الفصل 25 الجزء 2

مع صباح اليوم التالي واشراق الشمس الذهبية علي جميع ابطالنا واحداث جديدة في حياتهم وتحديدا في منزل الصخر وخاصة غرفة النوم مستلقية هاجر علي الفراش بتعب فتحت عيناها بتثاقل لتري صخر يفتح في النوافذ حتي يدخل ضئ الشمس وبعد ان انتهي التفت لها واقترب منها بأبتسامه وقبل جبينها وهي عابسه اثر ضوء الشمس فقالت بصوت متقطع ضعيف مجهد

هاجر : اقفل الشباك

صخر بهدوء مبتسما علي منظرها : لا كفاية نوم كده انا منمتش لسه من امبارح

هاجر : واي الا منعك متنمش من امبارح

صخر ممازحا ايها : كنت سهران في البلكونه وجت بنت الجيران فضلت شغلاني طول الليل

هاجر وهي تعلم انه يمزح فقالت بهدوء : ربنا يزيدك ويزود الا في قلبك

صخر ابتسم وقرر ان لا يغضب عليها مهما كان وممها حصل : ايوة بس للاسف قلبي مليان وعلي اخره مفيش سنتي واحد فاضي

هاجر متجاهلة كلامه : ثابت فين

صخر : في المدرسه من بدري

هاجر لم تكن تريد ان تحدثه ولكن اثارها الفضول فقالت بحزن : هو اي الا حصل امبارح انا مش فاكره

صخر بتنهيدة اخرج بها خوفه فا كلما تذكر منظرها امس يكاد قلبه يقتلع من صدره :اغمي عليكي وجبت الدكتور وقال ان دي نوبة الخوف وفوبيا الزعيق والصوت العالي

تساقطت دموع هاجر في صمت ولاحظها صخر والندم يأكله

صخر: انا خوفت عليكي اووي لما وقعتي قدامي الدنيا اغمقت في وشي

هاجر مسحت دموعها : لا ليه انا كويسه

صخر بندم : مكنتش هزعق بس انتي الا عاليتي صوتك عليا الاول واستفزتيني بالكلام

هاجر ببرود : ما تزعق وايه يعني مش هموت متقلقش

صخر : بعد الشر عليكي

هاجر قامت جلست لتستعد للقيام : الشر بره وبعيد

صخر : اي الا مقومك

هاجر : هفضل نايمه في السرير ولا اي

صخر : اه انتي تعبانه لازم تريحي شويه

هاجر : لا متخفش انا تمام

صخر : للدرجادي زعلانه مني لدرجة مش عاوزه تعاتبيني ولا تبيني زعلك ليا

هاجر : مش زعلانه يا صخر الموضوع انتهي وانا صحتي بالدنيا واهم من اي حد

صخر : اكيد طبعا والله ما كنت ناوي ازعق ابدا بس انتي فورتي دمي الغيرة بتاعتك عمياكي

هاجر نظرت له بجمود : يعني انت شايف انها غيرة مش حقيقة

صخر : يا هاجر يا هاجر مش يصح كده ابدا وفعلا يا حببتي انا مبحبش غيرك نوران ماضي وانطفئ هي متجوزه ومخلفه وانا متجوز ست البنات ومخلف

هاجر والدموع تترغرغ في عيناها : اومال انا ليه بحس كده

صخر بتنهيدة : عشان انتي حاطه في دماغك كده ودماغك ضيقه وقافله علي كده يا هاجر

هاجر : امممم

صخر بعتاب : وعلي فكره انا زعلت جامد اووي مش معقول مش حاسه بحبي ليكي انا لو جابولي نساء الارض كلها مش هحب غيرك كله دا وانتي مش حاسه ومصممه تطلعيني مش راجل وعيل انا كنت قادر متجوزش خالص بدام بحب نوران وكنت هفضل علي ذكرها عادي جداا

هاجر شعرت بالندم والحزن وقالت بخجل : انا اسفه معرفش قولت كده ازاي بس انا فعلا بحبك اووي والغيرة لحست مخي معرفش ازاي قولت كده حقيقي متزعلش مني

صخر ابتسم : وانا اقدر برضو دانتي سحبتي الدم من روحي يا شيخه لما لقيتك واقعه علي الارض

هاجر ضحكت بخجل : حقك عليا

صخر بغلب : اه يااني اهي النوبه الا عندك دي نقطة ضعفي يا سلام كان زماني كاسر رأسك يا هاجر

هاجر ضحكت بطفولة : طب الحمد لله بقا اني عندي النوبه

صخر : بس مش تستغليها لو سمحت

هاجر : عيب عليك

صخر بابتسامه : طب قومي يله يا ست البنات عشان نفطر انا لا كلت ولا نمت

هاجر : عيوووني


ننتقل الي منزل الصقر الذي يقف في المطبخ يحضر الافطار الي زوجته فرح ويرتدي تشيرت قطني اسود وبنطلون ترنج ويعد لها الطعام حتي تأكله بشهية ولكنه كان شاردا الذهن يفكر في اخيه الذي لم يرد عليه منذ اخر مكالمة بينهم بخشي ان يكون قد تهور وفعل شئ وجاء في باله ماذا سيحدث ان علم الجميع ان عادل مازال علي قيد الحياة وخاصة بلال ماذا سيفعل ؟!
تفاجاء بيد تمتد امامه وتطفأ نار الموقد انتبه ونظر وجد فرح وتنظر له

ادهم بلهفة : اي الا قومك بس

فرح : قومت عشان اصلي ولاجل الحظ عشان الاكل مش يتحرق

ادهم ضحك بارتباك : سرحت شويه بس هيعجبك برضو

فرح : اي حاجه منك تعجبني

ادهم : يا ولاد علي الرومانسية

فرح : طبعا عندي مين غيرك انت وسيف

ادهم : واحنا مالناش غيرك يا دكتورة بس يكنش ربنا يهديكي وتعقلي

فرح : اممم ما انا عاقله اهوو وبحكم اني عاقله بسألك لاخر مرة يا ادهم مخبي عني اي

ادهم نظر لها ببرود وقال : والله وحضرتك بتكلميني انا بالاسلوب دا والمفروض اخاف واقولك الحاجه الا هي مش موجوده اصلا

فرح بانفعال : لا المفروض متكدبش عليا

ادهم بزعيق : اعلي ما في خيالك اركبيه يا فرح ومتتعصبيش عشان انت لسه صحتك مش ردت واتفضلي غوري من وشي خليني اعملك الطفح

فرح : وانا مش طافحه يا ادهم

ادهم بنفاذ صبر : طب روحي يا حببتي شوفي سيف رضعي بيعيط الحقي النونه بتاعتك

فرح : معيطش يا ادهم وانا لسه منيماه مش تستعبطني وقولي في اي بجد انت مش غريب عليا

ادهم تنهد ونظر لها وخرج وتركها خرجت خلفه وجدته جالس في الصالون ويضع رأسه بين يدديه وينظر في الارض بقلة حيله وحينها تيقنت انه خافي عنها شيئا اقتربت منه وجلست بجانبه علي الاريكة وقالت برقة وهدوء

فرح : انا فرح حببتك انا البنت ال بمية راجل الا في ضهرك انا سندك وانا قوتك انا البنت العنادية الا طلعت عينك بس بتحبك انا سترك وغطاء عليك خبي علي الدنيا كلها ومتخبيش عليا انا الا هدافع عنك مهما كان وممها عملت

نظر لها بضعف وعيناه مليئة بالدموع امأت له برأسها تحسه علي التحدث

ادهم : مهما كنت عملت هتكوني جمبي

فرح باندفاع وتأكيد : مهما عملت هكون جمبك ومعاك

ادهم مباشرة : عادل عايش وانا كدبت وقولت انه مات وسافرته بره

تحدقت عين فرح من الصدمه وظل دقائق تستوعب

ادهم باندفاع وتبريرات : غصب عني اخويا مهما كان عمل اخويا مين هيقف جمبه ان مكنتش انا عارف انه غلط كتير ويستحق القتل بس دا اخويا وانا عارف ان كل الا عملع كان وزة شيطان عادل نضيف صدقيني كان لازم اعمل كده لانه اخويا ومن دمي بس ربنا جزاه واتعلم وشاف الويل وطلع عينه من الوحده ودخل مصحه نفسيه

فرح بصدمه : كل دا معقوله وهو فين دلوقت

ادهم مكملا بحماس وكأنه يزيل الهم من صدره : عادل لما دخل المصحه في امريكا فضل فيها سنتين وخرج منها وانا وفقتله وظيفه في شركه واشترتله شقه هناك وعاش بس برضو فضل لوحده وحزين وشويه وقالي انا في بنت هتجوزها وانه حبها ونوعا ما حلت حياته وبيحبها جداا بس برضو فضل تعبان من فراق لينا ونزل مصر من شهرين وانا فضلت مخبيه واخر مكالمه اتخانقنا ولغاية دلوقت معرفش عمل اي

فرح بشرود : يااا كل دا وشايله لوحدك

ادهم : غصب عني خوفت تعرفي تبعدي عني

فرح ابتسمت بدموع : وابعد عنك ليه انت اعظم راجل واخ في الدنيا ومهما ان كان اخوك وهو غلط وندم ودلوقت بيحب مراته

ادهم بسعادة وارتياح نفسي : يعني هتساعديني

فرح بضحك : طول عمري انا وانت مصلحين اجتماعين

ضحك ادهم من قلبه : طبعا وانتي شارلك هولمز بحبككك اووي يا فرح اووي

فرح بحب : وانا بحبكك اكتر يله كلم عادل وخلي يجيب مراته ويجي ثم تذكرت شئ وقالت
عشان كده انت كنت بتسافر كتير وتقولي شغل

ادهم ابتسم بحرج : قلبك كبير بقا

فرح عبست له بمرح : اممممم وصخر اكيد عارف

ادهم ضحك : اكيددد وانتي كده تاني واحده تعرفي

فرح : اه منكو يا عصابه المهم كلمه علي اما اغير هدومي


عند عادل في شقته يجلس علي مائدة الطعام ينتظر زوجته الطفلة كما يلقبها لتحضر لها الطعام فيصيح جائعاا

عادل : حرام عليكي يا جنات من سقي كلبًا دخل الجنه

ليجد جنات تخرج من المطبخ فارغة اليدين تنظر بعبوس وحزن طفولي قال لها مستغربا


عادل : حصل اي فين الاكل يا بنت الناس الطيبين

جنات : صنية البطاطس اتحرقت مني يا عادل

عادل بصراخ : يا سوادك الاسود يا عاادل يا مرك يا عادل

جنات بتذمر: الاه بقا انا كنت بغسل المواعين واتحرقت انت كل شويه هتبكتني انا هعمل اي ولا اي يعني انا لسه صغيرة

عادل بنفاذ صبر : يعني غلطانه وبتكلمي بتشتري البجااحه منين يا مرك يا عادل

جنات اترفزت من اسلوبه : طايب انا بجحه الاكل عندك اهو في المطبخ عاوز تقوم تاكله محروق مش تاكله انت حر انا قايمه دخل اوضتي وملكش دعوه بيا

ثم دخلت الي غرفتها وقفلت الباب خلفها بينما جلس مصدوما من حديثها ثم ابتسم علي طفولتها وقال : والله العظيم مجنونه بس بحبها اوي يله هقوم اغرف انا واصالحها الهبله ام 20 سنه دي

وبالفعل قام عادل وغرف الطعام ونقي البطاطس الغير محروقه ووضعها في الاطباق وقام برضع الاطباق علي المائدة وذهب الي الغرفة ودخل وجد جنات منكمشة علي نفسها وتضم ركبتيها الي صدرها وتضع رأسها عليهم كوضعية الجنين وتبكي زهل من منظرها واقترب منها بلهفة ورفع راسها اليه

عادل : مالك يا بنتي بتعيطي كده ليه

جنات وهي تمسح دموعها : انا غصب عني اتحرقت وانا لسه بتعلم الطبخ

عادل ضحك عليها بقوة : يا هبله انا كنت بهزر معاكي وبعدين انتي اي حاجه تعمليها هاكلها يا عبيطه

جنات : يعني انت مزعلتش مني

عادل : لا يا مجنونه وبعدين انا لقتها حلوه

جنات بزهول : انت كلت من غيري

عادل بنفي : لا طبعا مقدرش انا غرفت بس وجاي اخدك وناكل يله بقا عشان انا جعان

جنات بفرحة طفولية : اوووكيه

خرجوا سويا متصالحين مبسوطين وجلسوا علي الطعام سويا وبدا في تناوله بشهية وجوع وقطع اكلهم هاتف عادل الذي رن باسم الصقر تنهد وترك الطعام من يدة ولاحظت ذلك جنات ونظرت فعلمت انه ادهم

جنات : رد عليه

استجاب عادل لها ورد قائلا

عادل : الو

ادهم بسخرية ممزوجه بالمرح : انتي زعلانه من يا حلوة ولا اي

عادل ابتسم ولكن قال بجدية : لا ليه

ادهم بصوت انوثي : اومال بتتقل عليا ليه يا قاسي يا وحش

عادل ابعد الهاتف عنه باستغراب ونظر به ليتيقن بأن المتصل هو الصقر : الو ادهم معايا

ضحك ادهم بقوة : ايوا انا ياض ادهم اخوك

عادل : اممم جايب الروقان دا منين

ادهم : ملكش دعوه المهم انك تلبس انت وحنات وتيحو عمدي البيت بعد نص ساعه بالظبط

عادل السعادة غمرته بقوه وقال بفرحه وعدم تصديق : احلف قول والله

ادهم بفرحه لفرحته : والله والكل هيتجمع بهد نص ساعه متخفش قولت لفرح وهنظبط الدنيا

عادل : انا بحبككك اوو اووي يا ادهم بحبك يا صقر

ادهم : يله يله انا خيري عليك اصلا اجهزو بقا وفرح جنات وسلملي عليها

قفل عادل مع ادهم وقام سريعا وسحب جنات المستغربه جدا وحضنها وحملها وظل يدور بها في الصاله بغرح وسعادة وشاركته الفرح بضحكات عارمه


بينما عند ادهم وفرح

فرح : كده كلو تمام انا حكيت لنوران وهي تقبلت الحوار وهتيحي هي ومحمد

ادهم : وانا قولت لصخر وهيجي هو وهاجر

فرح ببساطه : شوفت بقا مفيش حاجه مستهله اصلا الدنيا ابسط من كده

ادهم : فعلا بس لسه روان وبلال

فرح : متخفش انا واثقه كلو هيعدي بس بلاش بلال وروان دلوقت

ادهم : يااه يا فرح نفسي اعيش من غير خبايا من غير وجع ماضي من غير ما قلبي ينزف

فرح : حلاص بقا يا ادهم كلو هيهون ويعدي غلطتك انك بتشيل لوحدك

ادهم : الله كريم

حان المساء وبالفعل قد تجمع الجميع في منزل الصقر وتبادل البعض البكاء والعتاب واللوم والمشاعر المختلطه والزعل والحزن ولكن المؤكد ان جميعم الان صافين لبعضهم متفقين صادقين في اقوالهم ولا يوجد احد في سعادة ادهم وراحة قلبه ولكن هناك بعض القلق من معرفة بلال كلما نظر لعين اخية وجد السعادة في عينه يخشي ان تنكسر وجنات الذي تعرفت علي الفتيات وانطلقت معاهم فهي وحيدة ليس لديها احد وحبوها الفتيات كثيرا وصنعو الطعام سويا ومرحوا كثيرا وجنات حبت اطفالهم كثيرا وتمنت يأتي اليوم الذي يكون لديها طفل هكذا

عادل : يااه انا بقي وجعني من الضحك والكلام

نوران بضحك : وانا صدعت من مراتك

فرح : انتو بقالكًوا كام سنه مش اتكلمتو

جنات : يااااه يا فرح كتير اووي

محمد : خلاص انسوا الا فات

هاجر بمرح كعادتها : ومن النهاردة هدلعني

فرح : هسهر معايا وامتعني

ادهم : اي اي هتفتحًو وصلت الطفوله تاااني

نوران بغتاتة : براحتنا ملكش دعوه وانت بالذات

محمد بقليل من الجدية فهمتها نوران : نوراان هدي شوية

ادهم فهم محمد : لا والله اي مش عاوزها تكلمني

محمد : اه لانك لو زعقتلها تاني هكسرك وهخلي الدكاتره يعجزوا فيك

صخر : عنده حق يعملها وانا مش هحوش

جنات : ليه كده حرام عليكوا

عادل : اسكتي انتي يا حببتي احنا غلابه دول جبابره

ضحك الجميع

ادهم نظر لنوران : انا اسف يا نوران اتعصبت عليكي بس حقيقي كنت هتجنن علي فرح

نوران بتصنع الزعل والغرور : اسفك مش مقبول يا فندم

ادهم : لا والله اجري اجري يا به

محمد : احترم نفسك ياله هقوملك

رن جرس الباب وظنت فرح انه السوبر ماركت فقد ارسلت لها ان يرسل لها اشياء

صخر : يا ترا مين

فرح وهي تهم بالذهاب : دا اكيد السوبر ماركت

ادهم قام اوقفها : استني انتي انا هفتح

نوران بسخرية لكي تغيظ ادهم : حمش يالا اسد

ادهم بابتسامه : ما بلاش انتي

وذهب ليفتح الباب وعندما فتحه تصلب جسده وتحدقت عيناه عندما راي بلال امامه والغضب يعمي عينه

ادهم : بلال

انتبه الجميع واصابههم القلق والخوف بينما دفع بلال ادهم ودخل وصدم عندما راي الجميع مجتمع فلم يتخيل ان يجدهم كلهم سويا ويبدوا انهم متفقين دخلت روان خلفه وبيدها عمار وكانت تلهث بشدع وصدمت هي الاخره عندما وجدتهم ولكن كانت صدمتها قليلة عندما رات عادل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي