الفصل الثالث و الخمسون
جلس سفروت مع مها يحكي لها الكثير والكثير من القصص لكن هذه المره اقترب منها وقال لها بهدوء فاكره يا مها القصه اللي حصلت لك زمان لواحده صاحبتك ارجعي لوراء كده وانت هتعرفي ايه القصه اللي حصلت زمان وقتها هتفتكر عادت مها بذاكرتها للخلف وهي تتذكر الكثير وكان هذا التخبط داخل راسها عندما شعرك بهذا الوميض الذي بدا ينير داخل راسها وهنا تذكرت كل ما حدث لها في الماضي بدايه من تلك القريه الى تلك القصه التي حدثت لصديقتها منذ زمن ماضي
عندما هز سفروت راسه لها وقال لها بهدوء انا عاوزك تحكيها كلها ليا من البداية ....
تذكرت قصة صاحبتها منذ ايام الطفوله صداقه اكتر من 13 سنه عند تلك اللحظة قالت :-
خلصنا دراسه مع بعض وكل واحد شق طريقه في الحياه زينة اشتغلت في حاجات كتيره جدا ، وكل ما كنت اقولها يابنتي ارسي علي شغلانه بقا ، العمر هيضيع وانت عمالة تروحي من شغلانه لشغلانه كانت ردها ديما ، انها مش لاقي نفسها ف الشغل ده ، كانت بيحلم ديما انها تكون صاحبة مشروع ، بتحلم زي ما كلنا بنحلم بالشقه والعربيه الآخر موديل ، واهي كلها احلامانا وزينة صحاب جدا بس الشغل وكده بيخلينا نشوف بعض كل فتره طويلة ، اخر شغلانه انا فاكرة كويس انها كانت محاسبة في معرض عربيات كبير في القاهره ، بس كانت بتتعب من المواصلات رايح و جاي كل يوم ، لانها من المنوفيه وف آخر مكالمه بينا : قالتلي انها معاه واحد في الشغل شافلها شقه كويسه وقريبه من شغلها .
بعدها بيوم كلمتها وعرفت انها فعلا أخد الشقه ، وانها مستريحة والدنيا تمام وعدي 4 ايام منتكلمش ، لحد ما حصل اللي حصل ، جاتني مكالمه من رقم غريب :
عادت بذاكرتها لتلك اللحظة
أيوه استاذة مها المذيعة معايا
ايوه مها مين حضرتك؟
مع حضرتك دكتور ايمن صدقي اخصائي الامراض النفسيه والعصبيه مستشفي ابن سينا
انا مكنتش مقة او حاسة بحالة البلاهة وكنت برد عليه بكلمه واحده ايوه
احنا عاوزين حضرتك في المستشفي بخصوص انسة زينة كمال ، عرفت بعدها انها محجوز هناك وأخدت العنوان وفعلا روحت ، قابلت الدكتور ايمن وقالي كلام كله كدب لان زينة متعملش كده ، قال ان زينة ولعت في البيت اللي أجر الشقه فيه وقتلت واحد .
تعرف ياسفروت انا كنت غي عالم تاني خالص مش مصدقة وكأني كنت في حلم وقولت للدكتور
مستحيل زينة تعمل كده يا دكتور دخلت لزينة
تنهدت مها بحزن وهي تتذكر وجه صديقتها الوحيده المقربه وهي نائمه على فراشها وداخل جسدها الكثير من الجروح والقروح وهنا بدات في قص ما شاهدته لسفروت
كانت نايمة ووشها فيه جروح كتيره وأسفل ذقنها فيه كدمة كبيرة ، نايمة كأنها في غيبوبه طويلة ، واللي زاد من حزني انها متكتفة وواقف علي الباب عندها عسكري فضلت جمبها ، انا وظابط اكتر من 6 ساعات انها تفوق عشان يحققو معاها وللاسف مفاقتش ، الظابط مشي وقال انه هييجلها بكره ، وانه هيضاعف الحراسه عليه لانها خطر جدا ...
زينة بقت خطر معقولة دي دي كانت نسمة !
فضلت قاعدة جمبها لحد ما فاقت إتنهدت كأنها في دنيا تانية براحة وقولتلها : حمدالله ع سلامتك يا حبيبتي
وقتها سألتني بذهول
انا فين ؟
قولتلها متخافيش انتي كويسة ، احنا في
مكنتش قادرة اقولها بس قولتلها اننا في المستشفي ، بصت على ايدها المتكلبشه بالحديد ، في السرير وبصت في عنيا بحزن وقالتي وكأنها بتنفي عنها وبتقولي برجاء انا مكنتش محناجة تقولي حقيقي :
اقسم بالله انا ما عملت حاجه .
قولتلها انا مصدقاكي ومتيقنة جدا بس
احكيلي ايه اللي حصل معاكي ، سكتت شويه وكانها كانت بتعيد الشريط وبتفكر تحكيلي ولا متحكيش وفي النهاية قالتلي بحزن وأسف : هحكيلك يا مها انا الشقه اللي انا أجرتها لقيتها مسكونه
انا كنت مش مصدقه الكلمه اللي هي قالتها انا مسكونه مسكونه مسكونه ازاي،
ووقتها كنت بدور على شقة تانية وسألت عم حسين الساعي اللي معانا في المعرض اللي جبهالي ، ان كان يعرف شقق مفروشه للايجار ، وتكون كمان قريبه من الشغل .
بعدها بيومين كان عم حسين جابلي الشقه وانا كلمتك يومها وعرفتك اننا رايحين نتفرج عليها عم حسين اتصل علي صاحب البيت دا وعرفه انه جايب واحد يتفرج علي الشقه وبالفعل روحنا الشقه كانت بسيطة وحلوة .
اتفقنا ع الايجار وكده وبعدها سلمت علي عم حسين وشكرته ، ونزلت انا وعم حسين روحت اشتري عشا بقا عشان اخيرا هرتاح من البهدلة ، وعم حسين نزل علي شقته ، لما عرفت انه ساكن ف الدور التاني ، البيت دا عباره عن 4 ادوار والدور فيه شقتين والشقه اللي انا ساكن فيها في الدور الرابع وقدام منها شقه ، وعليها قفل كبير جدا وقديم جدا ، لما نزلنا على السلم عرفت ان كل الشقق في العماره مسكونه ما عدا شقه واحده الشقه اللي قدام شقتي ، ومبتتأجرش لحد هي كده من يوم ما دخلوا البيت وسكنوا ومحدش عارف هي بتاعة مين .
ووقتها صاحبتي كملت القصة وبتقول ان اللي حصل معاها ، لما سئلت ساعى الشركة عن الشقة المقفولة :فلما سألته عن السبب قالها دي قصه طويله اوي يا انسة زينة ، هحكيلك متقلقيش ،
بتقول لي وقتها ان الفضول كان واخذها جدا ان هي تعرف الشقه دي بتاعه مين وخاصه ان لفت نظرها منظر القفل اللي على الباب القفل كان شكله غريب يعني الناس دي اكيد من زمان هي العماره ما كانتش جديده هي العماره كانت قديمه بس برضو منظر القفل اللي على الباب كان ملفت وقتها هو دخل شقته وهي راحت علي مطعم تتعشي كانت ميتة من الجوع ، اتعشت تمام وشربت الشاي
بتقول وقتها لما رجعت لقت عم حسين واقف تحت وهو بنعته بينام بدري عشان بيروح المعرض بدري فبتقول لي انا قلت له يلا يا عم يلا بقا يا عم حسين عشان تطلع وتنام ، بتحكي وبتقول اول ما طلعت علي السلم سمعت صوت طفل صغير بيعيط .
وقتها عم حسين دخل بيته وانا طلعت كنت بابص هو يا ترى سامع الصوت ده انا ما انا سمعاه
بس قلت يمكن الصوت ده طالع من اي شقه بس الفكره كلها ان انا لما وصلت الدور بتاعي لقيت ان
الصوت ده طالع من الشقه اللي المقفوله بالقفل وقفت في ذهول وكنت متنحه بتقول ده كان صوت طفل بيعيط بحرقه ، وكان حد بيضربه او بيخنقه
وقتها بتقول انا دخلت الشقه ، وقفلتها وقعدت على السرير مرعوبة فيه حاجة غلط ، فضلت قاعدة لحد ما نمت من غير حتي ما افكر ايه دا ولا ليه صوت الطفل ده او ايه مصدره ، صحيت الصبح صليت ونزلت فطرت علي عربية فول جمب البيت وبعدين ، روحت الشغل ، عم حسين داخل بالقهوه عليا وهو بيضحك:
صباح الفل يا استاذة زينة يارب تكون مبسوط من الشقه ، قولتله صباح الفل يا عم حسين ، اه الشقه تمام بس حصل حاجه غريبه وانا طالعة علي السلم امبارح بعد ماسيبتك
سألها حاجة ايه يا أستاذة زينة خير قالتله :
سمعت حاجه كده ، قالي سمعت ايه يا استاذة زينة قلقتيني ؟
قولتله على اللي حصل قالي لا عادي ممكن يكون حد من ولاد الجيران ، اللي تحت لسه عندهم بيبي جديد عقبالك يابنتي الحقيقه ، استغربت من طريقة كلامه وكانه بيخبي حاجه ، او خايف يقولي حاجه.
خلصت شغلي واتعشيت بره لحد ما روحت، البيت ده غريب فعلا ريحته كانها ريحة دم قديمه عارف ريحة الدم القديمه ، عامله ازاي
بس تخيلت انهم مثلا ممكن يدبحوا في البيت دا او من وقت قريب يعني ريحة الدم القديم دا ، ومع ذلك فضلت ادندن في اغنيه ، وانا طالعة على السلم ، وقفت قدام الشقه ودخلت المفتاح ف الكالون ووقفت ، وكان حاجه وقفتني ، يا تري هسمع صوت طفل ، زي امبارح ولا ايه .
بتقولي فضلت وقت كده وبعدين بتقولي انها
شالت المفتاح تاني وقربت من باب الشقه المقفوله دي ، اني اسمع اي صوت زي امبارح ، مسمعتش حاجه وقالت في سرها ايه عم حسين كان عنده حق ولا ايه ، الاضاءه في البيت تكاد تكون معدومه هي لمبه واحده ف مدخل البيت يعني تشوف كف ايدك بالعافيه ، ودي حاجه مبحبهاش الحقيقه ، برجع خطوه لورا عشان ادخل شقتي لقيتني دوست علي حاجة ولما بصيت تحت رجلي لقيتها قطه ، بس
قطه سوده شكلها مرعب ، و صوت موائها حتي كانها كانها مش لاقية وصف ، استعذت بالله وخلاص ، هفتح شقتي القطه هجمت عليا اتخبطت في باب الشقه الملعونه ، دي والباب اتفتح ولقيت نفسي جوه ازاي ده كان فيه قفل بره ، انا كنت حاسة اني في حلم غريل انا دخلت ازاي معرفش ، جيت اطلع بره الباب لقيته اتقفل وفضلت انادي يا عم حسين ، ياللي برا خرجت موبايلي انور الكشاف ، لقيت مفتاح نور ولعته ، لقيت الشقه العنكبوت ماليها وفي فران ماشيه بتحك في الحيطان وكأنها مش قادره تتحرك وشكلهم غرقان ميه .
الحيطه اللي الفيران جمبها فيه حاجه بتترسم عليها ، حاجه زي الضل واقف انا هموت من الرعب ، لحد ما الرسمه كملت صورة واحده نص ملامح وشها باين وشكله جميل اوي بتقولي انا فكرة ملامحها ، سمعت صرخه بصيت ورايا حاجه زقتني ووقعتني على الارض ، فضلت اصرخ بأعلي صوت وفيه صوت ضحك في ودني صوت ضحك مرعب ، مبقتش قادرة اتحرك والرسمه اللي في الحيطه دي جايه عليا .
طلعت من الحيطه وجيالي صوت ست عجوز بيقول ، اقتليه يا بنتي خلصي عليهم ، فضلت اصرخ لحد ما قمت ومسكت باب الشقه فضلت اشد فيه لحد ما فتح ، ولقيت طفل صغير قدام الشقه بيعيط عياط مرعب .
قولتله اوعي هو انا ناقص مصايب وقفت قدام الباب في صدمه فين شقتي ، وفين السلم ملقتش اي حاجه ف البيت غير الشقه وكان مثلا هي الشقه دي الوحيده في البيت ومش شايف اي حاجه طلعت الموبايل ملقتوش الشنطة اللي كنت لابساها مش لاقياها ، ايه ده هو جوه ولا ايه ، لا مش هدخل الشقه دي ، وفجأه الطفل الصغير ده شدني من رجلي ودخلني جوه كانت مستغربة ان طفل زي دا كده بتقولي وبقيت اصرخ مش مصدقة
ابعد عني انتوا عاوزين مني ايه انا معملتش حاجه ، والطفل ده عمال يسحبني ويعيط ، فضل يسحبني لحد ما دخلني اوضه ف الشقه وخرج ، انا حرفيا فاضلي لحظات وقلبي هيقف ، الاوضه اللي انا دخلتها دي زي اوضة مكتب وفيه صوره لبنت حلوه و ، ست كبيره وطفل صغير ، بدقق ف الصوره لقيت ان البنت دي هي نفس الوش اللي كان مرسوم علي الحيطه بره .
وصوره تانيه لوحدها لراجل وحسيت اني شوفته قبل كده ايه ده دا صاحب البيت اللي اشتريت منه الشقة ، دي مراته وولاده وقفت قدام المكتب لقيت اجنده ، وكان فيه نور بسيط في الشقة قريت اللي فيها وكان مكتوب اليوم أكملت أمي نصف قرن من العذاب ، نصف قرن من التعب والتحمل ما لا يمكن تحمله اعلم اني قد آذيتك كثيرا وها قد قررت بأن اخلصك من عذابي ، ببص في الدرج لقيت روشتات وعلاج وحاجات كتيره جدا والروشتات كلها لدكاترة أمراض نفسيه، فضلت افتش في الدرج ونسيت كل اللي حصلي بره، لحد ما لقيت واحد بيضحك قدامي .
ايه ده انت ميييين شكله غريب اووي شعره طويل واسود وسنانه كمان وحشه اوي ، وعمال يبصلي ويضحك ، مش عارفة اعمل ايه وعمال اصرخ واقوله :
انت مييين عاوز مني ايه لقيته بيقول :
انا اللي هخليك تبطل تسأل في اللي ، ملكش فيه مسكني من رقبتي وخنقني ، كنت بموت اعدت اصرخ ابعد عني هموت وعمال يخنق فيا وانا خلاص بموت ، وبعدين محستش بحاجه بعدها لقيت عم حسين وفيه دكتور واقف جمبه عم حسين؟
الف سلامه عليكي يا أستاذة زينة بركه انك قومتي بالسلامه
بتقول انا بصتله وسالته :-
ايه اللي حصل يا عم حسين ؟
شكلك وقعت من علي السلم يا أستاذة زينة بس الحمد لله جت سليمه وانك بخير
مشي الدكتور وبعدها مشي عم حسين وفضلت افكر في اللي حصل ، هقول لعم حسين يحكيلي هيهرب زي ما بيهرب كل مره ، طب اعرف الحقيقه ازااي!
صاحب البيت ديما بشوفه قاعد علي القهوه وبيشرب السيجاره ، خلاص بكره لازم اعرف منه كل حاجه ونمت صحيت لقيت واحدة واقفه قدامي وبتضحك .
مرضتش اخليه يقتلك يا زينة.
انتي مين وعاوزه مني ايه ضحكت بصوت اعلي :
انا اللي بخلص الناس من عذابها ي ، ا زييينة قومت من عىل السرير وبجري اهرب منها لقيت الست العجوزه دي واقفه على الباب وماسكة عصايه سانده عليها ، والطفل الصغير طالع من تحت السرير وبيعيط .
عاوزين مني ايه عاوزين مني ايييه ، دخلت المطبخ عشان اهرب من المواسير اللي ف المنور ولا اي حاجة دخلوا ورايا ولقيت المطبخ ريحته كلها غاز والراجل اللي كان عاوز يقتلني في الشقه هناك داخل عليا وف ايده سكينه كبيره ، خطفت سكينه من اللي ف المطبخ وضربته بيها وبس صحيت لقيت نفسي قدامك يا مها اقسم بالله هو ده اللي حصل.، بصتلها بتعجب :
انت عارفة انك متهمة بقتل مين لا مش عارفة ، قولتلها عم حسين الساعي؟
اقسم بالله ما قتلته صدقيني مقتلتوش ده مشي، ومكانش فيه حد في الشقه غيري
وقتها انا مبردش بحاول اجمع اللي قالته ده انا اعرف ان لو في في مكان جن هيكون واحد إنما عيله دا صعب جدا ، فيظهر ان فعلا صاحبتي زينة اتجننن ، ولغاية انهاردة هي في مستشفى الامراض النفسية والعصيبة ومحدش عارف هي قتلت ليه عم حسين بالسكين .
نظره لها سفروت بعد ان استمع الى حديثها كله وتنهد وسالها ببطء ويا ترى مها عرفت الاجابه ولا لسه هزت مها راسها وهي لا تعلم لذا اجابت عليه بشرود:-
مش عارفه مش عارفه ان كنت عرفت الاجابه ولا لا مش عارفه ان كانت اللي حصل لها دي حقيقه ولا من خيالها بس هي عمرها ما كانت كده وكان طول عمرها شخص عاقل ورافين وعمرها ما كانت هتؤذي احد حتى لو كان مين هو لكن اللي انا شفته ده كان صعب صعب اني انا اكتشف ان صاحبتي كده نظره لها سفروت وقال لها موضحا انا عايزك تفكري بعقلك انت هنا بقى لك فتره معنا والمفروض اي موقف يعدي عليك هتفتكريه هتعرفي كل اللي حكيته صاحبتك زينه كان حقيقه بس للاسف انتم كبشر عمركم ما هتعترفوا بده وهي كده كده الحالتين ماتت سواء ماتت ان هي بقت موجوده في المستشفى او حتى لو المستشفى اقرت ان هي بعقلها هتتعدم فده وضع طبيعي بالنسبه لها فهي كده كده تعتبر ما بقتش موجوده هتقضي الايام كلها اللي فاضله من حياتها ان هي بتكلم الحيطان حوالين منها اللي اخذتها دلوقت ونيسه لها وبقت دلوقت ما فيش حاجه في دماغها غير ان هي بتعيد القصه مره واثنين وثلاثه ومش لاقي حد يصدقها ولا حد ياخد بأيدها ...
عندما هز سفروت راسه لها وقال لها بهدوء انا عاوزك تحكيها كلها ليا من البداية ....
تذكرت قصة صاحبتها منذ ايام الطفوله صداقه اكتر من 13 سنه عند تلك اللحظة قالت :-
خلصنا دراسه مع بعض وكل واحد شق طريقه في الحياه زينة اشتغلت في حاجات كتيره جدا ، وكل ما كنت اقولها يابنتي ارسي علي شغلانه بقا ، العمر هيضيع وانت عمالة تروحي من شغلانه لشغلانه كانت ردها ديما ، انها مش لاقي نفسها ف الشغل ده ، كانت بيحلم ديما انها تكون صاحبة مشروع ، بتحلم زي ما كلنا بنحلم بالشقه والعربيه الآخر موديل ، واهي كلها احلامانا وزينة صحاب جدا بس الشغل وكده بيخلينا نشوف بعض كل فتره طويلة ، اخر شغلانه انا فاكرة كويس انها كانت محاسبة في معرض عربيات كبير في القاهره ، بس كانت بتتعب من المواصلات رايح و جاي كل يوم ، لانها من المنوفيه وف آخر مكالمه بينا : قالتلي انها معاه واحد في الشغل شافلها شقه كويسه وقريبه من شغلها .
بعدها بيوم كلمتها وعرفت انها فعلا أخد الشقه ، وانها مستريحة والدنيا تمام وعدي 4 ايام منتكلمش ، لحد ما حصل اللي حصل ، جاتني مكالمه من رقم غريب :
عادت بذاكرتها لتلك اللحظة
أيوه استاذة مها المذيعة معايا
ايوه مها مين حضرتك؟
مع حضرتك دكتور ايمن صدقي اخصائي الامراض النفسيه والعصبيه مستشفي ابن سينا
انا مكنتش مقة او حاسة بحالة البلاهة وكنت برد عليه بكلمه واحده ايوه
احنا عاوزين حضرتك في المستشفي بخصوص انسة زينة كمال ، عرفت بعدها انها محجوز هناك وأخدت العنوان وفعلا روحت ، قابلت الدكتور ايمن وقالي كلام كله كدب لان زينة متعملش كده ، قال ان زينة ولعت في البيت اللي أجر الشقه فيه وقتلت واحد .
تعرف ياسفروت انا كنت غي عالم تاني خالص مش مصدقة وكأني كنت في حلم وقولت للدكتور
مستحيل زينة تعمل كده يا دكتور دخلت لزينة
تنهدت مها بحزن وهي تتذكر وجه صديقتها الوحيده المقربه وهي نائمه على فراشها وداخل جسدها الكثير من الجروح والقروح وهنا بدات في قص ما شاهدته لسفروت
كانت نايمة ووشها فيه جروح كتيره وأسفل ذقنها فيه كدمة كبيرة ، نايمة كأنها في غيبوبه طويلة ، واللي زاد من حزني انها متكتفة وواقف علي الباب عندها عسكري فضلت جمبها ، انا وظابط اكتر من 6 ساعات انها تفوق عشان يحققو معاها وللاسف مفاقتش ، الظابط مشي وقال انه هييجلها بكره ، وانه هيضاعف الحراسه عليه لانها خطر جدا ...
زينة بقت خطر معقولة دي دي كانت نسمة !
فضلت قاعدة جمبها لحد ما فاقت إتنهدت كأنها في دنيا تانية براحة وقولتلها : حمدالله ع سلامتك يا حبيبتي
وقتها سألتني بذهول
انا فين ؟
قولتلها متخافيش انتي كويسة ، احنا في
مكنتش قادرة اقولها بس قولتلها اننا في المستشفي ، بصت على ايدها المتكلبشه بالحديد ، في السرير وبصت في عنيا بحزن وقالتي وكأنها بتنفي عنها وبتقولي برجاء انا مكنتش محناجة تقولي حقيقي :
اقسم بالله انا ما عملت حاجه .
قولتلها انا مصدقاكي ومتيقنة جدا بس
احكيلي ايه اللي حصل معاكي ، سكتت شويه وكانها كانت بتعيد الشريط وبتفكر تحكيلي ولا متحكيش وفي النهاية قالتلي بحزن وأسف : هحكيلك يا مها انا الشقه اللي انا أجرتها لقيتها مسكونه
انا كنت مش مصدقه الكلمه اللي هي قالتها انا مسكونه مسكونه مسكونه ازاي،
ووقتها كنت بدور على شقة تانية وسألت عم حسين الساعي اللي معانا في المعرض اللي جبهالي ، ان كان يعرف شقق مفروشه للايجار ، وتكون كمان قريبه من الشغل .
بعدها بيومين كان عم حسين جابلي الشقه وانا كلمتك يومها وعرفتك اننا رايحين نتفرج عليها عم حسين اتصل علي صاحب البيت دا وعرفه انه جايب واحد يتفرج علي الشقه وبالفعل روحنا الشقه كانت بسيطة وحلوة .
اتفقنا ع الايجار وكده وبعدها سلمت علي عم حسين وشكرته ، ونزلت انا وعم حسين روحت اشتري عشا بقا عشان اخيرا هرتاح من البهدلة ، وعم حسين نزل علي شقته ، لما عرفت انه ساكن ف الدور التاني ، البيت دا عباره عن 4 ادوار والدور فيه شقتين والشقه اللي انا ساكن فيها في الدور الرابع وقدام منها شقه ، وعليها قفل كبير جدا وقديم جدا ، لما نزلنا على السلم عرفت ان كل الشقق في العماره مسكونه ما عدا شقه واحده الشقه اللي قدام شقتي ، ومبتتأجرش لحد هي كده من يوم ما دخلوا البيت وسكنوا ومحدش عارف هي بتاعة مين .
ووقتها صاحبتي كملت القصة وبتقول ان اللي حصل معاها ، لما سئلت ساعى الشركة عن الشقة المقفولة :فلما سألته عن السبب قالها دي قصه طويله اوي يا انسة زينة ، هحكيلك متقلقيش ،
بتقول لي وقتها ان الفضول كان واخذها جدا ان هي تعرف الشقه دي بتاعه مين وخاصه ان لفت نظرها منظر القفل اللي على الباب القفل كان شكله غريب يعني الناس دي اكيد من زمان هي العماره ما كانتش جديده هي العماره كانت قديمه بس برضو منظر القفل اللي على الباب كان ملفت وقتها هو دخل شقته وهي راحت علي مطعم تتعشي كانت ميتة من الجوع ، اتعشت تمام وشربت الشاي
بتقول وقتها لما رجعت لقت عم حسين واقف تحت وهو بنعته بينام بدري عشان بيروح المعرض بدري فبتقول لي انا قلت له يلا يا عم يلا بقا يا عم حسين عشان تطلع وتنام ، بتحكي وبتقول اول ما طلعت علي السلم سمعت صوت طفل صغير بيعيط .
وقتها عم حسين دخل بيته وانا طلعت كنت بابص هو يا ترى سامع الصوت ده انا ما انا سمعاه
بس قلت يمكن الصوت ده طالع من اي شقه بس الفكره كلها ان انا لما وصلت الدور بتاعي لقيت ان
الصوت ده طالع من الشقه اللي المقفوله بالقفل وقفت في ذهول وكنت متنحه بتقول ده كان صوت طفل بيعيط بحرقه ، وكان حد بيضربه او بيخنقه
وقتها بتقول انا دخلت الشقه ، وقفلتها وقعدت على السرير مرعوبة فيه حاجة غلط ، فضلت قاعدة لحد ما نمت من غير حتي ما افكر ايه دا ولا ليه صوت الطفل ده او ايه مصدره ، صحيت الصبح صليت ونزلت فطرت علي عربية فول جمب البيت وبعدين ، روحت الشغل ، عم حسين داخل بالقهوه عليا وهو بيضحك:
صباح الفل يا استاذة زينة يارب تكون مبسوط من الشقه ، قولتله صباح الفل يا عم حسين ، اه الشقه تمام بس حصل حاجه غريبه وانا طالعة علي السلم امبارح بعد ماسيبتك
سألها حاجة ايه يا أستاذة زينة خير قالتله :
سمعت حاجه كده ، قالي سمعت ايه يا استاذة زينة قلقتيني ؟
قولتله على اللي حصل قالي لا عادي ممكن يكون حد من ولاد الجيران ، اللي تحت لسه عندهم بيبي جديد عقبالك يابنتي الحقيقه ، استغربت من طريقة كلامه وكانه بيخبي حاجه ، او خايف يقولي حاجه.
خلصت شغلي واتعشيت بره لحد ما روحت، البيت ده غريب فعلا ريحته كانها ريحة دم قديمه عارف ريحة الدم القديمه ، عامله ازاي
بس تخيلت انهم مثلا ممكن يدبحوا في البيت دا او من وقت قريب يعني ريحة الدم القديم دا ، ومع ذلك فضلت ادندن في اغنيه ، وانا طالعة على السلم ، وقفت قدام الشقه ودخلت المفتاح ف الكالون ووقفت ، وكان حاجه وقفتني ، يا تري هسمع صوت طفل ، زي امبارح ولا ايه .
بتقولي فضلت وقت كده وبعدين بتقولي انها
شالت المفتاح تاني وقربت من باب الشقه المقفوله دي ، اني اسمع اي صوت زي امبارح ، مسمعتش حاجه وقالت في سرها ايه عم حسين كان عنده حق ولا ايه ، الاضاءه في البيت تكاد تكون معدومه هي لمبه واحده ف مدخل البيت يعني تشوف كف ايدك بالعافيه ، ودي حاجه مبحبهاش الحقيقه ، برجع خطوه لورا عشان ادخل شقتي لقيتني دوست علي حاجة ولما بصيت تحت رجلي لقيتها قطه ، بس
قطه سوده شكلها مرعب ، و صوت موائها حتي كانها كانها مش لاقية وصف ، استعذت بالله وخلاص ، هفتح شقتي القطه هجمت عليا اتخبطت في باب الشقه الملعونه ، دي والباب اتفتح ولقيت نفسي جوه ازاي ده كان فيه قفل بره ، انا كنت حاسة اني في حلم غريل انا دخلت ازاي معرفش ، جيت اطلع بره الباب لقيته اتقفل وفضلت انادي يا عم حسين ، ياللي برا خرجت موبايلي انور الكشاف ، لقيت مفتاح نور ولعته ، لقيت الشقه العنكبوت ماليها وفي فران ماشيه بتحك في الحيطان وكأنها مش قادره تتحرك وشكلهم غرقان ميه .
الحيطه اللي الفيران جمبها فيه حاجه بتترسم عليها ، حاجه زي الضل واقف انا هموت من الرعب ، لحد ما الرسمه كملت صورة واحده نص ملامح وشها باين وشكله جميل اوي بتقولي انا فكرة ملامحها ، سمعت صرخه بصيت ورايا حاجه زقتني ووقعتني على الارض ، فضلت اصرخ بأعلي صوت وفيه صوت ضحك في ودني صوت ضحك مرعب ، مبقتش قادرة اتحرك والرسمه اللي في الحيطه دي جايه عليا .
طلعت من الحيطه وجيالي صوت ست عجوز بيقول ، اقتليه يا بنتي خلصي عليهم ، فضلت اصرخ لحد ما قمت ومسكت باب الشقه فضلت اشد فيه لحد ما فتح ، ولقيت طفل صغير قدام الشقه بيعيط عياط مرعب .
قولتله اوعي هو انا ناقص مصايب وقفت قدام الباب في صدمه فين شقتي ، وفين السلم ملقتش اي حاجه ف البيت غير الشقه وكان مثلا هي الشقه دي الوحيده في البيت ومش شايف اي حاجه طلعت الموبايل ملقتوش الشنطة اللي كنت لابساها مش لاقياها ، ايه ده هو جوه ولا ايه ، لا مش هدخل الشقه دي ، وفجأه الطفل الصغير ده شدني من رجلي ودخلني جوه كانت مستغربة ان طفل زي دا كده بتقولي وبقيت اصرخ مش مصدقة
ابعد عني انتوا عاوزين مني ايه انا معملتش حاجه ، والطفل ده عمال يسحبني ويعيط ، فضل يسحبني لحد ما دخلني اوضه ف الشقه وخرج ، انا حرفيا فاضلي لحظات وقلبي هيقف ، الاوضه اللي انا دخلتها دي زي اوضة مكتب وفيه صوره لبنت حلوه و ، ست كبيره وطفل صغير ، بدقق ف الصوره لقيت ان البنت دي هي نفس الوش اللي كان مرسوم علي الحيطه بره .
وصوره تانيه لوحدها لراجل وحسيت اني شوفته قبل كده ايه ده دا صاحب البيت اللي اشتريت منه الشقة ، دي مراته وولاده وقفت قدام المكتب لقيت اجنده ، وكان فيه نور بسيط في الشقة قريت اللي فيها وكان مكتوب اليوم أكملت أمي نصف قرن من العذاب ، نصف قرن من التعب والتحمل ما لا يمكن تحمله اعلم اني قد آذيتك كثيرا وها قد قررت بأن اخلصك من عذابي ، ببص في الدرج لقيت روشتات وعلاج وحاجات كتيره جدا والروشتات كلها لدكاترة أمراض نفسيه، فضلت افتش في الدرج ونسيت كل اللي حصلي بره، لحد ما لقيت واحد بيضحك قدامي .
ايه ده انت ميييين شكله غريب اووي شعره طويل واسود وسنانه كمان وحشه اوي ، وعمال يبصلي ويضحك ، مش عارفة اعمل ايه وعمال اصرخ واقوله :
انت مييين عاوز مني ايه لقيته بيقول :
انا اللي هخليك تبطل تسأل في اللي ، ملكش فيه مسكني من رقبتي وخنقني ، كنت بموت اعدت اصرخ ابعد عني هموت وعمال يخنق فيا وانا خلاص بموت ، وبعدين محستش بحاجه بعدها لقيت عم حسين وفيه دكتور واقف جمبه عم حسين؟
الف سلامه عليكي يا أستاذة زينة بركه انك قومتي بالسلامه
بتقول انا بصتله وسالته :-
ايه اللي حصل يا عم حسين ؟
شكلك وقعت من علي السلم يا أستاذة زينة بس الحمد لله جت سليمه وانك بخير
مشي الدكتور وبعدها مشي عم حسين وفضلت افكر في اللي حصل ، هقول لعم حسين يحكيلي هيهرب زي ما بيهرب كل مره ، طب اعرف الحقيقه ازااي!
صاحب البيت ديما بشوفه قاعد علي القهوه وبيشرب السيجاره ، خلاص بكره لازم اعرف منه كل حاجه ونمت صحيت لقيت واحدة واقفه قدامي وبتضحك .
مرضتش اخليه يقتلك يا زينة.
انتي مين وعاوزه مني ايه ضحكت بصوت اعلي :
انا اللي بخلص الناس من عذابها ي ، ا زييينة قومت من عىل السرير وبجري اهرب منها لقيت الست العجوزه دي واقفه على الباب وماسكة عصايه سانده عليها ، والطفل الصغير طالع من تحت السرير وبيعيط .
عاوزين مني ايه عاوزين مني ايييه ، دخلت المطبخ عشان اهرب من المواسير اللي ف المنور ولا اي حاجة دخلوا ورايا ولقيت المطبخ ريحته كلها غاز والراجل اللي كان عاوز يقتلني في الشقه هناك داخل عليا وف ايده سكينه كبيره ، خطفت سكينه من اللي ف المطبخ وضربته بيها وبس صحيت لقيت نفسي قدامك يا مها اقسم بالله هو ده اللي حصل.، بصتلها بتعجب :
انت عارفة انك متهمة بقتل مين لا مش عارفة ، قولتلها عم حسين الساعي؟
اقسم بالله ما قتلته صدقيني مقتلتوش ده مشي، ومكانش فيه حد في الشقه غيري
وقتها انا مبردش بحاول اجمع اللي قالته ده انا اعرف ان لو في في مكان جن هيكون واحد إنما عيله دا صعب جدا ، فيظهر ان فعلا صاحبتي زينة اتجننن ، ولغاية انهاردة هي في مستشفى الامراض النفسية والعصيبة ومحدش عارف هي قتلت ليه عم حسين بالسكين .
نظره لها سفروت بعد ان استمع الى حديثها كله وتنهد وسالها ببطء ويا ترى مها عرفت الاجابه ولا لسه هزت مها راسها وهي لا تعلم لذا اجابت عليه بشرود:-
مش عارفه مش عارفه ان كنت عرفت الاجابه ولا لا مش عارفه ان كانت اللي حصل لها دي حقيقه ولا من خيالها بس هي عمرها ما كانت كده وكان طول عمرها شخص عاقل ورافين وعمرها ما كانت هتؤذي احد حتى لو كان مين هو لكن اللي انا شفته ده كان صعب صعب اني انا اكتشف ان صاحبتي كده نظره لها سفروت وقال لها موضحا انا عايزك تفكري بعقلك انت هنا بقى لك فتره معنا والمفروض اي موقف يعدي عليك هتفتكريه هتعرفي كل اللي حكيته صاحبتك زينه كان حقيقه بس للاسف انتم كبشر عمركم ما هتعترفوا بده وهي كده كده الحالتين ماتت سواء ماتت ان هي بقت موجوده في المستشفى او حتى لو المستشفى اقرت ان هي بعقلها هتتعدم فده وضع طبيعي بالنسبه لها فهي كده كده تعتبر ما بقتش موجوده هتقضي الايام كلها اللي فاضله من حياتها ان هي بتكلم الحيطان حوالين منها اللي اخذتها دلوقت ونيسه لها وبقت دلوقت ما فيش حاجه في دماغها غير ان هي بتعيد القصه مره واثنين وثلاثه ومش لاقي حد يصدقها ولا حد ياخد بأيدها ...