٢١

"مرحبًا أنا بيري كوردن لا يمكنني الرد الآن أترك رسالتك بعد الصفارة و إن لم أنسي فسوف أتصل بك"أنزلت الهاتف من فوق اذني و فركت جبيني عدة مرات قبل أن أعود لأطرق الباب

حل الليل علي و أنا أحاول التواصل مع بيري و لكنها لا تجيب و الآن أنها السابعة صباحًا و هي لم تعود للمنزل بعد و مازالت لا تجيب علي اتصالاتي "بيري أنا آسفة حقًا ، بيري أنا أكاد أبكي أمام منزلكِ بحق الله! لم أنام طوال الليل و سوف أذهب للعمل و.. أنا لا أريد هذا بيري ، أرجوكِ اتصلي بي قريبًا ، أنا آسفة أحبكِ بيري إلى اللقاء"تحدثت بتلعثم و صوت مختنق بعد سماعي الصافرة

ذهبت لسيارتي و قدت للعمل ، أشعر بأنني أرغب في الصراخ و البكاء و تحطيم كل شيء أراه ، لم أستطيع الإتصال بـ نايت أمس كنت مشغولة أبكي لأنني غبية و ادمر كل شيء جميل قد حدث لي يومًا ، لم أكن في المزاج للتحدث مع نايت ، لمواجهته ، لرؤيته حتي ، لذلك أنا أوقفت السيارة على جانب الطريق و أخرجت هاتفي أتصل بمساعدتي أخبرها بأنني لن آتي ، نعم أنا لدي مساعدة تهتم بالعمل في حالة إصابتي او مرضي أو في حالة أنني منهارة و أبكي كـ الآن

قدت للمنزل مرة أخرى و ارتميت على الأريكة بتعب ، عيناي تحرقانني بشدة و تؤلمني بسبب البكاء و عدم النوم لساعات ، كنت مندهشة بأنني أستطيع الرؤية من الأساس

عقدت حاجباي بإنزعاج من اهتزاز شيء فوق فخذي الأيمن ، حين فتحت عيني استوعبت بأنني كنت نائمة بوضعية مؤلمة فوق الأريكة ، بعد ثواني استوعبت بأن الاهتزاز كان أتي من هاتفي ، أخرجته من جيبي لأرى بأنها بيري أجابت أخيرًا على رسائلي الكثيرة لها في كل مكان

من بيري :
سأكون في المنزل خلال نصف ساعة

كان هذا ردها على الثلاثة مليون رسالة التي اسأل بهم عن مكانها و أعتذر لها ، أنا المخطئة لذا لن اتذمر ، وقفت لأستحم وعندما انتهيت بدأت أحضر شعرية مقلية لنفسي فأنا جائعة للغاية و لا أملك طاقة للطبخ

"ميا؟إلهي تبدين مزرية!"قالت بيري بمجرد رؤيتي لأبتسم بينما أبكي ، التففت حول الكاونتر لأكون أمامها ، بدأت أتحدث بتوتر و تلعثم بينما أنظر لكل شيء معادا وجهها"أنا آسفة للغاية بيري ، أنا لا أعلم ماذا دهاني أنا غبية جدًا لقولي كل هذا الكلام الفارغ ، لا أريد خسارته و بالطبع لا أريد خسارتكِ ، أنا لا أعلم كيف استطعت قول كل ذلك أو التفكير بهذا الشكل! سوف أتحدث معه و.. بيري؟"

حين نظرت لها وجدت ملامح غريبة على وجهها"تركتكِ ليوم واحد و تتحولي لملكة دراما و طفلة بكائه؟"قالت بمزاح و إبتسامة لأنظر لها بتشوش "هل سامحتيني؟"سألت بنفس التشوش الذي على ملامحي ، "لم يحدث شيء لأسامحكِ عليه"تمتمت تعانقني لأدفعها بعدم تصديق

"جعلتيني أبكي الليل بطوله و اتعذب بسبب إحساس الذنب و في النهاية تقولين بأن لا شيء حدث؟ هل تمزحين معي؟"صحت بأنفعال لتصمت بيري "امم آسفة؟"تمتمت غير واثقة لأضرب ذراعها و اعانقها "هيا اعدي لي بعض الشعرية فأنا جائعة"و بهذا فصلنا العناق و ذهبت لأفعل كما طلبت بيري

--

كنت أضحك بمرارة بسبب سرد بيري لشكلي حينما صرخت عليها حين رن جرس الباب "افتحي أنتِ"أخبرتني بيري لأنظر لها بحاجب مرفوع "لن أتحرك من مكاني ، افتحي أنتِ فأنا من طبخ الشعرية لكِ"قلت معانده و قبل أن تعترض بيري أعطيتها نظره قاتلة لتقف لتفتح للشخص الذي ربما قد رحل أثناء تلك المحادثة

"مرحبًا من أنت / أنتِ؟"قال الإثنين معًا ، اتسعت عيني لأنني أعلم صاحب الصوت و لكنني انتظرت رده لكى يخيب ظني "ابتعدي عن طريقي" تحدث صاحب الصوت و تنبأت بأنه دفع بيري ليدخل ، توقف قلبي عن النبض حين رأيته هيئته المتوسطة أمامي ، أبتسم بسماجة و هو يفتح ذراعيه "ميا شقيقتي الجميلة"لحن الجملة و كم وددت ضربه لذلك

"ماذا تفعل هنا ديلان؟"سألت بإنزعاج معتاد ينتابني كلما كنت بقرب ديلان شقيقي الأكبر ، انمحت الإبتسامة الساذجة خاصته و أنزل ذراعيه ليضع إحدى يديه داخل جيب بنطاله الجينز "لماذا تتحدثين معي بتلك الطريقة ميا؟ لقد أتيت لأراكِ"بالطبع كان يكذب ، لنكون واقعيين أنه ديلان الذي لم يهتم لأي شخص آخر غير نفسه ، أي خطوة يتخذها ديلان تكون في صالحه هو فقط

"توقف عن العبث ديلان و أخبرني ماذا تريد؟"تقريبًا صحت به ليشتد فكه و ينظر بعيدًا عني بغضب ، يستنشق أنفه و يمسح عليه عادة اكتسبها بسبب إدمانه بالإضافة لعينيه الحمراء أغلب الوقت و الكثير غيره "أنا و أنت نعلم بأنك لم تهتم لأمري يومًا لذا وفر الأمر على كلينا و أخبرني السبب الحقيقي خلف وجودك هنا و الآن"أضفت اطبق يدي أمام صدري

"حسنًا لقد تشاجرت مع أمي و طردتني من المنزل و ليس لدي مكان لأمكث به غير هنا بالطبع"تحدث ديلان بكل صراحة و في النهاية حرك إصبعه السبابة بحركه دائرية حول المنزل ، غضبي زاد ، في البداية تستغلني ايميلي لتهرب من مشاكلها ، من ثم أمي تأتي في نفس اليوم ليتدمر باقي اليوم و الآن يأتي أخي المصون وقت حزني و غضبي و يحاول استغلالي مرة أخرى؟ هذا كثير و أنا قد ضقت ذرعًا منهم و من نفسي حتي

"لن تمكث هنا ديلان ، عود لأمي هي ستتفهم و سوف تسامحك ككل مرة تخطئ بها لن يكون هذا شيء جديد"ألقيت حديثي الساخر و الهادئ للان و أنا أعطيه ظهري لأضع الأطباق في الحوض "أنا لن أذهب لأي مكان ، سوف أبقي هنا"عاند بوقاحة لألقي بالطبق الذي بين يدي بعنف في الحوض و استدير له قبل أن أصيح "إن لم تلاحظ ديلان فهذا منزلي أنا ، أدفع ايجاره من مالي أنا ، و أنا أخبرك بأنك لن تمكث هنا عد من حيث أتيت ديلان فلا مكان لك عندي"

"لا تتحدثي معي هكذا"صاح هو الآخر يضرب الأشياء فوق الكاونتر بيده لتقع و تتبعثر لأشلاء سواء كانت الفاكهة أم الأطباق و إبريق الماء ، صرخت بيري بينما أنا اشتعلت غضبًا "أخرج من هنا!" صحت بقوة و أنا ادفعه من صدره"يا حقيرة!"صرخ بي و هو يرد الدفعة لأستجمع كل غضبي و قوتي و حزني و حيرتي و كل المشاعر التي بداخلي لأولد طاقة كبيرة جدًا أدفع بها أخي ليقع على ظهره من قوتها

شهقت بيري "هل أنت بخير؟"سألت و أنا أنحني لأرى ديلان العاهر الذي أمسك بشعري يسحبني لأقع على الأرض "تتجرأين على ضربي؟ ها؟"صاح و هو يضغط وجهي تحديدًا وجنتي اليسري ضد الأرض ، لم أبكي ، لم أشعر بأنني ضعيفة لكي أفعل ، بل العكس فلقد صفعته بقوة و دفعته بقدمي بعيدًا عني "أيها العاهر الحقير! من أنت لتضربني؟ ها؟ أنت لا أحد ديلان مجرد مدمن لعين!"صرخت بغضب بينما أنظر لديلان الشبه ممدد على الأرض و يده على فكه يبدو مندهش ، غاضب و حزين ربما؟

هززت كتفي بعنف أزيل يد بيري التي عليه و أكملت صياح"أنت لا أحد ديلان! لا شيء سوى لعنة أخرى في حياتي ، لا يوجد لديك اي هدف سوى تدمير حياتي ، أنت مثله ، مثله تمامًا ديلان تحطم كل شيء في حياة من حولك!" لم يتأخر ديلان في الوقوف من الأرض و دفعي بقوة لأرتطم ببيري التي تقف خلفي و نقع سويًا "هل تظنين بأن حياتكِ مهمة لتلك الدرجة؟ افيقي ميا لا أحد يهتم لأمرك لا أحد ، حتي توأمتكِ لم تستطيع العيش معكِ و قتلت نفسها" و قبل أن يفعل أي أحد منا أي حركة أخرى كان هناك شخص رابع يمسك بديلان الغاضب

"من أنت و اللعنة؟"صح ديلان محدثًا نايت الممسك به بقوة يمنعه من القدوم لي بينما بيري كانت تحاوطني بذراعيها و قدميها لكى لا استقيم لأضرب أخي "أخرج من هنا ديلان ، لا تعود مرة أخرى و إلا اقسم بأنني لن أتردد في قتل عاهر بلا فائدة مثلك!"صحت بغضب و أنا ألقي عليه برتقالة قد وجدتها بجانبي

"أيتها العاهرة أنا من سيقتلكِ"دفعه نايت بقوة حتي كاد يقع ، أنتهي الأمر بـ نايت يجر ديلان الغاضب للخارج و لم اكلف نفسي عناء الذهاب خلفهم لأسمع السباب الذي يوجه ديلان لنايت و العكس بل بدأت أبكي بقوة بين ذراعي و قدمي بيري التي بدأت تهز جسدينا للأمام و الخلف "أنا اكرههم أنا.."توقفت اشهق و أبكي"ششش اهداي لا تهتمي لهم حسنًا ، ليس لأنهم أقاربكِ بالدم يعني بأنهم عائلتكِ"همست بيري و مازلت تهزنا بخفة و يديها تشتد حولي

"لقد تعبت بيري أنا تعبت"همست بين دموعي و شهقاتي و ألم قلبي الغير محتمل

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي