الفصل السابع

خرج يوسف من غرفة مديره غاضبا حزينا مستشيطا
يريد تفجير الكون باكمله فكيف يخصم ذلك المدير
من مرتبه كيف وهو يعمل كثيرا ولا يقصر
كيف يفنعه ان الاستيقاظ باكرا اصبح صعب فجأه
ولكنه تنهد قبل ان

يتوجه سريعا لمكتبه بدلا من النزول للاسفل ل
لحصول علي قهوه كعادته

دخل بغضب جالسا علي مكتبه ماذا يفعل يعني
لم يعتاد ان يصحو وحده ويحضر الفطار ويرتدي
ملابسه وفوق كل ذلك يصل باكرا فكانت ف هي
كانت تحضر ملابسه واكله وتيقظه ليأكل هو
ببساطه ويصل لمكتبة في غايه من السهوله
والسلاسه ثم تسائل هل حياه العزوبيه صعبه ام هو
فقط من كان يتكل عليها في كل ذلك
ورغم انه لا يشعر بندم بتركها الا انه يعترف
انها كانت تساعده

تنهد ما ان تذكرها وتذكر تفاصيلها
ثم رماها من عقله سريعا فلديه
عمل عليه ان ينهيه
استمع سعيد صديقه يقول = اي يابني داخل متعكر
كده ليه علي الصبح

استقام بحده وهو يحدثه بقسوه نتيجه غضبه
= جرى إيه يا
سعيد شوف شغلك يا اخي ولا زعلان ولا زفت
سبني في حالي انا تعبت انت والمدير والدنيا
والفلوس االي اتخصمت سبوني

ثم لا يعلم ماذا حصل ولكن لفحته ذكري ما عندم
كانت تبكي يتذكر وجهها الاحمر ويتذكه جسدها
الغض الناعم
وكيف كان يحتضنها داخل صدره ثم نهر نفسه للمره
الالف في سره بغضب وكانه يصرخ لنفسه
كما صرخ في سعيد =

الدموع اللي نزلتهم قدامك اثروا فيك دي دموع
مزيفه زيها زي اي ست أول ما تقع في مشكله بتلجأ للدموع علشان تهرب منها

ثم فقط يتسائل كيف إستطاع بصعوبه التحكم في
مشاعره بإراده من حديد حينها
حتى لايشعرها بما كان
يعتريه من مشاعر حزينه عليها ولكن كللم امه
الذي جعل منه مشتعلا ذلك اليوم فقط الاسوا
في حياته
اخذ نفس عميق متوتر وهو يعيد تمرير يده في شعره ويبرر لنفسه انها خائنه بالتاكيد كما قالت امه
فلما تخبأ عليه نزولها الل وهي تعلم لا تفعل شئ
خطأ

ثم استمع سعيد الذي انتشله من افكاره الذي لا يعلم كيف غاص فيها وهو يردف للمره الثانيه
= اي العصبيه دي دا أكيد سببه الارهاق وضغط
الشغل بقالك فتره مضغوط ولا حاجه اكيد ده السبب .

تناول سليم قهوته بصحبة سعيد وقد استعدوا لانهاء تلك الاوراق

علي الناحيه الاخري
وقفت فتحيه مكتب الاطباء ككل يوم
ناظره لخالد الذي علم ان سما رفضت الاكل ككل
يوم
ليذهب لها ناظرا = استاذه سما انتي بقالك شهر
واسبوعين عندنا هنا كل يوم بنعاني من موضوع
الاكل
هتتعودي امتي وتسمعي الكلام متي

_ انا مش طفله بس ارفدوا الطباخ ده وسبوني انا
طبخ

كتم ضحكاته عليها وهو يتظلهر بالحده جالسا
امامها يمسك بصنيه الطعام غارفا بالملعقه الارز
= افتحي بوقك
_ نعم!

تجاهل خالد حديثها بهدوء ينظر له
= هم تلت معالق وكل حاجه هتنتهي

ثم غرز الملعقه في فمها نظارته بتقزز من طعمه
لتبلعه سريعا
وقفت فتحيه تشاهد الطبيب الذي يعرف بالطيبه
والسلاسه والعفويه يمسك عشر حالات في المشفي ومعهم بتلك السلاسه واللين يضحك مع احداهم
ويمزح مع الاخري والان يؤكل واحده في فمها اما
الاخري
فيستمع لها وكانه طبيب نفاني هو فقط يبذل
قصاري جهده ليزيح من علي اكتافهم

تتذكر انها ترجته ان ياتي معها لسما
= روح لها انت يا دكتور معلش وحاول تقنعها هي
مبتسمعش كلامي

فاقت مما تذكرته وهي تسمعه يقول بعدما هي
فمها مكتنز
بالطعام = هعدي عليكي بعد ساعه تكوني جهزتي عشان نتمشي في جنينه المستشفي تحت انا فاصي وبما اني بحب اسمع المشاكل واحللها اعتبريني دكتور نفساني كمان
اتنين في واحد يعني

_ اه باماره امبارح
= عملت اي انا امبارح

هكذا تسائل ليسمعها تقول
= زعقت مع ان ده مش من حقك وانهارده جيت
توكلني لا وكمان عايز تسمعني حضرتك بتدي
لنفسك
مساحه مش بتعتك وانا تعبانه ومش ناقصه اي حد
في
حياتي اصلا انا عايزه اخرج من هنا واروح بيت جدتي
اللي أجبرت اني اقعد فيه
لانوا طلقني بعد الحب ده كلوا طلقني بعد الينين
دي كلها طلقني بعد الصداقه دي كلها طلقني بعد كل اللي استحملتوا رماني في الشارع رماني بعد ما
حبسني كتير انا مش عارفه اتعامل مع الناس انا مش عارفه المفروض اناديك اي
هو حبس حبس حبس وبعد كده سابني لة كده
والدنيا واسعه اوي وانا بحب دفا الاماكن الديقه
ومحدش فاهمني
ومحدش بيحبني حتي امي مسالتش عني من ييجي
تلت او اربع شهور ةمغصزبه علي تحملها ومغصوبه علي تحمل هجران جوزي وموت بابا موت جدتي حتي الاكل بقيت مجبره عليه حتي المرض اتصدمت بيه عايزين اي مني
سيبوني بقاا
هكذا اردفت بمشاعر مختلفه بكاء صراخ حزن تشتت
نظرتها التائهه المته لم تكن تريد ان تحكي ولكنها
اخرجت كل ما في صدرها وجعا لعل الدنيا تخفف
عنها لعل الجنيا تفهم انها صغيره علي ذلك الالم
المميت لعل المرض يترمها ويذهب شفقه عليها
لعل زوجها يعود ويحتضنها فقط دون كلام
لعلها تفيق م ذلك الكابوس الذي حل عليها فجاه او تفيق من السواد الذي انتشلها يوم موت ابيها

فتحيه دموعها تنزل دون توقف عن تلك التي ظنتها
مرفهه ووجدها محمله بالاسي الان فهمت لما
تجعيدها حزيزه وعيونها باهته

اما هو فصامت جامد في مكانه لا يعرف ماذا يقول
بعدما قالت هي كل شئ ولكنهم وجدوها تواي
اهم طعرها مغمضه عيناها دموعها الذي نزلت في صمت وهي تمبت شهقاتها في المخذه المته ثم
اخذ يدعي ان يمروا الست او السبع شهور الخاصين
بالعلاج علي خير وتفتح الدنيا باب السعاده لها قبل
ان ينسحب بشرود من غرفتها

بعد مرور بعض الساعات

جلست سما على مقعد كبير بجانب نافذة غرفتها
تري الجميع في الحديقه او بالبعض ليس الجميع
نظرت لنفسها بعدما استحمت وهي تشعر ان الماء
انول مل همومها فقط تشعر ببعض الراحه ممكن
لانها اخرجت كل في صدرها ايضا هكذا فكرت بخجل من صراخها

كانت ترتدي فستان قطني مريح وفوقه بندانه تداري شعىها لانها محجبه ولمن اي سعر؟ صحبح انه لم يتساقط منه الكثير، ولكن شعرها كان كثيف تشعره خف فجاه!
اغمضت عيناها وهي تفكر هل يجب ان تذهب وتعتذر منه؟
فكرت كثيرا قبل ان تفتح حقيبتها مخرجه نظارتها
التي كانت ترتديها للضروره لا تعلم لما الان تحديدا
تشعر ان وجهها احلا بها ممكن لان وجهها باهت
فيحتاج لالوان تلك النظارة
ثم ناظره نفسها في تلك المرائه الصغيره قبل ان
تخرج
تبحث عنه كانت المره الاولي لها الذي تتجول فيها في المشفي

فكانت مستغربه طرقاتها لا تعلم اين هي؟
او اين يجب عليها ان تذهب ولكنها فجأه وجدت
شخص ما يعطيها ظهره شيهت عليه بشكل كبير قم ناجت لعله يكون هو = دكتور خالد

التفت لها بصدمه هل خرجت من غرفتها؟
هكذا تسائل ب استغراب فبل ان يقترب منها مردفا
= مادام ريم

ابتسمت له ببعض من البشاشه
= اهلا انا كنت عايزه اعتذر علي النهارده

_ لا لا ولا يهمك اهم حاجه انك كويسه

امائت له بابتسامه خجوله لا يعلم لما استلطفها

بعد هذا اليوم ثارت احسن بكثير حقا رغم ان الهموم لا تخرج ببعض الحروف الا انها شعرت بالتحسن
التزمت علي العلاج
واعطت لفتحيه خاتم ما تبيعه لكي تدفع حق
المشفي
صارت تتمشي كل يوم في الحديقه تعرفت عل

التي كامت المريضه المجاورة في الغرفه لها تماما
كما تعودت علي اكل المشفي الذي لم يكن س
ولكنه كان صحي دون ملح دون بهرات دون اي شئ
اما علافتها مع خالد اصبحت علاقه بسوسه
يتخلهلها السلام وبعض التحيات مع بعض الاسأله
عن حالها عندما يتابع معها وبعد الشكوه منها عندما تتعب
من شئ

عادت حياتها هادئه من الخارج لا يوجد فيها الكثير
رغم تحطمها من الداخل

كما قلت مرت الايام  دخل عليها هو بعدما ضق الباب وجدها سارحه ممسكه بهاتفها منغمسه فيه
لذا سالها بعفوية = ايدا سرحانه في اي؟

انتفضت من سرحانها ثم ابتسمت عندما وجدته هو
لذا اردفت = روایه رومانسيه حلوه اوي

ثم سألته بهدوء وهي تغلق هاتقها
= هو حضرتك هنا من امتى

_ منخافيش مش من كتير قوليلي انهاردة اي اخبارك حاسه ب اي تعب؟

نفت براسها قبل ان تردف = لا الحمد لله بخير

اماء لها بابتسامه قبل ان يعطيها جدول الادويه التي ستمشي عايها الاسابيع القادمه

هي صراحه لا تعلم كيف تشكره علي تلك الراحه
الجسديه التي تشعر بها فقط بلا الام وبلا وجع رغم
انها لم تكن تتالم جسديا بل قلبها من كان يفعل 

وااه من وجع القلب فمن المؤلم أن تكون أصدق مما
يتوقعون، ويكونون هم أكذب مما توقعتهم ففي
تلك اللحظه يكون الهدوء هو أكثر ما يحتاجه
الإنسان، ففي هذا الزمن أصبح ضجيج الحياة قاتلاً
عجباً لهذه الدنيا تجمعنا ونحن لا نعرف بعضنا
وتفرقنا ونحن قلوبنا متعلقة ببعضها فقط نكون
اغراب كما كنا و تلك الدمعة التي تسقط وأنت
صامت تسقط من شدة القهر والألم والاحتياج.
عندما تكون الأعذار أقبح من الذنب فقط احزم أمتعة كبريائك وارحل ولمنها فكرت فهذا قبل ان تسخر
انها للاسف اجبرت علي الرحيل فالوجع لا يحتاج إلى حديث طويل أحياناً تكون نبرة الصوت نصف الكلام
من عذاب الشوق القاسي

و إذا أصبح الانسان صامتاً مثل الطفل الذي يفهم
الحديث ولكن فقط لو لا يعرفوا ان البوح أصعب
شيء

ف عندما تجبر نفسك على تجاهل شخص كان يعني
لك العالم بأكمله

اما علي الغائبون فهم ضربة موجعة، لا تكف عن
النزيف. وعلي السيره بكت عيونها لآلام الفراق وردد
قلبها الحزين باحتراق، كيف للقلب أن ينساني

فحقا أصعب أن تعيش في حيرة بسبب شخص يوماً
تراه حبيباً

اما زوجها السابق

عاد  من العمل في وقت متأخر من الليل ليجد الجميع قد خلدوا الى النوم الجميع اي امه واخته

ليذهب الى غرفته وهو يشعر بالارهاق فهو يعمل
بدون توقف لاجل ان يثبت للمدير انه لا يستحق
الخصم
قام  بخلع جاكت بدلته وفك رابطة عنقه والقائها
على الارض والتوجه ليأخذ حماماً سريعاً وهو يحاول
تهدئة شعوره القاتل بالضيق الذي يسيطر عليه
ويخرج من الحمام و ليرتمي على السرير ويتقلب
محاولاً النوم

محاولا  بضيق ان يرمي تفكيره بعيدا

وهو يفتح عينيه قائلا
  =  مش عارف أنام مش عارف أشتغل مش عارف أركز في أي حاجة اما مش فاهم في إيه خلاص حصل اللي حصل وسبتها خلاص بقاا


ولكنه استرجع ذاكرته كلامه الجارح لعليا أمام
الجميع لينفخ بضيق وهو يضع المخده فوق رأسه في
محاولة منه للنوم للهروب من تأنيب ضميره تمر لحظات يحاول فيها النوم دون فائده لينهض فجأه و
يجلس على السرير وهو يمرر يديه في شعره بحركه
عصبيه ليقول بعناد = خلاص عاارفف عارفف
ام هي كانت فيداني في شغلي وفي حياتي علي الاقل اكلها كان احلا من امي بس خلاص انتهي


كان هو يفكر في  مصالحه بينما هي تعيد التفكير او تذكر ليله زفافها

_ Flash back _


وقفت تتأمل ثوب زفافها البسيط  وابتسامة هادئة
مرسومة علي شفتيها الكرزية فهي ستتزوج اخيرا
وتخرج من هذا السجن المفروض عليها بفعل
وحدتها  تعالت الزغاريد حولها والتي كانت تطلقه
ام يوسف  بلا توقف بينما تصعد الدرج وتذهب يمين ويسارا وسلمي ترمي الورود عليها منتظرين ان ياتي
العريس ليذهبوا الي الجامع يعقدوا القران  

فقط اشهار بسيط بين الناس ليتموا شروط الزواج
ثم نظرت حولها الجميع من اهله الا امها الذي
كانت الوحيده معها اخرجت ذلك التفكير من راسها
ف اهله هم اهلها ايضا رغم انها ارادت اباها معها
كثيرا

ابتسمت وهي تنظر إلي انعكاس صورتها
بالمراه بعد أن ارتدت ذلك الثوب الابيض البسيط مع
تاج الورود وحجابها الأبيض

كانت منتظراه بفارغ الصبر رغم توترها
وكم كانت متحمسه ان يكونو سويا وتكون هي زوجه في بيت ما ولكن فجاه

تعالت أصوات تحطيم الزجاج حينما وقعت الصينيه
الكبيرة التي كانت تحملها احدي المعازيم  وفوقها اكواب الشربات وتخرج بها الي حيث صاله الذي فيها النساء مجتمعين
لتنتفض هي بخوف ولكن أجلستها قريبه ما تهدأها

ابتسمت علي تلك الذكري حتي في يوم زفافها كانت خائفه


كان حل الليل كما قلنا

في غرفة المكتب كان خالد ومعه بعض الاطباء
يتممون
علي بعض الحالات فقط يفكر في بعض الاشعه
والتحاليل الذي يجب أن يفعلها بعض من المرضي
ليعرف هل عمليه الاستئصال ضروريه ام ممكن
المرض يختفي مع الكيماوي


بعد نصف ساعة من تكمبه قرائه سما لتلك الروايه
دخلت كارما الي الحمام لتوضئ وتصلي قيام الليل

فهي قد سهرت خصيصا لتصلي فقد اشتاقت
لانتظامها علي الصلاه فالصلاه لا تسقط عن العبد
مهما كانت أعذاره؛ فهو مطالبٌ بها مهما كانت
ظروفه يؤديها بحسب طاقته

فالصلاة والوضوء لها سببٌ لفتح أبواب الجنة
الثمانية للعبد. 

كما ام الصلاة سببٌ للحصول على أجورٍ خاصه منها


هكذا فكت قبل ان تنتهي من توضئها داعيه ربها =اللهم اغفر لي
وارحمني وثبتني علي رضاك وابعد عني معصيتك



هكذا ردتت وبعدما انهت صلاتها
امسكت بهاتفها لتغلقه ولا تعلم لما
اتت امها في بالها فجاه ممكن لانها دعت ربها كثيرا وثات كثيرا فاتي في بالها ان تصل رحمها وممكن
لانها اشتاقت لصوتها حتي لو دائما تشتكي

لذا امسكت هاتفها تكتب لها رسالة ما
=" ماما عامله اي بقالنا كتير متكلمناش اعرفيان فيه جديد كتير حصل في حياتي اتصلي بيا لازم اقولك يا
ماما"
ضغطت علي الكلمه الاخيره لتشعر بالحنان وتشعرها
بالمسؤوليه تجاهها أليست امها وهي ابنتها فلذه
كبدها وقطعه منها وريد من قلبها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي