الفصل الثامن والعشرون

نعم اعلم فهناك هذا الحب الكامن بسن اضلعك .
كان يقول هذا الحديث وخو لم يتمالك نفسه من فرط الحزنص والحسرة اما عن الثالث فسمع صوت والدته تنادي عليه بصوت واهن قد غلب عليه الالم وهي تنادي اين انت يا رامي ونادي عليك يا بني اين انت انا اسمع صوتك واعلم انك هنا لماذا لا تجيب علي الا تعلم انني مريضه الا تعلم انني اصارع الموت كفى من فضلك ارجوك تعال هنا اريدك ان تجلب لي هذا الدواء فقد نفذ من عندي ارجوك يا بني
نظره رامي لاصدقائه قبل ان يجيب عليها وينادي عليها امي امي انا اعلم انك تسمعينني ارجوك ارجوك سامحيني فلم اقصد ذلك لم اقصد ان اسبب لك التعب لم اقصد صدقيني فانا اعلم انني اقترف خطا اعلم انك تسمعينني بقلبك نعم هذا ما اظن فانا طفلك الوحيد المدلل فقد دللتني بما يكفيه لاكون على هذا الشكل لقد افردت في حبك لي ولم اعمى معنى هذا الحب الجميل الذي ظل يغمرني لسنوات وانا لم اقترس له فحبك كان لي الحياه لا اعلم ان كنت ساعود ام لا اعلم لا اعلم ان كنت ساراكي مره ثانيه كي اهرى اليك واقبل قدماك قبل يداك واخبرك بمدى اسفي وحزني على ما اقترفته في حقك لكن اظن بل اعتقد ان هذا الوضع الذي اعيش فيه وهذا الامر الذي اصبح بالنسبه لي عبئا ثقيلا ورحله مخيفه قد سببت لي الالم بما يكفي فكما سببت لك الالم في يوم من الايام دارت الدائره لا اتذوق معنى الالم ولكن الالم هنا الخوف انا خائف بصدق لم ادرك يوما انني برغم ما افعله معك ارتاحوا في المنزل ارتاح لسماع صوتك ولرؤيتك فكم كنت بائسا بدونك نعم كنت اغيب واعود لك كنت اغيب واعود الى ارى وجهك الجميل وتلك البسمه التي تزين ثغرك لم ادرك كل هذا نعم لم ادرك الا بعد ما بعدت عنك اشعر انني غبت عنك سنوات ليس يوما كما اظن اشعر انه طال الفراق بيني وبينك يا امي طب انا خائف الان كم انا خائف واشعر انني تائه لا اعرف اين انا لا اعرف فكم ادركت ان تلك الدقائق التي تمر بجانبك هي الحياه ولا شيء سواها كل حزن يلقاني كل حزن يا الان انني لست بالقرب منك انني لست لست بجانبك كنت طفلك الوحيد المدلل اخترت هي الحياه معي لقد اخبرتني هذا في يوم من الايام ان الحياه معك الحياه هي الحياه وانا لم ادرك ذلك لقد اخبرتني عندما قلتيها لي انني لم اريد لم اريد شيئا اخر في الحياه سواك انت لقد توفي والدي وتركني معك لكي تنشائي مني رجل وها انا الان ارد لك الدين واي دين لو ازرعته دماءا لم يكفي لكي اعوضك عن تلك الليالي البائسه التي بكيت فيه من اجله ولي اجلي نعم فانا لا استحق ومع هذا عندما اتي اليك بعد ما افعل معك ما يحزنك واهرع اليك اجيب لك يا امي تفتحين لي باب الحب وباب العفو بين يديك لتخبرينني كم تحبينني كم تحب هذا التراب الذي اسير عليه فانا اقول لها لك انا احب هذا التراب يا امي من اجلك ويا ليتني اعود لكِ بقلبي اسفا ونادما في حقك اعتذر منك بكل ما في سوف اموت وانتي لن تعلمي طريق لي ، سوف تتالميين لفراقي بل علي يقين بانك سوف ترحلبن من الحسرة والالم
ولكن ليس بيدي شيئا لاقدمه لكي يا امي .
ثم صمت ايضا
نظره مها حولها متعجبه لما يحدث تبا نحن كذلك نحن لا نشعر بقيمه من نحب الا عندما نغادر عندما نترك الحياه هذه له عندما نعلم يقينا ان هذه هي اخر اللحظات نريد فرصه ولكن ماذا سيحدث اذا تعاملنا مع هذا الواقع الذي نعيش فيه على ان كل لحظه نعيشها هي الفرصه الاخيره لنشبعه ممن نحب لنعطيهم من قلبنا كل شيء كل الحب ماذا لو تعملنا على هذه النقطه ماذا ماذا سيحدث ولكننا هذه طبيعتنا لا ندرك قيمه كل شيء الا بعد فوات الاوان وها هو الاوان اراه يمر من امامي امامي بوابه بائسه خاليه من الحياه خاليه من الروح وظيفتها ان تحتجز البشر ان تقطف منهم كل شيء ان يمر اليوم فيهم عشر سنوات دون اي اعتبارات اخرى دون دون ان تدرك كم نتعلم ونحن نغادر احباء نترك لهم الامن فقط الم الرغبه الرغبه في العوده اليهم الرقبه في النشبه منهم ما يكفي اما يكفي من الزمن ما قد يفعله بنا حتى تاتي النهايه هكذا فابسط الحقوق هنا دون شواهد للقبور او دون قبور تحتوي تلك الاجسام حتى حينما يريد ان نتحدث معهم نعيده الى هذه القبور ومناف ونحكي ما نريد ونوعاتب ونتكلم ولكن فهو القدر قدر نظرت لها الجميله وقالت عرفت بقى عرفت بقى اللي بيحصل مستحيل تكون النهايه بالمنظر ده الا لسبب كل واحد عامل غلطه كنا نظرت لها لها وقال هما يعني هم هم يستحق والنبي طب ما ممكن ان هم يرجعوا ويصلحوا اخطائهم مره ثانيه ما ممكن ان هم يروحوا يعتذر ويتاسفه مره ثانيه ويعدله من نفسهم نظرا لها بياس انه قالت يا ريت الموضوع يبقى على قد كده للاسف فالموضوع عمره ما بيجيء بالطريقه الموضوع ان هم خسروا خسر بسبب دماغهم بسبب تفكيرهم وكاله النهايه صعبه بالنسبه لهم صعب لما ادركوا ان خلاص الوقت بالنسبه لها معادله لما ادراكوا ان خلاص النهايه دي ما فيهاش اسف وما فيهاش رجوع ما فيهاش حتى ندم لعلمك حتى لو كانوا رجعوا كانوا هيعتذروا شويه وحيرجعوا لطبيعتهم ثاني التعاون امر صعب نظره لهم تلك الجميله الواقفه امامها مش معقول شباب زيهم يبقى حاسين بالندم كده ان هم اول ما يرجعوا ثاني ممكن يرجعوا لطبيعتهم مره ثانيه ممكن ان هم فعلا يتصلحوا فعلا يكون احد احسن من الاول هزت لها الجميله راسها باسف وقالت بطبيعه يا مها طبيعه بني ادم نادر قوي لما تلاقي شخص لما يندم يرجع مره ثانيه قليل قليل اللي بيدركه قيمه كل حاجه حلوه بيعيشوها زي انت ما كنت بتفكري دلوقتي وبتقولي ليه ما يعيشوش على انه كل لحظه في حياتهم فعلا هي اللحظه الاخيره صدقيني هيرتاح بصي عليهم كده شوفي عاملين ازاي نظرت معه نحو الشباب فكل واحد واقف من جلس بجانب وشجره ومن جلسه على الارض اخره من الحياه مثله ومن وقف بجانب السياره فتحها وجلس على ما يقعد لها منهم من يحبن صوره داخل حافظه له يراهم يتفحصها بالمنادى فقط وجوههم الحسره والياء نعم لقد وصلوا الى ذره الياس وهنا الياس عندما يتمنى لك منهم خارق هواهم وتبلدت مشاعرهم وكسه الياس القلب الذي انفطر نصفين على فراق واسف وندم على رحيل دون مبرر على ذنب فرفوها هو النصيب ها هو الجزاء نعم الجزاء هو من جنس العمل وهذه اعمالهم مثبت على رؤوسهم مثل حمى لها عوده بكتمها بكت حزن عليها على شباب في عمر الزهور شباب ولا ما يدركه ان الحياه بها الافضل والاحسن حينما نكون الافضل ولكن هناك هؤلاء الشباب الذين تملك منهم الهوجاء وان ساقوا نحو الحياه الى ترك الملبده جعلتهم يتخاصمون ويختصمون جعلتهم ينفصلوا عن الواقعه نظرت الثانيه الى الجميله وقالت قد ايه الندم بيبقى صعب في الاول لما بياكل من الانسان بياكل منه على قد ما بيقدر والانسان مهما يعمل خلاص هو نصيب كده انا قاعده اسمها وتركرقت العبرات من مقلتها وسقطت قالت لها الجميله ما تعيطيش ما تعيطيش بلاش تعيطي العياط مش هيعمل حاجه بهدلتها مها النظر وقالت لها انا مش باعيط عشان حاجه يمكن ده درس بالنسبه لي والمفروض انا كمان اتعلمه المفروض افهم افهم كل حاجه حوالين مني كل حاجه بتمر علينا لازم نتعلم منها لازم نترك ان دي حقيقه ما فيهاش رجعه هناك قالت الجميله لمها بصي بقى شوفي الحياه بتتاخذ منهم ازاي شوفي وتفرجي قد ايه المكان ده بيمص الروح قد ايه بيوجع استداره مها ونظره حولها شهاده الكثير والكثير من هؤلاء البشر الذين ماتوا هنا قبلا وعن تلك الشياطين التي اقتربت من كل واحد منهم وصنعت حوله دائره تبدلت الوجوه على الفور بل شيخه كثيرا وتحولت بعد ذلك الى جلد على عظام وبعد قليل اسلم كل واحد منهم روحاه لخالقه بهدوء دون مشاكل دون بكاء دون حزن ما هو الا الندم الندم اكل منهم حتى تبلدوا لم يعد يخافون شيئا مما حوله ترك الحياه بما فيها انفسهم وبعد قليل تحول المكان كله بعد ما الفضه الجمع من حول كل واحد من الشباب ليتكون مع كل جمع شاب الصداره كل واحد منهم ينظر الى جثته بعدما فارق الحياه لتنظر امانه الى الجميله وتسالها خلاص كده خلاص كده ماتوا صح خلاص كده ما بقاش في امل لاي حاجه في الحياه مجرد ارواح حبيسه هنا هزت الاخرى راسها وكانها تقول لها نعم هو كذلك.
رحل الشباب بمردهم عن الحياة مع انفسهم دون وداع او عناق دون اسف دون اي شي مميز.
بل رحلوا وحدهم ، داخل مكان مخيف يخلو من الحياة كلما اتت عليه روح انهكتهت وتركتها بعدما تمتص منها كل شئ اقتربت منها الجميله مدت اليها يدها كي تغادر كيغادر هذا المكان الموحش بعد رحله ربما دامت دقائق او ساعات ربما سواء لا تعلمها كم مره عليها في هذا المكان فكلما تعلمه ان هذا المكان قد اخذ منها الكثير برغم انها لم تفعل شيئا سوى النهار شاهدت ونظرت الى هؤلاء الشباب وتلك الوجوه ايضا الاخرى التي رحلت قبل هؤلاء الشباب شعره هذا المكان الموحش الذي من يذهب اليه يذهب له دون عوده مكان اقتص منها ما اقتص ماده مهايدها الى الجميله التي بدورها نظرت لها وقالت يلا بينا من هنا يلا نرجع لارضنا مره ثانيه اخذتك في رحله من ضمن رحلات ممكن تمر بها عشان تشوفي العالم الغريب مش كل عالم مخيف يبقى عالم الجن في عوالم ثانيه بتبقى اشد من الخوف ذات نفسه عوالم ثانيه بتقدر تمص بالبني ادم وتاخذ منه مش بس الاماكن مش بس الجن اماكن احنا ذات نفسنا ما نعرفش عنها حاجه مجرد اسم مجرد زياره زياره لاهلنا بس ما نقدرش ينزورهم في وقتنا بل بالعكس لازم نزورهم في مكان وقت وزمن غير الزمن هي دي الرحله الرحله اللي فيها ما فيهاش عوده فيها حبايب سابونا ما نقدرش نرجع لهم مره ثانيه ما تزعليش من اللي شفتيه في المكان ده فيه ارواح كثيره مش بس الثلاثه دول لكن شباب ثانيه ماتوا هم كمان بنات وشباب كل واحد كان عنده حلم قبل كده كان نفسه يحققه بس خلاص جاء الوقت جاء النصيب وجه القدر ما تزعليش يلا بينا ادركت مها ان كل كلمه قالتها تلك الجميله هي حقيقيه حقيقيه بقله صدق فهذا هو الواقع الاليم الذي قد ياخذ مننا ما ياخذ ويجعلنا نتالم بقدر ما نتالم هذه الرحله التي عاشت داخلها مها بكل تفاصيل الحياه الرحله التي ادركت فيها فان هناك عوالم خفيه عوالم لم نعلم عنها شيئا لم ندرك حتى اماكنها الى وقتنا هذا قد تخفي فيها البشر او الجان او الشيطان بدون عوده ودعونها ان نعرف اماكنهم او حتى تلك الاماكن في هذا المكان هو بمحافظه الصدفه صدفه ساقتها القدر لبعض من الشباب اثناء الحرب وبعض الحرب اثناء الهروب وبعد الهروب ولكن اي هروب هذا واي رحله هذه واي حرب هذه فهناك الحرب الضاربه في الخارج اشد رحمه عن تلك الحرب التي بداخل هذه الاماكن التي تقتص من الانسان روحه تجعله حر حر اليدين حرا في مكان مغلق في سجن مقيدا بقبابا من نار لا يستطيع فيها العوده للخارج لا يستطيع فيها ان يصرخ كما يريد فصرخه دون جدوى وبكائه دون جدوى ونداءته المستمره بلا جدوي ايضا هنا قالت لها الجميله غمضي عينك يا مها ويلا بينا نظرت لها مها وسالتها هنروح فين ردت علي الاخرى وقالت هنرجع من مكان مجانا هنرجع لمكاننا في الكهف لتهز لها مع راسها باستسلام لتقول مردده ايوه خلينا نرجع خلينا نرجع من المكان ده انا تعبت انا حاسه ان انا روحي بتروح مني حاسه ان كل حاجه حوالين مني حاسه ان المكان ده خذ مني رغم ان انا ما عملتش فيه حاجه قالت لها الاخرى طبيعي لازما ياخذ منك اوعك تفكرني انك تنزاف الروح سهل او انك تشوفي احد بيموت قدامك سهل لازم حتى لو ما تعرفهوش جزء من الروح اللي جوه منك بيروح جزء منه بيختفي مع الوقت بس بيختفي وبيجي مكانه درس درس انت ذات نفسك بتتعلميه العمر كله بتبقى مدركات بتبقى فهمت الدرس صح وعرفت قد ايه كل التفاصيل اللي كانت فيه درس عشان لما يمر عليك موقف او يمر عليك حاجه بترجعي للمكان ده ثاني جوه عقلك وبتفهمي الموقف صح وبي- بيحصل لك اعاده تقييم عشان تبقي فاهمه وعارفه قد ايه البني ادم بيمر عليه وقت احنا ذات نفسنا كان بيصعب علينا بيصعب علينا اللي بيعمله في نفسه بيصعب علينا ان هو بيموت رغم ان احنا بنزعل لان احنا ما بنكونش السبب في موته في النهايه بيموت تحت ايدينا بيموت على حاجه هو عاوزها وحاجه هو ميت عليها هي دي الحياه بالنسبه لكم انتم انما بالنسبه لنا احنا ولا يشغلنا احنا كمان لنا ناس ولينا جئنا اختفت كلنا جن اللي ماتت يلا نرجع وبعد كده هنبقى نتكلم ونعرف كثير وكثير في اللي جاي هاخذك في رحله ثانيه بس لما احس انك ارتحتي وقدركت قد ايه ان كل موقف مر عليك هتطلعي منه الدرس هيبقى قاسي شويه عليك حبتين بس هتفهمي منه كل حاجه يلا بينا يا مها عينيها وشعرك بتلك الهزه ده فيه جسدها التي جعلتها تنتقل من المكان الى الاخر عن الهواء التي في المكان ساخنا يمتص الروح
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي