الفصل الواحد والثلاثون و الاخير

ظلت لين واقفه في مكانها لم تتحرك و لم تنظر اليه حتي فذهب إليها ووقف أمامها و قام برفع وجهها إليه .
و ما أن التقت عيونهم عادت الي لين ذكري هذا الفيديو السئ  التي تود محيه من ذاكرتها و رغم حزنها و ألمها الذي ارتسم ببراعه علي وجهها إلا أنها لم تستطيع اخفاء اشتياقها له و حنينها إليه فقبل رأسها و ضمها إليه بشده ألمتها  و هي استسلمت له فلقد اشتاقت له و لكنها لم تبادله و ما أن أبتعد عنها حتي جذبها و أجلسها علي أحد الكراسي الموجودة في الغرفه ثم حقا أمامها علي ركبتيه  و أخذ كفيها الصغيرين بين يديه ورفعهما الي فمه يقبلهما  .
قاسم  بندم : لين انا عارف اني مهما قلت أو عملت مش هقدر اعوضك علي الي حصل بس و الله كان غصب عني و انا هقولك الي حصل يمكن ده يكون مبرر للي حصل .
لين و هي تنظر الي الفراغ : قول الي انت عايزة بس انا متأكدة أنه مهما كان الي هتقوله عمره ما هيكون مبرر للي عملته انت قتلتني يا قاسم قتلتني . ثم أكملت . قول الي عندك .
قاسم بحزن و هو ينظر في الفراغ أمامه هو الآخر : انا كنت قاعد في الشغل بعد ما كلمتيني  و فجأة جالي تليفون بيقول . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بس انا معرفش ده الفيديو ده اتعمل ازاي و شوه الحقيقة بالشكل الحقير ده و امبارح و انا قاعد في أوضتي جانبي نجلاء و قالتلي أنها سمعت زينب و هي بتكلم هند و بيتفقوا علي خطه عشان يدمروا جوازنا و انا لما عرفت الحقيقه فضحتهم قدام العيله وسبتهم و جيت .
لين  بدموع : ليه تعمل فيا كده عشان ايه انا عملتلها ايه عشان يوصلها للمرحله  كل ده عشان ايه عشان غيرانه دمرت حياتي وكانت سبب في خسارتي لإبني عشان غيرانه ايه السواد والحقد ده انا و الله كنت بجتنبها و لما كانت بتضايقني عمري ما رديت عليها ولا جرحتها  بكلمه و لما كانت بتقول عليا اني خربت البيت من يوم ما دخلته و اني خطفتك من هند  كنت بعذرها و أقول هي صاحبتها و حقها تزعل عشانه و متحبش الي أخدت مكانها  انا لو أذيتها كنت ارتحت بس و الله انا كنت ديما بعذرها تكون دي جزاتي ليه تعمل فيا كده ليه .
قاسم  و هو يحتضنها : بس يا لين بس يا حبيبتي اهدي بس  هيا خلاص خرجت من حياتنا و مش هترجع تاني .
لين و هي تبعده عنها بهدوء : انت كمان انا عملتلك ايه عملت ايه عشان تعمل فيا كده ليه تكسر ثقتي فيك بعد ما حبيتك ليه تتخلي عني بعد ما كنت أماني انت خلاص كسرت الي بينا  .
قاسم بلهفه : لأ يا لين لأ متقوليش كده اعذريني حطي نفسك مكاني واحد عارفك و كنت في يوم من الايام تخصيه و طلبتي مساعدته  اعمل ايه يعني .

لين بسخرية : كنت عايزه ثقتك فيا تغلب اي حاجه لو كان علي الواجب كنت اتصلت بحد من أهلها أو كنت استعنت بأي حد عشان يساعدها .
قاسم و هو يقبل يدها : أنا أسف يا عمري سامحيني و انا هوعدك أني هعوضك عن كل ده وعمري ما هزعلك خالص .
لين ببكاء : خلاص يا قاسم الكلام انتهي انا مش هقدر اعيش معاك تاني بعد الي حصل عمري ما هنسي انك كنت مع واحده في أوضه مقفولة عليكم و أنها كانت بتتقرب منك و انت كنت مستجيب و بتعاتب كمان  أرجوك طلقني .
قاسم بصوت مرتفع : لأ يا لين لأ مش ممكن ده يحصل انسي حكاية الطلاق دي نهائي والله يا لين انا بعد ما رجعت البيت  قعدت مع نفسي وقلت اني غلط و اتسرعت  و ندمت علي تسرعي ده .
لين و هي تهم بالخروج : بعد إذنك يا قاسم انا عايزة أنام لاني تعبانه .
و تركت قاسم و ذهبت إلي غرفتها تحتمي بها و هي تبكي بحرقه فهي تعشقه و لكنه يجب أن يعاقب علي فعلته حتي لا تعاد مره أخري .
اما قاسم فقد ظل  عدة دقائق ينظر في أثرها ثم ذهب مسرعاً و الغضب مسيطر عليه حتي أنه لم يقم بالرد علي رؤوف  الذي كان يناديه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد مرور أسبوع
دخلت فاطمه الي غرفة قاسم كي تطمئن عليه فهو خلال هذا الأسبوع لا يخرج من غرفته أبداً و لا يتناول الطعام تقريباً و ما أن وصلت لغرفت و قامت بفتح الباب و لكنه فوجئت بالظلام محيط بالغرفة و رائحة السجائر تفوح منها بقوة لدرجة أنها أخذت تسعل من قوة الرائحة و ذهبت مسرعة الي النافذه و قامت بفتحها و التفتت الي قاسم تتحدث معه .
فاطمه بحزن علي حالة ابنها : ايه ده يا قاسم الي بتعمله في نفسك ده حرام عليك يا بني .
و لكنها لم تجد أي استجابه منه و عندما اتجهت الي الأريكة التي كان ينام عليها و قامت بهزه : قاسم قاسم .
و لكنها لم تجد أي رد فقالت بقلق : قاسم اصحي يا حبيبي مالك قاسم قااااااااسم .
جاء الجميع علي صوته و وجدوا قاسم لا يحرك ساكناً فقاموا بأخذه و ذهبوا الي المشفي بسرعه فقد كان تقريباً لا يتنفس كما أن نبضه كان ضعيف جداً .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل الدكتور رؤوف
فهي منذ أن غادر قاسم غاضباً من منزلهم منذ اسبوع دخلت لين الي غرفتها فما ان عادت الي غرفتها و نامت علي فراشها تبكي بصوت عالِ و تدعوا الله ان يريح قلبها و تتمني ان يكون كل ما حدث معها مجرد كابوس سئ و ان تفيق منه و ظلت علي وضعها تبكي بشده حتي سمعت صوت صفاء تنادي عليه فاعتدلت و قامت بتجفيف دموعها و ذهبت الي الخارج حيث تجلس صفاء و الدكتور رؤوف .
لين بصوت يظهر عليه أثر البكاء : أيوة يا داده انت ندهتيلي محتاجه مني حاجه .
صفاء بحزم و غضب : جوزك خرج زعلان ليه ده الي ربيتك عليه .
لين نظرت في الارض و لم تجب علي سؤالها .
رؤوف بحزن : انت أول ما جيتي هنا انا سألتك قاسم مزعلك في حاجه قلتيلي لأ و اختارتي انك تخبي و محدش يتدخل بينكم صح .
لين و هي تهز راسها بنعم و هي تبكي : صح .
صفاء بغضب : لما انتي عارفه ان الزعل الي بينك و بين جوزك لازم يفضل بينكم و مفيش حد يعرفه عملتي كده ليه .
لين ببكاء : و هو انا عملت ايه يا داده .
صفاء بعتاب : ازاي جوزك يجي لحد بيت أهلك و يخرج زعلان و متضايق بالشكل ده مهما كان الي مزعلك منه الكلام يبقي بهدوء و احترام .
أخفضت لين عينيها أرضاً و لم ترد علي صفاء .
و منذ ذلك الحين و هي حبيسة غرفتها و لكنها تشتاق إليه بشده قاطع شرودها صوت هاتفها فوجدتها رشا فعقدت حاجبيها و قامت بالإجابة علي الهاتف .
لين بهدوء ممزوج بالاستغراب : الو ازيك يا رشا عامله ايه يا حبيبتي .
رشا بتوتر و ارتباك : انا الحمد لله لين انا كنت عايزة أقولك علي حاجه بس عايزاكي تهدي و تسمعيني .
لين بقلق : في ايه يا رشا ما تلعبيش باعصابي أنا أصلاً قلبي مقبوض من الصبح .
رشا بحزن : قاسم تعب قوي و ودوه المستشفي بس تعبان قوي .
لين بخضة و هي تضع يدها علي قلبها علها تهدئ من دقاته : مستشفي ايه يا رشا .
رشا بسرعة : مستشفي * * * * .
أغلقت لين الهاتف و أسرعت الي خزانه الملابس الخاصه بها و قامت بتبديل ملابسها و ذهبت الي غرفة والدها مسرعه .

رؤوف بخوف من مظهر لين : في ايه يا حبيبتي مالك ايه الي حصل .
لين ببكاء عنيف : قاسم تعب خالص و هو دلوقتي في المستشفي .
قام والدها بلهفة و اخذ يهدئها و أخذها ذهبواْ بسرعه الي المشفي و قام رؤوف بالاستعلام عن مكانه و أسرعوا الي مكانه و ما ان دخلت لين الغرفه حتي وجدته مستلقي علي فراش المشفي و وجهه شاحباً ظلت واقفة مكانها فتره كبيرة قبل ان تتحرك اليه بلا وعي و تمسك بيده و تنادي عليه .
لين ببكاء و هي تمرر يدها علي شعره : قاسم .
قاسم و هو يقوم بفتح عينيه بخفوت و إجهاد : لين انتي جيتي كنت خايف أموت قبل ما أشوفك .
لين ببكاء عنيف و هي تقبل يده و جبهته : ما تقولش كده انت ان شاء الله هتكون كويس انت حاسس بإيه دلوقتي .
قاسم بنصف ابتسامه : بقيت كويس لما شوفتك سامحيني يا لين بس أنا و الله ما عملتش اي حاجه تجرحك.انا اتصرفت بحسن نيه .
لين ببكاء عنيف :أسمحك علي ايه يا حبيبي انا الي أسفه و الله .
قاسم و يجذب رأسها يقوم لدفنها في عنقه و هو يبتسم الإجهاد : ياااه يا لين وحشتيني بشكل انا دلوقتي لو مت هاموت و انا مرتاح .
لين بصراخ مقترن ببكاء : لأ يا قاسم لأ ما تسبنيش لوحدي انا مش هقدر استحمل فراقك ارجوك يا قاسم متسنيش انت لو جرالك حاجه هموت و الله .
قاسم و هو يقاوم إغلاق عينيه : ما تسيبنيش يا لين .
لين و هي تقبل يده : انا جمبك اهو يا حبيبي مش هسيبك أبداً .
ثم أغلق عينيه ففزعت لين بشده و قامت بالنداء علي رؤوف و سالم الذين كانوا يجلس امام الغرفه فقد اراد ان يترك لهم بعض الخصوصيه و لكنه ما ان سمعوا صراخ لين حتي أسرعوا بالدخول اليها .
سالم بفزع : في ايه ايه الي حصل .
لين ببكاء و ارتجاف : نادي الدكتور بسرعه .
اسرع سالم الي غرفة الطبيب وقام باصطحابه الي غرفة قاسم و امرهم ان ينتظروا في الخارج حتي يستطيع فحصه و بعد نصف ساعة خرج الطبيعي فذهب الجميع إليه بلهفه فأخبرهم أنها غيبوبه مؤقته و أن لا يخافوا فسوف يستيقظ خلال يومين فقد دمرت السجائر رئتيه و أضرت بقلبه أيضاً .

بعد مرور أسبوع كانت لين جالسه في ممر أبيض طويل تنتظر خروج الطبيب من الغرفه ليطمئنهم علي قاسم فهي عندما دخلت إليه في الصباح و جلست بجواره و امسكت بيده تقبلها .
لين بدموع و حزن : قاسم حبيبي قوم بأه أنا خائفة عليك انت طولت أوي انت عارف اني خلاص ما بقتش أقدر أعيش من غيرك انا أسفه يا حبيبي قوم بس و انا هعوضك عن كل حاجه انا خلاص مش زعلانه منك قوم عشان نرجع بيتنا قوم بأه يا حبيبي صوتك وحشني قوي .
و وضعت رأسها علي يده و دموعها تسيل علي خديها و لكنها فوجئت بيد قاسم الأخري تمسح علي رأسها بحنان فنهضت مسرعه : قاسم حبيبي انت سامعني .
فأومأ برأسه نعم مما جعلها تخرج مسرعه إلي الجميع فقد كانوا ينتظرون بالخارج : قاسم فاق قاسم فاق و كلمني .
فذهب إبراهيم مسرعاً ليحضر الطبيب ليقوم بفحص قاسم .
و قد مرت نصف ساعه الآن وهو مازال في الداخل و بعد عدة دقائق خرج الطبيب أخيراً فهرع إليه الجميع .
سالم بلهفه : طمنا يا دكتور قاسم عامل ايه .
الطبيب:الحمد لله هو كويس دلوقتي هيفضل يومين تحت الملاحظه و بعدها يقدر يخرج .
مر اليومين بسرعة البرق و كانت لين لا تفارق قاسم و لو الثانيه واحدة مما أسعد قاسم جداً و بالفعل تحسن قاسم بالكامل و خرج من المشفي بعد توصيات الطبيب بخطورة التدخين علي صحته و وعدته لين بأنه سوف يقلع عنها كلياً و ما أن خرجوا من باب المشفي حتي عادت لين مع قاسم الي المنزل .
نجلاء و هي تحتضنها بشده : وحشتيني أوي البيت كان وحش اوي من غيرك .
فاطمه بحب و فرحة : نورتي بيتك يا بنتي حقك عليا يا لين انتي اتظلمتي أوي يا بنتي بس عمك سالم اخدلك حقك .
لين بحزن : متقوليش كده يا ماما انت ذنبكم اي انتم وحشتوني أوي .
و بعد الترحيب الحافل بالاسفل صعدت لين إلي غرفتها لتستريح قليلاً و لكنها ما أن خطت بقدمها حتي عادت إليها جميع ذكريات هذا اليوم و لكنها حاولت نفض هذه الذكريات السيئه من رأسها و بدلت ثيابها و استلقت علي الفراش و بعد قليل وجدت قاسم يدخل من باب الغرفه و يقترب منها فاعتدلت في جلستها و لكنه لم يجلس بجوارها بل جثا علي ركبتيه أمامها يقبل كفيها .
قاسم بحزن. و ندم : انا أسف سامحيني انا هفضل طول عمري ندمان علي الي انا عملته .
لين و هي تحتضنه : ما تقوليش كده ياحبيبي انا مسمحاك أنا اللي غلطانه اني ما سمعتكش و ما سيبتكش تتكلم .
احتضنها بشده لا يريد إخراجها من بين زراعيه و لكنه تركها ظل ينظر في عينيها قبل أن ينحني إليها يقبلها بشوق و شغف و اشتياق و غابت معاً في عالمهم الخاص.
بعد مرور سنه.
دخل قاسم الغرفه فوجدها مظلمه فقام بإضائتها و لكنه فوجئ لين واقفه في منتصف الغرفه مرتديه فستان كت من اللون الاحمر يصل الي فوق ركبتها بقليل وتمسك بيدها شئ لم يتبين له ماهو .
قاسم و هو يقترب منها و يقبلها بعشق :الجمال ده كله ليا .
اومأت لين برأسها بنعم : انا عندي ليك خبر جميل يستاهل تتعمله ليله و لا في الاحلام .
قاسم بفضول و حماس : خبر ايه شوقتيتي .
لين وهي تفتح يدها الذي كان بها اختبار حمل : انا حامل .
قاسم و هو يحملها و يدور بها : بجد بجد يالله أخيراً دا أحلي مفاجأة في حياتي كلها .
لين و هي تضحك بصوت مرتفع و لكنها شعرت بالدوار يحيط برأسها : قاسم قاسم كفايه خلاص قاااسم خلاص بأه نزلتي يا مجنون .
نزلها قاسم و احتضنها بشده و هو يتحسس بطنها بفرحه شديده ثم قال : الخبر ده محتاج احتفال خاص ثم حملها و ذهب بها الي الفراش وسط تذمرها و صراخها و لكنه وضعها علي الفراش و مال فوقها و غاص بها في بحر حبهما الوردي .
و هكذا عاش الجميع في سعاده و هناء فقد انجبت رشا ولد جميل اسمته قاسم علي اسم قاسم صديق زوجها المقرب بل أخيه كما يعتبره و كان مدلله الوحيد في هذا الكون .
اما لين و قاسم فقد عاشا بسعاده مع عائلتهم و قد علمت لين انها حامل بثلاثة اطفال مما زاد سعادة قاسم و حمد الله الذي أنعم عليه بكل هذه السعاده بعد ما عاشه من حزن و معاناه و ظلم و خيانه فقد عوضه الله ب لين التي محت كل ذرة ألم و معاناه عاشها و شعر بها في حياته .
اما لين فقد جلست تتأمل أسرتها بسعاده و هي مؤمنه بأن الحب و الطيبه و التسامح سينتصر علي الكره و الحقد و الأنانية .

وهكذا انتهت قصة لين و قاسم التي ابتدت بطلب و رغبه في رد جميل و انتهت بعشق ابدي لا يقل أو ينتهي .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي