الفصلالثالث
مدينه الجمال
الفصل الثالث
. .
صمتت للحظات ثم تحدثت ببتسامه محاوله تغيير الأمر من هذا الوضع الكئيب إلى شئ من الضحك فتحدثت بحسها الفُكاهي قائله :
أما عن موضوع نظرك ، فـ والله يا عم إن النضاره إللي أنت لابسها دي مداريه جمال عيونك دي ، إيه ياض الجمال دا يا ياض ، ايه يا عم الناس الحلاوه دي ؟!
في عيون بالجمال والحلاوه دي ؟؟
يوسف ضاحكًا : بس يا ماما كده عيب .
اصاله ضاحكه : اه انا عارفه الاغنيه دي ،بس يا ماما بس كده عيب ، دي مش بتاع فلم الداده دودي ؟!
يوسف : باااالظبط كده ، شطووووره ، المهم سيبك من كل دا وقولي ليا كنت بتعيطي ليه وكنتي محتجاني في إيه؟!
اصاله بتذكر : يااااه ، دا أنا نسيت أنا كنت عايزاك في إيه أصلًا ، مش مهم بقى خلاص أنا بقيت كويسه ، المهم أن شوفتك وشوفت ضحكتك إللي تجنن دي .
يوسف بمكر : يا رااااجل ، بقيت بتعرف تعاكس اهو وبقيتي بتقولي كلام حب وبتاع ، أنا مش متعود منك على كده لا.
بس بجد كنت عايزه أيه !! كنت عايزاني عشان والدك ؟؟
اصاله بتنهيده حزينه : ااااه ، جيت على الجرح ، فعلًا كنت عايزاك بسبب بابا .
يوسف : خير عمل إيه تان زعلك ؟!
اصاله : مش مهم دلوقت ، بعدين أبقى أقول ليك ، المهم إنت وصلت لجديد في إللي كنت بتعمله ؟!
يوسف : جديد في إيه بالظبط مش فاهم ؟؟
اصاله بمكر: في إللي روحت المكتبه القديمه عشانه يا عم اللي مش فاهم ، هو أنت بتروح المكتبه الجديده إلا عشانه ؟!
عشان السرداب !!
يوسف : احم احم ، طيب إيه طاه ؟!
اصاله بغرور : أنا اللي فهماك وحفظاك يا يوزارسيف ، فـ لم تحب تلف ودور على حد لف ودور لكن مش على اصاله .
أبتسم يوسف ثم تحدث: حبيبي أنت والله صولتي يا قمر أنت ، بس لا للأسف مفيش اي جديد ، تقريبًا قرأت كل كتب المكتبه القديمه ، كل الكتب الاسطوريه لكن مش قدرت أوصل لأي جديد ، ولا كتاب ذاكر حاجه عن السرداب دا ، مفيش أي معلومه عنه خالص غير في الكتاب إللي معانا ، وحتى الكتاب اللي معايا لا حدد مكان السرداب ولا حتى حدد العالم الغريب إللي فيه أخر السرداب ، ولا حدد طريقه دخوله اصلًا والخروج منه .
كل المعلومات إللي موجوده فيه زي ما أنت عارفه ، أنه كان فيه سرداب قديم في بيت مهجور ، السرداب ده شبيه بـ الإله الزمنيه تمامًا ، قادر ينقل أي حد يدخله لعالم تاني غير العالم إللي أحنا متواجدين فيه ده .
اصاله بتنهيده : طب وايه العمل ؟!
كده مش وصلنا لأي حاجه ، كل المعلومات إللي معانا مجرد علامات استفهام كتيييير لا حصر لها .
كل حاجه بقيت مُبهمه وناقصه ومش تعتبر معلومات أصلًا .
حتى إن العالم التان إللي بينتهي فيه السرداب منعرفش إذا كان عالم قديم او جديد .
هل المكان إللي بيودي ليه السرداب في الماضي ولا في المستقبل ، في نفس العالم والبشر دول ولا خلق تان وشكل تان ؟!
يوسف بتنهيده : مش عارف ، والله ما بقيت عارف حاجه يا اصاله ، عقلي هيشت من كتر التفكير .
اصاله بحنان : أهدى ، أهدى أنت بس وانا معاك وإن شاء خير ونقدر توصل لحاجه .
بس مش جربت تنزل مكتبه إسكندرية أو تروح مكتبه مصر مثلًا أو المكاتب الكبيره دي ، يمكن تلاقي هناك كتاب أو حاجه تفيدنا في حاجه ،او كتاب تاني ذاكر حاجه عن السرداب ده ؟!
يوسف : أكيد فكرت في كل دا ورحت كل الاماكن دي تقريبًا ، روحت كل مكان له علاقه بالكتب تقريبًا لكن مفيش أي حاجه ، مفيش أي كتاب بيقول حاجه عن السرداب دا ، أنا قربت أقتنع أن مفيش حاجه اسمها كده اصلًا ، تفكيري وقف خلاص .
اصاله بحنان : أهدى يا حبيبي ، إن شاء الله كل شي هيبقى زي ما أنت عايز ، طب مش جربت تروح عند سور الأزبكيه ، هناك كتب كتير وخصوصًا الكتب القديمه كتير اوي هنام .
يمكن تلاقي حاجه ليها علاقه بالموضوع .
يوسف بستسلام : لا مش فكرت إن أروح صراحه ، لكن عندك حق ، إن شاء الله بكره الصبح هروح يمكن ألاقي حاجه ، يمكن .
اصاله ببتسامه : خلاص تمام وقت ما تجي تروح رن عليا وأنا هاجي معاك ماشي ؟!
يوسف : ملوش لزمه يعني تتعبي نفسك ، أنا هعرف اروح لوحدي .
أصاله : بطل عندك ده بقى ، قولت هاجي معاك يبقى كلمه واحده .
يوسف بمكر : حاضر يا فندم ، إللي تؤمر بيه يُنفذ فورًا ، بس برده مش قولتي ليا إيه إللي غيرك بالنسبه للموضوع دا كده؟!
انت من ساعه. واحده كنت بتزعقي ليا في التلفون عشان نفس الموضوع ، إتعصبتي عليا عشان روحت المكتبه القديمه ، ايه حصل غيرك فجاءه كده ؟!
اصاله بهدوء : مفيش حاجه حصلت يا عم عادي .
بس إكتشفت إن عشان أهتم بيك مش لازم أكتفي بالكلمه دي أو بالكلام بشكل عام.
لازم أ كون قد الكلمه دي فعل ، لازم أكون معاك في كل حاجه ، لازم أتقبلك بكل طباعك وظروفك .
إكتشفت أن لازم اقاتل على الحلم إللي بحلمه ولازم أسعى ليه بكل الطرق ومش استسلم لأي عقبه أو ظروف مهما كانت الظروف ، بالظبط زي ما أنت بتعمل كده ، شهور بتدور في وهم ومش استسلمت ولا لحظه ، حتى في الوقت إللي كل الناس حوليك اتهموك بالجنون والعبث ، إتهموك إنك ماشي ورى وهم ملوش اول ولا ليه آخر انت لسه مكمل ورى حلمك وطموحك ، مش إستسلمت ولا وقفت عشان كلام الناس .
أنا إكتشفت إن كلمه مهتمه بيك مش كفايه ابدًا ولا بتعمل أي حاجه غير أنها زي البنج الموضعي فتره مفعوله بروح ، لكن الفعل والتحدي هما إللي بيفضلوا في العقول مهما الكلام كان كتير أو قليل .
إكتشفت حاجات كتير أوي يا يوسف مكنتش واخده بالي منها .
يوسف : مش عارف أقول إيه والله ، أنا اصلًا بحاول أستوعب مين إللي بتكلم معايا ده ؟!
إيه العقل والحكمة إللي جم مره واحده دول ؟؟
إنت تعبانه يا اصاله ؟! فيكي حاجه تعباكي يا حبيبتي ؟!
بسم الله الله اكبر ، إيه الحكمه دي ؟!
اصاله بمشاكسه : انت بتتريق يا رخم ؟!
تصدق بالله أنا إللي غلطانه إني قاعده اتكلم معاك كده ، أنت اخرك تتشتم وتتهزء ، أما الكلام الحلو والهادي دا مش ليك انت ، أنا عماله اقولك فعل وإكتشفت حاجات جديده وانت قاعد تتريق؟!
يوسف : لا أبدًا والله مش بتريق ولا حاجه ، بس كلامك حلو ، حلو جدًا يعني .
اصاله : ماشي يا سي يوسف ماشي ، همشي أنا بقى عشان مش أتأخر اكتر من كده وبكره إن شاء الله تكلمني اول ما تصحي و نروح سوى لسور الأزبكية ماشي ؟!
يوسف ببتسامه: خلاص ماشي مفيش مشكله ، إن شاء الله الصبح بدري هكلمك عشان نروح ونرجع بدري ومش نتأخر .
اصاله بمرح : إشطا مفيش مشكله ، يلا سلام يا يوسف بيه .
يوسف بهدوءه المعتاد : سلام يا قلب يوسف بيه .
بعد أن إنتهت اصاله من جملتها الاخيره خرجت من الغرفه مغادره المكان ، ألقت السلام على عامر ببتسامه فـ بادلها هو الآخر نفس الابتسامه التي حملت بين طياتها حديث الراحه والهدوء من اصاله ، كأنها تخبره بالإمتنان والشكر على ذاك الحديث الذي بدء يفتح في عقلها آفاق جديده لم تكن تراها أو تدركها ، كأنها تخبره أن الأمور ستكون على أفضل ما يرام .
غادرت المكان متجهه إلى بيتها تاركه ذاك الذي بقى موضعه لكن حاله قد تغير ولو جزئيًا عن حاله قبل دلوف اصاله إليه ، ذاك اليأس والحزن الذي كان يخيم عليه بدء يتسرب من قلبه ولو القليل ، عاد الأمل مجددًا في العثور على شئ في سور الأزبكية ، عاد الأمل مجددًا في قدرته على الوصول إلى ذاك السرداب بلعنته تلك التي أصابت عقله فلم يعد يُفكر في شئ سواه .
تنهد بستسلامثم أمسك بنظارته وإرتداها مجددًا لتختفي خلف زجاجها عيناه الجميلتين فـ نهض مقرر الصلاه والخشوع إلى الله حتى يهديه إلى الطريق الأصلح والصواب إليه ..
... .. ... .... .... ..... ..... ..... .... .... ... ... .... ....... .... .... .... ..... ..... ..... ..... ... .....
إزيك يا زين عامل إيه؟؟
زين بهدوء : أنا الحمد لله ، أزيك أنت ليلى عامله إيه وأخبارك إيه؟؟
ليلى بـ إبتسامة خفيفة : أنا بخير الحمد لله ، كنت عايزاك في موضوع كده لو فاضي !!
زين بنفس هدوئه : خير يا ليلي موضوع إيه؟؟
ليلى : للاسف الموضوع مش ينفع يكون في التلفون ، لو فاضي دلوقتي قولي أنت فين وأنا هاجي ليك .
زين بتنهيده : أنا؟؟
أنا قاعد على البحر يا ليلي ، اه فاضي لو حابه تجي أنا موجود .
ليلى : طب جميل جدًا وأنا قريبه منك دقيقتين وهكون عندك .
زين : ماشي تشرفي أكيد ، بس ايه الموضوع إللي مش ينفع نتكلم فيه في التلفون ومخليكي لازم تشوفيني ده ؟
ليلى بـ إبتسامة : يااااه على الفضول بتاعك ده ، عارفه أنك بتكره الانتظار لكن أنا دقيقه واكون عندك ، لم أجي هتعرف كل حاجه ، دقيقه بالظبط وأكون عندك ، سلام .
زين بـ إستسلام : تمام يا ليلي إللي تشوفيه ، سلام .
لم تمر إلا دقائق معدودة حتى وصلت ليلى بالفعل إلى المكان الذي يجلس به زين ، نظرت له من بعيد فـ وجده جالس في هدوءه المعهود ، يضم ركبتيه إلى صدره واضع رأسه على ركبتيه ناظرًا إلى اللاشئ أمامه .
فقط لا شئ إلا قرص الشمس الذي بدء في المغيب ، ذاك الذي بدء يتساقط ببطئ وسط مياه البحر .
أقتربت منه و دون حديث او شئ يجذب إنتباهه أو يُنهي شروده جلست بجواره على تلك الرمال بهدوء .
نظرت لعيناه فـ وجدته هائم في عالم أخر عيناه تلك المعلقة بـ اللاشئ أمامه ،
إبتسمت تلك الابتسامه التي زينت ثغرها فـ تحدثت لنفسها :
ماذا بينك وبين قلبي يا زين الحياه ؟!
ماذا بينك وبين قلبي ليكون حالي هكذا حين أراك ؟!
ماذا بينك وبين قلبي حتى أصبحت حياتي في غيابك سواد ليل كاحل غاب قمره وغابت نجومه ؟!
ألهذا الحد صرت مُولعه بك حتى في أشد لحظات صمتك ؟!
ماذا فعلت بي وإلى أي هاويه ألقيت بها نفسي ؟!
حتى عيناك الشاردتان هاتان أصبح قلبي لا يرى سواهم في عتمه ليل مظلم ، إبتسامتك التي نادرًا ما تظهر كـ شمس أشرقت في منتصف الليل .
ماذا بينك وبين قلبي حتى يصبح حالي هكذا ، حتى تصبح حياتي دونك لاشئ ، ماذا فعلتي بي حتى أن قلبي اصبح يراك مناره في بحر علت أمواجه ؟!
تنهدت بقوه ثم حاولت تجميع كلماتها بهدوء و تحدثت : زين ، زين ، يا زين فينك ؟؟
انتبه ذاك الشارد أخيرًا إلى تلك الجالسة بجواره فتحدث : ليلي ؟
إيه ده وصلتي بسرعه كده أزاي ؟
ليلى ببتسامه : أنا هنا من زمان يا زين ، لكن أنت إللي مش هنا مالك في حاجه حاصله معاك ؟!
رسم زين على وجهه إبتسامة حزينة ثم تحدث : لا لا ما أنا قاعد هنا أهو هروح فين يعني ؟!
مش هنا إزاي ؟؟
لا مش فيه أي حاجه عادي .
نظرت ليلى إلى عيناه ثم تحدثت بمكر : أه طبعًا طبعًا عندك حق ، أنت فعلًا هنا لكن جسدك بس إللي موجود ، أما عقلك مش هنا خالص ، مسافر بيه لحد فين ؟!
تنهد زين تلك النهيدة التي خرجت من صميم أعماقه ثم تحدث : ولا حاجه يا ليلي أنا بخير الحمد لله العادي يعني مش تشغلي بالك ، المهم أنت الليغ في إيه وإيه الموضوع إللي كنت عايزاني فيه ومش ينفع يتم في التلفون ؟؟
صمتت ليلى للحظات ناظره إلى عيناه دون حراك ثم تحدثت بحزن : هو بعيد عن أنا جاية ليك عشان إيه أو ايه الموضوع المهم دا ، ممكن الأول اسالك سؤال ؟!
زين بقلق من تغير نبره حديثها : أكيد طبعًا اسألي ومن غير إستإذان .
ليلي : هو مش المفروض إننا صحاب يا زين ؟؟
نظر لها زين بعينين دامعتين ثم تحدث : وأغلى من الصحاب ، واغلى من الصحاب يا ليلي .
ليلى : طب وإيه لزمه الدموع دي طيب ؟!
الله يخليك بلاش كده ، صمتت لوهله مقتربه منه ماسحه بكفيها دمعه الذي تساقط بحنان ثم أكملت : فيه إيه يا زين إيه بيك ؟
ليه الشرود ده ؟؟
وليه البكى ؟!
أنا جيت من زمان وأنت أصلًا مش حسيت بوجودي ، ليه التنهيدة اللي طالعه من صميم قلبك وكأن على قلبك جبل من حزن وهموم ، عينك إللي فيها حزن ودموع تكفي كوكب ، ليه كل دا أو ايه السبب في كل ده ؟!
إحكيلي يا زين انا سمعاك ..
تنهد بشردوه الذي ما زال به وعيناه المليئتان بالدمع تلك فـ أجاب : لو عليا أنا فـ أنا بخير والله ، أنا بخير مش فيا أي حاجه تعباني ولا عندي أي مشكله .
لكنـ ... لكن تعبي الوحيد هو صاحبي يا ليلى ، وجعي الوحيد هو صاحبي .
ليلى بقلق : ماله يوسف ؟!
زين : يوسف بيدمر نفسه بكل إللي بعمله ده وأنا مش عارف لا أوقفه ولا عارف أعمل عشانه إيه .
مش عايز يقتنع أبدًا ان إللي بعمله ده نهايته وحشه ، مش عايز يقتنع أن كتب السحر والشياطين والجن والطلاسم الغريبة إللي هو ماشي فيهم دول نهايتهم وحشه جدًا يا ليلى .
لكن مش عارف أعمل إيه تان عشان أقنعه إن إللي بعمله ده في حد ذاته غلط كبير .
كل فتره بـ يحصل مصيبه بسبب إنه عايز يفك شفره أو يعمل حاجه ، كل فتره بتحصل كارثه بسبب إنه عايز يحضر جن وأخر مره كان هيموت فيها بسبب طريقته الغلط اللغي كان عايز يحضر فيها الجن المائي .... صمت للحظات ثم أكمل :
قولي ليا أعمل معاه إيه أو أصرف معاه أزاي ؟
بقاله ست شهور ماشي ورا حاجه مش موجوده من الأساس ، ست شهور بدور على سرداب من الوهم والخيال ، سرداب هو مش موجود ومش فيه أي معلومات عن وجوده إلا في كتاب واحد وهو الكتاب الموجود بين إيده ، لكن كل الكتب إللي بعد كده او قبل كده مش ذكرت عن وجوده أي حاجه .
حتى لو هنفترض إن السرداب ده موجود وحقيقه وواقع الله أعلم هو عباره عن إيه أو أيه إللي وراه ، أكيد مصايب لا حصر لها ولا عدد ، أكيد فيه كوارث اكبر واكبر وراه وإحنا أصلًا مش حمل حاجه ، إحنا تعبنا من كل إللي حصل .
الفصل الثالث
. .
صمتت للحظات ثم تحدثت ببتسامه محاوله تغيير الأمر من هذا الوضع الكئيب إلى شئ من الضحك فتحدثت بحسها الفُكاهي قائله :
أما عن موضوع نظرك ، فـ والله يا عم إن النضاره إللي أنت لابسها دي مداريه جمال عيونك دي ، إيه ياض الجمال دا يا ياض ، ايه يا عم الناس الحلاوه دي ؟!
في عيون بالجمال والحلاوه دي ؟؟
يوسف ضاحكًا : بس يا ماما كده عيب .
اصاله ضاحكه : اه انا عارفه الاغنيه دي ،بس يا ماما بس كده عيب ، دي مش بتاع فلم الداده دودي ؟!
يوسف : باااالظبط كده ، شطووووره ، المهم سيبك من كل دا وقولي ليا كنت بتعيطي ليه وكنتي محتجاني في إيه؟!
اصاله بتذكر : يااااه ، دا أنا نسيت أنا كنت عايزاك في إيه أصلًا ، مش مهم بقى خلاص أنا بقيت كويسه ، المهم أن شوفتك وشوفت ضحكتك إللي تجنن دي .
يوسف بمكر : يا رااااجل ، بقيت بتعرف تعاكس اهو وبقيتي بتقولي كلام حب وبتاع ، أنا مش متعود منك على كده لا.
بس بجد كنت عايزه أيه !! كنت عايزاني عشان والدك ؟؟
اصاله بتنهيده حزينه : ااااه ، جيت على الجرح ، فعلًا كنت عايزاك بسبب بابا .
يوسف : خير عمل إيه تان زعلك ؟!
اصاله : مش مهم دلوقت ، بعدين أبقى أقول ليك ، المهم إنت وصلت لجديد في إللي كنت بتعمله ؟!
يوسف : جديد في إيه بالظبط مش فاهم ؟؟
اصاله بمكر: في إللي روحت المكتبه القديمه عشانه يا عم اللي مش فاهم ، هو أنت بتروح المكتبه الجديده إلا عشانه ؟!
عشان السرداب !!
يوسف : احم احم ، طيب إيه طاه ؟!
اصاله بغرور : أنا اللي فهماك وحفظاك يا يوزارسيف ، فـ لم تحب تلف ودور على حد لف ودور لكن مش على اصاله .
أبتسم يوسف ثم تحدث: حبيبي أنت والله صولتي يا قمر أنت ، بس لا للأسف مفيش اي جديد ، تقريبًا قرأت كل كتب المكتبه القديمه ، كل الكتب الاسطوريه لكن مش قدرت أوصل لأي جديد ، ولا كتاب ذاكر حاجه عن السرداب دا ، مفيش أي معلومه عنه خالص غير في الكتاب إللي معانا ، وحتى الكتاب اللي معايا لا حدد مكان السرداب ولا حتى حدد العالم الغريب إللي فيه أخر السرداب ، ولا حدد طريقه دخوله اصلًا والخروج منه .
كل المعلومات إللي موجوده فيه زي ما أنت عارفه ، أنه كان فيه سرداب قديم في بيت مهجور ، السرداب ده شبيه بـ الإله الزمنيه تمامًا ، قادر ينقل أي حد يدخله لعالم تاني غير العالم إللي أحنا متواجدين فيه ده .
اصاله بتنهيده : طب وايه العمل ؟!
كده مش وصلنا لأي حاجه ، كل المعلومات إللي معانا مجرد علامات استفهام كتيييير لا حصر لها .
كل حاجه بقيت مُبهمه وناقصه ومش تعتبر معلومات أصلًا .
حتى إن العالم التان إللي بينتهي فيه السرداب منعرفش إذا كان عالم قديم او جديد .
هل المكان إللي بيودي ليه السرداب في الماضي ولا في المستقبل ، في نفس العالم والبشر دول ولا خلق تان وشكل تان ؟!
يوسف بتنهيده : مش عارف ، والله ما بقيت عارف حاجه يا اصاله ، عقلي هيشت من كتر التفكير .
اصاله بحنان : أهدى ، أهدى أنت بس وانا معاك وإن شاء خير ونقدر توصل لحاجه .
بس مش جربت تنزل مكتبه إسكندرية أو تروح مكتبه مصر مثلًا أو المكاتب الكبيره دي ، يمكن تلاقي هناك كتاب أو حاجه تفيدنا في حاجه ،او كتاب تاني ذاكر حاجه عن السرداب ده ؟!
يوسف : أكيد فكرت في كل دا ورحت كل الاماكن دي تقريبًا ، روحت كل مكان له علاقه بالكتب تقريبًا لكن مفيش أي حاجه ، مفيش أي كتاب بيقول حاجه عن السرداب دا ، أنا قربت أقتنع أن مفيش حاجه اسمها كده اصلًا ، تفكيري وقف خلاص .
اصاله بحنان : أهدى يا حبيبي ، إن شاء الله كل شي هيبقى زي ما أنت عايز ، طب مش جربت تروح عند سور الأزبكيه ، هناك كتب كتير وخصوصًا الكتب القديمه كتير اوي هنام .
يمكن تلاقي حاجه ليها علاقه بالموضوع .
يوسف بستسلام : لا مش فكرت إن أروح صراحه ، لكن عندك حق ، إن شاء الله بكره الصبح هروح يمكن ألاقي حاجه ، يمكن .
اصاله ببتسامه : خلاص تمام وقت ما تجي تروح رن عليا وأنا هاجي معاك ماشي ؟!
يوسف : ملوش لزمه يعني تتعبي نفسك ، أنا هعرف اروح لوحدي .
أصاله : بطل عندك ده بقى ، قولت هاجي معاك يبقى كلمه واحده .
يوسف بمكر : حاضر يا فندم ، إللي تؤمر بيه يُنفذ فورًا ، بس برده مش قولتي ليا إيه إللي غيرك بالنسبه للموضوع دا كده؟!
انت من ساعه. واحده كنت بتزعقي ليا في التلفون عشان نفس الموضوع ، إتعصبتي عليا عشان روحت المكتبه القديمه ، ايه حصل غيرك فجاءه كده ؟!
اصاله بهدوء : مفيش حاجه حصلت يا عم عادي .
بس إكتشفت إن عشان أهتم بيك مش لازم أكتفي بالكلمه دي أو بالكلام بشكل عام.
لازم أ كون قد الكلمه دي فعل ، لازم أكون معاك في كل حاجه ، لازم أتقبلك بكل طباعك وظروفك .
إكتشفت أن لازم اقاتل على الحلم إللي بحلمه ولازم أسعى ليه بكل الطرق ومش استسلم لأي عقبه أو ظروف مهما كانت الظروف ، بالظبط زي ما أنت بتعمل كده ، شهور بتدور في وهم ومش استسلمت ولا لحظه ، حتى في الوقت إللي كل الناس حوليك اتهموك بالجنون والعبث ، إتهموك إنك ماشي ورى وهم ملوش اول ولا ليه آخر انت لسه مكمل ورى حلمك وطموحك ، مش إستسلمت ولا وقفت عشان كلام الناس .
أنا إكتشفت إن كلمه مهتمه بيك مش كفايه ابدًا ولا بتعمل أي حاجه غير أنها زي البنج الموضعي فتره مفعوله بروح ، لكن الفعل والتحدي هما إللي بيفضلوا في العقول مهما الكلام كان كتير أو قليل .
إكتشفت حاجات كتير أوي يا يوسف مكنتش واخده بالي منها .
يوسف : مش عارف أقول إيه والله ، أنا اصلًا بحاول أستوعب مين إللي بتكلم معايا ده ؟!
إيه العقل والحكمة إللي جم مره واحده دول ؟؟
إنت تعبانه يا اصاله ؟! فيكي حاجه تعباكي يا حبيبتي ؟!
بسم الله الله اكبر ، إيه الحكمه دي ؟!
اصاله بمشاكسه : انت بتتريق يا رخم ؟!
تصدق بالله أنا إللي غلطانه إني قاعده اتكلم معاك كده ، أنت اخرك تتشتم وتتهزء ، أما الكلام الحلو والهادي دا مش ليك انت ، أنا عماله اقولك فعل وإكتشفت حاجات جديده وانت قاعد تتريق؟!
يوسف : لا أبدًا والله مش بتريق ولا حاجه ، بس كلامك حلو ، حلو جدًا يعني .
اصاله : ماشي يا سي يوسف ماشي ، همشي أنا بقى عشان مش أتأخر اكتر من كده وبكره إن شاء الله تكلمني اول ما تصحي و نروح سوى لسور الأزبكية ماشي ؟!
يوسف ببتسامه: خلاص ماشي مفيش مشكله ، إن شاء الله الصبح بدري هكلمك عشان نروح ونرجع بدري ومش نتأخر .
اصاله بمرح : إشطا مفيش مشكله ، يلا سلام يا يوسف بيه .
يوسف بهدوءه المعتاد : سلام يا قلب يوسف بيه .
بعد أن إنتهت اصاله من جملتها الاخيره خرجت من الغرفه مغادره المكان ، ألقت السلام على عامر ببتسامه فـ بادلها هو الآخر نفس الابتسامه التي حملت بين طياتها حديث الراحه والهدوء من اصاله ، كأنها تخبره بالإمتنان والشكر على ذاك الحديث الذي بدء يفتح في عقلها آفاق جديده لم تكن تراها أو تدركها ، كأنها تخبره أن الأمور ستكون على أفضل ما يرام .
غادرت المكان متجهه إلى بيتها تاركه ذاك الذي بقى موضعه لكن حاله قد تغير ولو جزئيًا عن حاله قبل دلوف اصاله إليه ، ذاك اليأس والحزن الذي كان يخيم عليه بدء يتسرب من قلبه ولو القليل ، عاد الأمل مجددًا في العثور على شئ في سور الأزبكية ، عاد الأمل مجددًا في قدرته على الوصول إلى ذاك السرداب بلعنته تلك التي أصابت عقله فلم يعد يُفكر في شئ سواه .
تنهد بستسلامثم أمسك بنظارته وإرتداها مجددًا لتختفي خلف زجاجها عيناه الجميلتين فـ نهض مقرر الصلاه والخشوع إلى الله حتى يهديه إلى الطريق الأصلح والصواب إليه ..
... .. ... .... .... ..... ..... ..... .... .... ... ... .... ....... .... .... .... ..... ..... ..... ..... ... .....
إزيك يا زين عامل إيه؟؟
زين بهدوء : أنا الحمد لله ، أزيك أنت ليلى عامله إيه وأخبارك إيه؟؟
ليلى بـ إبتسامة خفيفة : أنا بخير الحمد لله ، كنت عايزاك في موضوع كده لو فاضي !!
زين بنفس هدوئه : خير يا ليلي موضوع إيه؟؟
ليلى : للاسف الموضوع مش ينفع يكون في التلفون ، لو فاضي دلوقتي قولي أنت فين وأنا هاجي ليك .
زين بتنهيده : أنا؟؟
أنا قاعد على البحر يا ليلي ، اه فاضي لو حابه تجي أنا موجود .
ليلى : طب جميل جدًا وأنا قريبه منك دقيقتين وهكون عندك .
زين : ماشي تشرفي أكيد ، بس ايه الموضوع إللي مش ينفع نتكلم فيه في التلفون ومخليكي لازم تشوفيني ده ؟
ليلى بـ إبتسامة : يااااه على الفضول بتاعك ده ، عارفه أنك بتكره الانتظار لكن أنا دقيقه واكون عندك ، لم أجي هتعرف كل حاجه ، دقيقه بالظبط وأكون عندك ، سلام .
زين بـ إستسلام : تمام يا ليلي إللي تشوفيه ، سلام .
لم تمر إلا دقائق معدودة حتى وصلت ليلى بالفعل إلى المكان الذي يجلس به زين ، نظرت له من بعيد فـ وجده جالس في هدوءه المعهود ، يضم ركبتيه إلى صدره واضع رأسه على ركبتيه ناظرًا إلى اللاشئ أمامه .
فقط لا شئ إلا قرص الشمس الذي بدء في المغيب ، ذاك الذي بدء يتساقط ببطئ وسط مياه البحر .
أقتربت منه و دون حديث او شئ يجذب إنتباهه أو يُنهي شروده جلست بجواره على تلك الرمال بهدوء .
نظرت لعيناه فـ وجدته هائم في عالم أخر عيناه تلك المعلقة بـ اللاشئ أمامه ،
إبتسمت تلك الابتسامه التي زينت ثغرها فـ تحدثت لنفسها :
ماذا بينك وبين قلبي يا زين الحياه ؟!
ماذا بينك وبين قلبي ليكون حالي هكذا حين أراك ؟!
ماذا بينك وبين قلبي حتى أصبحت حياتي في غيابك سواد ليل كاحل غاب قمره وغابت نجومه ؟!
ألهذا الحد صرت مُولعه بك حتى في أشد لحظات صمتك ؟!
ماذا فعلت بي وإلى أي هاويه ألقيت بها نفسي ؟!
حتى عيناك الشاردتان هاتان أصبح قلبي لا يرى سواهم في عتمه ليل مظلم ، إبتسامتك التي نادرًا ما تظهر كـ شمس أشرقت في منتصف الليل .
ماذا بينك وبين قلبي حتى يصبح حالي هكذا ، حتى تصبح حياتي دونك لاشئ ، ماذا فعلتي بي حتى أن قلبي اصبح يراك مناره في بحر علت أمواجه ؟!
تنهدت بقوه ثم حاولت تجميع كلماتها بهدوء و تحدثت : زين ، زين ، يا زين فينك ؟؟
انتبه ذاك الشارد أخيرًا إلى تلك الجالسة بجواره فتحدث : ليلي ؟
إيه ده وصلتي بسرعه كده أزاي ؟
ليلى ببتسامه : أنا هنا من زمان يا زين ، لكن أنت إللي مش هنا مالك في حاجه حاصله معاك ؟!
رسم زين على وجهه إبتسامة حزينة ثم تحدث : لا لا ما أنا قاعد هنا أهو هروح فين يعني ؟!
مش هنا إزاي ؟؟
لا مش فيه أي حاجه عادي .
نظرت ليلى إلى عيناه ثم تحدثت بمكر : أه طبعًا طبعًا عندك حق ، أنت فعلًا هنا لكن جسدك بس إللي موجود ، أما عقلك مش هنا خالص ، مسافر بيه لحد فين ؟!
تنهد زين تلك النهيدة التي خرجت من صميم أعماقه ثم تحدث : ولا حاجه يا ليلي أنا بخير الحمد لله العادي يعني مش تشغلي بالك ، المهم أنت الليغ في إيه وإيه الموضوع إللي كنت عايزاني فيه ومش ينفع يتم في التلفون ؟؟
صمتت ليلى للحظات ناظره إلى عيناه دون حراك ثم تحدثت بحزن : هو بعيد عن أنا جاية ليك عشان إيه أو ايه الموضوع المهم دا ، ممكن الأول اسالك سؤال ؟!
زين بقلق من تغير نبره حديثها : أكيد طبعًا اسألي ومن غير إستإذان .
ليلي : هو مش المفروض إننا صحاب يا زين ؟؟
نظر لها زين بعينين دامعتين ثم تحدث : وأغلى من الصحاب ، واغلى من الصحاب يا ليلي .
ليلى : طب وإيه لزمه الدموع دي طيب ؟!
الله يخليك بلاش كده ، صمتت لوهله مقتربه منه ماسحه بكفيها دمعه الذي تساقط بحنان ثم أكملت : فيه إيه يا زين إيه بيك ؟
ليه الشرود ده ؟؟
وليه البكى ؟!
أنا جيت من زمان وأنت أصلًا مش حسيت بوجودي ، ليه التنهيدة اللي طالعه من صميم قلبك وكأن على قلبك جبل من حزن وهموم ، عينك إللي فيها حزن ودموع تكفي كوكب ، ليه كل دا أو ايه السبب في كل ده ؟!
إحكيلي يا زين انا سمعاك ..
تنهد بشردوه الذي ما زال به وعيناه المليئتان بالدمع تلك فـ أجاب : لو عليا أنا فـ أنا بخير والله ، أنا بخير مش فيا أي حاجه تعباني ولا عندي أي مشكله .
لكنـ ... لكن تعبي الوحيد هو صاحبي يا ليلى ، وجعي الوحيد هو صاحبي .
ليلى بقلق : ماله يوسف ؟!
زين : يوسف بيدمر نفسه بكل إللي بعمله ده وأنا مش عارف لا أوقفه ولا عارف أعمل عشانه إيه .
مش عايز يقتنع أبدًا ان إللي بعمله ده نهايته وحشه ، مش عايز يقتنع أن كتب السحر والشياطين والجن والطلاسم الغريبة إللي هو ماشي فيهم دول نهايتهم وحشه جدًا يا ليلى .
لكن مش عارف أعمل إيه تان عشان أقنعه إن إللي بعمله ده في حد ذاته غلط كبير .
كل فتره بـ يحصل مصيبه بسبب إنه عايز يفك شفره أو يعمل حاجه ، كل فتره بتحصل كارثه بسبب إنه عايز يحضر جن وأخر مره كان هيموت فيها بسبب طريقته الغلط اللغي كان عايز يحضر فيها الجن المائي .... صمت للحظات ثم أكمل :
قولي ليا أعمل معاه إيه أو أصرف معاه أزاي ؟
بقاله ست شهور ماشي ورا حاجه مش موجوده من الأساس ، ست شهور بدور على سرداب من الوهم والخيال ، سرداب هو مش موجود ومش فيه أي معلومات عن وجوده إلا في كتاب واحد وهو الكتاب الموجود بين إيده ، لكن كل الكتب إللي بعد كده او قبل كده مش ذكرت عن وجوده أي حاجه .
حتى لو هنفترض إن السرداب ده موجود وحقيقه وواقع الله أعلم هو عباره عن إيه أو أيه إللي وراه ، أكيد مصايب لا حصر لها ولا عدد ، أكيد فيه كوارث اكبر واكبر وراه وإحنا أصلًا مش حمل حاجه ، إحنا تعبنا من كل إللي حصل .