الفصل الثاني عشر

مر شهرين علي تلك الجلسه الذي باحوا بها بالكثير
ومن حينها تقربوا فصاروا اكثر من اصدقاء
لا تخجل منه ولا يفعل هو
تحكي له ان تذكرت شئ او ان حصل شئ يضايقها او
يفرحها
ويحكي لها هو ايضا
فقط يبوحو بما في صدرهم
وما أجمل البوح ان كان لطرف تثقين به ولم يخذلك
ان كان لطرف تبتسمين له فيبادلك
ان كان لطرف فقط يطمأنك

وما اجمل الاطمئنان الممزوج بالاهتمام ؟

فقد تختبئ كل معاني الحب خلف الاهتمام، فليس
كل من قال كلمة أحبك يهتم بتفاصيل حياتك، بل
الشخص المهتم بك هو من يحبك بصدق

وصدق من قال ان الاهتمام نصف السعاده فهنيئا
لمن كان له شخص يهتم به

نظرت للناحيه الاخري غاضبه وهي تقضم اظافرها
مستشيطه فمن تلك التي كلنت تقف معه الان
هي لا تهتم بالطبع لا تفعل هكذا ردتت في سرها
ولكن اليس من المفترض عليه ان يحكي لها كما
يفعل دائما

ناظرتها فتحيه وهي تضع لها طعام الغداء امامها
مردفه
= لو غيرانه اوي كده اساليه من دي

_ غيرانه! انا
فتحيه انتي اتجننتي هغير ليه وعلي مين وليه!
هذا ما اردفته هي باستنكار ثم اردفت فتحيه
= وانا مالي انا هو انا اللي مفروسه اسالي نفسك ا
نتي

اخرجت سما الهواء من صدرها وهي تشعر بان ثقل
العالم كله يحتلها

لذا نفخت وهي تاكل طعامها بغيظ
مرت اكثر من الساعه عاي هذا الوضع قبل ان يدق هو الباب ويدخل مبتسما = اي يا سما مش قولتى جايه
المكتب مجتيش لي

ناظرت هاتفها بقله اهتمام مجيبه = معلش
استشعر هو الغرابه في حديثها فمنذ متي كانت
بتلك الا مباللاه خصزصا وذهها الاجمر الذي يدل علي الغضب ما بها. لذا تسائل = مالك يا سما؟

اعادت النظر له وهي تتامله قبل ان تزيح عيناها من
عليه بهدوء = مافيش يا دكتور خالد

تنهد بضجر حقا لا يعرف ما بها ولكنه ابتسم مردفا
= طيب انتي عارفه ان انهارده اجازتي وانا جي
انهارده انا وتالا اختي وطلعتلك اذن خروج عشان
نروح الملاهي زي ما وعدتك

ناظرته بصدمه ليعيد هو كلامه = ايوه الملاهي
ولكنها اردفت مقاطعه اياه = انت قولت اي! مين
معاك

استغرب من لهفتها لمعرفه الامر لذا اردف
= تالا اختي وكانت واقفه معايا بره

تالا! اكانت اخته التي تقف معه
ليست حبييه او خطيبه
ظلمته! قهقهت علي نفسها وعلي كل ذلك التفكير
الذي اردفته عليه من قليل
وراقب هي تعبرات وجهها دون ان يفهم شئ
ثم سال = هو انتي كويسه!

_ طبعا كويسه اوي كمان انا هطير من الفرحه انا
هلبس بسرعه وجايه علي المكتب عشان ننزل

راقب فرحتها بابتسامه وهو يومئ لها منسحبا وبمن قبل اغلاقه الباب اجاب = متتاخريش

امائت لت وهي تراه يذهب لتغلق الباب هي ورائه
تجري نحو خذانتها لتنتقي اي فستان
تتمني ان تراها اخته في ابهي صوره لانها المقابلة الاولي التي ناخذ عنها الانطباع الاول ونظرتنا المهمه

هي فقط سعيده تلك الايام لذا تجاهلت المها مهما كان
وشرعت بارتداء ملابسها
فالحياة باختصار شروق شمس وغروبها فما أجمل أن
تجعل الشروق للبسمة والعمل والغروب للراحة
والهدوء
فقط كن قنوعاً بما عندك تكن سعيداً
و إذا أفلت شمس يومك وحلّ الظلام، فلا تنسَى أن
تشعل شمسك الداخلية
فأفضل حالات السعادة هي ما تنسجم مع عقلك
وقلبك وجوارحك
فان كنت تريد ان تكون الاسعد شيئان في حياتك لا
ثالث لهما كن متفائلاً دوماً مع ابتسامه ما مشرقه
ثم لا تدع الاخرين يؤثرون عليك
وتذكر دائما ان ليست السعادة أن لا تمر بالآلام، وأن لا تواجه الصعاب، بل السعادة أن تحافظ على رباطة
جأشك وهدوء أعصابك، وتفاؤل قلبك وأنت تواجه الصعاب والآلام

هكذا تعلمت في تلك الايام القليله التي مرت

خرجت من الغرفه بهيئه كانت راضيه عليها تماما
ثم ذهبت لمكتبه الذي امتلكه وحده قبل اسبوع من
الان
فمن شده شكر الممرضين بذكائه وشرفه في العمل كافأه مدير المشفي به

دقت الباب واستمعت لصوت انثوي يسمح لها
بالدخول
لتدخل هي بابتسامه ما بشوشه كعادتها جعلته يقف مبتسما هو الاخر، مردفا وهو يشاور علي اخته
= اعرفكم علي بعض دي تالا اختي

ثم اكمل وهو يشاور علي سما محدثا اخته التي
ابتسمت هي الاخري
= ودي بقا يا ستي سما اللي قولتلك عليها

انتشلتها كلمته الاخيره " قولتلك عليها"
معني هذا انه كثير التحدث عليها اذا وهذا ما جعل
ابتسامته اشد اتساعا وهي تجد تالا تحتضنها
= عامله اي؟

اجابتها وهي تبدالها بخجل
= كويسه الحمد لله

وهكذا انتهي حديثهم في المكتب ثم اكملوا حديثهم في عربه الطبيب ناظرهم خالد بساعده وهو يجد
تالفهم علي بعض
الذي كان ملحوظ بالنسبه له لذا ابتسم وهو ينظر
للطريق بحظر

اما بعد مرور بعض من الوقت
كانوا قد وصلوا لوجهتهم
تمسكت يما بيد تالا التي اصبحت في تلك الدقائق او حتي في تلك الساعه صديقتها المقربه

ثم ناظرت خالد الذي كان يركن العربه امامهم قبل
ان ينزل منها هو الاخر مبتسما يدخلون للداخل

وقفت تالا بحماس امام بيت الرعب اول شئ وهي
تقفز وهي تقرا الاشياء، المرعبه في الداخل
فابتسمت عليها سما وهي تقرا معهم حتي ضرب
خالد راسه بقله حيله وهو يدفع ثلاث تذاكر ويدخلون سويا

جلسوا سويا في العربه التي اخذت تعد من واحد الي ثلاثه
ثم استمعوا لصوت يقول
" انا احب الجريمه احب الالغاز احب الأشباح"

ثم صوت اخر صدح في المكان مع خيال ما
" ان الوحوش حقيقه والاشباح حقيقه ايضا انهم
يعيشون داخلنا واحيانا يفوزون"


ثم انفزعوا منتفضين وهم يسمعوا صوت اخر كان
اكثر تخويفا حيث انه صرخ فجأه
" لاا يمكن وضع الاشبااح علي منصه الشهود او اخذ
بصمات صابعهم فهم دليل ضد الثبات تماما"

قبل ان تنطلق عربتهم سريعا وتنتشر الدماء حولهم
ليصرخوا هم الثلاثه

خرجوا بعد وقت يرتجفون امسك خالد بيد اخته وهو
دائخا
ليردف = اشوف فيكي يوم ياا تالا اشووف فيكي يوم

ولكنها قهقهت وهي تمسك يد سما التي كانت
تستشهد
اخذه اياها من يداها تجري بها للعبه اخري

ظلوا هكذا يستمتعون يقهقهون من لعبه لاخري
حتي وقفوا تحت لعبه ما يتكلمون اين سيتغدوا فرغم ان لا احد جائع الا ان خالد لم يخلع دور الطبيب ليردف
= ده معاد غداكي يا سما والدوا كمان

نفخت خذها بملل وهي تردف
= هبقا اخدهم بكره بقا انهارده استراحه

وما كادت ستتدخل تالا في حديثهم حتي وقعت
قطعه حديد ما علي راسها جعلها تسقط أرضا مع
صراخ سما
التي جعلت تصرخ بشكل هستيري بينما خالد يضم
اخته
لحضنه اداره المكان يتصلوا بالاسعاف الالعاب وقفت والناس خافت تجمع كبير حولها وهي تنزف مغمضه عيناها الذي يراها الان لا يراها وهي تجري وتمرح
من قليل

امسكت سما راسها بتعب من الصخب الذي حولها
الا يمكن ان يكتمل يووم ما بشكل سعيد
فقط يوم!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي