الفصل الثانى

_ كويسه ازاى هو انتى متخانقه أنتى ومراد؟

أبتسمت باستهزاء : جاوب أنت كمان على نفس السوال انت متخانق انت ومها ليه اخر مرة مشت مها وهى بتعيط فى حاجه حصلت بينكم صح ؟!

ضغط على يده وأسنانه بعصبيه ونطق بحدة : أنا ومها قررنا ننفصل

شهقه عاليه خرجت من فمها : ليه كدا يا يحيى مهما كان الى بينكوا يا حبيبى أهدوا وأتناقشوا فيه وأكيد هيتحل وهتتراضوا

نظر لها أخيها بحزن وعينيه ذابله : الى حصل ما بينا لو أتنازلت عنه وأتكلمت معاها وأتراضينى هيبقى بكسر نفسى يرضيكى أخوكى يتكسر يا منه؟

فتحت عينيها بقوة غير مصدقه أن وصل الحال بينهم الى هذا الحد رأت بيعنيه نظرة حزن عميقه كسرة ضاق صدرها على اخيها فأقتربت منه وربتت على ظهرة بهدوء وهى تعلم أن أخيها سينفذ ما برأسها مهما حاولت أقناعه فضلت السكوت ومحاظثة مها وفهم الأمر منها أخرجها من صمتها صوت أخيها وهو يسالها :

وأنتى يا منه فى أى بينكم أنتى ومراد وضعكم مش مريحنى وحاسس أن الموضوع كبير أكبر من كل خناقه حصلت بينكم

_ هنطلق
قالتها منه بالامبالاه ظاهريه ليفزع يحيى : أى بتقولى تطلقوا ليه وعشان أى ... اى الى حصل بينكم يوصلكوا للدرجه دى يا منه؟

_ خاني

يحيى بصدمه : أى ؟!! أزاى مستحيل مراد بيحبك يا منه أكيد فى حاجه غلط ممكن تكونى ظالماه أو مش فاهمه الموضوع صح

هتفت منه بضحكه سخريه : هه انا شوفت محادثاتهم سوا وهو معترف بدا وأنا مش هستحمل أعيش معاه تانى وانا خلاص قررت هطلق منه

_ منه أنتى حامل هيبقى فى بينكم بيبى

منه بهدوء وهى تربت على بطنها المنتفخه : عادى فى كتير منفصلين وبينهم أطفال

_ كدا هتبقى بتظلمى أبنك يا منه

_ يرضيك طيب أنا أتظلم يا يحيى

ربت على كتفها بحنان أخوى : معاش ولا كان الى يظلمك ياروح أخوكى بس الموضوع ميتحلش كدا وأنا هربيهولك وهتكلم معاه

سالته منه بذهول : أنت عايزنى أرجعله بعد ما شوفت محادثاته معاها يا يحيى بقول لك خانى يا يحيى

احتضنها يحيى وبدا يربت على ظهرها ويلملم شتاتها بحنان ورحمه وهو يهمس لها بهدوء ورزانه : مقولتش ترجعيله أنا كل الى طالبه تهدى وانا هشوف الموضوع دا ونحله سوا

. . . . . . . . . . .

_ كنت فين كل ده يا بيه وليه مبتردش على موبيلك !

دخل غيث بهدوء لغرفته تاركها واقفه مكانها مصدومه تنظر لباب الشقه الذى تركه مفتوح على مصرعيه اتجهت له وأغلقته ودخلت خلفه غرفة نومهما وهى تراه يخلع جاكيت بدلته وساعته ويرمى بهما على احد فراشه بأهمال تنرفزة من لامبالاته وهتفت متساله

_ ممكن تقولى كنت فين كل ده ولا روحت عند جدك زى ما قلتلى ولا روحت الشركه سألت عليك فى كل مكان كلهم قالوا إنك مظهرتش النهارده.

أستلقى غيث على الفراش وأغمض عينيه بدون أن يجيب عليها لتدبدب على الأرض كالطفل وتقترب منه وتجلس بجانبه وهى تقول بغيظ : مش بكلمك انا

أمسك غيث بذراعها وجعلها تتوسط بين ذراعيه وداخل أحضانه لتفأجى بحركته كادت أن تعانده وتكمل شجارها وأسألتها ولكنها هدأت عندما سمعت صوته الحزين وبحته التى تدل على أنه على وشك الأنفجار والبكاء وكأنه يحاول أن يظل ثابت ولا يضعف أستكانب بين أحضانه مستمعه لهمسه : كان نفسى اشبع منه اتخطف من الدنيا فجأه وبين أيديا مقدرتش أساعده ولا أحافظ على حياته كان على طول هو الى بيساعدنى ولما جيت الفرصه عشان أردله ولو جزء بسيط من جمايله معرفتش وملحقتش 
طول الوقت شايف أثار دمه على أيدى وكانى مغسلتهاش عشر مرات لحد الوقتى ولسه كل ما أفتح كفوفى أشوفهم قوليلى يا جوهرة ان مفيش حاجه فى أيدى صح .... مات بين أيديا وهو بينقذ حياتى للمرة الالف ينقذ حياتى فيها ... جوهرة مقدرتش أرفع عينى فى عين أهله وأقولهم أنا السبب أنا الى قتلته أبوه وهو عمال يقول أبنى وسندى راح ولا أمه الى فضلت تعيط وتصرخ ومراته وبنته الى اتيتمت وكل دا عشان وكلته بمهمه والراحل غدر بينا وطمع فى البضاعه لوحده أنا قلتله يسيبوه ياخد البضاعه بس معتز هو الى صمم أنه يكمل وعاند معاهم وهو طلعوا مبيهزروش وقتلوه أكتشفت أن القتل طلع أسهل حاجه عندهم .... أنا مش قادر أقف على رجلى يا جوهرة حاسس أنى مش مالك أعصاب جسمى حيلى مهدود وشكل أهله ومراته الى بتنوح من فراق جوزها مش مفارقنى .... أحضنينى يا جوهرة ومتسبنيش أرجوكى . . .  انا مخنوق اوى ونفسى اصرخ اطلع كل اللى جوايا

ظلت جوهرة تسمعه وتربت عليه بحنان وهى تبكى على حزن زوجها وضعفه لاول مرة تراه خكذا ضعيف وحزين وهش كان بين أحضانها كطفل صغير فقد شخص عزيز عليه ظلت تسمعه برحابة صدر هدا بين أحضانها وأستكان لتعلم أنه قد غفى رفعت راسها من حضنه ونظرت له بهدوء أقتربت منه وقبلت راسه برقه وتنهدت وهى تلمس وجهه بحنان وحب تعلم الان لما دخل عليها كانه مغيب علمت الان مدى ألمه وما يشعر به الفقد والفراق من أصعب الشعور الذى قد يمر عليه الأنسان شعور أن تفقد شخص تكن له معزه خاصه كشعور أن أحد أصابعك قد خلع من مكانه ينقص جسدك شيء وأيضا روحك تبهت عن ذى قبل.
. . . . . . . . . . .

_ إيه دا انت رجعت

حرك راسه بسخريه : لا لسه دا عفريتي، أيه السؤال دا يا أسراء

أبتسمت بسذاجه وأقتربت منه وهى تمسك بحقيبه أوراقه وتأخذها منه لتضعها على الطاوله وتقترب منه وهى تشاكسه : بهزر معاك دا انت قموصة بجد

هز راسه بضيق : يا أسراء مش ناقصة هزارك الرخم دا اليوم كان متعب اوي النهارده فى الشغل.

_ يحبيبي اومال انتوا اسمكم رجاله ليه؟ عشان تتعبوا وتشتغلوا وتصرفوا علينا

نظر لها ولوح بيده وهو يهز راسه على نفس الوتيره : بصي انا مش فاضي للكلمتين بتوع رضوي الشربيني دول والله

اتسعت أبتسامتها : بس إيه رأيك فى كلامها مش كله صح؟

نفخ وكانه كان ينقصه الحديث عن تلك الرضوى الذى أصبح أسمها ينذكر ببيته كل يوم وكانها روتين فذوجته أصبحت مهوسه بفيديوهاتها : أنا داخل انام انتي واحده فاضية ودماغك رايقه

هتفت بسرعه لتوقف خطاه وهى تساله بترقب : إستني بس قبل م تنام، مش شايف كدا حاجه غريبه

التفت لها وسالها بعدم فهم : حاجة غريبه زي إيه؟

امسكت بيده وجعلته يجلس بجانبها مرة أخرى : حاجة كدا متغيره مثلا

زفر عمر : أسراء اخلصي هقوم

_ ركز يا عمر كدا فيا

نظر لها بدقه : غسلتي سنانك؟

رفعت حاجبها : إيه اللي غسلتي سنانك دي بقولك حاجه متغيره

_ منا مش شايف والله عارفه ليه عشان عاوز انا، هنام واقوم بعدين اقولك المتغير إيه

عارضته بقوة : لا مفيش نوم النهارده غير لما تقولي او هعيط والله

تنهد بتعب : خلاص قولي انت ونخلص ف ام الليله دي

_ يعني انت مش حاسس بحاجة خالص؟

_ لا مش حاسس

رفعت أصابعها وهى تلوح بأظافرها : لون المانكير يا عمر أى مش شايف عميت دا لون كشمير بس الدرجه بتاعته دى فضلت أدور عليها مده جامده ؟

رفع حاجبه وكاد ينفجر عليها ولكن تماسك وهو يتذكر أنها اصبحت كثيرة البكاء هذة الفترة من الحمل ويجب أن يتوخى الحذر حتى لا تبدا بالنواح فسايرها : إيه دا تصدقي مكنتش واخد بالي

ابتسمت باتساع : بس إيه رأيك حلو صح جنته نفس درجه اللون زى ما كانت رضوى الشربينى حطاه فى حلقه أول أمبارح صورته وبعته لريهام وسمر قالولي يجنن

نظر لطلاء الأظافر : اه حلو

سالته بترقب : حلو بس؟

تغصب الابتسامه وقد بدا الارهاق ظاهرً عليه : زي القمر يا حبيبتى

_ قمر بس يا عمر ؟

-انتى حلوه من غير حاجه

_ حلوه بس ؟

هز راسه وقد علم بما سيحدث فقرر أن يقتصر الحوار على ذلك واشار لها : هاتي التلفون دا كدا يا اسراء

تعجبت منه وسالته : ليه يا عمر ؟

عقد ذراعبه أمام صدره وهو يقول بتنهيده ؛ هتصل ع ابوكي يجي ياخد بنته المجنونة دي

رفعت حاجبخا بتحدى وكانها تحفظ الرد عن ظهر قلب : الشقه من حق الزوجه ورضوي قالت متسبيش بيتك

تنهد بقلة حيله ووقف ليتوجه لغرفتهما وهو يقل بتعب : يأدى رضوى الشربينى الى هتخرب بيتنا دى أسراء انا قايم انام وحسبي الله...

تبعته بسرعه وهى تهتف بحماس : خلاص يا حبيبى متزعلش نفسك دا انا عملالك الاكل اللي انت بتحبه.

فتح خزانه ملابسه بلامباله فأقتربت منه وهى تقول ببتسامه : مش مصدقنى صح ؟

نظر لها وقال بصدق : الصراحه أه أكيد عامله عدس كالعادة

هزت راسها بلا وأغلقت الخزانه وهى تقترب منه وتمسك يده لتجعله يتبعها ويتوجها للمطبخ : عملت محشى مشكل والحمد الله مشيت على تعليمات مامتك وطلع صح لا وايتنى المفجاه الكبيره بقاا عملت بط كماان

نظر للأطباق الموضوعه على طاوله الطعام بأعين مصدومه

أبتسم عمر بقوة ونظر لها بعدم تصديق فأقترب منها وطبع قبله ناعمه على وجنتيها وهو يهتف بحماس : هروح أغسل ايدى وأغير هدومى وأجى ألتهم الأكل الحلو الى يفتح ألنفس دا

ضحكت بقوة وهى تراه يذهب ليغسل يديه : عمر متنساش تحط هدومك فى الغساله مش هفضلىدايما اشيل هدومك من على السرير زى العيال الصغيره

. . . . . . . . . . . . . . . 

_ سمر متحطيش  النار جمب البنزين وبعد كدا تزعلى
هتفت ريهام جملتها بنظر ذات معنى واضح وصريح لتعقد ريهام حاجبيها بعدم فهم فهى لم تفهم ما تومى اليه صديقتها لتسالها بأستفسار : قصدك أى يا ريهام ؟! أنا مش فاهمه كلامك بنزين أى ونار أى الى بحطها جمبها

تنهدت ريهام على صديقتها الغبيه ونطقت : أقصد سالى بنت عمتك الى كل شويه عندك فى الشقه

_ مالها سالى دى طيبه وكمان بتساعدنى فى حاجات البيت أنتى عارفه أنى من ساعه ما حملت وأنا تعبانه جامد وبعدين بتيجى تسلينى والأسبوع دا عمتو مسافره وقلت بدل ما تقعد لوحدها فى بيتهم اهى تبات معايا الكام يوم دول بدل ما بفضل طول اليوم قاعده لوحدى

سالتها ريهام برفعه حاجب : ومعملتيش حساب جوزك أدهم يا ست هانم

هزت سمر راسها : ماله أدهم على فكرة بقا أدهم مش مضايق من قعدتها معانا بالعكس ولما بيجى من الشغل بليل ونتعشى بتخرج تقعد معانا شويا قدام التلفزيون مش بنبطل ضحك وهزار

ريهام بصدمه : بت انتى مش خايفه الشيطان يلعب فى عقلها وتخطف جوزك منك

صدمت سمر من كلام صديقتها وصمتت لدقائق وبعدها هزت راسها : لا لا سالى زى أختى ومتربين سوا وأنا عارفه تربيتها كويس لا يمكن تخونى

ريهام بأستنكار : حرصى منها يا سمر عشان الشطان شاطر

_ أنتى بتقولى اى يا ريهام سالى دى مستحيل تعمل كدا وبعدين هى قالتلى أنها بعد طلاقها كرهت صنف الرجاله كله

ضحكت ريهام بسخريه : هه ياخوفى منها يا سمر أنا لما شوفتها مرتحتلهاش مايعه كدا وكلامنجيه وتحسيها كدا مس....

قاطعتها سمر : خلاص يا ريهام قلتلك سالى دى زى أختى ومستحيل تعمل كدا وبعدين أنا بثق فى أدهم

_ أنا بقول لك حرصى يا سمر الحرص واجب

شردت سمر فى كلام ريهام هل يعقل !!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي