها : خير ياستى نعمة الله ، سى ايهاب خارج كدة وشكله مبسوط خير طمنينى ايه ال حصل ؟؟