الفصل الثالث (3) .
في صباح اليوم التالي . .
في منزل عائلة الشريف كان يجلس سالم و أخته زينب في حديقة منزلهم و لحقت بهم فاطمه التي كانت تحمل لهم أكواب الشاي الساخنه و بعض الكعك اللذيذ و أثناء تقديمها الشاي لهم قام سالم بالسؤال عن قاسم .
فاطمة ابتسامتها الهادئه و هي تقدم كوب الشاي مع بعض الكعك ل سالم : اتفضل .
سالم و هو يأخذ الطبق من بين يديها بعدم إهتمام حتي لم يكلف نفسه عناء النظر إليها :
امممم امال فين قاسم بقالي فترة مش بشوفه .
فاطمه بارتباك و قد اهتزت ابتسامتها تخشي من المواجهه التي ستحدث عاجلاً أم أجلاً فهي تعلم جيداً أن زوجها هو سبب رفض ابنها من النيابه : قاسم . . قاسم راح الشغل بدري بيقول فيه قضيه مهمه و كبيرة بيشتغل عليها مع الدكتور رؤوف .
زينب و هي تضحك بسخرية : مهمه ؟ ! هه خلي الدكتور ينفعه انا مش عارفه الولد ده ماله ايه الي مخليه متعلق بالشغل ده و سايب كل الشركات و المصانع بتاعة العيله .
ثم أردفت و هي تنظر لأخيها نظرة ذات مغزى : انا قلت بعد رفضه من النيابه أنه هيعقل و يرجع عن الي في دماغه و يعرف أنه في الاول و لا في الاخر ملوش غير فلوسه و شركاته .
قاسم بحزن و هو يهز رأسه يمين و يسار بقلة حيله : انا قلت كده بردوا بس خلاص مفيش فايدة هو الي في دماغه هيعمله هيعمله .
فاطمه و قد غضبت بشده و قامت بالحديث بصوت مرتفع جداً تدافع به عن فلذة كبدها و وحيدها : هو عمل ايه يعني هو كفر لما حب يكون ليه حياته الخاصه يبني نفسه بنفسه بعيد عنك و عن نفوذك انا مش شايفة ابني غلط في حاجه بالعكس أنا مش شايفة ابني عمل حاجه غلط و لو ابني مش عاجبك دور علي التاني الي ضيعته .
سالم بغضب و قد احمرت عينيه بشده : فاطمه اخرسي عشان انا ماسك نفسي بالعافيه الكلام ده مش هيتكرر تاني لانه لو تتكرر هيبقي فيه كلام مش هيعجب حد انتي فاهمه و لا لأ .
ظلت فاطمه تقف أمامه و هي حانيه رأسها لم تستطيع رفعها و لم تحاول أيضاً الرد علي كلام زوجها المهين لها و لكنها انتفضت بشده ما أن سمعت صوته المرتفع مره أخري .
سالم و قد اغتاظ من صمتها بشده فأكمل بصراخ : فاهمه و لا لأ ردي .
فاطمه برعب و ارتجاف : فاهمه . لم تتفوه سوي بهذه الكلمه قبل أن تذهب مسرعه الي غرفتها تحتمي بها و تشكي لوسادتها من قسوة زوجها و ضعفها ووقلة حالها الذي يقيدها و يجعلها لا تستطيع الرد أو الدفاع عن نفسها .
زينب بهدوء و برود : انا شايفه أن الهانم بدأت تتكلم و صوتها يطلع و ده مش كويس لو قاسم عرف الماضي الي إحنا بنعمل نفسنا ناسينه مش هيبقي كويس أبداً لانه لو شك في كلمه او تلميح بس مش هيسكت الا لما يعرف الحقيقه كلها .
سالم بسخرية و عدم اكتراث : ما تقلقيش هي مش هتقدر تفتح الموضوع ده تاني إذا كان سكوتها مش من خوفها مني فهيبقي خوفها علي ابنها .
و جلس يحتسي الشاي بهدوء و برود و تللذ كأن شي لم يكن .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى الأماكن الراقية تحديداً في مكان واسع ملئ بالعمال و المهندسين يتجول مدير أعمال السيدة ماريا رشيد بمباشرة العمال و يوجههم و يخبرهم بما يريد نعم إنه المكان الذي سوف يصبح أكبر دار الأزياء في مصر حتي يكون كل شي علي أكمل وجه عندما تأتي السيدة لتلقي نظرة علي المكان قبل الافتتاح .
كريم باجهاد : ايوه كده تمام شدوا حيلكم ان شاء الله المدام هتيجي أخر الأسبوع عشان تشوف المكان عايزين نكون جاهزين قبل ما تيجي انا عايزها تنبهر من الشغل .
مهندس الديكور : أن شاء الله يا فندم ما تقلقيش انت اكيد عارف سمعتنا و إن إحنا ان شاء الله هنكون عند حسن ظن حضرتك .
كريم بثقه : و انا متأكد يا باشمهندس أن كل حاجه هتكون تمام قبل وصول المدام .
المهندس : أن شاء الله حضرتك هنشوف بنفسك عن إذن حضرتك .
كريم : اتفضل .
ذهب المهندس للإشراف علي العمال و ترك كريم الذي ذهب ليكمل جولته في المكان حتي يتأكد من أن كل شي علي ما يرام .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في مكتب الدكتور رؤوف . . .
رؤوف بتعب و إرهاق و هو يرجع رأسه الي الخلف و يقوم بإزالة النظارة الطبية و أخذ يدلك عينيه : كفاية كده يا قاسم النهارده انا مش قادر خلاص .
قاسم و هو يعتدل في جلسته : فعلاً يا دكتور اليوم كان طويل و مرهق جداً نكمل بكرة ان شاء الله .
رؤوف بضحك و هو يتذكر مشاكسته : فعلاً انا لازم ارجع البيت دلوقتي و إلا الانسه لين هتعملي محاكمه .
قاسم بضحك : هههههه ربنا يخليهالك .
رؤوف بحب و هو يتذكرها : اللهم آمين انا مش عارف من غير البنت دي كنت هعيش ازاي بس علي قد ما انا بحبها علي قد ما بخاف عليها يا تري هتعمل ايه من بعدي هتعيش ازاي و هي ملهاش حد غيري انا خايف أوةي يا قاسم خايف أموت قبل ما أطمن عليها .
قاسم بشفقه : ما تقولش كده يا دكتور ربنا يخليك ليها يا دكتور و بطمنك عليها .
رؤوف : يارب يا بني هي دلوقتي خلصت امتحانات تانيه ثانوي و أخدت الإجازة و هتبتدي تعد الدقائق الي انا بتأخرها بره فبعد إذنك لله بدل ما اتاخد غياب .
قاسم بضحك و هو يقوم بجمع الاوراق المتناثرة علي الطاوله أمامهم : هههههههه هههههه اتفضل يا دكتور الله يكون في عونك .
رؤوف بضحك : هههه مع السلامه يا بني اشوفك علي خير .
قاسم : مع السلامه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إلا إنت . . . .
فيها ايه الدنيا دية . . . إلا انت ؟
كل غالي يهون علي . . . إلا انت
و ابتساماتي و آهاتي منك انت . . .
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
طول مانت جنبي روحي و قلبي
في دنيا تانية ملهاش وجود
و إن غبت عني . . . أحس اني لا ليا دنيا و لا وجود
إيه حياتي كلها من غيرك انت ؟
ذكرياتي فيها ايه حلو إلا انت ؟
إلا انت . . .
و اللي بسهر له ليلاتي برضه انت
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
عشت أيامي و أحلامي في حبك
كل آمالي أعيش العمر جنبك
كل ثانية في عمري بتقولك بحبك
كل قلبي لك يا ريت لي مكان في قلبك
طول ليلي و نهاري معاك . . . يا بشوفك يا بستناك
يا بدور عليك و ألقاك
إلا انت
فيها ايه الدنيا دية . . . إلا انت ؟
كل غالي يهون عليا . . . إلا انت
و ابتساماتي و آهاتي منك انت
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انتهت الاغنيه و هي ما زالت مستلقيه علي فراشها محتضنه روايتها مغمضة العينين ظلت علي وضعها فترة ليست بقليلة غافلة عن تلك العينين اللتان تراقبانها بحب و حنان نعم إنه أبيها فتحت لين عيناها و ما أن اعتدلت علي فراشها حتي رأت والدها يقف باب غرفتها يستند بكتفة علي الإطار يتأملها بابتسامه هادئه و يرفع إحدي حاجبيه فاعتدلت سريعاً و قامت بإطفاء الموسيقي و قامت بوضع الكتاب علي المنضدة المجاورة لها .
لين بخجل و ارتباك :بابا ازيك عامل ايه .
رؤوف بضحكة عاليه علي خجل ابنته : يا سلام يا سلام علي الناس الرايقه .
لين و هي تعقد حاجبيها بتذمر طفولي : ايه يا بابا بس بقا و بعدين انت ما خبطش ليه قبل ما تقتحم أوضتي ليه مش انت دائماً بتزعقلي لما بدخل من غير استئذان و لا الكلام ده ليا أن بس .
رؤوف و قد تعالت ضحكته مرة أخرى الذي يفشل في كتمها : خلاص خلاص ايه مدفع انا خبط و حضرتك كنتي سرحانه عشان كده ما سمعتيش بس ايه الجو ده أغاني و روايات و شغل بنات كبيرة عاقله هي ايه العبارة .
لين بغضب : انا بنوته كبيرة أووي و من زمان كمان و بعدين الدروس هتبدا بعد أسبوع فيها ايه لما استمتع بالإجازة الصغيره دي .
رؤوف و هو يشاكسها : بنوته كبيرة امشي يا أوزعه يلا بينا عشان ناكل .
لين و هي ما زالت متذمر : بابا انا مش أوزعه انا خلاص كمان شهر هبقي في تالته ثانوي و بعدين هدخل الكليه قريب و ياريت تكون دي اخر مرة تقولي يا أوزعه دي يلا بينا .
رؤوف و هو يتصنع الخوف : تمام يا افندم .
و ذهب الاثنين الي الخارج حيث تنتظرهم داده صفيه بجوا ثم طاولة الطعام تنتظر قدومهم و قدمت لهم الطعام ثم جلست لتناول الطعام معهم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل عائلة كانت هند تتحدث مع والدتها في غرفة الاستقبال ببهو منزلهم .
هند بحزن شديد : مش قادرة اصدق يا ماما بعد كل الفترة دي قاسم الشريف يسيب كل الشركات و العز ده و يروح يشتغل حتة محامي في حتة مكتب معفن .
ناهد بغل و ضيق : ما انتي الي بت خايبه يا ما قلتلك و نصحتك قلتلك اكسبي عمته الحربيه الي اسمها زينب لصفك خليها تحبك و تتعلق بيكي هي الي هتجيب ابوه ما سمعتيش كلامي الست كانت لما تيجي تزورنا لا تسبيها و تخرجي لإما تزعليها و تقابليها بوش وحش لحد أن شاء الله ما هتخليها تقلب عليكي .
هند بقرف : أعمل ايه يا ماما يعني ماهي الي ست تنكه و متصابية كده مفكره نفسها بنت ١٨ و انت عارفه اني مليش خلق بتضايق بسرعه .
ناهد بغضب من ابنتها الغبية : خلاص ياختي سبيه لحد ما يطير منك عشان سيادتك خلقك ضيق منك لله هتضيعي من ايدك العز و الهنا الي مستنيك في بيت الشريف .
هند بضيق و تجاهل لامها : بعد اذنك يا ماما انا هروح النادي عشان عندي ميعاد مع اصحابي و اتاخرت عليهم عن إذنك .
ناديه بغضب و امتعاض : روحي ياختي ما هو ده الي انت فالحه فيه .
هند و هي تقلب عيناها بملل : يووه انا ماشيه قبل الاسطوانه ما تتفتح .
ذهبت هند الي غرفتها كي تستعد للذهاب الي النادي تاركه خلفها أمها مستاءة بشده من افعال ابنتها فهي كانت تتمني لها حياه مليئة بالرفاهية كالتي تحيا بها في منزلها فاحوالهم المادية ليست علي ما يرام في الأونه الأخيرة و لكنها غبية لا تعرف اين يوجد الخير لها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء . . . .
في منزل عائلة الشريف كان سالم يجلس في غرفة منزله يقوم بمراجعة بعض الأوراق التابعة لاحدي الصفقات الهامة التابعة لشركته و أثناء انشغال بقراءتها سمع صوت طرقات علي باب الغرفه فأذن للطارق بالدخول فما كانت سوي أخته زينب .
زينب بهدوء : ايه يا سالم كل ده شغل .
سالم و هو يقوم بإزالة نظارتة الطبيه و يدلك حول عينيه بإرهاق : دي صفقة مهمه لازم اراجع الأوراق دي كويس عشان فيه اجتماع مهم بكره الصبح .
زينب بعدم اكتراث : طب انا هخرج اروح النادي عايز حاجه .
سالم و هو يرجع إلي أوراقه مرة أخري : معلش قولي ل فاطمة تعملي فنجان قهوة .
زينب : حاضر .
ذهبت زينب الي الخارج و أخبرت فاطمة بما طلبه منها سالم و ذهبت الي الخارج للذهاب الي إحدي التجمعات النسائية السخيفة التي يحيها طبقة من سيدات المجتمع الراقي الذين لا يجدون ما يشغلهم في الحياة غير القيل و القال .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل عائلة الشريف كان يجلس سالم و أخته زينب في حديقة منزلهم و لحقت بهم فاطمه التي كانت تحمل لهم أكواب الشاي الساخنه و بعض الكعك اللذيذ و أثناء تقديمها الشاي لهم قام سالم بالسؤال عن قاسم .
فاطمة ابتسامتها الهادئه و هي تقدم كوب الشاي مع بعض الكعك ل سالم : اتفضل .
سالم و هو يأخذ الطبق من بين يديها بعدم إهتمام حتي لم يكلف نفسه عناء النظر إليها :
امممم امال فين قاسم بقالي فترة مش بشوفه .
فاطمه بارتباك و قد اهتزت ابتسامتها تخشي من المواجهه التي ستحدث عاجلاً أم أجلاً فهي تعلم جيداً أن زوجها هو سبب رفض ابنها من النيابه : قاسم . . قاسم راح الشغل بدري بيقول فيه قضيه مهمه و كبيرة بيشتغل عليها مع الدكتور رؤوف .
زينب و هي تضحك بسخرية : مهمه ؟ ! هه خلي الدكتور ينفعه انا مش عارفه الولد ده ماله ايه الي مخليه متعلق بالشغل ده و سايب كل الشركات و المصانع بتاعة العيله .
ثم أردفت و هي تنظر لأخيها نظرة ذات مغزى : انا قلت بعد رفضه من النيابه أنه هيعقل و يرجع عن الي في دماغه و يعرف أنه في الاول و لا في الاخر ملوش غير فلوسه و شركاته .
قاسم بحزن و هو يهز رأسه يمين و يسار بقلة حيله : انا قلت كده بردوا بس خلاص مفيش فايدة هو الي في دماغه هيعمله هيعمله .
فاطمه و قد غضبت بشده و قامت بالحديث بصوت مرتفع جداً تدافع به عن فلذة كبدها و وحيدها : هو عمل ايه يعني هو كفر لما حب يكون ليه حياته الخاصه يبني نفسه بنفسه بعيد عنك و عن نفوذك انا مش شايفة ابني غلط في حاجه بالعكس أنا مش شايفة ابني عمل حاجه غلط و لو ابني مش عاجبك دور علي التاني الي ضيعته .
سالم بغضب و قد احمرت عينيه بشده : فاطمه اخرسي عشان انا ماسك نفسي بالعافيه الكلام ده مش هيتكرر تاني لانه لو تتكرر هيبقي فيه كلام مش هيعجب حد انتي فاهمه و لا لأ .
ظلت فاطمه تقف أمامه و هي حانيه رأسها لم تستطيع رفعها و لم تحاول أيضاً الرد علي كلام زوجها المهين لها و لكنها انتفضت بشده ما أن سمعت صوته المرتفع مره أخري .
سالم و قد اغتاظ من صمتها بشده فأكمل بصراخ : فاهمه و لا لأ ردي .
فاطمه برعب و ارتجاف : فاهمه . لم تتفوه سوي بهذه الكلمه قبل أن تذهب مسرعه الي غرفتها تحتمي بها و تشكي لوسادتها من قسوة زوجها و ضعفها ووقلة حالها الذي يقيدها و يجعلها لا تستطيع الرد أو الدفاع عن نفسها .
زينب بهدوء و برود : انا شايفه أن الهانم بدأت تتكلم و صوتها يطلع و ده مش كويس لو قاسم عرف الماضي الي إحنا بنعمل نفسنا ناسينه مش هيبقي كويس أبداً لانه لو شك في كلمه او تلميح بس مش هيسكت الا لما يعرف الحقيقه كلها .
سالم بسخرية و عدم اكتراث : ما تقلقيش هي مش هتقدر تفتح الموضوع ده تاني إذا كان سكوتها مش من خوفها مني فهيبقي خوفها علي ابنها .
و جلس يحتسي الشاي بهدوء و برود و تللذ كأن شي لم يكن .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في إحدى الأماكن الراقية تحديداً في مكان واسع ملئ بالعمال و المهندسين يتجول مدير أعمال السيدة ماريا رشيد بمباشرة العمال و يوجههم و يخبرهم بما يريد نعم إنه المكان الذي سوف يصبح أكبر دار الأزياء في مصر حتي يكون كل شي علي أكمل وجه عندما تأتي السيدة لتلقي نظرة علي المكان قبل الافتتاح .
كريم باجهاد : ايوه كده تمام شدوا حيلكم ان شاء الله المدام هتيجي أخر الأسبوع عشان تشوف المكان عايزين نكون جاهزين قبل ما تيجي انا عايزها تنبهر من الشغل .
مهندس الديكور : أن شاء الله يا فندم ما تقلقيش انت اكيد عارف سمعتنا و إن إحنا ان شاء الله هنكون عند حسن ظن حضرتك .
كريم بثقه : و انا متأكد يا باشمهندس أن كل حاجه هتكون تمام قبل وصول المدام .
المهندس : أن شاء الله حضرتك هنشوف بنفسك عن إذن حضرتك .
كريم : اتفضل .
ذهب المهندس للإشراف علي العمال و ترك كريم الذي ذهب ليكمل جولته في المكان حتي يتأكد من أن كل شي علي ما يرام .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في مكتب الدكتور رؤوف . . .
رؤوف بتعب و إرهاق و هو يرجع رأسه الي الخلف و يقوم بإزالة النظارة الطبية و أخذ يدلك عينيه : كفاية كده يا قاسم النهارده انا مش قادر خلاص .
قاسم و هو يعتدل في جلسته : فعلاً يا دكتور اليوم كان طويل و مرهق جداً نكمل بكرة ان شاء الله .
رؤوف بضحك و هو يتذكر مشاكسته : فعلاً انا لازم ارجع البيت دلوقتي و إلا الانسه لين هتعملي محاكمه .
قاسم بضحك : هههههه ربنا يخليهالك .
رؤوف بحب و هو يتذكرها : اللهم آمين انا مش عارف من غير البنت دي كنت هعيش ازاي بس علي قد ما انا بحبها علي قد ما بخاف عليها يا تري هتعمل ايه من بعدي هتعيش ازاي و هي ملهاش حد غيري انا خايف أوةي يا قاسم خايف أموت قبل ما أطمن عليها .
قاسم بشفقه : ما تقولش كده يا دكتور ربنا يخليك ليها يا دكتور و بطمنك عليها .
رؤوف : يارب يا بني هي دلوقتي خلصت امتحانات تانيه ثانوي و أخدت الإجازة و هتبتدي تعد الدقائق الي انا بتأخرها بره فبعد إذنك لله بدل ما اتاخد غياب .
قاسم بضحك و هو يقوم بجمع الاوراق المتناثرة علي الطاوله أمامهم : هههههههه هههههه اتفضل يا دكتور الله يكون في عونك .
رؤوف بضحك : هههه مع السلامه يا بني اشوفك علي خير .
قاسم : مع السلامه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إلا إنت . . . .
فيها ايه الدنيا دية . . . إلا انت ؟
كل غالي يهون علي . . . إلا انت
و ابتساماتي و آهاتي منك انت . . .
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
طول مانت جنبي روحي و قلبي
في دنيا تانية ملهاش وجود
و إن غبت عني . . . أحس اني لا ليا دنيا و لا وجود
إيه حياتي كلها من غيرك انت ؟
ذكرياتي فيها ايه حلو إلا انت ؟
إلا انت . . .
و اللي بسهر له ليلاتي برضه انت
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
عشت أيامي و أحلامي في حبك
كل آمالي أعيش العمر جنبك
كل ثانية في عمري بتقولك بحبك
كل قلبي لك يا ريت لي مكان في قلبك
طول ليلي و نهاري معاك . . . يا بشوفك يا بستناك
يا بدور عليك و ألقاك
إلا انت
فيها ايه الدنيا دية . . . إلا انت ؟
كل غالي يهون عليا . . . إلا انت
و ابتساماتي و آهاتي منك انت
و اللي حبيته في حياتي هو انت
فيها ايه الدنيا إلا انت ؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انتهت الاغنيه و هي ما زالت مستلقيه علي فراشها محتضنه روايتها مغمضة العينين ظلت علي وضعها فترة ليست بقليلة غافلة عن تلك العينين اللتان تراقبانها بحب و حنان نعم إنه أبيها فتحت لين عيناها و ما أن اعتدلت علي فراشها حتي رأت والدها يقف باب غرفتها يستند بكتفة علي الإطار يتأملها بابتسامه هادئه و يرفع إحدي حاجبيه فاعتدلت سريعاً و قامت بإطفاء الموسيقي و قامت بوضع الكتاب علي المنضدة المجاورة لها .
لين بخجل و ارتباك :بابا ازيك عامل ايه .
رؤوف بضحكة عاليه علي خجل ابنته : يا سلام يا سلام علي الناس الرايقه .
لين و هي تعقد حاجبيها بتذمر طفولي : ايه يا بابا بس بقا و بعدين انت ما خبطش ليه قبل ما تقتحم أوضتي ليه مش انت دائماً بتزعقلي لما بدخل من غير استئذان و لا الكلام ده ليا أن بس .
رؤوف و قد تعالت ضحكته مرة أخرى الذي يفشل في كتمها : خلاص خلاص ايه مدفع انا خبط و حضرتك كنتي سرحانه عشان كده ما سمعتيش بس ايه الجو ده أغاني و روايات و شغل بنات كبيرة عاقله هي ايه العبارة .
لين بغضب : انا بنوته كبيرة أووي و من زمان كمان و بعدين الدروس هتبدا بعد أسبوع فيها ايه لما استمتع بالإجازة الصغيره دي .
رؤوف و هو يشاكسها : بنوته كبيرة امشي يا أوزعه يلا بينا عشان ناكل .
لين و هي ما زالت متذمر : بابا انا مش أوزعه انا خلاص كمان شهر هبقي في تالته ثانوي و بعدين هدخل الكليه قريب و ياريت تكون دي اخر مرة تقولي يا أوزعه دي يلا بينا .
رؤوف و هو يتصنع الخوف : تمام يا افندم .
و ذهب الاثنين الي الخارج حيث تنتظرهم داده صفيه بجوا ثم طاولة الطعام تنتظر قدومهم و قدمت لهم الطعام ثم جلست لتناول الطعام معهم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل عائلة كانت هند تتحدث مع والدتها في غرفة الاستقبال ببهو منزلهم .
هند بحزن شديد : مش قادرة اصدق يا ماما بعد كل الفترة دي قاسم الشريف يسيب كل الشركات و العز ده و يروح يشتغل حتة محامي في حتة مكتب معفن .
ناهد بغل و ضيق : ما انتي الي بت خايبه يا ما قلتلك و نصحتك قلتلك اكسبي عمته الحربيه الي اسمها زينب لصفك خليها تحبك و تتعلق بيكي هي الي هتجيب ابوه ما سمعتيش كلامي الست كانت لما تيجي تزورنا لا تسبيها و تخرجي لإما تزعليها و تقابليها بوش وحش لحد أن شاء الله ما هتخليها تقلب عليكي .
هند بقرف : أعمل ايه يا ماما يعني ماهي الي ست تنكه و متصابية كده مفكره نفسها بنت ١٨ و انت عارفه اني مليش خلق بتضايق بسرعه .
ناهد بغضب من ابنتها الغبية : خلاص ياختي سبيه لحد ما يطير منك عشان سيادتك خلقك ضيق منك لله هتضيعي من ايدك العز و الهنا الي مستنيك في بيت الشريف .
هند بضيق و تجاهل لامها : بعد اذنك يا ماما انا هروح النادي عشان عندي ميعاد مع اصحابي و اتاخرت عليهم عن إذنك .
ناديه بغضب و امتعاض : روحي ياختي ما هو ده الي انت فالحه فيه .
هند و هي تقلب عيناها بملل : يووه انا ماشيه قبل الاسطوانه ما تتفتح .
ذهبت هند الي غرفتها كي تستعد للذهاب الي النادي تاركه خلفها أمها مستاءة بشده من افعال ابنتها فهي كانت تتمني لها حياه مليئة بالرفاهية كالتي تحيا بها في منزلها فاحوالهم المادية ليست علي ما يرام في الأونه الأخيرة و لكنها غبية لا تعرف اين يوجد الخير لها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء . . . .
في منزل عائلة الشريف كان سالم يجلس في غرفة منزله يقوم بمراجعة بعض الأوراق التابعة لاحدي الصفقات الهامة التابعة لشركته و أثناء انشغال بقراءتها سمع صوت طرقات علي باب الغرفه فأذن للطارق بالدخول فما كانت سوي أخته زينب .
زينب بهدوء : ايه يا سالم كل ده شغل .
سالم و هو يقوم بإزالة نظارتة الطبيه و يدلك حول عينيه بإرهاق : دي صفقة مهمه لازم اراجع الأوراق دي كويس عشان فيه اجتماع مهم بكره الصبح .
زينب بعدم اكتراث : طب انا هخرج اروح النادي عايز حاجه .
سالم و هو يرجع إلي أوراقه مرة أخري : معلش قولي ل فاطمة تعملي فنجان قهوة .
زينب : حاضر .
ذهبت زينب الي الخارج و أخبرت فاطمة بما طلبه منها سالم و ذهبت الي الخارج للذهاب الي إحدي التجمعات النسائية السخيفة التي يحيها طبقة من سيدات المجتمع الراقي الذين لا يجدون ما يشغلهم في الحياة غير القيل و القال .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .