الفصل الرابع

الحلقة الرابعة
ممرضة دمرت حياتى
..........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

شعر حكيم بالآسى والحزن من حنين كلما حدثها بسبب نفورها وتجنبها الحديث معه .

فكاد أن يجن ولا يعلم سر ابتعاد حنين عنه بهذا الشكل؟
وتسائل كثيرا
ما الذى حدث لتبعده عنها بهذا الشكل فهو لم يفعل شيئا ؟؟

فقرر أن يذهب إلى مقر عملها فى مستشفى دكتور خالد
الدمرداش التخصصى .
ليراها ويتحدث معها فى الأمر ، ليحصل على. جواب مقنع .
فهو يحبها ولا يستطيع العيش بدونها .

وعندما ذهب إلى المستشفى ، رأته روان من على بعد
فحدثت نفسها إعجابا به ....

يخربيت حلاوته ، ده بقا حاجة قمر اوى اوى ، هو اللى بيدخل
كلية الهندسة يا ناس بيحلو اوى كده .
لا مش معقول .


يخربيت الحظ ، ده دكتور خالد مايجيش فى حلاوته حاجة ومع ذلك شايف نفسه اوى وعمال يوزع حنية وحب على كل البنات وبيستغفلنى وفاكر انى مش واخدة بالى .
بجد عبيط اوى يعنى .

بس انا عملة نفسى هبلة ، عشان امشى الدور وخلاص .

واعرف ازاى أوقعه فيا ويجوزنى .
وأقب بقا على وش الدنيا زى خلق الله .
من حقى ، ولا هو حلو ليها ووحش ليا .

وهى صراحة كتير عليها حكيم ، اللى مش شايف غيرها ده .
اه يانى هموت منه ، بصى شوفى عينيه عمالة تدور عليها ازاى ؟
ده شكله بيموت فيها ، مش بيحبها بس كمان .

لما اروح افقع فيها خازوق على الناشف كده يمكن دى معجزة من عند ربنا ويبعد عنها .
وتبقا جت كده صدف وقدر .

خصوصا وانا لسه شايفة خالد داخل عندها زى كل يوم
بيحاول يغريها بكلماته المعسولة وحركاته إياها .
وهى تصده برده كالعادة ومع ذلك مش راضى ييئس منها البت
المسهوكة دى .

ثم وقعت عين حكيم على روان .
فهو يعرفها منذ فترة لأنه شاهدها مع حنين كثيرا من قبل ويعلم أنها صديقتها المقربة وحنين تحكى لها كل أسرارها بعفوية وتظن أنها تحبها ولا تعلم أنها اكيد لها العداء .

فأسرع إليها حكيم فاستقبلته روان بابتسامة حنونة قائلة ...اهلا يا باشمهندس ،ده ايه النور ده كله .
نورتنا والله .

عاش من شافك .

حكيم ...نورك يا روان .
الله يعزك يارب .
قوليلى صح !
هى فين حنين ؟ ليه مش واقفة معاكى ؟

روان بخبث .....لسه كانت معايا وبعدين نده عليها دكتور خالد .

راحت جريت عليه على طول ، أصلها بتعزه اوى ، ومش بتقدر
صراحة تتأخر عليه فى اى طلب هو عايزه .

فتلون وجه حكيم غضبا ،فكلمات حنين أشعلت الغيرة فى قلبه .
فقال بحدة منفعلا ...بتعزه ازاى يعنى ،قصدك ايه ؟
وهو هيطلب منها ايه يعنى ؟

روان بمكر...عادى يمكن بتعزه زى اخوها ، متفهمنيش غلط يا
باشمهندس ،وروق نفسك كده .
واكيد طلبات العادية بتعتنا بتاعة الشغل يعنى ، اومال طلبات
ايه يعنى ؟


روان محدثة نفسها....ياريت تفهمنى صح ، ويحصل اللى نفسى
فيه من زمان .
تتفرقوا وتاخد واحد هى على قدها مش باشمهندس قد الدنيا .
وحليوة كمان زى حكيم .


أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت
وتجده أقرب الناس اليك... فتلك هي الكارثة.

وهذا ما فعلته روان بحنين ، طعنتها بسكين بارد والمسمى .
صديقتها المقربة .

حدث حكيم نفسه قائلا ...معقول يكون ده السبب اللى خلاها.
تبعد عنى الفترة اللى فاتت ، معقول تكون خلاص مبقتش تحبنى وهتبعنى بالسهولة دى عشان خاطر واحد تانى .

حكيم بغيظ واضح على ملامحه ....طيب الاقيها فين دلوقتى ؟

روان بابتسامة تشفى ......اهى الغرفة اللى قدامك دى غرفة
العظام ، والدكتور خالد اختارها مخصوص للعظام ، عشان ايديها حنينة اوى اوى على المرضى.

فجرت الدماء فى عروقه حكيم قائلا بحدة...لا كده كتير اوى ، لما اشوف الست هانم دى بتعمل ايه بالظبط .

ثم ذهب إليها غاضبا ، فابتسمت روان بمكر قائلة...يكش تولع.
اكتر واكتر ويدخل يلاقى خالد مسيطر عليها ، فيقوم يكرهها
ويسبها وتتحرق هى بجاز .

وكان خالد فى تلك اللحظة مع حنين ، يحاول بكلماته المعسولة
أن يخطف قلبها ولكنها تقوم بصده كعادتها ، فهى عفيفة طاهرة .
لا تخدعها الكلمات المعسولة .

دكتور خالد بنظرات هائمة ....وبعدين معاكى يا حنون تعبتينى
اوى ، نفسى تحسى بيه مرة مش كده .

حنين بغضب...دكتور خالد ارجوك ، مينفعش الكلام ده لو سمحت .
انا قولت لك كذا مرة انى مرتبطة بابن خالتى وبحبه وحضرتك
مجرد رئيسى فى الشغل وبس .

خالد محاولا أقناعها ...وانا مليش فى قلبك اى شعور ؟

حرام عليكى ، ده انا مستعد اجبلك الدنيا دى كلها هدية .
بس ترضى عنى وتفتحيلى قلبك يا حنون .

ثم اقترب منها وهو ينظر إلى عينيها بشوق ...بحبك حب صادق صدقينى ونفسى تنسى ابن خالتك ده خالص .
ده لسه حتة عيل ، لكن أنا راجل ناضج وهعرف ازاى اخليكى
مبسوطة .

ابتعدت حنين عنه وقد دخل الخوف والقلق فى قلبها لاقترابه
منها بهذه الدرجة فقالت بصوت متلعثم....لا حضرتك كده انسان مش طبيعى ، ازاى تسمح لنفسك تقرب منى بالشكل ده ؟

فتقدم منها خالد مرة أخرى والرغبة تملىء عينيه قائلا بصوت
هامس ..قولتلك مش قادر بحبك اوى يا حنين .

حنين وقد ارتجف جسدها...لا انت إتجننت رسمى ، ابعد عنى
بقولك يا مجنون والا والله لاسوط وألم الناس عليك وتبقى
فضحيتك بجلاجل.

خالد ...طيب بصى لو مش عايزة كده نخليها بالحلال ، انا مستعد اجوزك دلوقتى .
ها قولتى إيه يا قمر انت ؟

حنين ...قولت لا برده لانى مبحبكش افهم بقا يا اخى .

انا بحب ابن خالتى وفى تلك اللحظة .

كان حكيم يستعد للدخول المفاجىء عليهم وتطرق لإذنه قولها
إنها تحبه فابتسم ولكن قلبه وقف عندما سمع صوت استغاثتها .

عندما هجم عليها خالد قائلا ......خلاص يستلمك بقا حبيبك ده
ابن خالتك استعمال ،منا مش سايبك النهاردة .

وهم أن ينزع عنها سترتها ،فاستغاثت حنين وصرخت .

ليتفاجىء خالد بمن يقتحم عليه الغرفة ويمسكه من تلابيب
قميصه ويدفعه نحو الحائط بقوة حتى أن الصدمة قد اوجعته .

فقال خالد بغضب ....انت إتجننت ،انت مين انت وازاى تدخل هنا من غير استئذان ؟

انا هنديلك الأمن حالا ..
فصرخت حنين خوفا من أن يفهم خالد شيئا خطأ......خالد ، انااا صدقنى .

حكيم بنظرة اطمئنان .. ...متقوليش حاجة يا حنين ، انا سمعت
كل حاجة بنفسى ، وعارف أن المتخلف ده كان عايز يعتدى
عليكِ.

والحمد لله انى جيت فى الوقت المناسب ، بس حسابى معاكى
بعدين برده .
عشان ازاى ترضى تشتغلى فى مستشفى دكتور مجنون كده .
وقدامى يلا يا ست هانم .

فلم تجد حنين مفر سوى الانصياع له والدموع فى عينيها محدثة نفسها...انا غلطانة من الأول انى سمعت كلام روان وجيت
اشتغلت عند المجنون ده .

رأتها روان تخرج مع حكيم بعد أن أنقذها من براثن خالد .
فاشتدت الغيرة فى قلبها أكثر قائلة ...مفيش فايدة برده فيكِ
،طلعتى كسبانة .

والحمش بتاعك انقذك ، وحتى خالد كان هيموت عليكى ومش
معبرنى من ساعة ماجيت عشانك .

بس ماشى ، اديكى انزحتى ومفضلش غيرى قدامه .

خصوصا أن الكل خلاص عرفه بتاع قلة ادب .
واكيد اى وحدة هتخاف تقرب منه بعد ما سمعته راحت
فى الارض كده .

لما اشوف هيعمل ايه ؟
ما هو لازم اكلبشه .

امال اطلع كده من المولد بلا حمص .

ثم مرت حنين امام روان فتظاهرت روان بالبكاء من أجلها .
واحتضنتها بحب قائلة...حبيبتى يا حنون ، الحمد لله أن ربنا
نجاكى منه ، انا مكنتش عارفة أنه سافل للدرجاتى .

حنين...الحمد لله ، انا كنت حاسة بكده من زمان ومكنتش عايزة اشتغل معاه بس اعمل ايه الحوجة وحشة .
وأنتِ قعدتى تزنى انى اشتغل معاه فوفقت وخلاص بس مكنتش اعرف ان الامر هيتطور كده اوى .

والحمد لله أن حكيم جه فى اللحظة المهمة ولحقنى .

ثم نظرت له بإمتنان قائلة ..ربى ميحرمنيش منك لآخر العمر
يا ابن خالتى .

فدق قلب حكيم وابتسم لها ابتسامة عذبة جعلت قلبها يحن له
من جديد بعد أن كانت حزينة من أجل موقفه السلبى معها
يوم أن ذهبت لتبارك له على النجاح .

روان محدثة نفسها...يا عينى على النظرات اللى تاخد العقل ،
مش عارفه بيموت فيها ليه كده ؟

إذ كان على الحلاوة انا احلى منها ، مفيهاش حاجه زيادة عنى ، ياريت يجى اليوم اللى اقدر اخده منها .
زى ما بتقدر تاخد هى كل حاجة .

حنين ببشاشة وجه لها ...معلش يا روان ، انا كده خلاص النهاردة بعد اللى حصل مش هقدر اكمل شغل تانى هنا.
وأنتِ ياريت برده تستقيلى عشان تتقى شره .

روان بغيظ ..طيب واعيش ازاى ؟

فرددت حنين ..يا ستى محدش بينام من غير عشا والرزق بتاع ربنا وهو سبحانه بيقول ..ومن يتقى الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب .
روان ...ربنا يسهل لما اشوف .
ثم قبلتها حنين واستودعتها الله وغادرت مع حكيم .
........
حنين بخجل..انا متشكرة اوى يا حكيم ، وهفضل شاكرة جميلك ده طول عمرى .
حكيم بمداعبة..أنتِ عبيطة يا بنتى ولا ايه ؟
ايه متشكرة وجميل والكلام الفارغ ده .
انا مستعد عشان خاطرك أضحى بنفسى ، عمرى كله
فداكى يا حنين .
حنين بخجل ..ان شاء الله يخليك ، تسلم .

فضحك حكيم قائلا بسخرية .بقولك عمرى كله فداكى
تقوليلى تسلم .
ده ايه الرومانسيه دى كلها يا بنتى؟
حنين بضحك ..بس بقا بكثف .

بس قولى انت ازاى جيتلى المستشفى ،مش معود يعنى
ولا اتصلت تقولى حاجة ؟
حكيم ...القدر والحمد لله انى جيت فى الوقت المناسب .
وليه متصلتش ؟
مهو عشان حضرتك ليكى فترة ، مش معبرانى وبتردى
من غير نفس كده .
فقولت مبدهاش يا واد يا حكيم .
لازم تروح لغاية عندها ونشوف ملها الحاجة دى.
فضحكت حنين ...حاجة مرة واحدة بس ياريت والله نفسى.
فابتسم حكيم قائلا ...ان شاء الله نروح سوا يا قلب حكيم .
فأخفضت رأسها خجلا قائلة بعتاب ..اللى يشوفك
وانت بتكلم دلوقتى مايشوفكش يوميها .

يوم مكنا عندك انا وماما وخالتى احرجتنا ومشتك عشان
متقعدش معانا ، وكأنها بتطردنا بالذوق .

فطأطأ حكيم رأسه خجلا قائلا...عارف والله وعندك حق بس
اعذرينى وحطى نفسك مكانى ،دى امى اللى ربتنى وضيعت
عمرها عشان خاطرى ،مش هقدر ازعلها .
ولازم اطبطب على خاطرها وارعيها

حنين بتفهم ...محدش ابدا يرضى انك تزعل مماتك ،ده حرام
كمان.
ومحدش يقبل بيه ، بس انا كان قصدى تحسسها انك متمسك بيه شوية يا حكيم .
مش ممكن تبعنى لمجرد انها مش عايزانى وكانى انا ولا حاجة
باللنسبالك .
فوقف حكيم أمامها ونظر لعينيها بحب قائلا ..وقدرتى تقوليها يا حنين !!
لا طبعا أنتِ كل حياتى ومش معنى انى مكلمتش انك
متهمنيش بس انا حاسس ان ده مش وقته اعمل معركة من
دلوقتى وانا لسه بتعلم ومشتغلتش .

انا بس مستنى ونفسى تصبرى معايا ، لغاية متخرج واشتغل
وساعتها هتشوفى انا هعمل ايه ؟
فابتسمت حنين واومئت رأسها قائلة ..أصيل يا ابن خالتى.

........
تهامس كل من بالمستشفى على دكتور خالد من ورائه ولم
يستطع أحد أن يتحدث أمامه خوفا من بطشه أو خسارة
لقمة عيشه.
لانه يملك تلك المستشفى ويستطيع أن يبدلهم بغيرهم جميعا .

اما روان فانتهزت ضعفه تلك الفترة وخجله من العاملين
بالمستشفى بعد أن كان لا يغادر مكتبه ولا يحتك بأحد حتى
لا يرى نظرة السخرية والشماتة فى أعينهم .
فذهبت إليه روان واقتحمت عليه مكتبه فجأة.

نظر لها خالد باندهاش قائلا ...ايه جاية بنفسك مش خايفة منى ولا جاية تشمتى فيه ؟
ولا عايزة ايه بالظبط منى فهمينى .

روان بخجل مصطنع ........؟

.....
يا ترى روان هتقوله ايه ؟
وايه هيحصل بينهم ؟
هنعرف فى الحلقات القادمة بإذن الله.
............
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي