الفصل الثامن

اتي ثاني يوم استيقظت هي فيه بصحه جيده
متفائله ومشرقه مبتسمه سعيده
ممكن لأن امس ادت فروض الصلاه كاملاً
الخمس فروض لقد اتممتهم

ابتسمت وهي تغسل وجهها صباحا ناظره للمرآه
وهي توعد
نفسها ان لا تقطع الصلاه مره اخري ابدا
لما لا وهي من جعلتها في كل تلك الراحه
لا مشفي قد فعلت ولا علاج قد اعطاها تلك الراحه
والهدوء والطمأنينه التي اخذتها هي من الصلاه

دعت ربها اولا واقامت الصلاه لتصلي ربها وتركع
له اتممت صلاتها ثم
جلست علي سيررها تناظر الخاتم الذهب الاخر الذي معها تتامله وتتلمسه بحيره

فرغم قسواه عليها لم يسرقها
هكذا تنهدت بسخريه رماها في مشفي ما ولكن ترك لها ذهبها دون اخذه عل يمكن حماتها لم تنتبه
له ام قرروا بكل قواهم العقليه ان يتركو ذهبها
لها

ممكن لانه خصيصا يعلم انها من اشترته من مالها
الخاص الذي تركه اباها لها وممكن فقط تركه بل
ا تفكير


أمسكت بهاتفها تتفقده تفتح صورهما
فهي كانت كثيرة التصوير معه
مع حبيبها السابق وزوجها السابق ايضا
رغم كونها توعد نفسها كثيرا الا تفكر به الا ان
التخطي أصعب مما تتخيل فوضع كلمه
" السابق" في عقلها امر لا تستطيع تقبله

ممكن لانها من عشاق الذكريات وممكن لانه كان
حياتها باكملها فلم تكن تمتلك شئ يشغلها عنه
وممكن لانه يحاوط قلبها بالكثير من الكلام او
الافعال او حتي الحركات العفويه

خرجت من مقر الصور على هاتفها لتتفقد الرسائل
وما ان دخلت عليها حتي وجدت امها ترد علي ما
ارسلته هي امس مردفه
" سما حبيبتي اي االي حصل كنتي لسه في بالي
صدقيني"

ابتسمت سما بهدوء قبل ان تردف كاتبه لها
" الحمد لله يا ماما انا كويسه الحكايه وما فيها ان
انا ويوسف انفصلنا"

هكذا بعثت لها وهي تستشعر حزن قلبها
وما لبثت ثواني حتي بعثت لها اما تسجيل صوتي
تصرخ فيه منفزعه مزبهله وبالطبع مصدومه
" لييي وازااي الكلاام ده يحصلل "

تنهدت قبل ان تكتب لها وهي متردده في ذلك
" اصل انا جالي سرطان ثدي"

كانت تتخيل منظر امها المصدوم وهي تقرا رسالتها
فمنذ ان كلمتها لم ترسل شئ جيد ابدا كل
الاخبار سيئه وجدا
سيئه و طاقه سلبيه لا مثيل لها  هكذا سخرت من
نفسها قبل ان تسمع الرساله الصوتيه الاخري التي
كانت فيه امها مفزوعه خائفه

" وازاي عرفتي ومن امتي وانتي قاعده فين دلوقتي
ازاي متقوليش هو انا مش والدتك اي اللي بيحصل
بالظبط يا سما؟ "

تنهدت من كل الاساله التي انخنقت منها وسخرت
مره اخري وهي تفكر هي والدتها نعم ولكنها لم
تكن مهتمه ابدا في معرفه شئ عنها هي والدتها
نعم ولكنها لا تكلمها الا بين حين واخر هي والدتها نعم ولكن هي لم تحضنها يوما مثلا
فلم تذق هي طعم دفأ الام في مره
لم تذق هي طعم اهتمام الام في مره
لم تذق هي طعم قلق الام وسهرها في مره


لذا امسكت هاتفها ترد علي كل اسألتها بهدوء
وبكلمات صغيره قبل ان يدق الباب بالافطار

وما اثار استغراب الجميع انها منذ فترة تاكل بلا اي
نوع من الشكوي او تذمر بسبب طعم الاكل

دخل الطبيب خالد بعد بعض الساعات
وجدها ايضا منغمسه في الروايه خاصتها
ناظرها بهدوء قبل ان يحمحم لتنتبه له هي بابتسامه هادئه قابلته مما شجعه علي الدخول مبتسما هو
الاخر
= اي الاخبار انهارده عامله اي

امائت له انها بخير ثم اردفت
_ عايزه اعرف حاجات كتير عن حالتي

هكذا اردفت بفضول مما جعله يجلس امامها ثم
تنهد مخبرا
= انتي كده اخدتي جرعتين بس كماوي قبل ما نقرر
محاربه الهرمون بالابر الوريديه وهنشوف النتيجه
كمان يومين
لو لقينا تحسن حتي لو بنسبخ 1٪ هنكمل ب الابر
لو ملقيناش يبقا هنرجع لجلسات الكيماوي تاني


ثم اكمل وهو يحمحم
= انتي عارفه ان المستشفي هنا نص التكاليف
عليكي والنص تاني علي المستشفى بما انها مدعمه بالتبرعات
بس الابر متوفره هنا ببلاش اما لو كيماوي فيبقى
بالنص غير تكاليف الاقامه

تنهدت ناظره للارض وهي تردف
= انا لازم اخرج عشان اشتغل

ناظرها بتوبيخ ثم اردف
= مفيش شغل خالص في حلتك دي
رغم انها مبكره بس احنا مش عايزينها تدهور.


تضايقت ووعبرت عن ذلك بعبوس فان استمر الوضع علي هذا المحمل لن تستطيع اكمال علاجها بسبب
المال فلم تكن معها سوا خاتم اخر فقط ان باعته
ستفقد كل ما تملك ولكنها تنهدت قليلا ما قبل ان
تتسائل
= منال عامله اي؟

_ متقلقيش هي كويسه
قالها ب ابتسامه ثم سالها بعض الاساله قبل ان
ينسحب من الغرفه وغاست هي في روايتها اكثر


هي بخير فقط بعض الظروف المالية الشديدة
ولكن ستنحل دعت ربها بهذا وهو لن يرد لها دعوه
هي تثق بالله اولا واخيرا

كانت الروايه رومانسية تناظر البطله فيها البطل
بهيام
بينما تهمس لها بالكلمات الرومانسيه
مثل " احبك" و " اهيمك" " ادمنك"

هل تلك مراحل الحب با تري؟
حب عادي ثم هيام  وعيون مخرجه للقلوب ثم
ادمان

اي تعلق دون ترك او دون القدره والشجاعه علي
الترك والهجران

تعلق ممكن يكون  تعلق  مرضى
حيث ان لا يمكن ان تري اي عيوب فيه
ومهما فعل ينحول نظرتك لفعلته لإنجاز او اعطاء
مبررات

هل يا تري هي منهم؟ هل كانت تلك هي
علاقتها مع يوسف
مريضه بالتعلق تنهدت قبل ان تفكر
بسخريه ان الجميع يعاني
لا يوجد احد مرتاح في حياته
" ان خلقنا الانسان في كبد"

صدق الله العظيم فعلا فكل انسان حوله هموم
تجعله يشعر انه الايأس والاحزن في هذا العالم
لا احد راض لا احد متقبل ان حوله كل تلك المشاكل
وعليه حلها

لذا  فاقت من كل هذا تخرج من غرفتها تدق غرفه
  منال هي تريد ان يثرثر احد في راسها فقط
تريد الاستمتاع بعيد عن جو التفكير والتنهد
بعيدا عن يوسف وذكرياته بعيدا عن كل شئ
قد يحزنها

ما ان سمحت لها بالدخول حتي احتضنها
وهي تبدا بالثرثره حول الكثير من  الاشياء وكأنها لم تراها
منذ زمن طع انها كانت معها امس ليلا فقط

فقط تحكي عن ذلك الشاب الذي تحبه
توصفه لسما التي جلست تستمع بهدوء

طويل الساقين عريض المنكبين ذو بشره حمقاويه
ووجه محدد
شكل مثالي ولكن ردت سما
= مش كل حاجه الشكل لازم الأخلاق يا منال
صدقيني الشكل مش باقي

_ وانتي مش جوزك كان اخلاق  أخدتي اي منوا
هكذا اردفت لها بقله اهتمام وهي غير مقتنعه

_ ماخدتش حاجه بس الجمال برضوا مش كل حاجه
هو عارف انك تعبانه قايلاله يعني

نفت سريعا براسها
= لا ميعرفش طبعا انتي هبله يا سما اقوله اني
تعبانه فيطفش زي ما طفش اهلي مني

ضربت سما يدها علي راسها وهي حقا لا تفهم ماذا
تريد منال
لذا سألتها = يعني انتي بتكذبي عليه يا منال
مداريه عليه وده غلط المفرزض يكون في صراحه من
بدايه الموضوع ؟

_ تؤ  بداري العقبات مش اكتر
هذا ما قالته منال وهي تسرح شعرها الذي كان
خفيف من شده تساقته

صدق من قال ان لو سالت الكاذب لماذا تكذب
سيجيبك بكذبه اخري


هكذا اردفت سما في عقلها ثم صمتت مفكره هل يا تري هي تكذب علي ذلك الشاب بإتقان وتحترم ذكلئه ام تفكر انها هي فقط من لديها عقل ما

يكذب ثم تذكرت تلك المقوله التي قراتها من قبل
التي كانت لكاتب ما


"لن أقول لك الكذب حرام سأخبرك الكذب معيب ولن أتلفظ بكلمة دينية بهدف الترهيب فمن خلقك
لطيف وليس ارهابياً هو فقط رحيم غفور وهاب
حكيم رزاق"


وكم احبت هي تلك المقوله حينها ثم فكرتت هل
حقا الكذب يسهل العقبات كما تعتقد منال
ام فقط يعقدها كما ظنت هي دائما ممكن لانها
تربت علي ذلك منذ الصغر ثم لا تعلم لما شعرت
بالشفقه فجاه علي ذلك الشاب الذي تخدعه
منال فهي لن تقول لفظ" تحبه " ابدا فهل الذي
يحب يخدع او حتي يخاطر بقلب حبيبه
هل يكذب من يحب! ثم فكرت هل ممكن
ان تكون لمنال حجه كما كانت هي لديها حجه في
ان تداري علي يوسف
فهل نست انها ايضا خدعته ودارت عليه ام ماذا
هل نست كيف استغلت حماتها تلك النقطه
بتشكيكه بها هل نست انها من اعطتها الفرصه
لانها من البدايه من دارت عليه
تنهدت متسائله هل هي ذاتها السبب في ما حصل
لها ام شك يوسف وتعصبه هو السبب ام حماتها
التي زنت علي الحمل السبب ام فقط هو نصيب
نصيب ما انقطع بينهم
نصيب ما انهي العشره والحب في قلبه
نصيب ما بدل قلبه من عاشق لقاسي



هي صراحه لا تعلم ولكنها
فقط مشتته راسها يعمل في الكثير من الاتجاهات
مما جعلها تشعر بالكثير من التعب او حتي القليل
ثم اخرجتها منال من شرودها مردفه
= تفتكري هيكمل معايا لو عرف اني عندي
المرض ده هيقرر يخاطر ويكمل هيقف معايا
ويقولي انا جنبك


ناظرتها سما بشفقه انه نفس الخوف الذي كان
يمتلكها في امر يوسف والانجاب لذا اجابتها بالكثير من الضيق الذي حل عليها
= قوليله وخليه يختار يا منال قبل فوات الاوان
خليه يختار صدقيني هو الوحيد اللي لازم يحكم
ويقول اه هستحمل وهكمل ولا لا مش هقدر
عشان هوة الي ادري بنفسه عشان ولا تكوني
ظلمتيه ولا ظلمك ولا يبقا عليكوا انتم الاتنين
اي ذنب ابدا



تنهدت منال بالكثير من الحزن ثم اخبرتها
= هو احنا زنبنا اي في اللي بيحصلنا ده
زنبنا ان ربنا اخترنا وحطنا في اختبار
ممكن نعدي منه وممكن لا زي اي امتحان صح


تنهدت سما هي الاخري
= ايوه ممكن يبقا ده زنبنا صح يا منال
بس ذفايه اننا عارفين انوا مش بقدينا

ردت عليها اللخري
= واي الفايده اننا احنا اللي عارفين احنا عايزين
اللي حولينا هم اللي يفهموا ان ملناش ذنب يا
سما والله احنا ما اخترنا المرض بالعكس
ده المرض اللي ساب الدنيا كلها واخترنا


صمتوا هم الاثنين وكانهم ادركوا آلمهم للتو
وكان الجرح انفتح الان
وكانهم الان ادركوا ان لا يوجد معقم يطهروا به
تلك الجراح العميقه الذي انشأتها الايام

تلك الأيام التي مرت بثقل الليالي الطويله
تلك الايام التي صنعت جراح عميقه
في قلبهم الذي تمزق وفي روحهم التي تشتت


فقد لو تذهب الجراح وتتركهم
فقط لو تتخلي الجراح عن صداقتهم
لما لاتريد تلك الجراح ان تفهم انهم لا يريدوها
لما لا تريد تلك الجراح ان تعيي انهم لا يحبوها
لما لا تريد تلك الجراح تركهم وهجره

هجرهم بعيدا فهم لا يريدوها ابدا يقسموا
انهم لا يريدوها مهما طالت مده وجودها في
حياتهم لا يريدوها ولا يطيقوها ولن يستطيعوا
تحمل تلك الجراج ابدا
فقد ملوا منها وعزموا علي التخلص منها ايضا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي