الفصل السادس والعشرون
صرخوا على بعضهم البعض في حاله لا يرسى لها كانوا يتجاذبون اطراف الحديث بغضب ولو كل واحد فيهم يرمي اثقال تلك الرحله على الاخر لا يعلمون انهم هم مشتركون في تلك الرحله هم انخططوا لها وابرموا العهد على ان يعيشوا تفاصيلها ولكن ترى هل بعد ذلك ماذا سيحدث.
كلهم يقولوا للاخر انت من جلبنا هنا انت من احضرتنا هنا كل هذا ومها جالسه معهم لا تدري ماذا تفعل لهم فهي حقا تشعر بالاسف من اجلهم فهي مدركه لكل كلمه قالتها الاخرى لها مدركه ان الموت حينما يدق الباب ويدلف انتهى انتهى مجرد ثواني حتى تصعد الروح الى بارئها ايا كانت الطريقه وان كان السبب وان كان المكان ولكنه الموت لا يفرق بين كبير وصغير تلك هي الحياه لم يصدقوا تلك الوجوه التي شاهدوها امامهم فكل واحد منهم يصرخ على الاخر ويقول له انا شفت ده انا شفت عفاريت وانا داخل انا شفت انا متاكد من اللي انا شفته انا مش بهلوس ليرد الاخر عليه ويقول نفس الحديث وغيره يقول نفس الحديث فقد ليرد الاخر بيرد واحد منهم قائلا ومعاتبا لنفسه ومعاتبا لهم قائلا احنا ليه ما تكلمناش احنا ليه ما قلناش على اللي احنا شفناه لربما كنا طلعنا من هنا من بدري ما كناش دخلنا المكان ده ضرب واحد منهم كفا على الاخر وقال واضح ان كلام الراجل كان صح واضح انه وقت ما نصحنا كان عنده حق احنا ليه ما سمعنا لوش اما ثالثهم قال وهو يهز راسه باسف على وضعهم هذا ثم ضرب بكف يده على الكرسي قائلا ده طبعا احنا ما بنسمعش لحد انا وانت وهو كلنا جايين عشان المغامره اللي احنا هنعيشها ما ادراكنا اللي احنا فيها الا لما دخلنا جوه ويا ريتنا تعلمنا ده انا وانت صح بس للاسف ده الغلط بعينه انا حاسس ان احنا ما احناش طالعين هنا انا حاسس ان احنا هنموتوا المكان غريب والهواء فيه غريب حتى الاشكال اللي احنا بنشوفها غريبه لما عملنا بحث عن المكان ده ناس كثير قالت لنا كويس واكتشفنا ان المكان حلو ما كناش نعرف ان المكان ساكنه شياطين لو كنا نعرف ما كناش قيمه احنا عايزين نحاول نطلع من هنا بسلام عاوزين نرجع ومش هنكرر دخولها ثاني لازم نرجع كان هناك من يقود السياره وهو جالسا ضرب بكف يده على مقود السياره وصرخ فيهم بغضب البنزين خلص هنعمل ايه دلوقتي طب حتى لو طلعنا لو عرفنا هنطلع هنطلع ازاي من غير العربيه مش هنعرف نرجع ومش هنعرف نطلع والمكان بعيد عشان نوصل للراجل اللي احنا كنا عنده من شويه لازم نعمل حاجه ولازما نتصرف ولا نعمل حاجة ،اصل مستحيل نفضل كدا ، واكيد فيه طريقة نخرج بيها من هنا .
كل هذا ومها تطالع الجميع في شئ من الخوف ايضا لا تدري ماذا تفعل ، لتتفأجا هنا بتلك الجميلة واقفة امامها وتشير لها باصبعها علي فمها بأن تصمت لا تفعل شيئا تنتظر فقط .
تبا علي الخوف هذا الذي يحاول جمع ما تبقي من حياة ، وكأنه يجمع الدماء من الجسد حتي يمنعه عن القلب ، ليصيبه بتلك الوخزات التي تؤلمه وتضغط علي تلك الصمامات الرفيعة كي تخبره انها اخر لحظاتك في الحياة ، ليستقر به الحال حثة هامدة .
هذه هي النهاية الوحيدة التي لا مناص منها.
لم يكن هناك بد سواء ان تلك الجنيه او الشيطانه او الجميله كما اثمتها مها داخل عقلها ان ترى كما امرتها وتشاهد تلك الشباب ماذا سيف يفعلون وقد تم ذلك لقد راتهم وهم يدورون حول انفسهم تاره ويصرخون على انفسهم تاره اخرى ويانبونها الا ان تملك منهما الياس فقد توقفت السياره ونفذ منها البنزين لم يكن منهم سواء ان يترجلوا منها ويفر من هذا المكان على اقدامهم فهذا هو سبيلهم الوحيد للفرار لكنهم شاهدوا تلك الوجوه البشريه مع الشيطانيه التي جعلت الدماء تفر منهم هاربه فقد تكالبه عليهم لم يكن منهم سواء انهم كل واحد منهم في طريق عن الاخر يصرخون يطلبون النجده ولكن اي نجده في هذا المكان المشؤوم اي نجده في هذا الواقع الذي تخلى عن جميع البشر بل عن جميع الكائنات الارضيه هذا المكان قد انفصل تماما عن البؤره الخارجيه لقد هرع الشباب الى مصيرهم المحتوم مصيرهم الذي كان لابد منه في النهايه كل واحد في جانب من الاخر ظل يدورو حول انفسهم حتي عادو الي تلك النقطة التي اتوا منها. كانوا ينادونا على بعضهم البعض في محاوله منهم لبث الشجاعه لبعضهم ولكن اي شجاعه فقد ولا تهاربه تلك المكان الجميل المزين بالاشجار واللون الاخضر والبحار هذا المكان الرائع الذي حوى من الاجساد المئات بل الالاف وحواء ايضا من الشياطين الالاف فهم اصبحوا مسجونين داخل هذا تلك البقعه الكبيره التي من يراها من بعيد يظن انها كبيره على مرمى البصر لكنها ليست على مرمى البصر تلك تشبه الدائره او المتاهه الصغيره المتاهه التي يلعب الشيطان داخل اعيننا فيها التي يظن لوهله ان هذا المكان رائع بل في الحقيقه هو اشد باسا اشد ذكرهم اشد طراوه نعم فبعد قليل قد عاد المكان الي طبيعته وكانه كان مهيا ومزين لاستقبال هؤلاء الشباب مزين بجماله لكي يلفت النظر مزين بروعته الخلابه وطبيعته المميزه لكي يجبهم الى الداخل لقياس تكره داخل قلبي ليافعل بهم ما يشاء تحولت الاشجار الكبيره العاليه الماليه بالورود والمروه بالورق الى اخرى جامده بائسه خاليه من الورق ده مره الاشجار ايضا من شده خوفها اما عن الارض فحدث ولا حرج فقد باتت خرابه مثل ما يطلقون عليها جرداء لا حياه فيها تحولت الزروع الموجوده حولها وفي الداخل الى اخرى حشائش سوداء طالها العفن اي مكان هذا اي مكان الذي ينادي اصحابه حتى يفعل بهم ما يشاء لكنه لم يكتفي بهذا فقط بل سمع كل واحد منهم من ينادي عليه كانت مها تشاهد كل هذا وهي لا تصدق ما تراها اعينها لا تصدق هذا الوهم كم هذا الوهم الغريب الذي سيطر عليها سيطر عليها شكلها سيطر على ملامحها لم تكن تصدق ان هناك اماكن قد تتلاعب بالبشر فكيف لا وقد ظنت ان البشر هم يتلاعبون بكل شيء والجن ايضا يتلاعبون ولكن على نطاقيهم المحدود والبشر ايضا على نطاقين المحدود لكن على هذا النمط على هذه الدراوه والخوف لم تتخيل سامعه اصواتهم من ينادي عليهم من بعيد وكان وكان الامل بوسه اليه مره اخرى لاحت على وجوه السعاده فظل يصرخون يصرخون عليهم انهم هنا انهم في هذا المكان محتبسين انهم لا يستطيعون الخروج من هذا المكان بل هناك من يحجر عليهم هناك من يحاول ان يتمسك بهم في تلك الارض الغرباء كان يحاولون الاختباء من تلك الوجوه للعين لكنها لكن كانت لا تضر ولا تنفع لم تاتي عليهم ولم تتحرك لهم بل ولم تتحدث معه كانوا يمرون من جانبهم فقط يمرنا من جانبهم وكانهم يقولون لهم لا تتعجلون فا الموت قريب لا تتعجلون يفعلوا ما تشاءون تلك الطاقه في النهايه ستنتهي شعره بهذا الباب باب الطاقه باب الله وجود شعره بانه هناك ذبذبات خفيه فقد كان هناك واحد منهم علي علم بتلك الامور هناك رخا فيهم شاب بني كان هو اقوى معهم وقال لهم بصوت عال اننا محتجزون اننا محتجزون تعجبت مها من كلمته فنعم هم احتجزون وكيف علم هذا السؤال قدره وضع في عقلها كيف علموا بحق انه محتجزون في ذلك المكان البائث اقترب منه واحد وساله كيف علمت رد عليه الاخر وقال
تذكرت نعم تذكرت ان تلك الامور الخفية انا علي علم بها اعلى اعلى فقد سمعت وقرات عن تلك الاماكن البائسه التي من يدخلها لا يستطيع الخروج ان انا هنا ليس ليس ما في ارض الواقع اننا هنا في عالم مختلف عالم يفسرنا عن الخارج فرخ به وقال الاخر ماذا تعني ماذا تعني اننا اننا ماذا تقصد اننا اتقصد ان ان ان لو اتت نجده نجدتنا لن يستطيع ان لا لا تقول لها لا تقولها سوف يعصرون علينا سوف ياتون الينا انا اعلم ذلك ضربه من تكلم وكفا على كف وقال له بنفاذ صبر فله وانشقت هذه الارض واخرجت نبته خضراء لخرجنا من هنا لا تعلم بل نحن لا نعلم اين نحن ربما هنا عالم اخر او كوكب اخر غير الذي عليه اننا في عوالم اخري صدقني .
تذكرت مها حديث تلك الجميله منذ قليل التي ابتسمت لها وقالت عرفت بقى عرفت ان في حاجات احنا لو جهلناها افضل لنا بكثير تخيلي مثلا هو لو كان ضرس ولا دور ولا علم ولا عرف كان زمانه مجاش هنا لكن هو نصيبه كده نصيبه ان هو يجي المكان ده نصيبه ان هو يدخل وما يطلعش افهمي بقى كل حاجه نصيب وقدر لكن انت ما انت قادره تفهمي انت ذات نفسك لو اتحبست هنا ممكن ما تقدرش تطلعي احنا في ابعاد ثانيه وفي عالم ثاني عالم مفصلين عنهم. ده اعرف يخلدها هذا الالم الذي وصل الى قلبها متاسفه وحزينه على مصير هؤلاء الشباب مصير نزوه ونزهه لم تكن في الحسبان وكيف لا فقد نقرروا ان نسافر وسوف نفعل ونفعل ونفعل ونجهز اشياءنا بل نظل بالايام نستذكر ما نفعله وماذا نفعله وفجاه يلعب القدر لعبته وتنقلب السياره لاسا على عقل ويموت كل ما فيها نعم فهم مثلهم ايضا هذا هو الواقع الاليم هذا هو نصيب هو القدر لتقاطعها الجميله وتقول لها اليوم هنا يا مها مش زي بره احنا اليوم بره او بالنسبه لكم كبشر يوم بيعدي 24 ساعه يوم عادي دقيقه ممكن تعدي ساعه ممكن تعدي ساعتين لكن اللي انت مش هتقدري تفهميه ان هنا الدقيقه بتعدي كانها 10 سنين بالضبط 10 سنين انت لسه ما شفتيش سالتها وقالت لها طيب طيب قولي لي مين اللي كان بينادي عليهم من شويه ابتسمت لها وقالت بعقلهم الباطن العقل اللي متخيل في لحظه ان النجده هتجيء وتنخذه انت متخيله يمكن احد يجيء المكان ده وتخيل ان ممكن احد يجي ينقذهم لو حتى اخر ثانيه عمري ما في احد هيجيء ينقذهم العقل لما بيطلب حاجه معينه ولسه انت لسه ما شفتيش ولا سمعت اللي هيحصل كمان شويه ولا ادراجتي قد ايه العقل ممكن يلعب بنا في اخر لحظه وقد ايه ممكن يا لنا كل حاجه حلوه شفت على اخر لحظه الحديقه الجميله الرائعه المزينه بقت عامله ازاي شوفي عامله زي الخرابه رغم ان في ميه حوالين منها الا ان المكان ده بيسحب الروح ما بيخليش حاجه عايشه هتشوفي كل حاجه قدام منك عايشه بس في لحظه لما تنتهي كل حاجه دلوقت هتعرفي قد ايه ان كل حاجه ماتت كل روح كل بني ادم اي حاجه معديه حتى ورق الشجر ما ما سلمش من ده كله عشان تعرفي بصي بقى وشوفي ايه اللي هيحصل وانت هتعرفي قد ايه العقل هيكمل عليهم
في تلك الاثناء عاد الصوت من جديد وقام بالنداء عليهم نظروا الثلاثه للاعلى وكانهم يبحثون عن مصدر الصوت وصرخ واحد منهم انا هنا انا هنا اين انتم انقذونا لا نستطيع الخروج اليكم وبعد قليل سمع صوتا لانثى تنادي عليه ضحكه وابتسم بل ضحك من كل قلبه وقام بالنداء عليها صارخا :- الينا يا لينا يا حبيبتي انا هنا انا هنا كيف علمتي بهذا المكان ارجوك انقاذيني واتمنى ان تسامحيني على ما اقترفته في حقك من قبل ارجوك ان تسامحيني ارجوك تقبلي اعتذاري ولا تحزني على ما فعلته بك ولن اخونك مره اخرى و أعدك بذلك .
بعد قليل صمت هذا الصوت بل كانه لم يكن وعاد صوت ان رجل كان يبدو عليه انه طاعن في السن ينادي ويقول دي مني يا بني اين انت اين انت يا بني لماذا لا تجيب علي كان هذا الشاب يعلم يعلم ان كل هذا من محد عقلي ان عقله يتلاعب به فهذه هي النهايه وكيف لا لكنه اراد ان يجاري الواقع ان يجاري ما عليه كي يستمتعوا باخر تلك اللحظات التي تمر عليه من عمره وكيف لا وهي لن تعود مره اخرى فقام بالاجابه عليه رادا:-
انا هنا .. هنا يا أبي اعلم انك لست موجود كي اطلب منك العفوا فانا بعد تلك الليله لم استطع لم استطع يا ابي ان ابقى في المنزل اعتذر لك ان كنت تسمعني او لا انا حقا اود ان اعتذر لك لم اقصد ان اصرخ عليك اعلم انك تريد مصلحتي ولكن راسي اليابس هذا من فعل بهذا اعتذر لك اعتذر لك ومنك ولوالدتي ولاخوتي فانا لم اكن يوما الابن الباري بوالديه لم اكن الابن الصالح بل كنت فاسدا اعلم فاسدا بكل شيء وانا حقا واعترف انني استحق تلك النهايه البائسه ولكن ما يحزنني هو انني ساموت هنا وانت لم تعلم عني شيئا ساموت وانت لن تاخذ عزائي ستظن لوهل انني غادرت من البلاد لكنني ابي لم اغادر تمنيت ان تقف على قبري وتدعو لي وتقرا لي من الانجيل ما استطع هذا ما كنت اتمناه ولم اكن اريد سوى ذلك حقا يا ابي انا اعتذر منك اعتذر منك لك ولاخوتي اعلم انك لن تسمعني لكن اظن انه هناك شيء في القلب فيصل اليك وتعلم داخلك انني غادرت الحياه فدائما فدائما كنت لها سنه وانا دائما كنت اخيب امك ولم اكلف خاطري تلك المره ان اعتذر منه فانا استحق فلا تحزن علي ربما لقد تركت ذلك مره ثانيه ومره ثالثه لكن لا اعلم ربما تلك النهايه كانت قادره ان يعيد عقلي التفكير ويفكر مره اخرى وكيف لا يفكر فقد بات عمر لا يفكر فتلك اللحظات التي وجب ان يفكر فيها اموره اصدقائي فقد بات كل واحد منهم يحمل اسما داخل قلبي يريد التكبير عن وانا ايضا فلا تحزن علي يا ابي وادعوا لي ربما ساحاول الوصول اليك بقلبي و عقلي لن اتمنى سوى ان تصنع لي قبرا يا ابي وتقف على شاهده دائما وتزوره كي يرتاح قلبك بانني موجود بانني واواري الثري هنا ، لا تحزن واقولها برغم يقيني واصراري انك ستحزن علي العمر كله ما دمت كنت فتاك المدلل ما دمتك وانت تخاف علي وكان حبك زياده علي نعم كان زياده يا ابي فلم افعل شيئا لك سوا انني اخطات بحقك واحزنتك بما فيه الامر انا اعتذر اعتذر فكم شعرت بهذا الحب الكامل داخل اضلاعي لك لكن انا اسف اسف يا ابي من كل قلبي وارجو ان تسامحني بصدق ارجو ان تسامحني فانا احبك نعم احبك لم اقولها لك يوما لانني لم كنت اعي معنى هذه الكلمه لم كنت قائمه معنى هذا الخوف الذي كنت دائما تظللني به ها انا استحق ولكن هناك شيء وجدت ان اخبره اياك وان اقولها لك يا ابي اردت ان اقول لك انني احبك نعم احبك يا ابي تمنيت ان اعود اليك واقولها ثم اغادر مره اخرى لكنك ستشعر بما اشعر به
كلهم يقولوا للاخر انت من جلبنا هنا انت من احضرتنا هنا كل هذا ومها جالسه معهم لا تدري ماذا تفعل لهم فهي حقا تشعر بالاسف من اجلهم فهي مدركه لكل كلمه قالتها الاخرى لها مدركه ان الموت حينما يدق الباب ويدلف انتهى انتهى مجرد ثواني حتى تصعد الروح الى بارئها ايا كانت الطريقه وان كان السبب وان كان المكان ولكنه الموت لا يفرق بين كبير وصغير تلك هي الحياه لم يصدقوا تلك الوجوه التي شاهدوها امامهم فكل واحد منهم يصرخ على الاخر ويقول له انا شفت ده انا شفت عفاريت وانا داخل انا شفت انا متاكد من اللي انا شفته انا مش بهلوس ليرد الاخر عليه ويقول نفس الحديث وغيره يقول نفس الحديث فقد ليرد الاخر بيرد واحد منهم قائلا ومعاتبا لنفسه ومعاتبا لهم قائلا احنا ليه ما تكلمناش احنا ليه ما قلناش على اللي احنا شفناه لربما كنا طلعنا من هنا من بدري ما كناش دخلنا المكان ده ضرب واحد منهم كفا على الاخر وقال واضح ان كلام الراجل كان صح واضح انه وقت ما نصحنا كان عنده حق احنا ليه ما سمعنا لوش اما ثالثهم قال وهو يهز راسه باسف على وضعهم هذا ثم ضرب بكف يده على الكرسي قائلا ده طبعا احنا ما بنسمعش لحد انا وانت وهو كلنا جايين عشان المغامره اللي احنا هنعيشها ما ادراكنا اللي احنا فيها الا لما دخلنا جوه ويا ريتنا تعلمنا ده انا وانت صح بس للاسف ده الغلط بعينه انا حاسس ان احنا ما احناش طالعين هنا انا حاسس ان احنا هنموتوا المكان غريب والهواء فيه غريب حتى الاشكال اللي احنا بنشوفها غريبه لما عملنا بحث عن المكان ده ناس كثير قالت لنا كويس واكتشفنا ان المكان حلو ما كناش نعرف ان المكان ساكنه شياطين لو كنا نعرف ما كناش قيمه احنا عايزين نحاول نطلع من هنا بسلام عاوزين نرجع ومش هنكرر دخولها ثاني لازم نرجع كان هناك من يقود السياره وهو جالسا ضرب بكف يده على مقود السياره وصرخ فيهم بغضب البنزين خلص هنعمل ايه دلوقتي طب حتى لو طلعنا لو عرفنا هنطلع هنطلع ازاي من غير العربيه مش هنعرف نرجع ومش هنعرف نطلع والمكان بعيد عشان نوصل للراجل اللي احنا كنا عنده من شويه لازم نعمل حاجه ولازما نتصرف ولا نعمل حاجة ،اصل مستحيل نفضل كدا ، واكيد فيه طريقة نخرج بيها من هنا .
كل هذا ومها تطالع الجميع في شئ من الخوف ايضا لا تدري ماذا تفعل ، لتتفأجا هنا بتلك الجميلة واقفة امامها وتشير لها باصبعها علي فمها بأن تصمت لا تفعل شيئا تنتظر فقط .
تبا علي الخوف هذا الذي يحاول جمع ما تبقي من حياة ، وكأنه يجمع الدماء من الجسد حتي يمنعه عن القلب ، ليصيبه بتلك الوخزات التي تؤلمه وتضغط علي تلك الصمامات الرفيعة كي تخبره انها اخر لحظاتك في الحياة ، ليستقر به الحال حثة هامدة .
هذه هي النهاية الوحيدة التي لا مناص منها.
لم يكن هناك بد سواء ان تلك الجنيه او الشيطانه او الجميله كما اثمتها مها داخل عقلها ان ترى كما امرتها وتشاهد تلك الشباب ماذا سيف يفعلون وقد تم ذلك لقد راتهم وهم يدورون حول انفسهم تاره ويصرخون على انفسهم تاره اخرى ويانبونها الا ان تملك منهما الياس فقد توقفت السياره ونفذ منها البنزين لم يكن منهم سواء ان يترجلوا منها ويفر من هذا المكان على اقدامهم فهذا هو سبيلهم الوحيد للفرار لكنهم شاهدوا تلك الوجوه البشريه مع الشيطانيه التي جعلت الدماء تفر منهم هاربه فقد تكالبه عليهم لم يكن منهم سواء انهم كل واحد منهم في طريق عن الاخر يصرخون يطلبون النجده ولكن اي نجده في هذا المكان المشؤوم اي نجده في هذا الواقع الذي تخلى عن جميع البشر بل عن جميع الكائنات الارضيه هذا المكان قد انفصل تماما عن البؤره الخارجيه لقد هرع الشباب الى مصيرهم المحتوم مصيرهم الذي كان لابد منه في النهايه كل واحد في جانب من الاخر ظل يدورو حول انفسهم حتي عادو الي تلك النقطة التي اتوا منها. كانوا ينادونا على بعضهم البعض في محاوله منهم لبث الشجاعه لبعضهم ولكن اي شجاعه فقد ولا تهاربه تلك المكان الجميل المزين بالاشجار واللون الاخضر والبحار هذا المكان الرائع الذي حوى من الاجساد المئات بل الالاف وحواء ايضا من الشياطين الالاف فهم اصبحوا مسجونين داخل هذا تلك البقعه الكبيره التي من يراها من بعيد يظن انها كبيره على مرمى البصر لكنها ليست على مرمى البصر تلك تشبه الدائره او المتاهه الصغيره المتاهه التي يلعب الشيطان داخل اعيننا فيها التي يظن لوهله ان هذا المكان رائع بل في الحقيقه هو اشد باسا اشد ذكرهم اشد طراوه نعم فبعد قليل قد عاد المكان الي طبيعته وكانه كان مهيا ومزين لاستقبال هؤلاء الشباب مزين بجماله لكي يلفت النظر مزين بروعته الخلابه وطبيعته المميزه لكي يجبهم الى الداخل لقياس تكره داخل قلبي ليافعل بهم ما يشاء تحولت الاشجار الكبيره العاليه الماليه بالورود والمروه بالورق الى اخرى جامده بائسه خاليه من الورق ده مره الاشجار ايضا من شده خوفها اما عن الارض فحدث ولا حرج فقد باتت خرابه مثل ما يطلقون عليها جرداء لا حياه فيها تحولت الزروع الموجوده حولها وفي الداخل الى اخرى حشائش سوداء طالها العفن اي مكان هذا اي مكان الذي ينادي اصحابه حتى يفعل بهم ما يشاء لكنه لم يكتفي بهذا فقط بل سمع كل واحد منهم من ينادي عليه كانت مها تشاهد كل هذا وهي لا تصدق ما تراها اعينها لا تصدق هذا الوهم كم هذا الوهم الغريب الذي سيطر عليها سيطر عليها شكلها سيطر على ملامحها لم تكن تصدق ان هناك اماكن قد تتلاعب بالبشر فكيف لا وقد ظنت ان البشر هم يتلاعبون بكل شيء والجن ايضا يتلاعبون ولكن على نطاقيهم المحدود والبشر ايضا على نطاقين المحدود لكن على هذا النمط على هذه الدراوه والخوف لم تتخيل سامعه اصواتهم من ينادي عليهم من بعيد وكان وكان الامل بوسه اليه مره اخرى لاحت على وجوه السعاده فظل يصرخون يصرخون عليهم انهم هنا انهم في هذا المكان محتبسين انهم لا يستطيعون الخروج من هذا المكان بل هناك من يحجر عليهم هناك من يحاول ان يتمسك بهم في تلك الارض الغرباء كان يحاولون الاختباء من تلك الوجوه للعين لكنها لكن كانت لا تضر ولا تنفع لم تاتي عليهم ولم تتحرك لهم بل ولم تتحدث معه كانوا يمرون من جانبهم فقط يمرنا من جانبهم وكانهم يقولون لهم لا تتعجلون فا الموت قريب لا تتعجلون يفعلوا ما تشاءون تلك الطاقه في النهايه ستنتهي شعره بهذا الباب باب الطاقه باب الله وجود شعره بانه هناك ذبذبات خفيه فقد كان هناك واحد منهم علي علم بتلك الامور هناك رخا فيهم شاب بني كان هو اقوى معهم وقال لهم بصوت عال اننا محتجزون اننا محتجزون تعجبت مها من كلمته فنعم هم احتجزون وكيف علم هذا السؤال قدره وضع في عقلها كيف علموا بحق انه محتجزون في ذلك المكان البائث اقترب منه واحد وساله كيف علمت رد عليه الاخر وقال
تذكرت نعم تذكرت ان تلك الامور الخفية انا علي علم بها اعلى اعلى فقد سمعت وقرات عن تلك الاماكن البائسه التي من يدخلها لا يستطيع الخروج ان انا هنا ليس ليس ما في ارض الواقع اننا هنا في عالم مختلف عالم يفسرنا عن الخارج فرخ به وقال الاخر ماذا تعني ماذا تعني اننا اننا ماذا تقصد اننا اتقصد ان ان ان لو اتت نجده نجدتنا لن يستطيع ان لا لا تقول لها لا تقولها سوف يعصرون علينا سوف ياتون الينا انا اعلم ذلك ضربه من تكلم وكفا على كف وقال له بنفاذ صبر فله وانشقت هذه الارض واخرجت نبته خضراء لخرجنا من هنا لا تعلم بل نحن لا نعلم اين نحن ربما هنا عالم اخر او كوكب اخر غير الذي عليه اننا في عوالم اخري صدقني .
تذكرت مها حديث تلك الجميله منذ قليل التي ابتسمت لها وقالت عرفت بقى عرفت ان في حاجات احنا لو جهلناها افضل لنا بكثير تخيلي مثلا هو لو كان ضرس ولا دور ولا علم ولا عرف كان زمانه مجاش هنا لكن هو نصيبه كده نصيبه ان هو يجي المكان ده نصيبه ان هو يدخل وما يطلعش افهمي بقى كل حاجه نصيب وقدر لكن انت ما انت قادره تفهمي انت ذات نفسك لو اتحبست هنا ممكن ما تقدرش تطلعي احنا في ابعاد ثانيه وفي عالم ثاني عالم مفصلين عنهم. ده اعرف يخلدها هذا الالم الذي وصل الى قلبها متاسفه وحزينه على مصير هؤلاء الشباب مصير نزوه ونزهه لم تكن في الحسبان وكيف لا فقد نقرروا ان نسافر وسوف نفعل ونفعل ونفعل ونجهز اشياءنا بل نظل بالايام نستذكر ما نفعله وماذا نفعله وفجاه يلعب القدر لعبته وتنقلب السياره لاسا على عقل ويموت كل ما فيها نعم فهم مثلهم ايضا هذا هو الواقع الاليم هذا هو نصيب هو القدر لتقاطعها الجميله وتقول لها اليوم هنا يا مها مش زي بره احنا اليوم بره او بالنسبه لكم كبشر يوم بيعدي 24 ساعه يوم عادي دقيقه ممكن تعدي ساعه ممكن تعدي ساعتين لكن اللي انت مش هتقدري تفهميه ان هنا الدقيقه بتعدي كانها 10 سنين بالضبط 10 سنين انت لسه ما شفتيش سالتها وقالت لها طيب طيب قولي لي مين اللي كان بينادي عليهم من شويه ابتسمت لها وقالت بعقلهم الباطن العقل اللي متخيل في لحظه ان النجده هتجيء وتنخذه انت متخيله يمكن احد يجيء المكان ده وتخيل ان ممكن احد يجي ينقذهم لو حتى اخر ثانيه عمري ما في احد هيجيء ينقذهم العقل لما بيطلب حاجه معينه ولسه انت لسه ما شفتيش ولا سمعت اللي هيحصل كمان شويه ولا ادراجتي قد ايه العقل ممكن يلعب بنا في اخر لحظه وقد ايه ممكن يا لنا كل حاجه حلوه شفت على اخر لحظه الحديقه الجميله الرائعه المزينه بقت عامله ازاي شوفي عامله زي الخرابه رغم ان في ميه حوالين منها الا ان المكان ده بيسحب الروح ما بيخليش حاجه عايشه هتشوفي كل حاجه قدام منك عايشه بس في لحظه لما تنتهي كل حاجه دلوقت هتعرفي قد ايه ان كل حاجه ماتت كل روح كل بني ادم اي حاجه معديه حتى ورق الشجر ما ما سلمش من ده كله عشان تعرفي بصي بقى وشوفي ايه اللي هيحصل وانت هتعرفي قد ايه العقل هيكمل عليهم
في تلك الاثناء عاد الصوت من جديد وقام بالنداء عليهم نظروا الثلاثه للاعلى وكانهم يبحثون عن مصدر الصوت وصرخ واحد منهم انا هنا انا هنا اين انتم انقذونا لا نستطيع الخروج اليكم وبعد قليل سمع صوتا لانثى تنادي عليه ضحكه وابتسم بل ضحك من كل قلبه وقام بالنداء عليها صارخا :- الينا يا لينا يا حبيبتي انا هنا انا هنا كيف علمتي بهذا المكان ارجوك انقاذيني واتمنى ان تسامحيني على ما اقترفته في حقك من قبل ارجوك ان تسامحيني ارجوك تقبلي اعتذاري ولا تحزني على ما فعلته بك ولن اخونك مره اخرى و أعدك بذلك .
بعد قليل صمت هذا الصوت بل كانه لم يكن وعاد صوت ان رجل كان يبدو عليه انه طاعن في السن ينادي ويقول دي مني يا بني اين انت اين انت يا بني لماذا لا تجيب علي كان هذا الشاب يعلم يعلم ان كل هذا من محد عقلي ان عقله يتلاعب به فهذه هي النهايه وكيف لا لكنه اراد ان يجاري الواقع ان يجاري ما عليه كي يستمتعوا باخر تلك اللحظات التي تمر عليه من عمره وكيف لا وهي لن تعود مره اخرى فقام بالاجابه عليه رادا:-
انا هنا .. هنا يا أبي اعلم انك لست موجود كي اطلب منك العفوا فانا بعد تلك الليله لم استطع لم استطع يا ابي ان ابقى في المنزل اعتذر لك ان كنت تسمعني او لا انا حقا اود ان اعتذر لك لم اقصد ان اصرخ عليك اعلم انك تريد مصلحتي ولكن راسي اليابس هذا من فعل بهذا اعتذر لك اعتذر لك ومنك ولوالدتي ولاخوتي فانا لم اكن يوما الابن الباري بوالديه لم اكن الابن الصالح بل كنت فاسدا اعلم فاسدا بكل شيء وانا حقا واعترف انني استحق تلك النهايه البائسه ولكن ما يحزنني هو انني ساموت هنا وانت لم تعلم عني شيئا ساموت وانت لن تاخذ عزائي ستظن لوهل انني غادرت من البلاد لكنني ابي لم اغادر تمنيت ان تقف على قبري وتدعو لي وتقرا لي من الانجيل ما استطع هذا ما كنت اتمناه ولم اكن اريد سوى ذلك حقا يا ابي انا اعتذر منك اعتذر منك لك ولاخوتي اعلم انك لن تسمعني لكن اظن انه هناك شيء في القلب فيصل اليك وتعلم داخلك انني غادرت الحياه فدائما فدائما كنت لها سنه وانا دائما كنت اخيب امك ولم اكلف خاطري تلك المره ان اعتذر منه فانا استحق فلا تحزن علي ربما لقد تركت ذلك مره ثانيه ومره ثالثه لكن لا اعلم ربما تلك النهايه كانت قادره ان يعيد عقلي التفكير ويفكر مره اخرى وكيف لا يفكر فقد بات عمر لا يفكر فتلك اللحظات التي وجب ان يفكر فيها اموره اصدقائي فقد بات كل واحد منهم يحمل اسما داخل قلبي يريد التكبير عن وانا ايضا فلا تحزن علي يا ابي وادعوا لي ربما ساحاول الوصول اليك بقلبي و عقلي لن اتمنى سوى ان تصنع لي قبرا يا ابي وتقف على شاهده دائما وتزوره كي يرتاح قلبك بانني موجود بانني واواري الثري هنا ، لا تحزن واقولها برغم يقيني واصراري انك ستحزن علي العمر كله ما دمت كنت فتاك المدلل ما دمتك وانت تخاف علي وكان حبك زياده علي نعم كان زياده يا ابي فلم افعل شيئا لك سوا انني اخطات بحقك واحزنتك بما فيه الامر انا اعتذر اعتذر فكم شعرت بهذا الحب الكامل داخل اضلاعي لك لكن انا اسف اسف يا ابي من كل قلبي وارجو ان تسامحني بصدق ارجو ان تسامحني فانا احبك نعم احبك لم اقولها لك يوما لانني لم كنت اعي معنى هذه الكلمه لم كنت قائمه معنى هذا الخوف الذي كنت دائما تظللني به ها انا استحق ولكن هناك شيء وجدت ان اخبره اياك وان اقولها لك يا ابي اردت ان اقول لك انني احبك نعم احبك يا ابي تمنيت ان اعود اليك واقولها ثم اغادر مره اخرى لكنك ستشعر بما اشعر به