الفصل 21 الحزء 2
في فيلًا الأنصاري
الجميع في حالة صدمه مما تفوهت به نوران ماعدا احمد الذي كان يعلم بذلك
بلال بزهول : ايه سافرت ازاي وليه
نوران بتوتر وهي تمسك ورقه بيداها وتعطيها لبلال : معرفش انا لقتها سايبة دي في اوضتها وبتقول فيها انها هتكمل دراسة هناك
تدخل صخر واخذ الورقة وبدأ يقرأها وعندما انتهي كورها بعنف واعتصرها في قبضة يده
صخر : طب ليه مش قالت لينا لي تمشي بالطريقة دي ومين ساعدها علي كده
احمد : انا
فاطمه بقوة والدموع في عيناها علي فراق ابنتها : ايه وانت مين اذن ليك تعمل كده ومين انت اصلا عشان تتصرف من غير متاخد رأينا
احمد : جرا اي يا فاطمه دي بنتي
فاطمه بعصبية وصوت عالي ولم تقدر ان تسكت وتكتم مثل كل مره فقالت مندفعه : بنتك اي وزفت اي علي دماغك دلوقت بقت بنتك بعد اي اومال لو مكنتش لسه شايفه من 10 سنين لومفكر ان بلال او فرح او حتي هاجر حطينك في مكانة وغلاوة الاب تبقي غلطان هما يمكن يكونوا بيحترموك بس لان اسمك ورا اسمهم
احمد بعصبية : اي يا فاطمه الكلام الفارغ ده
فاطمه بتحدي وقوة اكبر : انت الا راجل فارغ واناني وخاين وميهمكش غير نفسك بعت الكل ورا ضهرك ومشيت دا حتي صاحبك اعز اصحابك سليم مسألتش فيه وسبته عيالك رمتهم واحده زي هاجر دي اتجوزت وجبتها ليه عشان ترميها وتسبها اخس علي رجولتك دانتا من قذرتك حتي مش عرفتها ان ليها اخواتك كنت جبها لينا كنت هشلها في عيني واحتضانها زي ما احتضنت الرجالة والبنات الا قدامك دول راجع بعد اي داحنا قرفانين منك ومن شكلك ودلوقت بقت فرح بنتك
هاجر كانت تستمع لهم وتبكي
بلال بتعب : كفايه يا ماما كفايه
روان بدموع وهي تطبطب علي كتف فاطمه : كفايه يا خالتوا عشان صحتك مفيش حاجه مستهلة
احمد : افهموني انا فرح جت ليا وكانت بتعيط وفضلت تترجاني وكانت فحالة صعبه جداا ومش قالتلي علي السبب
ثم رمق ادهم الواقف في حالة صدمه رمقه بنظرة ناريه وهو يقول : بس الا فهمته انها متخانقة مع ادهم وقالت انها مش عاوزاه وانها لو قعدت هنا هتتخنق وتموت
بلال : ايه ليه اي الا حصل يا ادهم
ادهم نظر لهم وقام بركل الترابيزه بقوة هائلة وتحطم كل ما عليها ابتعد الجميع بخضه ونظروا عليه وهو خارج من الفيلا في صمت
نوران جلست بتعب : اي يارب الا بيحصل ده احنا محرم علينا الفرح ولا اي
صخر نظر لهاجر التي تجلس بجانب روان وتبكي: هاجر خليكي هنا انا هروح لادهم
هاجر وهي تمسح دموعها : حاضر
ركض صخر مسرعًا خلف صديقة ادهم ليعلم منه ما حدث وجده قد انطلق بسيارته فصعد سيارته سريعًا واندفع بها وراء ادهم السائق بسرعة جنونيه
.....................
في فيلا الانصاري
فاطمه وهي تنظر لاحمد : انت مستني اي اطلع بره وياريت لو تطلع من حياتناا خالص انت رجعت بأرفك
احمد : انا مش هرد عليكي يا فاطمه عشان انتي عندك حق وثانيًا عشان انتي متعصبه
فاطمه بسخرية غاضبه : انت جايب البجاحه دي منين يا اخي دانتا ابليس يتعلم من غدرك انا مش قادره اصدق انك حاطط عينك في عيني
نوران انتفضت واقفه بعصبية : بس بس بس بقا كفاية مش ناقصاكوا
انهت جملتها وصعدت الي الاعلي ودخلت غرفتها وقفلت الباب خلفها بقوة وجلست علي الفراش تبكي بأنهيار وتذكرت زوجها الغائب ف مسحت دموعها بكفيها واخرجت هاتفها وحاولت الاتصال به ولكن للاسف كان هاتفه مقفول دفعت هاتفه بعصبيه وعادت للبكاء مرة اخري وهي تشعر بعدم ارتياح
اما في الاسفل قد ذهب احمد الي منزله وصعدت فاطمه الي غرفتها وتبقي بلال الذي يضم شقيقته ويحاول تهدئتها وجاءت روان وهي تمسك بيداها كوب من الليمون
روان : كفايه يا هاجر مفيش حاجه اهدي
بلال وهو يملس علي ظهرها كي تهدء : طب انتي بتعيطي ليه متخفيش فرح هترجع عادي وادهم متعصب شويه مفيش حاجه
هاجر وسط بكاؤها : انتو بتضحكوا علي نفسكوا سبوني اعيط
ضحك بلال بخفه : تعيطي اي بس قومي يحببتي
روان: ايوه قومي اشربي الليمون الا انا عملته وتعالي نطلع فوق لحسن الحاجات الا اتكسرت دي تعورنا
بلال بتأكيد وهو يعطيها الليمون : ايوه يا روحي يله
اخذت هاجر الكوب منه وبدأت ترتشفه بينما وقف بلال ويستعد للذهاب اقتربته منه روان بقلق وخوف ونظرت له وراي الدموع محبوسة في عيناها ولم يتردد في احتضانها عانقته بقوة وحاولت التماسك في دموعها ضمها وهمس في اذونها
بلال : كل شئ هيبقي كويس
روان خرجت من حضنه وقالت بصوت ضعيف : طب انت رايح فين
بلال : هشوف محمد فين واعرف ادهم حصل اي بينه وبين فرح
روان وهي تلمس علي كتفه : خلي بالك من نفسك وكلمني علي طول ومتقفلش تلفونك
بلال ابتسم لها : حاضر خدي هاجر واطلعوا فوق
توقفت سيارة ادهم امام شقته وخرج من السيارة وصعد الي الشقه واتت سيارة صخر وتوقف هو الاخر ولحق به فهو يعلم انه عندما يفضل يأتي الي شقته هذه يريد الانطواء وعدم التحدث ولكنه اصر علي معرفة ما يحدث
توقف صخر امام شقة ادهم ولفت نظره الباب منفتح فدخل ونظر حوله وجد ادهم يجلس علي الاريكة ويضع رأسه بين يديه وينظر للاسفل بين قدميه بتعب زفر صخر بقوة شاعرًا بالاحباط من صديقة واتجه إليه بعد ان اغلق الباب وجلس بجانبه انتبه ادهم له فنظر له في صمت واعاد رأسه للخلف مستندًا علي ظهر الاريكة
صخر بنفاذ صبر : عملت اي تاني يا ادهم
ادهم بهدوء حزين : ادهم مش كويس
ضحك صخر بسخرية : ادهم كويس بس مريض عاوز يطلع نفسه وحش وبس
ادهم : اعمل اي طيب مش قادر اسامح نفسي
صخر باستيعاب : لا يا ادهم اوع يكون انك لسه مشيل نفسك الذنب
ادهم بحزن : ايوه انا السبب فكل الا حصل والا بيحصل فرح بنفسها قالتلي ان انا السبب قبل كده
صخر زفر بقوة من غباء صديقه :وهتفضل تحاسب نفسك لامتي ها ما خلاص الكل تعايش وانت اي يا اخي دا ربنا غفور رحيم
ادهم بغصه في جوفه: انا هبقي كويس وانا لوحدي
صخر بعصبية : انا زهقت حقيقي انت متخلف احكيلي الا حصل معاك انت وفرح
ادهم تنهد وحكي له ما حدث بينه وبين فرح
صخر :يعني انت كنت متعمد تقولها كده عشان ترمي الدبلة في وشك
ادهم نظر لصديقه ولاؤل مره يري صخر الدموع في عين ادهم : اه يا صخر
صخر بغيظ جحيمي : تمام برافو قدرت تنول هدفك بس مرتاح صح
ادهم هز رأسه علامة الرفض وانسابت دموعه متوسله معلنه استسلام الصقر تنهد معه صديقه
صخر بصوت هادئ : قوم يا ادهم اغسل وشك واستغفر ربنا وربنا يعوض عليك وحاول تندم علي غباءك
ادهم بصوت مختنق باكي : مش هقدر اعيش من غيرها
صخر : وللاسف معدش ينفع ترجع ليك دلوقت اصبر واتحمل نتيجة افعالك مش انت كنت عاوز تعاقب نفسك ومشيل نفسك الذنب واديك نولت الا اتمنيته يبقي تخرس بقا
ادهم ببكاء الطفل : بس هي اتخلت عني
صخر بعصبية : اخرس يا ادهم انا علي اخري منك
ادهم وهو يمسح دموعه ومسح علي وجه بكفيه : روحي فيها يا صخر مش كنت اعرف اني بحبها اووي كده
صخر بتنهيدة : عمري ما شوفت حد غاوي تعب قدك كانت معاك ورحكوا في بعض لازم تكرها في ام الا خلفوك منك لله يا ادهم
ادهم : انالازم ارجعها ليا
صخر : يستحسن بلاش لازم تبعدوا شويه عشان نفسكوا تهدي وتصفي صدقني فرح دلوقت مش بطيقك ومش هتقبل اي اعتذارات
ادهم بتأثر : حاسس اني هاااش من جوا زي ما يكون سحبت روحي انا غلطان سامحني يارب انا بحاول اكفر عن ذنوبي
صخر : إن الله غفور رحيم
ادهم نظر له بحزن : عارف يا صخر انت فعلا صخر
صخر بسخرية : اشمعنا قولت كده دلوقت
ادهم : الا يكتم جواه مشاعر قوية زي مشاعرك لنوران وفي نفس الوقت يقدر يعطي حب واهتمام لهاجر يبقي فعلا صخر
صخر ابتسم ابتسامة بارده : مشاعري لنوران مازالت حية لانها مازالت فاتنتي
ادهم : طب وهاجر
صخر : هاجر مراتي وحببتي وام ابني المستقبلي بحبها اووي علي فكرة ومن كتر ما هي بتحبني ببقا عاوز اجبلها نجمة من السماء
ادهم التفت له باستغراب وعدم استيعاب : طب ونوران انت دوختني انت بتحب لاتنين
صخر : غشيم طول عمرك انا مبحبش نوران
ادهم : عينك طول الوقت عليها لهفتك عليها نظراتك لما بتكلمك كل ده ومش بتحبها
صخر : مشاعري لنوران كانت قوية جداا وصادقه لذلك صعب اتجاوزه واقتلها جوايا فاتنتي محفوره جوايا صعب تتنسي
ادهم : بس انت كده بتظلم هاجر وهي اكيد حاسه
صخر : هعمل اقصي جهدي وانسيها اي الم او شك لاني فعلا بحبها
ادهم وضع يده علي رأسه وقال بصراخ : يختااااااااااااااااي يعني انت بتحب نوران وبتحترم هاجر ولا بتحب لاتنين ولا العكس ولا اي
صخر ضحك علي صديقه الذي لم يفهمه بعد : حب احلي من حب
ادهم : نععمم يا اخويا حتي لو انا شايف حبك لهاجر ده الحب الاحلي والاجمل
صخر : وانت شوفتني قولت العكس انا وهاجر السعادة ما بينا كامله بنتبادل الحب متجوزين هيبقي عندي اطفال حياه حلوه
صخر مكملا كلامه : نوران مكانتها فقلبي كبيرةً اووي وهتفضل ثابته في البدايه افرط مشاعر قوية جداا لنوران عشان كده صعب بس مش بأيدي حاجه غير إن اتمني ليها الخير وبس
ادهم : مش بقولك صخر بس صدقني الايام بتحل كل حاجه
صخر بلامبالاة : اصلا عادي انا مش عاوز غير ذكراها
ادهم نظر لصخر بقوة في عيناه
صخر بتنيدة : ايوه بكدب انا بعشق نوران يا ادهم بعشقها عشق بموت لما بشوفها ملهوفة علي محمد اما بتضحك معاه تخيل اتفه الاشياء بكون هتجنن منها صعب صعب
ادهم طبطب علي كتف صديقة : هتتجاوزها صدقني الايام موهوبة في تجاوز الاشياء
قاطع حديثهم رنين هاتف صخر فأخرجه من جيبه وصفح فيه وجد ان المتصل بلال
ادهم : يادي النيلة هيجي يديني درس اخلاق عشان اخته
صخر نظر له بضيق : بجح اشوفك متعذب يا بعيد
ادهم : رد يعم
صخر : ايوه يا بلال
بلال باندفاع : انتوا فين في موضوع مهم جداا
صخر باستغراب : انا في شقة ادهم
بلال : طيب انا جيالكوا حالا
صخر بقلق : في حاجه
بلال : اما اجي
في الطائرة التي بها فرح استيقظت من نومها علي صوت المضيفة تخبر الركاب بان الطائرة ستهبط بعد قليل استعدت لهبوط الطائرة وجاء في بالها ان يكن ادهم قد سبقها وجاء ليرجعها إليه فابتسمت بسخرية وبعد مدة قليلة تنزل من علي درج الطائرة ونظرت حولها وجدت سيارة سوداء ويقف امامها شاب وسيم ويشير إليها ابتسمت بالاتساع ظنت انه تبع ادهم فركضت نحوه بسعادة وقفت امامه تبتسم باتساع
فرح بحماس : انت الا هترجعني مصر صح عارفه عارفه من غير حوارات بس ازاي انت هنرحع بعربية مش مهم مش مهم المهم نرجع
فجاءها ذلك الشاب وهو يضع كف يده هو فهما يمنعها عن الحديث نظرت له فرح بخوف
شعيب وهو ينظر في عيناها وقد زهد من ثرثرتها وقال بصوت رجولي هادئ
شعيب : انتي مبتعرفيش تسكتي هشيل ايدي واتكلمي براحه وبعدين ارجعك مصر اي انتي هبله
أمات فرح برأسها علامة الايجاب وحين بعد يده عنها بحذز اخذت انفسها ثم قالت مندفعة
فرح : لما انت مش هترجعني مصر انت مين
شعيب قلع نظراته الشمسية وظهرت ملامحه الجذابه وبشرته القمحية ونظر لها بتعجب
شعيب : ارجعك مصر ازاي يابنتي
فرح تنهدت باحباط : انا اسفه انت مين طيب
شعيب : انا شعيب الحرص بتاعك ومسئول عنك وصاني السفير عليكي والعربية دي تقدري تقولي بتاعتك
نظرت فرح الي السيارة مبتسمه وهمست : بابا احمم وانت الشفير يعني
شعيب رافعًا حاجبه باقتضاب متعجبًا : شفير لا انا مش شفير بس تقدري تعتبريني كده
فرح بملل وهي تركب السيارة : طب يله يله وبراحة علي العربية عشان جديده
شعيب وهو يثني رقبته باستغراب : لا والله
ثم تنهد وركب السيارة وتفجاء بها تجلس بجانبه فقال متسائلا : مش ركبتي وراء ليه
فرح : مش فارقه احنا هنروح فين
شعيب باستفاضة في الحديث : بصي انا شعيب نور الدين انا كنت حرس باباكي الشخصي وهو طلب مني ان اخد بالي عليكي
فرح بضيق : وهو انا عيلة صغيره
شعيب بهدوء : لا طبعا بس انتي اكيد هتحتاجي حد معاكي خصوصًا في بلد زي دي انتي متعرفيش حاجه لسه
فرح : طيب
شعيب : وانا مش هضيقك انا هوصلك الجامعة كل يوم وهجيبكً كمان واي حاجه تحتاجيها هكون معاكي ولازم تعرفيني بكل حاجه يعني مشكله حصلتلك انا موجود
فرح : تمام
شعيب : في حاجه كمان انا بشتغل في شركة من 8 الصبح ل 4 العصر بس دا ميمنعش ان لو حصل معاكي حاجه في الوقت ده مش تكلميني
فرح : ماشي
شعيب التفت خلفه ومد يده اخذ بوكية ورد : اتفضلي
فرح نظرت له وللبوكية الذي بيدة : اي ده كمان
شعيب : ده من باباكي وسايبلك في كارت
فرح اخذت البوكية بسعادة وبدأت في قرأت الكارت فكان محتواه "حبيبت بابا حمد الله علي سلامتك العربية دي هدية نجاحك يا دكتورة خلي بالك علي نفسك واسمعي كلام شعيب وخدي مصدر ثقه اي حاجه تحتاجيها اطلبيها منه ربنا يوفقك يا روح بابا "
ابتسمت بقوة ولاحظ شعيب سعادتها فتنحنح قائلًا
شعيب : احنا دلوقت هنطلع علي الشقة بتاعتك وانا شقتي في نفس البيت في الدور الا فوق
فرح : انت شويه وهتقولي هتعمل عليا حذر تجوال
ضحك شعيب بخفه : لا ابدا والله
فرح : طب سوق يعم بقا انا تعبانه وعاوزه انام
شعيب : يعم !! ماشي ماشي
في شقه ادهم يجتمع الثلاث الرجال
ادهم : انا مش قادر افهم
بلال : ولا انا محمد اتصل وقالي انه مخطوف وان احنا لازم نروح شركة واحد اسمه بدران الليثي ونجيب اوراق وبسبورات كده
صخر بعدم استيعاب : اي علاقة محمد ببدران الليثي
بلال : معرفش انتو تعرفوه
ادهم : ايوه ده راجل اعمال منافس لينا بس انا وصخر حطينا عليه
صخر : ايوه بس ده اي علاقته بالتزوير والهجرات الغير شرعية ومحمد فين دلوقت
بلال : محمد كشف حقيقته وسمعه وهو بيتكلم مع الراجل الا بيزورله وبغباء مش يسكت لا ده عرفه انه عارف فخدوه
ادهم مسك خصلات شعره بتعب : يارب هنعمل اي دلوقت بقا
صخر : اهم حاجه نوران متعرفش
ادهم : اكيد هتعرف ده زمانه هتجنن من غيابه
صخر : طب احنا لو جبنا الاوراق دي هنعمل بيها اي
بلال : الاوراق دي الا هتثبت براءة العيال الا مرمية في السجن بدران الليثي ضحك عليهم وخد منهم فلوس كتيره جداا وفي الاخر كان هيسفرهم غير شرعي والعيال اتمسكت وهما مرمين في السجن
صخر بغضب جحيمي : يا ابن الكلب
ادهم : طب احنا لازم نعرف محمد فين الاول
بلال : الشباب الحكم بتاعهم بكره ولازم نجيب الادلة الا تثبت براءتهم وتدين بدران الليثي وساعتها هنعرف مكان محمد
صخر : ومين الا هيترافع في الجالسة
بلال بحيرة : مش عارف
ادهم بانتفاض منتبه : روان هي الا تترافع
بلال بخوف علي زوجته : لا طبعا روان مش هتعرف
ادهم بعصبية : انت اهبل روان في سنه رابعة وتقدر تترافع
صخر : صح وبصفتها بتدرب تحت ايده مفيش خوف يا بلال لازم ننقذ الناس دي وننقذ محمد
بلال باستسلام : طب احنا لازم ندخل الشركة وناخد الملفات
ادهم : الموضوع مش بالسهولة دي اكيد الاوراق دي فخزنة هنفتحها ازاي ولا هندخل الشركة ازاي احنا ممكن نتمسك
صخر وجاءت في باله فكرة : احنا ناخد اذن من النيابه ونفتش الشركة
ادهم : هو ده
بلال : طب يله بينا مستنين اي
قاموا الثلاث رجال بحماس في طريقهم لقسم الشرطة
في احد الفيلل المهجورة كان محمد محبوس في احدي الغرف المغلقت الابواب والنوافذ المغلقة بأعمدة حديدية متينه يسير ذاهبًا وأيبا بتوتر وهو يفكر في نفسه قائلا
محمد : يارب يا بلال تعرف تتصرف اه بس لو الموبيل مش فصل زمان نوران هتجنن يارب هون عليها يارب وطمنها
في فيلا الانصاري وتحديدًا في غرفة تجلس هاجر معاه ويتحدثون عن فرح وفعلها
هاجر بحزن : انا ملحقتش اشبع منها انا مصدقت يكون ليا اخت تقوم تسبني
روان : صدقيني انا اقرب واحده لفرح وفهمها فرح مش تقصد تبعد عن حد فينا هي بتهرب من حاجه مش قادرة تتجاوزها
هاجر : مهو دي الفكرة اي الا حصل بينها وبين ادهم عشان تمشي بالشكل ده
روان بتفكير : مش عارفه اصبري صخر دلوقت يجب ومعاه كل حاجه في شوال
ضحك هاجر علي جملة روان
روان بمرح : ايوه كده اضحكي عشان الواد يطلع فرفوش زي
هاجر : كل ما افتكر اول مره قابلتك فيها اموت ضحك كنتي شارسه جداا مع ان مش يبان عليكي ابدا
روان : علي فكرة انا هادية وبحب الهدوء ومبحبش اشغل دماغي والله بس بقلب عبده موته لما اشوف حد بحبه في مشكلة
هاجر بتأكيد : حصل
وفي هذه اللحظة دخلت عليهم نوران وعلامات الضيق والحزن تحتل ملامحها وجلست بجانبهم
هاجر : العيون الزرق زعلانين ليه
نوران : انا مدايقة جاتلي رساله ان تلفونه اتفتح جيت ارن لقيته قفل ومش بيرد
روان : يحببتي اهدي يمكن فصل
نوران بعصبية : حتي لو الساعه 5 المغرب وده مش عوايده ده قالي هاجي علي البطولة
هاجر بمزح : يكنش سافر هو كمان يبقي فرح ومحمد
نوران : يو وه بقا يا هاجر انا نقصاكي
روان : بس يا بت يا هاجر سبيها عشان محمد اما بيبقا غايب بتتعفرت
نوران بضيق : افضلو هزروا بقا مهو لو جوز واحده فيكوا كنتوا هبلتونا من القلق
روان : اتفق طبعا بلال روحي لو بعد ثانية ببقا هموت
نوران : شوفتي اهو مبالك بقا اكد عليا انه مش هيتأخر
روان : طب اتصل علي بلال بس انا خايفة يكون متعصب يزعقلي
هاجر : زائد واحد نفسي اكلم صخر اووي بس هتلاقي دلوقت ماسك ادهم بيعاركو
نوران : لا يا هاجر صخر مش هيزعقلك اتصلي انتي
هاجر : طب وانا مالي يا لمبي ما تخلي روان
روان بنفي : لا يا ست بلال متعصب عشان سفر فرح وهو بيكره الزن
...............................
في شركة بدران الليثي يدخل صخر وبلال وادهم وخلفهم رجال من الشرطة ويبدو من دخلتهم وسيرهم الغضب وصلو الي مكتب بدران الذي وقف مصدوما دب في قلبه الرعب
بدران بدهشة : الصخر والصقر خير في اي
صخر اقترب منه وامسكه من قميصه بعنف ودفعة الي الحائط حتي التصق بها : كل خير محمد فين انطق
بدران بعده بضيق : محمد مين انتو جاي تتهجموا عليا في شركتي اي الجنان ده
الظابط : لو سمحت يا صخر باشا ده شغلنا
بلال : طيب يا فندم اتفضل خلي يفتح الخزنه
ادهم نظر له ببرود واستحقار : ويقول علي مكان محمد
اصفر وجه بدران وشحب لان سينتهي امره عندما تنفتح الخزنه وتظهر الاوراق التي تثبت ادانته فقال بتوتر
بدران : انا معرفش حاجه عن الا بتقولوا اطلعوا بره
ادهم حك رأسه بتفكير : اممم ده ميعرفش اني غبي
الظابط : احنا معانا امر النيابه بتفتيش اتفضل افتحها
بدران بتوتر : انا انا مش هقبل بالاهانة دي وهدفعكوا التمن
ادهم نظر له بغمقة عيناه المرعبة وقال بحده : افتحهااا
توجه بدران بخطوات بطيئة الي الخزانة والظابط يقف خلفة ويإمره بفتحها بدأ بدران بفتح الخزانة واستسلم لامره
بلال باندفاع : هي دي الاوراق الا تثبت براءة الشباب الا في السجن وتؤكد انه ضحك عليهم
الظابط وهو يشير للعساكر : اقبضوا عليه
بدران والعساكر يأخذونه الي الخارج : انا هوديكو في ستين داهية وهدفعكوا التمن
ادهم بنرفزة : يله جتك الارف انت وامثالك مضيعين شباب البلد ومستقبلهم
صخر : طب يا فندم احنا معرفناش هو حابس محمد فين
الظابط : احنا هنعرف وهنقرره
بلال : احنا لازم نعرف بسرعه قبل ما يعمل في حاجه
الظابط : مش هيحصل حاجه انا كمان كنت عاوز الخط الا اتصل منه وهنتبعه وهبعتلكوا العنوان
بلال : طيب كان عندي استفسار كمان
الظابط : تحت امرك
بلال : هو كده خلاص انتو هتفرجوا عن الشباب ومش هنحتاج حد يترافع
الظابط : اه تمام احنا هنقفل القضية وهنوكل محامي من عندنا هيقدم الادلة وبس
بلال بارتياح : اه كده كويس اووي
صخر همس له : كل ده خوف علي روان يخرب هوسك
بلال ابتسم بالاتساع : اشششش
..........................
خرج الثلاث رجال من الشركة واخذ رجال الشرطة بدران امام الجميع
صخر : ربنا يسامح كل واحد بيحاول يدمر البلد وشبابه كان هيوديهم في داهية
بلال : مش فاهم انا وهما كمان مستعجلين علي السفر لي ما الا هيعملو بره يعملو هنا والبلد محتاجه لشبابها
صخر : ربنا يهدي يخبر هاجر عماله ترن
بلال : طب رد عليها وخليها تطمني علي روان
صخر وهو يجيب علي الهاتف : اي يروحي اسف معرفتش ارد عليكي
هاجر بصوت طفولي : انتو فين يا صخر احنا قاعدين مدايقين اووي
صخر بهدوء : ليه كدة طيب
هاجر : نوران مدايقة عشان محمد لسه مجاش
صخر : لا يروحي انا محمد اتصل عليا و اضطر يروح المحكمه ويعمل حاجات
نوران اخذت الهاتف من هاجر وتحدثت : وليه مكلمنيش انا
صخر : يابنتي اهدي اصل هو كان عاوزني اعمله اوراق فكلمني وتقريبًا فونه فصل فامعرفش يكلمك
نوران بشك : انا ليه مش بالعه كلامك يا صخر
صخر بسخرية : ابقي امضغي كويس
نوران بنرفزة : بقا كده ماشي يا صخر
اعطت نوران الهاتف لهاجر بضيق من استفزاز صخر لها وسط ضحك روان علي رد صخر عليها
هاجر : هتيجي امتي تاخدني يا صخر
صخر : حالا اهو وحشتك صح اوعي تكوني لسه بتعيطي
بلال : يعمم هو ده وقتك
روان استمعت لصوت بلال فقالت : ده بلال غريبة هما متجمعين ده كله بيعملو اي
هاجر بأنتباه : اه صحيح يا صخر انتو بتعملوا اي مع بعض
صخر : اقفلي بقا يا هاجر وانا جاي
هاجر باستسلام : حاضر
ادهم بتعب : بقولكوا اي انا هروح اما محمد يرجع طمنوني شويه والظابط هيبعت العنوان
بلال نظر لها بضيق وتذكر سفر فرح : استني يا ادهم
ادهم باندفاع : بص يا بلال اختك رمت الدبلة في وشي وانا السبب وقولتلها ان مش هتجوز غير لما اشوفك تصلحي زوجه ليا واكبر من كده وهي ما صدقت وسافرت وانا اتمني ليها مستقبل احسن
بلال دقق في ملامحه ورأي التعب علي وجه والحزن في عينه فتنهد بأسي وقلة حيلة : وهقول اي ما خلاص سافرت خليها تدرس وتخلص دراسة وصدقني مع مرور السنين ورجعة فرح اياك تفكر تطلبها مرة تانيه
ادهم بتعب : عارف انك زعلان يا بلال بس صدقني اخوك تعبان اووي ومش قادر ولسه هتعب اكتر من بعد فرح
صخر كان يتابعهم بحزن حقيقي علي حال صديق عمره الذي يتدهور يومًا بعد يوم وجاءه صوت مسدج ففتح هاتفة وجد الطابط ارسل له العنوان واخبره بأنه سوف يرسل قوة إليهم
صخر : شباب شكل الراجل اعترف من اول قلم يله بينا وفي قوة هتلحقنا علي هناك
ادهم نظر لصديقة بحزن مميت : انا هروح مش قادر
بلال حن له فقال بتهكم حاني : هتقدر تسوق طيب
ابتسم ادهم له شبه ابتسامة : اه هقدر ابقوا طمنوني
.........................
بعد مرور مدة ليس قليلة في فيلا الانصاري كانوا الفتيات يشاهدون التلفاز سويا لانهم قد ملو بينما كانت نوران القلق يملئ والتوتر ينهش عظامها خوفًا زوجها وقرة عيناهه
روان : يااه نهاية سعيدة ورومانسية
هاجر : هيييح البطل كان رومانسي بشكلل
روان بغرور : بلال رومانسي اكتر
هاجر : اشششش انتي مش شايفه كان هادئ معاها ازاي ومش بيزعقلها ممها حصل كان نفسي صخر يكون مش عصبي
روان : انتي بنسبالك صخر كده عصبي تعالي شوفي بلال يختي
هاجر بهيام : عندك حق هدوء البطل ده كان هيطلع من عيني
روان بمشاكسة : اه لو صخر سمعك
صدر صوت شهقات انتبهت روان وهاجر لتلك التي تجلس وتضع رأسه بين ايديها وتبكي
روان بخضة علي شقيقتها : مالك يا نوران
هاجر : بتعيطي ليك طيب
نوران وهي تبكي : كنت عاوزه اقول ان محمد هادئ ومبيتعصبش عليا ورومانسي زي البطل بالظبط هو البطل فعلا بس البطل متعبش قلب البطله عليه زي ما هو واجع قلبي كده
ضمتها روان لتهدءها : وجع قلبك من اي بس يا حببتي
نوران وهي تشهق ببكاء : انا مش مرتاحة حاسه انه مش كويس
هاجر : لا حول ولا قوة الا بالله
وحين انهت جملتها دخل عليهم كل من صخر وبلال الذي هرول باتجاه نوران حين رأها تبكي
بلال : في اي بس بتعيط كده ليه
روان بقلق وخوف : مخضوضة علي محمد
بلال وهو يرفع رأس نوران ويمسح دموعها : لا يروحي اهدي هو كويس
نوران : طب هو فين جاين من غيره ليه
صخر نظر لبلال وتبادلوا النظرات ولاحظت ذلك نوران مما زاد قلقها
نوران عادت للبكاء مرة اخري : شفتو انتوا مخبين عليا حاجه
صخر ببرود : هنخبي عليكي اي يعني
نوران وقفت بضيق : معرفش انتو باين اووي انكوا تعرفوا حاجه
صخر : احنا قولنالك الا نعرفه يا نوران
نوران بغضب جنوني : بقا كده انا بقا هطلع ادور علي جوزي بنفسي
وتركتهم ذاهبه في غضب لحقت بها روان وهاجر يمنعوها من الخروج
روان بجدية : راحة فين انتي اتجننتي
نوران بعصبية شديدة : ابعدي عني انا هروح اشوف جوزي فين محنا معندناش رجاله
صخر نظر لها ببرود : احترمي نفسك
بلال : نوران زمانه جاي عيب كده
صخر : نوران شكلها اتهبلت
نوران نظرت له بغضب وخرجت من الفيلا جاءت روان لتخرج خلفها امسكها بلال وهكذا صخر فعل مع هاجر
روان باستغراب : انتو مالكوا في اي
بلال ابتسم لها : اششششش
صخر : هنفهمكوا بس تعالو نقعد
.............................
خرجت نوران من الفيلا معصبة وغاضبة واثناء فتحها لباب سيارتها لكي تنطلق بها جاء شخص وحضنها بقوةً من الخلف حتي اصبحت مقيدة بين احضانه تصلب جسدها بين يديه فمال برأسه علي كتفيها وهمس في اذونها "لهفتك عليا تسوي عمري" تنهدت نوران والدمع يذرف من عيناها فالتفت واعطته ووجهها وانفاسها تعلو وتهبط ودموعها لا تتوقف نظر لها محمد بحزن علي حالتها أيعقل ان كل هذا لمجرد قلقها عليه ضمها بقوة وتشبصت في عنقه وهي تبكي بانهيار رفعها محمد من علي الارض وهو يضمها بقوة وانزلها وظل يمسد علي ظهرها كي تهدء
محمد برفق وحزن عليها : انا كويس اسف اني قلقت عليا بالشكل ده انا كويس يحببتي متخفيش
نوران بانفاس متقطعه وضمته مره اخري : انا كنت خايفة عليك اووي انت كويس
امسكها محمد من كتفيها ونظر في عيناه باطمئنان : انا قدامك اهو انا كويس
نوران وقد هدءت قليلًا: انت كنت فين كل ده وازاي تسبني كده
اقترب منها محمد وقبل جبينها وهو يهمس : انا اسف هحكيلك كل حاجه
نوران : احكيلي
محمد وهو ينظر عليها من اعلي لاسفل فهي من شدة قلقها وهوسها عليه خرجت بملابس المنزل
محمد رفع حاجبه باقتضاب : مش قبل ما اعرف ازاي تخرجي كده
نوران نظرت علي ملابسها وادركت انها ارتكبت خطاء كبير فعضت علي شفتيها السفلي بحرج دون ان ترفع عيناها له
محمد باستنكار وهو يثني رقبته ينظر لها : لا والله !؟
نوران بتبرير : مالو يعني انا لبسي محترم وحتي لابسه الحجاب عشان كنت عارفه ان الشباب هيجوا
محمد بزهول غاضب : وهو عشان البجامة واسعه وبكم تخرجي بيها
نوران بعصبية أكبر : مهو كله منك انا كنت هتجنن من قلقي عليك وانت ولا سأل وكل الا همك خرجت كده ازاي مهو من هوسي بيك
محمد ابتسم علي كلامها وخوفها عليه ولكن لفت نظرة عصبيتها وحدتها معه فنظر لها بتحذير ممزوج بالعتاب والحدة وقال بهدوء مميت : اركبي العربية
نوران بتوتر وقالت بصوت ضعيف اثر بكاؤها : ليه
محمد نظر لها بخبث : عشان انا عاوز كده
نوران : انا انا بلبس البيت والوقت اتأخر هنروح فين كده
محمد مسك يداها بهدوء وفتح باب السيارة وامرها بنظرة ان تدخل استجابت له وركب وقاد السيارة والصمت سائد علي كلا الطرفين وبعد قليل اوقف سيارته امام شقته الذي كان دوما يتقابلون بها ابتسمت نوران بتلقائية فهي تعشق تلك الشقه التي صنعوا بها اجمل ذكريات ولقاءات والتفت لتنظر له بابتسامة جذابه لتجده ينظر لها ويتأملها بحب
محمد : بتحبيها
نوران وقلبها ينبض عشقًا : بحبها هي وصاحبها
محمد : طب انزلي
نزلت نوران ولحق بها ومسك يداها وصعدوا سويا الي الشقة وقبل أن يفتح باب الشقه طلب منها أن تغمض عينها استجابت له بطفولة وحماس ودخل بها وهي مغمضة العينان وحين أمرها ان تفتحهما تفجاءت نوران بالزينة المزخرفة علي الحيطان واسماءهم المكتوبة بشكل جميل وتورتة تتوسط سفرة الطعام كانت تتأمل كل زاوية بحب ودموع وهرولت إليه تحتضنه كالطفلة فضحك محمد وهو يعانقها
محمد بضحك : من غير عياط طيب
نوران وهي تحتضنه بقوة : بحبككك اووي
محمد بمشاكسة : طب عشان الليلة تحلو خشي اوضة النوم وخدي هديتك وتعالي ليا لابسها
ضربته نوران علي كتفه بغيظ : يا قليل الادب يا سافل
محمد باستنكار : ليه كده طب ادخلي وانا هسيبك لضميرك
نوران : لا والله منين البراءة دي
محمد وهو يضحك : دلوقت مبقتش برئ الله يرحم مش كنت محترم
نوران : ما انت غشاش وشيزوفرينا
محمد تحولت ملامحه للملل والاستنكار : مبحبش الاسم ده
نوران وقفت علي طراطيف اصابعه حتي تصل الي اذنه لتهمس بها : انا بحبه
محمد لف يده حول خصره بعشق جارف تهربت منه نوران مبتعده بمشاغبة
محمد : الاه احنا فينا من كده
نوران وهي تهرول الي غرفة النوم : هشووف الهدية
دخلت الي العرفة وكانت مزينة هي الاخري فأتسمت بحب ولفت نظرها فستان زفاف قصير كت اقل ما يقال عنه رائع وجذاب وهادئ مثل عيناها وجمالها مسكته نوران بفرحة عارمة وحضنته بقوة ثم ارتدته ولبق عليها بالمقاس المظبوط تألق وهي في قمة انوثته وخرجت له فكان يقف ويجهز الاطباق علي السفرة فرأها فتوقف متأملا أيها بحب واعجاب شديد اقترب أليه بسرعة وامسك يداها وسحبها الي غرفة النوم
نوران بتعجب : في اي
محمد : في شهر عسل متعملش عاوزين نعوضه في تعب من يوم ما شفتك عاوزين نعوضه في جروح عاوزين نلمها
ضحكت نوران برقة : جعانه الاه
توقف محمد امامها في منتصف الغرفة يتأملها بشدة كأنها ملاك يثير الناظرين تبادلون نظرات عشق صادق نابعًا من القلب واخذها في دوامة عشق لا نهائي لها
..........................
بعد مرور ثماني سنوات
في الطائرة المتجهة الي مصر الحبيبة من إنجلترا تجلس فرح بجانب النافذة تنظر الي السماء بنظرة غائمة وشرود فمنذ ثمان سنوات وهي راحلة عن مصر ولم تنزل حتي زيارة كانت تحدثهم في الهاتف فاقت من شرودها عندما شعرت بأحدهم يضربها بخفة علي رأسها التفتت له بأبتسامة
فرح : خضتني
شعيب بأبتسامة جذابة : سيادة ومعالي الدكتورة سرحانه في ماذا
فرح تنهدت بابتسامة عريضة : مش قادرة اصدق اني خدت الماجستير وراجعه مصر بعد غايبه طويله اووي
شعيب : بيتهيئلي حققت انتصارات عظيمة
فرح نظرة للامام بحزن : اكيد
شعيب بمرح : وانا كنت اولهم
فرح وهي تشاركة المرح : ايوه طبعا ومبسوطه اننا هنبقي سوا في مصر كمان
شعيب : انا معاكي منين ما تروحي يا برنسيسة
فرح بأمتنان : مغلطتش لما قولت انك اعظم رجال العالم
شعيب : وانتي اقوي نساء العالم
فرح بتنهيدة : مشتاقة ليهم اووي ولاكل ماما
شعيب : وانا مشتاق لماما وخالتو اووي بس انا كنت بنزل زيارات ليهم الدور والباقي عليكي
فرح : انا هضعف قدامهم لو نزلت زيارة مش هعرف ارجع تاني
شعيب : بس منكرش ان دول احلي 8 سنين فحياتي
فرح بضحك : مفيش اعظم من ذكرياتنا الا عملنها
شعيب : اديكي راجعه ليهم علي طول يكنش تتهدي
.........................
في القاهرة وتحديدًا في فيلا الانصاري التي اصبحت تضم العاشقين الناضجين كأحمد وسلمي ،احمد وفاطمه ، امجد ونرمين بينما اصر محمد علي ان يعيش مع نوران في منزله وهكذا بلال و روان
في المطبخ سلمي وفاطمة ونرمين يصنعون الطعام سويا بسعادة وترابط اسري
سلمي : انا حضرت الملوخية
نرمين وهي تقلب الطعام وهو علي الموقد : وتقريبا اللحمه والبط استوت لسه الفراخ
فاطمه : وانا ولعت علي الطبيخ وعملت كله من الا بتحبه فرح
نرمين بمرح : ايوه بقا مين قدك حببتك رجعالك انهاردة
سلمي : هجنن واشوف المشاغبه الا الكل بيحكي عنها دي اكيد احلي من الصور
نرمين : انتي رجعتي مصر من هنا وهي كانت سافرت تكمل دراسه زمانها عروسه كبيرة
فاطمة والدموع تملأ اعينها وهي شاردة : وحشتني اووي 8 سنين غايبة وقلبي ملهوف ليها
نرمين بأبتسامة بشوشه : واهو ربنا عوض صبرك خير ورجعالك دكتورة قد الدنيا
سلمي : انا متحمسة اووي اشوف فرح علي الحقيقة
فاطمه : يختي هتحبيها اووي
سلمي بود : اكيد طبعا انا حبتكوا اووي وحبيت الدفء الا بحسه معاكوا انتو عايله بجد
نرمين : اهم حاجه في الدنيا العائلة والروح الا فيها احنا مرينا بمشاكل كتير وكل واحد فينا شاف حاجات وحشه اووي وفقدنا احبه كتير ومع ذلك بنقدر نجمع بعض ونحافظ علي الترابط الاسري الا بينا وحبنا لبعض بالدنيا
فاطمه : عندك حق يا نرمين انا مبسوطه اووي انكو معايا ورجالتنا سوا كمان ههه
سلمي : انا عاوزه اقولك ان معجزه ان احمد ساب امريكا
فاطمه : بس اهو الحمد لله كلنا سوا وفرح راجعه ومش هيبقا ناقصنا حد
نرمين وهي تتذوق الطعام : يا سلام عليكي يا بط يا نرمين عليا شوية اكل
سلمي بمشاكسة : الملوخية بتاعتي احلي
فاطمه : اششش يا وليه منك ليها انا احلي طبخ فيكو اها صحيح كلمتو ادهم
نرمين شردت بحزن علي ابنها الوحيد وحالته السيئة منذ ثماني سنوات وهو لم يتجمع معهم الا قليلا واصبح حديثه اقل مما كان فقط يذهب الي الشركة ليقضي عمله ويعود الي منزله يسكن به وحيدًا
اقتربت منها فاطمه ورتبت علي كتفها: هيبقي كويس متقلقيش
نرمين بخوف وقلق يبدو علي ملامحها في الحديث : خايفه حالته تدهور اكتر
سلمي : متخفيش يحببتي صدقيني انا واثقه ان هيبقي كويس وهيتحسن لما يشوف فرح كمان علي حسب حكويكوا باين انه بيحبها اووي والا حصل بينهم ده كان ممكن يحصل ما بين اي اتنين في بداية حياتهم واضطرابات وقلق بس فرح اتسرعت وخدت خطوة جريئة وقويه والا اكتر من كده قدرت تنفذها
نرمين بتنهيدة تهكمية وهي تنظر علي فاطمة : هنقول اي ما هي طالعه لامها
فاطمه : ايي والله قصدك اي
نرمين : بقول الحقيقة طلعت عين الراجل ومرمطيه واهانات وبهدلة وذلتي وفي الاخر رجعتي ليه
فاطمه بجدية : كان لازم اخد حق كل واحد بهدله معاه هو مفكر بعد ده كل هيجي يلاقيني مستنياه
نرمين : واهو رجعتيو بس احسن برضو اتعلم الادب حقيقي جداا يعني عذبتيه
سلمي : ايوه هما الرجاله كده
فاطمه : انا لو مكنتش لسه بحبه مكنتش رجعت حقيقي بس هنقول اي القلب لي احكام
الجميع في حالة صدمه مما تفوهت به نوران ماعدا احمد الذي كان يعلم بذلك
بلال بزهول : ايه سافرت ازاي وليه
نوران بتوتر وهي تمسك ورقه بيداها وتعطيها لبلال : معرفش انا لقتها سايبة دي في اوضتها وبتقول فيها انها هتكمل دراسة هناك
تدخل صخر واخذ الورقة وبدأ يقرأها وعندما انتهي كورها بعنف واعتصرها في قبضة يده
صخر : طب ليه مش قالت لينا لي تمشي بالطريقة دي ومين ساعدها علي كده
احمد : انا
فاطمه بقوة والدموع في عيناها علي فراق ابنتها : ايه وانت مين اذن ليك تعمل كده ومين انت اصلا عشان تتصرف من غير متاخد رأينا
احمد : جرا اي يا فاطمه دي بنتي
فاطمه بعصبية وصوت عالي ولم تقدر ان تسكت وتكتم مثل كل مره فقالت مندفعه : بنتك اي وزفت اي علي دماغك دلوقت بقت بنتك بعد اي اومال لو مكنتش لسه شايفه من 10 سنين لومفكر ان بلال او فرح او حتي هاجر حطينك في مكانة وغلاوة الاب تبقي غلطان هما يمكن يكونوا بيحترموك بس لان اسمك ورا اسمهم
احمد بعصبية : اي يا فاطمه الكلام الفارغ ده
فاطمه بتحدي وقوة اكبر : انت الا راجل فارغ واناني وخاين وميهمكش غير نفسك بعت الكل ورا ضهرك ومشيت دا حتي صاحبك اعز اصحابك سليم مسألتش فيه وسبته عيالك رمتهم واحده زي هاجر دي اتجوزت وجبتها ليه عشان ترميها وتسبها اخس علي رجولتك دانتا من قذرتك حتي مش عرفتها ان ليها اخواتك كنت جبها لينا كنت هشلها في عيني واحتضانها زي ما احتضنت الرجالة والبنات الا قدامك دول راجع بعد اي داحنا قرفانين منك ومن شكلك ودلوقت بقت فرح بنتك
هاجر كانت تستمع لهم وتبكي
بلال بتعب : كفايه يا ماما كفايه
روان بدموع وهي تطبطب علي كتف فاطمه : كفايه يا خالتوا عشان صحتك مفيش حاجه مستهلة
احمد : افهموني انا فرح جت ليا وكانت بتعيط وفضلت تترجاني وكانت فحالة صعبه جداا ومش قالتلي علي السبب
ثم رمق ادهم الواقف في حالة صدمه رمقه بنظرة ناريه وهو يقول : بس الا فهمته انها متخانقة مع ادهم وقالت انها مش عاوزاه وانها لو قعدت هنا هتتخنق وتموت
بلال : ايه ليه اي الا حصل يا ادهم
ادهم نظر لهم وقام بركل الترابيزه بقوة هائلة وتحطم كل ما عليها ابتعد الجميع بخضه ونظروا عليه وهو خارج من الفيلا في صمت
نوران جلست بتعب : اي يارب الا بيحصل ده احنا محرم علينا الفرح ولا اي
صخر نظر لهاجر التي تجلس بجانب روان وتبكي: هاجر خليكي هنا انا هروح لادهم
هاجر وهي تمسح دموعها : حاضر
ركض صخر مسرعًا خلف صديقة ادهم ليعلم منه ما حدث وجده قد انطلق بسيارته فصعد سيارته سريعًا واندفع بها وراء ادهم السائق بسرعة جنونيه
.....................
في فيلا الانصاري
فاطمه وهي تنظر لاحمد : انت مستني اي اطلع بره وياريت لو تطلع من حياتناا خالص انت رجعت بأرفك
احمد : انا مش هرد عليكي يا فاطمه عشان انتي عندك حق وثانيًا عشان انتي متعصبه
فاطمه بسخرية غاضبه : انت جايب البجاحه دي منين يا اخي دانتا ابليس يتعلم من غدرك انا مش قادره اصدق انك حاطط عينك في عيني
نوران انتفضت واقفه بعصبية : بس بس بس بقا كفاية مش ناقصاكوا
انهت جملتها وصعدت الي الاعلي ودخلت غرفتها وقفلت الباب خلفها بقوة وجلست علي الفراش تبكي بأنهيار وتذكرت زوجها الغائب ف مسحت دموعها بكفيها واخرجت هاتفها وحاولت الاتصال به ولكن للاسف كان هاتفه مقفول دفعت هاتفه بعصبيه وعادت للبكاء مرة اخري وهي تشعر بعدم ارتياح
اما في الاسفل قد ذهب احمد الي منزله وصعدت فاطمه الي غرفتها وتبقي بلال الذي يضم شقيقته ويحاول تهدئتها وجاءت روان وهي تمسك بيداها كوب من الليمون
روان : كفايه يا هاجر مفيش حاجه اهدي
بلال وهو يملس علي ظهرها كي تهدء : طب انتي بتعيطي ليه متخفيش فرح هترجع عادي وادهم متعصب شويه مفيش حاجه
هاجر وسط بكاؤها : انتو بتضحكوا علي نفسكوا سبوني اعيط
ضحك بلال بخفه : تعيطي اي بس قومي يحببتي
روان: ايوه قومي اشربي الليمون الا انا عملته وتعالي نطلع فوق لحسن الحاجات الا اتكسرت دي تعورنا
بلال بتأكيد وهو يعطيها الليمون : ايوه يا روحي يله
اخذت هاجر الكوب منه وبدأت ترتشفه بينما وقف بلال ويستعد للذهاب اقتربته منه روان بقلق وخوف ونظرت له وراي الدموع محبوسة في عيناها ولم يتردد في احتضانها عانقته بقوة وحاولت التماسك في دموعها ضمها وهمس في اذونها
بلال : كل شئ هيبقي كويس
روان خرجت من حضنه وقالت بصوت ضعيف : طب انت رايح فين
بلال : هشوف محمد فين واعرف ادهم حصل اي بينه وبين فرح
روان وهي تلمس علي كتفه : خلي بالك من نفسك وكلمني علي طول ومتقفلش تلفونك
بلال ابتسم لها : حاضر خدي هاجر واطلعوا فوق
توقفت سيارة ادهم امام شقته وخرج من السيارة وصعد الي الشقه واتت سيارة صخر وتوقف هو الاخر ولحق به فهو يعلم انه عندما يفضل يأتي الي شقته هذه يريد الانطواء وعدم التحدث ولكنه اصر علي معرفة ما يحدث
توقف صخر امام شقة ادهم ولفت نظره الباب منفتح فدخل ونظر حوله وجد ادهم يجلس علي الاريكة ويضع رأسه بين يديه وينظر للاسفل بين قدميه بتعب زفر صخر بقوة شاعرًا بالاحباط من صديقة واتجه إليه بعد ان اغلق الباب وجلس بجانبه انتبه ادهم له فنظر له في صمت واعاد رأسه للخلف مستندًا علي ظهر الاريكة
صخر بنفاذ صبر : عملت اي تاني يا ادهم
ادهم بهدوء حزين : ادهم مش كويس
ضحك صخر بسخرية : ادهم كويس بس مريض عاوز يطلع نفسه وحش وبس
ادهم : اعمل اي طيب مش قادر اسامح نفسي
صخر باستيعاب : لا يا ادهم اوع يكون انك لسه مشيل نفسك الذنب
ادهم بحزن : ايوه انا السبب فكل الا حصل والا بيحصل فرح بنفسها قالتلي ان انا السبب قبل كده
صخر زفر بقوة من غباء صديقه :وهتفضل تحاسب نفسك لامتي ها ما خلاص الكل تعايش وانت اي يا اخي دا ربنا غفور رحيم
ادهم بغصه في جوفه: انا هبقي كويس وانا لوحدي
صخر بعصبية : انا زهقت حقيقي انت متخلف احكيلي الا حصل معاك انت وفرح
ادهم تنهد وحكي له ما حدث بينه وبين فرح
صخر :يعني انت كنت متعمد تقولها كده عشان ترمي الدبلة في وشك
ادهم نظر لصديقه ولاؤل مره يري صخر الدموع في عين ادهم : اه يا صخر
صخر بغيظ جحيمي : تمام برافو قدرت تنول هدفك بس مرتاح صح
ادهم هز رأسه علامة الرفض وانسابت دموعه متوسله معلنه استسلام الصقر تنهد معه صديقه
صخر بصوت هادئ : قوم يا ادهم اغسل وشك واستغفر ربنا وربنا يعوض عليك وحاول تندم علي غباءك
ادهم بصوت مختنق باكي : مش هقدر اعيش من غيرها
صخر : وللاسف معدش ينفع ترجع ليك دلوقت اصبر واتحمل نتيجة افعالك مش انت كنت عاوز تعاقب نفسك ومشيل نفسك الذنب واديك نولت الا اتمنيته يبقي تخرس بقا
ادهم ببكاء الطفل : بس هي اتخلت عني
صخر بعصبية : اخرس يا ادهم انا علي اخري منك
ادهم وهو يمسح دموعه ومسح علي وجه بكفيه : روحي فيها يا صخر مش كنت اعرف اني بحبها اووي كده
صخر بتنهيدة : عمري ما شوفت حد غاوي تعب قدك كانت معاك ورحكوا في بعض لازم تكرها في ام الا خلفوك منك لله يا ادهم
ادهم : انالازم ارجعها ليا
صخر : يستحسن بلاش لازم تبعدوا شويه عشان نفسكوا تهدي وتصفي صدقني فرح دلوقت مش بطيقك ومش هتقبل اي اعتذارات
ادهم بتأثر : حاسس اني هاااش من جوا زي ما يكون سحبت روحي انا غلطان سامحني يارب انا بحاول اكفر عن ذنوبي
صخر : إن الله غفور رحيم
ادهم نظر له بحزن : عارف يا صخر انت فعلا صخر
صخر بسخرية : اشمعنا قولت كده دلوقت
ادهم : الا يكتم جواه مشاعر قوية زي مشاعرك لنوران وفي نفس الوقت يقدر يعطي حب واهتمام لهاجر يبقي فعلا صخر
صخر ابتسم ابتسامة بارده : مشاعري لنوران مازالت حية لانها مازالت فاتنتي
ادهم : طب وهاجر
صخر : هاجر مراتي وحببتي وام ابني المستقبلي بحبها اووي علي فكرة ومن كتر ما هي بتحبني ببقا عاوز اجبلها نجمة من السماء
ادهم التفت له باستغراب وعدم استيعاب : طب ونوران انت دوختني انت بتحب لاتنين
صخر : غشيم طول عمرك انا مبحبش نوران
ادهم : عينك طول الوقت عليها لهفتك عليها نظراتك لما بتكلمك كل ده ومش بتحبها
صخر : مشاعري لنوران كانت قوية جداا وصادقه لذلك صعب اتجاوزه واقتلها جوايا فاتنتي محفوره جوايا صعب تتنسي
ادهم : بس انت كده بتظلم هاجر وهي اكيد حاسه
صخر : هعمل اقصي جهدي وانسيها اي الم او شك لاني فعلا بحبها
ادهم وضع يده علي رأسه وقال بصراخ : يختااااااااااااااااي يعني انت بتحب نوران وبتحترم هاجر ولا بتحب لاتنين ولا العكس ولا اي
صخر ضحك علي صديقه الذي لم يفهمه بعد : حب احلي من حب
ادهم : نععمم يا اخويا حتي لو انا شايف حبك لهاجر ده الحب الاحلي والاجمل
صخر : وانت شوفتني قولت العكس انا وهاجر السعادة ما بينا كامله بنتبادل الحب متجوزين هيبقي عندي اطفال حياه حلوه
صخر مكملا كلامه : نوران مكانتها فقلبي كبيرةً اووي وهتفضل ثابته في البدايه افرط مشاعر قوية جداا لنوران عشان كده صعب بس مش بأيدي حاجه غير إن اتمني ليها الخير وبس
ادهم : مش بقولك صخر بس صدقني الايام بتحل كل حاجه
صخر بلامبالاة : اصلا عادي انا مش عاوز غير ذكراها
ادهم نظر لصخر بقوة في عيناه
صخر بتنيدة : ايوه بكدب انا بعشق نوران يا ادهم بعشقها عشق بموت لما بشوفها ملهوفة علي محمد اما بتضحك معاه تخيل اتفه الاشياء بكون هتجنن منها صعب صعب
ادهم طبطب علي كتف صديقة : هتتجاوزها صدقني الايام موهوبة في تجاوز الاشياء
قاطع حديثهم رنين هاتف صخر فأخرجه من جيبه وصفح فيه وجد ان المتصل بلال
ادهم : يادي النيلة هيجي يديني درس اخلاق عشان اخته
صخر نظر له بضيق : بجح اشوفك متعذب يا بعيد
ادهم : رد يعم
صخر : ايوه يا بلال
بلال باندفاع : انتوا فين في موضوع مهم جداا
صخر باستغراب : انا في شقة ادهم
بلال : طيب انا جيالكوا حالا
صخر بقلق : في حاجه
بلال : اما اجي
في الطائرة التي بها فرح استيقظت من نومها علي صوت المضيفة تخبر الركاب بان الطائرة ستهبط بعد قليل استعدت لهبوط الطائرة وجاء في بالها ان يكن ادهم قد سبقها وجاء ليرجعها إليه فابتسمت بسخرية وبعد مدة قليلة تنزل من علي درج الطائرة ونظرت حولها وجدت سيارة سوداء ويقف امامها شاب وسيم ويشير إليها ابتسمت بالاتساع ظنت انه تبع ادهم فركضت نحوه بسعادة وقفت امامه تبتسم باتساع
فرح بحماس : انت الا هترجعني مصر صح عارفه عارفه من غير حوارات بس ازاي انت هنرحع بعربية مش مهم مش مهم المهم نرجع
فجاءها ذلك الشاب وهو يضع كف يده هو فهما يمنعها عن الحديث نظرت له فرح بخوف
شعيب وهو ينظر في عيناها وقد زهد من ثرثرتها وقال بصوت رجولي هادئ
شعيب : انتي مبتعرفيش تسكتي هشيل ايدي واتكلمي براحه وبعدين ارجعك مصر اي انتي هبله
أمات فرح برأسها علامة الايجاب وحين بعد يده عنها بحذز اخذت انفسها ثم قالت مندفعة
فرح : لما انت مش هترجعني مصر انت مين
شعيب قلع نظراته الشمسية وظهرت ملامحه الجذابه وبشرته القمحية ونظر لها بتعجب
شعيب : ارجعك مصر ازاي يابنتي
فرح تنهدت باحباط : انا اسفه انت مين طيب
شعيب : انا شعيب الحرص بتاعك ومسئول عنك وصاني السفير عليكي والعربية دي تقدري تقولي بتاعتك
نظرت فرح الي السيارة مبتسمه وهمست : بابا احمم وانت الشفير يعني
شعيب رافعًا حاجبه باقتضاب متعجبًا : شفير لا انا مش شفير بس تقدري تعتبريني كده
فرح بملل وهي تركب السيارة : طب يله يله وبراحة علي العربية عشان جديده
شعيب وهو يثني رقبته باستغراب : لا والله
ثم تنهد وركب السيارة وتفجاء بها تجلس بجانبه فقال متسائلا : مش ركبتي وراء ليه
فرح : مش فارقه احنا هنروح فين
شعيب باستفاضة في الحديث : بصي انا شعيب نور الدين انا كنت حرس باباكي الشخصي وهو طلب مني ان اخد بالي عليكي
فرح بضيق : وهو انا عيلة صغيره
شعيب بهدوء : لا طبعا بس انتي اكيد هتحتاجي حد معاكي خصوصًا في بلد زي دي انتي متعرفيش حاجه لسه
فرح : طيب
شعيب : وانا مش هضيقك انا هوصلك الجامعة كل يوم وهجيبكً كمان واي حاجه تحتاجيها هكون معاكي ولازم تعرفيني بكل حاجه يعني مشكله حصلتلك انا موجود
فرح : تمام
شعيب : في حاجه كمان انا بشتغل في شركة من 8 الصبح ل 4 العصر بس دا ميمنعش ان لو حصل معاكي حاجه في الوقت ده مش تكلميني
فرح : ماشي
شعيب التفت خلفه ومد يده اخذ بوكية ورد : اتفضلي
فرح نظرت له وللبوكية الذي بيدة : اي ده كمان
شعيب : ده من باباكي وسايبلك في كارت
فرح اخذت البوكية بسعادة وبدأت في قرأت الكارت فكان محتواه "حبيبت بابا حمد الله علي سلامتك العربية دي هدية نجاحك يا دكتورة خلي بالك علي نفسك واسمعي كلام شعيب وخدي مصدر ثقه اي حاجه تحتاجيها اطلبيها منه ربنا يوفقك يا روح بابا "
ابتسمت بقوة ولاحظ شعيب سعادتها فتنحنح قائلًا
شعيب : احنا دلوقت هنطلع علي الشقة بتاعتك وانا شقتي في نفس البيت في الدور الا فوق
فرح : انت شويه وهتقولي هتعمل عليا حذر تجوال
ضحك شعيب بخفه : لا ابدا والله
فرح : طب سوق يعم بقا انا تعبانه وعاوزه انام
شعيب : يعم !! ماشي ماشي
في شقه ادهم يجتمع الثلاث الرجال
ادهم : انا مش قادر افهم
بلال : ولا انا محمد اتصل وقالي انه مخطوف وان احنا لازم نروح شركة واحد اسمه بدران الليثي ونجيب اوراق وبسبورات كده
صخر بعدم استيعاب : اي علاقة محمد ببدران الليثي
بلال : معرفش انتو تعرفوه
ادهم : ايوه ده راجل اعمال منافس لينا بس انا وصخر حطينا عليه
صخر : ايوه بس ده اي علاقته بالتزوير والهجرات الغير شرعية ومحمد فين دلوقت
بلال : محمد كشف حقيقته وسمعه وهو بيتكلم مع الراجل الا بيزورله وبغباء مش يسكت لا ده عرفه انه عارف فخدوه
ادهم مسك خصلات شعره بتعب : يارب هنعمل اي دلوقت بقا
صخر : اهم حاجه نوران متعرفش
ادهم : اكيد هتعرف ده زمانه هتجنن من غيابه
صخر : طب احنا لو جبنا الاوراق دي هنعمل بيها اي
بلال : الاوراق دي الا هتثبت براءة العيال الا مرمية في السجن بدران الليثي ضحك عليهم وخد منهم فلوس كتيره جداا وفي الاخر كان هيسفرهم غير شرعي والعيال اتمسكت وهما مرمين في السجن
صخر بغضب جحيمي : يا ابن الكلب
ادهم : طب احنا لازم نعرف محمد فين الاول
بلال : الشباب الحكم بتاعهم بكره ولازم نجيب الادلة الا تثبت براءتهم وتدين بدران الليثي وساعتها هنعرف مكان محمد
صخر : ومين الا هيترافع في الجالسة
بلال بحيرة : مش عارف
ادهم بانتفاض منتبه : روان هي الا تترافع
بلال بخوف علي زوجته : لا طبعا روان مش هتعرف
ادهم بعصبية : انت اهبل روان في سنه رابعة وتقدر تترافع
صخر : صح وبصفتها بتدرب تحت ايده مفيش خوف يا بلال لازم ننقذ الناس دي وننقذ محمد
بلال باستسلام : طب احنا لازم ندخل الشركة وناخد الملفات
ادهم : الموضوع مش بالسهولة دي اكيد الاوراق دي فخزنة هنفتحها ازاي ولا هندخل الشركة ازاي احنا ممكن نتمسك
صخر وجاءت في باله فكرة : احنا ناخد اذن من النيابه ونفتش الشركة
ادهم : هو ده
بلال : طب يله بينا مستنين اي
قاموا الثلاث رجال بحماس في طريقهم لقسم الشرطة
في احد الفيلل المهجورة كان محمد محبوس في احدي الغرف المغلقت الابواب والنوافذ المغلقة بأعمدة حديدية متينه يسير ذاهبًا وأيبا بتوتر وهو يفكر في نفسه قائلا
محمد : يارب يا بلال تعرف تتصرف اه بس لو الموبيل مش فصل زمان نوران هتجنن يارب هون عليها يارب وطمنها
في فيلا الانصاري وتحديدًا في غرفة تجلس هاجر معاه ويتحدثون عن فرح وفعلها
هاجر بحزن : انا ملحقتش اشبع منها انا مصدقت يكون ليا اخت تقوم تسبني
روان : صدقيني انا اقرب واحده لفرح وفهمها فرح مش تقصد تبعد عن حد فينا هي بتهرب من حاجه مش قادرة تتجاوزها
هاجر : مهو دي الفكرة اي الا حصل بينها وبين ادهم عشان تمشي بالشكل ده
روان بتفكير : مش عارفه اصبري صخر دلوقت يجب ومعاه كل حاجه في شوال
ضحك هاجر علي جملة روان
روان بمرح : ايوه كده اضحكي عشان الواد يطلع فرفوش زي
هاجر : كل ما افتكر اول مره قابلتك فيها اموت ضحك كنتي شارسه جداا مع ان مش يبان عليكي ابدا
روان : علي فكرة انا هادية وبحب الهدوء ومبحبش اشغل دماغي والله بس بقلب عبده موته لما اشوف حد بحبه في مشكلة
هاجر بتأكيد : حصل
وفي هذه اللحظة دخلت عليهم نوران وعلامات الضيق والحزن تحتل ملامحها وجلست بجانبهم
هاجر : العيون الزرق زعلانين ليه
نوران : انا مدايقة جاتلي رساله ان تلفونه اتفتح جيت ارن لقيته قفل ومش بيرد
روان : يحببتي اهدي يمكن فصل
نوران بعصبية : حتي لو الساعه 5 المغرب وده مش عوايده ده قالي هاجي علي البطولة
هاجر بمزح : يكنش سافر هو كمان يبقي فرح ومحمد
نوران : يو وه بقا يا هاجر انا نقصاكي
روان : بس يا بت يا هاجر سبيها عشان محمد اما بيبقا غايب بتتعفرت
نوران بضيق : افضلو هزروا بقا مهو لو جوز واحده فيكوا كنتوا هبلتونا من القلق
روان : اتفق طبعا بلال روحي لو بعد ثانية ببقا هموت
نوران : شوفتي اهو مبالك بقا اكد عليا انه مش هيتأخر
روان : طب اتصل علي بلال بس انا خايفة يكون متعصب يزعقلي
هاجر : زائد واحد نفسي اكلم صخر اووي بس هتلاقي دلوقت ماسك ادهم بيعاركو
نوران : لا يا هاجر صخر مش هيزعقلك اتصلي انتي
هاجر : طب وانا مالي يا لمبي ما تخلي روان
روان بنفي : لا يا ست بلال متعصب عشان سفر فرح وهو بيكره الزن
...............................
في شركة بدران الليثي يدخل صخر وبلال وادهم وخلفهم رجال من الشرطة ويبدو من دخلتهم وسيرهم الغضب وصلو الي مكتب بدران الذي وقف مصدوما دب في قلبه الرعب
بدران بدهشة : الصخر والصقر خير في اي
صخر اقترب منه وامسكه من قميصه بعنف ودفعة الي الحائط حتي التصق بها : كل خير محمد فين انطق
بدران بعده بضيق : محمد مين انتو جاي تتهجموا عليا في شركتي اي الجنان ده
الظابط : لو سمحت يا صخر باشا ده شغلنا
بلال : طيب يا فندم اتفضل خلي يفتح الخزنه
ادهم نظر له ببرود واستحقار : ويقول علي مكان محمد
اصفر وجه بدران وشحب لان سينتهي امره عندما تنفتح الخزنه وتظهر الاوراق التي تثبت ادانته فقال بتوتر
بدران : انا معرفش حاجه عن الا بتقولوا اطلعوا بره
ادهم حك رأسه بتفكير : اممم ده ميعرفش اني غبي
الظابط : احنا معانا امر النيابه بتفتيش اتفضل افتحها
بدران بتوتر : انا انا مش هقبل بالاهانة دي وهدفعكوا التمن
ادهم نظر له بغمقة عيناه المرعبة وقال بحده : افتحهااا
توجه بدران بخطوات بطيئة الي الخزانة والظابط يقف خلفة ويإمره بفتحها بدأ بدران بفتح الخزانة واستسلم لامره
بلال باندفاع : هي دي الاوراق الا تثبت براءة الشباب الا في السجن وتؤكد انه ضحك عليهم
الظابط وهو يشير للعساكر : اقبضوا عليه
بدران والعساكر يأخذونه الي الخارج : انا هوديكو في ستين داهية وهدفعكوا التمن
ادهم بنرفزة : يله جتك الارف انت وامثالك مضيعين شباب البلد ومستقبلهم
صخر : طب يا فندم احنا معرفناش هو حابس محمد فين
الظابط : احنا هنعرف وهنقرره
بلال : احنا لازم نعرف بسرعه قبل ما يعمل في حاجه
الظابط : مش هيحصل حاجه انا كمان كنت عاوز الخط الا اتصل منه وهنتبعه وهبعتلكوا العنوان
بلال : طيب كان عندي استفسار كمان
الظابط : تحت امرك
بلال : هو كده خلاص انتو هتفرجوا عن الشباب ومش هنحتاج حد يترافع
الظابط : اه تمام احنا هنقفل القضية وهنوكل محامي من عندنا هيقدم الادلة وبس
بلال بارتياح : اه كده كويس اووي
صخر همس له : كل ده خوف علي روان يخرب هوسك
بلال ابتسم بالاتساع : اشششش
..........................
خرج الثلاث رجال من الشركة واخذ رجال الشرطة بدران امام الجميع
صخر : ربنا يسامح كل واحد بيحاول يدمر البلد وشبابه كان هيوديهم في داهية
بلال : مش فاهم انا وهما كمان مستعجلين علي السفر لي ما الا هيعملو بره يعملو هنا والبلد محتاجه لشبابها
صخر : ربنا يهدي يخبر هاجر عماله ترن
بلال : طب رد عليها وخليها تطمني علي روان
صخر وهو يجيب علي الهاتف : اي يروحي اسف معرفتش ارد عليكي
هاجر بصوت طفولي : انتو فين يا صخر احنا قاعدين مدايقين اووي
صخر بهدوء : ليه كدة طيب
هاجر : نوران مدايقة عشان محمد لسه مجاش
صخر : لا يروحي انا محمد اتصل عليا و اضطر يروح المحكمه ويعمل حاجات
نوران اخذت الهاتف من هاجر وتحدثت : وليه مكلمنيش انا
صخر : يابنتي اهدي اصل هو كان عاوزني اعمله اوراق فكلمني وتقريبًا فونه فصل فامعرفش يكلمك
نوران بشك : انا ليه مش بالعه كلامك يا صخر
صخر بسخرية : ابقي امضغي كويس
نوران بنرفزة : بقا كده ماشي يا صخر
اعطت نوران الهاتف لهاجر بضيق من استفزاز صخر لها وسط ضحك روان علي رد صخر عليها
هاجر : هتيجي امتي تاخدني يا صخر
صخر : حالا اهو وحشتك صح اوعي تكوني لسه بتعيطي
بلال : يعمم هو ده وقتك
روان استمعت لصوت بلال فقالت : ده بلال غريبة هما متجمعين ده كله بيعملو اي
هاجر بأنتباه : اه صحيح يا صخر انتو بتعملوا اي مع بعض
صخر : اقفلي بقا يا هاجر وانا جاي
هاجر باستسلام : حاضر
ادهم بتعب : بقولكوا اي انا هروح اما محمد يرجع طمنوني شويه والظابط هيبعت العنوان
بلال نظر لها بضيق وتذكر سفر فرح : استني يا ادهم
ادهم باندفاع : بص يا بلال اختك رمت الدبلة في وشي وانا السبب وقولتلها ان مش هتجوز غير لما اشوفك تصلحي زوجه ليا واكبر من كده وهي ما صدقت وسافرت وانا اتمني ليها مستقبل احسن
بلال دقق في ملامحه ورأي التعب علي وجه والحزن في عينه فتنهد بأسي وقلة حيلة : وهقول اي ما خلاص سافرت خليها تدرس وتخلص دراسة وصدقني مع مرور السنين ورجعة فرح اياك تفكر تطلبها مرة تانيه
ادهم بتعب : عارف انك زعلان يا بلال بس صدقني اخوك تعبان اووي ومش قادر ولسه هتعب اكتر من بعد فرح
صخر كان يتابعهم بحزن حقيقي علي حال صديق عمره الذي يتدهور يومًا بعد يوم وجاءه صوت مسدج ففتح هاتفة وجد الطابط ارسل له العنوان واخبره بأنه سوف يرسل قوة إليهم
صخر : شباب شكل الراجل اعترف من اول قلم يله بينا وفي قوة هتلحقنا علي هناك
ادهم نظر لصديقة بحزن مميت : انا هروح مش قادر
بلال حن له فقال بتهكم حاني : هتقدر تسوق طيب
ابتسم ادهم له شبه ابتسامة : اه هقدر ابقوا طمنوني
.........................
بعد مرور مدة ليس قليلة في فيلا الانصاري كانوا الفتيات يشاهدون التلفاز سويا لانهم قد ملو بينما كانت نوران القلق يملئ والتوتر ينهش عظامها خوفًا زوجها وقرة عيناهه
روان : يااه نهاية سعيدة ورومانسية
هاجر : هيييح البطل كان رومانسي بشكلل
روان بغرور : بلال رومانسي اكتر
هاجر : اشششش انتي مش شايفه كان هادئ معاها ازاي ومش بيزعقلها ممها حصل كان نفسي صخر يكون مش عصبي
روان : انتي بنسبالك صخر كده عصبي تعالي شوفي بلال يختي
هاجر بهيام : عندك حق هدوء البطل ده كان هيطلع من عيني
روان بمشاكسة : اه لو صخر سمعك
صدر صوت شهقات انتبهت روان وهاجر لتلك التي تجلس وتضع رأسه بين ايديها وتبكي
روان بخضة علي شقيقتها : مالك يا نوران
هاجر : بتعيطي ليك طيب
نوران وهي تبكي : كنت عاوزه اقول ان محمد هادئ ومبيتعصبش عليا ورومانسي زي البطل بالظبط هو البطل فعلا بس البطل متعبش قلب البطله عليه زي ما هو واجع قلبي كده
ضمتها روان لتهدءها : وجع قلبك من اي بس يا حببتي
نوران وهي تشهق ببكاء : انا مش مرتاحة حاسه انه مش كويس
هاجر : لا حول ولا قوة الا بالله
وحين انهت جملتها دخل عليهم كل من صخر وبلال الذي هرول باتجاه نوران حين رأها تبكي
بلال : في اي بس بتعيط كده ليه
روان بقلق وخوف : مخضوضة علي محمد
بلال وهو يرفع رأس نوران ويمسح دموعها : لا يروحي اهدي هو كويس
نوران : طب هو فين جاين من غيره ليه
صخر نظر لبلال وتبادلوا النظرات ولاحظت ذلك نوران مما زاد قلقها
نوران عادت للبكاء مرة اخري : شفتو انتوا مخبين عليا حاجه
صخر ببرود : هنخبي عليكي اي يعني
نوران وقفت بضيق : معرفش انتو باين اووي انكوا تعرفوا حاجه
صخر : احنا قولنالك الا نعرفه يا نوران
نوران بغضب جنوني : بقا كده انا بقا هطلع ادور علي جوزي بنفسي
وتركتهم ذاهبه في غضب لحقت بها روان وهاجر يمنعوها من الخروج
روان بجدية : راحة فين انتي اتجننتي
نوران بعصبية شديدة : ابعدي عني انا هروح اشوف جوزي فين محنا معندناش رجاله
صخر نظر لها ببرود : احترمي نفسك
بلال : نوران زمانه جاي عيب كده
صخر : نوران شكلها اتهبلت
نوران نظرت له بغضب وخرجت من الفيلا جاءت روان لتخرج خلفها امسكها بلال وهكذا صخر فعل مع هاجر
روان باستغراب : انتو مالكوا في اي
بلال ابتسم لها : اششششش
صخر : هنفهمكوا بس تعالو نقعد
.............................
خرجت نوران من الفيلا معصبة وغاضبة واثناء فتحها لباب سيارتها لكي تنطلق بها جاء شخص وحضنها بقوةً من الخلف حتي اصبحت مقيدة بين احضانه تصلب جسدها بين يديه فمال برأسه علي كتفيها وهمس في اذونها "لهفتك عليا تسوي عمري" تنهدت نوران والدمع يذرف من عيناها فالتفت واعطته ووجهها وانفاسها تعلو وتهبط ودموعها لا تتوقف نظر لها محمد بحزن علي حالتها أيعقل ان كل هذا لمجرد قلقها عليه ضمها بقوة وتشبصت في عنقه وهي تبكي بانهيار رفعها محمد من علي الارض وهو يضمها بقوة وانزلها وظل يمسد علي ظهرها كي تهدء
محمد برفق وحزن عليها : انا كويس اسف اني قلقت عليا بالشكل ده انا كويس يحببتي متخفيش
نوران بانفاس متقطعه وضمته مره اخري : انا كنت خايفة عليك اووي انت كويس
امسكها محمد من كتفيها ونظر في عيناه باطمئنان : انا قدامك اهو انا كويس
نوران وقد هدءت قليلًا: انت كنت فين كل ده وازاي تسبني كده
اقترب منها محمد وقبل جبينها وهو يهمس : انا اسف هحكيلك كل حاجه
نوران : احكيلي
محمد وهو ينظر عليها من اعلي لاسفل فهي من شدة قلقها وهوسها عليه خرجت بملابس المنزل
محمد رفع حاجبه باقتضاب : مش قبل ما اعرف ازاي تخرجي كده
نوران نظرت علي ملابسها وادركت انها ارتكبت خطاء كبير فعضت علي شفتيها السفلي بحرج دون ان ترفع عيناها له
محمد باستنكار وهو يثني رقبته ينظر لها : لا والله !؟
نوران بتبرير : مالو يعني انا لبسي محترم وحتي لابسه الحجاب عشان كنت عارفه ان الشباب هيجوا
محمد بزهول غاضب : وهو عشان البجامة واسعه وبكم تخرجي بيها
نوران بعصبية أكبر : مهو كله منك انا كنت هتجنن من قلقي عليك وانت ولا سأل وكل الا همك خرجت كده ازاي مهو من هوسي بيك
محمد ابتسم علي كلامها وخوفها عليه ولكن لفت نظرة عصبيتها وحدتها معه فنظر لها بتحذير ممزوج بالعتاب والحدة وقال بهدوء مميت : اركبي العربية
نوران بتوتر وقالت بصوت ضعيف اثر بكاؤها : ليه
محمد نظر لها بخبث : عشان انا عاوز كده
نوران : انا انا بلبس البيت والوقت اتأخر هنروح فين كده
محمد مسك يداها بهدوء وفتح باب السيارة وامرها بنظرة ان تدخل استجابت له وركب وقاد السيارة والصمت سائد علي كلا الطرفين وبعد قليل اوقف سيارته امام شقته الذي كان دوما يتقابلون بها ابتسمت نوران بتلقائية فهي تعشق تلك الشقه التي صنعوا بها اجمل ذكريات ولقاءات والتفت لتنظر له بابتسامة جذابه لتجده ينظر لها ويتأملها بحب
محمد : بتحبيها
نوران وقلبها ينبض عشقًا : بحبها هي وصاحبها
محمد : طب انزلي
نزلت نوران ولحق بها ومسك يداها وصعدوا سويا الي الشقة وقبل أن يفتح باب الشقه طلب منها أن تغمض عينها استجابت له بطفولة وحماس ودخل بها وهي مغمضة العينان وحين أمرها ان تفتحهما تفجاءت نوران بالزينة المزخرفة علي الحيطان واسماءهم المكتوبة بشكل جميل وتورتة تتوسط سفرة الطعام كانت تتأمل كل زاوية بحب ودموع وهرولت إليه تحتضنه كالطفلة فضحك محمد وهو يعانقها
محمد بضحك : من غير عياط طيب
نوران وهي تحتضنه بقوة : بحبككك اووي
محمد بمشاكسة : طب عشان الليلة تحلو خشي اوضة النوم وخدي هديتك وتعالي ليا لابسها
ضربته نوران علي كتفه بغيظ : يا قليل الادب يا سافل
محمد باستنكار : ليه كده طب ادخلي وانا هسيبك لضميرك
نوران : لا والله منين البراءة دي
محمد وهو يضحك : دلوقت مبقتش برئ الله يرحم مش كنت محترم
نوران : ما انت غشاش وشيزوفرينا
محمد تحولت ملامحه للملل والاستنكار : مبحبش الاسم ده
نوران وقفت علي طراطيف اصابعه حتي تصل الي اذنه لتهمس بها : انا بحبه
محمد لف يده حول خصره بعشق جارف تهربت منه نوران مبتعده بمشاغبة
محمد : الاه احنا فينا من كده
نوران وهي تهرول الي غرفة النوم : هشووف الهدية
دخلت الي العرفة وكانت مزينة هي الاخري فأتسمت بحب ولفت نظرها فستان زفاف قصير كت اقل ما يقال عنه رائع وجذاب وهادئ مثل عيناها وجمالها مسكته نوران بفرحة عارمة وحضنته بقوة ثم ارتدته ولبق عليها بالمقاس المظبوط تألق وهي في قمة انوثته وخرجت له فكان يقف ويجهز الاطباق علي السفرة فرأها فتوقف متأملا أيها بحب واعجاب شديد اقترب أليه بسرعة وامسك يداها وسحبها الي غرفة النوم
نوران بتعجب : في اي
محمد : في شهر عسل متعملش عاوزين نعوضه في تعب من يوم ما شفتك عاوزين نعوضه في جروح عاوزين نلمها
ضحكت نوران برقة : جعانه الاه
توقف محمد امامها في منتصف الغرفة يتأملها بشدة كأنها ملاك يثير الناظرين تبادلون نظرات عشق صادق نابعًا من القلب واخذها في دوامة عشق لا نهائي لها
..........................
بعد مرور ثماني سنوات
في الطائرة المتجهة الي مصر الحبيبة من إنجلترا تجلس فرح بجانب النافذة تنظر الي السماء بنظرة غائمة وشرود فمنذ ثمان سنوات وهي راحلة عن مصر ولم تنزل حتي زيارة كانت تحدثهم في الهاتف فاقت من شرودها عندما شعرت بأحدهم يضربها بخفة علي رأسها التفتت له بأبتسامة
فرح : خضتني
شعيب بأبتسامة جذابة : سيادة ومعالي الدكتورة سرحانه في ماذا
فرح تنهدت بابتسامة عريضة : مش قادرة اصدق اني خدت الماجستير وراجعه مصر بعد غايبه طويله اووي
شعيب : بيتهيئلي حققت انتصارات عظيمة
فرح نظرة للامام بحزن : اكيد
شعيب بمرح : وانا كنت اولهم
فرح وهي تشاركة المرح : ايوه طبعا ومبسوطه اننا هنبقي سوا في مصر كمان
شعيب : انا معاكي منين ما تروحي يا برنسيسة
فرح بأمتنان : مغلطتش لما قولت انك اعظم رجال العالم
شعيب : وانتي اقوي نساء العالم
فرح بتنهيدة : مشتاقة ليهم اووي ولاكل ماما
شعيب : وانا مشتاق لماما وخالتو اووي بس انا كنت بنزل زيارات ليهم الدور والباقي عليكي
فرح : انا هضعف قدامهم لو نزلت زيارة مش هعرف ارجع تاني
شعيب : بس منكرش ان دول احلي 8 سنين فحياتي
فرح بضحك : مفيش اعظم من ذكرياتنا الا عملنها
شعيب : اديكي راجعه ليهم علي طول يكنش تتهدي
.........................
في القاهرة وتحديدًا في فيلا الانصاري التي اصبحت تضم العاشقين الناضجين كأحمد وسلمي ،احمد وفاطمه ، امجد ونرمين بينما اصر محمد علي ان يعيش مع نوران في منزله وهكذا بلال و روان
في المطبخ سلمي وفاطمة ونرمين يصنعون الطعام سويا بسعادة وترابط اسري
سلمي : انا حضرت الملوخية
نرمين وهي تقلب الطعام وهو علي الموقد : وتقريبا اللحمه والبط استوت لسه الفراخ
فاطمه : وانا ولعت علي الطبيخ وعملت كله من الا بتحبه فرح
نرمين بمرح : ايوه بقا مين قدك حببتك رجعالك انهاردة
سلمي : هجنن واشوف المشاغبه الا الكل بيحكي عنها دي اكيد احلي من الصور
نرمين : انتي رجعتي مصر من هنا وهي كانت سافرت تكمل دراسه زمانها عروسه كبيرة
فاطمة والدموع تملأ اعينها وهي شاردة : وحشتني اووي 8 سنين غايبة وقلبي ملهوف ليها
نرمين بأبتسامة بشوشه : واهو ربنا عوض صبرك خير ورجعالك دكتورة قد الدنيا
سلمي : انا متحمسة اووي اشوف فرح علي الحقيقة
فاطمه : يختي هتحبيها اووي
سلمي بود : اكيد طبعا انا حبتكوا اووي وحبيت الدفء الا بحسه معاكوا انتو عايله بجد
نرمين : اهم حاجه في الدنيا العائلة والروح الا فيها احنا مرينا بمشاكل كتير وكل واحد فينا شاف حاجات وحشه اووي وفقدنا احبه كتير ومع ذلك بنقدر نجمع بعض ونحافظ علي الترابط الاسري الا بينا وحبنا لبعض بالدنيا
فاطمه : عندك حق يا نرمين انا مبسوطه اووي انكو معايا ورجالتنا سوا كمان ههه
سلمي : انا عاوزه اقولك ان معجزه ان احمد ساب امريكا
فاطمه : بس اهو الحمد لله كلنا سوا وفرح راجعه ومش هيبقا ناقصنا حد
نرمين وهي تتذوق الطعام : يا سلام عليكي يا بط يا نرمين عليا شوية اكل
سلمي بمشاكسة : الملوخية بتاعتي احلي
فاطمه : اششش يا وليه منك ليها انا احلي طبخ فيكو اها صحيح كلمتو ادهم
نرمين شردت بحزن علي ابنها الوحيد وحالته السيئة منذ ثماني سنوات وهو لم يتجمع معهم الا قليلا واصبح حديثه اقل مما كان فقط يذهب الي الشركة ليقضي عمله ويعود الي منزله يسكن به وحيدًا
اقتربت منها فاطمه ورتبت علي كتفها: هيبقي كويس متقلقيش
نرمين بخوف وقلق يبدو علي ملامحها في الحديث : خايفه حالته تدهور اكتر
سلمي : متخفيش يحببتي صدقيني انا واثقه ان هيبقي كويس وهيتحسن لما يشوف فرح كمان علي حسب حكويكوا باين انه بيحبها اووي والا حصل بينهم ده كان ممكن يحصل ما بين اي اتنين في بداية حياتهم واضطرابات وقلق بس فرح اتسرعت وخدت خطوة جريئة وقويه والا اكتر من كده قدرت تنفذها
نرمين بتنهيدة تهكمية وهي تنظر علي فاطمة : هنقول اي ما هي طالعه لامها
فاطمه : ايي والله قصدك اي
نرمين : بقول الحقيقة طلعت عين الراجل ومرمطيه واهانات وبهدلة وذلتي وفي الاخر رجعتي ليه
فاطمه بجدية : كان لازم اخد حق كل واحد بهدله معاه هو مفكر بعد ده كل هيجي يلاقيني مستنياه
نرمين : واهو رجعتيو بس احسن برضو اتعلم الادب حقيقي جداا يعني عذبتيه
سلمي : ايوه هما الرجاله كده
فاطمه : انا لو مكنتش لسه بحبه مكنتش رجعت حقيقي بس هنقول اي القلب لي احكام