ممرضة دمرت حياتى

أم فاطمة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-17ضع على الرف
  • 65.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

ممرضة دمرت حياتي .
الحلقة الأولى
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

ما أجمل الزواج عن حب , فتشعر معه انك قد امتلكت الدنيا وما بها ، أرحت عقلك وقلبك وأصبحت ترى العالم كله بعين المحب ، فهانت عليك صعوبات الحياة ,مدام هناك كتف تستند عليه ويهون عليك كل صعب .

وهذا ما حدث مع بطل الرواية: حكيم فقد تعلق منذ صغره بإبنة خالته حورية .

حيث عشقها حتى النخاع ولم ترى عينيه من النساء غيرها .
حكيم كان الأبن الوحيد لوالدته كريمة ، حيث رزقها الله به بعد زواجها من أبيه محمود ولكن يشاء القدر أن يخطف منها زوجها الشاب فى حادث سيارة فيمت دون أن يرى فلذة كبده بعد .

حزنت عليه كريمة حزن شديد ، رغم قصر الفترة التى جمعته بها ولكنها كان محسنا إليها .

لذا اقسمت الا تتزوج بعده وإن تكتفى برعاية طفلها الصغير بعد ولادته .

وبالفعل عدت شهور الحمل والولاده بسلام وآتى حكيم إلى الدنيا ، وآتت معه الفرحة التى غابت عن أعين والدته بعد وفاة أبيه .
والدة كريمة ....بسم الله ماشاءالله ، ربنا يبارك فيه يا بنتى ،حتة من القمر شبهك بالظبط يا بتى .

كريمة ...كان نفسى يطلع شبه محمود يا ماما .

والدة كريمة.....يا بنتى الله يرحمه ، وكويس أنه طلع شبهك انتِ ، عشان تنسيه شوية وتفكرى فى نفسك .

أنتِ لسه صغيرة والحياة قدامك وألف مين يتمناكِ واولهم حسن ابن خالتك بيحبك ولسه عايزك وقابل ياخدك بإبنك مع أنه لسه مدخلش دنيا .

كريمة بغضب....تانى يا ماما الموضوع ده قولتلك ، انا خلاص كده ، خدت نصيبى ،وانا الحمد لله راضية بحالى كده .

وعمرى ما هفكر فى موضوع الجواز ده تانى ابدا .
وهعيش عشان اربى ابنى وبس .

والدة كريمة...يا بنتى اسمعى الكلام ، مفيش واحدة ست تقدر تعيش من غير راجل ،وهو هيسترك وهيستتك وهيصرف على ابنك ،بدل متهيصى فى الدنيا دى لوحدك ويطمع فيكى فلان وعلان .

كريمة...يشوف غيرى وانا مش محتاجة حد يصرف عليا ، انا معاش محمود بيكفينى ولو عايزة اشتغل كمان هشتغل بس حكيم يكبر شوية ويشد حيله.

والدة كريمة...برده يا بنتى ركبة دماغك .

كريمة...ايوه يا امى وياريت يشلنى من دماغه خالص وربنا يرزقه اللى احسن منى .
....
لتمر بعدها الايام ويكبر محمود شيئا فشيئا ، ويكبر معه غلو المعيشة وزاد احتياج كريمة للمال ، فاضطرت للنزول للعمل واختارت أن تكون معلمة فى أحد الحضانات ، ليكون محمود بجانبها وتحت عينيها .

وتوالت أيضا الايام واحتاجت مزيد من المال لأنها أصرت أن تدخله مدرسة خاصة ليستمتع بتعليم افضل مع حياة كريمة .

فعملت مشروع منزلى حيث كانت تجيد صنع الحلويات فى المنزل ، فأخذت من تلك الفكرة مشروع توزع بيه على الناس ما تصنع مقابل عائد مادى .

وهكذا ظلت كريمة تكد فى العمل حتى كبر حكيم وأصبح فى الثانوية العامة وكان حلمها أن يصبح مهندسا .
حكيم ولج للمطبخ أثناء تحضير والدته طعام الغذاء
فطبع قبلة على وجنتيها بحنو قائلا ...ها عمللنا ايه يا ست الكل النهاردة ؟

كريمة ...طاجن بامية انما ايه ؟ هتاكل صوابعك وراه .
حكيم ...الله الله ،ده مش بينزل فى بطنى ، ده بينزل فى قلبى .
كريمة ...اه يا بكاش .

حكيم ..ماتيجى يا ماما بعد الغدوية الحلوة دى ، نعمل زيارة لخالتى حورية ، أصلها وحشتنى اوى .
فضحكت كريمة قائلة بسخرية ...خالتك برده اللى وحشتك يا واد ولا بنتها .

حكيم ..التنين ياما التنين ..
كريمة ..بقولك ايه يا واد انت ، مفيش حاجة اسمها زيارات دلوقتى ، انسى خالص حورية وبتها دلوقتى وركز فى مذاكرتك يا باش مهندس .
الامتحانات على الابواب .

قطب حكيم جبينه لأنه يعلم جيدا أن ليس السبب هو الامتحانات ولكن هى عدم رغبة والدته فى الارتباط بإبنة خالته حنين .

حكيم محدثا نفسه ...مش عارف ليه مش بتحبيها يا امى ، دى بنت اختك ، يعنى اقرب الناس ليكى .
ده كل واحدة تتمنى ابنها يجوز بنت اختها .
بس أنتِ غير الناس ، سبحان الله.
ومش عارف صراحة اعمل ايه ؟

مهو لازم يكون الأمر برضاها ، لإنى يستحيل اعمل حاجة بدون رضاها ، ده هى امى قطعة من قلبى واتحملت عشانى كتير اوى ، وكفاية شبابها اللى راح عشان خاطرى ورفضت تتجوز بسببى وتعبت وشقيت عشان تعلمنى تعليم كويس .
بس القلب اعمل فيه إيه ؟
انا فعلا بحب حنين ومتخيلش حياتى من غيرها .

وهى فعلا تستحق الحب ده ، بنت جميلة مش فى الشكل بس لا فى الأخلاق كمان وملتزمة دى هى اللى ديما تسئلنى عن صلاتى فى المسجد وبتشجعنى على حفظ القران كمان .
يعنى خسارة تروح من إيدى .

بس اعمل ايه مع ماما ، ربنا يهديها ويشرح صدرها ليها .

كريمة ...مالك يا ولا متنح كده ، روح يلا ذكرك كلمتين عقبال مخلص الغدا .

وياريت تركز وتسيبك من التفكير فى حاجة كده ولا كده.
فانظر لها حكيم بإنكسار ثم ذهب إلى غرفته لمراجعة دروسه .
ولكنه فى البداية أمسك بهاتفه وأخذ يتطلع إلى صورة روان ذات الملامح الهادئة فابتسم قائلا ...ملاكى أنتِ يا حنون ، وحشتينى اووى .
وعارف إنى مقصر جدا فى السؤال بس اعمل ايه غصبا عنى ، امى مش سيبالى فرصة ابدا .

بس لو حتى مش بكلم ، بس أنتِ شغلة تفكيرى ليل ونهار .
منه
حدثت نفسها كريمة فى المطبخ ...وبعدهالك يا كريمة ؟
أنتِ عارفة كويس اوى أن الواد بيحب السنيورة بنت اختك حنين .
فليه بتقفليها فى وشه كده ؟
ده ابنك الوحيد اللى طلعتى بيه من الدنيا .
وسعادته من سعادتك .
ثم أجابت نفسها .

مهو عشان ابنى الوحيد اللى مليش غيره خايفة تخطفه منى وبعد ما انا كل حاجة فى حياته ، تيجى السنيورة دى على الجاهز كده تاخده منى واكون على هامش حياته وينسى أمه اللى تعبت وربت وفضلته على نفسها ووهبت عمرها ليه .

فـ اه لا يمكن ياخدها دى ، ياخد اى وحدة عادية ميكونش بيحبها كده احسن .

عشان افضل انا اللى فى قلبه وبس وهى مجرد وعاء للخلفة وبس .
.... ....
ولجت والدة حنين عليها فى غرفتها وهى تذاكر دروسها فى ثانوى تمريض .
والدة حنين ( حورية) ...حبيبة قلب ماما ، لسه بتذاكر ، كفاية يا روحى وريحى شوية عشان المدرسة بدرى ،ده غير العملى فى المستشفى .

حنين ...اهو يا جميل قربت اخلص اهو وهصلى العشا وركعتين قيام وراها وهنام .

والده حنين ...ربنا يبرلكك يا احلى رورو فى الدنيا .
طيب هسيبك يا قمرى ، تكملى مذكرة عشان معطلكيش
وعندما التفتت لتغادر قامت حنين بالنداء عليها قائلة ....امى لو سمحتى !

والدة حنين ...نعم يا نور عينى .
حنين بخجل...هى خالتى كريمة معدتش بتتصل بينا ايه زى زمان ولا بتيجى تزورنا ؟

نظرت والدة روان لها بعطف فهى تعلم فى قرارة نفسها ميلها العاطفى نحو ابن خالتها حكيم .

وهى تتمناه بالفعل لها فهو تربية كريمة اختها التى ربته على الأخلاق والدين ولكن لا تدرى لما تغير حالها معهم تلك الأيام وأصبحت تبتعد ولا ترد على مكالمتها وتحجج بالإنشغال فى أعمال البيت بجانب الشغل المنزلى الخاص بالحلويات .

والدة حنين ...معلش يا بتى تلاقيها مشغولة ، أنتِ عارفة خالتك من صغرها مكافحة وبتشتغل من البيت ، ربنا يعنها ويفرحها بـ حكيم .

تراقص قلب حنين لذكرها اسم حكيم .

فكيف لأسم فقط أن يفعل بقلبها هذا ، فماذا عندما تراه .
ثم دعت متمتمة ...ربنا يجعلك حلالى يا ابن خالتى .
....
مرت الايام بسلام حتى جاء يوم موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة .

كانت كريمة تنتظر بلهفة البشارة من حكيم الذى ذهب مع أصدقائه إلى المدرسة ليتأكد من مجموعه الذى حصل عليه من النت .
حكيم...الحمد لله مظبوط وجبت ٩٥ فى المية.
عبدالله ....وانا كمان الحمد لله ٩٤ فى المية .

شكلنا كده يا باشمهندس حكيم زى مكنا زمايل تختة واحدة هتكون زمايل مدرج واحد.
حكيم ...الحمد لله ، ربما كرمنا يا عبدالله على قد تعبنا وزيادة ،وتعب امى معايا .

عبدالله ...طيب يلا مستنى ايه ؟
كلمها يلا وفرحها وانا برده هكلم بابا وافرحه
ثم غمزه قائلا ومتنساس ولو عارفك مش هتنسى تكلم الحب يا حب .

فابتسم حكيم ودق قلبه ثم ابتعد عنه قليلا وحدث والدته فى بادىء الأمر التى قابلت الخبر بالبكاء من الفرحة ثم اتبعته بإطلاق الزغاريد .

حكيم ...حبيبتى يا ست الكل ، يارب ديما افرحك كده واعمل كل اللى يخليكى ترضى عنى .
كريمة...انا راضية عنك دنيا واخره يا ضنايا .
ويلا تعال يا واد ، عشان نوزع الشربات على أهل الحتة كلهم .

حكيم ؟حاضر يا ست الكل جى حالا .
ثم اغلق معها واتصل بـ حنين
.
التى كانت فى تلك اللحظة تجوب الغرفة يمينا ويسارا وتارة ترفع أكف الضراعة لله تدعو له بالتفوق والمجموع الذى يريده ليلتحق لكلية الهندسة التى يتمناها .
لتجد هاتفها يلمع باسمه فرقص قلبها طربت وأسرعت بالاستجابة له قائلة...ها نقول يا بشمهندس حكيم .

حكيم بفرحة ....ايون ، وعقبال مايقولوا حرم الباشمهندس كريم .

فلمعت عينيها واحمرت وجنتيها خجلا ولم تجربه واكتفت بالدعاء هامسة....يارب يارب .

ثم رددت ...هروح افرح امى واكيد هنيجى نبارك ونهنى.
حكيم ....وانا هنتظر اللحظة دى بفارغ الصبر .
.......
أغلقت حنين الخط معه لتحدث صديقتها المقربة على الواتس روان .
بت يا روان ، حكيم نجح بمجموع عالى الحمد لله وهيدخل هندسة يا بت وهكون حرم جانب المهندس.

روان محدثة نفسها ...محظوظة من يومك يا بت يا حنين ، بقا ممرضة تاخد مهندس قد الدنيا ، يا حسرة عليا وانا اللى بيجيلى يدوبك دبلوم وبيتأمر كمان .

ثم ادعت الفرحة بقولها ...الف مبروك يا حبيبتى ، انتى تستاهلى كل خير يا قلبى .
ربنا يسعدك معاه .

حنين ....ادعيلى بس ربنا يحنن قلب خالتى عليا ، عشان مش عارفه ملها كان زمان تحبنى زى بنتها دلوقتى ،بتعاملنى كأنى غريبة ومن غير نفس كده .

روان محدثة نفسها ...عندها حق ، ما انتى مش لائقة صراحة لباشمعندس حتة واحدة.

ومفروض تشوفله مهندسة زيه ولا دكتورة .
ثم إجابتها بقولها. ....يا ستى كبرى دماغك المهم الباشمهندش وسيبك من امه .

حنين ...ازاى بس ؟

دى أمه وكل حياته ومش هقدر اجوزه غير لما تكون راضية ، لازم ادخل قلبها الأول عشان اعيش مرتاحة .
وهو كمان ميكونش بين نارين ،نار حبه ليا ونار إرضاء أمه .
فلا يظلمنى ولا يظلمها.

روان ...غلبتينى يا حنون .

بس بقولك صح قبل م أنسى ، دكتور خالد كلمنى .
وهو عايز يشغلنا عنده فى المستشفى الخاص بتاعه
حنين بغضب ...هو أنتِ لسه بتكلميه يا بنتى ؟

يا ترى زعلت ليه حنين أن روان بتكلم دكتور خالد ؟؟

.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي