الفصل الرابع

_سرطان انتي متاكده يا دكتوره

هكذا ردفت هي بصدمه ثم استمعت تلك الطبيبه
تقول
= ايوه ده اللي ظاهر في الاشعه محتاجين بس اشاعه كمان مخصصه للورم تعملها المادام سما

هكذا سمعت هي من الطبيبه قبل ان تقرر ان ترتدي ملابسها سريعا تجري لبيت ابنها الذي تمتلك
مفتاحه
دون ان تقول لاحد
تتذكر هذا اليوم جيدا

_Flash back_

كانت سما وابنها يوسف معزومين عندها
وقفت سما في المطبخ تساعد سلمي ابنتها بينما
هي جالسه تثرثر مع ابنها فلذه كبدها وقطعه من
قلبها
ذلك الذي ربته ورعته وجائت فتاه اخري خطفته
منها
وهي تعلم انه كان سيتزوج في يوم ما.. ولكنها كانت مخططه ان يتزوج معها في تلك الشقه ولكن اتت
سما وخربت تفكيرها وحياتها
تبعد ابنها عنها كم هذا مريب بالنسبه لها
فرغم انه يوسف  يزورها كثيرا  ولكن هي تريده
تريده لها وحدها
لذا اثناء ما كان يوسف انشغل في مشاهده تلك
المباراه
التي كانت بين فريقين احداهم يشجعه يوسف
والاخر ينقده
مدت يداها بهدوء اخذه المفتاح التي كان مرمي
بجانبه ثم قامت في عجله من امرها تنادي سلمي
التي هرولت سريعا
لتعرف ما تريده امها وبالفعل اخذته سلمي مخبأه
اياه
وانتهي الامر بيوسف مخرج مفتاح جديد من نسخه
سما

_عوده للحاضر _

هرولت سريعا بعدما ارتدت عبائتها تجري للخارج
تستقل اي عربه ثم اعطته العنوان وهي تمسك
بيدها المفتاح ستنتظرهم في بيتهم وليحصل ما
يحصل فهي لن تترك اينها يعاني مع فتاه ما مريضه هي تريج الاحفلد السعاده ولتتحمل هي نتيجه
مرضها وحدها لنه ابتلاء وابتلاها به الله اذا لما هم
يتحملوا الابتلاء معها هذا ظلم

هذا كان تفكيرها ولم تعىل ان ما تفكر به هو
أقصي درجات الظلم

اما علي الناحيه الاخري

وقفت سما في الشارع تائهه خائفه
"سرطان الثدي" من لديها ذلك؟
هي! هكذا اردفت بقهر
تتذكر جيدا 
عندما اخذت منها الطبيبه الاشعه والتحاليل
ثم ناظرتهم جيدا قبل ان تطلع اليها مردفه بتوتر
= الاشعه اللي عملناها علي منطقه الثدي عشان لو فيه مشكله نعالجها مع الرحم  اظهرت وجود ورم

رددتت سما ورائها بغير فهم = ورم! يعني اي

ابتعلت تلك الطبيبه ريقها قبل ان تردف
= مادام سما حضرتك عندك سرطان الثدي
ولو عايزه تتأكدي اكتر ممكن تعملي اشاعه
الماموجرام
وتروحي لطبيب متخصص

كانت تلك الطبيبه تثرثر وتثرثر بينما سما في دوامه
سوداء صمت اذنها واخرست فمها وهي فقط تردد
في عقلها الذي صرخ خائفا _سرطان _ ذلك المرض
الخبيث
من اين اتي لها! ماذا سيقول يوسف
هي تحتاجه بشده الان لذا قامت من مكانها اخذه
اوراق التحاليل والاشعه سريعا تضمهم لصدره
وكأن
احد سيخطفهم منها تجري وتجري من تلك الغرفه المشؤمه
وفعلت فعلا والان هي في الشارع امام البحر تصرخ
بالم وهي تضع يداها علي قلبها المتألم الذي
يتخيل الكثير من التخيلات القاسيه المتوحشه

جميع الانظار عليها
البعض من تعاطف معها ومع دموعها بينما البعض الاخر ظنوها مجنونه فابتعدوا سريعا

اما هو فكان واقف في عمله وسعيد يثرثر بجانبه
كعادته يون عليه ان بتزوج او يقنعه وكانه سيسعد
بحزن زوجته الاولي او كأنه سيسعد برؤيه الكثير من الضحايا
حتي رن جرس هاتفه ليجيب عندما رآها امه مردفا
= اي يا امي عامله اي

قالها مبتسما قبل ان يسمعها ترد ب اسراع
= تعالي بسرعه من الشغل علي بيتك يا يوسف وانا
هبقا مستنياك هناك

حاول ان يفهم منهم حرف اخر ولكنها أغلقت
بالفعل فلم يجد امامه الا ان يستأذن اليوم متنهدا

مر بعض الوقت
علي تلك الباكيه التي تصرخ وعلي ذلك الذي يسرع
ليصل لامه وعلي تلك الام التي لاول مره لا تعلم ماذا ستفعل او ستقول ولكنها بالتاكيد ستنصح ابنها
بالابتعاد

وصل هو قبلها لذا صعد بالمصعد
ثم ضق الباب وفي تخيله ان سما وامه في الداخل
وان سما من ستفتح ولكن اول صدمه له كانت ان امه فتحت له والبيت هادئ تماما
اين سما؟ ايت ذلك الحضن والقبله المعتادين؟ هكذا ردد عقله قبل ان يسمع امه تردف
= انا هنا لوحدي سما مش موجوده

ضم حاجبيه معا كعلامه استفهام
وهو يسألها = اومال هي فين.. نزلت يعني تشتري
حاجه

قاطعته مردفه
= سما عند الدكتوره النسا يا يوسف

_ ليه يا ماما؟ ليه بتضغطي عليها وبتخليها تروح
لوحدها

قاطعته للمره الثانيه
= يوسف مراتك بتابع مع دكتوره منغير ما تقولك وانا عارفه الدكتوره دي لان انا اللي مرشحاها لسما وانهارده كان معاد تسليم الاشعه والتحاليل ومراتك طلع
عندها سرطان الثدي
فاهجي كده وفكر هتعمل اي

الكثير والكثير والكثير من الصدمات التي هلت عليه
فجاه
سما تتابع مع طبيبه وابضا امه تعلم وهو لا يعلم
اليوم خرجت مره اخري بدون اخباره
اشعه وتحاليل ثم ماذا سرطان الثدي
بيبته ومعشوقه قلبه رغم قسواه عليها عندها ذلك
المرض الخبيث وقيل ان يخرج من صدمته وجد امه
تقول
= انت لازم تطلقها احنا ملنا احنا نستحمل مرضها

قاطعها هو تلك المره صارخا
= انتي بتقولي اي اطلق سما انتي اتجننتي!

عرفت ان امر المرض لن يئؤثر عليه لذا صمتت جالي
ستحاول ان تجد مدخلا اخر له تجعله يطلقها
فمرض يعني تكاليف علاج وهم في غنا عن كل ذلك
لذا اردفت له
= مراتك بقت بتنول من وراك وياعالم بتروح فين غير
عند الدكتوره اي هتقبل بكده اخس علي الرجاله

نجحت في اخذ عقله لنقطه ثانيه تماما غير المرض
والدعم الذي يجب ان يقدمه له نجحت في ان تجعل قلبه ينبض بعنف غاضب نجحت غي التاثير عليه كما
تنجح دائما
ولكنه صمت وصمت يحمل الغضب في قلبه
قبل ان تردف هي مره اخري
= هي خرجت من عند الدكتوره من بدرى وياعالم هي فين دلوقتي

قالت هذا ووجدت عيناه تنشر نارا لم تراها من قبل
ثم مرت بعض الدقائق قبل ان يسمع هو صوت
المفتاح
يدخل في الباب ويفتح بايدي مرتجفه وشهقات
حزينه
استغربت وجوده مبكرا ولمن ممكن الوقت مر وهي
لم تحسبه ولكن استغرابها زاد عندما وجدت حماتها ايضا
هم الاثنين ينظرون لها بشرار قبل ان تسمعه يردف
= كنتي فين

ستخبره بالتاكيد ستفعل ف الي متي ستداري عنه
وهي تحتاجه تحتاجه بشده
هي الان كالطفله التائهه التي تبحث عن منجد
هي الان يائسه حزينه ضائعه
كانت تريد اطفال فاكتشفت مرض اخر
سيسقط شعرها وسيهد جسدها
وجهها البشوش سيبهت وثديها هل ستزيله؟

هكذا كانت تتسائل بعيناها امامه
قبل ان تسمع امه تردف
= طبعا مش لاقيه كلام تقوله عايز اي من واحد
نازله من ورا جوزها

لم تستطع ان تخاف علي نفسها ولم تقويها رجلاها
لتحملها لذا اسقطت جسدها علي اقرب كرسي
حملها
قبل ان تردف ودموعها تتساقط= عندي سرطان يا
يوسف

كانت تناظر عيناه تنتطر منها اللهفه الخوف والرعب
ان يجري عليها يحضنها بدلا عنها
ان يحميها من الكلمات المسمومه ان يدافع عنها
من عقلها المشتت الحائر ان يقويها ان بكون لها
سندا قويا
ولكنها صدمت بتعبير ساخر يظهر علي وجه
ظنت انه لا يصدقها او يحسبها تمزح
لذا اعادت ما قالته بقهر
= يوسف
هكذا نادته ليناظرها مره اخري مستمعا لها وهي
تردف
=سما حبيبتك عندها سرطان ثدي يا يوسف

لم يتحرك من مكانه ولا تعلم لما استشعرت
بالشفقه من عيون حماتها لتستند براسها علي
كفيها
تبكي وتشهق تريد الصراخ ايضا ولكن احبالها
الصوتيه المتها

تناظره وهي تتسائل كيف هانت عليه
اين يوسف اين حبيب قلبها
اين ذلك الذي يحاف ان يمسها الهواء اذا اشتد
اين مغازلها اين ذهب ذلك العاشق 
ولما كل الاشياء الحلوه تذهب سويا
ولما القسوه ايها الحبيب؟
ثم فاقت من تساؤلاتها وهي تسمعه يردف بقسوه
= انتي طالق يا سما

هنا توقف العالم امام اعينها رأت سواد ما يحيط بها
بل يحتويها ولا تعلم لما احبت الظلام فجاه ممكن
لانه احتواها بدلا من ذراعيه الذي توقعت منه ذلك

فتحت عيناها مره اخري بتعب تعيد نظرها ممكن
تتخيل
ولكنها وجدت القسوه في عيناه اما في عين حماتها فقد كانت الشماته تتسائل لما الاشياء الحلوه تذهب فجاه
صحتها واملها في ان تكون ام وايضا زوجها
حياتها تدمرت في اكثر يوم ظنت فيه انها ستبدا
بكونها سعيده

هي تراهم امامها يتكلمون ولكنها لا تسمع احد
فقط شفتاهم تتحرك ولكن اذنها صمت ثم وجدت
نفسها
تهوي أرضا ولا تشعر بأي شئ

بعد مرور اسبوع

فتحت عيناها ثم اغلقتهم مره اخري فلم تعتاج علي الضوء الذي اخترق عيناها فجاه
حاولت استيعاب اين هي؟ وذكريات ذاك اليوم
المشؤوم تطاير علي مخيلتها

نظرت حولها لتجد فتاه ما تغير المحلول لذا اعادت
النظر ليداها وتلك الابره المغروزه فيها ثم استمعت
لتلك الفتاه تردف =  حمدالله على سلامتك

_انا جيت هنا امتي؟
هكذا تسائلت لتسمع تلك الممرضه تردف
=من اسبوع جابك شخص هنا وسبلك شنطه الهدوم دي
وتلفونك وحبه اوراق

اماءت لها بالم جيد انه لم يتركها في الشارع عليها
ان تشكره
هكذا اردفت بسخريه قبل ان تدخل في بكاء عميق
يوسف التي طالما أحبته طلقها ورماها
رماها وهي لا تمتلك غيره
الم يقول لها انا صديقك فاين الصداقه الان
الم يقول لها انا حبيبك فاين الحب الان
الم يقول لها انا زوجك فاين الزواج الان

هل ذهب هكذا لن تراه ولن يراها لن يدعمها و
ل تدعمه
وحضنه الذي كانت تهرب فيه من ظلام الدنيا
فاين ستهرب الان فقط تتسائل لما حصل ذلك فيها
لما حياتها بتلك التعاسه
ام تتركها منذ الصغر واب يتوفى في مقتبل عمرها
وحتي جدتها الوحيده التي طالما عشقتها توفت
والان ستضطر هي للذهاب لببن جدتها التي في
محافظه اخري تعيش فيه
لا تملك خيار اخر اصلا وكأنها خلقت لتؤمر فقط

مسحت دموعها عندما دخل عليها الطبيب
الذي حمحم اولا قبل ان يردف
= حضرتك المفروض تمضي علي الأوراق دي وتمشي

_نعم
اردفت هذا بغير فهم ولكنه اجابها
= الاستاذ اللي دفع لحضرتك دفع المستشفي
قال لحد متفوق بس وحضرتك بقالك اسبوع في
غيبوبه مؤقته

ماذا قال اسبوع ماذا
الم تكن امس تسمع ابشع الكلمات منه ومن حماتها التي اعتبرتها امها رغم كل ما واجهته عنها
الم تطلق فقط امس وعرفت مرضها امس
متي مر ذلك الاسبوع ذو السبع ايام والمئه ثمانية
وستون ساعه والعشر الاف دقيقه
كيف مروا عليها وهي فقط مغمضه عيناها بحزن
شديد نامت كثيرا كثيرا ولكن لم تشعر بأيه راحه
بل بالعكس قامت علي واقع مؤلم صعب وعيون
باكيه
لتغمض عيناها مره اخري فلم يجد الطبيب حل ابدا
الانسحاب وتركها فقط

مرت بعض الساعات
علمت هي فيهم ان لا مفر من الرحيل
ااه فقط لو كانت شقه اباها مازالت موجودة
ااه فقط لو حبها ظل في قلبه
ااه فقط لو كان ذلك اليوم مر كباقي الايام
ااه فقط لو لم تقابله من الاساس
ااه فقط لو حبها يختفي من قلبها كما اختفي
حبه من قلبة

قامت كجثه هامده تتفقد تلك الحقيبه الذي تركها
لها
وتلك اللوراق ايضا
سخرت عندما وجدت اول وورقة هي ورقة الطلاق
هل جرت الامور بتلك السرعه هل ضل فقط توقيعها
هل بتلك السهوله رماها خلفه
هل تنازل عنها وتركها
هل فعلت هذا حقا يا يوسف


ثم اعادت النظر لباقي الورق
التحاليل الاشعه التي تندم الام الف مره علي
اجرائهم
هي فقط تريد ان تنسي كل ذلك وتفعل الان تلك
الكيك
الذي ستجعله يخمن ما اسمها
نفس الشعور الذي داهمها من قبل

صراحه هي ليست من النساء التي تغلفهم القوه
بل بالعكس هي أضعف مما يتصور احد
فلما ستكون قويه وهي فقط وحدها لا عائله لا
أصدقاء لا مال ولا عمل فقط بشريه ما تحوم علي
الارض وتبحث عن شئ لا تعلمه
هكذا سخرت من نفسها وهي تبحث عن شئ ترتديه
ثم وجدت ذلك الفستان الاسود التي طالما عشقته
جيد انه وضعه في الحقيبه لذا أمسكته تدخل لحمام
تلك الغرفه وترتديه


بعد دقائق خرجت ثم امسكت بحجاب ما لبسته لم
تهتم كونه يليق او لا يليق مع الفستان هي بالها
مشغول
في اشياء اخري اشياء تجعل قلبها مقهور بل
متقطع ليس فقط حزين وصامت


خرجت من الغرفه بل من المشفي باكملها
بعدما وجدت بعض المال في حقيبتها
التي ستساعدها في الذهاب لتلك المحافظه
الغريبه عليها وتجلس في ذلك المنزل وحيده
كعادتها من الاساس كعادتها وحيده صامته
متنهده مفكرة في حالها


مر بعض الوقت قبل ان تستقل عربه ما ثم عربه
اخري
و بصراحه استغرق الامر منها الكثير من الساعات
ايضا
الذي اخذت من روحها الكثير
ف الكثير من المواصلات تعبتها بل وجعلت جسدها
باكملها يرتجف رغم حر الجو او اعتداله كانت
بروده قلبها تسيطر علي الموقف

وصلت اخيرا بعد عناء السفر وبعد عناء الهجران
والفراق
وبعد عناء الخذلان والمرض وبعد عناء الهزيمه
التي تشعر به

وصلت لذلك البيت الذي لم تزوره كثيرا ولكن الان
كتب عليها الجلوس فيه مجبره وليست مخيره
فلا تمتلك غيره ولا معها المال لاستأجار غيره
فماذا ستفعل غير ترضي بما موجود
فماذا ستفعل غير ان تومئ وتصبر لعل فرجه يكون
قريب فقط تتسائل متي ستشق الفرحه قلبها من
جديد لانها من الان يأست وملت من الحزن

ولكن ايضا لا يمكنها سوي الانتظار
فاين تلجأ يتيمه الا في اقرب ملجا قد تجده
فاين تلجا خائفه الا في اقرب حضن قد تجده
فاين تلجا فتاه تنازل عنها زوجها في اكثر وقت
احتاجته وارادته فيه !


اين تلجا تلك الفتاه الوحيده بعدما تخلي عنها
الجميع اين تلجا واين تذهب والي اين تنتمي
هل لكوكب الزهره ام للمريخ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي