٣٧
فتحت عيني بهدوء لأدرك بأنني كنت نائمة ، في كثير من الأحيان لا استوعب أنني نائمة إلا عندما أجد نفسي أستيقظ ، لا أظن بأن هذا غريب و لكن الغريب هو ما وجدت نفسي نائمة عليه ، أنه سرير و لكن هناك رجل ينام عند قدمي
انتفضت بمجرد إدراكِ بأنني تشاركت الغرفة مع أحدهم ، تنفست بوتيرة أبطأ عندما اكتشفت بأنه لوك ، بأنه لوك؟؟
"لوك؟"ناديت اهز كتفه ليفتح عينه و ينظر لي يستوعب ما يحدث "كم الساعة؟"سأل بصوته الناعس ، أنه أعمق لكنته الاسترالية ظاهرة أكثر ، باختصار صوته رائع
"كيف أتينا لهنا؟ و لماذا أنت نائم بجانبي؟"سألت بتوتر ليستند لوك على ذراعيه ينظر حوله ثم لي مرة أخرى "لقد كنتِ تبكين و طلبتِ مني اخذك للمنزل ولكن عندما أتينا لم نجد أحد هناك لذا أتيت بكِ لهنا ، و عندما أتينا ظللتِ تبكين مرة أخرى و.."قاطعته لأنني أعلم ذلك الجزء ، لقد كنت أبكي و لست ثملة
"أعلم ذلك لوك ، و لكن بعد ذلك ماذا حدث؟" و بمجرد قولي لذلك أتت لي ذكرى مشوشة لنفسي و أنا أمسك بـ لوك و أخبره بأن لا يتركني في تلك الحالة و بأنني لا أريد الذهاب لأمي و أريد البقاء هنا معه ، و حتي ذكرى لنفسي وأنا متشبثه بملابسه أعانقه بقوة كأنه طوق نجاتي
"أنتِ من طلب مني البقاء ، أنا آسف إن ازعجتكِ بذلك ، كنت سوف اخذكِ لغرفتكِ بعد بعض الوقت و لكنني غفوت بجانبكِ"شرح لوك لأومأ بحرج "آسفة لما حدث"تمتمت بصوت منخفض ليبتسم لي
لماذا طلبت من لوك أن يبقي معي؟ لماذا قضيت الليل أبكي بين ذراعيه؟ لماذا أخذته هو دونًا عن أي شخص آخر و ذهبت لأبي؟ لماذا في كل مرة أشعر بالتوتر أتمني أن يكون بجانبي ليمسك يدي و يضغط عليها؟ هل أنا معجبة به؟ أعتقد بأنني أفعل ، أعني هو لطيف للغاية ، جميل و يهتم بغيره
و لكن هل يشعر هو بالمثل؟ أم أنه يتصرف بهذا الشكل مع جميع أصدقائه؟ أخاف من أن أعترف لنفسي و له و يتضح بأنه لا يشعر بالمثل ، و لكن إن كان يظننا اصدقاء فقط لماذا يمسك بيدي؟ لماذا يظل يطمئن علي و يطمئنني ، لا أظن بأنه يتصرف على أننا أصدقاء ربما هو معجب بي ، و لكن هل هذا الإعجاب سيستمر؟ لا أعلم مشاعري بعد و لكنني أعلم بأنني أريد لوك بجواري ، أريد أن أمسك بيديه كل مرة اتوتر بها ، أنظر له ليعطيني تلك النظرة المطمئنة ، أريد كل هذا و.. ربما أكثر؟
"ميا؟"نادي لوك لأرفع وجهي و أنظر له "ها؟"إبتسم بخفة على غبائي ربما "في ماذا تفكرين؟"سألني لأنظر له طويلًا ، مترددة بشأن قول ما يدور في عقلي او الكذب لأننا للتو تصالحنا
"هل ناديتني بـ عزيزتي البارحة؟"سألت فجأة ليستغرب لوك و يصمت قبل أن يومأ "لقد خرجت مني بتلقائية ، أنا آسف" هززت رأسي غير مقتنعة ، وقفت من سرير لوك و رتبت شعري
"شكرًا لوك ، على كل شيء"همست و أنا اعانقه ليبادلني يضع ذقنه فوق رأسي ، فرق الطول واضح أكثر في هذه الوضعية"لا داعي لشكري ميّ" إبتسمت بقوة على الإسم الذي يطلقه علي و تركته لأخرج .
و بمجرد أن خرجت من غرفته تذكرت بأن لدي الكثير لأمر به ، والدته و والده ، شقيقة الذي آتي البارحة و كانوا يستقبلونه من المطار عند مجيء لهنا أبكي ، أمي و أخي في المنزل الآخر ، ماذا سيكون مظهري و أنا أخرج من غرفة لوك الذي هو 'صديقي' بعد أن كنت نائمة في غرفته ، يا إلهي!
"اوه! أهلاً"قال جايك لأتصنم مكاني ، و أنظر له ، مازال نسخه من لوك و لكن لوك أجمل ، ماذا أقول أنا!! "مرحبًا جايك ، الحمد للإله على سلامتك"نظر لي باستغراب ، أعتقد بأنه لا يتذكرني ، لم أراه منذ وفاة ميلي
"أهلاً جايك"تحدث لوك من خلفي لينظر لي جايك من ثم للوك و أعتقد بأنه فكر فيما سوف يفكر به أي شخص يرى فتاة تخرج من غرفة أخوه الصغير"أظن بأنه لا يتذكركِ ، جاكي إنها ميا من المنزل المجاور"تحدث لوك يضحك بخفة ليصدر جاك 'اوه' طويلة و يضحك مع لوك ، أنا فقط التي وقفت تبتسم بتوتر
"واو ميا لقد مر وقت طويل! لقد تغيرتي!"رفعت كتفي لأنني سمعت تلك الكلمة من أغلب الناس في آخر فترة "سوف أذهب للمنزل ، أمي تنتظرني ، سررت برؤيتك مرة أخرى جايك" كذبت لأنني لا أعلم إن كانت أمي تعلم بوجودي هنا من الأساس ، لوحت للوك و نزلت السلالم بسرعة ، لم تقابلني ليزا أو أندي لأحمد الإله
-
كل دقيقة استغرقتها بيري لتجيب عن الهاتف وترتني "مرحبًا!!"صاحت بيري تلوح بمبالغة لأشعر بتحسن فوراً إشتقت لها بشكل بشع حقيقي
"هاي بيز ، كيف حالكِ؟"سألت بفرح لتبعد الهاتف تضعه بعيدًا عنها و تفك شعرها المُضفر "أنا بحال جيدة ماذا عنكِ؟ ماذا حدث مع والدكِ؟"سألت لأتنهد ، شرحت لها كل شيء و سبب رفضي لسماعه و حان وقت أخبارها بشان لوك ، صحيح بأنني ترددت كثيراً و لكنها صديقتي و حتي إن كنت اتوهم فيجب أن أخبرها
"...لذا أنا أظن بأني معجبة به و هو كذلك أو…لا أعلم فقط أحب التواجد حوله فهو يشعرني بالأمان"أنهيت حديثي بشأن لوك لتبتسم بيري و أعقد أنا حاجباي
"أنتِ معجبة به بالفعل و هذا جيد جدًا ، تعلمين أن أفضل شيء قد يمنح الرجل للمرأة هو الأمان و الشعور بأنها لا يجب ان تتصنع يتقبلها كما هي فهو يحبها كما هي ، أعتقد بأن لوك هذا الشخص الذي سيتقبلك و يحبك بكل ما لديه ولكن فقط لا تخبريه الآن فـ ربما تكون مجرد هرمونات حمقاء و تذهب بعد يومين" أومأت مقتنعة بحديثها ، فربما هي هرمونات بسبب الدراما التي أعيشها
"لقد شعرت بأنه مبكرًا جدًا أيضًا و لكنني أردت اخباركِ بما يدور في عقلي"قلت بهدوء و عبوس طفيف فأنا سأضطر أن أبتعد عن لوك قليلاً لأتأكد بأنها مشاعر وليست هرمونات
"ما قلته لا يعني بأن تبتعدي عنه و تظلي في منطقة الصداقة للأبد ، بل لتعطي لنفسك وقت أطول لتعجبي بـ لوك ، آخر مرة تسرعتي في مشاعركِ كان حقير لا يستحق" قالت بيري بصوت مرتفع و منفعل عندما ذكرت نايت ولاحظت بأنني نسيته بالكامل
هل تخطيته؟ هل هذا بسبب لوك؟ أم بسبب انشغالي بالامور الجادة التي في حياتي؟
"نايت ، لقد نسيته تمامًا منذ ذهبت للرحلة صحيح تذكرته مرة أو مرتين ولكن أنتِ تفهمين!"نظرت لي بيري بعيون متسعة"هذا جيد! لا بل رائع! أنا سعيدة أنتِ في بداية طريقكِ لتخطيه" شعرت بالرحة لأنني بدأت اتخطي نايت بالفعل ، لم نكن لبعضنا من البداية و هذا ما لم أراه سابقًا لأنني كنت أفتقد الشعور بالثقة و الحب و لكنني الآن لا اريدهم أكتفيت بما لدي من حب أصدقائي لي
"متي سوف تعودين؟"
هل أخبرها بأنني لا أعلم و بأنني أريد البقاء هنا لأكون بجانب لوك؟ و لكنني إشتقت لها بالفعل! و لسريري و كلبها و يجب أن أعثر على عمل لأنني لا يمكنني البقاء هكذا طوال عمري.
"يومين بعد و سوف أعود"قلت بهدوء لتبتسم بيري تحدثنا في أشياء غير مهمة و قاطعنا أخي يخبرني بأن الغداء جاهز ودعتها من ثم نزلت لأكل
"أين كنتِ البارحة؟ لقد دخلت غرفتكِ و لم أجدك فكنت أريد معرفة ما حدث هناك"قال ديلان لتتسع عيني ، ماذا أقول؟ ماذا سيقول إن عرف بأنني قضيت الليلة في غرفة لوك الذي لا تجمعني به علاقة واضحة ، مهلاً هل أعتذر ديلان من لوك؟
"لقد قضت باقي اليوم مع ليزا فهي لم تراها منذ سنين"انقذتني أمي ليومأ ديلان و يبدأ الأكل ، نظرت لها بإمتنان لتومأ لي و نشارك ديلان الطعام
-
حل الليل و أنا جالسة في غرفتي أتصفح أي شيء في الهاتف ، تراسلت مع ماندي و رايان المستمتعين بالرحلة و يعطوني تحديثات على كل شيء و كذلك مالكوم و الباقين و حتي تحدثنا فيديو جميعنا -بدون لوك لأنه مشغول ولا أعلم في ماذا- ، أتصلت بجايد و جاسمين و فقط لم يتبقي لي شيء لأفعله
لوك هامثورس قد شارك حالة له لأول مرة منذ فترة:
مرحبًا جميعًا لقد قضيت آخر فترة اعتني بنفسي و أركز على ما يجعلني سعيد ، أنا الآن أحسن و انوى أن أظل هكذا لأطول فترة ممكنة ، إشتقت لكم جميعًا و أتمني أن تكونوا بخير
كانت الصورة التي وضعها في الحالة جميلة ، صورة له في المرآة مبتسم بخفة ، و لأن لوك لا يتابعني فأنا لم أستطيع إرسال رد على الحالة ، و لأنني كما فعل لوك لم أكن متفاعله قررت أن أشارك صورة لي
صورة قديمة كنت التقطها عندما كان شعري أفتح من الآن ، كالعادة لا أبتسم لا أعلم لماذا و لكنني أحب صوري بدون إبتسامة أظن بأنني أبدو أجمل ، أنزلت الصورة بكتابة مرافقة "قديمة و لكنها جيدة ، إشتقت لأن أكون نشطة هنا" و فقط نشرتها ، بعض الاعجابات و التعليقات من بيري و الفتيات ، بعض المتابعين الذين لا أعلم من هم قد علقوا و هناك رايان بتعليقه المميز 'هذه فتاتي الحسناء'
من بين هؤلاء كان هناك إعجاب من فتاة قد شعرت بأن إسمها مألوف 'باريس ريدريجو' عندما لم أتذكر من هي و لم أستطيع رؤية صورها لأن حسابها خاص لم أرسل لها طلب بل تجاهلتها و أرسلت للوك أخبره بأن يقابلني في الحديقة ، إشتقت للجلوس معه
--
كنا جالسين بجانب بعضنا في الحديقة الخلفية لمنزلهم -فهي أكثر نظافة من خاصتنا- نراقب النجوم و نتحدث قليلاً للصراحة عقلي لم يكن معي كنت أفكر في ما قالته أمي قبل أن أخرج من المنزل
*فلاش باك*
"ميا؟"اوقفتني أمي لأنظر لها بصمت أنتظر باقي حديثها "ذاهبة لمقابلة لوك؟"سألتني لأصدم قليلاً و لكنني أومأت "هل أنتِ معجبة به؟"أضافت لأتوتر ، لأنني و كما قلت سابقًا أكثر من مرة لست مقربة من أمي لم نخض تلك الأحاديث عن الحب ، الشباب ، العلاقات أو أي شيء من قبل
"لماذا تسألين؟"ناورت لتقترب مني و تضع يدها على كتفي ، ما الذي يحدث؟ "لأنني أهتم لأمره كما أهتم لأمركِ ، لوك طيب و قد عانى من كسرة قلب من فترة قصيرة لا أريد لـ ابنتي أن تكون الفتاة التي تحطم ما تبقي من قلبه المكسور ، فإن لوك مسكين و طيب يمتلك قلب من ذهب "
"ماذا تقصدين؟ لماذا اكسر قلبه؟"سألت و فوراً تذكرت حديثها السابق عن أنني قد أكون غبية في بعض الأحيان ، أيعقل بأنها تعلم شيء انا لا أعلمه؟
"لوك معجب بكِ ، كثيرًا..."قاطعت أمي بسرعة"كيف تعلمين هذا؟ من أخبركِ؟ هو من فعل؟"إبتسمت أمي بخفة "لقد رأيت كيف ينظر لكِ ، لقد قالت ليزا بأنه لم يكن سعيد بهذا الشكل منذ فترة طويلة ، لقد حاولت أن تخرجه من حزنه و لكنها فشلت و لكن الآن هو يبدو مرتاح ، يبدو سعيد بقربكِ منه ، لقد أتيتم لهنا ممسكين بيدي بعضكم و في أغلب الوقت تفعلون ذلك ، قضيتي الليلة في غرفته و تتسكعون مع بعضكم ، أنتِ معجبة به مثلما يفعل صحيح؟"لم أجيب أمي التي تنظر لي بل تركتها و خرجت من المنزل
*نهاية الفلاش باك*
"هل أنت معجب بي؟"سألت مباشرةً ليتجمد لوك و ينظر لي لفترة ، أخذت تلك الثواني التي صمت بها أحاول عدم التفكير في الكثير من الإحتمالات السيئة و البكاء.
"أنا أفعل"إجابته سحبتني من أفكاري و جعلتني أنظر لعينيه الزرقاء ، كانت جميلة -كما كل شيء به- لم احدق بها كثيرًا و كم وددت ذلك
"أنا أعلم بأن هذا سريع جدًا و لكن أنا فقط لا أستطيع التوقف عن النظر لكِ و التفكير بكِ طوال الوقت...هذا جديد"استرسل لوك في الشرح بتوتر ، كنت أنا أنظر له بأكبر إبتسامة قد ابتسمتها يومًا ، هو يفكر بي طوال الوقت؟ أنا ميا هناك من يفكر بي طوال يومه!
لم ألاحظ بأنني لم أعطيه إجابة أو تفسير لسؤالي إلا عندما بدأ يتمتم بأعتذارات كثيرة ، لم أتحدث أنا فقط عانقته بقوة وأنا مازلت مبتسمة كما أنا ، هو تجمد للحظة أظنه لم يتوقع أن اعانقه فجأة هكذا ولكنه بعد ثواني لف ذراعيه حولي ليضمني إليه أقرب
يديه دافئة كما عانقه ، راحته ذكية و جميلة ، كل شيء بسيط في تلك اللحظة جعلها تبدو أفضل "وأنا أيضًا لوك أفكر بك طوال الوقت و أشتاق لك بسرعة ، أنا أيضًا معجبة بك" قلت بخجل كما أنني فتاة في العاشرة تعترف لصديقها في الصف بحبها له
لوك أبتسم بقوة و أخذ يدي بين خاصته يضغط عليها لينتشر فورًا شعور بالأمان و الطمأنينة بداخلي بجانب بالطبع الخجل والحب.
هل هذا تسرع؟ لا أهتم ، هل سينتهي الأمر مثل ما حدث مع نايت؟ أيضًا لا أهتم ، كل ما أهتم له هو أنني سعيدة بجانب لوك و كذلك هو ، نحن نحتاج لبعضنا في هذه الفترة
نظرت لأصابعنا المتشابكة من ثم حولت نظري للأعلى حيث عينيه ، كانت أجمل من أي وقت مضي ، لامعة ، و لونها أغمق ، تحمل مشاعر جميلة بداخلها ، تحمل حب لي ، و سعادة ، و لين
"تريدين تناول المثلجات؟"سأل لأومأ بسرعة بينما أضحك ليسحبني من يدي و نركض كالاطفال في الشارع لمتجر المثلجات حيث كنا نذهب سويًا منذ طفولتنا
يتبع..
انتفضت بمجرد إدراكِ بأنني تشاركت الغرفة مع أحدهم ، تنفست بوتيرة أبطأ عندما اكتشفت بأنه لوك ، بأنه لوك؟؟
"لوك؟"ناديت اهز كتفه ليفتح عينه و ينظر لي يستوعب ما يحدث "كم الساعة؟"سأل بصوته الناعس ، أنه أعمق لكنته الاسترالية ظاهرة أكثر ، باختصار صوته رائع
"كيف أتينا لهنا؟ و لماذا أنت نائم بجانبي؟"سألت بتوتر ليستند لوك على ذراعيه ينظر حوله ثم لي مرة أخرى "لقد كنتِ تبكين و طلبتِ مني اخذك للمنزل ولكن عندما أتينا لم نجد أحد هناك لذا أتيت بكِ لهنا ، و عندما أتينا ظللتِ تبكين مرة أخرى و.."قاطعته لأنني أعلم ذلك الجزء ، لقد كنت أبكي و لست ثملة
"أعلم ذلك لوك ، و لكن بعد ذلك ماذا حدث؟" و بمجرد قولي لذلك أتت لي ذكرى مشوشة لنفسي و أنا أمسك بـ لوك و أخبره بأن لا يتركني في تلك الحالة و بأنني لا أريد الذهاب لأمي و أريد البقاء هنا معه ، و حتي ذكرى لنفسي وأنا متشبثه بملابسه أعانقه بقوة كأنه طوق نجاتي
"أنتِ من طلب مني البقاء ، أنا آسف إن ازعجتكِ بذلك ، كنت سوف اخذكِ لغرفتكِ بعد بعض الوقت و لكنني غفوت بجانبكِ"شرح لوك لأومأ بحرج "آسفة لما حدث"تمتمت بصوت منخفض ليبتسم لي
لماذا طلبت من لوك أن يبقي معي؟ لماذا قضيت الليل أبكي بين ذراعيه؟ لماذا أخذته هو دونًا عن أي شخص آخر و ذهبت لأبي؟ لماذا في كل مرة أشعر بالتوتر أتمني أن يكون بجانبي ليمسك يدي و يضغط عليها؟ هل أنا معجبة به؟ أعتقد بأنني أفعل ، أعني هو لطيف للغاية ، جميل و يهتم بغيره
و لكن هل يشعر هو بالمثل؟ أم أنه يتصرف بهذا الشكل مع جميع أصدقائه؟ أخاف من أن أعترف لنفسي و له و يتضح بأنه لا يشعر بالمثل ، و لكن إن كان يظننا اصدقاء فقط لماذا يمسك بيدي؟ لماذا يظل يطمئن علي و يطمئنني ، لا أظن بأنه يتصرف على أننا أصدقاء ربما هو معجب بي ، و لكن هل هذا الإعجاب سيستمر؟ لا أعلم مشاعري بعد و لكنني أعلم بأنني أريد لوك بجواري ، أريد أن أمسك بيديه كل مرة اتوتر بها ، أنظر له ليعطيني تلك النظرة المطمئنة ، أريد كل هذا و.. ربما أكثر؟
"ميا؟"نادي لوك لأرفع وجهي و أنظر له "ها؟"إبتسم بخفة على غبائي ربما "في ماذا تفكرين؟"سألني لأنظر له طويلًا ، مترددة بشأن قول ما يدور في عقلي او الكذب لأننا للتو تصالحنا
"هل ناديتني بـ عزيزتي البارحة؟"سألت فجأة ليستغرب لوك و يصمت قبل أن يومأ "لقد خرجت مني بتلقائية ، أنا آسف" هززت رأسي غير مقتنعة ، وقفت من سرير لوك و رتبت شعري
"شكرًا لوك ، على كل شيء"همست و أنا اعانقه ليبادلني يضع ذقنه فوق رأسي ، فرق الطول واضح أكثر في هذه الوضعية"لا داعي لشكري ميّ" إبتسمت بقوة على الإسم الذي يطلقه علي و تركته لأخرج .
و بمجرد أن خرجت من غرفته تذكرت بأن لدي الكثير لأمر به ، والدته و والده ، شقيقة الذي آتي البارحة و كانوا يستقبلونه من المطار عند مجيء لهنا أبكي ، أمي و أخي في المنزل الآخر ، ماذا سيكون مظهري و أنا أخرج من غرفة لوك الذي هو 'صديقي' بعد أن كنت نائمة في غرفته ، يا إلهي!
"اوه! أهلاً"قال جايك لأتصنم مكاني ، و أنظر له ، مازال نسخه من لوك و لكن لوك أجمل ، ماذا أقول أنا!! "مرحبًا جايك ، الحمد للإله على سلامتك"نظر لي باستغراب ، أعتقد بأنه لا يتذكرني ، لم أراه منذ وفاة ميلي
"أهلاً جايك"تحدث لوك من خلفي لينظر لي جايك من ثم للوك و أعتقد بأنه فكر فيما سوف يفكر به أي شخص يرى فتاة تخرج من غرفة أخوه الصغير"أظن بأنه لا يتذكركِ ، جاكي إنها ميا من المنزل المجاور"تحدث لوك يضحك بخفة ليصدر جاك 'اوه' طويلة و يضحك مع لوك ، أنا فقط التي وقفت تبتسم بتوتر
"واو ميا لقد مر وقت طويل! لقد تغيرتي!"رفعت كتفي لأنني سمعت تلك الكلمة من أغلب الناس في آخر فترة "سوف أذهب للمنزل ، أمي تنتظرني ، سررت برؤيتك مرة أخرى جايك" كذبت لأنني لا أعلم إن كانت أمي تعلم بوجودي هنا من الأساس ، لوحت للوك و نزلت السلالم بسرعة ، لم تقابلني ليزا أو أندي لأحمد الإله
-
كل دقيقة استغرقتها بيري لتجيب عن الهاتف وترتني "مرحبًا!!"صاحت بيري تلوح بمبالغة لأشعر بتحسن فوراً إشتقت لها بشكل بشع حقيقي
"هاي بيز ، كيف حالكِ؟"سألت بفرح لتبعد الهاتف تضعه بعيدًا عنها و تفك شعرها المُضفر "أنا بحال جيدة ماذا عنكِ؟ ماذا حدث مع والدكِ؟"سألت لأتنهد ، شرحت لها كل شيء و سبب رفضي لسماعه و حان وقت أخبارها بشان لوك ، صحيح بأنني ترددت كثيراً و لكنها صديقتي و حتي إن كنت اتوهم فيجب أن أخبرها
"...لذا أنا أظن بأني معجبة به و هو كذلك أو…لا أعلم فقط أحب التواجد حوله فهو يشعرني بالأمان"أنهيت حديثي بشأن لوك لتبتسم بيري و أعقد أنا حاجباي
"أنتِ معجبة به بالفعل و هذا جيد جدًا ، تعلمين أن أفضل شيء قد يمنح الرجل للمرأة هو الأمان و الشعور بأنها لا يجب ان تتصنع يتقبلها كما هي فهو يحبها كما هي ، أعتقد بأن لوك هذا الشخص الذي سيتقبلك و يحبك بكل ما لديه ولكن فقط لا تخبريه الآن فـ ربما تكون مجرد هرمونات حمقاء و تذهب بعد يومين" أومأت مقتنعة بحديثها ، فربما هي هرمونات بسبب الدراما التي أعيشها
"لقد شعرت بأنه مبكرًا جدًا أيضًا و لكنني أردت اخباركِ بما يدور في عقلي"قلت بهدوء و عبوس طفيف فأنا سأضطر أن أبتعد عن لوك قليلاً لأتأكد بأنها مشاعر وليست هرمونات
"ما قلته لا يعني بأن تبتعدي عنه و تظلي في منطقة الصداقة للأبد ، بل لتعطي لنفسك وقت أطول لتعجبي بـ لوك ، آخر مرة تسرعتي في مشاعركِ كان حقير لا يستحق" قالت بيري بصوت مرتفع و منفعل عندما ذكرت نايت ولاحظت بأنني نسيته بالكامل
هل تخطيته؟ هل هذا بسبب لوك؟ أم بسبب انشغالي بالامور الجادة التي في حياتي؟
"نايت ، لقد نسيته تمامًا منذ ذهبت للرحلة صحيح تذكرته مرة أو مرتين ولكن أنتِ تفهمين!"نظرت لي بيري بعيون متسعة"هذا جيد! لا بل رائع! أنا سعيدة أنتِ في بداية طريقكِ لتخطيه" شعرت بالرحة لأنني بدأت اتخطي نايت بالفعل ، لم نكن لبعضنا من البداية و هذا ما لم أراه سابقًا لأنني كنت أفتقد الشعور بالثقة و الحب و لكنني الآن لا اريدهم أكتفيت بما لدي من حب أصدقائي لي
"متي سوف تعودين؟"
هل أخبرها بأنني لا أعلم و بأنني أريد البقاء هنا لأكون بجانب لوك؟ و لكنني إشتقت لها بالفعل! و لسريري و كلبها و يجب أن أعثر على عمل لأنني لا يمكنني البقاء هكذا طوال عمري.
"يومين بعد و سوف أعود"قلت بهدوء لتبتسم بيري تحدثنا في أشياء غير مهمة و قاطعنا أخي يخبرني بأن الغداء جاهز ودعتها من ثم نزلت لأكل
"أين كنتِ البارحة؟ لقد دخلت غرفتكِ و لم أجدك فكنت أريد معرفة ما حدث هناك"قال ديلان لتتسع عيني ، ماذا أقول؟ ماذا سيقول إن عرف بأنني قضيت الليلة في غرفة لوك الذي لا تجمعني به علاقة واضحة ، مهلاً هل أعتذر ديلان من لوك؟
"لقد قضت باقي اليوم مع ليزا فهي لم تراها منذ سنين"انقذتني أمي ليومأ ديلان و يبدأ الأكل ، نظرت لها بإمتنان لتومأ لي و نشارك ديلان الطعام
-
حل الليل و أنا جالسة في غرفتي أتصفح أي شيء في الهاتف ، تراسلت مع ماندي و رايان المستمتعين بالرحلة و يعطوني تحديثات على كل شيء و كذلك مالكوم و الباقين و حتي تحدثنا فيديو جميعنا -بدون لوك لأنه مشغول ولا أعلم في ماذا- ، أتصلت بجايد و جاسمين و فقط لم يتبقي لي شيء لأفعله
لوك هامثورس قد شارك حالة له لأول مرة منذ فترة:
مرحبًا جميعًا لقد قضيت آخر فترة اعتني بنفسي و أركز على ما يجعلني سعيد ، أنا الآن أحسن و انوى أن أظل هكذا لأطول فترة ممكنة ، إشتقت لكم جميعًا و أتمني أن تكونوا بخير
كانت الصورة التي وضعها في الحالة جميلة ، صورة له في المرآة مبتسم بخفة ، و لأن لوك لا يتابعني فأنا لم أستطيع إرسال رد على الحالة ، و لأنني كما فعل لوك لم أكن متفاعله قررت أن أشارك صورة لي
صورة قديمة كنت التقطها عندما كان شعري أفتح من الآن ، كالعادة لا أبتسم لا أعلم لماذا و لكنني أحب صوري بدون إبتسامة أظن بأنني أبدو أجمل ، أنزلت الصورة بكتابة مرافقة "قديمة و لكنها جيدة ، إشتقت لأن أكون نشطة هنا" و فقط نشرتها ، بعض الاعجابات و التعليقات من بيري و الفتيات ، بعض المتابعين الذين لا أعلم من هم قد علقوا و هناك رايان بتعليقه المميز 'هذه فتاتي الحسناء'
من بين هؤلاء كان هناك إعجاب من فتاة قد شعرت بأن إسمها مألوف 'باريس ريدريجو' عندما لم أتذكر من هي و لم أستطيع رؤية صورها لأن حسابها خاص لم أرسل لها طلب بل تجاهلتها و أرسلت للوك أخبره بأن يقابلني في الحديقة ، إشتقت للجلوس معه
--
كنا جالسين بجانب بعضنا في الحديقة الخلفية لمنزلهم -فهي أكثر نظافة من خاصتنا- نراقب النجوم و نتحدث قليلاً للصراحة عقلي لم يكن معي كنت أفكر في ما قالته أمي قبل أن أخرج من المنزل
*فلاش باك*
"ميا؟"اوقفتني أمي لأنظر لها بصمت أنتظر باقي حديثها "ذاهبة لمقابلة لوك؟"سألتني لأصدم قليلاً و لكنني أومأت "هل أنتِ معجبة به؟"أضافت لأتوتر ، لأنني و كما قلت سابقًا أكثر من مرة لست مقربة من أمي لم نخض تلك الأحاديث عن الحب ، الشباب ، العلاقات أو أي شيء من قبل
"لماذا تسألين؟"ناورت لتقترب مني و تضع يدها على كتفي ، ما الذي يحدث؟ "لأنني أهتم لأمره كما أهتم لأمركِ ، لوك طيب و قد عانى من كسرة قلب من فترة قصيرة لا أريد لـ ابنتي أن تكون الفتاة التي تحطم ما تبقي من قلبه المكسور ، فإن لوك مسكين و طيب يمتلك قلب من ذهب "
"ماذا تقصدين؟ لماذا اكسر قلبه؟"سألت و فوراً تذكرت حديثها السابق عن أنني قد أكون غبية في بعض الأحيان ، أيعقل بأنها تعلم شيء انا لا أعلمه؟
"لوك معجب بكِ ، كثيرًا..."قاطعت أمي بسرعة"كيف تعلمين هذا؟ من أخبركِ؟ هو من فعل؟"إبتسمت أمي بخفة "لقد رأيت كيف ينظر لكِ ، لقد قالت ليزا بأنه لم يكن سعيد بهذا الشكل منذ فترة طويلة ، لقد حاولت أن تخرجه من حزنه و لكنها فشلت و لكن الآن هو يبدو مرتاح ، يبدو سعيد بقربكِ منه ، لقد أتيتم لهنا ممسكين بيدي بعضكم و في أغلب الوقت تفعلون ذلك ، قضيتي الليلة في غرفته و تتسكعون مع بعضكم ، أنتِ معجبة به مثلما يفعل صحيح؟"لم أجيب أمي التي تنظر لي بل تركتها و خرجت من المنزل
*نهاية الفلاش باك*
"هل أنت معجب بي؟"سألت مباشرةً ليتجمد لوك و ينظر لي لفترة ، أخذت تلك الثواني التي صمت بها أحاول عدم التفكير في الكثير من الإحتمالات السيئة و البكاء.
"أنا أفعل"إجابته سحبتني من أفكاري و جعلتني أنظر لعينيه الزرقاء ، كانت جميلة -كما كل شيء به- لم احدق بها كثيرًا و كم وددت ذلك
"أنا أعلم بأن هذا سريع جدًا و لكن أنا فقط لا أستطيع التوقف عن النظر لكِ و التفكير بكِ طوال الوقت...هذا جديد"استرسل لوك في الشرح بتوتر ، كنت أنا أنظر له بأكبر إبتسامة قد ابتسمتها يومًا ، هو يفكر بي طوال الوقت؟ أنا ميا هناك من يفكر بي طوال يومه!
لم ألاحظ بأنني لم أعطيه إجابة أو تفسير لسؤالي إلا عندما بدأ يتمتم بأعتذارات كثيرة ، لم أتحدث أنا فقط عانقته بقوة وأنا مازلت مبتسمة كما أنا ، هو تجمد للحظة أظنه لم يتوقع أن اعانقه فجأة هكذا ولكنه بعد ثواني لف ذراعيه حولي ليضمني إليه أقرب
يديه دافئة كما عانقه ، راحته ذكية و جميلة ، كل شيء بسيط في تلك اللحظة جعلها تبدو أفضل "وأنا أيضًا لوك أفكر بك طوال الوقت و أشتاق لك بسرعة ، أنا أيضًا معجبة بك" قلت بخجل كما أنني فتاة في العاشرة تعترف لصديقها في الصف بحبها له
لوك أبتسم بقوة و أخذ يدي بين خاصته يضغط عليها لينتشر فورًا شعور بالأمان و الطمأنينة بداخلي بجانب بالطبع الخجل والحب.
هل هذا تسرع؟ لا أهتم ، هل سينتهي الأمر مثل ما حدث مع نايت؟ أيضًا لا أهتم ، كل ما أهتم له هو أنني سعيدة بجانب لوك و كذلك هو ، نحن نحتاج لبعضنا في هذه الفترة
نظرت لأصابعنا المتشابكة من ثم حولت نظري للأعلى حيث عينيه ، كانت أجمل من أي وقت مضي ، لامعة ، و لونها أغمق ، تحمل مشاعر جميلة بداخلها ، تحمل حب لي ، و سعادة ، و لين
"تريدين تناول المثلجات؟"سأل لأومأ بسرعة بينما أضحك ليسحبني من يدي و نركض كالاطفال في الشارع لمتجر المثلجات حيث كنا نذهب سويًا منذ طفولتنا
يتبع..