الفصل العشرون

اشرق الصباح وانتشر خيوط الشمس فوجدتها لم تنم الي الان
وجدتها مستيقظه يحارب تفكيرها النوم باسلحته
اسلحته الخجوله والصارمه اسلحته الغبيه احيانا والقويه في احيان اخر ثم تنهدت وهي تطالع صور زوجها في عرسه علي واحده اخري او طليقها في عرسه مع فتاه اخري
ثم حدثت قلبها للمره المليون
هل مازلتي تحبي يوسف بعد كل ذلك ؟
وجدت رأسها تنفي سريعا
ثم اكملت سؤالها
هل مازلتي تغيري علي يوسف؟
وجدت راسها تنفي مره اخري بسرعه

والان السؤال الاهم
هل تحبي الطبيب خالد يا سما؟
هنا تشتت عقلها مره اخري وتوقف قلبها عن دقه المنتظم لتجد نفسها تصرخ وهي تضع راسها أسفل المخذه

مر دقلئق زوجدت الباب يجق ثم ينفتح
مما جعلها تفكر هل هو اتي؟
كادت ان تبكي من خجلها كونها غير مرتديه حجابها
ولكنها سمعت صوت الممرضه تقول
= منال عايزاكي يا سما

قفزت من سريرها وهي تردف لها بتاكيد
= منال؟

وجدت الاخري تومئ سريعا
منال صديقتها في غيبوبه منذ اكثر من اسبوعين
حيث ان عمليه استئصال الورم لديها فشلت

لذا ارتدت حجابها سريعا تجري لغرفتها
وجدتها مازالت تحت اله النفس والمحاليل متصله بها ولكنها علي الاقل مفتحه عيناها الباكيه

اقتربت منها سما وهي تهمس بخفوت
= منال

توجهت منال بنظرها لها ثم رسمت ابتسامه ما مهتزه علي شفتاها لذا ملست سما علي يداها
= متخافيش اكيد في حل

امائت لها برأسها ولكن قلبها  كان ينزف دما
ف العمليه كانت اخر فرصه لها واخر سبيل ولكن تلك الفرصه حتي ضاعت فهمت سما ذلك الكلام من عيونها التي تكاد
تنطق كن الالم لنجلس بجانبها مواسيه

دخل الطبيب عليهم اعطي لسما ابتسامه لم تفهمها
بينما انغرس في عمله بجديه فلم تجد امامها بعد نوم منال المتعب الا الانسحاب لغرفتها خصوصا انه لا يناظرها حتي

بعد الكثير من الوقت
ضلت جالسه تتفقد هاتفها امامها التلفاز العريض
تتثائب بملل وهي تنتظر وجوده المبهم وهي تتذكر الصحون الغير مغسوله والغرف المبعثره الذي سيفعلها هو
فهي " حسناء" ولن تفعل كل ذلك يعني او ليست مجبره علي الفعل والتعب لاجله

انفتح باب الشقه ودخل هو حاملا ابتسانه ما علي جبينه
قبل ان يميل عايها مقبلا خذها متسائلا لما لا تجري لاحضنه ما ان يدخل من الباب كما كانت تفعل
وما ان كان سيذكر اسمها حتي ضرب نفسه متسائلا الم يعهد علي نفسه عدم المقارنه

تلك شخصيه وتلك شخصيه وعليه التقبل والتعود
هذا ما ردده قبل ان يسمعها تردف
= حبيبي وانت بتغير هدومك رتب القوضه بالمره زاطلب اينا اكل

اماء لها امائه صغيره وهو يشعر بتغير كلامح وجهه للغضب ذاهبا لغرفته الذي سيرتبها هو

هو يعمل ويشقي ويؤدي دوره خارج المنزل الا يمكن ان تؤدي دورها هي في، الداخل تنهد وهو يشد الملائه ويرتبخا ويرتب ملابسه ايضا

_من فرط التعب قد نرتمي في احضان من لا نثق بقدرتهم
علي الوقوف وبدلا من ان نسقط تجدنا نحافظ علي توازننا
من جديد
فمن عرف قدر الجزاء صبر على طول العناء ولا عبر أحد الى مقر الراحه إلا على جسر التعب فمصالح الدنيا والأخرة منوطه بالتعب تكون الراحة ومن طلب الراحة بالراحة حرم الراحة فيا طول راحة المتعبين. طبيعي أن يتعب الإنسان من العمل وطبيعي ان يحاول الراحة.. وليس كل إنسان قادراً على ان يجد احسن الطرق لراحته.. فهناك إناس يكدسون التعب.. ويصبحون بذلك عاجزين عن الخروج من مطب الشعور المستمر بالإرهاق.. سواء نام أو لم ينم... فهناك بعض الناس ينهض من نومه ويشكو من قلة النوم، مع انه نام ساعات طويله.. وهناك أيضا إنسان ينام ساعات قليله.. وينهض في غاية الصحة والعافية.. فالقليل من الراحه يكفه تماماً
وبعد تلك الراحه  يكون الانسان في غاية النشاط وكأنه نام يوماً كاملاً

هكذا كتب خالد في ضفتره فقد كان من عاشقين ان يكتب تفكيره ثم قلب الصفحه وهو يتذكر تقلب وجهها اليوم
ونومها الا يجد له سبب ليكتب مره اخري

" تغيب الشمس والناس تنام، يغيب القمر ويزيد الظلام لكن تغيب أنت هذا حرام أمات الحب عشاقاً وحبك أنت أحياني ولو خيرت في وطن لقلت هواك أوطاني أنت مثل السحاب يشيل الخير على متنه وأنت مثل المطر كل المخاليق يحبونك الشوق يسوق الخطوة والروح تعزك تصطفيك وأنفاسي تهتف تقول اشتقت إليك "


ثم تنهد بتعب هو الاخر
الجمبع متعب من نفكير قد يدمرهم والبعض يائس من مستقبل الله اعلم به هناك من بعد وتخلي وهناك من اقترب وأشعل شمعته وهناك من ضحي بنفسه
وكل النواتج واحده فقط عقل مفكر وغير راض عما يحدث

كانت" سما " تحادث امها تطمأنها انها بخير ومجيئها ليس له داعي ثم اغلقت معها بصعوبه متنهده وهي ترد علي ام خالد
تطمأنها عليها ايضا وتقنعها ان تبقي بجانب تاره

فرغم ان تارا بخير الا ان احيانا ياتي لها بعض الاعراض مش حراره مرتفعه وهذيان لذا يجب ان يجلس بجانبها احد

اغلقت معها هي الاخري وهي تتسطح بتعب نفسي
وما كاجت ستغفل حتي دخلت عليها ممرضه اخري
تتسائل اين فتحيه هل كل ذلك في اجازه!
ولكنخا استمعت تلك المرأة تقول
= دكتور خالد قاال اوجهك لقسم الإشاعات

امائت لها ثم اردت عبائه فضفاضه فوق ملابسها رابطه شعرها تمشي معها بهدوء غير راغبه ففعل الكثير من الأحاديث

خضعت لتلك الاشعه علي صدرها ثم اعادت لبس ملابسها
وهي تتوجه له ستواجه وتقابله


لذا ببعض من الخطوات المبعثره صارت تجري لمكتبه التي دخلته دون استاذان وهي تقول له سريعا متجاهله نظرته المفزوعه من افتحام مكتبه
= يعني اي يعني! اي بحبك دي هو احنا مش صحاب هاا
اديني عايزه احكيلك.. احكيلك عن اللي قالي بحبك وتقولي رايك اقولك اني مشتته ومش عارفه اخد قرار عايزه احكي كده للدكتور خالد اللي بيسمعني اما انت انا هشتكيلك منك ازاي


نهت اخر كلامها متنهده بقوه او ييأس بينما هو اردف لها
= ايوه احكيلي عني احتاجيني وهحتجلك هكون عيلتك يا سما وهتكوني عيلتي وحبيبتي وبنتي واختي
ليه هتمنعي نفسك من الاحساس ده لاجل ماضي وفته هو حتي اتخطاكي واتجوز وانتي انتي خلاص هتطلعي من المستشفي هتبقي كويسه ساعتخا اختريني يا سما اختريني


شتتها اكثر بكلامه لتجدنفسها تتهرب من امامه لغرفتتها مره اخري وكالعاده غطست في تفكيرها وحدها
تفكر هل ستكون امه اما واخته اختها وهو اباها
كما حلمت دائما بعائله مثل تلك
ام ستعيد غلطها في الاختيار
ولكن هي تعلم خالد جيدا كيف سيكون هو خطأ
ولمنها نهرت نفسها صارخه لقد كتتي تعرفي يوسف ايضا

هل توافق ولو حصل شئ سئ ترمي الامر علي النصيب
ام كل شئ سئ يتىك علامه واثر داخلها زهي لا ينقها علمات فهي مشوهه اصلا

وتعود ايضا للتمزيق الداخلي وتعود ايضا للتفكر الزائذ

ااه لقد تعبت ملت تريد الصراخ تشعر انها في حفره عميقه
وكلما تحاول تسلفها والخروج منها نغر فيها اكثر
فما هي بفاعله


وجدت نفسها تفتح عيناها واضح انها نامت اثر ذلك التفكير العميق المؤلم تتنهد وهي تمسك هاتفها لتري الساعه
انها الثانيه عشر بعد الليل افضل معاد لتقلب هرموناتها والبكاء بل الصراخ ايضا بصرخات مكتومه في مخذتها ولن يسمعها احد

أمسكت بهاتفها تتصفحه قبل ان تقرر ان تدخل علي المحادثه الذي ببنهم فوجدته مستيقظ بل باعث لها رساله ايضا كاتبا فيها
= احنا محتاجين نتكلم يا سما

كانت الرساله تلك مبعوثه منذ ساعتين واضح انه هو ايضا ممذ حينها يفكر لذا وجدت نفسها ترد عليه

_ انا مش لاقيه كلام اقوله غير اني مش عايزه اظلمك معايا

بعثت تلك الجمله له ودموعها تقطر علي خذها بخوغ وتوتر وخجل وقلق فقط مشاعر مضطربه كعادتها دائما
رآها هو وضلت هل تفكر فيما سيبعث قبل ان تفكر هل هي
بتلك الحاله لانها لم تتعامل مع إناس كثيرة منذ صغرها للان فقد كانوا عده اشخاص معدودين علي الاصابع

اباها وجدتها ثم رجلوا من حياتها فوجدت يوسف ومنال
فهل هي مستعده ان تودعهم ايضا

نفت سريعا هي تريد يوسف كصديق لها وهو يريدها كزوجه معادله صعبه الحل وهي من صغرها تكره الحسابات والمعادلات
فاقت من تفكيرها المبهم كالعاده علي صوت وصول رساله طويله مليئه بالاحاديث فقد بعث لها قائلا

" سما انا بس عايز اعرف اي الضرر اللي ممكن يعود عليكي لو عطتيني فرصه اي الشئ المؤذي اللي مممن اتسبب فيه
سنا انا من ساعه ما شوفتك اول مره وانا مهووس فيكي
انا مكنتش متاكد امبارح وانا بقولك اني لحبك بس انهارده انا متاكد مليون في الميه انك الست اللي انا عايزها الست اللي بحلم بيها وعايز اشاركها حياتي في اسرار كتير عني انا مش عايز اقولها لصديقتي انا عايز اقولها لمراتي في اشياء كتيره انا مفتقدها في علاقتنا انا جنبك ديما يا سما وهفضل مستنس قرارك ودلوقتي ابتسمي ونفضي التفكير من عقلك وفضيه واللي ربنا عايزه هيكون وانا هفضل مستني ديما هفصل مستنيكي يا سما ومستني قرارك "

كانت رساله طويله قراتها سريعا ولكنها اعادت قرائتها لمرات العديده مرات ومرات حتي حفظتها وفهمتها هي تستشعر الطمأنينه معه وتتذكر ذلك اليوم الذي اخبرتها فتحيه انها تغير عليه ولكن هل هذا حقيقي

ناطرت نفيها في المرآه محدثه نفسها
ؤدي يا سما هل هذا حقيقي اتغيرين عليه اتحبيه
اوقعتي في عشق طبيبك ووقع طبيبك في غرامك او اتهوس بكي كما يقول هل فعلتي ذلك سما


بعثت له رساله بعد مده تقول فيها
= انا هفكر وهقولك قراري يا دكتور بس مهما حصل اوعدني نفضل صحاب

قرا جملتها التي كانت لطيفه بريئه بالنسبه له مقهقه علي سذاجتها فوجد نفسه يبعث لها = اكيد طبعا انا بوعدك

ابتسمت هي الاخري وهي تغلق معه ببعض الاحاجيث ثم نامت ولا تعلم لما تحول كل القلق والتشتت والخوف لسعاده وفرح وسرور

هل كل ذلك النبض من فعله هو قلبها حقا يتراقص الان كما كانت تقرا في الروايات هل حقا تتطاير الفراشات في معدتها
هل وجدت بطل حكاياتها هل كان يوسف الشخصيه الشريرة
بعدما ظنته حياتها كلها

هل القجر بذلك العجل الذي يجعلها سعبده الان بعد ليال وشهور قاسيه


اغمضت عيناها بحماس لغدا ستري عيونه بلا خجل بل وستعرف نتيجه اشعتها الذب هو متوقعا فيها الخير كله
وهي ايضا متطمأنه لكلامه تنفست عده مرات هل المرض خرج منها ايضا ليس فقط الحزن هل ايام السعاده اتت

ضلت تتسائل تتسائل الكثير من التساؤلات الكثيره
الذي كانت تبدا كلها باستفهام " هل"
فكيف ستجد اجابتها ومتي هل غدا ام بعده ام في اليوم الذي ليه ايضا ستنتظر واكيد فرجه قريب فهي تثق بالله اولا
وبه ثانيه وبقلبها المتراقص ثالثا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي