٤١

"ميا هياا" تذمر لوك النائم على سريري لأتجاهله و أكمل ترتيب ملابسي في الحقيبة فـ غدًا سنذهب سويًا لنيويورك و من ثم لـ لوس انجلوس لنبدأ الجولة

"ميا أتركِ هذا و تعالي للسرير حالاً!!"حاول جعل نبرته صارمة و لكنه فشل هو فقط لطيف للغاية

"لا لوك لن اعانقك لدي الكثير لأفعله الآن"قلت بصرامة أخذ الأشياء من خزانتي و أضعها في الحقيبة

عندما لم أجد رد أو تذمر من لوك نظرت خلفي لأجده عابس الوجه و يديه التي كانت خلف رأسه أمام صدره ، أنه طفل كبير و لطيف!!

لم أستطيع منع ابتسامتي من الظهور ، تركت ما بيدي واقتربت من السرير لأكون واقفة بجانبه "لوكي"ناديت بهدوء ليتجاهلني

صعدت فوق السرير و جلست على قدميه الممدودة "ما به بطريقي عابس؟"سألت بصوت طفولي مضحك ليبتسم لوك و لكنه يعود ليكون عابس "هل ستعانق القطة البطريق العابس طوال اليوم لتجعله سعيد؟"أجابني بنفس نبرتي لأمثل بأنني أفكر ليرفع حاجبه

"القطة موافقة"صحت اعانقه ليقهقه ، رأسي فوق صدره أسمع نبضات قلبه و يديه واحده في شعري تداعب فروته و الأخرى على ظهري تتحرك نزولًا و صعودًا

كانت تلك اللحظات الصامته التي نقضيها بين أذرع بعضنا أفضل من أي شيء آخر ، حتي أفضل من العلاقات الجسدية بنظري ، أنه فقط الحب و الدفء يغمرك من كل مكان و بلا اي كلمات

"هل حقًا تريد البقاء هكذا لباقي اليوم؟"تمتمت أرفع رأسي و أنظر له الذي أومأ بخفة

"ولكن لدي الكثير لأفعله لوك لم أجمع باقي ملابسي"تذمرت ليقبل رأسي بلطف "اوقفي هذا قليلاً و لنستمتع بما تبقي لنا من هذا الهدوء فنحن سوف نكون وسط سيرك لـ ستة أشهر"أومأت و عدت أريح رأسي فوق صدره ، ستة أشهر مع لوك و الفرقة ، نذهب حول العالم ، سيكون هذا جنوني!

فكرة لمعت بعقلي ، شيء كنت أريد فعله منذ وقت و لكنني نسيت تمامًا!

"لدي شيء مسلي لنفعله سويًا"قلت أبتعد عنه الذي ينظر لي بغرابة ، دخلت للحمام أحضر دلو به ماء و صابون و روحت أبحث عن اسفنجات

"ماذا سنفعل؟"سأل لوك الواقف على باب الحمام لأرفع رأسي و ترتطم بالرف الموجود في الحمام ليضحك

"اتبعني" مررت من جانبه لأعود للغرفة ، وقفت على أطراف أصابعي اتمدد لأصل للمفتاح الذي فوق الباب السري الذي يقود لغرفة ميلي

كانت علامات التعجب تملئ وجه لوك فهو بالطبع لم يعلم بوجود الغرفة ، أضاءت النور و سرت للداخل ، الحائط الملون مازال هنا ، يذكرني بعلاقتي بنايت ، يذكرني بما حدث بيننا ، بأول مرة تصرفنا كـ أحباب

"مازلت لا أفهم ماذا سنفعل"قال لوك بجانبي يتفحص الحائط بعدم فهم

"إن كان كل هذا خدعة لكي لا تعانقيني فأنا سوف أرحل!"أضاف يهدد بجدية لتتسع عيني ، كل مرة يقول بأنه سيرحل يتملكني الخوف هذا الحقير!

"أمسك هذا و نظف الحائط و إلا أنا من سيرحل"رميت له الاسفنجة ليمسك بها ، مازال لا يفهم أي شيء

"ما به الحائط؟ أنه يبدو جيد يكسر بساطة الغرفة"توقفت عن إزالة الصور عن الحائط و نظرت له ، هل أخبره؟ و ما المانع؟

"هذا الحائط يرمز لأول مرة آتي نايت لهنا ، لبداية علاقتي به ، للمرة التي تصرفنا كأحباب حقيقيين لذا أنا لا أريد أن يظل هذا الحائط هكذا ، بالرغم من أنها مجرد بقع ألوان و لكنها ملتصقة بكل شيء حدث معي وقتها"شرحت بهدوء ليصمت لوك و ينظر لي من ثم للحائط و يضع اسفنجته في الماء لأبتسم و أضع خاصتي كذلك

سويًا نظفنا الحائط و مزحنا و لعبنا أيضًا ، و حان وقت تعليق الصور مجددًا

"يجب أن نقوم بعمل حائط مثل هذا لنا ، كل صورنا الغريبة ستبدو رائعه و هي معلقة"قال لوك يضع راسه على كتفي لأبتسم ، أنا و لوك لا نمتلك صور طبيعية

"لك ذلك"همست ليقبل كتفي

--

نظرت في ساعة يدي للمرة الثانية خلال دقيقة أين هو؟

"هل تظنين بأنه هرب؟"همست في أذن أمي لتنظر لي بصدمة من ثم تقف من مقعدها و تسير بضع خطوات ، ذاهبة للحمامات حيث ديلان يجلس منذ  عشرون دقيقة ، توقفت عن السير و لوحت بيديها دليل على سبها لأحدهم

و الذي أتضح بأنه ديلان يأتون سويًا و هم يتحدثون بأنفعال "ماذا حدث؟" سألت اعتدل لتلقي أمي بنظرة تعني 'لقد مللت من كوني والدة أريد أن أصبح طائر لقلق' و تجلس نظرت لديلان أبحث عن تفسير

"لقد كنت متوتر حسنًا أنها خطوة كبيرة جدًا و أردت بعض الوقت لأصفي ذهني"صاح ديلان منفعل لأرفع يدي بأستسلام

"لا بأس أهدأ لم أكن استجوبك أو أي شيء إلهي"تمتمت أنزل يدي و أضحك بسخرية

"هل يمكننا الذهاب الآن فلقد تبقي خمسة وعشرين دقيقة على موعد دخوله"أضفت لتقف أمي فوراً و يتبعها ديلان

الطريق للمصح كان مزدحم و صعب و لكننا استطعنا الوصول في الوقت المحدد ، و بما أننا ودعنا بعضنا على الإفطار منذ ساعة فسوف نكتفي بعناق ، صحيح؟

خطأ فلقد بكت أمي مرة أخرى و هي تعانق ديلان الذي يبكي هو الآخر ، تبًا للمشاعر

"سوف اشتاق إليكِ"همس أخي يعانقني لأبكي مثلما فعلت أمي ، إن هذا حلم حياتي يتحقق ، أخي يصبح شخص جيد ، سوف يتوقف عن كل هذا القرف و يصبح طبيعي

"أعلم بأنني لم أقول هذا من قبل بالرغم من أنني يجب أن أقولها كل يوم و لكنني أحبك ، أنتم عائلتي و أنتم أفضل شيء في حياتي ، أنا فخورة بك أخي أنت شجاع للغاية لأخذك لهذا القرار وحدك و لرغبتك في التغيير ، أنت قوي ديلان و تستطيع أن تفعل هذا ، تستطيع التغلب على شياطينك ، أنا واثقة من هذا" أمي كانت مبتسمة وسط دموعها كما ديلان كذلك

تعانقنا مرة أخرى و لكن بشكل أقوى ، أنا أحبهم بالرغم من عدم توافقنا ، بالرغم من خلافاتنا الكثيرة ، من الدمار الذي احدثناه في حياة بعضنا ، هم عائلتي و أنا أحبهم كما هم يحبونني

لوح ديلان لنا يدلف للمصح و يختفي بالداخل ، عانقت أمي التي مالت لتستند علي "و أنا أيضًا أحبك"همست أمي لأبتسم

--

توقفت السيارة ليزداد توتري ، سأكون مع الفرقة أمام الكاميرات التي تسبب العمى تلك و أستمع لصراخ المعجبين و المعجبات طوال ستة أشهر! أنا خائفة و لكن لا يمكنني التراجع الآن

كنت قدت طلبت من لوك أن يبقي الأمر سرًا حتي أعتاد على كل هذا ، و أيضًا لأنني قلقة بشأن علاقتنا للآن -بالرغم من حبي الشديد له- فلقد حدث كل شيء بسرعة و لا أريده أن ينتهي بسرعة و لكن إن حدث لن يعلم أحد بهذا الأمر سوى أصدقائنا و العائلة و هذا يعني غضب أقل

"إن كنتِ تنوين البقاء هنا لباقي اليوم أخبريني"سخرت كاي لأرمش أكثر من مرة و اترجل من السيارة ، صراخ و اضواء الكاميرات قابلتني لأتوقف مكاني بخوف

"لا بأس كوني بجانبي ، إن كان هذا سيجعلكِ أفضل فأعلمي بأنهم لا يهتمون لأحد غير الشباب"قالت كاي بأسترخاء غريب من ثم أخذت حقيبتها و سارت للمطار

نظرت للسيارة الأخرى حيث الفرقة و رأيت لوك ينظر لي بقلق أوه لطيف ، تحركت للداخل اتتبع كاي و الباقين خالفنا

"هل أنتِ بخير؟"سألني لوك بقلق لأبتسم "أنا فقط لم أعتاد على كل هذا بعد"أعربت ليومأ

"فلتعتادي بسرعة فنحن سنكون في هذا طويلاً"ألقي لي بغمزة وذهب ليضع حقيبته على أيًا كان هذا الشيء الذي يسير ، تنفست و ذهبت لأضع حقيبتي أيضًا ، تبًا لتأثيرك علي لوك!

في الطائرة تشاجرنا على المقعد بجانب النافذة و لكنني ربحت ، أنا أكذب لم اربح بل هو جعلني أجلس هناك في مقابل الحصول على قُبلة طويلة عند وصولنا لغرفنا في الفندق

"أنا متحمسة للغاية"قلت أتحرك في مقعدي ليبتسم لوك "و أنا كذلك ، ستكون هذه أول مرة أذهب في جولة مع حبيبتي و كونك أنتِ حبيبتي يجعله أفضل" إبتسمت بقوة على حديثه ، الطريقة التي يحبني بها تجعلني أحب نفسي أيضًا

بدأنا نشاهد الأفلام و نتشارك الأحاديث سويًا و في منتصف ثاني فيلم وجدت رأسه التي فوق كتفي أصبحت أثقل و أنفاسه التي تضرب رقبتي منتظمة ، لقد نام

عدلت رقبته و وضعت رأسي فوق رأسه و أغمضت عيني لأنام أنا الأخرى

--

"آه أنا متعب"تذمر لوك بصوت مكتوم بسبب نومه على معدته فوق السرير و وجهه المدفون في الوسادة

هززت رأسي و وضعت هاتفي على الشاحن من ثم ذهبت ابحث عن الحمام لأنعش نفسي قليلًا ، فإن الجلوس في الطائرة يشعرني بأنني محبوسة في علبة سردين

"إذًا هل فكرتِ بشأن علاقتنا؟"تحدث لوك من خارج الحمام لأتوقف عن ما كنت أفعله و أصمت

"ماذا تعني؟"صحت لأسمعه يتنهد من الخارج "ميا نحن معًا منذ ٣ أشهر تقريبًا ألم تفكري بشأننا بعد؟" صوته بدى حزين أو مخذول

في ماذا يجب أن أفكر؟ اللعنة لما أنا سيئة في أمور الحب! فتحت باب الحمام لأجده يقف أمامي و كما توقعت هو حزين "لوك أنت تعلم بأنني غبية فيما يتعلق بالحب و العلاقات لذا أرجوك سهل الأمر على كلانا و أشرح لي ماذا تعني 'افكر بشأننا' ؟"

"أعني هل مازلتِ تريدين البقاء معي؟ هل تريدين أخبار عائلاتنا بأمرنا ؟ هل ترين مستقبل جيد لنا؟ هل لديكِ أي أحلام أو طموحات لعلاقتنا و هكذا "

ظللت أنظر له قليلاً لثواني فقط "لنجيب عن كل سؤال على حدى حسنًا؟" أومأ بتردد لأبدأ التحدث

"هل أنا أريد البقاء معك؟ نعم، لما تبقي من عمري" القلق اختفي من وجهه

"هل أريد أخبر عائلاتنا بالطبع. هل أرى مستقبل لنا؟ نعم و حتي بأنني اتخيله من الآن" أضفت ليضيء وجهه هو سعيد

"هل لدي أحلام بشأننا؟ هل التفكير بكم سوف يكون رائع أن أستيقظ كل يوم بجانبك و أن يعلم العالم بأكمله أننا معًا يحتسب؟"سألت اتصنع ملامح غبية ليضحك لوك و يومأ

"فلتعلم يا صاحب الغمازات بأنني شخص لا يستطيع التزييف و وصمت بأنني لا أستطيع الحب ، و لا أقول أحبك إلا قليلاً و حين أقولها فأنا أعنيها و حين أعينها فأنا أشعر بها من كل قلبي لذا حين أقول بأنني أحبك و بأنني أريد البقاء معك و إكمال هذا الطريق فأنت يجب عليك تصديقي "همست أضع يدي على كتفيه لتتسع ابتسامته أكثر

"و أنا أيضًا أحبكِ"

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي