الفصل الثاني
أنا أشعر بالحماس، أحب دائما أن أكتشف أشياء جديدة، وثقافات جديدة، أخبرتني يارا بأن الزواج سوف يتم حسب عادات أهل والدتها، لذلك تحمست، حدثتني كثيراً عن عاداتهم، في الأفراح والأتراح، وها هي الفرصة أمامي لأرى بنفسي ولكن.. كيف سأقنع والدتي؟!
سأخبرها وأقنعها بأنني لن أذهب وحدي، سوف نذهب بسيارة من أمام منزلهم، وسوف نعود بها، كما أن المدينة هناك آمنة كما أخبرتني يارا، ولن أتزحزح من المكان قيد إنملة، سوف أقتل فضولي، وأجلس كفتاة هادئة…
تأففت، لا أجرؤ على ذلك، أشعر بأن عقلي تخدر، و بأن أكوماً من الشوك قد غرست في عيني، كيف يسهرون الناس؟!
سأذهب لأنام، وأرى ماذا سأفعل في الصباح بإذن الله، سوف أحدث أمي وليحدث ما يحدث، لا مكسب بدون ألم..
ولكن قبل ذلك دعوني أحدثكم عني.
أنا يقين طارق، أو الشخص الذي يحبه الجميع، كما أطلق على نفسي، نعم نرجسية، لم أقل شيئا خاطئاً، الحمد لله أن أمي لا تسمعني..
والدي يعمل في منصب تابع لمصانع السكر، لذلك نحن كثيري التنقل، لم نستقر في مدينة أكثر من خمس سنوات، أنتقلنا إلى مدينتا الحالية منذ سنتين، أمي أحياناً تتذمر من هذا الوضع، تقول بأنها تشعر بالغربة في أحيان كثيرة، تريد أن تستقر، أن يكون لها جيران دائمين، أن تحس بالإنتماء إلى مكان ما، ولكنها سرعان ما تهدأ ثم تقول:ولكن الظروف! والدي لطيف جداً، خفيف الظل، يحب المزاح، يضحكني لدرجة أن دموعي تتساقط من شدة الضحك.
رغم أنه يعمل في مصنع سكر، ولكنه أقل من يتناول السكر، يقول أن صحته تهمه، يحب الأكل الصحي، ولكنه طبعاً لا يستطيع منع نفسه من طعام والدتي اللذيذ، وغير الصحي طبعاً..
أما والدتي، فاسمها جميلة، اسم على مسمى! هي جميلة من الداخل والخارج، حازمة ولينة في نفس الوقت، تعمل معلمة، في مدرسة أساس، وتعرفون جيداً كيف يعامل أبناء المعلمين! خاصة إن كانو معهم في نفس المدرسة، أقل سلوك يعرضك للشكوى، عليك أن تكون متفوق في دراستك، لتحفظ ماء وجه والدتك أم زميلاتها من المعلمات الأخريات، كنت أفعل ذلك ولكن في الحقيقة والدتي لا تفكر هكذا، لا تهتم بالمظاهر، كانت تريدني أن أكون متفوقة، ولكن من أجلي، من أجل مستقبلي، كنت دائما ابنتها الرائعة، سواء تفوقت في دراستي أم لا..
الحمد لله أنني تخلصت من هذه المرحلة، وخرجت منتصرة..
والدتي مهووسة بالنظافة، نعم كما أقول، هوس، تنظف المراوح كل أسبوعين، أو بالأحرى تجعل والدي يتعلق على أحد الكراسي لينظفهم، وينظف الجزء العلوي من الخزانة، العنكبوت تشتهي أن تسكن في بيتنا ولكن هيهات، كما أنها تغسل الحائط كل فترة، خاصة حائط المطبخ، حتى وإن طارت عليه قطرة ماء، تأتي بالممسحة وتمسحها فوراً، عليك أن تشد الملاءة فور نهوضك من السرير الذي تجلس فيه، الأواني تغسل فوراً بعد الأكل، حتى مقابض الباب تنظفها كل يوم، أنا ووالدي نعيش معها في رعب، في رعب حقيقي..
والدتي كانت صديقة أخت والدي المقربة، كما أنهم كانو جيران، كان زواجهما تقليدي جداً، لم يقعا في قصة حب قبل الزواج، ولكن الحب الذي أراه بينهما الآن، لم أرى مثله، مرت سنين طويلة على زواجهما، ولكنني ما زلت أرى نظرات الحب في عيني كليهما، ما أجملهما!
في ذات يوم، قلت لأمي مازحة: يارا صديقتي، لديها أخ من أم، أي لبناني، وتعرفين جمالهم، قد يحدث معي مثل ما حدث معك، وأحسن هذا النسل قليلاً
أحلف أنني كنت أمزح، كما كنت أمزح معها دائما، ولكنني لا أريد أن أتحدث عن رد فعلها، أبداً، لا، لا أريد، الآن سأذهب إلى زاوية البكاء الخاصة بي، وبعدها سوف أنام.
سأخبرها وأقنعها بأنني لن أذهب وحدي، سوف نذهب بسيارة من أمام منزلهم، وسوف نعود بها، كما أن المدينة هناك آمنة كما أخبرتني يارا، ولن أتزحزح من المكان قيد إنملة، سوف أقتل فضولي، وأجلس كفتاة هادئة…
تأففت، لا أجرؤ على ذلك، أشعر بأن عقلي تخدر، و بأن أكوماً من الشوك قد غرست في عيني، كيف يسهرون الناس؟!
سأذهب لأنام، وأرى ماذا سأفعل في الصباح بإذن الله، سوف أحدث أمي وليحدث ما يحدث، لا مكسب بدون ألم..
ولكن قبل ذلك دعوني أحدثكم عني.
أنا يقين طارق، أو الشخص الذي يحبه الجميع، كما أطلق على نفسي، نعم نرجسية، لم أقل شيئا خاطئاً، الحمد لله أن أمي لا تسمعني..
والدي يعمل في منصب تابع لمصانع السكر، لذلك نحن كثيري التنقل، لم نستقر في مدينة أكثر من خمس سنوات، أنتقلنا إلى مدينتا الحالية منذ سنتين، أمي أحياناً تتذمر من هذا الوضع، تقول بأنها تشعر بالغربة في أحيان كثيرة، تريد أن تستقر، أن يكون لها جيران دائمين، أن تحس بالإنتماء إلى مكان ما، ولكنها سرعان ما تهدأ ثم تقول:ولكن الظروف! والدي لطيف جداً، خفيف الظل، يحب المزاح، يضحكني لدرجة أن دموعي تتساقط من شدة الضحك.
رغم أنه يعمل في مصنع سكر، ولكنه أقل من يتناول السكر، يقول أن صحته تهمه، يحب الأكل الصحي، ولكنه طبعاً لا يستطيع منع نفسه من طعام والدتي اللذيذ، وغير الصحي طبعاً..
أما والدتي، فاسمها جميلة، اسم على مسمى! هي جميلة من الداخل والخارج، حازمة ولينة في نفس الوقت، تعمل معلمة، في مدرسة أساس، وتعرفون جيداً كيف يعامل أبناء المعلمين! خاصة إن كانو معهم في نفس المدرسة، أقل سلوك يعرضك للشكوى، عليك أن تكون متفوق في دراستك، لتحفظ ماء وجه والدتك أم زميلاتها من المعلمات الأخريات، كنت أفعل ذلك ولكن في الحقيقة والدتي لا تفكر هكذا، لا تهتم بالمظاهر، كانت تريدني أن أكون متفوقة، ولكن من أجلي، من أجل مستقبلي، كنت دائما ابنتها الرائعة، سواء تفوقت في دراستي أم لا..
الحمد لله أنني تخلصت من هذه المرحلة، وخرجت منتصرة..
والدتي مهووسة بالنظافة، نعم كما أقول، هوس، تنظف المراوح كل أسبوعين، أو بالأحرى تجعل والدي يتعلق على أحد الكراسي لينظفهم، وينظف الجزء العلوي من الخزانة، العنكبوت تشتهي أن تسكن في بيتنا ولكن هيهات، كما أنها تغسل الحائط كل فترة، خاصة حائط المطبخ، حتى وإن طارت عليه قطرة ماء، تأتي بالممسحة وتمسحها فوراً، عليك أن تشد الملاءة فور نهوضك من السرير الذي تجلس فيه، الأواني تغسل فوراً بعد الأكل، حتى مقابض الباب تنظفها كل يوم، أنا ووالدي نعيش معها في رعب، في رعب حقيقي..
والدتي كانت صديقة أخت والدي المقربة، كما أنهم كانو جيران، كان زواجهما تقليدي جداً، لم يقعا في قصة حب قبل الزواج، ولكن الحب الذي أراه بينهما الآن، لم أرى مثله، مرت سنين طويلة على زواجهما، ولكنني ما زلت أرى نظرات الحب في عيني كليهما، ما أجملهما!
في ذات يوم، قلت لأمي مازحة: يارا صديقتي، لديها أخ من أم، أي لبناني، وتعرفين جمالهم، قد يحدث معي مثل ما حدث معك، وأحسن هذا النسل قليلاً
أحلف أنني كنت أمزح، كما كنت أمزح معها دائما، ولكنني لا أريد أن أتحدث عن رد فعلها، أبداً، لا، لا أريد، الآن سأذهب إلى زاوية البكاء الخاصة بي، وبعدها سوف أنام.