الفصل الخمسون

مقلاص ....
جلست مها في غرفتها وعادت بذاكرتها لعده شهور وربما اعوام او ربما ايام لا تدري كم المده التي مرت عليها وهي جالسه في هذا المكان لكنها على يقين بان هناك اشياء قد حدثت لها جعلتها تتبدل كثيرا وما زال هناك الكثير والكثير من الامور المبهمه بالنسبه لها لا بد من انت تعلمها وتعرفها فيما بعد، ادركت حقا قيمه الوقت وما يعنيه لكنها لم تنتظروا كثيرا بعد كل من ياتون اليها ويزورونها في مكانها داخل الكهف ادركت امور كثيره لم تكن على علم بها في يوم ما وامور اخرى باتت على يقين ان البشر هم من يفتعلون تلك الامور وهم من يقومون بتزيين اشياء لا احد يعلم عنها شيئا هذا هو الواقع المرير الذي يحدث
ومن بين كل ما حضروا هناك ايضا من زار مها في مكانها كان حضوره طاغيا على نفسه نعم انهم مختلفون في الشكل فهذا هو الحقيقه لكنهم ايضا مختلفون في مهامهم التي يقومون بها من ان الى اخر لم تكن تدري مها ان هؤلاء من يجعلونها ترى الامور بصوره مختلفه ترى الامور بشكل غريب لم تعد تراه مثلما كانت تراه من قبل وتمنت لو ان التقت هؤلاء البشر واخبرتهم وقالت لهم ان هذا الدقيقه التي تفعلونه وهذه الدماء التي تقومون بقصر فيها وباكلكم السحب سواء من اخواتكم او من شركائكم وتلك الغيره ان نابعه من داخلكم هي من داخل انفسكم لا من الشيطان لقد ابرا الشيطان ذمته ومن افعالكم فهو لم يقوموا بضربكم على ايديهمكم ويطلب منكم فعله تلك الامور لكنه حاول معكم بقدر المستطاع حتى ما عنكم وما اسررتم به من افعال هو قام بالوقوف وان يشاهد تلك الافعال المشيمه الافعال المبغضه فهذا كل ما فكرت به ولكن هيهات هيهات متى ستعود الى ارض الواقع ومتى تتحدث مع هؤلاء البشر وتخبرهم عما حدث مع لا تعلم لكن يكفي انها قد علمت هي امور لم تكن بتتعلمها فوق عمرها ما كانت لتتعلم تلك الامور ولم تكن لتدركها في يوم ما لكنها ادركت الكثير الان وما زالت في طور التعلم وان تعلم الكثير والكثير جلست على فراشها وعادت براسها للخلف قبل ان تعود الى هذا المكان تذكرتهم عندما سمعت صوت ضحكه رنانه ثلجت داخل الكهف وسمعت ايضا صوت لبعض الاوراق وهي تتحرك في تلك اللحظه كانت مها جالسه على صخره امام الكهف في الخارج تطالع ارض الواقع وتنظر حولها ولم تكن لتتخيل لحظه ان هذا هو الان اصبح عالمها عالمها الاوحد يجب عليها ان تتعلم منه وتدرك الكثير من الامور وما كان لها ان تعود الى ارض الواقع الا بعد ان تكتفي من علامها وتعلم الكثير ولكن ظل السؤال الذي بات يؤجل عقلها من فرط التفكير وهو لماذا هي تلك الكلمه وهذا السؤال بات يوقظها في منامها ويلح عليها بتلك الاجابه لكنها الا الان ما وجدت الاجابه الشافيه التي تريح عقلها وقلبها الى الان ولكنها رغم انه في البدايه كانت ناقمه لم يكن ليرضيها شيئا لكن الان اصبحت راضيه تماما متيقنه بان هناك لكل شيء قدر ونصيب وان البشر الذين كانت الان بوجود من هم حولها فهي على يقين انهم لن ياذوها بشيء ولن يدمره داخلهم انهم سيجعلونها تتتالم ولكنها رات من البشر الكثيره والكثير ما جعلها ان العالم كله واحد ولكن مع مرور الوقت باتت على يقين تام ان الاذى يكمل فيها هؤلاء البشر ولولا هذا لما كان لوجود البشر اساسا من البدايه هذا ما تعلمته هذا اول درس بات داخل عقلها لم تنساه ابدا ولو للحظه ،واحده فاصبحت الان نهمة الى أن تتعلم
نظرت مع خلفها لتشاهد من هذا الذي حضر وما هي صوت تلك الاوراق وما النظرت حتى شاهدت شخص بشع كثيرا كانت تعلم في قرار نفسها انه شيطان مثله مثل غيره لكنها لم تتوقع انه بهذا السوء وبهذا القدر من البغض كان يتحرك باريحيه شديده وطوله لم يتعدى ال 100 سم كانت حركاته تشبه حركات البهلونات التي كانت تراهم مها قديما في التلفاز صاحب عيون تبدو عميقه جدا برغم من يراها يخاف منها في البدايه كانت تخاف من تلك الوجوه لكنها الان بات التالفها مهما تبدلت الاجساد او الاشكال فقد باتوا مالوفين بالنسبه لها اقترب منها اكثر واكثر حتى قام بسحب حجاره كبيره ووضعها بالقرب منها وجلس جانبها كانت تبدو علمها نظرات الدهشه ولكن ما ان جلس بجانبها بدا معرفا بنفسه وهو ينظر حوله :-اسمي مقلاص!
ضيقت مها ما بين حاجبيها ولم تتحدث فقد تعودت منذ عده زيارات ان تصمت وتستمع فقط وربما ان تطلب الامر في سؤال سالته وان لم يتطلب لم تسال فيما بعد ثم اكمل هذا مقلاص بعد ذلك،:-
ما لك يا مها مندهشه ليه اسمي مش عاجبك؟
لم تتمالك بها نفسها ولكنها ضحكت بصوت عال وقالت له:-
وهل هيفرق ان كان اسمك عاجبني ولا لا اكيد زيك زي اخواتك كل واحد فيكم عنده وظيفه ومحتاج انك تجيء توريها لي انا تعودت منكم على كده بس هو انا بس مستغربه من حضورك يمكن ما فيش حد غالي وكان حضوره زي حضورك كده رغم ان انا حاسه ان حضورك خفيف لان انا حساك ثقيل ثقيل في الروح يا ترى بقى انت ايه مشكلتك والله قضيتك ولا مهمتك؟
رد عليها مقلاه وهو يبتسم لها برغم ان تلك البسمه لم تظهر على وجهه كثيرا الا انها اظهرت اسنان سوداء ربما لم تكن اسنانا ولكنها مصفوفه كامله متشابكه بجانب بعضها لم تكن طويله او قصيره ولكنها بارزه للخارج برغم خوفها منه ومن ضحكته الا انها تمالكت نفسها وقال لها موضحا:-
اسمي مقلاص ويمكن اه انا عارف ان انت قابلت اخواتي بس لسه ما قبلتيش الباقي على ما اظن او على ما اعتق انا بقى يا ستي زي انت ما قلت عندي وظيفه بس انا وظيفتي مختلفه شويه يعني اي وظيفه فيها لهو عن ذكر الله انا موجود ابسط حاجه خالص اني مثلا..
ثم اخرج من ملابسه اوراق اندهشت مها انها صوت الاوراق التي شهدتها من قبل لكنه كان قد اخفاها في تلك اللحظه وعندما اخرج الاوراق من ملابسه كانت عباره عن اوراق الكوتشينه نعم انها تلك الاوراق التي نحن على علم بها التي نقوموا باللعب بها انها تلك الاوراق التي حقا تله عن ذكر الله وهنا في تلك اللحظه فطنه مها رسالته فحوى وظيفته ولكنه اكمل لها قائلا انا موجود في كل حته فيها غلط موجود في كل مكان موجود بالليل وموجود بالصبح مهمتي ان انا افضل موجود واول ما الاقيهم بداوا ان هم يلعوا انا باكون حاضر ووظيفتي ان انا بعد ما استمتع باللعب بتاعهم اشوفهم بعد كده وهم بيقطعوا في بعض ويا سلام لو كان في دم بيبقى احساس حلو قوي ان انا قدرت اقدم مهمتي بنجاح ودي مهمتي على فكره لان اللعب في حد ذاته بيخلي الانسان ينسى ذكر ربنا وعشان هو بينسى فانا وظيفتي ان انا هاكمل عليه ان هو ينسى انتفضت مها في تلك اللحظه لم تكن له تصدق ولكنه سالته بغضب :-
طب وانت هتستفاد ايه من الدم حتستفاد ايه لما يقطعوا في بعض؟
هنا رد عليها وقال لها ما انا قلت لك يا مها لان هم في الوقت ده بيبقوا ناسين ذكر ربنا خالص واي حاجه بالنسبه لهم هو مجرد له واحنا موجودين في اي مكان فيه له مش مجرد ان هم قاعدين كده بس واحنا دائما بالنسبه لنا كلنا احنا بنبعد اي عن اي مجلس في ذكر ربنا ما بنكونش موجودين ولو اتوجدنا بنتحرق ما نقدرش نعمل اكثر من كده ده اخرنا انما ساعه المجالس بتاعتهم دي ودي ما اكثر منهم اللي بتبقى موجوده ملانه لعب ومليانه قمار دائما لازم يبقى نهايتها غلط ولازم تبقى النهايه بتاعتهم نهايه حتميه نهايه مقرفه زي اللي بداوها بالضبط وانا وظيفتي ان انا اكون معاهم واخليهم يتلذذوا باللعب اكثر انما مش انا اللي باخليهم يقوموا على بعض او ان هم يضربوا بعض خالص لكن انا وجودي في احد ذاته بالنسبه لهم ان انا باتفرج على اللعب بتاعهم وبزيد من الاثاره بتاعتهم لكن هم اللي بداوا الاساس هم اللي برجليهم راحوا للمكان ده وبداوا يلعبوا فيه انا ما اخذتهمش من يديهم وقلت لهم يلا كل واحد فيهم مسؤول عن نفسه وكل واحد فيهم مسؤول عن غرساتي يبقى انا بقى اشيل غلطتهم ليه انا بانفذ مهمتي زي بالضبط كده زي اللي بيشتغل في المكان ده وبيقدم لهم يشربوا هو مش مسؤول عن حاجه شربوا ما شربوش هو مش مسؤول هو مسؤول ان هو يقدم الحاجه بتاعتهم بس مش مطلوب منه اكثر من كده هو قال لهم اشربه ما قال لهمش بس هم طلبوا واحنا بالنسبه لنا كده هم بالنسبه لهم طلب ودي حاجه ملكين احنا مش ملككم انتم حتى اللعب ده بتاعنا احنا مش بتاعكم انتم فعشان كده وجودنا في المكان ده امر باديهي وامر حتمي، واحنا ما بنتولدش في مكان احنا مش مرغبين فيه بالعكس احنا بيكون لنا رغبه وانتم البشر بيبقى عندكم مراقبه ان احنا نبقى موجودين لان احنا بنزود من رغبتكم ومن اثارتكم في المكان ، بس دي الفكره بالنسبه لكم انما انا زي ما قلت لك ما حدش فينا بيكون بياخذكم وبيقول لكم تعالوا في المكان ده لا انتم اللي بتروحوا انتم بتجيئوا في الاماكن اللي احنا موجودين فيها اي مكان مبني على غلط بيبقى معروف ان هو غلط، احنا بنبقى موجودين مش مجرد ان احنا بنكون شيء عابر كده بس لا خالص احنا بنبقى موجودين في كل لحظه وفي كل مكان!!!
لم تكن لتصدق بها كل ما تسمعه في هذه النقطه نعم فهي تعلم ان هناك تلك الامور الخطا لكنها لم تعلم ان تلك الامور الخاطئه او المبنيه على خطا من البدايه هي تكون ملكا لهؤلاء الشياطين ليست ملكا للبشر فهم على علم حقا بما هو الصائب والغير صائب لذا وجبه على البشر ان يدركه تلك النقطه التي فيها الصواب والخطا فليس هناك محل للخطا وليس هناك اي مجال لتلك الامور تبا ان هذا خطا اخر لهؤلاء البشر يقترفونه في حق انفسهم هم من يقومون بتلك الاخطاء ولا احد غيرهم ليتهم يعلمون ان تلك الاماكن ليست ملك لهم ولكنها ملكا لاصحابها وان هناك النهي الكامل عن امور محرمه فقد ادركنا الان ان تلك الاماكن وتلك الامور المحرمه هي ليست الا ملكن لهؤلاء الشياطين وليست ملكا للبشر فهم حقا يستاهلون هذا المصير المحكوم عليه في النهايه بالدم.
هنا سالها مقلاص:-
سرحانه في ايه يا مها رحت فين عقلك راح فين رغم ان انا واثق ان عقلك موجود معي هنا لكنك بتفكري في حاجات ما جاش في بالك ان هي ممكن تحصل او حاجات ما جاءش في بالك ان احنا ممكن تبقى الحاجات دي ملكنا وانتم البشر بتستغلوها استغلال غلط!
ابتسمت له مها غراما عنها فهذا هو شعورها حقا ثم اشحت بوجهها عنه ونظرت الى هذا الفراغ الفسيح نقطه اخرى تمت اضافتها من قبل الشياطين لها لماذا كل هذا لماذا يفعل هؤلاء البشر كل تلك الامور لماذا يتهاونون في حق انفسهم وفي حق الله هل حقا هم غير مدركين لتلك الامور ولكن مثل ما قال مقلاص ان تلك الامور مبينه وواضحه لنا على مراه العين ولا تحتاج منا الى تفسير بل واجب علينا الابتعاد عنها وتجنبها بقدر الامكان قبل ان نقع في الخطا بحجم كبير حقا ما هي تلك الاستفاده من تلك الامور ومن الدماء التي يتم سكبوها على الارض ما هذا المصير خطا مع مصير خطا اي جهنم هذه التي تنتظرهم حقا كل هذا جعل عقلها يسبح في نقطه اخرى في عقلها اي معنى هذا ان تلك الاماكن المشربه بالاخطاء الناتجه عن صنع البشر رغم انها في الظاهره ملك البشر لكنها في الباطن ليست ملكا للبشر بل ملكا للشياطين هم الذين يملكون حق ادارتها بقدر المستطاع فماذا لو علم اصحاب تلك الاماكن من البشر لو علموا انهم لا يملكون صك ملكيه تلك الاماكن الا على ارض الواقع فقط اما في الاساس صك الملكية ، ملك اللي هؤلاء الشياطين ليتهم يدركون تلك الامور ليتهم يعلمون ويفهمون قبل فوات الاوان حينها سيرتاح القلب والجسد في ان واحد سترتاح النفس وتهفو الى كل نعيم محلل وليس كل حراما مشرب يشربونه داخل بطونهم هم متواجدون في كل مكان هم حولنا داخلنا يعلمون ما نفكر فيه وكاننا عطيناهم الحق في ان يديروا حياتنا كما يريدون نعم فنحن قد من قمنا بعمل توكيل لاداره حياتنا ما دام هذا الطريق ملبد بالخطا وملبد بالاثام فما الذي يمنع فهذا هو تكمله الطريق الذي يقومون ويمشون فيه فما الذي سيحدث لهؤلاء البشر بعد ذلك اه والف اه خرجت تلك الكلمه من فمها وكانها نيران نيران تم اشعالها داخل قلبها تريد ان تنفث دخانها على الارض ، ليتها الان تعود فهذا ما قالته لنفسها عندما تمنت ان تعود مره اخرى الى ارض الواقع تمنت ان تعود الى هؤلاء البشر وتصرخ فيهم واحدا تلو الاخر وتخبرهم عن هذا الذي مرت به سواء كان رجلا او امراه شاب او كهلا ليتهم يدركون الخطا الفاتح الذي اوقعه انفسهم فيه قبل ان يفوت الاوان وقبل ان يمر عليهم او تمر عليهم الحياه دون ان يفهموا كل هذا بل وليكونوا مدركين ان ما يفعلونه هو خطا فادح خطا قارس لابد ان يعتزلوا وان يعتذروه في اقرب وقت لان العمر ليس مضمونا لهم ولكن هيهات هيهات ان البشر كثيرين فلمن ستقول كل هذا وكانها تنفخ في اربه مخرومه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي