الفصل الثانى

الحلقة الثانية
ممرضة دمرت حياتي
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الغدر فعلا من طبيعة البشر وهو اسوء شىء عرفته البشرية ، وهو لا يكون إلا من شخصية لا تعرف لله طريق
............
حنين بغضب ...أنتِ لسه بتكلمى الدكتور ده ؟

مقولتلك ابعدى عنه ،ده دكتور مش تمام وسمعته زى الزفت .
روان ...وانا مالى بسمعته يا اختى ، المهم المرتب اللى هناخده من وراه ، أضعاف مرتب اى مستشفى حكومى .
ده غير النضافة هناك ، حتى المرضى هناك ولاد ناس كده مش زى العرر بتوع المستشفى الحكومى.

حنين ..حرام عليكِ يا روان ، كلنا ولاد تسعة ، وفى المرض واحد مفيش فرق .

واحنا شغلتنا نهون على الناس تعبهم سواء كان مبسوط أو على قد حاله .

روان محدثة نفسها ...عاملة نفسها أخلاق اوى يعنى ، والناس بتموت فيها .

بس لازم تشتغل معايا هناك يعنى لازم ، منا مش هبقا لوحدى هناك عشان يستفرد بيه ابن المبقعة ده ، عشان أنا عرفه نيته السودة معايا ، بس انا مش هرضى اكون ليه بالحرام ، لازم يجوزنى.
مهى مش حنين احسن منى عشان هى تجوز مهندس ، وانا كمان لازم اجوز دكتور .

ثم تابعت بقولها ....ها قولتى إيه يا حنين ؟

حنين ...لا لا مش عايزة اشتغل عند الدكتور ده ،نظراته مش بتعجبنى ابدا وخايفة صراحة .

روان ...نظرات ايه بس وزفت ايه ؟

هو هيكلك يعنى بعينيه ،متسيبك منه والمهم الشغل والفلوس اللى هتيجى من ورا الشغل .

واظن أنتِ محتاجة كويس الشغل ده ،عشان تقدرى أجهزة نفسك عشان لا مؤاخذة يعنى الحال على القد عندكوا .

حنين بغصة مريرة ...اه عندك حق ، بس خايفة والله يا روان .
روان بمكر .....متخافيش يا ستى ،طول ما أنتِ واثقة من نفسك وأنتِ يعنى يا حنون قافلة على نفسك يعنى ، ولا بتاعة هزار ولا كتر كلام ولبسك طويل ومقفول وحجابك مظبوط ، فخالد مش هيبصلك متقلقيش .

هو يموت فى البنت المدردحة اللى بتكلم وتضحك وتلبس على الموضة .

غير كده مش هياخد باله منك خالص متقلقيش .

حنين ..طيب ،تمام وربنا الحافظ ،هشتغل وامرى لله .
وربنا يسترها عشان فعلا محتاجة مصاريف اساعد بيها بابا اللى تعبان بقاله فترة فى السرير واخواتى اللى محتاجين دروس ومصاريف والبيت اللى محتاج اكل وشرب ، ده غير جهازى.
الله المستعان وربنا يكفينى شره .

وأنتِ كمان خلى بالك من نفسك كويس يا روان ، واعرفى حاجة حطيها حلقة فى ودانك .

أن الراجل اللى يشبع بيكى بالحرام يستحيل يخدك بالحلال .

روان بغيظ ...أخص عليكى يا بت حنون ، وأنتِ فاكرة صحبتك شمال ولا وحشة للدرجاتى ، لا يا ستى انا الحمد لله اشرف من الشرف .

صح بحب الضحك والهزار واللبس بس لحد الجد واضربله تعظيم سلام ، لا يا حبيبتى الا الشرف طبعا.

حنين بندم ...اوعى تكونى زعلتى منى يا حنين .
صدقينى انا بحبك وخايفة عليكى مش اكتر .

روان ...عارفة يا حبيبتى ، متحرمش منك ولا من خوفك عليا .
وهسيبك بقا دلوقتى بس هستناكِ بكرة ان شاء الله .

فى مستشفى خالد الدمرداش عشان نستلم الشغل على رواقة كده .
حنين ...تمام إن شاءالله .
...........

خرجت حنين إلى والدتها لتخبرها بأمرين
الاول نجاح حكيم وتفوقه وتأهله لدخول كلية الهندسة
والثانى عملها الجديد فى مستشفى دكتور خالد الدمرداش .

فتهلل وجه والدتها فرحا وسجدت لله شكرا ثم قامت واطلقت الزغاريد قائلة ...يا ما انته كريم يا يارب .
الفرح كده يجى مرة واحدة .

ونولينى التليفون اتصل بخالتك اباركلها وبعدين ادخل أعملها حاجة حلوة نروح بيها نهنى ونبارك .
وياريت كان الحال كويس كنت نقطتها بفلوس ، بس الأيد قصيرة يا بتى والحمد لله .

حنين بغصة مريرة ...معلش يا ماما أن شاءالله الشغل بتاع المستشفى ده مش هيخلينا عايزين حاجة.

والدة حنين ...ربنا يعينك يا بتى ويحفظك.
ومعلش شلتى الهم بدرى ، بس نعمل ايه ؟.
ربنا يشفى ابوكى يارب .

حنين ..متقوليش كده يا ماما ، وبابا ياما اشتغل وتعب عشان خاطرنا ، المهم ربنا يخليه لينا ويشفيه.
.....
ثم اتصلت حورية باختها كريمة لتهنئها.

والدة حنين ...الف مبروك يا قلب اختك ، يا ام الباشمهندس .

ربنا كريم وقدر تعبك يا حبيبتى معاه وعقبال فرحتك بشهادته الكبيرة وبعدين جوازه .

فتمغضت كريمة بقولها ...احنا فين وجوازه فين يا اختى لسه بدرى .

وساعتها يبقى يشوف واحدة دكتورة ولا حتى مهندسة زيه هو حر بس يخلص ويشتغل ويعمله مستقبل .
الجواز ده اخر حاجة يفكر فيها .

فابتلعت والدة حنين ريقها بمرارة وحدثت نفسها ...يا ميلة بختك يا بنتى ، مهو لو كان معايا مصاريف كنتى دخلتك ثانوى عام ودخلتى كلية جامدة زيه عشان أنتِ من يومك شاطرة بس النصيب والحال .

بس اعمل ايه ؟ ربنا يكتب لك يا ضنايا اللى فيه الخير عشان انتِ تستاهلى كل خير .

ثم اجبت اختها كريمة ...عندك حق يا اختى ، ربنا يعلى مقامه اكتر واكتر وتشوفى احسن الناس .
كريمة ...تسلمى يا اختى .

عقبال متفرحى بحنين واخوتها ، بس نصيحة يا اختى لو جالها من دلوقتى نصيبها جوزيها يا حبيبتى وأخلصى ، أنتِ حملك كبير اوى ربنا يعينك .

ام حنين وقد أدركت ما ترمى إليه اختها أنها لا تريدها لأبنها فقالت ...على فكرة يا اختى حنين بتى غالية اوى عليا ومش هرميها لأى حد والسلام ، هى هتستنى نصيبها وهيكون بفضل الله احسن واحد فى الدنيا لأنها تستاهل .
كريمة بغيظ...طيب ، ربنا يسعدها .

والدة حنين .....ويسعد حكيم وأمه يارب .

واحنا أن شاءالله بعد العشا هنجيلك نبارك ونهنى.
فحركت كريمة فمها يمينا ويسارا بأستنكار قائلة ، متتعبيش نفسك يا حبيبتى .
كفاية التليفون .

شعرت والدة حنين بالحرج وأنها لا تريد أن يذهبوا لها ولكنها آثرت ابنتها على نفسها وتحاملت بقولها ...لا مفيش تعب ولا حاجة ده ابن الغالية .

هنيجى ونعمل الواجب أن شاءالله .
...............
انتظر حكيم بفارغ الصبر لحظة وصول حنين ووالدتها وكان يجوب تارة الشقة يمينا ويسارا وتارة يخرج إلى الشرفة ليراقب الطريق شوقا لرؤيتها بفارغ الصبر .

فقد اوحشه كثيرا عينيها التى تلمع بالحب كلما رأته .
ووجنتيها التى تكون بلون التفاح كلما حدثها .

حكيم ...ياه امتى تيجى يا قلب حكيم ، وحشتينى اوى .
لاحظت والدته اضطرابه وانتظاره ففهمت أنه ينتظر مجيئها فاندلعت نار الغيرة منها فى قلبها .

واردت أن تفسد ذلك اللقاء بأى طريقة .
فقامت بالنداءعليه ....يا حكيم يا حكيم ..

فجاء مسرعا لها ملبيا النداء قائلا ...نعم يا ست الكل .
كريمة ...نعم الله عليك يا حبيبى .

بس افتكرت حاجة مهمة أن الست فوزية طلبت الجمعية يا ضنايا عشان تقبضها للى عليه الدور ،وانا صراحة اتأخرت عليها بزيادة الشهرده .

فمعلش خد اهو الخمسوميت جنيه دول وروح يلا عندها فى باب الشعرية ادهملها يا حبيبى .

فجحظت عين حكيم قائلا ...جمعية وباب الشعرية ودلوقتى!!
كريمة ..اه دلوقتى ، روح يلا يا ضنايا.
حكيم ..بس يا ماما .
كريمة ..بس ايه !

ايه يا ولا كبرت عليا ومش عايز اروح مشاوير لامك ..ثم اصطنعت البكاء .
فرق لها حكيم واقترب منها يمسد على ظهرها بحنو قائلا. ..لا طبعا يا امى متقوليش كده.

هروح حاضر بس نستنى حتى نص ساعة كده .
كريمة .. لا مينفعش انا قولتلها خلاص جى فى السكة .
سرع يا ابنى يلا الله يسئك .

انتاب حكيم الحزن ولمعت عينيه بالدموع حتى أن والدته لاحظت ذلك ولكنها تكابرت وادارت وجهها عنه كى لا ترى دموعه وتحن له .

فلم يجد حكيم سوى الانصياع لرغبتها رغم أن كل جوارحه تطالبه بالبقاء ليقر عينيه برؤيه معشوقته حنين .
وعندما اتجه بخطوات متثاقلة نحو الباب مستعدا للخروج حزينا دق قلبه عندما أعلن الباب قدوم زائر وتمنى أن تكون هى لكى يحيا القلب من جديد .

ففتح الباب بيد مرتعشة ليجدها أمامه فارتجف قلبه ثم سكنت جوارحه وابتسم ابتسامة المحب وقابلته هى بنفس الابتسامة ولكن سرعان ما اخفضت عينيها خجلا .
فبادرت والدتها بالقول ...الف الف مبروك يا حبيب خالتك يا احلى باشمهندس فى الدنيا كلها ثم احتضنته بحب .
حكيم ...الله يبارك فى عمرك يا خالتى .

ثم ابتعد عنها برفق قائلا ...اتفضلوا بيتكم ومطرحكم .
نورتونا والله .

ثم سدد النظر الى حنين هامسا بصوت خافت ...نورتى قلبى يا حنون .

اكتفت حنين بالابتسامة ولم تجيبه وودت لو قالت له كل ابيات الشعر التى تحفظها ولكنها آثرت الصمت .

وعندما سمعت كريمة صوت حكيم فى الترحيب الرخيم بهم ملىء قلبها الغيظ والغيرة وحدثت نفسها ..اه يا نارى ، هما بردوا شرفوا وشافوه .

كان نفسى يمشى قبل ميجوا ،طيب اعمل ايه دلوقتى ؟
منا مش هقدر اقعد اتفرج عليهم وهما بيسبلوا لبعض قدامى وانا زى الاطرش فى الزفة كده ويقرطسونى .

منك لله يا اللى اسمك حنين ،انا مش عارفة الواد قدمها بيبقى عامل زى الفار المبلول كده ليه ؟

ده زى متكون عمللاه عمل عشان تاخده منى بس لا .
لا يمكن اوافق على المهزلة دى ، وهى بعينها ابنى .

وعندما وجدتهم يدخلون عليها قابلتهم بابتسامة من ذوى فمها صفراء حتى شعروا بالخجل وحمحم حكيم بقوله ...اتفضلوا اتفضلوا ،دى ماما كانت منتظراكم من بدرى .

كريمة ...ايوه ، اهلا يا اختى ،عاملة ايه ؟
والدة حنين ...اهلا بيكى يا حبيبتي ، الف الف مبروك .
ثم نظرت من طرف عينيها إلى. روان قائلة ...اهلا يا حنين ، والله كبرتى وبقيتى عروسة يا بنتى .
ربنا يسعدك بحد من الشغالين اللى معاكِ فى المستشفى قريب كده ونفرح بيكِ.

نزل قول كريمة على صدر حنين وحكيم كالصاعقة .
ولمعت عين روان بالدموع حيث تأكدت انها لا تريدها إلى حكيم وأنها تقل من شأنها وتريد له زوجة بمكانته وتعليمه .

ولكنها لم تشىء أن ترد عليها واكتفت بأيماءة رأسها ولكن والدتها لم تصمت وقالت بقلب مرتجف....حنين سيد من يتمناها دى ست البنات كلها بس هى تشاور بس .

فحركت كريمة فمها يمينا ويسارا قائلة ....اه يختى ،ربنا يسعدها .

نظرت حنين إلى حكيم لعلها تجد منه رد مناسب على حديث والدته ولكنها وجدته صامتا ؟؟
فلماذا صمت حكيم ولم يرد على والدته ؟؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي