الفصل 22 الحزء 2

في شقة بلال احمد
وتحديدا في غرفة الاطفال يجلس علي الفراش طفلًا صغيرا يبدو عليه في السابعة من عمره يشبه بلال كثيرأ قاضيًا حاجبية بغضب طفولي ينظر له بلال الجالس بجانبه ينظر له بهدوء وابتسامة علي منظره الغاضب

بلال : يعني انت زعلان ليه دلوقت

عمار بعبوس طفولي : عشان زعقتلي امبارح قدام الكل واحنا في بيت تيتا واونكل صخر قالك متزعقلوش كده عمار راجل وانت بصتلي وحش

بلال : انا عارف انك راجل بس كذا مرة قولتك متعملش مشاغبات بين الولاد وكلهم بيشتكوا منك اتخانقت مع ثابت ابن اونكل صخر

عمار بضيق : عيل بارد وبيعصبني

بلال : غلط انتو اخوات

عمار بعدم رضا : طيب انا اسف

بلال : وانا كمان اسف اني زعقتلك يسيدي

عمار بعدم رضا : ماشي ماشي

بلال بزهول : انت بتسيسني ياله

عمار : عاوز اي يا بابا

بلال : كمان !! ده اي الرد ده بقا انا جاي اصالحك تقوم تقولي كده ماشي يا عمار

ثم قام بلال وكاد بالخروج من غرفته متصنعا الحزن وقبل ان يتخطي حدود الغرفة هرول إليه عمار وهو يتفوه "بابا"

ابتسم بلال وتوقف والتفت له : نعم عاوز اي

عمار وهو ينظر للاسفل بخزي : انا اسف يا بابا متزعلش مني انا بجبك اووي

نزل بلال لمستواه وعانقه بحب ابوي: وانا عمري ما ازعل منك يا حبيبي اجهز يله عشان هنروح لتيتا عشان نشوف عمتو فرح

عمار : حاضر يا بابا

خرج بلال من الغرفه لانه استطاع ان يكسب قلب ابنه وتوجه الي روان التي تركها ترتدي ملابسها  قد انتهت فقط تقف اما المراة تضع حجابها

بلال بتصفير متغزلا في زوجته : الله اكبر يجدعااان اي الحلاوة دي

روان بضحك وخجل : بطل بكش بقا وبعدين انت وسيم اكتر

بلال بغرور مصطنع : طبعا انا احلي طول عمري

روان بغلاسه : نينيي رخم  صالحت عمار

بلال يضحك : اه الواد ده طلعلي اووي

روان وهي تلف يداها حول عنقه وتقول باعجاب وحب لزوجها الذي لم تغيره السنين : تؤ ابوه نسخة واحده بس

بلال وهو يحك رأسه بيده : احنا ممكن نلغي فرح خالص ونقضي اليوم سوا

ضحكت روان : بس بقا انا فرحانه اووي الكلبه دي اخيرا رجعت مش متخيلة بجد قد اي مفتقداها وزعلانه منها انها سابتني بس ربنا عوضني بهاجر
......................
في شقة محمد النويري
يجلس في الصالون يتحدث في الهاتف مع والده منتظرًا زوجته لتنتهي من تجهيزها

محمد : يا بابا حرام عليك انت وحشني اووي

سليم : انت ياواد انت مش مش كنت عندي من شهر

محمد : طب اعمل اي انا مش عاوز اسيبك لحظه وانت مش راضي تيجي

سليم  : اسيب شغلي بق عشان استاذ محمد عاوزني جمبه

محمد بتذمر : لا والله ماشي يا بابا

سليم بضحك : ماشي يا اخويا سلملي علي نوران وبوس ليا نور حبيبت جدو

محمد : ماشي يحبيبي خلي بالك من نفسك

قفل محمد مع والده وتنهد وتوجه الي الغرفة التي بها نوران وكانت تخرج من الغرفة اثناء دخوله واصتدمت  رأسها بصدره العريض فتأوهت ورفعت عيناها الزرقويه لتنظر في بحر عيناه الصافي

محمد بصوت هادئ يلمس قلب نوران : انا كنت جاي استعجلك

نظرت لها بزعل هادئ وقالت : وانا خلصت ونور لابسه في اوضتها بس ممكن تكون بتلعب

محمد يدقق في ملامحها بتمعن وكأنه يرسم لها صورةًفي عقله : امممم

نوران : هروح اجبها عشان نمشي

كادت نوران ان تذهب ولكن اوقفها محمد عندما مسك معصمها يمنعها من الخروج نظرت له بعتاب وحزن والدموع مختنقه في عينها علي وشك الانسياب

محمد بخنقه : نظرتك ليا دي بتقتلني

نوران نظرة  الي الجهة الاخري في صمت

ادار محمد وجهها له برفق وكانت دموعها انسابت علي وجنتيها مد يده ومسح دموعها بأنمله وقبل اعلي رأسها بحنان وجذبها الي صدره واحتوائها بذراعيه هدئت  نوران من بكاؤها كيف لها ان لاتهدء وقد سكنت ملجأها الدفئ

اخرجها محمد لينظر في عينها وتعبيرات وجهها وقال معتذرا : انا اسف انا اصلا مش راجل عشان زعلتك كده

نوران مسحت دموعها وقالت بجدية : بس متقولش كده خلاص انا مش زعلانه

محمد : كدابه

نوران بعصبيه : اقولك اي يعني وانت كنت مستني مني اي اما تسافر وتسبني علي سبيل انك زعلان رايح تغضب عند ابوك

ضحك محمد بقوة : والله ابدا يا مجنونة انا بابا كان واحشني جداا وكنت هاخدك بس اما انتي ديقتني

نوران : قولت استغلها واضيقها وبالمره اعيد ذكرياتي مع بنات امريكا

محمد : انا عيب عليكي انا برضو

نوران بضيق : بتحب تضيقني وبس واهو انا سبت الشغل في الشركة وزمان برضو قعدت من الكلية عشانك وفي الاخر تعمل كده

محمد بتأكيد : ايوه مفيش شغل ولو كنتي سمعتي كلامي من الاول مكنتش مشيت وسبتك بتعانديني وعارفه اني مبتعندش

نوران : انت سوسه اصلا بتقوم قالي اوكيه براحتك وفي الاخر تعمل حركه بايخه تعاقبني بيها

محمد باستفزاز : معلش

نوران : رخم

محمد : بس بتحبني
نوران بتصنع الاسف : مع كل اسفي اه
.............................
حان المساء وقد تجمع الجميع في فيلا الانصاري جالسون جميعا يتبادلون الضحك والمرح منتظرين صغيرتهم علي جمرة من النار وفي الركن اخر يلعبون اطفالهم ويمرحون بطفوله

صخر بضحك وحمااس : بااس اسمعو دي هضحكواا

محمد برجاء : ابووووس ايدك وش وضهر كفاية هنزف من كتر السأله

سلمي بضحك : لا لا سيبه قول انا بحب النكت البايخةً

ادهم دون اي تعبير وجه : لو قولت حاجه تانيه هقوم امشي

نظر صخر لادهم وهوً يشفق عليه وما يشعر به الان : خلصانه انا هسكت عشان ادهم بس

بلال : ابوووس دماغ ادهم والله علي انقاذ العائلة الكريمة دي

نوران : لا بس عجبتني بتاعة مره نام متأخر

روان مكمله بضحك : لقي الحلم مبلش

ضحكت نوران وروان وضربوا كف بعضهم بمرح

احمد جوز فاطمه : هي الساعة كام دلوقت

احمد جوز سلمي : 4ونص المفروض توصل 5

ارتبك ادهم وبدأ في هز قدمه وتحمدت ملامحه وهو يعلم ان الجميع يلاحظه ولكن لم يعد يبالي فهو علي يقين ان لا احد يشعر بما يشعره به الأن ومنذ السنوات الماضية

عند هاجر الجالسة بجانب صخر فهمست له

هاجر: صخر

صخر بانتباه لها وعناية : نعم يروحي

هاجر بتعب : تعبانه عاوزه

صخر بلهفة وقلق انتبه له الجميع : ليه يحببتي حاسه باي

هاجر وهي تنظر الي الجميع الذي التفت لها ثم عادت بنظرها إليه هامسه : اهدي يا صخر فضحتني انا عاوزه مسكن لبطني

صخربخوف ظهر في عينه لاحظه ادهم وسعد لانه اصبح يدمن زوجته ويخشي عليها من الهواء : مالها بطنك طيب فيها حاجه

هاجر صمتت بحرج وقالت : بطني يا صخر الله يهديك

بلال : مالها بطنك يا هجورتي اجبلك دكتور

احمد والد هاجر : طب حاسه ب اي طيب

هاجر تنهدت بحرج : مفيش يجماعه مغص مفجاء بس ثم نظرت لروان نظره فهمتها

روان وقد تفهمت ما تعنيه : انا هقوًم اعملك حاجه سخنه بشرط

بلال مازحا : تربيتي

روان : تعالي معايا نعملها

هاجر قامت مع فرح والقت نظرة ضيق علي صخر الذي استوعب بعدها ما كانت تعنيه
وبعد قليل عادت هاجر ومعها روان ولم يكن دقائق الا وفجاءتهم صغيرتهم وهي تدخل عليهم وابتسامة عريضة علي وجهها تفجاء الجميع بفتاة في قمة الانوثه فازدادت فوق جمالها جمالا

فرح : وحشتوني يا احلي عايله في مصر

اختلطت الاحزان بالافراح والتهاني والدموع والمشاعر القوية لحب صغيرتهم وبعد تحيات حاره من الجميع ودموع سعيدة وعانقات قوية بادلها الجميع لفرح ما عدا ادهم ظل متسنكرا مكانه وكانه تجمد شعر برجفة قوية بقلبه زلزلت كيانه ود لو يبكي من قوة الرجفه والمشاعر الذي هاجمته ود لو يصرخ ببكاء كالطفل فلم يتحمل رؤيته امامه وكم من احزان ومشاعر عنيفة تهاجم قلبة آلان بينما كانت فرح خائفه هاشة من الداخل نزف قلبها ألما علي حالته ومنظره فكانت ملامحه حزينه وعيناه كالورد الدابل لم تعد عين الصقر الحادة الذي عشقتها وعلي رغم قلوبهم النازفة دماء الالم كانت دماؤهم تسيل متجمعة في بئر الحب الناري

الحميع يتناول الطعام بشهية وسعاده

فرح : انا فرحانة اووي مش قادرة اصدق الولاد الحلوه دي عيالكوا

صخر : شفتي عشان تعرفي غبتك كانت طويلة

فرح : واديني خدت افراج وراجعه اقرفكوا من تاني

ثابت ببراءة طفولية : انتي كنتي في السجن يا خالتوا

فرح بسعادة : يا روووح خالتو انت يخلاثي شبهك اووي يا صخر

صخر : عيب عليكي كلو تحت السيطرة

هاجر بضحك : لا يا حبيبي هي تقصد افراج من الدراسه

نور بخجل انوثي : انتي بتشتغلي اي يا خالتو

ضحكت فرح بسعادة تغمر قلبها : يروحي بروحي نوران الصغيرة انا بشتغل دكتورة

نور بابتسامة طفله خاجله : انا كمان نفسي اطلع دكتورة

محمد : تبقي احلي دكتورة يا روح بابي بس كلي طبقك كلو

عمار بجراءة لا تليق بطفل : بس انتي طلعتي مزه اووي يا فرح

ضحك الجميع علي كلام ذلك الطفل المشكله حتي ادهم ضحك علي كلامه

روان : عيب يا عمار اسمها عمتو او خالتو

فرح بضحك ومرح غير منتبها لذلك الذي يتأمل ضحتها بنظرة غائمة حزينه لم ينكر مدي اعجابه وعشقه لضحكته ولكن حزن علي ما فعلته بكل قسوة وجراءة

فرح : سبي سبي ابن اخويا ده يا ولااد يخلاثي

عمار : خلاثي اي انتي بتكلمي طفل انا راجل

فرح : عيب انا ققولت ابن بلال هيطلع اي

بلال : ماله يا بت

فرح بمزح : تؤ تؤ مسمحش ليك انا دكتورة وليا احترامي

محمد بتطبيل : الله اكبر عااش يا فنانة

وبعد ان انتهو من الطعام وسط اجواء مارحة جلسوا يتناولون الحلوي ويحكون القصص ومند ان جلست فرح وهي تحكي لهم عن شعيب ومواقفها سويا غافله عن ذاك الذي يحترق غيره وبدأت عيناه تدريجيا تعود الي حدة الصقر

احمد والدها : حرفيا كان كل شويه يتصل يقولي انا بشكرك عشان خلتني اكفر عن ذنوبي وادخل الجنة واقوله بتقول ليه كده يقولي بنتك هتجنني

نوران : حرام عليكي يا شيخه هبلتي الراجل

هاجر : انا متحمسة اشوف شعيب ده اووي

صخر بانتباه : نعممم!

بلال ممازحا من غيرة صخر علي شقيقته : قلة ادب

هاجر بتبرير : يوه اي يجدعان مجرد فضول

صخر : لا اقتلي فضولك يا عسل

فرح : شعيب اصلا هيجي لينا بكره

احمد جوز سلمي : كويس والله كلنا متحمسين لي اصلا

امجد : اصلا ده بني ادم عظيم وانه يتحمل مسؤولية زي دي وشاب كمان ربنا يحمية حقيقي

فرح : اه والله فمرة اتأخر في شغله واتصل عليا وقالي متخرجيش من الجامعه غير لما اجيلك

روان بحماس : اه وبعدين

بلال ينظر لها : بتحكي حدوته هيا

نوران : اشششش كملي يا فرح

فرح بضحك : جرا اي يا رجالتنا انتوا سيبنهم عندهم جفاف عاطفي ولا اي

محمد : يختي بلا نيلة هما دول بيشبعوا

صخر : اه والله

نوران : كملي يابنتي احنا فضولين

فرح : مفيش يستي انا روحت جه بقا اتعصب وفي الاخر جابلي بوكية ورد

ادهم وقف منتفضًابغضب : عن ادنكو يا جماعه انا صاحي بدري ولازم انام

صخر نظر لها بهدوء ويحثه علي تهدئة ذاته : استني شوية طيب نروح سوا

ادهم : لا

فرح بابتسامة وتتحدث وكأن شئ لم يكن : اي يا ادهم مش حابب تقعد معايا مش وحشتك يا اخويا

ادهم نظر لها بأرف وغضب وقد نفذ صبره وفقد السيطره : اخوكي متعمليش فيها من بنهي وناسيه الا بينا والشوية الا انتي بتعمليهم دول مش هيدخلو عليا وبطلي ارف بقا وانضفي يا. دكتوره

فرح وقفت امامه بغضب : انت ازاي تكلمني كده

ادهم دفعها بخفة اجلسها مكانها مرة اخري فكانت دفعته خفيفة الا ان فرح نحيفة علي غير طبيعتة جسدها المظبوط مما يدل علي حزنها واكمل
كلامه غاضبًا وغيرة قوية لم يجاهد حتي ليخفيها

ادهم : يعني هيكون مين يا بت فوقي وهدي دنيتك بشعيب بتاعك ده كل الا قاعد هنا عارف اني بحبك ولسه بحبك وان كنتي كرهتيني فنا هجوزك غصب عن عين الا خلفوكي وعين كل الا قاعدين دول وهدفعك تمن كل لحظه وكل ثانية اشتاقتلك فيها ومكنتيش جمبي

فرح والدموع في عيناها وتكلم بغضب والجميع صامت يصنت إليهم وهما يخرجون ما كتموه طيل سنوات : ليه دلوقت بقيت انفع مراتك يا ادهم بيه

ادهم متعمدا استفزازها : اه اذا كان عجبك وهتجوزك وبمزاجي وقسمًا بالله ما حد هيقدر يمنعني وابوك الا سفرك ده ما هيقدر يبعدك عني يا فرح

احمد والد فرح متدخلًا : مش من حقك تقلل مننا بالشكل ده يعني اي هتجوزها غصب عني

ادهم بغضب جنوني وعصبيه بصوت عالي جعلت صخر يهرول إليه ويقف جانبه : محدش لي دعوووة اما اتكلم محدش يعارضنييي

نرمين بدموع ام علي حزن ابنها : اهدي يحبيبي وانا هعملك الا انت عاوزه

ادهم بجنون : مش ههدي
كانوا ينظرون له بشفقة وحزن عليه وفرح الذي تنظر له بزهول فكم تغير حقًا

صخر : يله يا ادهم اروحك امشي يا ادهم معايا

ادهم وهو يقف امامها وينظر في عيناها بقوة : قدامك يومين تجهزي لفرحنا

فرح باندفاع : انت مجنون انا هتجوز شعيب وجاي يتقدم ليا بكره

فكانت جملتها هذه اكبر غلطة ارتكبتها بحق نفسها ونتيجتها هي صفعة قوية تلقتها علي وجنتها مداوية لجروح ادهم وضعت يداها علي وجهها ونظرت لادهم ببكاء وزهول لم تتوقع منه ذلك ابدا مهما حدث
........................
بعد مرور يومان في احدي الكافيهات تجلس فرح مع شعيب

شعيب : ده مجنون يستي اومال لو مكنش عارف انك بتقولي كده عشان تغظيه

فرح بضحك : كان قتلك

شعيب : يا بنتي ده ده دخل عليا مكتبي في الشركة وانا فضلت اعصبه اكتر يعني زي ما كنا متفقين وقولتله انا فعلا ناوي اتقدملها حضرتك مفكرنا بنهزر دي مشكلتك تخيلي عمل اي

فرح بضحك : عمل اي

شعيب : بتضحكي ده رفع عليا المسدس

فرح احمرت وجنتيها من كثرة الضحك

شعيب : اضحكي اضحكي اللهي يطلعو علي جتك بلاه يا بعيدة

فرح : اكتر من كده اي

شعيب : المهم متزودهاش معاه ده مجنون بيكي

فرح : لا خلاص كفايه مقدرش اكتر عليه

شعيب بطريقه كوميديا: يختي يختي يختي طب متنسيش كتب كتابي انا وبنت خالتي الليلة

فرح : عيبون عليك يا صديقي لم انسي سلامً بقا عشان راحه المستشفي بدأت شغل

شعيب : طيب هتعملي اي مع ادهم

فرح : سيبك منه اما اشوف هيعمل اي

شعيب : شكله مش بيهزر

فرح : عارفه انا مستنية منه حركة مجنونة من زمان خلي جيب اخره اللي مغلبني ده

شعيب : بالتوفيق يا دكتاره
........................
مساءًا امام احدي المستشفيات الكبري كانت فرح متجهة الي سيارته بتعب وارهاق منمعاناة اليومي العملي ولكنها تعشق مهناتها بشدة كادت ان تفتح سيارتها لتنطلق بها ولكن منعتها يد حديدية

فرح بخضة : ادهم في اي

ادهم : راحه فين

فرح : مروحه عندك مانع

ادهم من بين اسنانه بهمس : تعالي معايا بالذوق واسمعي كلامي عشان مش افرج عليكي امة لا إله الا الله وهعمل فضيحة في المستشفي

فرح : انت اتجننت يا ادهم انا اعرف الراجل كل ما يكبر ينضج ويعقل

ادهم بسخريه: نحن نختلف عن الاخرون

فرح برجاء : ادهم بليز انا لسه مخلصه شغل وتعبانه

ادهم بتوعد : يعني مش هتيجي معايا

فرح وهي تنظر في عينه بتحدي : اه

ادهم نظر في عيناها بتفكير ثم نزل بظهرة وحملها فوق كتفه وسط صراخها وزهول وصار بها امام اعين الناس حتي وصل امام سيارته فقتح باب السيارة بيد ويحملها باليد الاخري وادخلها وسط عنادها وتمردها

فرح بعصبية وهي تحاول الخروج من السيارة : مش هدخللل انت مجنون هلم عليك الناس

ادهم نظرة حادة : اخرسي

فرح وهي تضربه برجلهافكانت ملقاة علي الاريكة

ادهم بعصبية وهو يحاول قفل باب السيارة من قدمها وبصوت جمهوري جعل جسدها يرتعش ونظرته التي تزداد رعبًا: اتهدي بقاا مش عاوز امد ايدي عليكي تاااااني

ودفع باب السيارة بقوة واسرع بالركوب وقاد السيارة بسرعة جنونية بينما انكمشت فرح علي نفسها وبدأت دموعها تسقط في هدوء يرمقها ادهم في المرأة من حين الي اخر توقف ادهم بالسيارة امام شقته نظرت فرح حولها بضجر وخوف نظر لها في المراة وقال

ادهم بهدوء : انزلي

نزلت فرح بخوف والحق بها ادهم ومسكها من ذراعها وسحبها خلفه بهدوء وسط خوفها وقلقها توقف ينتظر المصعد ان ينزل تأمل ملامحها وادرك خوفها فهو مازال يفهم ملامحها وتفاصيلها فقال بضيق مقتضبا الوجه

ادهم : والله عاش بقيتي تخاف مني كمان للدرجادي

فرح بدموع : انت مش شايف منظرك انت بقيت مجنون

ادهم بعصبية : انتي السببب وخايفه مني انا ادهم

فرح لم تكن خائفه منه مما يقصده هي فقط تخشي غضبه

سحبها ادهم بعنف وركبوا المصعد ووصلوا الي الشقه وفتح الباب ونظر لها بمعني "ادخلي" ولكن لم تتحرك مما زاد غضبه وبشده فدخل وسحبها خلفه وهنا وقفت فرح بصدمه منبهرا فكان الجميع يجلس بلا استثناء والشقه مزينة علي اكمل وجه ويجلس المأذون والجميع ينظر لهم بسعادة اقترب منهم محمد

محمد لادهم : الله يخربيتك انت مخلينا نعمل كل ده والمأذون وفي الاخر جايبها زعلانه

بلال حضن فرح وظلت تبكي في حضن شقيقها

نوران : طب والعمل

روان بجدية : كلنا عارفين ان فرح بتحب ادهم بس الا بينهم زعل وزعل قوي

ادهم : نتعافئ منه وهي مراتي

احمد : انا بنتي مش هتجوز غصب عنها

ادهم بجنون : انت تسكت خالص انت السبب في كل ده

وقف المأذون بضجر : طب يجماعه اما تحلوا المشاكل الا بينكوً كلموني

ادهم نظر له بحدة واخرج مسدسه بجنون : اقعد يا راجل انت انا علي اخري

الماذون برعب : ياستير يارب اعوذ بالله انصرف

ادهم : انت شايفني ملبوس قدامك اقعدددد بقولك

نوران : لا بقا يا ادهم الجنان الا انت فيه ده

صخر : مجنون

ادهم متجاهله ينظر لفرح الذي تقف امامه برجاء ونبرة هاشه ضعيفه  : انا وانتي عارفين ان محدش هيقدر يعيش من غير تاني خاصميني وانتي مراتي انا بحبك وانتي بتحبيني كفاية عذاب لقلوبنا الا بتنزف بحبك يا فرح

فرح مسحت دموعها : وهو ينفع تقولي كده وانت رافع عليا السلاح

ضحك ادهم وسقطت دمعه هاربه منه : ما عمنا ده عصبني

فرح بضحك وسط دموعها التي تنساب : خلي يكتب الكتاب ويمشي

ضحك الجميع وصفق لهم وبدأ الماذون في كتب كتابهم وبعد ان انتهي قام ادهم باحتضان فرح بقوة التي بادلته العناق بقدر قوتها قام ادهم بحملها ودخل بها الي غرفة النوم دون كلام غير مباليا لهؤلاء الواقفون معهم

محمد بضحك : الاه شوف الوواد

نوران : شكلناااا وحشش

روان : حصل

هاجر : لا وبعد ما قرفونا مش عبرونا حتي

بلال : بجاحه دول دخلو قفلو الاوضه كمان

صخر بضحك : طب انا مش ماشي بقا

احمد جوز فاطمه : يله بطلو غلاسه كل واحد ياخد ابنه ومراته ويروح

فاطمه : يله يا احمد احنا كمان انا بطبخ من الصبح

احمد وهو بغمز لها : هو تعب الطبيخ هيجي فوق رأسي ولا اي ما صدقنا خلصنا من قلق فرح وادهم

نرمين : بتغمزلها قدامنا كده

امجد : وقح من يومك

سلمي : كل الا اسمهم احمد كده

احمد جوز سلمي : طب يله عشان نكمل واقحه في البيت اي اقصد نروح

محمد : اظن اسعد الليلة هنامها وكل واحد فينا مرتاح اينعم مكنش ناقصنا غير فرح وادهم ومشاكلهم بس احنا كلنا مرتبطين ببعض فطبيعي حد مننا عنده مشكله كلنا نقلق ونتعب ودلوقت الحمد لله نروح بقا لحسن ادهم فكرنا مشينا وكده خطر ههه

نوران وهي تمسك يده : وخلصت الحكايه منروحش ليه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي