مدينة الجمال

Hazeem Mohameed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-15ضع على الرف
  • 71.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، إزيكم عاملين إيه ؟!
أتمنى حضارتكم تكونوا بخير يارب العالمين اليوم كبداية لعمل جديد وحفل جديد، سيكون مختلف عن كل ما مر، هنا تقبع الفرحة وينتظر الامل ويوجد الحب ، لقاء جديد بأحوال جديده تمامًا وواقع مختلف عن إللي فات بشكل كبير .
أولًا صلوا على النبي محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم .

من غير كلام أو إطالة كبير على ما يبدوا أننا لن تعود فارغي الأيدي ف هذا اللقاء الدسم، الذي سيذهب بنا إلى أرض من أراض الحب وعالم من عوالم الجمال الطبيعي
من غير اي كلام كتير أو من غير أي تعقيبات أو مقدمات على أي تعليق من تعليقات حضارتكم إللي ديمًا بعتذ بيها ، هنتكلم في الموضوع بشكل مباشر ، مممكن يكون لقاء اليوم في مشاعر كتير أو قد يكون مليان شويه لكن فيه حاجات كتير هتغير رئينا في النظره العامه الموضوع ، زي ما أتفقنا من غير كلام كتير يلا نبدء ...

" مش كل الخساير بتتعوض ، في خساير بتكسر الضهر وتهد الحيل .
خساير مش هتلاقي ليها شبيه ولا بديل ، زي خساره الأب أو الأم مثلًا !!
دي خساره عمرك ما هتلاقي ليها أاااااي بديل حتى لو أمتكلت كنوز العالم "


اليوم الأخير ليا في القاهره هو اليوم الأصعب في حياتي بكل معاني الكلمه ، بعد ساعات قليله المفروض إني أكون في المطار عشان أسافر ، لكن كان عندي الموضوع الأهم من السفر ومن الرجوع لأمريكا ومن الشغل ومن كل حاجه ، إلا وهو أمي ، امي إللي هشوفها بعد دقايق ، أمي إللي لاول مره في مقابلاتنا اللقاء هيكون مختلف بكل الظروف .

أنا لو قولت إني نمت الليل أكون كذابه ، أنا مقدرتش أن أنام ولا لحظه من الأساس بسبب التفكير ، وبسبب عقلي إللي مش راضي يقف عن طرح اسئله مش لاقيه ليها أي إجابة .
طب أنا لم اشوفها هعمل إيه ؟!
إحساسي هيكون إزاي ؟
طب أصلًا أنا هواجها بالموضوع إزاي يعني ؟!

الف سؤال من غير إجابه واحده ، والف علامه إستفهام بدون أي فايده ...
الساعه بقت ٨ الصبح عارفه في التوقيت دا هلاقيها فين ، أخدت كل حاجاتي وحطتهم في العربيه على أساس أن أطلع على المطار بشكل مباشر .
خدت عربيتي وروحت على الكافيه إللي من العاده بنتقابل هناك ، هي ديمًا تروح تشرب قهوتها هناك قبل ما تروح شغلها ، على يقين أن الكل عرف مين تكون أمي !!

وصلت بشكل سريع لأن المكان مكنش بعيد من بيتي ، فعلًا لقيتها قاعده في مكنها .
حاولت إني أتمالك أعصابي بأقصى حد ممكن ، أنظم أنفاسي وأجمع كل طاقتي عشان ابان بشكل طبيعي وبالفعل دخلت عليها ، سلمت عليها وقعدت ، هي الطبيعي أنها استغربت وجودي في التوقيت دا ، أنا عمري ما روحت الكافيه في التوقيت دا أو أصلًا عمري ما روحت من غيرها .

عبير بستغراب : أيه دا ؟؟
أول مره تجي هنا في التوقيت دا ، فيه حاجه ولا إيه؟!
ابتسمت بهدوء : أبدًا مفيش أي حاجه بس وحشتيني بس فـ جيت اشوفك قبل ما اسافر .
عبير بحزن : هتسافري تاني ؟؟
وناويه المره دي كمان تغيبي بالسنين يا مريم ؟!
إبتسمت بشكل هادئ وقولت :- معتقدش أن المره دي ممكن اغيب كتير يا عبير .
بصت ليا بستغراب وقالت :- بتتكلمي بجد يا مريم ؟!
:-. أه بتكلم بجد أوي يا عبير ، مش هغيب كتير ، اااه اسفه أقصد مش هغيب كتير يا شهد هرجع تان بسرعه .

أفتكر أنها في اللحظه دي من صدمه الكلمه إللي سمعتها أن فنجان القهوه وقع من أيدها وبصت ليا بشكل اللي هو صدمه وكان عيونها تجمدت مبقتش تتحرك بالظبط زي ما بيقولوا وكأن على رؤوسهم الطير .

مش حولت أن أخليها تطول في الحاله إللي هي فيها دا فـ كملت بنفس هدوئي :
أيه الإسم غريب ولا إيه ؟!
مش دا أسمك الحقيقي ؟؟
مش دا اسمك يا أمي؟!
في اللحظه دي مقدرتش أمسك نفسي اكتر من كده ، دمعت عيني وكملت : ليه مش قولتي ليا قبل كده ؟!
ليه مش عرفتيني يا شهد ليه ؟؟
ليه وأنت شيفاني في كل مره ببكي دم بدل الدمع على فقدان امي وانت موجوده قدام عيني ليه يا امي ليه ؟!
جالك كل القسوه دي من فين يا شهد ؟؟
جالك كل القسوه دي وجبروت القلب دا من فين ؟؟
أنا إللي عشت عمري كله محرومه منك وأنت قدامي ، عمري ما كنت أعرف أنك فيكي كل القسوه دي أبدًا ، عمر يحيى ما حكالي عنك ان قلبك قاسي بالشكل دا ، ليه عملتوا فيا انتوا الاتنين كده ليه ؟!
ليه يا امي ليبيه ؟!
هو انا مش بنتكم ؟! ليه حرمتوني منكم بالشكل دا ؟!

أفتكر أن في اللحظه دي عبير بكت وكأنه سيل جارف ،من الدمع انهال ، حاولت تسيطر على نفسها بأقصى حد ممكن وأتكلمت : أنت عرفتي الحاجات دي منين ؟!
مين قالك ؟!
عرفتي إزاي ؟؟
أفتكر أن بصيت ليها بصدمه : هو دا كل إللي همك؟؟
إن عرفت من فين أو مين قالي ؟!
:- مش قصدي ، مش قصدي ، بس أنا مش قادره استوعب كل إللي حصل دا ، أو كل إللي بتقوليه ، الموضوع اتقفل بيني وبين يحيى ، وبعد موت يحيى قولت أن خلاص الموضوع مات معاه ، أنا مش عارفه أقول إيه .
لكن أنت متخيله إني مكنتش تعبانه ولا بموت في كل يوم انت بعيده عني ؟!
أنت مفكره إني كنت كويسه و عايشه حياتي وبنتي الوحيده عايشه بعيد عني ؟!
بنتي الوحيده إللي ربنا مش رزقني غيرها مش قادره أقول ليها إني أمك ؟؟
في كل لحظه بشوفك فيها ببقى نفسي أخدك في حضني واقولك أنا أمك يا مريم ، لكن مش كنت بقدر .
في كل لحظه كنت بتمنى ولو أنا إللي اترمي في حضنك ، أنا إللي طلبت منك تقولي يا أمي عشان أحس بأني فعلًا امك .
أنا أتعبت في البعد دا اكتر من أي حد ، لكن مكنش في أيدي أي حاجه ممكن اعملها .
أنا كنت السبب في كل إللي حصل وأنا إللي قررت أشيل المسؤوليه وانا إللي أبعد عنك وعن حياه والدك لكن مش قدرت ولا عرفت ، أنا كنت السبب في كل حاجه لكن مكنتش قادره أبعد عنك .
حاولت أقرب ليكي بكل شكل ، صديقه وأخت وصاحبه إلا بالحاجه الوحيده إللي كنت محتاجاها ، وهو أن أقولك أنك بنتي ، بنتي أنا من لحمي ودمي .

:- لحظه لحظه ، انت بتقولي إيه ؟؟
مين السبب في إللي حصل ، ومين سبب البعد ؟؟
مش يحيى إللي طلب منك تبعدي ؟!
وهو إللي طلب أنه ياخدني ؟!
:- لا مش حصل ، مين قالك كده ؟!

:- إللي هو إزاي يعني ، طب والرساله دي ؟!
الرساله دي إللي بخط أيده ، هو إللي بيقول فيها كده ؟!
:- بيقول فيها إيه ؟! وريني .

أخدت الرساله وقرأتها في صمت تام ، من غير ما تتلفظ بأي كلمه ، سكوت طال كتير لحد ما قررت اقطعه .
:- ااااي ؟! هتفضلي ساكته كتير ؟! الحقيقه فين ؟!
الحقيقه في الرساله ولا في كلامك ولا بين بالظبط الحقيقه ، أنا تعبت ، والله تعبت ومش بقيت قادره أتحمل اكتر من كده ، أعصابي انهارت ، من لحظه ما رجعت هنا وأنا في ألغاز وحوارات والله تعبت ، فين الحقيقه ، عايزه أعرف فين الحقيقه ، مين إللي عنده الحقيقه ؟؟

:- أنا إللي عندي الحقيقه يا مريم ، وكل الكلام إللي في الرساله دا يحيى كان بحاول يحسن صورتي قدام عينك ، كل إللي موجود فيها دا هو كان بيحاول يخليكي تحبيني لأني أنا الموجوده وهو مبقاش موجود ، الحقيقه عندي انا يا مريم .
:- وأنا عمري ما كرهتك ، طول عمري حبيتك من غير ما أعرفك، حبيتك وبكيت ليكي عليكي وعلى اشتياقي ليكي من غير ما أعرف انك امي ، أنا عمري ما كرهتك. لكن محتاجه اعرف فين الحقيقه ، قولي ليا فين الحقيقه .

:- حاضر يا مريم ، حاضر هقول ليكي الحقيقه وكل إللي حصل ، لكن قبل أي حاجه والدك مفيش أعظم منه ، مفيش أعظم منه بجد ...
اكيد انت عارفه قصه حبنا أنا ووالدك .
:- اكيد عارفها ، مش كان بكل من أنه كل شويه يحكيها ليا ، كان ديما يحكي عنك بأفضل شكل ممكن .
: بعد ما أتجوزنا ، انت جيتي بعد سنه واحده من الجواز ، وزي اي بيت بدءت تحصل مشاكل مستمره ، مشاكل على كل حاجه ، ممكن على أقل حاجه كمان تحصل مشكله وخناق استمر خمس سنين ، فضل الموضوع يتطور لحد ما اني مش بقيت قادره أتحمل اكتر من كده ، كان ديمًا يتعصب ويزعق على أي حاجه ، خدت قرار أننا ننفصل وهو بشكل سهل جدًا وافق من اول لحظه قولت لازم ننفصل وكفايه كده .

رده بالموافقة بالسهولة دي كانت صدمه ليا ، صدمه مش متخيلاها من الأساس ، إللي هو بعد كل دا موافق ننفصل بالسهوله دي ؟؟
بعد كل الحب دا موافق ننفصل بالشكل البسيط دا ؟!
يااااااه يا يحيى هو انا هاينه عليك بالبساطة والسهوله دي ؟؟
ايه دا هو أنا رخيصه وتقبله عليك اوي كده ؟!

و بحرقه دم زيي زي أي حد ممكن يكون مكاني وقولت : ماااشي يا يحيى ، طالما الموضوع عندك بالسهوله والبساطه دي فـ وهو كذلك ، أنا همشي وخلي ليك بنتك ربيها بقى ، وانا طالما هونت بالسهوله دي أنا همشي وهروح اشوف حياتي عند حد يقدرها ، بتمنى تطلقني وحالا .

فاكره لحظتها مش قادره أنساها ، أنه ابتسم في وشي وقال : انت طالق يا شهد ، تقدري دلوقتي تروحي وتشوفي حياتك عد الشخص اللي يقدرها .
من صدمتي من الرد أنا وقعت على الكرسي اللي كان ورايا مش مصدقه هو بقول ايه او ايه اللي عمله ؟؟
بكل بساطه وسهوله كده ؟!
مسحت دمعي بكل كبرياء وقومت خدت حاجتي ومشيت ،. فضلت ما يقارب سنتين مش قادره استوعب كل اللي حصل أو بيحصل ، مش مصدقه كل دا ، قلبي بنفطر على اشتياقي ليكي ، اشتياقي ليحيى ، لكن في كل مره قلبي كان ليقرر يحن كنت افتكر اللي عمله وازاي هونت عليه بسهوله كده فـ ارجع في قراري ، قررت أن اتجوز. وانتقم منه لكن مقدرتش ، مش قادره اتخيل حياتي من غيره ، مش عايزه .

استسلمت لقلبي في الأخير وقررت أرجع ليه وليكي ، روحت ليه الشغل مش لقيته ، صاحبه فرغلي قال أنه ساب الشغل من زمان ومحدش يعرف ليه أي طريق .
بالصدفه كنت مسافره بالقطر ونازله في محطه مصر شوفته ، لكن مش كنت مصدقه إللي شيفاها ، حاولت ألف مره اكذب عيني لكن لا مش قدرت هو يحيى ، إيه إللي عمل فيه كده ؟! وايه اللي ملبسه كده ؟
قربت منه ومسكت كتفه ، لكن من قبل ما يلف بوشوه نحيتي قال : كنت متاكد أننا هتتقابل تاني يا شهد .
كان عندي يقين اننا هنتقتبل تاني صدفه زي ما اتقابلنا أول مره صدفه ، وحشتيني جدا يا شهد ..
مقدرتش اسيطر على دموعي ولقيت قدامه بعياطي : أنت عرفتني إزاي؟؟
أبتسمت وقال : ريحتك ، ريحتك عمرها ما فارقتني ، بجد وحشتيني جدًا .
كملت بعياط : أنت إللي وحشتني جدًا يا يحيى ، والله ما حدش وحش التان اكتر غيرك ، إيه إللي بتعمله دا وأي عمل فيك كده ؟!

:- مش مهم يا شهد مش مهم ، لكن حمد لله على السلامه ، كنت بستناكي من زمان ، اتاخرتي كتير .
:- لا مهم يا يحيى ، كل حاجه مهمه ، كل إللي بيحصل مهم ، مفيش حاجه مش مهمه ، أنت مش عارف أنا حالي كان عامل إزاي طول الفتره إللي فاتت ، دورت عليك في كل مكان ، حتى في شغلك .
:- ياااااااه ، زمان كنت أنا إللي بدور عليكي في كل مكان يا شهد ، دلوقت إنتي إللي بقيتي تدوري عليا ؟!
كنت متاكد أننا هتتقتبل ، على أي حال يا شهد واهو اتقابلنا برده صدفه ، وانت كمان مش عارفه حالي بقى عامل إزاي يا شهد ، ولا حال بنتك .
:- ياااااااه بنتي ؟! فين بنتي يا يحيى ، فين بنتي أنا قلبي بموت كل يوم عليها ، بنتي الوحيده يا يحيى ليه خدتها وبعدت ليه ؟!
:- مش انت اللي قولتي هتشوفي حياتك بعيد عننا يا شهد ، مش انت اللي قولتي خليها ليك ؟!
أنا خدتها وبحاول بكل اللي اقدر عليه أن مش احرمها من حاجه .
:- انت إللي عملت كل دا يا يحيى أنت إللي عملت كل دا ، انت اللي سبتني باسهل شمل ممكن ، عايزه اتكلم معاك يا يحيى ، عايزه اشوف بنتي .
:- هنتكلم يا شهد ، اكيد هنتكلم فاكره اول مكان اتقابلنا فيه يا شهد ؟!
:- يااااه ودا يتنسى!
:- هنتقابل هناك بكره الساعه اتناشر ونص .
:- هستناك يا يحيى ، هسنتاك .
:- وانا جاي يا شهد ، سلام ..


أحمممم بقول كفايه كده النهارده ونكمل بكره ؟! ، لقاء تقيل اهو وخلاني أعيط . .. يلا نتقابل في اللقاء الجاي ، لكن عندي رساله ليكم ، أو لأي حد بيقرء الاسكربت .
اعتبرها رساله ليك انت المقصود....

" يمكن الوقت إتأخر والحمل تقل عليك ، بس الأكيد أنك هتصحى في يوم تلاقي ربنا مراضيك ، بس انت قول يارب بس "


يلا طابت ايامكم ونفوسكم وخلت من كل أمر سوء ، صلوا على الحبيب محمد قبل ما تمشوا .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يتتتتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي