الفصل التاسع والعشرون
هناك ظلام قد يحيط بالاربعاء وخفايا باطنه قطن في تلك الزوايا المخيفه في الاماكن المهجوره البعيده ولكن هنا في تلك الزاوية شابه قد صرعتها الايام اوجعتها حد الثمالة اخذت منها ما أخذت من روحها عادت مها من تلك من هذا المكان الغريب وهي تتالم وهي تتوجع وهي تشاهد الشباب امام عيونها وهم يتالمون وهم يستنزفون من روحهم لم تعد مها من هذا المكان كما كانت من قبل كالعاده وهناك شيء بها داخلها ناقص لم يعد كما كان فلم تكن تلك الرحله سوى انها انهكت روحها اعلامتها بشده عادت لماضيها الصحيح الماضي الذي جعلها تدرك ولولحظه كم كانت عاديه بسيطه لم تكن تريد شيئا في الحياه سواء عملها وحياتها البسيطه لكنها اكتشفت مع الوقت ان هناك اشياء لا بد ان نفعلها لابد ان نقوم بها حتى لا يمر العمر سدى لا يمر دون ان ندرك ان هناك اشياء جميله قد مرت علينا ولم نحمل منها او نتمتع منها هناك تلك الرحله التي شاهدت فيها الشباب وهذا المكان يمتص منهم بل تمتص منها ايضا اخذ منها جزء كبير تفتقده نعم بل كانت فئه مس الحياه له امس الحاجه في ان تكون الان بين اسره تحبها بين حبيب يغمرها بين ذراعيه لكن هيهات هيهات بين ذلك وذاك .
نظرت لها الشيطانة او الجميلة بأسف ثم قالت لها بحزن :-
متزعليش يا مها كل حاجة بتتعدل بجد وكل دي دروس رفعت مها راسها نحو الجميلة التي تبدلت هيئتها علي الفور جحظت عيون مها عندما شاهدت اخر شخص علي وجهه الارض يمكن ان تلتقي به وكانت امها نعم انها العالم بأثرة الحياة التي تجسدت امامها ، امها التي توفيت وتركتها وعمرها لم يتخطي الخامسة عشر عاما تركتها تتخبط في مسار حياتها وكيف تنسي وهي ماتت بين بيديها الابنة الوحيدة المدلله التي كثيرا ما كانت تدللها عندما تجلس معها تركتها وهي في اشد الاحتياج اليها طفله وحيده ماتت امها بل لفظت انفاسها الاخيره وهي تخبرها فانت اخذ بالها من نفسها وانت تذكرها دائما فكم كانت تتمنى ان تعيش معها عمرا طويلا كم كانت تتمنى ان تراها عروس مزينه بفستانها الابيض مع من ملك قلبها كل هذا اخبرتها اياها امها وهي على فراش الموت مسكت يدها وقبلتها ثم لفظ التفاسها الاخير الى بائعها كل هذا ومها جالسه امامها تتذكر كل هذا وكان كل ذلك مره امامها البارحه كله هذا مر امامها عليها الاوجاع داخل قلبها بل اوجعتها وتالما نعم تالمت لم تستطع ان تقولها لها ان تقول لامها كما افتقدتك في عيونها كانت كثيره ان تخبرها بمدى الاشتياق الذي يعطف بها من سنوات عمرها وداخلها ارادت ان تقول لها ليت الايام تعود في اظل في حضنك كيبقى عمرا طويلا فكم كنت احتاجك ولا اجد سواء اذهب لقبرك واشكو لك ما بداخلي تلك الليالي التي بكيت فيها ولم تنقطع تلك العبرات عن عيوني ارادت ان تقول لها ذلك ليت الايام تعود ولكنها لن تعود كانت مها تعلم في داخلها انها ليست والدتها بل كانت شيء اخر بل لا يهم كل ذلك انها افتقدتها بشده افتقدت هذا الحب الجارف منها افتقد تلك الليالي التي كانت تظل تتحدث معها وتضحك معها كم كانت تحب ان تحكي لها ما يمر بها من يومها ولكن للقدر راي اخر فلا تاتي النهايات السعيده دائما فنادرا ما تكون اما عن والدتها التي نظرت لها بشوق وحنان وحب ولهفة
لهفه اللقاء لهفه الحب كل هذا كان موجود وظاهرا على مراه العين في عيونها اقتربت منها خطوتين وقالت لها بصوتها الدافئ الحنون وحشتيني يا مها وحشتيني يا بنتي لم تتحدث معي لم تجيبها لم تتفوه بكلمه بل عيونها هي ما نطقت تلك العبارات التي ترقرقت في مقلتها وهبطت على وجهها مثل شلال منهمر لم تتوقف تلك العبارات عن الهطول لكن ما حاولت ازالتها سريعه ونهضت من مكانها متجهه اليها بخطوات سريعه القت بنفتها داخل احضانها اما عن الاخرى فكانت منفرجه ليها فاتحه يديها على مصراعيها استقبلتها بحب وغامرتها بحنان وبشوق لم يكن له نهايه كم اشتاق وكم نحب ولكن الشوق بعد الرحيل اشد وطأة واشد إيلاما .
كان صوت نحيب ومها وصل الى عنان السماء فوقت يديها على امها بشده نعم ففيه لحظات الياس والحزن نحتاج الى من يعيد لنا هذا الجزء الذي افتقدناه كانت خائفه تائهه من هذا الجزء الذي افتقدته داخل هذا المكان الغريب الذي اخذ منها جزءا كبيرا من روحها فاصبحت تعاني انها بلا روح اصبح حتى تتالم في صمت لم تدرك مها ان هناك فعلا اشخاص يجلبون لنا الحب واخرين ياخذون منا مثل الاماكن فكم مره عليها من مواقف اخذت من روحها قليلا ولكنها سرعان ما عدت اما عن هذا الموقف فقد اخذ منها كثيرا وكثيرا بل جعلها تتالم ملجا لها تدرك ان الحياه ليست على وتيره واحده فمثلا ما تعطي تاخذ اضعافها مضاعفه ولكنه هذا السؤال الذي راود مها عندما عادت متى اعطتني الحياه لكي تاخذ مني لقد سلبت مني كل شيء سلبت امي وسلبت حياتي وتركتني بلا ماضا يذكر تركتني بلا ماضا لا اعلم عنه شيئا وهذا التخبط المخيف هو ما يجعلنا تائهون في ان نعلم هويتنا ماضا مخيف اشد خوفا ربتت والدة مها علي ابنتها بحب شديد وطوقت عليها ذراعيها بقوة وكان الحياة عادة مرة اخري لمها ، تنهدت قبل ان تخرج من حضنها وتقف امامها بعيون لا تصدق ان ما تراه حقيقه امامها نعم رفعت مها كلتا يديها ووضعتهم على وجنتي امها بعدم تصديق وقالت لها بجد انت امي يعني يعني لو هيكون ده حقيقه على الاقل حقيقه اعيشها بعد سنين طويله يمكن في حاجات كثير في حياتي مش حقيقه ومش عايزه اعرف انها حقيقه او لا بس عايزه اتاكد ان انت وجودك هو اللي حقيقه عايزه اتاكد اني ان انت بجد قدامي ان انا مش لوحدي نظرت لها امها وقالت مش كل حاجه في في دنيتنا تبقى حقيقه احيانا الخيال بيبقى رافه بنا ممكن الخيال يطبطب علينا قصاد الواقع اللي بيوجع انا عارفه يا بنتي قد ايه اللي انت بتمري به وقد ايه احساسك واحساس الخوف قد ايه انا عارفه ان الموقف اللي مر عليك كان صعب بالنسبه لك دائما الحقيقه في الموت صعبه مؤلمه لان الموت بياخذ اكثر ما بيدي احساسك امبارح او النهارده عمره ما هيكون نفسي احساسك زي من قبل 15 سنه يمكن يمكن انا مت وانت لسه صغيره ما تعرفيش حاجه عن الحياه بس لما عرفت قد ايه الحياه كانت بتتخبط فيك وقد ايه كانت متعبه بالنسبه ليكي واد ايه كان صعب كل حاجة بالنسبالك ممكن هنا تكون غريبة بس اكيد يابنتي هتفهمي ان كل حاجة ليها سبب ودا هتعرفيه مع الوقت وهتشوفيه قدامك بس الصبر يابنتي عشان تقدري تقيمي كل المواقف اللي بتعدي قدامك ، وبلاشكل حاجة تاخديها او تقيميها بالعاطفه لان العاطفه احيانا بتخوننا هيعدي عليك وقت وهتفهمي كل ده احساس الخوف اللي جواك هيروح مع الوقت هتعدي وكل حاجه هتمر بالنسبه لك بس اهم حاجه تكوني عندك القدره انك تعدي من ده كله انك تفهمي ان اللي جاي بالنسبه لك ممكن يبقى اصعب وممكن يبقى مش كل حاجه بتبقى جاهزه مش كل حاجه بتعدي علينا في الحياه بتكون حاجه عاديه او عاطره بالعكس كل حاجه بتعدي علينا لها هدف وفيها درس بنتعلم منك ولازم تبقى واثقه انك هتتعلمي من الدرس ده صح مش هتطلعي منه قطعه وخلاص لازم تبقى عارفه ان اي وجع لازما بعد منه سعاده ايا كان اي حزن قدام منه فرح ده الاثنين وخليك واثقه ان وجودك هنا في احد ذاته ده درس لكِ
تطلعت مها الي والدتها وقد ارتاحت بل ارتاح قلبها كثيرا مما كانت تعانيه كم كانت مشتاقه الى تلك الكلمات التي لو انسكبت على جبل لخارقها كم كانت تشعر بالياس نعم فكل كلمه قالتها هي حقيقه كل ما تمر به وكل ما مرض به من مواقف هناك درس جديد ستتعلمون درس ستاخذه معه سيكون عبره ماذا لنفسها لا تعلم ان كانت ستعود الى الارض مره اخرى ام لا ولكنها قناه هذا في هذا الوقت ادركت قبل ان تسقط في تلك الهوى تستحقيقه هوت الخوف كلنا كذلك مشتاق الى من يمد لنا يد العون ينتشرنا من بؤره الياس الى بؤره الامل ومن بؤره الخوف الى بؤره الاطمئنان نتعلم وندرك امسكت امها يدها في تلك الاسنان وربطت على كف يدها عده مرات ثم جذبتها نحو حضنها للمره الاخيره و شددت على هذا العناق بالقوه لم تعلم بها ان هذا هو الحضن الثاني للفراق لكن هذا الفراق هذه المره فراقكم من النوع الاخر فراق ممزوج بالوهم والخيال فراق ممزوج بالحضور فهي من طلبتها داخلها طلبت امها فكانت هي اشد العوز اليها وحضرت وبعد ثوان فلاشت من امام عيونها كانها لم تكن تبخرت في الهواء بل عادت الى مستقرها في قلبها مره اخرى فهل عندما تستدعيها مره اخرى ستحضر اليها ام لا هل عندما تتحدث معها وتخبرها وتطلب ان تحضر لها مره اخرى ستحضر لا تعلم فكل ما تعلمه يقينا الان انها قد ارتاح قلبها اجفلت مها للحظه قبل ان تتلاشى امها من امامها رحلت ولكنه هنا شعره مها ان هذا الجزء الذي تلاشى منذ ثوان او ربما ساعات الجزء الذي تركته في هذا المكان المبهم قد عاد لها مره اخرى قد عاد لها في قلبها واستقر شعرت بالراحه شعر بالامان ولاول مره قد اشتاقت له فنحن نحب بصدق ونتالم لغيرنا حب من القلب حتى لو لم نكن نعرفهم تلك الليالي التي تذكرتها معها تلك القصص التي كانت تسمعها من اصحابها لم تكن تصدق ان هناك هذا الكم من الاذى داخل البشر نملك من الاذى اطنانا فماذا يحدث لو تمنينا لغيرنا الخير عادت مها للخلف وجلست على تلك الصخره الكبيره وضعت وجهها بين يديها وتنهدت فقد ازاحه عن قلبها حمل ثقيل اخذت تترحم على هؤلاء الشباب الذين رحل وعلى منهم مثلهم ودعت لنفسها باللطفهم فيما هو قادم وفي الحاضر وسؤالا ظل يلح في عقلها ماذا سيحدث لها الان هل ستعود ام ستظل هنا في هذا المكان لا تعلم هنا شعرت بها تلك الجميله ولكنها ليست هي انها الروح انها العرافه نعم التي كانت تخبرها عن ماضيها انا تيتا جعلتها تتخبط بين الماضي والحاضر شعرت مها بالاسف لنفسها كانت تريد ان تسال والدتها عن هويتها الحقيقيه فهي الوحيده التي كانت ستخبرها بذلك ولكنها عادت بنفسها مره اخرى وتذكرت بان والدتها تلك ليست حقيقيه انها من وحي خيالها هي من استحضرتها وستجيب على تلك الاسئله من داخل عقلها لتجعلها تتخبط اكثر فهي كذلك تمالكت مع نفسها ونذرت الى تلك العرافه وسالتها قائله عاوزه ايه جايه له ثاني ابتسمت لها الاخرى وقالت جاي عشان اخذك في رحله ثانيه رحله جديده خالص رحله اذى بس المره دي من بني جنسك من البنات هاخذك ونلف لفه بسيطه كده وهاوريك قد ايه ان الاذى ممكن يطلع من صام في البنات وتقدر تتحدى به الشيطان احيانا شياطين ما بتفكرش كده بس انت ممكن تتخطوه بالتفكير بالشر اندهشت معها من حديثها وسالتها تقصدي ايه انا مش فاهمه لترد عليها قائله لا اقصد اقصد ان الوحده ممكن تدمر انسان عشان الحب وبتبقى مفكره انها بتحب ولا ما بتاذيه ما بتبقاش عارفه انها بتدمر كل حاجه وانها بتلغي كيانها من جوه بس انها بتلغي روحها واساسها
نظرت لها الشيطانة او الجميلة بأسف ثم قالت لها بحزن :-
متزعليش يا مها كل حاجة بتتعدل بجد وكل دي دروس رفعت مها راسها نحو الجميلة التي تبدلت هيئتها علي الفور جحظت عيون مها عندما شاهدت اخر شخص علي وجهه الارض يمكن ان تلتقي به وكانت امها نعم انها العالم بأثرة الحياة التي تجسدت امامها ، امها التي توفيت وتركتها وعمرها لم يتخطي الخامسة عشر عاما تركتها تتخبط في مسار حياتها وكيف تنسي وهي ماتت بين بيديها الابنة الوحيدة المدلله التي كثيرا ما كانت تدللها عندما تجلس معها تركتها وهي في اشد الاحتياج اليها طفله وحيده ماتت امها بل لفظت انفاسها الاخيره وهي تخبرها فانت اخذ بالها من نفسها وانت تذكرها دائما فكم كانت تتمنى ان تعيش معها عمرا طويلا كم كانت تتمنى ان تراها عروس مزينه بفستانها الابيض مع من ملك قلبها كل هذا اخبرتها اياها امها وهي على فراش الموت مسكت يدها وقبلتها ثم لفظ التفاسها الاخير الى بائعها كل هذا ومها جالسه امامها تتذكر كل هذا وكان كل ذلك مره امامها البارحه كله هذا مر امامها عليها الاوجاع داخل قلبها بل اوجعتها وتالما نعم تالمت لم تستطع ان تقولها لها ان تقول لامها كما افتقدتك في عيونها كانت كثيره ان تخبرها بمدى الاشتياق الذي يعطف بها من سنوات عمرها وداخلها ارادت ان تقول لها ليت الايام تعود في اظل في حضنك كيبقى عمرا طويلا فكم كنت احتاجك ولا اجد سواء اذهب لقبرك واشكو لك ما بداخلي تلك الليالي التي بكيت فيها ولم تنقطع تلك العبرات عن عيوني ارادت ان تقول لها ذلك ليت الايام تعود ولكنها لن تعود كانت مها تعلم في داخلها انها ليست والدتها بل كانت شيء اخر بل لا يهم كل ذلك انها افتقدتها بشده افتقدت هذا الحب الجارف منها افتقد تلك الليالي التي كانت تظل تتحدث معها وتضحك معها كم كانت تحب ان تحكي لها ما يمر بها من يومها ولكن للقدر راي اخر فلا تاتي النهايات السعيده دائما فنادرا ما تكون اما عن والدتها التي نظرت لها بشوق وحنان وحب ولهفة
لهفه اللقاء لهفه الحب كل هذا كان موجود وظاهرا على مراه العين في عيونها اقتربت منها خطوتين وقالت لها بصوتها الدافئ الحنون وحشتيني يا مها وحشتيني يا بنتي لم تتحدث معي لم تجيبها لم تتفوه بكلمه بل عيونها هي ما نطقت تلك العبارات التي ترقرقت في مقلتها وهبطت على وجهها مثل شلال منهمر لم تتوقف تلك العبارات عن الهطول لكن ما حاولت ازالتها سريعه ونهضت من مكانها متجهه اليها بخطوات سريعه القت بنفتها داخل احضانها اما عن الاخرى فكانت منفرجه ليها فاتحه يديها على مصراعيها استقبلتها بحب وغامرتها بحنان وبشوق لم يكن له نهايه كم اشتاق وكم نحب ولكن الشوق بعد الرحيل اشد وطأة واشد إيلاما .
كان صوت نحيب ومها وصل الى عنان السماء فوقت يديها على امها بشده نعم ففيه لحظات الياس والحزن نحتاج الى من يعيد لنا هذا الجزء الذي افتقدناه كانت خائفه تائهه من هذا الجزء الذي افتقدته داخل هذا المكان الغريب الذي اخذ منها جزءا كبيرا من روحها فاصبحت تعاني انها بلا روح اصبح حتى تتالم في صمت لم تدرك مها ان هناك فعلا اشخاص يجلبون لنا الحب واخرين ياخذون منا مثل الاماكن فكم مره عليها من مواقف اخذت من روحها قليلا ولكنها سرعان ما عدت اما عن هذا الموقف فقد اخذ منها كثيرا وكثيرا بل جعلها تتالم ملجا لها تدرك ان الحياه ليست على وتيره واحده فمثلا ما تعطي تاخذ اضعافها مضاعفه ولكنه هذا السؤال الذي راود مها عندما عادت متى اعطتني الحياه لكي تاخذ مني لقد سلبت مني كل شيء سلبت امي وسلبت حياتي وتركتني بلا ماضا يذكر تركتني بلا ماضا لا اعلم عنه شيئا وهذا التخبط المخيف هو ما يجعلنا تائهون في ان نعلم هويتنا ماضا مخيف اشد خوفا ربتت والدة مها علي ابنتها بحب شديد وطوقت عليها ذراعيها بقوة وكان الحياة عادة مرة اخري لمها ، تنهدت قبل ان تخرج من حضنها وتقف امامها بعيون لا تصدق ان ما تراه حقيقه امامها نعم رفعت مها كلتا يديها ووضعتهم على وجنتي امها بعدم تصديق وقالت لها بجد انت امي يعني يعني لو هيكون ده حقيقه على الاقل حقيقه اعيشها بعد سنين طويله يمكن في حاجات كثير في حياتي مش حقيقه ومش عايزه اعرف انها حقيقه او لا بس عايزه اتاكد ان انت وجودك هو اللي حقيقه عايزه اتاكد اني ان انت بجد قدامي ان انا مش لوحدي نظرت لها امها وقالت مش كل حاجه في في دنيتنا تبقى حقيقه احيانا الخيال بيبقى رافه بنا ممكن الخيال يطبطب علينا قصاد الواقع اللي بيوجع انا عارفه يا بنتي قد ايه اللي انت بتمري به وقد ايه احساسك واحساس الخوف قد ايه انا عارفه ان الموقف اللي مر عليك كان صعب بالنسبه لك دائما الحقيقه في الموت صعبه مؤلمه لان الموت بياخذ اكثر ما بيدي احساسك امبارح او النهارده عمره ما هيكون نفسي احساسك زي من قبل 15 سنه يمكن يمكن انا مت وانت لسه صغيره ما تعرفيش حاجه عن الحياه بس لما عرفت قد ايه الحياه كانت بتتخبط فيك وقد ايه كانت متعبه بالنسبه ليكي واد ايه كان صعب كل حاجة بالنسبالك ممكن هنا تكون غريبة بس اكيد يابنتي هتفهمي ان كل حاجة ليها سبب ودا هتعرفيه مع الوقت وهتشوفيه قدامك بس الصبر يابنتي عشان تقدري تقيمي كل المواقف اللي بتعدي قدامك ، وبلاشكل حاجة تاخديها او تقيميها بالعاطفه لان العاطفه احيانا بتخوننا هيعدي عليك وقت وهتفهمي كل ده احساس الخوف اللي جواك هيروح مع الوقت هتعدي وكل حاجه هتمر بالنسبه لك بس اهم حاجه تكوني عندك القدره انك تعدي من ده كله انك تفهمي ان اللي جاي بالنسبه لك ممكن يبقى اصعب وممكن يبقى مش كل حاجه بتبقى جاهزه مش كل حاجه بتعدي علينا في الحياه بتكون حاجه عاديه او عاطره بالعكس كل حاجه بتعدي علينا لها هدف وفيها درس بنتعلم منك ولازم تبقى واثقه انك هتتعلمي من الدرس ده صح مش هتطلعي منه قطعه وخلاص لازم تبقى عارفه ان اي وجع لازما بعد منه سعاده ايا كان اي حزن قدام منه فرح ده الاثنين وخليك واثقه ان وجودك هنا في احد ذاته ده درس لكِ
تطلعت مها الي والدتها وقد ارتاحت بل ارتاح قلبها كثيرا مما كانت تعانيه كم كانت مشتاقه الى تلك الكلمات التي لو انسكبت على جبل لخارقها كم كانت تشعر بالياس نعم فكل كلمه قالتها هي حقيقه كل ما تمر به وكل ما مرض به من مواقف هناك درس جديد ستتعلمون درس ستاخذه معه سيكون عبره ماذا لنفسها لا تعلم ان كانت ستعود الى الارض مره اخرى ام لا ولكنها قناه هذا في هذا الوقت ادركت قبل ان تسقط في تلك الهوى تستحقيقه هوت الخوف كلنا كذلك مشتاق الى من يمد لنا يد العون ينتشرنا من بؤره الياس الى بؤره الامل ومن بؤره الخوف الى بؤره الاطمئنان نتعلم وندرك امسكت امها يدها في تلك الاسنان وربطت على كف يدها عده مرات ثم جذبتها نحو حضنها للمره الاخيره و شددت على هذا العناق بالقوه لم تعلم بها ان هذا هو الحضن الثاني للفراق لكن هذا الفراق هذه المره فراقكم من النوع الاخر فراق ممزوج بالوهم والخيال فراق ممزوج بالحضور فهي من طلبتها داخلها طلبت امها فكانت هي اشد العوز اليها وحضرت وبعد ثوان فلاشت من امام عيونها كانها لم تكن تبخرت في الهواء بل عادت الى مستقرها في قلبها مره اخرى فهل عندما تستدعيها مره اخرى ستحضر اليها ام لا هل عندما تتحدث معها وتخبرها وتطلب ان تحضر لها مره اخرى ستحضر لا تعلم فكل ما تعلمه يقينا الان انها قد ارتاح قلبها اجفلت مها للحظه قبل ان تتلاشى امها من امامها رحلت ولكنه هنا شعره مها ان هذا الجزء الذي تلاشى منذ ثوان او ربما ساعات الجزء الذي تركته في هذا المكان المبهم قد عاد لها مره اخرى قد عاد لها في قلبها واستقر شعرت بالراحه شعر بالامان ولاول مره قد اشتاقت له فنحن نحب بصدق ونتالم لغيرنا حب من القلب حتى لو لم نكن نعرفهم تلك الليالي التي تذكرتها معها تلك القصص التي كانت تسمعها من اصحابها لم تكن تصدق ان هناك هذا الكم من الاذى داخل البشر نملك من الاذى اطنانا فماذا يحدث لو تمنينا لغيرنا الخير عادت مها للخلف وجلست على تلك الصخره الكبيره وضعت وجهها بين يديها وتنهدت فقد ازاحه عن قلبها حمل ثقيل اخذت تترحم على هؤلاء الشباب الذين رحل وعلى منهم مثلهم ودعت لنفسها باللطفهم فيما هو قادم وفي الحاضر وسؤالا ظل يلح في عقلها ماذا سيحدث لها الان هل ستعود ام ستظل هنا في هذا المكان لا تعلم هنا شعرت بها تلك الجميله ولكنها ليست هي انها الروح انها العرافه نعم التي كانت تخبرها عن ماضيها انا تيتا جعلتها تتخبط بين الماضي والحاضر شعرت مها بالاسف لنفسها كانت تريد ان تسال والدتها عن هويتها الحقيقيه فهي الوحيده التي كانت ستخبرها بذلك ولكنها عادت بنفسها مره اخرى وتذكرت بان والدتها تلك ليست حقيقيه انها من وحي خيالها هي من استحضرتها وستجيب على تلك الاسئله من داخل عقلها لتجعلها تتخبط اكثر فهي كذلك تمالكت مع نفسها ونذرت الى تلك العرافه وسالتها قائله عاوزه ايه جايه له ثاني ابتسمت لها الاخرى وقالت جاي عشان اخذك في رحله ثانيه رحله جديده خالص رحله اذى بس المره دي من بني جنسك من البنات هاخذك ونلف لفه بسيطه كده وهاوريك قد ايه ان الاذى ممكن يطلع من صام في البنات وتقدر تتحدى به الشيطان احيانا شياطين ما بتفكرش كده بس انت ممكن تتخطوه بالتفكير بالشر اندهشت معها من حديثها وسالتها تقصدي ايه انا مش فاهمه لترد عليها قائله لا اقصد اقصد ان الوحده ممكن تدمر انسان عشان الحب وبتبقى مفكره انها بتحب ولا ما بتاذيه ما بتبقاش عارفه انها بتدمر كل حاجه وانها بتلغي كيانها من جوه بس انها بتلغي روحها واساسها